روايات

رواية نفق الجحيم الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم البارت الثالث والثلاثون

رواية نفق الجحيم الجزء الثالث والثلاثون

نفق الجحيم
نفق الجحيم

رواية نفق الجحيم الحلقة الثالثة والثلاثون

خلص الفرح وهمام اخد عروسته وراح بيها علي بيته بعد ماودعت أهلها هما بالدموع وهي بالفرحه والضحك والهزار قدام الناس كيف ماتكون واخده واحد بعد حب سنين طويله
1

وصلوا البيت وام همام وقفت بسيمه علي بابه، ومدتلها كباية حليب عشان تشرب منها، لكن بسيمه رفضت وقالت إنه عيوجع بطنها، وهمام بس اللي شرب، والصدمه الكبيره للكل لما قالتلها حماتها خشي برجلك اليمين، وبسيمه رفعت فستانها وقدمت رجلها الشمال ودخلت البيت بيها، وخلت كل الواقفين شهقوا من الفال العفش، وام همام وشها جاب الوان من اللي عيملته عروسة ولدها، واللي أول نوبه يحصل.
1

اما بسيمه فدخلت البيت وهي عتتوعد لسكانه فقلبها وتهمس لروحها وهي عتتطلع في الوشوش حواليها وتقولهم:

تبقوا غلابه لو فاكرين إن الخراب والفال العفش هياجي لبيتكم من بوق لبن متشربش ولا تقديم الرجل الشمال عن اليمين، الخراب هياجي على يدي وبتخطيطي وتدبيري.

دخلت البيت قعدت وسط الحريم وهمام طلع قعد بره وسط الرجاله والشباب اللي جايين يجاملوه فيوم فرحه،

واللي كل واحد فيهم ليه في سكة الحشيش جاب فجيبه تحيه مخصوصه لهمام عشان يعمر دماغه، وهو شاف الحشيش عبى حجره وحس إن اليلادي ليلة حظة، وإبتدا يلف ويشرب ويضحك بعلوا حسه من بعد مااتسطل السطله التمام.

اما حدا بسيمه، فبعد ماقعدت وسط الحريم حانت اللحظه الحاسمه اللي الكل مستنيها، لحظة رفع البيشه من فوق وشها، فاتقدمت أم همام وهي مكشره من عملة بسيمه، ورفعت البيشه من علي وشها، وغصب عنها لما كشفت وشها ملامحها المكشره اتفردت وحواجبها اترفعت بصدمه، وهمست بحس مسموع للقريب عليها:

باضتلك في القفص والله ياهمام!

وبعدت من قدام بسيمه وعطت مجال للكل يشوفها، ونفس الصدمه بانت على وشوشهم، أما بسيمه فكانت عامله كيف قطعة سكر في وسط الواح شيكولاته.
1

ثواني والكل إبتدا يفوق من صدمته، وتتقدم منها الحريم وتحط فحجرها النقطه، كل وحده واللي تجود بيه، ولاحظت بسيمه عيون لواحظ ام همام اللي كانوا طول الوقت ناطين فحجرها وعيعدوا كل ميلم عيتحط فيه، وبعد ماخلصت الحريم نقيط وابتدوا يمشوا، والبيت شويه بشويه فضي من معازيمه، إتقدمت لواحظ من بسيمه وسألتها وهي عتبص للي فحجرها:

عَطوكي كد ايه فلوس الحريم؟

ردت عليها بسيمه وهي عتلم أطراف توبها عاللي فحجرها وتداريه من عيونها:

معارفاشي، مكنتش ععد عيب مني أعد الفلوس اللي الناس عتعطياهني وهما لسه قاعدين ممشوش، يقولوا عليا إيه مشفتش؟ ولا موردش عليا؟ واني كل اللي نقطوا بيه الحريم ديه مياجيش نقطه فبحر خير ابوي.. دلوك اعدهم علي رواقه واشوفهم كام وابقي اقولك عليهم.. فين أوضتي حد يدلني عليها تعبت من القعده ضهري واجعني.

اتمصمصت حماتها ولوت خشمها شمال ويمين وردت عليها:

ضهرك واجعك! طيب يابوي اهي أوضتك روحي عليها، والفلوس بعد ماتعديهم تجيبيهملي.

بسيمه بحده:

أجيبلك نقطتي ليه؟

ام همام: عشان النقطه داي يانن عين امك جايه مجامله ليا اني مش ليكي انتي.. اني اللي عطلع واجامل وانقط والناس جايه تردهولي، هما يعرفوكي من وين اصلاً، ولا تكونش امك اللي جاملت وجايه الحريم تردهولها؟

وقفت بسيمه واتقدمت خطوتين لغاية مابقت قدامها وبشموخ بصتلها وردت عليها:

اني أمي لو شفتي رد جمايلها كنتي خجلتي من الملاليم اللي جات لعروسة ولدك، واللي لو على قولك رد جمايلك.. يوبقي أنتي عتجاملي بالملاليم، واني ناسي معودين عيني ويدي لايمسكوا ولا يبصوا للملاليم، قالت إكده وسابت توبها اللي كانت لاماه عالفلوس خلتهم وقعوا كلهم عالأرض تحت رجليها وهملتهم وراحت على أوضتها وهي رافعه راسها للسما، وعتمشي بكل تعالى.

وهملت وراها لواحظ أم همام وهي قايده نار من اللي عتعمله بسيمه من أول ماوقفت على عتبة الدار لغاية مادخلت الأوضه وطبعت الباب وراها بعنف خلت المحاره الطين وقعت من حوالين الحلق بتاعه!

وطت على الارض هي وبناتها يلموا القرشينات المتبعشكين قبل ماياجي همام ويشوفهم وياخدهم يجيب بيهم مدعوق من اللي عيشربه أو يشوفهم أبوه وياخدهم بحجة إن جواز همام مخلاش معاه فلوس، وفي الحالتين الفلوس مفقودين.

اما بسيمه فدخلت الأوضه وراحت على الصندوق اللي فالزاويه بتاعتها واللي اكيد خلجاتها اللي سبقوها حطوهملها فيه، وفعلا لقتهم، وجار منهم لقت خلجات رجالي وعرفت انهم لهمام، فطلعتهم قوام ورمتهم جار الصندوق عالحصيره، وكأنها رافضه اي إختلاط مابينهم من اي نوع حتي إختلاط الخلجات بتوعهم مع بعض،

وخدتلها جلابيه وغيرت فستان الفرح ولبستها،

وطلعت البنس من شعرها وربطت عصبه متزوقه بشلايل الصوف الملون علي راسها وراحت على صينية الوكل المحطوطه عالطبليه ومتغطيه، كشفت غطاها وقعدت وإبتدت تاكل.

شويه والباب إتفتح ودخل منه همام اللي وقف مصدوم ثواني وهو شايف بسيمه متربعه عالأرض ومديه ضهرها للباب وعماله تاكل من غير كسوف ولا خجل! كنها متربيه في البيت وعتاكل على طبلية ابوها!

رد الباب وإتقدم ولف حوالين الطبليه ووقف قدامها، واول ماشاف وشها قلع الطاقيه بتاعته بصدمه ورماها بعيد، وقعد جارها عالارض قوام وقالها وهو عيتامل فيها:

إنتي حلوه إكده صوح ولا الحشيشه مضروبه؟

بسيمه بصتله ومردتش وكملت وكل ولا كانه قاعد قدامها ولا عيكلمها، وهو فضل قاعد يتطلعلها ويفرز كل إنش فيها من شعرها لوشها لجسمها لحركة خشمها وهي عتاكل، لحركة اديها وشخللة الغوايش اللي فيهم كل ماتمدهم عالوكل ويخبطوا في الطبق،

وحس إنه غدى بركان نار وخلاص هينفجر لو ماملك كتلة الجمال داى بأديه دلوك، وبدون مقدمات مد يده ومسك يدها وبلهفه قالها:

بزياده وكل الوكل قاعد قومي نشوفوا اللي ورانا فلاول.

ردت عليه بسيمه وهي عتنتر يدها منه:

هو إيه اللي ورانا ديه؟ قوم شوف وراك إيه إنت اني موراييشي حاجه.

همام وقف وإبتدا يشدها من يدها يقومها وهو عيقولها:

اللي وراي مينفعشي اشوفه لحالي لازمن إنتي تكوني معاي.. قومي ياعروسه قومي دانتي طلعتي كيف قمع الجلاب.

بسيمه وقفت وبأديها التنين وبحيلها كله زقته ومع السُكْر اللي كان فيه إترنح وكان هيقع، لولا مامسك فعمود السرير، واتعدل قوام وبصلها والشرار بدأ يتطاير من عنيه وبغضب همسلها من بين سنانه:

إنتي كيف تجروئي تمدي يدك على جوزك يابت الكلب ياعديمة الربايه انتي؟!

بسيمه وهي عتتقدم عليه بكل جرأة ومن غير ذرة خوف:

اللي عتقول عليه كلب ديه سيدك وسيد ابوك وتاج راسكم، ومخلفش انجاس زيك عشان يتقال عليه كلب.

همام بصدمه:

يعني عتقولى على ابوي كلب على إكده ومعنى إكده إن اني إبن كلب؟

عترديها يابت المركوب؟

طب وربي وما اعبد لاكون موريكي النجوم ومطولهملك بيدك من كتر ماهتمديها تستنجدي بحد ومهتلاقيشي.

قال كلمته وهجم عليها وهي مع هجمته حطت روحها على كفها وحلفت لتأذيه وتوجعه على كد ماتقدر وحتي لو المواجهه هتنتهي بموتها.

وبالفعل حصل الاشتباك وهمام مسك شعر بسيمه ورفع يده عشان ينزل على وشها بكف شديد، لكنها قوام قربت منه لدرجة إنها اتلصقت فيه، وديه خلاه ميعرفش يضروبها بالكف ولا يتملك فضربها، وإستغلت القرب ديه ورفت ركبتها وضربته فمنطقه حيويه هي متأكده إن اقل ضربه فيها هتخليه يرفع رايات الاستسلام فورا.

وبالفعل هو ديه اللي حوصول لما ضربته الضربه اللي خلته ساب شعرها واترمي على السرير يتألم ويعوي كيف الكلب، ووشه غدا اوحمر كيف حبة الطماطم المستويه،

وبسيمه وقفت تبص عليه بتشفي، ولما لقيت إنه هيطول فالتألم راحت علي الطبليه وقعدت وبدأت تاكل من تاني.

أما همام فكان حاسس إن روحه عتطلع والنار شابه فبدنه كله لما حتتة بت تخليه يفرفط من الوجع إكده، وفوق دول ودول راحت تاكل ولا همها.

خلصت بسيمه وكل وقامت وراحت علي خلجات همام اللي جار الصندوق ومسحت فيهم يدها وخشمها قدام عينه، ورمتهم عاالارض، ولسه هتلف عشان تروح تنام، إتفاجئت بيد من حديد عتتلف حوالين وسطها وفثانيه كانت عتطير في الهوا وتتهبد على السرير بقوة خلت ملل السرير اغلبهم وقع،

وبجسم همام عيترمي فوقها كيف الجتيمه وهو عيحاول يثبت حركتها وبغضب الكون كله عيهمسلها:

ماعاشت ولا كانت ولا اتولدت اللي يتقفل عليها هي وهمام باب واحد وتفلت من يده، هتشوفي دلوك يابت المركوب واد الكلب هيعمل إيه فيكي، اني مرتي تمد يدها عليا وتأذيني؟

ردت عليه بسيمه بنديه وقوة نابعه من كرهها لقربه وأنفاسه:

له اتولدت وعايشه واهي قدام عنيك، ولو هتاخد حاجه مني يوبقي هتاخدها بعد موتي..وهتشوف إن بت المراكيب اقوي من ولد الكلاب.

خلصت كلامها وإبتدت تحاول تتخلص من قبضة همام وتقل جسمه، وهو رد عليها بتصميم:

كيف ماتحبي، وإبتدا يشيل ويهبد فأديها عشان يضعف مقاومتهم وضاغط عليها بتقل جسمه لدرجة إنه كتم انفاسها وطبق ضلوعها، ووشها إبتدا يحمر، ورجع لورا وضربها أول روسيه خلى راسها اترجت وعنيها زاغت والدنيا لفت بيها، وخلاص قوة جسمها ابتدت تخور وإبتدت عنيها تقفل،

لكنها في اللحظه الأخيره لمحت فرقبته العلامه اللي خلت القوة تدب فجسدها من تاني وتفتح عنيها على وسعهم، وغضب اتولد جواها خلاها لفت رقابتها واتفادت روسية همام، ونفضته من فوقها بقوة متعرفش جاتها من فين، وقامت كيف مارد جبار قام من رقاده،

وفطت فوق صدر همام واتشعبطت فيه وميلت على رقابته موطرح العلامه اللي قالتلها عليها اختها شام إنها خربشت اول واحد فيهم فرقبته وهي فيها الحيل قبل مايتكاتروا عليها،

واللي بيها عرفت بسيمه إن همام هو اول نجس خد شرف اختها وهو اللي بدأ من حداه الأمر كله،

عضته عضه خلت روحه شاغت ومسابتهوش حتى وهي دايقه طعم دمه فخشمها، وهو في الوكت ديه كان عيحاول يبعدها عنه بكل قوته، لكنه كل ماكان يشدها من شعرها ولا يزيحها بعيد عنه، كان يحس إنها هتطلع بحته من لحم رقابته فخشمها، كيف ماتكون قرادة ودفنت دماغها فجلده!

فملقيش قدامه غير إنه يحاول يلف كفوف اديه حوالين رقبتها، وفضل يحاول لغاية مانجح اخيراً، وابتدا يخنق فيها بكل قوته، وثواني وكانت مستسلمه ورافعه راسها من رقابته،

ومع ضعفها من الهوا اللي اتمنع يدخل رئتينها قدر اخيراً يسيطر عليها، ووحدة وحدة رجع تاني يبقي سيد الموقف والمسيطر على المعركه، وبسيمه حست إن روحها خلاص هتطلع وانفاسها اتقطعت،

وبحلاوة روح ابتدت تدور باديها علي اي حاجه تضروب همام بيها، ولحسن الحظ يدها طالة قله كانت على الطقطوقه الخشب فوق صينيه جار السرير، فمسكتها وبحيلها كله نزلت بيها على دماغ همام خلته طب ساكت سايح فدمه.

اماحدا بيت المقاول قبل ساعات:

كرار راح على ابو دراع وقعد جاره واتنهد بديقه

أبو دراع: عقولك ايه ياد إنت اني معحبش اللي يقعد ينفخ ويفش جاري كيف الضعضفه، ياتقول فيك ايه ومالك ياتقوم تغور من جاري وتهملني اني مناقصشي.

كرار: متدايق ومخنوق وحاسس اني هطق

ابو دراع: طب ماتطق ايه حايشك!

كرار: يابو دراع عتكلم صوح اني معتمضحكشي

أبو دراع: طيب واللي هيطق ديه يعملوله ايه عشان ميطوقش؟

كرار: معارفشي.. تعالا نطلعوا نتمشوا هبابه في البلد اني اليومين دول قرفت من الشغل للبيت وحاسس حالي محبوس فقمقم

ابو دراع: بسيطه لو المشي مهيخليكش تطق قوم نتمشوا، مع إني كان نفسي تطق عشان اشوفك مكبوس ايه من جوا، بس يعني هو باين من غير مااشوف محشي غباوة.

كرار قام ومردش عليه وابتدا يمشي قدامه على بره وحصله ابو دراع وابتدوا يتمشوا في البلد

وهما ماشيين عدوا من قدام بيت العمده، وكرار رفع عينه لفوق وشاف بت العمده واقفه في الشباك، فاتلفت حواليه ولما ملقاش حد قوام اتبسملها وغمزلها، ومصدقش عنيه وهو واعيها عتبادله الإبتسامه وتداري وشها بطرف شالها بخجل!

همام بضحكه:

صوح البت بت والمره مره يابوي، الوحده بعد ماعتتجوز عتفتح وعينها عتوبقي بيضه وعيهمهاش.

أبو دراع بعدم فهم:

تقصد إيه؟

كرار: اضرب عينك فوق وأنت تفهم قصدي.

رفع ابو دراع عنيه على شباك بيت العمده وشاف بت العمده واقفه فيه وماشيه معاهم بعنيها ومتابعاهم، ورجع بص لكرار وقاله:

داي بت العمده! امال جواز ايه اللي عتتحدت عنيه؟

كرار: جوازها.. هي مش اتجوزت واد عمها ولا ايه؟ داي كانت عتجهز لفرحها قبل مااني اتجوز؟

ابو دراع: له ماهو العمده فركش الجيزه، الظاهر إنه اختلف هو واخوه على حاجه وزعلوا وكل واحد راح لحاله.

كرار بفرحه: ياالف خبر حلو، يامية ليله بيضه، امال اني معرفتش بحاجه كيف داي ليه؟

أبو دراع: له ماانت مكونتش فاضي، إنت كنت عتحوز فبنات الناس فى الانفاق وتعمل فيهم عمايلك السودة.

كرار: متفكرنيش عاد بالسيره المطينه داي.

ابو دراع: صوح علي حس السيره المطينه، سمعت إن همام النهارده فرحه علي اخت مرتك، إيه هتخلي مرتك تروح تشوف اختها ولا ايه؟

كرار بغضب: إنت عتقول إيه ياابو دراع؟ كنك خرفت عاد!

أبو دراع: طيب خلاص بلاش هي تروحلها، اختها هي اللي تاجيلها.

كرار:متلفش وتدور عليا ياابو دراع عشان ديه مهيوحصولش، ولا هي هتطلع بره عتبة الدار ولا حد من ناسها هيعتب عليها، ديه اللي حداي ومفيش حديت غيره.

ابو دراع:

هتكون قاطع صلة رحم.

كرار: واقطع الرحم من جدوره لو هيخلي همام يشوف مرتي ويتفكر اللي عيمله معاها، مش كفايه إن اللي عيمله معشش فخياله، هيوبقي فكر وشوف ياابو دراع؟

ابو دراع سكت ومرضيش يجادله ولا يضغط عليه زياده، لأنه خابر إن الموضوع ديه مأزم كرار ومخلي خلايقه دايقه، وهو اللي معكر عليه صفو عيشته.

لكنه بعد شويه سأله:

الا قولي ياكرار شايف اليومين دول الأمور هاديه وتمام بينك وبين مرتك اللهم لا حسد يعني، يارب تكونوا اتصافيتوا وربنا هداك عليها.

كرار: ولا عشوف سحنتها حتي ولا نفسي طايبه عليها.

ابو دراع: واه! معتزلها اياك؟ طب والله اني شفقان عليك عشان معارفكشي هتتحاسب علي ايه ولا ايه ياحزين، دانت شكلك هتخلد في السعير.

كرار: له ياخوي اروحلها وتحبل وتجيبلي عيل من عرقها الدساس يجيبلي العار، والله لو جات بت يوبقي شلت الطين بدري بدري، وعمتي مصبوغه مصبوغه.

ابو دراع بديقه:

استغفر ربك ياخي وبكفياك ظلم دانت باطلى.

كرار:مالك يابوا دراع اتنجمت ياك؟

ابو دراع: ايوه اتنجمت، وغور يلا من جاري، ولا اقولك اني معاود ومهملك، اني اصلا معارفشي ايه اللي جابني معاك وخلاني اماشي واحد زيك،

داني اماشي شيطاني ارحم منك عالاقل دوكها اول مااذكر عليه إسم ربنا يتحرق، إنما إنت لا كلام ربنا ولا قرآنه ولا عقابه مخوفينك ولا ماثرين فيك،

واللي محداهوش خوف من ربه محدش يآمن لقعدته جاره.

خلص كلامه ومشي وهمل كرار يكمل طريقه وحده لغاية المعديه،

راح قعد عليها شويه وعاود من نفس الطريق من قدام بيت العمده، ومن أول ماوصل قبال البيت اترمت قدامه حتتة قماشه حمره ملفوفه على زلطه صغيره، وقف كرار واتلفت حواليه واتلفت لفوق وشاف بت العمده باقيه على نفس وقفتها فى الشباك،

وعرف إنها هي اللي رمتله القماشه، فميل خدها وهو واعي الغفير اللى عالباب ملهي عيسلك فبندقيته ومواخدشي باله، وبمجرد مااخدها ومسكها فيده دسها فجيبه وبص لفوق وشاف شوقيه مبتسماله، وهو شاف إبتسامتها لتاني مره وقلبه رقص من الفرحه وبالذات وهو واعيها عتشاورله على ورا البيت،

وورا البيت ارض فضا مزروعه بوص شامي، يعني اللي يحتمي بيها محدش يشوفه، فما صدق شاف الإشاره وراح قوام ورا البيت واستني على نار،

وهو واقف فك القماشه ولقاها منديل حرير متطيب بعطر ريحته طيرت البرج الفاضل من نافوخه،

وبعد دقايق شافها عتطلع من باب البيت الوراني تتسحب، وراحتله بعد مااتلفتت يمين وشمال بحذر، وأول ماوصلت قباله قالتله بنبرة صوت كلها أنوثه وإغراء:

عقولك يااسمك ايه إنت، إسمك كرار مش إكده؟ عقولك ياكرار من غير رط كتير اني شايفه إنك عينك مني من زمان بدري، وعتراقبني في الراحه والجايه، وعميلت كذا مشكله إنت واخويا عشان إكده، فياواد الحلال لو ليك غرض في الحلال إتقدم لابوي واطلبني منيه؛

عشان واد عمي عيحرجم وعايز ياخدني غصب، واني بصراحه مرايداهوش ولا عايزه ابعد عن بلدي، اني عحب بلدي والقعده فيها، وكمان..وسكتت شويه قبل ماتكمل:

وكمان مهكدبشي عليك إنت عاجبني وشايفاك احسن وارجل من واد عمي ب١٠٠ مره، ونفسي لو هكون مرت حد اكون مرتك إنت ياسيد الناس.

كرار كان يسمع وهو مش مصدق روحه؟!

وطول الوكت عيهمس لنفسه:

معقوله شوقيه بت العمده اللى طول عمرها عامله كيف النجمه البعيده وكل شباب البلد عيتطلعولها بحسره،

كيف ماتكون حلم بعيد صعب تحقيقه تقوله هو الكلام ديه؟

وتختاره دوناً عن شباب البلد كلهم عشان يكون جوزها؟ وكمان فضلته علي واد عمها؟

كرار كان فاتح خشمه بصدمه ومش عيتكلم ولا حتي عيرف بعينه، وشوقيه ضحكت بخفه على منظره وهمستله بحس يدوب الحجر قبل ماتمشي وتعاود لبيتها من خوفة حد يشوفها ويقول لابوها:

خلاص ياكرار اديك معاك خبرك، بس لو هتاجي استعجل عشان مفيش وكت، خلصت جملتها ورمحت علي البيت، وهملت وراها كرار حاسس إن حد شربه سجارة حشيش من النوع الفاخر، و إختلطت معاه الحقايق بالاوهام، ومبقاش عارف اللي إتقاله من هبابه ديه حقيقه ولا تهيؤات!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نفق الجحيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *