رواية واقع مر الفصل الثالث 3 بقلم رقية محمد
رواية واقع مر الفصل الثالث 3 بقلم رقية محمد
رواية واقع مر البارت الثالث
رواية واقع مر الجزء الثالث

رواية واقع مر الحلقة الثالثة
‘ متقوليش بنتك !!!!
قربت ايديها علي وشي، رجعت خطوات ورا وانا بقول بصدمه
‘ انتِ اي اللي جابك هنا !
سلمى
*لطيفه، اهدي يا لطيفه
زقيت ايديها اللي حوطتني بعصبيه
‘ أنتِ جيباها تاخدني صح؟!، ا انتِ زهقتي مني!!، مش عايزانا، بس انتِ قولتي إنك عمرك ما تسيبينا…. وإنها لو فكرت في يوم ترجعنا مش هتسمحي بكده انتِ قولتيلي كده! أنتِ لي كذبتي علينا أنتِ كمان !!!
* اوعي تقولي كده يا لطيفه، أنتِ بنتي انا وانا مسمحش حد يلمسك يا حبيبتي اهدي بس
اتكلمت وهي بتفحصني بنظراتها
ـ احمدي ربنا إني رميتكم زمان، شوفي بقيتي عامله ازاي، المفروض تجري عليا تشكُريني
كلمتها اترددت في وداني فتره كبيره “رميتكم”، اكدتلي حقيقه عمري ما نسيتها ولا هنساها، مع إن قلبي كان بيحاول يديلها اعذار ولكن دلوقتي انا متأكده إن عقلي هيمسك قلبي النهارده شيفت مسائي يجلده
اتكلم علي اللي كان بيتابع المشهد بصمت
: ادخلي يا لطيفه دلوقتي جوا
‘ لأ مش هدخل، المرادي مختلفه، المرادي انا واعيه ولازم تجاوبيني علي اسئله كتير بسألها لنفسي كل يوم علي أمل إني الاقي إجابات تهدي الحريقه اللي جوايا، لازم تسمعي كل الكلام اللي كان محشور جوايا بقاله عشر سنين، لازم اتكلم حالا، أنتِ رميتينا لي ؟؟، إحنا احنا كنا بنحبك وعايزينك، انتِ اتخليتي عن.. عن عيالك، انا مش قادره اقول الكلمه حتي ازاي أنتِ قدرتي تعملي كده
حطيت ايدي بصدمه وانا بدرك الوضع، كملت بس المرادي دموعي غرقت وشي
‘ أنتِ مدركه أنتِ عملتي فيا اي !!!!!، طب انتِ كنتي بتنامي مرتاحه !، مش حاسه بتأنيب ضمير وعيالك في بلد غير بلدك!، محاولتيش حتي تتطمني علينا !!!، إحنا ذنبنا اي؟!، ذنبنا الوحيد إننا عيالك!، لي استحملنا غلطتك
مسحت سلمي دموعها وقربت مني بخوف
‘ خلاص يا لطيفه، أهدي رجاءً، وانزلي دلوقتي علشان خاطري وانا شويه وهرن عليكِ والله
كملت كلامي بانهيار
‘ انتِ راجعه دلوقتي لي!؟ ردي عليا ؟!، مستنيه منا اي؟، نقعد معاكِ!، نجري علي حضنك نترمي فيه بعد ما رميتينا في الشارع !؟
اتكلمت بجمود
ـ انا جايه اخد بنتي نور، عايزه تيجي اهلا وسهلاً هكون مبسوطه مش عايزه براحتك
ضحكت بصوت عالي
‘ مش مصدقه بجد بجد مش قادره
سلمي بعصبية
* يا شيخه اتقي الله، ده أنتِ ربنا انتقم منك بسبب اللي عملتيه في عيالك ورزقك بواحد خد كل الفلوس اللي حيلتك كلها ورماكي في الشارع، وخد الواد ابنك منك وطفش منك، عايزه ربنا يعمل فيكي اي كمان !
بصيت بصدمه لـ بابا اللي باصص في الأرض، هي اتجوزت!!!، اتجوزت بعد ما رمتنا وخلفت، وخلت واحد يتمتع بفلوسنا اللي من حقنا إحنا ؟!، ربنا دوقها نفس الكاس بل اقوي كمان، ساعتها بس حسيت اني مرتاحه نفسياً وانا شايفه جزء صغير من حقي بيتردلي تاني، بس هي مش باين عليها حتي واحد في الميه من الحُزن
علي
: نوال، خدى الفلوس اللي عايزاها وارجعي مصر، وانسي إن ليكِ عيال خالص، ومشوفش وشك هنا تاني أبدا، علشان لو حصل عكس الكلام ده صدقيني هتزعلي جداً، وده مش تهديد استغفر الله بل بوريكي المشهد المستقبلي .
قرب من درج المكتب بتاعه، خرج دفتر شيكات وبدأ يملي بيناته
: ها تاخدي كام
اتكلمت بابتسامه انتصار
‘ مية وخمسين ألف جنيه
عروق وشه ظهرت، مسك القلم مره تانيه وكتب المبلغ واداهولها
: فرصه سعيده اتفضلي اطلعي برا
بصيتلي بابتسامه
‘ سلميلي علي نور جداً، كان نفسي اشوفها بس مش مشكله تتعوض
بصيت بصدمه، باعتنا مره تانيه بشويه فكه، بتتاجر فينا بارخص سعر؟؟!
قربت من الباب وفتحته، ولكن لسوء الحظ، نور كانت طلعت، بصيتلها لثواني أيدينا كلنا ساعتها كانت علي قلبنا، ولكن نور قربت من سلمي حضنتها بحب وهي بتقول بضيق
ـ ازيك يا مامي، عاملين اكل اي ؟ استني تيجوا تاخدوني بس محدش جه خالص فـ جيت مع جودى، احنا عندنا ضيوف ولا اي ؟
قربت منها بقلق ودخلت بيها الأوضه بحاول اتوها، ودقايق وسمعت الباب بيتقفل، اتنهد براحه لما اتأكدت إنها مشيت خلاص
اتكلمت نور وهي بتلبس الاسدال
ـ هي جت لي يا سلمي ؟
سبت الموبايل بتوتر
‘ هي مين دي ؟
ـ لطيفه، هي جت لي ؟؟؟؟؟، بعد كل ده جت عايزه مننا اي تاني ؟، انا ما صدقت اتخطيتها ولو واحد في الميه، لي عايزه تجدد الذكريات دِ تانى
مسحت علي وشي بضيق
‘ متحطيش الموضوع في دماغك يا نور، جت للمره التانيه علشان نكرهها اكتر واكتر، عايزه ترجعنا لنقطه الصفر بعد ما حياتنا استقرت، استكترت علينا الفرحه
قربت عليا بحنيه وهي بتمسح كام دمعه خانتني
ـ انا مش متضايقه، صدقيني، انتِ امى وحبيبتي، انا مش عايزاكي تزعلي، يلا بقي علشان ماما عملالنا اكل إنما اي شامه ريحته من وانا علي السلم والله وانا عصافير بطني
المرادي نور اتكلمت نيابة عن عقلى، حسيت إني مرتاحه وانا شايفه نور بدأت تتعلم جزء من دروس الحياة، مش كل حاجه بتبقي ماشيه زي ما احنا مخططين، مفيش حاجه ابدا بتبقي موجوده زي ما هي….
علي سفره الغدا، محدش فتح الموضوع ابدا، كنا بنتعامل بطبيعتنا، بعد ما خلصنا غدا
دخلت البلكونه، مكاني المفضل…سما، هوا، قمر، وأنا مع كوباية الشاي بالنعناع بتاعتي، وصوت أم كلثوم، ما الدنيا حلوه اهى يا ولاد..!
عهود لا تُصدق ولا تنصان….
عهود مع اللي ملهوشي أمان.
يا قلبي ااه، الحب وراك…
حطيت ايدي علي الكوبايه محاولةً إنها تدفيني، أم كلثوم صوتها اللي بسمعه كل مره كأني اول مره بسمعه في حياتى
فجأة افتكرته!
رجعت شعري لـ ورا بسرعه وانا بحاول اشغل نفسي بحاجه تانيه، وللحظه دي دخلت ماما
* الجو حلو اوي النهارده صح ؟
هزيت راسى، كملت وهي بتضيق عينيها بخبث
*ام كلثوم وشاي بالنعناع والجو حلو وقاعده في البلكونه، مش مستريحالك .
ضحكت بصوت عالي
‘ لا لا عادى والله مفيش حاجه .
* اممم، طب قوليلي، اي الجديد ؟
حطيت ايدي علي راسي بتعب
‘ مش عارفه يا ماما والله اعمل اي، سند بيحاول يوصلي ويتكلم معايا بكل الطُرق، بس انا رافضه تماماً.
* لي يا حبيبتي ؟، انا شوفت سند كذا مره وحسيته محترم وكويس لي مدتيش لنفسك وليه فرصه؟
قاطعتها بحده
‘ علشان مينفعش، لطيفه طول عمرها بتقول لنفسها إنها مش هتسمح إن حد يجرحها تاني ولا يجي عليها مره تانيه!، انا عمري ما اسمح لحد أنه يأذيني في مشاعري مره تانيه ابدأ!
* أنتِ لي بتتوقعي النهايه علطول !، لي بتتوقعي الاسوء دايما؟، مش يمكن تصيب وربنا يكون مقدرك الحلو في حياتك في سند؟
منعت عقلي يقتنع وانا بقول بجدال
‘ في احتماليه، يبقي مجازفش
* الحب جميل اوي يا لطيفه، يستاهل المجازفه دي، ويستاهل التضحيه والمُخاطره والتعب ده كله، حقيقي ده كله بيتنسي تماماً لما تكوني قاعده في بلكونة شقتك وبتتنفسي براحه وانتِ شايفه إنك اسستي اسره مستقره سوية نفسياً، فاقد الشيء يُعطيه يا لطيفه، انتِ تقريباً نسيتي اني قولتلك مليون مره قبل كده متعيشيش دور الضحيه، أنتِ كده بتجرحيه هو ميستاهلش منك كده .
قامت بعد ما طبطبت علي كتفي، مسكت تليفوني…فتحت شاته اللي متعلق بقاله اكتر من تلات أيام، سجلت ريكورد وانا بضغط علي نفسي
‘ السلام عليكم، بعتذر يا سند كان عندى امتحانات كتير واتشغلت عن الماسدج، انا الحمد لله بخير في زحام من النعم، انت اخبارك اي؟
الريكورد اتبعت، برقت بصدمه بعد ما استوعبت انا عملت اي، مسكت موبايلي تاني علشان امسحه بسرعه، برقت بخضه لما لقيته بيسجل ريكورد، ينهار ابيض
خرجت بسرعه من البلكونه وانا بحاول انسي، فـ اتكلمت بعبط
‘ ما تيجوا نتفرج علي مسلسل فيلم مثلا اجنبي أو عربي اي حاجه ها اي رأيكم؟!
بصولي كلهم بإستغراب، مسكت خصله من شعري وانا بقول بتوتر
‘ اجهز الفشار ؟
وصلي ماسدج، غمضت عيني وانا بقول بصوت عالي
‘ فيها اي يعني، بطلي عبط يا لطيفه واهدي
نور
ـ لطيفه ؟، أنتِ كويسه يا بنتي
فتحت عيني بسرعه
‘ لأ، اه اه انا كويسه مالي يعني ما أنا زي الفل، انا داخله انام تصبحوا علي رضي الرحمن
علي
: والفشار والفيلم؟
‘ مبحبش الفشار جود نايت
نطيت علي السرير بسرعه وفي ايدي التيليفون، فتحته وانا مضيقه عيني بتفحص
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ازيك يا لطيفه أنتِ طمنيني عليكِ اخبارك اي؟، مفيش مشكله خالص اهم حاجه أنتِ بخير؟
اتكلمنا كتير، حسيته لطيف!، يمكن علشان قدرت اشيل من دماغي فكره مُعينه، اتفقنا نتقابل تاني يوم في الجامعه
صحيت تاني يوم علي غير العاده، صاحيه بدري وفايقه، اغاني ام كلثوم اللي كلها أمل وحلاوه، جهزت بدري وخرجت من البيت قبل حتى ما يصحوا!
قفلت باب العربيه وانا بتنفس بهدوء وحماس، بصيت في مرايا العربيه وانا بكلم نفسي بكل جديه
” لطيفه، اهدي بقي كده وبطلي عبط علشان مرنكيش علقه، عادي جدا يوم زي اي يوم بتروحي فيه الكليه احنا هنخيب ولا اي ؟، انتِ حره….!
شغلت ام كلثوم واتنفست بهدوء كبير واتحركت
حيرت قلبى معاك، وانا بداري واخبي
قولي اعمل اى وياك ؟ قولى اعمل اى ويّ قلبى…؟
نزلت من العربيه بعد ما شوفته مستنيني برا، في أيده كوبايتين قهوه
ابتسمت ومسكت منه كوبايه القهوه
” شكراً، بجد كنت مصدعه جدا جت في وقتها
اتكلم بابتسامه لطيفه، الطف حاجه شوفتها تقريباً
* ده انتِ اللي شكراً علي الابتسامه اللطيفه دي علي الصبح، لطيفه فعلا وأنتِ لطيفه
ضيقت حواجبي بضيق
” ماشي شكراً، يلا ندخل
للحظه حسيته خاف منى، بس اعمل اي في دماغي دي ؟، حسيت إن لسانه معسول بزياده وده شيء بيقلقني نوعاً ما .
شربت حبه من القهوه
” بس يا سند، ده سبب رفضي ليك من البدايه، واظن انت كده التمستلي عذر طبعاً
ـ لأ بصراحه، كل حاجه ليها علاج، أنتِ دكتوره وعارفه كده كويس
ضحكت بخفه
” إلا ده يا سند، صدقني ده مالوش علاج أبدا
بصلي بتحدي
ـ طب تيجي نتراهن؟؟، بصي نفذي اللي هقولك عليه ده، عامةً ده بيبقي خوف مبني من زمان، وبيبقي بسبب حاجه حصلت في الماضي، أنتِ كده عرفتي السبب، تيجي نعالجه ؟، يلا غمضي عينك وخدي نفس عميق
ضحكت علي حماسه، هو اصلا طب بشري والله غلبان، هزيت دماغي والابتسامه لسه علي وشي وعيوني مغمضه
اتنفس بعمق
ـ قوليلي، اول مشكله حسيتي بشعور اي ساعتها
ابتسامتي اختفت، مقدرتش افتح عيوني
ذاكرتي اتشوشت بطريقه كبيره
ـ بقولك اي يا نوال، انا عايز انام متاكليش نفوخي
* هو اي اللي مكلش نفوخك، خلاص يا اخويا هطلعهم من المدرسه انا مالي
ـ طلعيهم يا نوال، واتكلي بقي علي الله عايز انام بقولك نفوخي هيتفرتك
سااعتها كنت واقفه علي الباب بحاول اسمع محتوي كلامهم بسبب صوتهم العالي اللي صحاني من النوم، حطيت ايدي علي بقي بخضه، لما لقيت الباب بيتفتح
مسكت ايدي بعصبية
* اه يا بنتل…، انتِ واقفه علي الباب تتصنتي؟!!!
بصيت علي بابا بسرعه علشان يلحقني، ولكنه خطف نظره لينا، وحط المخده علي راسه ونام
حسيت ساعتها إني ضعيفه، واني مهما كنت مش هقدر لا احقق حلمي ولا ادافع عن نفسي أبدا، مكنتش هقدر حتي اخد ابسط حقوقي، ماما معاها فلوس كتير، بسبب خالو اللي بيديها كل شهر مصاريف ليا ولدراستي،. ولكن مكنتش بشوف منهم جنيه واحد، رمتني علي الارض بقرف وهي بتزعق
* نعمل اي بقي، ما انتِ لو كنتي ولد مكانش ده حصلنا، بلا قرف
دايما كانت بتفكرني إني بنت وعلي اعتقادها اني مليش اي لازمه، ولا ليا منفعه، مقدرتش ارد ساعتها، أو بالأصح مقدرتش ارد عليها المره دي كمان، ساعتها كنت اتمني اكون ولد، علشان بس تحبني..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية واقع مر)