روايات

رواية ثأر الشيطان الفصل التاسع 9 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان الفصل التاسع 9 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان البارت التاسع

رواية ثأر الشيطان الجزء التاسع

ثأر الشيطان
ثأر الشيطان

رواية ثأر الشيطان الحلقة التاسعة

“يقولون أن الحب أعمى ولكن جواد لا يحب شمس فقط بل يعشقها!”
كان في طريقه حيث سينعقد الإجتماع الذي ستقوم شمس بمناقشة صفقتها به، كان شاردًا وغاضبًا في ذات الوقت كيف يفعل بنفسه ذلك معها؟ ألا يكفي؟ يا الله لقد أرهقته ولكنه إكتشف أنه لا يستطيع البقاء حيًا بدونها، إستفاق من شروده على صوت هاتفه الذي يُعلن عن وصول رسالة نصية له، قام بفتحها يطالع محتواها.
“You didn’t complete the previous deal well but we hope you like our gift”
“لم تقم بإتمام الصفقة السابقة بشكل جيد!، ولكننا نتمنى أن تنال هديتنا إعجابك”
عقد حاجبيه بغضب من تصرفات هؤلاء الأوغاد، طالع الوقت بهاتفه ووجد أنه متبقٍ فقط خمس دقائق للوصول إلى مكان شمسه.
دخلت شمس بأناقة أحد المطاعم الراقية مرتدية معطفها الأسود وسألت عن طاولة معينة ودلها أحد العاملين نحو طاولة يجلس حولها رجلين ينتظرانها وحينما لاحظا إقترابها نحوهم وقفا إحترامًا لها هزت رأسها بإبتسامة ترحب بهما كما رحبا بها وجلست أمامهم، أردف أحدهم بغزل ويُدعى “ممدوح”
“مكناش نعرف إن بنت بهجت بيه جميلة أوي كده؟ اه كنا بنشوف صورتك في المجلات والجرايد بس إنتى على الحقيقة أحلى.”
إرتعشت إبتسامتها بسبب إحراجها وأردف الآخر بغزل مريبٍ والذي يُدعى “حسن”:
“طبعا عندك حق .. وطليقها خسران عشان خسر إنسانة زيها.”
ارتبكت واضعة يدها على رقبتها تدلكها ثم أردفت إبتسامة هادئة وواثقة:
“أنا جاية هنا عشان في صفقة المفروض نتناقش فيها بس لو حابين تتكلموا عني او عن حياتي فممكن نتفق على وقت تاني أفضل.”
كادت أن تقف ولكن المدعو حسن أوقفها:
“آسفين ليكِ طبعا، مانقصدش إتفضلي.”
هزت رأسها وقامت بفتح ملفات الصفقة وبدأت بمناقشتها .. كان ممدوح يركز في بنود الصفقة أما الآخر كان يطالعها وهو يرتشف قهوته .. يتابع حركاتها .. نظراتها .. ولكن نظراته لها لم تكن نظراتٍ بريئة بل كانت مفترسة كنظرات أي ذئب بشري .. ثانية .. ثانية واحدة وكانت قهوته تنسكب في عينيه جراء رفع يده الممسكة بالكوب من خلال جواد ..
تحدث بصراخ وألم:
“عيني.”
في ذات الوقت كان جواد يمسك شمس من ذراعها .. أردفت شمس بضيق:
“إنت بتعمل إيه هنا؟”
رد عليها بغضبٍ أكبر:
“أنا إللي المفروض أسأل السؤال ده، إنتِ بتعملي إيه هنا وسط الرجالة دي؟؟ واحد كانت عينه هتطلع عليكي بسبب لبسك وشكلك و..”
صمت لثانية بسبب غضبه واستأنف:
“ولا إنتِ كنتِ حابة بصاته ليكِ أصلا؟!!”
كادت أن تصفعه ولكنها صدمت عندما دفعها أرضًا بيده اليُسرى وأشهر عياره الناري بيده اليمنى في ذات الوقت نحو أحدٍ ما بالمطعم وبدأت أصوات طلقات النيران في المكان .. وكان رجال جواد من يطلقون النيران على رجالٍ آخرين غير معروف هويتهم أو تابعين لأي طرف لأنهم كانوا ملثمين ..
“إستخبي تحت أي ترابيزة يا شمس.”
أردف جواد بتلك الجملة بصوتٍ مرتفعٍ .. وبالفعل اختبأت تحت إحدى الطاولات بجانب سيدة تحتضن طفلها الرضيع وهي تبكي بخوف وفزع .. كانت تشعر أنها تائهة لا تدري ماذا يحدث حولها … أصوات طلقات النيران لا تتوقف، وقعت عينيها على الرجلان اللذان كانت تجلس معهم كانا يختبئان برعب أسفل إحدى الطاولات .. كيف حدث هذا؟! في ثانيةٍ واحدةٍ كل ذلك حدث! .. ماذا يفعل جواد هنا؟ ماذا يعمل من الأساس؟؟ من هؤلاء!.
إختبأ جواد نحو أحد جدران المطعم يلتقط سلاحان قذفه له أحد حراسه على بُعد .. أمسك بهما بقوة ثم خرج من خلف الجدار وبدأ بإطلاق النيران بالعيارين وهو يتحرك من زاوية لزاوية أخرى بالمطعم كان كل مقصده هو إصابة اليد أو القدم .. يبتعد عن المناطق التي بها أعضاء حيوية لكي لا يموت أحد وذلك ما فعله هو ورجاله حتى انتهت أصوات طلقات النيران بالمكان وتعالت أصوات سيارات الشرطة بالقرب من المطعم .. سمع صوت هاتفه يعلن عن وصول رسالة نصية أخرى .. التقطه وطالع الرسالة بغضب:
“This time the gift was simple, we will be waiting for you at the Mafia bosses gathering in Italy, we will announce it soon”
“تلك المرة الهدية كانت بسيطة، سننتظرك بحفل تجمع رؤساء المافيا في إيطاليا، سنُعلن عنه قريبًا”
انتبه عندما أخرج الرجال الملثمين الملقون أرضا مادة شربوها وفي غمضة عين كان جميعهم أمواتًا .. ألقى جواد أسلحته بضيق مما يحدث، يكرههم .. يكرههم جميعًا، إستفاق من تفكيره عندما سمع صوتها..
“جواد.”
إلتفت للخلف رآها تبكي إقترب منها ورَكَع يطالعها .. ينظر لملامحها جيدًا يتأكد أنها بخير ولم يُصِبها أذى.
أردفت بارتعاش:
“مين دول؟”
كان يتمنى لو يضمها يطمئنها ولكنه أردف بعجرفة:
“مش عارف، ومايهمنيش أعرف.”
بعد مرور عدة دقائق:
إستمرت التحقيقات بالمكان وتحدث الشهود عن الواقعة والتي من بينهم شمس أما بالنسبة لجواد فقد كان يقف مع صديقه يتشاجران:
“برده هتقول متعرفهمش؟! أومال أنا إللي أعرفهم؟! دول كانوا جايين يقتلوك يا جواد!! متعرفهمش إزاي؟”
“أنا قولت كل اللي عندي يا عاصم، واللي حصل ده حماية للناس اللي موجودة في المكان، يعني أسيبهم يموتوا لو طلقة جات فيهم بالغلط؟ وأظن إنك شوفت كل اللي حصل في الكاميرات في المكان.”
“ماهي دي المشكلة يا جواد.”
صمت عاصم قليلاً ثم أردف:
“ماشي يا جواد، بس صدقني لو المرة الجاية لقيتك في مكان فيه قلق .. حتى لو مجرد مكان إنت عديت منه أنا هحبسك.”
أردف جواد ببرود:
“اعمل إللي تعمله.”
ثم تركه واقترب من شمس يطبق على ذراعها يجرها خلفه ..
“جواد.”
لم يُجبها ولم يتحدث ولكنه أجبرها أن تركب معه داخل سيارته وأمر سائقه بالتحرك .. ظل طوال الطريق صامتًا وشاردًا ولكن في ذات الوقت يمسك بيد شمس بقوة أخرج هاتفه وطلب رقمًا ما وكان الطرف الآخر هو ساجد طليقها:
“أيوه يا بوص.”
“وصل الكلام ده للزبالة بتوعك .. أنا جواد الجندي مابتهددش أبدًا .. وقريب جدا هنتقابل.”
ثم أغلق بوجهة وظل صامتًا .. كانت تطالعه بهدوء ولكن بداخلها العديد من الأسئلة .. لقد تغير جواد كثيرًا عن آخر مرة .. أصبح ككتلة الثلج تمامًا .. لا أحد يعلم ماذا يجول بخاطره .. في السابق كان من السهل التقرب منه كان انسانًا بسيطًا على الرغم من غلاظته معها لكنه الآن أصبح صعبًا حتى في التحدث معه.
رن هاتف جواد يعلن عن رنين مستمر التقطه وكان السيد بهجت إبتسم جواد بهدوء وقام بالرد:
“ألو.”
“جواد ابني إزيك؟”
“بخير الحمدلله، طمني عليك؟ أنا عديت عليك النهاردة انت مكنتش موجود”
سعل بهجت بقوة مما جعل من جواد يتعجب لأمره ..
“أنا تعبان شويه واخد شوية برد .. هسألك سؤال وترد عليا.”
“اتفضل.”
“انت لسه بتحبها يا جواد؟”
في تلك اللحظة تقابلت عينيه مع شمس التي تنظر له بحزن وفي ذات الوقت بداخلها العديد من الأسئلة .. ونظر لأيديهما المتشابكة ولكنه تركها بجفاء ثم أردف متجاهلا سؤال السيد بهجت:
“إنت لازم تكشف.”
“لا يا جواد مش عايز أكشف .. أنا محتاج أعرف إجابة سؤالي دلوقتي حالا.”
أغمض عينينه بقوة متحدثًا بهدوء:
“ماتضغطش عليا، انت محتاج عناية طبية وأنا هبعتهالك.”
قهقه بهجت بخفة متحدثًا:
“أنا خلاص أخدت جوابي منك، بتمنى تسامحني يابني، ومش لازم تيجي تزورني لإني عارف إنك مش عايز تيجي عندي هنا تاني عشانها.”
“الكلام ده ميتقالش على التليفون يا بهجت بيه، انت والدي وماينفعش الإبن يزعل من أبوه.”
“ماشي يابني.”
“أشوفك على خير.”
“إن شاء الله.”
أغلق المكالمة وأرسل رسالة بإرسال فريق طبي لمنزل السيد بهجت للعناية به ..
“طالما والدك تعبان نزلتي ليه؟”
أردف بذلك السؤال بجفاء كادت أن ترد تقوم بالدفاع عن نفسها ولكنه تحدث بجفاء مستأنفًا:
“مالهوش لازمة خلاص قربنا نوصل.”
لم تعد تفهم ماذا يحدث؟ لما يتحدث معها هكذا؟ أكل هذا لأنها قامت بجرحه؟؟ ولكن فاض بها الكيل.
أردفت بصراخ:
“هو في إيه؟ إنت ليه بتتعامل معايا كده؟”
علا صوته في المقابل وأردف بغضب:
“عشان إنتِ تستحقي كده، أنا شوفت بسببك حاجات كتير، أنا مكنتش كده يا شمس! .. أنا كل اللي أنا فيه ده بسببك إنتِ.”
بكت وتحدثت بقهر:
“وأنا ماطلبتش منك تتدخل في حاجة تخصني، ماحدش طلب منك حاجة بجد! ليه جايب السبب كله عليا!!.”
“فات الأوان .. الشخص إللي بيتعاقب على كل فعل إنتِ عملتيه في حياتك هو أنا.”
“ليه؟؟! ليه ياجواد؟؟”
أردف بتأثر وهو ينظر في عمق عينيها:
“عشان … عشان…”
ولكنه صمت لم يعد يستطيع أن يتحمل وجودها بقربه يجعله يفقد السيطرة على مشاعره وعلى ذاته من الأساس .. توقفت السيارة أمام قصر السيد بهجت ..
أردف جواد بهدوء:
“مبقاش ينفع نبقى سوا يا شمس .. أنا وانت مينفعش نبقى موجودين في حياة بعض .. أنا مش جواد بتاع زمان .. أنا دلوقتي شخص تاني مينفعش تبقي موجودة في حياته أصلا.”
كادت أن تتحدث ولكنه أردف بدلًا عنها:
“اتفضلي انزلي اتطمني على والدك .. أتمنالك التوفيق في حياتك.”
لم تكن تملك أي فرصة سوى أن تأخذ المتبقي من كرامتها وتخرج من سيارته دون النظر خلفها .. ولكنها على يقين جيدًا أن كل ذلك من صنع يديها، دخلت القصر أما هو فقد عمل مكالمة هاتفية لرقم مجهول وأردف بشرود:
“كانوا جايين يقتلوها .. كانوا عايزين ياخدوا مني أغلى حاجة عندي .. بس صدقني مش هيشوفوا الشمس في أيامهم الجاية، هحرقهم بالنار إللي في قلبي.”
مرت الأيام وكثرت سفريات جواد لخارج مصر وكانت شمس تتابع أخباره من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ولا تدري ما سبب سفره المستمر هذا؟ .. هناك شئ غير مفهوم في حياة جواد! وتساءلت أيضًا .. أين عائلته؟؟؟ من أي عائلة ينحدر جواد!! .. أين والده وأين والدته اكتشفت أنها لا تعلم عنه أي شئ .. زاد مرض السيد بهجت في الآونة الأخيرة وكانت شمس خائفة كثيرًا بسبب وعكته الصحية تلك التي لم يجد الأطباء لها سبب! .. وفي يومٍ ما كان السيد بهجت يقف في حمام غرفته يسعل بشدة وضع يده موضع فمه يحاول أن يهدأ ولكنه وجد نفسه يسعل دمًا .. ظل ينظر للدماء لثوانٍ ولكنه استفاق عندما سمع صوتها.
“بابي.”
قام بغسل يده من الدماء بسرعة ومسح فمه بالمياه وأخذ نفسه عميقًا يحاول أن يظل ثابتًا وقويًا أمام ابنته.
خرج من الحمام بإبتسامة أبوية بشوشة واقترب منها يضمها بقوة ..
“ايه يابابي؟ إنت كويس؟”
“الحمدلله يا حبيبتي، حبيبة بابي عاملة إيه النهاردة؟”
“أنا بخير الحمدلله طول مانت بخير، يلا عشان تاخد الدواء.”
هز بهجت رأسه وجلس بفراشه بمساعدتها .. أعطته الدواء ثم قامت بضمه بقوة ..
“هتعملي إيه دلوقتي؟”
أردفت بإبتسامة:
“مافيش هقعد معاك شويه وبعدها هروح أنام.”
“طب روحي نامي لإني محتاج أنام دلوقتي.”
“ماشي يا حبيبي تصبح على خير.”
قبلت مقدمة رأسه ثم أغلقت إضاءة الغرفة وخرجت منها، أخذ بهجت هاتفه وحاول الإتصال بجواد ولكن الرقم كان خارج التغطية .. بدأ سعاله يشتد وأرسل له رسالة نصيه لعله يراها فيما بعد.
“رواية / ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات”
في صباح اليوم التالي:
دخلت شمس غرفة والدها تبتسم بسعادة وقامت بإزاحة الستائر بمفردها لكي تنتشر آشعة الشمس بها، وتركت الخادمات طعام الفطور بالغرفة ثم خرجن، اقتربت شمس منه متحدثة بتفاؤل:
“يلا يا بابي قوم عشان تفطر.”
ولكنه لم يُجِيبها ..
“بابي بلاش دلع، قوم يلا عشان البنات حضروا الفطار وهو خلاص قرب يبرد ده أنا صممت إني أصحيك بنفسي”
ولكنه لم يستيقظ أيضًا .. أمسكت بيده ولكنها صعقت عندما وجدتها باردة وليست دافئة كالعادة قامت بهز جسده لكي يستيقظ:
“بابي أرجوك إصحى.”
بدأ نحيبها عندما وجدته لم يستيقظ وصرخت بأعلى صوتها في القصر جعل الكل يركض على غرفة السيد بهجت.
……………………
كان جواد برفقة رجاله خارج مصر في دولة أجنبيه ينظر للمبنى الموجود أمامه والذي يتم إحتراقه كليًا .. كان ينظر بقسوة للمبنى الذي تلتهمه النيران بالكامل ثم أمسك بهاتفه وقام بفتحه ولم ينتبه للرسالة التي آتته وقام بكتابة رسالة نصية للرقم الذي أرسل له الرسالة السابقة قبل ذهابه للمطعم.
“One for one, and the one who started is wrongful, the next time you will be the ones who burn, my regards”
“واحدة بواحدة والبادئ أظلَم، في المرة القادمة ستكونون أنتم من تحترقون، تحياتي.”
ثم أغلق هاتفه وابتعد عن هذا المكان بسيارته وبعد عدة دقائق أتت مكالمة له من هاتف أحد رجاله من القصر يريدون إخباره بشيء. أعطاه الرجل هاتفه وأخذ جواد الخبر الذي نزل على قلبه كالصاعقة! وهو موت السيد بهجت.
……………………
كانت آيات القرآن الكريم منتشرة في دار مناسبات يتم فيه عزاء السيد بهجت .. كانت شمس تنظر أمامها بشرود وعينيها مازالت تخرج منها الدموع حتى الآن .. كانت صباح تجلس بجانبها تمسك يدها بقوة ولكن شمس مغيبة العقل في عالم خاص بها .. وهو تخيلها لكل لحظة كانت بها مع والدها .. إبتسامته .. ضحكاته .. ضمته لها .. تشعر بإنحناءة غريبة في ظهرها! .. تشعر أنه لا يوجد أحد بجانبها .. لقد إختفى من كان يدللها ويستثنيها عن الآخرين .. اختفى داعمها وقوتها ولن يعود مرة أخرى .. مات السيد بهجت ولن يعود! .. كان جواد يقف يأخذ عزاء السيد بهجت ويصافح الموجودين بوجهٍ شاردٍ .. يتذكر كم مرة شجعه السيد بهجت على عمله وأن يظل دائمًا في الطريق المستقيم .. ظل جواد وشمس هكذا حتى انتهى العزاء واقترب جواد من مجلس السيدات لكي يأخذ شمس ويرحلا ..
أردفت صباح عندما رأته يدخل المجلس:
“جواد بيه يا شمس جاي ياخدك.”
رفعت شمس رأسها بأعين مليئة بالدموع متحدثة بنبرة مهزوزة:
“جواد.”
استقامت بصعوبة بمساعدة صباح واقتربت منه ولم تشعر بنفسها سوى وهي ترتمي في أحضانه ويقوم بضمها بقوة .. أردفت بنحيب:
“بابي مات يا جواد .. أنا ماليش غيرك، ماتسبنيش .. أنا مبقاش ليا حد غيرك ماتعملش زيه وتسيبني وتمشي يا جواد أرجوك.”
ربت بحنو على ظهرها بيد وشعرها بيده الأخرى كحنان أبٍ على إبنته ..
“سابني ومشي.”
“ماتقلقيش، انا معاكي .. يلا نمشي.”
هزت رأسها بتيه وحاوطها بذراعيه يقوم بمساعدتها في التحرك بسبب حالتها تلك وركبا سيارته .. كانت مستندة برأسها على كتفه طوال الطريق تنظر أمامها بشرود؛ أما هو فقد كان شاردًا يفكر كثيرًا بما سيحدث في الأيام القادمة فهو وبصعوبة كان يبتعد عنها لأجل مصلحتها .. ولكن الآن بعد رسالة السيد بهجت أصبحت شمس مرتبطة تمامًا به ولا يمكن أن يبتعدا تنفيذًا لوصية السيد بهجت آخر كلمات قد أرسلها له في رسالة نصية قبل وفاته ..
” خلي بالك من شمس يا جواد .. إتجوزوا وعيشوا وانسوا اللي فات أنا عايز أموت وأنا مطمن على بنتي ومش هعرف أطمن عليها غير معاك.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثأر الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *