روايات

رواية صراع لأجل الحب الفصل الأول 1 بقلم أروى سيف الدين

رواية صراع لأجل الحب الفصل الأول 1 بقلم أروى سيف الدين

رواية صراع لأجل الحب البارت الأول

رواية صراع لأجل الحب الجزء الأول

صراع لأجل الحب
صراع لأجل الحب

رواية صراع لأجل الحب الحلقة الأولى

“أنا لا أحبكِ أنتِ، بل أحبها هي.”
كلمات لم أتخيل يومًا أنني سأسمعها.
أنا مريم، متزوجة منذ أربع سنوات، ولم يرزقنا الله بالأطفال. زرنا العديد من الأطباء ولم يقدر لنا الله ذلك. تقبلنا الأمر بقلوب راضية بما كتبه الله. تزوجت من بدر بعد خطوبة تقليدية، ومع مرور الوقت تحول زواجنا إلى حب عميق. بعد وفاة أهلي، لم يعد لي سوى أخت واحدة متزوجة وتعيش في الخارج.
في أحد الأيام، كنت في المنزل أعد الغداء لبدر. عندما عاد إلى المنزل، لاحظت أنه بدا مختلفًا، لم يكن كعادته. حضرنا الغداء وتناولناه في صمت. بعد الأكل، سألته عن سبب ضيقه، فرد قائلاً: “لا شيء، أنا سأذهب للنوم قليلاً لأنني متعب.”
تركته ودخل لينام على غير عادته، حيث كنا دائمًا نتحدث ونمزح بعد الغداء. توقعت أن يكون مضغوطًا بسبب العمل أو يعاني من التعب. كنت دائمًا أترك له المساحة ليحكي لي ما يضايقه، دون أن أضغط عليه.
استمر الحال على هذا المنوال لثلاثة أيام. يأتي من العمل، يتناول الغداء ويدخل لينام أو يخرج. شعرت أنني غير موجودة في حياته. في اليوم الثالث، لم أستطع التحمل أكثر. بعد الغداء، جلست معه قبل أن يخرج، وكنت مضطرة لسؤاله.
“ما بك يا بدر؟ لماذا تغيرت؟ لماذا لا تتعامل معي كما كنت؟ لا تجلس معي ولا تتحدث معي كما اعتدت. دائمًا في العمل أو تخرج مع أصدقائك بعد الغداء. هل أزعجتك بشيء؟ إذا كنت قد أزعجتك، قل لي.”
رد قائلاً: “لا شيء، عادي.”
قلت له: “لا، ليس عادي. لم أعتد منك على هذا السلوك. هناك شيء يضايقك وأنت تخفيه عني.” كنت على أعصابي ولا أستطيع التحمل.
“قلت لك لا شيء يا مريم.”
تكلمت بهدوء وحاولت احتوائه: “كيف لا شيء يا حبيبي؟” جلست بجانبه وأمسكت بيده. “إذا كنت متضايقًا بسبب موضوع الإنجاب، فقد زرنا العديد من الأطباء وكلهم أكدوا أن لا مشكلة لدينا، وهذا قدر الله. قل الحمد لله، ونحن مؤمنون بقضاء الله.”
فجأة، جلس على الأرض وبدأ بالبكاء بهستيريا وقال: “أنا لا أحبك أنتِ، أحبها هي. أنا لا أستطيع العيش بدونها، لا أستطيع نسيانها، لماذا تتركني؟ لم أستطع أن أحبك.” فجأة، توقف ووضع يديه على كتفي وقال: “أنا آسف، لم أقصد. لم يكن عليّ أن أخبرك بهذا. أحبها، أنا آسف، لم أستطع التحكم في نفسي. لم يكن ينبغي أن تعرفي أو أتحدث معك عنها. أنا آسف.” واستمر في البكاء.
كنت منهارة بجانبه وأبكي على كسر قلبي وما يحدث حولي. ولكن في النهاية، تمالكت نفسي وجلست لتهدئته. سألته ما الذي أعاد له الذكريات بعد كل هذه السنوات. قال لي إنها جاءت إلى الشركة التي يعمل فيها كعميلة، وبعد أن انتهت، انتظرته خارج الشركة وتحدثت معه وقفت معه وتحدثت قليلاً عن حياتها وزوجها وكم أخطأت عندما تركته، وأنه لو عادت بها الأيام ما كانت لتتركه وتتخلى عنه. ثم افترق كل منهما في طريقه.
قال بدر: “سامحيني يا مريم، لم أقصد والله ولكن…”
لم يكمل كلامه، ولم أعرف كيف أجيبه، وظللت صامتة لا أفعل شيئًا سوى البكاء، وهو يبكي بجانبي. بعد وقت، تركني ونزل، ولم أكن أعلم ماذا أفعل سوى أني نزلت وحكيت لوالدته ما حدث. ضمتني في حضنها وراحت تطبطب علي وتقول: “حقك علي يا بنتي، هو غبي ولا يعرف من يحب ومن تحبه بصدق.” قلت لها بسخرية: “يا أمي، ابنك يحبها، وهو أدرى بنفسه من أي شخص.” ضمتني بقوة وقالت: “هي لا تستحق حبه، حتى لو كان يحبها بالفعل. هو فقط متعلق بها، وأخذت تحكي لي قصتهما وأنهما كانا زميلين في الجامعة، هي كانت أصغر منه بسنتين، التقيا في الجامعة وأصبحا أصدقاء. كان يذاكر لها لأنها في نفس الكلية والقسم، وتعلق بها. بعد بضعة أشهر، خطبا لمدة أربع سنوات، كان يفعل كل شيء من أجلها ويحقق كل ما تريده، ولم يكن في حياته غيرها. هي أول بنت تقترب منه، لكنها كانت تأخذ فقط، ولم تبادر بأي شيء. بعد أن أنهت دراستها الجامعية فسخت الخطوبة ولم يمضِ شهر حتى سمعنا أنها خطبت لشخص آخر، وانقطعت أخبارها. بعد سنة خطبك.”
سألتها: “أمي، هل أنتِ من قلت له أن يخطبني؟ أم كنتِ تتحدثين معه كثيراً في هذا الموضوع؟”
أجابتني: “بالعكس، هو من رآك صدفة وجاء لي وقال: يا أمي أريد أن أخطب فتاة رأيتها، هو من أخبرني عنك.”
قلت لها وأنا أبكي: “ربما لأنك كنتِ تذكرينه كثيرًا، لذلك أول ما رآني قال: هذه واحدة والسلام.”
شدتني في حضنها وقالت: “ليس بدر من يفعل ذلك، هو لو لم تكوني قد خطفتيه ما كان فكر فيك، ولا شغلتي باله. كنتِ مختلفة عنهن وما زلتِ كذلك.”
قلت: “لكن هو أول ما رآها حنّ لأيامه وحبه لها.”
قالت: “لا، هو لم يحنّ، هو فقط أخرج حزنه المكبوت كل هذه السنين عندما رآها. لكنه لم يحب غيرك يا مريم، أنا أعرف ابني.”
قلت: “يا أمي، هي تحدثت معه واشتكت له من زوجها وكم أخطأت عندما تركته وتريد العودة إليه. يا أمي، إذا طلقت من زوجها، سيصدق ابنك ويذهب ليتزوجها. يعني أنا كنت مجرد مرحلة في حياته حتى تدرك قيمته ويعودان لبعضهما. الآن عرفت لماذا لم يرزقنا الله بأولاد، لأن الله يعلم أنه مع أول فرصة لهما للعودة لبعضهما، سيتركني ويذهب إليها.”
كانت كل كلمة تخرج مني تؤلمني ودموعي تنهمر. ضمتني حماتي أكثر وظلت تطبطب علي وتهدئني حتى عاد بدر. صعدت إلى شقتنا وتحدثت معه وسألته لماذا فعل ذلك، قائلاً: “أنت هكذا تخرب بيتك، هذه فتاة كانت وذهبت لحالها وتزوجت، لماذا تعود لتتحدث معها؟”
ظل صامتًا لا يرد على أمه حتى سألته: “هل ما زلت تتحدث معها أو لك علاقة بها أم كانت مجرد مقابلة وانتهى الأمر؟”
وهنا نطق بما وجعني أكثر: “لا، التقينا مرة أخرى وأخذنا أرقام بعضنا وتحدثنا ثلاث مرات، لكن كان حديث عاديًا جدًا. بالعكس، أخبرتها أني تزوجت وأنني ومراتي سعداء، وكل شيء تمام.”
ظلت أمه توبخه وتقول: “لماذا تفعل ذلك؟ هل وجدت شيئًا في زوجتك يجعلك تفعل هذا؟ فتاة الناس تحبك وتتمناك رضاك، عكس الأخرى التي تخلت عنك أول ما وجدت الأفضل منك.”
كنت أسمع حديثهم، وأنا منهارة من البكاء مما يحدث لي. دخلت غرفة الأطفال وجلست فيها وأنا منهارة. لم أتمكن من تناول الطعام أو الشراب، كل ما أفعله هو البكاء على حظي العاثر. في اليوم الثالث، طلبت منه أن أقابلها، أردت أن أراها. اتصل بها بعد تردد، لم يكن يريدني أن أقابلها، لكن والدته ضغطت عليه. ذهبنا معًا لمكان اللقاء، وأول ما رآها أشار إليها، كانت تنتظره. توجهت إليها وعرفت بنفسي:
“أنا مريم، زوجة بدر محمود العابد.”
ظهر الصدمة على وجهها، تحدثت بثقة رغم ضعفي ووجعي: “أظن أنك تعرفين لماذا جئت، ليس هناك حاجة لأقول لك. انظري يا بنت الناس، أنتِ وزوجي كنتم مخطوبين وانتهى الأمر، لا داعي لأن تعودي للتحدث معه مرة أخرى، ولا أن تتقابلا أو تتحدثا بالهاتف. أما بخصوص زوجي، فهو لن يضر بشيء، بل العكس بالنسبة لك. إذا عرف زوجك أو أهلك بما يحدث، ستتعرضين للفضائح. زوجي رجل، لا يهمه شيء، وقد جاء وأخبرني كل شيء منذ أول ما رآك في العمل ولم يخفي عني شيئًا. أخذنا الموضوع كتسلية لا أكثر، ولكن عندما زاد الأمر عن حده، كان يجب أن أوقفك عند حدك.”
قالت: “أنا آسفة، لم أقصد أن يصل الأمر إلى هذا الحد، كنت أعتبره صديقًا لا أكثر، ولم أقصد ما فهمتيه. لن أتحدث معه مرة أخرى ولن أقابله أو أعرفه بعد الآن.”
انتهت المقابلة على هذا الحال. شعرت بإجهاد شديد، وكأنني استنزفت كل قوتي لأكون قوية أمامها. بعد أن غادرت، جاء وأمسك بيدي، نظرت في عينيه، ولحظت نظرة خوف لمحتها في وقت آخر. لأنه منظر بعد مغادرتها أظهر تعبًا شديدًا وعدم القدرة على الوقوف. سندني وعدنا إلى المنزل، دخلت غرفة الأطفال التي لازمتها منذ الحادثة، لم أره ولم يراني. فجأة أصبحنا غرباء، كل واحد منا في مكان. هو في الصالة أو غرفة النوم يشعر بالذنب، وأنا في غرفة الأطفال أتحسر على قلبي وحبي له.
أغلقت الباب وشعرت بوجع شديد في قلبي وكأن شيئًا يسحب روحي، وفجأة اسودت الدنيا من حولي واستسلمت لها بكل رحابة صدر، كأنها الراحة التي أحتاجها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صراع لأجل الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *