روايات

رواية نفق الجحيم الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم البارت السابع والعشرون

رواية نفق الجحيم الجزء السابع والعشرون

نفق الجحيم
نفق الجحيم

رواية نفق الجحيم الحلقة السابعة والعشرون

إتطلعت حوريه حواليها وإتفحصت الحريم وشافت إن شام مش وسطهم، فطلعت بشرارها ونارها على أوضتها هي وكرار وخبطت عالباب كام خبطه قويه، وبعدها فتحت الباب ودخلت من غير ماحد يأذنلها، وشافت ولدها نايم علي السرير ولساه عيفرك وشه يضيع أثر النوم، وشافت شام ففرشتها، ومن غير صباح الخير زعقت بعلوا حسها:
وهتقوم ميته السنيوره تشوف اللي وراها ولا تكونيش إتنصبتي هانم وإحنا منعرفوش؟ قومي يامجلعه قومي إعملي بلقمتك اللي عتطفحيها مش خدامين أبوكي إحنا نجهزوا وانتي تطفحي عالجاهز.
وبصت لكرار اللي إتعدل وقعد علي السرير وغيرت نبرة صوتها وهي عتقوله:
إصباح الخير يانور عيني، يسعد صباحك ياغالي
رد عليها كرار وهو قايم:
إصباح النور يمه، قوام هاتيلي شوية ميه حاميين اتشطف.
حوريه ردت عليه وهي باصه لشام اللي قامت بضعف وإبتدت تطبق فرشتها:
وليه اني اللي اجيبلك الميه متجيبهاش السفيره عزيزه ليه؟
وليه تتشطف شطيف متتسبحش، أني واخده لاحظ إنك بقالك كام يوم معتتسبحش الصبحيه! خير؟ هي السنيورة متمنعه عليك ولا إيه؟
كرار بعدم مبالاة:
محدش يقدر يتمنع علي كرار، بس اني اللي مليش نفس ليها، وهاتي إنتي الميه عشان تشهلي لانك لو سبتي داي تجيبها هتاجي بيها بعد ساعه وهي عتتمارض، وكمان متخليهاش تحط يدها في الوكل النهاردة، قايمه من الفجور تستفرغ وقرفتني وخلت معدتي إتقلبت قلب.
حوريه سمعت كلام كرار وبصت لشام بإنتباه ولاحظت إن وشها مخطوف وشكلها متغير وحمار خدودها باهت، والشك دخل فقلبها في الدقيقه، وتقريباً عرفت اللي فيها، ومتعرفش ليه في اللحظه داي حست بضيق، ومع إن اعز الولد ولد الولد وخصوصي عيال كرار حبيب قلبها كانت حاسه إنهم هيكونوا الأقرب لقلبها من بين احفادها كلهم، ومعزتهم من معزة أبوهم، لكنها لما إتخيلت إنهم هياجوا من شام بالذات كرهتهم من قبل حتي ماتشوفهم.
وطلعت من الأوضه فوراً وهي عتتمني من كل قلبها إن شام متطلعش حبله من صوح، وإن المسأله داي تتأخر شوية.
لكنها طول اليوم كانت عتراقب شام اللي كانت تهمل اللي فيدها كل هبابه وتروح تستفرق ووشها غادى اوصفر كيف الكركم، وإتوكدت إنها حبله وديه شيئ مفيهش جدال، وحتي حريم البيت كلهم فضلوا يتغمزوا عليها وشكوا في الأمر،
ومش بس هما اللي لاحظوا ديه، لا دي الجده عديله كمان لاحظت ومن جواها فرحت لشام؛ عشان هياجيلها اللي يهون عليها كل التعب والعذاب، وينسيها القسوة، ويخليها تصبر على الأيام عشانه، ومن غير كلام ولا حديت طلعت فلوس من جيبها وعطتها لممدوح واد صفوت وقالتله يروح يجيب كيس تسالي كبير ونص دستتة عصير قها علب من اللي عتحبه شام،
وخدتهم منيه بعد ماعطتله نصيبه منهم هو واخوه ودخلتهم أوضتها وإستنت بعد ماخلصت شام الشغل اللي عليها بالعافيه، ونادمت عليها ودخلت بيها أوضتها، وعطتها الكيس وهي عتقولها:
أخدي ياشامه هبابة التسالي دول قروضي فيهم وكت ماتجوعي في الليل أو وكت ميبقالكش نفس للوكل، عشان الظاخر الحكايه داي هتوحصول من إهنه ورايح كتير.
شام سألتها بإستغراب وهي عتفتح علبة العصير اللي عتحبه بلهفه:
قصدك إيه ياستي هى إيه اللي هتوحصول كتير؟
عديله بإبتسامه: صدتك عن الوكل ياقلب ستك، أصله باين من أوله إنه صعيب ومتعب وإنك مش كيف حريم البيت اللي معتحسش بروحها غير بعد كذا شهر ويبقوا ماشيين ولا كأن فيهم حاجه.
شام بصت لعديله بإستغراب أكبر وهي مش فاهمه قصدها، وعديله طبطبت عليها وهي عتقولها.. إشربي عصيرك يابنيتي وإفرحي ربنا هيراضي قلبك ويثبت رجلك ويغير قدرك، كام يوم وهتعرفي كل حاجه بس دلوك إشربي يابنيتي إشربي.
وبالفعل إبتدت شام تشرب العصير وإتجاهلت كلام الجده عديله وإعتبرته لغز جديد من الغاز كتير معتعرفلهاش تفسير في البيت ديه.
وأثناء ماعتشرب فضلت عديله تمسد على شعرها وتضفر فاطراف ضفايرها المفكوكه ولمساتها فكرتها بحنان أمها وحضنها الحنين، ولقت روحها رقرقت عليها وعلى إخواتها وأبوها، وقلبها نبض بإشتياق ليهم، وهمست لعديله بتمني:
أني إتوحشت ناسي قوي ياستي، هو مينفعشي اروحلهم اقعد معاهم يومين؟
عديله سمعت كلام شام وضربت علي صدرها بصدمه وهي عتقولها:
يامري ياشامه، إنتي عايزه الناس تمسك سيرتك يابتي وسيرة ابوكي ويقولوا راحت بيت أبوها قبل ماتكمل سنه ولا حتي تروح بعيلها؟
شام. ردت عليها بعيون إتجمع فيهم الدمع قوام:
طيب اعمل ايه ماني اتوحشتهم وهما زي مايكونوا راحوا ونسيوني ولا حد سأل فيا من ساعة ماجوني في الصباحيه، واديني داخله فشهر أهه ولا جيت على بالهم ولا كأني بتهم!
عديله: البلد بعيده وإحنا اغراب عنهم ومتنسيش إن بيتنا محدش غريب عيدخله يابنيتي وأكيد حد قال إكده قدام ناسك فهما مستحيين ياجوا.
وعلى العموم أني هقول لتوفيق يشيع حد يروح يتلافاهملك على غفله بالطومبيل عشان لا يعملوا زيارات ولا يكلفوا روحهم اديكي شفتي اللي جابوه قبل سابق علياته اترمى وهما أحق بيه.
شام وشها اتهلل من الفرحه بعد ماسمعت كلام ستها عديله ونطت من الفرحه وهي عتقولها:
صوح ياستي هتشيعي تجيبيهملي؟
عديله ثبتتها بخوف وردت عليها:
صوح صوح بس هودي هبابه ومتفطفطيش كتير مش زين عليكي، ودلوك إنتي خلصتي الخدمه اللي وراكي كلها مش إكده؟
شام: إيوه خلاص مفيش غير تجهيز العشا بس لما يتجمعوا الرجالن وغسيل مواعينه.
عديله:
طيب نامي إهنه ففرشتي عالمرتبه وارتاحي ودفى روحك هبابه وريحي جتتك من نومة الأرض واني طالعه اكلم توفيق بخصوص جية ناسك.
شام ضحكت وحضنتها بفرحه وهي عتقولها: ربنا مايحرمني منك ياستي ويطولي فعمرك، والله إنتي أحسن وحده في البيت ديه كله.
عديله بضحكه: ربنا يسعد قلبك يابنيتي، بس خفي اديكي طبقتي ضلوعى ياقزينه
ضحكت شام وبعدت عنها ونامت في السرير وإتغطت باللحاف، وفضت جارها كيس التسالي وفضلت تاكل فيه بفرحه وهي عتمني روحها بشوفة ابوها وأمها وإخواتها اللي قلبها عيفرفط عليهم.
وعشان من القلب للقلب رسول والشوق مرسال فنفس الوكت فبيت عبد الصمد دهب كانت قاعده قبال عبد الصمد وبقلة صبر وخلق ديق عتقوله:
يابوي اني ممتحملاشي أكتر من إكده أني روحي عتفرفط من القلق على بتي اللي معارفاشي حالها عامل كيف ولا حد جايبلي خبر عنيها ولا حد مطمني عليها، أحب على يدك ياعبصمد وديني لبتي أطل عليها واطمن قلبي واكحل عيني بشوفتها، داي بكرية قلبي ياناس حسوا بيا.
رد عليها عبد الصمد بقلة حيله:
واني أعمل إيه بس يادهب ولا فيدى إيه مانتي بنفسك قولتي إن الناس النوبه اللي عدت معطوكمش وش وإستقبالهم ليكم كان بارد، وغير إكده الراجل الكبير قالهالي صريحه إنه معيدخلش حد غريب على أهل بيته.
دهب: اني مليش صالح بكل الكلام ديه، أني اللي اعرفه إن لو بيت عدوى ليا فيه حبيب هعفص علي قلبه وادخل لحبيبي ولو حتي على موتي.
عبد الصمد بعصبيه:
عدو ايه وحبيب إيه يادهب مش عاركه هي، ديه جواز وعادات بيت لازمن نقدروها ونحترموها غصب عننا ونمشوا علي نهج صحابه، وياستي لو على شوفة بتك توبقي بالأصول، بكره ولا بعده هركب القطر واخطف رجلي واروح استأذن المقاول في الزياره ونروحوا بالعدل، ولو مرضيش أشوف اني شام واطمن عليها واجي أطمنك.
دهب بصوت باكي:
أني مهينفعشي معايا غير شوف عيني ياعبصمد أني مليش صالح بالحكاوي.
عبد الصمد:
يابوي متتعجليش اني قولت لو مرضوش إنك تروحي تزوريها لو، يعني لسه الحديت متعلق.
وفاللحظه داي كانت بسيمه نازله من فوق بقشطة الرايب وبشاير نازله بماجور الرايب وراها، وبفرحه قالتله:
تروح وين يابوي، لو لشام رجلنا على رجلكم، إحنا لساتنا كنا فوق السطوح عنتحدتوا مع بعض اني وبشاير وعنقولوا إننا إتوحشنا شام ونفسنا نشوفوها ونطمنوا عليها.
عبد الصمد نقل عنيه مابين البنات وامهم ورد عليهم وهو شايف شوقهم لشام اللي هو كمان حاسس بأضعافه لبته:
بأذن الله هتروحوا كلكم بس متقاطعوش وقولوا يامسهل، ومن دلوك لغاية ماربنا يأذن بالتلاقي مش عاوز نق ولا رط ولا نواح سامعين؟
بشاير وبسيمه هزوله راسهم بالموافقه ودهب نكست عنيها للأرض بخضوع لكلامه، وإتقلدت بالصبر اللي محيليتهاش غيره.
أما حدا أبو دراع:
كرار واقف قدام الباب وعينادم على أبو دراع بإستعجال:
أبو دراع، إنت ياد اني طالع اتمشي تاجي معاي؟
أبو دراع وهو طالع يلبس فطاقيته:
غاير تتمشي فين فالمغارب داي؟
كرار:
معارفشي زهقان، تعالى نندولوا البندر، ولا اقولك تعالى نروحوا الغرزه نقعدولنا هبابه.
أبو دراع سمع سيرة الغرزه ورفع عنيه على كرار وكرار شاف الشرار اللي فيهم وقوام غير كلامه:
خلاص بلاها غرز تعالا نتمشوا في البلد وخلاص أني حاسس بزهق.
أبو دراع: يلا ياخويا قدامي إتمشى لما نشوفوا الزهق اللي إنت فيه ديه إيه سببه وإيه هيضيعه.
وطلعوا التنين يتمشوا مع بعض فشوارع البلد، واثناء ماهما ماشيين طلعت من جوف كرار تنهيدة واعره خلت أبو دراع انتبهلها وسأله:
وه، حاسب هتحرقنا قدامك.
كرار: متخافش محدش عيتحرق بنار حد، النار معتكويش غير اللي ماسكها بيده بس.
ابو دراع:
والله اني ماشايف ايوتها نار فيدك ولا ف بطنك حتي، دانت اللي واهم روحك وعايش الدور بس.
كرار: توبقي بطلت تحبني وتحس بيا ياصاحبي.. اني النار البي حاملها محدش يقدر يتحملها، نار من أبوي ونار من جوازي ونار من اخوي ونار من الكل، كل الي معاه بصاية مولعه منهم جه طفاها فقلبي.
أبو دراع:
عيتهيألك، مش يمكن اللي جابلك بصايه ديه وحطها فقلبك كان قاصد يدفي قلبك البارد ويحميه ويخلي جليده يدوب ويحس بالناس، مش يمكن الكل كان قاصد بيك خير وإنت اللي خدت اللي عيعملوه علي محمل الشر، مش يمكن عنيك مغمايه ومشايفش الناس زين وظالمهم؟
كرار: اني بقيت شايف إنك بقيت قاسي علي قوي زيهم إنت كمان!
ابو دراع: هي الحقيقه إكده دايما عتكون قاسيه عالظُلام.
كرار بزعل: أخص عليك ياابو دراع، بقيت ظالم دلوكيت، كرار بقي من الظلام خلاص! طيب قولي ظلمت مين؟
ابو دراع رد عليه وهو شارد بعيد:
إيوه بقيت ظالم ومش من ضمن الظلام وبس داانت بقيت اكبرهم، ولو عايز عينه من ظلمك العينه تحت سقف بيتك وعايشه تحت جناحك، جناحك اللي بدال مايضلل عليها خليته حمل يدوس عليها لما يكسر عضامها الضعيفه.
كرار بفهم: اممم.. تقصد مرتي، طيب واني ظالمها فأيه وكل اللي عيجرالي عفش بسببها، ظلمتها فأيه وهي بسببي نجت من الموت واهي عايشه تاكل وتشرب وتسرح وتمرح فبيت مكانتش تحلم تخطيه برجلها هي ولا أهلها، ظلمتها فأيه وهي حامله إسم واد المقاول ونسب عيلتنا هو اللي رفع راس ابوها وسط الخلايق، فين الظلم اللي وقع عليها مني قولي؟
رد عليه ابو دراع بهدوء: ظلمك اللي وقع عليها وقع مره وتنين وتلاته وبنفس القسوة، ظلمك اللي وقع عليها كلنا سمعنا حسه ووقفنا عاجزين وإنت عتعذب فيها من غير رحمه، ياخي أني معارفشي أيه المتعه اللي عتحسوا بيها من قلب الوجع؟
كيف يكون إنسان قدامك عيتألم وإنت عمال تزيد فوجعه بيدك من غير رحمه، وبعد ديه الواحد يقول إن جواه قلب زيه زي باقي الخلايق! قلوب إيه داي اللي من كتر السواد اللي فيها ودهاليز الشر يدخلولها بمشاعل نار؟!
كرار رد عليه بغضب: فيه ناس ميعينفعش معاها اللين في المعامله ولا تنفع معاها الطبطبه، فيه ناس غلطها عيكون أكبر من الغفران ولازمن تتحاسب عليه، وشام من الناس اللي غلطها المفروض تتحاسب عليه العمر كله، ومهما طال الزمن عمري ماهصفالها ولا عيني هتشوفها غير وهي علي الأرض متجرده من خلجاتها وهمام والسيد معاها، المنظر ديه عمره ماهيروح من بالي ياأبو دراع عمره،
شكلها وهي بين اديهم دايماً يحضر قدام عيوني كل ماأبصلها، غصب عني ياخي مقادرشي اتحمله.
زفر ابو دراع بقلة حيله وهو مش لاقي كلام يقولهوله تاني، وخصوصي بعد ماشاف عيونه اتكست باللون الأوحمر من شدة الغضب بعد ماجات سيرة شام في الحديت؛ وإتوكد إن اللي فقلب كرار من تلاها أكبر من أي نصح، وقلبه عمره ماهيرق ولا هيلين من تلاها غير بمعجزه من ربنا، وللحين ديه دعا لشام من كل قلبه إن ربنا يصبرها عاللي عتشوفه وهتشوفه على يد كرار واللي هيكون نابع من عنده وزناخة مخه.
فضلوا ماشيين مسافه من غير كلام، لغاية ماشافوا واد العمده اللي معادى كرار قاعد علي قارعة طريق مع كام واد نداداته من أهل البلد، وبمجرد ماكرار شافه حس برغبه فإنه يجر شكله، فقرب عليه وهو ماشي، وقصادة بالظبط وقام غارز رجله في تراب الأرض ورفعها مره وحده خلى كل الغبار والتراب جم على خلجات واد العمده وفحجره وعلى وشه،
وهو عيمل إكده وواد العمده كيف مايكون كان مستنيها منيه، فقام هب واقف على حيله وبدون مقدمات مسكه من خلجاته ولكمه فوشه لكمه كرار متوقعاش منيه ابداً فوجود أبو دراع معاه، وحاول قوام يردهاله لكن ضربة واد العمده التانيه كانت أقوي وأسرعه وإتوالت بعدها اللكمات، وكل ديه وكرار مستغرب إن أبو دراع سمح لواد العمده إنه يمد يده عليه، وهو كان يتلقي عنيه الأذي ومكانش يخلي يد حد تطوله واصل، فأتلفت كرار حواليه يشوف ابو دراع إيه اللي مسكته عن اللي عيجراله، لكن المفاجئه إنه ملقاش ابو دراع موجود، ولا ليه اثر في الموطرح كله، فبلع ريقه بخوف وهو شايف الشباب اللي كانوا مع واد العمده كلهم عيوقفوا واحد واحد، وإتوكد إنه النهاردة هيدفع تمن كل اللي عيمله قبل سابق هو وابو دراع فواد العمده وبالفوايد كمان.
أما أبو دراع فمن أول ماشاف كرار عيبص لواد العمده ووعي المكر فعنيه وهو قرر إنه يسيبه يواجه نتايج أفعاله لحاله، وهمل الباغي تدور عليه الدواير؛
عشان يدوق الوجع والقهر اللي عيدوقه للناس ويشرب من نفس الكاس المره اللي ياما أبو دراع كسرها قبل ماتوصل لحلقه، مع إنها كانت كاس عدل.
عاود أبو دراع للبيت وولع نار وقعد جارها، وتقل قلبه على كرار وحط براد الشاي وجهز الشاي وصب وإبتدا يشرب في الشاي لغاية ماشاف كرار داخل من الباب وحاله متشندل خالص وخلجاته متقطعين، ووشه كله دم، وتجاهله خالص وكمل شرب شايه، وحتي بعد ماوقف كرار فوق دماغه وبعتب قاله:
خلاص ياابو دراع من اليوم وطالع وبعد اللي حوصول، وبعد تخليك عني اني إتوكدت إني معدتش اعنيلك شي، وإني خلاص معادش ليا محبه فقلبك.
رد عليه ابو دراع من غير مايبصله:
محبتك فقلبي هي هي منقصتش بس المحبه مبقتش بغشوميه كيف لاول، خليك تتظلم من حد وشوفني هعملك فيه إيه، بس من اليوم وطالع مش هنصرك علي باطل ولا اقويك على مظلوم، بزياداني شيل ذنوب بسببك.
كرار: يعني هي بقطت إكده يابو دراع؟
أبو دراع: إيوه بقيت إكده ياكرار.
وكرار لما شاف التصميم فحديت ابو دراع على التخلي عنه، همله ودخل البيت، وبمجرد دخوله وأمه حوريه شافته بالمنظر ديه ضربت علي صدرها وصرخت بفجعه، والكل إنتبه لكرار وشكله، وعديله قلبت اديها واتمصمصت وهي شايفاه وهمست بحس مسموع:
سبحانك ياربي عتسلط ابدان على أبدان!
أما كرار فمهتمش من بين كل القاعدين غير إنه يشوف عزت وتأثير منظره المضروب علي وشه، واللي إتوقعه لقاه لما شافه ضحكان وعيحاول يداري ضحكته لكنه مقاردش، وغصب عنه فرحته فيه مفضوحه، وضحكته قادت النار فبدن كرار وخلته دخل أوضته قوام من غير حتي مايرد على حد من اللي كانوا عيسألوه ماله وجراله إيه ومين اللي عيمل فيه إكده؟
أما توفيق فكان باصصله وساكت خالص لا إتكلم ولا سأل ولا تعب روحه لإنه خابر زين ومتوكد إن كرار دايما هو العايب ومحدش عيعيب عليه الاول ويبتدي بالغلط واصل.
أما شام فكانت في الموطبخ مع الحريم عتحضر العشا، وطلعت معاهم على حس حوريه، وبمجرد ماشافت كرار مقدرتش تسيطر على قلبها اللي رقص من الفرحه بشوفته متكاد ولا قدرت متشمتش فوجعه كيف ماعيستحل وجعها، ودعت من كل قلبها إنه يقوي عليه الناس كلها ويدوقه من كاس الوجع اللي عيسقيها منيه كل هبابه بدون رحمه، ورجعت الموطبخ تاني وهي حاسه براحه رهيبه، وعاودت للي كانت عتعمله والضحكه شاقه حلقها، ومن سوء حظها إن حوريه شافتها وهي في الحاله داي ومخفيش عليها فرحتها فولدها، وديه خلاها تكرب عليها في الشغل وتكلفها بغسيل كل مواعين العشا لحالها تأديباً ليها على شماتتها اللي مقدراش تداريها.
أما كرار فدخل أوضته وفضل يلف حوالين روحه وهو حاسس إنه بقي لحاله في الدنيا، وإن صاحب عمره وسنده وضهره إتخلي عنه للمره اللي مش عارف عددها كام، وبرضه ديه أسنده لسبب إنه إعترض على كلامه بخصوص شام، يعني شام في الأول وفي الآخر هي سبب كل حاجه عتحصل معاه، وديه خلى كرهها فقلبه يزيد ويقرر إنه ينتقم منها علي موقف أبو دراع منيه، وعلي الضرب اللي اكله بسببها، وإتحلفلها الليله عاللي بقاله أيام زاهد فيه، وحلف ليخلي روحها تصرخ من الوجع كيف ماكل خليه فجسمه عتصرخ من الوجع دلوك.
وبالفعل قد كان، وعاشت شام بين اديه ليله من أسواء لياليها واللي زاد وغطي وزاد المها ألم، إن ريحته مبقتش طايقاها وكانت حاسه طول الوكت إنها عايزه ترجع بسببها، وبمجرد ماخلص اللي عيعمله قامت منتوره عالحمام وجابت اللي فبطنها كله، وعاودت إترمت على فرشتها بتعب، وفضلت تون قبل ما عينها تروح في النوم وتهروب من وشه وريحته وانفاسه ومن الدنيا كلها.
وبعد ساعات أذن الفجر، وقامت شام فنفس ميعاد إمبارح تستفرغ في الحمام، وإستفراغها النوبادي خلي كرار قام وقعد على حيله وهو حاسس بقرف شديد من الصوت اللي بقي يصحى عليه كل يوم ديه، وبمجرد طلوعها من الحمام بصلها وبأمر قالها:
من الساعه داي وطالع تشوفيلك موطرح تاني غير أوضتي تنامي فيه، اني مهصحاشي علي القرف ديه كل صبحيه. خلص كلامه وقام منتور طلع بره الأوضه يشوفله حمام يدخله غير الحمام المستفرغه فيه شام، وبمجرد ماطلع شام حست إنه بكلامه ديه إداها حكم بالإفراج من سجن نومتها معاه فموطرح واحد وهي مطايقاش تبص فوشه.
وطلعت النهارده عالموطبخ وهي حاسه بدال الفرحه بفرحتين، فرحة إنها هترتاح من وش كرار وفرحة إنه النهارده هتشوف أمها وابوها وخياتها على وعد الجده عديله ليها عشيه، وعلي كلام توفيق واوامره لصفوت إنه يروح يجيبهم بالطرومبيل بس يصبح الصبح

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نفق الجحيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *