روايات

رواية الرسالة الأولى الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية الرسالة الأولى الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية الرسالة الأولى البارت الأول

رواية الرسالة الأولى الجزء الأول

الرسالة الأولى
الرسالة الأولى

رواية الرسالة الأولى الحلقة الأولى

قفلت تلفوني بعد ما بَعت الرسالة وقررت مردش عليه, وكمان عملتله بلوك قبل ما اقفل الفون, وعقلي بيردد إني مش غلطانة ابدًا, مش عيب ادور على مصلحتي, اه انا كنت بحبه, واه مش سهل عليا ابعد بالشكل ده, بس انا مش ناوية اكرر تجربة أمي, أمي اللي اتجوزت ابويا عن حب, وهي عارفة إنه هيعيشها تحت المستوى, بس زي أي بنت بتحب واحد بتتنازل وبتقبله على عيبه, وبتقول ان اهم حاجة الحب والرزق ييجي بعدين, بس ابويا بقى رزقه مجاش.. زيه زي كتير غيره, وأمي حلاوة البدايات وفرحتها راحت وهي مش لاقية حتى اللي يأكلها في يومها, ولا يوديني لدكتور ويجبلي علاج, وفجأة قررت تبقى أنانية.. أو يمكن لو كنت مكانها كنت عملت زيها! قررت تسيب الجمل بما حمل وتهجر ابويا, وانا لسه يدوب خمس سنين.. عشان أعيش اسوء أيام حياتي مع أب مستهتر ملوش في الشغل, واعيش من عطف الناس وصدقتهم علينا, لحد ما بقى عندي 15 سنة وقتها بدأت اشتغل واصرف علينا..
بت يا سارة.
ابويا بينادي, اكيد عاوز اكل, او في هدوم نسيت اغسلها..
نعم؟
قوليلي هتعملي ايه مع العريس؟
الموضوع اختلف المرادي, كويس انه لسه بيفكر فيا أصل مع كرهه لأمي ساعات بحس إنه كرهني معاها, بصتله وقولتله:
انتَ عاوزني اعمل ايه؟ أوافق؟
قام من على السرير ووقف قدامي وقالي:
تفكري, يا بت, ده هينغنغك, الواد راجع من الكويت ومعاه مبلغ قد راسه, ده بقاله ست سنين في الغُربة.
بس انتَ اديت كلمة لمحمود, هتعمل معاه ايه؟ هتسحب كلمتك؟
حرك دراعه باستهتار وهي بيقولي:
وماله يا ختي ما اسحبها, هو انا هسحب صوتي من مجلس الشعب! وبعدين احنا لا قرينا فاتحة ولا دياولو, يعني لسه قبل البر حتى.. وانتِ قولتي معنديش مانع اسيبه.. انا مش جابرك!
حركت راسي بتعب وقولتله:
ماشي يا بابا, وانا موافقة, بس هدخل انام بقى لاحسن مصدعة اليوم كان طويل في الشغل, كلم أحمد ييجي بكره واتفقوا.
ابتسم بفرحة وهو بيقولي:
روحي يا حبيبة ابوكي, ارتاحي, وانا هكلم أحمد ييجي ونتفق على كل حاجة ونقرأ فاتحة كمان.
ماشي.
قولتها بغير اهتمام, مش فارق معايا نقرأ فاتحه ولا كتب كتاب, نمت على سريري وانا بفكر في بكره, وجه على بالي فجأة تهديد “محمود” وسألت نفسي هو ممكن صحيح يعملي حاجة؟ وانا مستنية منه يعمل ولا بتمنى يستسلم للوضع؟
****** ناهد خالد****
تاني يوم كنت في الشغل واتكلمت مع “سهير” صاحبتي في الموضوع, لقيتها بتقولي بعصبية:
بس متقوليش انك حبيتي محمود, محدش بيحب حد ويسيبه, لا وتاني يوم جاية الشغل ولا كأنك سبتي خطيبك امبارح.
بصتلها وانا بقطع الطماطم اصلي شغالة في مطعم, وقولتلها بضيق:
مكانش خطيبي, دي مجرد كلمه بينه وبين ابويا! بعدين عاوزاني اقعد من الشغل واليوم يتخصم؟ ليه يا ختي هو احنا لاقيين الفلوس؟
كلمه بينه وبين ابوكي اه, لكن كلام بينك وبينه, ده انتوا بقالكوا سنتين بتتكلموا, ومقابلات وحب ونيلة على عينك, ازاي قدرتي تزحيه من طريقك بالسهولة دي؟ ده انتِ يا قادرة وافقتي ابوكي يجيب العريس النهاردة وتقرأوا الفاتحة! كل ده وتقولي بحبه يا سهير.. يا ختي حبك برص.
سندت على الرخامة جنبي وفي ايدي السكينة وبصتلها بتفحص بعدين قولتلها وانا بصالها باشتعال:
وكل الحمقة دي ليه؟ يهمك امر محمود اوي كده؟
“سهير” وهي بتبص بعيد:
هيهمني امره ليه؟ انا بس الراجل صعبان عليا.
على فكرة كنت بلاحظ ان عينك عليه, بس كنت بعمل نفسي مش شايفة عشان مخسركيش, لكن خلاص.. اهو عندك, اشبعي بيه.
بصتلي ووشها احمر بعصبية:
ايه قلة أدبك دي, انا مستحيل ابص لحبيب صاحبتي, انا فعلا صعبان عليا, وبعدين انا مش برمرم عشان اخد بواقي غيري.
نفضت شعري لورا بدلع قاصدة اغيظها وقولت:
خلاص متتعصبيش اوي كده, عموما محمود مبقاش يهمني, وأحمد احسن منه في كل حاجة… اجمل واغنى وعيلته كمان عيلة تشرف.
بصتلي “سهير” وقالت بسخرية:
وانتِ عيلتك تشرف؟ صحيح هي أمك لسه مظهرتش؟
وسيرة أمي او حكايتها لو جت قدامي بتحولني وتخليني شخص تاني, شخص ممكن يقتل اللي قدامه في لحظة, قربت منها بعين مليانة شر وقولتلها وانا بمسكها من شعرها والسكينة رفعتها على رقبتها:
عارفة لولا إنك صاحبتي ومش عاوزه احزن امك عليكي, كنت جبت اجلك.. اتلمي يا سهير بلاش تطلعي شيطاني..
وظهر الخوف عليها واضح وهي بتقول وبتحاول تبعد ايدي عنها:
انا مش قصدي, انا بس بقول ان محمود كان شبهك, نفس المستوى ومش هيعايرك في يوم.
بعدت عنها وانا بزقها لورا بايدي:
ملكيش فيه, وبعد كده خدي بالك من لسانك عشان متكونش اخرتك.
بصتلي بخوف ورجعت تكمل شغلها من غير حرف زيادة.
—–
يعني انتَ هتعمل ايه يا محمود؟
قالها “إبراهيم” وهو قاعد مع “محمود” على كورنيش النيل وباصين للنيل وضلمته المخيفة, رد “محمود” بغل:
ورحمة أبويا ما هسيبها, وما هخليها تتهنى معاه.
هتعمل ايه بردو؟
هخربلها الجوازة, وكل جوازة هتدخلها هخربهالها..
وبعدين؟ كده هتاخد حقك؟
بصله فجأة وقال:
صدق معاك حق! ده مش هيشفي غليلي.
خلص كلامه وقام فجأة ومشي, جري وراه “إبراهيم” وهو بينادي عليه:
يا محمود استنى.. رايح فين طيب, يا بني رُد عليا.
وقف “محمود” وبصله وقال:
رايح اجيب حقي بالطريقة اللي هتشفي غليلي.
سأله “إبراهيم” بقلق:
اللي هي؟
لمع الشر في عين “محمود” وقال:
هفضحها واخلي اللي منها بقرشين.
خلص كلامه ومشي بسرعة من قدامه وجري وراه “إبراهيم” وهو عارف إن الجاي مش خير…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الرسالة الأولى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *