روايات

رواية وجوه في العتمة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم منة ممدوح

رواية وجوه في العتمة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم منة ممدوح

رواية وجوه في العتمة البارت التاسع والعشرون

رواية وجوه في العتمة الجزء التاسع والعشرون

وجوه في العتمة
وجوه في العتمة

رواية وجوه في العتمة الحلقة التاسعة والعشرون

_كل اللي صار هذا ما كان اتفاقنا!
هتف بيها سعد اللي كان مداري جسده في وشاح اسود مش ظاهر منه غير فمه، زفر غالب بنزق وقال_أنتَ اللي ما داريت حالك زين، لولا مرت عامر عرفتك ما كنا وصلنا لهذي الحال!
فرد سعد بضيق_وأنا إيش عرفني إنها ذكية لهذي الدرجة؟!
رفع غالب إيده وهو بيقول بعصبية_المرة صحفية!
صحفية يا أخي، يعني دماغها شغالة وبتلقط أقل شي!
ضغط سعد على جفونه وهو حاسس بالغضب، حاول يتمالك نفسه وقال_والمفروض وش هنسوي دلوقت؟
عامر بيدور عليا بإيده وسنانه ولو مسكني مش هيعتقني تاني!
رد غالب بنبرة سوداوية متحملش شفقة_هحاول أثبت التهم على عامر عشان يتحبس، ووقتها كل شي هيصير في إيدي أنا
اتهكم سعد وقال بنبرة ساخرة_على أساس إن مافي في إيدك شي دلوقت!
ابتسم غالب ورد_فيه شي واحد بس ماله في إيدي
سكت شوية وكمل من بين أسنانه_السلطة..
السلطة مالها في إيدي، وهذا هو كل اللي محتاجه، ميبقاش واد قد نص عمري وواخد كل حاجة لصالحه وأنا مجرد تابع ليه!
المشكلة إن بقالي سنين بحاول وهو لابد في الدنيا!
سبحان الله ما جمع إلا ووفق، حتى مرته بسبع أرواح هي كمان!
طلع غالب تليفونه من جيبه، وحطه قدام سعد وهو بيقول_هذي السيارة هتكون منتظراك في ….، وقتها هتاخذها وتطلع بيها على أي مكان بعيد عن هنا خالص الفترة هذي لحد ما الأمور تهدى، وأنا هحاول اتصرف وألبس عامر في قضية مخدرات أخلي التهم تثبت عليه عشان يتحبس وما يطلع منها
سمعوا صوت حركة في الوقت ده من خلفهم، فنزل غالب تليفونه على طول وحط إيده على خصره وطلع سلاحه هو وسعد.
في الوقت ده شهقت يقين بهلع لما حست بحد بيكمم فاهها، اتوسعت عيونها برعب لحد ما سمعت صوته بيهمس جنب أذنها_اهدي
فضولك هذا في مرة هيجيب أجلك!
اتملت عيونها بالدموع بعد ما سابها ولقته هو اللي قدامها من بين الظلام وهمست_عامر!
بلا تردد ضمته، كانت حاسة بالرعب من إن حد تاني هو اللي مسكها، وقتها كانت هتكون في عداد الأموات بلا شك، ربت عامر على شعرها بحنان وهو بيقول_ هذا أنا ما تقلقي
عيونه كانت مثبتة كالصقر على المكان اللي غالب وسعد واقفين فيه، ولما لقاهم بيتحركوا عشان يشوفوا مصدر الصوت جذبها لصدره واتحرك بيها بسرعة وهو بيحاول يبعد عن المكان على قد ما يقدر، وكانت يقين بتتحرك معاه بحذر لحد ما بعد عنهم بشكل معقول، بعدت يقين عنه في الوقت ده وحطت إيدها على صدرها وهي بتنهج من الخوف وقالت_خضتني الله يسامحك!
بصلها عامر بنزق وقال_نفسي تبطلي تحشري مناخيرك في اللي مالك دخل بيه!
اتعصبت من نبرته اللي كان فيها لوم فقالت_أنا شوفت حد بيجري من بعيد!
فرد عليها بسرعة_يبقى من باب أولى تكلميني مش تسوي فيها سبع رجالة وتروحي بنفسك!
فقالت بعصبية ولكن كان صوتها لسة هامس_ده على أساس أنتَ سايبلي وسيلة تواصل مع الناس زي البني آدمين!
أنا معييش موبايل بسببك ابعتلك بالحمام زاجل ولا أعملك إيه؟!
بصلها بنفاذ صبر ورد_أنتِ عاوزة تتخانقي يعني دلوقت؟
بعصبية أجابت_أنتَ اللي بدأت بالخناق!
هز راسه بيأس من تصرفاتها، وبعدين تخطاها واتحرك خطوتين تحت أنظارها ووقف ورا شجرة وهو بيراقب من على بُعد سعد وغالب اللي كان ظاهر عليهم التوتر لحد ما اتحرك سعد ومشي تحت أنظار غالب اللي كان بيراقبله الطريق، وقفت يقين ورا ضهره ولكن كانت باصة على مكانهم وعيونها بتتنقل بين ملامح عامر الجامدة وعيونه اللامعة بغضب وبين اللي بيحصل قدامها، ضمت شفايفها بأسى عليه وقالت_عرفت امتى؟
ضغط على جفونه وهو بيحاول يتمالك نفسه، واتلفت ليها وقال بجمود_اليوم
قبل ما تتكلم جذبها من إيديها وهو بيقول_لازم نرجع الدار قبل ما يرجع هو ويشوفنا
وبالفعل كان اتحرك معاها بخطوات أشبه بالركض عشان غالب ميلاحظش وجودهم أو يشوفهم، وفعلًا كانوا قدروا يوصلوا قبله البيت لما اختصر عامر الطريق اللي حافظه عن ظهر قلب
طلعوا لفوق ولحظهم كان الكل نايمين، دخلوا لغرفتهم ومنها اتجه عامر وقعد على الكنبة وهو بيدعك عيونه بتعب، فاتحركت يقين وقعدت على إيد الكنبة وهي بصالة بنظرات حزينة، كانت عارفة إنه بيقاوم مشاعره اللي حاسس بيها، صدمة عنيفة إن عمه اللي من لحمه ودمه يطلع هو اللي عمل فيه كل ده، بقاله سنين بيئذيه وهو مش عارف
حسسه بالعجز والضعف وكل ده لإنه مشكش في اللي منه!
رجع ضهره لورا وسند راسه على ضهر الكنبة وهو مغمض عيونه بإرهاق، مكانش إرهاق من مجهود او من قلة النوم ولكن من قسوة الحقايق، اتحركت وقعدت جنبه فحس هو بيها ولكنه فضل على وضعه وهو بيقول_كلفت عزيز يراقب تليفونات كل اللي في الدار
أنا كنت وصلت لدرجة إني بشك في حالي، وفي الآخر عرفنا إنه له تواصل مع سعد، وسمعناه بيكلمه إنه هيقابله اليوم.
كانت يقين ساكتة وهي بتسمع جملته المتألمة، ضحك بسخرية وهو بيفتح عيونه وبيبصلها بنصف عين وبيقول_تخيلي إنه بيتفق معاه كيف يخلص مني؟!
اتملت عيونها بالدموع وهي شايفة العذاب والعجز اللي ظاهر في عيونه، رجع على وضعه تاني وكمل_كل اللي عاوزه هو السلطة
أنا ما قصرت مع ولا واحد من العيلة، بالعكس كنت أحرم حالي عشانهم
ما قصرت والله، ليش؟
ليش دمر حياتي بهذا الشكل؟
عشان السلطة؟
عشان يبقى الاسم إن هو كبير عيلة الزيات؟
طب وأنا؟
هان عليه يسووي كذه في ابن أخوه؟!
مكانتش عارفة تواسيه ازاي، ولكن مقدرتش تسيبه بالشكل ده، فقربت منه بدون تردد وضمته وهي ساندة راسها على صدره وبإيديها بتملس على صدره بحنان، اتفاجئ من حركتها ورفع راسه وهو بيبصلها بدهشة، أما هي فكان نفسها تقدر تمتص الحزن اللي هو حاسس بيها، ولما شافها ساكنة بالشكل ده لأول مرة، لف دراعه حوالين خصرها وجذبها ليه أكتر وهو بيتنهد بوجع، وقال_مش عارف وش أعمل!
كيف هنتقم من عمي؟!
كيف هاخذ حقي، وحق سلمى،
وحق ابني اللي اتيتم وهو لسة ما وعي على الدنيا، حق محاولات قتلي، وحقك أنتِ كمان!
لو حد سمع من العيلة اللي صار مش هيصير فيه عيلة اسمها الزيات، هنتفكك، هنتدمر، كل اللي بنيته طول هذي السنين هيروح
وش اسوي بس؟!
أنا قصرت في إيش معاه!
بعدت يقين عنه وهي بتبصله بنظرات عاجزة بعيون لامعة بدموع على حالته، رفعت إيديها وبسطتها على خده بحنان وهي بتقول_المشكلة مش فيك أنتَ يا عامر
صدقني، مفيش مبرر للي عمله ده، أنا شوفت بنفسي أنتَ بتعمل إيه عشان تشوف عيلتك مبسوطة
بس للأسف فيه ناس قلوبها مليانة سواد من غير سبب، حتى لو كان السواد ده للي من لحمه ودمه
سكت وهو بيتمعن في كلامها، وبعدين بعدها عنه برفق تحت أنظارها، قام وقف واتحرك وخرج من البلكونة، وقف وهو بيبص على الفضا من قدامه، وطلع سيجارة من جيبه ولعها وابتدى ينفث دخانها ببطء وهو بيفكر
مفيش وقت لإنه ينهار ويتوجع، مفيش وقت،
مفيش وقت لإنه يعاتب ويتألم، ومينفعش يسامح
اتلفت لما حس بيقين بتقف جنبه، كانت بتبصله وعلى وشها كل ملامح القلق، لأول مرة يحس إنه فارق معاها فعلًا
إنها حزينة وقلقانة عليه، فضلت بصاله شوية، وبعدين قالت برجاء_عامر
مش عايزاك تشتغل في الشغل ده تاني
عشان خاطري،
عشان خاطري ابعد عن كل ده وأبدأ من جديد
اتجمدت عيونه عليها وهو حاسس بالعجز، هو شايف إن الوضع جاب نهايته، الشغل ده هو اللي قوم الفتنة بينهم
إنه بنى اسم وسط التجارة في السلاح خلت عمه طمع في السلطة
أو يمكن هو اللي طمعان في الاسم من زمان ومش واخد باله!
كان مدي الأمان لكل فرد في العيلة، متوقعش إن الغدر ييجي من المكان اللي مآمنله
وبعد صمت طويل وملقتش هي منه رد، اتنهدت بيأس لما أدركت إن عامر عمره ما هيتخلى عن عامر الزيات، وفي النهاية سابته وراحت نامت على السرير وعيونها مثبتة عليه وعلى الدخان اللي بينفثه بعصبية واضحة..
****
نزلت وراه لتحت وهي حاسة بالفضول على اللي هيعمله، خصوصًا وإنها راقبته طول الليل، عيونه مداقش النوم من كتر التفكير، فضل طول الليل في البلكونة بيشرب كمية سجاير من كترها معدتش
مضايقها إنه بيضغط على نفسه بالشكل ده، صامت وجامد ميعرفش إنه بيهلك نفسه بصمته ده، كانت عايزاه يثور، يتعصب، يكثر الدنيا حتى ولكن المشكلة إنه سكت!
كانوا كلهم قاعدين على طاولة السفرة بيفطروا، وهي مصطحبة جواد في إيديها، ولكن عامر اتلفت ورمقها بنظرة ذات مغزى فهمتها هي على طول وشاورت لهدية خلتها تاخد جواد ويروحوا المطبخ.
دخل لجوا وهو بيرمي السلام ولكن مقعدش، رمتها فاطمة بنظرات من فوق لتحت ووجهت كلامها لعامر_ما تقعد يا ولدي
هز عامر راسه بالرفض، ووجه كلامه لاخواته وقال_اسمعوا الكلام اللي هقوله هذا زين وركزوا فيه
ومش عاوز أي كلمة هقولها تطلع برا، مش عاوز ولاد عمكوا يسمعوا عن الكلام اللي هقوله
حتى عهود عشان حسن
ساب فارس اللقمة اللي في إيده وقال بقلق_وش صاير ياخوي؟!
ضم عامر قبضة إيده وقال_غالب الزيات
هو الخاين اللي بينا
شهقات خرجت من كل الأفواه اللي موجودة، اتنفض عايد وفارس اللي قال_وش اللي بتقوله هذا ياخوي؟!
أما فاطمة فقامت وقربت من عامر بملامح مصدومة وقالت_أنتَ متأكد من الكلام اللي بتقوله؟!
فقال عايد_يمكن فيه لبس في الموضوع ياخوي، مش معقولة هذا عمك غالب!
اتدخلت يقين في الوقت ده بعد ما شافت إن كلهم مش مصدقين وعامر معندوش صبر إنه يشرح، فاتكلمت_الكلام اللي بيقوله عامر حقيقة، أنا وهو شوفناه بنفسنا وهو واقف مع سعد امبارح
اتجمد فارس مكانه وهو حاسس بالصدمة، أما عايد فاتحرك وقعد بإنهيار على الكرسي
كلهم مش مستوعبين اللي بيتقال، ده في النهاية غالب عمهم اللي كان في مقام والدهم!
رفعت فاطمة ايديها وبسطتها على صدرها اللي كانت حاسة بالألم بسببه، ورددت_المـلعـون!
بلل فارس شفتيه وهو بيمسح وشه وبيلف حوالين نفسه بلا هوادة ووقف قدام عامر وهو بيقول_طب وش غرضه من كل اللي بيصير؟!
ليش يسوي كذه؟
ليش عاوز ينهيك ياخوي؟!
رد عامر وهو ضامم قبضته وبيحاول يتمالك نفسه_عاوز السلطة
عاوز يبقى هو كبير الزيات، عشان ما يطلع شكله وحش قصاد الناس قِبل بوصية أبوي وقال إنه ما رايد أي شي
بس في الحقيقة من وقت ما مسكت العيلة وهو بيدبرلي مصايب
لما عجز إنه يقتلني بيحاول دلوقت يحبسني عشان يمسك العيلة من بعدي، سعد كان بيشتغل لحسابه من وقت من جه هنا، كان هو اللي بينقل كل اللي بيسويه ليه وللأسف كنت فاكره دراعي اليمين، بدأ بإنه يشعل النار بينا من تاني مع الرشايدة، ولما هديت بالنسب اللي بينا أمر سعد يقتل سلمى عشان الرشايدة ينتقموا مني عشانها، كل محاولات قتلي اللي فاتت كانت بسبب عمي غالب
هو اللي سوى كل شي!
بسط عايد إيديه الاتنين على راسه من الصداع اللي بيلفح دماغه، فاتكلم فارس_أنا مالي مصدق اللي بتقوله
عمي غالب!
طب حد كان معاه في اللي بيعمله؟
عمك مرزوق؟
حسن وزايد؟!
هز عامر راسه، واتحرك وقعد على الكرسي بعد ما حس بالتعب، وقال_أنا مراقب تليفوناتكم كلكم
كلكم بلا استنثاء عشان أكون واضح معاكم، ومفيش غير عمك غالب اللي متورط في اللي صار
أنا بقولكم هذا الكلام عشان ما حد ينصدم من اللي هيصير قدام، عمكم غالب خاين ولازم يتعاقب
اتنفض قلب يقين من الخوف من إنه يعمل حاجة يئذي بيها نفسه، فقربت منه وهي بتقول بصوت مهزوز_عامـر
اتلفت ليها بوشه وبصلها بنظرات قوية مليانة تأكيد_الخاين لازم يتعاقب يا يقين
لازم
دخل حمد في الوقت ده وهو بيتنحنح، وقال_عامر أخوي
عزيز الرشيدي منتظرك في مكتبك
قام عامر وقف واتحرك لبرا بالفعل تحت أنظار يقين، وخرج معاه فارس وعايد بسرعة اللي كانوا لسة مش مستوعبين كل اللي اتقال
أما فاطمة فحست إنها على وشك فقدان الوعي، اتحركت وقعدت بإنهيار على الكرسي وهي بتتنفس بعنف، فجريت يقين عليها بقلق هي ونوارة وراوية.
في حين كانت بتهتف راوية وهي بتفك حجابها وبتهويلها بيه_أما
ياما فاطمة مالك بس!
قالت نوارة ليقين وهي بتدعك إيدين فاطمة لعلها تفوق_مرت أخوي
عندك العطر في المكتبة هاتيه الله يخليكي
وبالفعل بدون تردد راحت يقين فتحت المكتبة ودورت على العطر اللي بتقول عليه نوارة لحد ما لقته، ورجعت جري فتحته وابتدت تحط على رقبة فاطمة وتربت عليها وهي بترمقها بنظرات قلقة
أما فاطمة فكانت بتتنفس بصعوبة، مازالت فاتحة عيونها ولكن مش قادرة تتكلم، لما شافت إن يقين هي اللي بتسعفها اتحاملت على نفسها ورفعت إيديها ودفعتها بضعف، فزفرت يقين بنفاذ صبر وهي بتقول_مش وقته عِند الله يخليكي!
ولكن فاطمة كانت استجمعت قوتها شوية، فدفعتهم كلهم بعيد عنها وقامت وقفت تتسند عشان تخرج تحت رفضها مساعدة أي واحدة فيهم، وفي النهاية وقفوا كلهم يراقبوها بقلة حيلة وهي راجعة لغرفتها..
دخل عامر لغرفة المكتب فلقى عزيز قاعد على الكرسي وهو حاطت رجل على رجل، بص لفارس من فوق لتحت بسخرية وقال_مش قولتلكم الخاين وسطيكم؟
مكانش ليها لازمة الخناق
أهو شكلك طلع وحش في الآخر
أشاح فارس بنظره عنه وهو بيحاول يتمالك أعصابه، فاتكلم عايد بنفاذ صبر_أقصر الشر يا عزيز وبطل رمي كلام
ولكن عامر كان على أعصابه لوحده، فبعصبية زعق ليهم_لو جايين عشان تتعاركوا فاطلعوا برا بدل ما أفضي خزنتي في جوفكم!
الوضع ماله متحمل مناقرتكم كيف العيال الصغار!
سكت عايد ونكس راسه في الأرض أما فارس ففضل صامت زي ما هو، طلع عامر كيس حافظ من جيبه، رفعه قدام عيون عزيز، كان محتوي على عدد من رصاصتين بس ولكنها كانت متشابهة وكإنها خاصة بسلاح معين، وجه نظره لعزيز وقال_عاوز تنتقم لأختك
اسمع زين اللي هقولهولك ونفذه…
****
في مكان شبه مقطوع بعيد عن العريش ببضع كيلومترات
شاف سعد اللي كان بيتحرك وهوملثم العربية اللي قاله غالب عليها، واتحرك بخطوات متعرجة بسبب الرصاصة اللي في رجله ناحية العربية واللي مكانش فيها حد خالص ده غير إن العربية كانت مصفحة زي باقي العربيات الخاصة بالزيات، شال الوشاح من على وشه وفتح العربية ودخل جواها، ابتدى يفتح في كراسي وأدراج العربية اللي جوا يتأكد إن غالب مش داسسله حاجة لإنه عارف إنه مش سهل.
رفع راسه وهو بيتعدل ولكن اتجمد لما شاف عزيز واقف قدام العربية وهو بيبتسم باتساع وهو بياكل العلكة، اتجمد سعد مكانه من الصدمة خاصة لما رفع عزيز إيده وشاورله بـ باي، وبعدين طلع سلاحه من خصره وكاتم الصوت من جيبه وابتدى يركبه وهو بيقرب منه
اتوسعت عيون سعد بهلع وبدون تردد ضغط على قفل العربية من جوا فاتقفلت الشبابيك والأبواب، ولإن العربية كانت مصفحة فمكانش عزيز شايف اللي جواها
طلع سعد موبايله في الوقت ده وهو مركز نظره على عزيز اللي مال وهو مضيق عينه وبيحاول يشوف اللي وراه الزجاج، بِعد وبدون تردد ضرب رصاصة بمسدسه في الزجاج ولكن مأثرتش فيه غير حاجة بسيطة نظرًا لإن الزجاج مقاوم للرصاص
ومع خروج الرصاصة انتفض سعد من الرعب وأول ما جاله الرد صرخ_الحقني يا غالب بيه
عزيز، عزيز هنا وهيقتلني
ابعتلي أي حد يلحقني بسرعة
جه صوت غالب المصدوم_وهذا كيف عرف مكانك
الله يخريبيتك، اقفل اقفل هحاول اتصرف.
قفل غالب الخط تزامنًا مع خروج عدد كبير من الرصاصات المتتابعة على زجاج السيارة في نفس المكان لحد ما ابتدى الزجاج يضعف ويتخرم مكان الرصاص وكان سعد بيشهق بهلع ونزل تحت الكراسي وهو محاوط راسه برعب،
خلص عزيز خزنة كاملة من الرصاص في الوقت ده، فبمنتهى البرود طلع خزنة تانية من جيبه ودسها في السلاح مرة تانية وهو بيبص على زجاج السيارة ببرود وابتدى يضرب رصاصات على نفس المكان لحد ما رصاصة من الرصاصات خرمت الزجاج ولكن مدخلتش لجوا
وقف عزيز ضرب وقرب بعينه يبص على الرصاصة تحت أنظار سعد اللي كان بيرتجف من الخوف، مد عزيز صوباعه ودخل الرصاصة لجوا اللي نزلت على راس سعد من جوا خلته يتنفض بهلع
وبعدين بِعد وهو بيبتسم بسخرية، نزل الشنطة اللي على كتفه وطلع منها أنبوبة صغيرة سوداء مش واضح هي إيه، وصل فيها أنبوبة بلاستيكية رفيعة وبعدين حط الأنبوبة على سقف العربية ودخل الأنبوبة البلاستيكية من جو الحفرة بتاعة الرصاصة وبعدين فتح صمام الأنبوبة التانية فابتدت الأنبوبة تنفث في الوقت ده كمية كبير من الغاز في قلب العربية المقفولة
شهق سعد من الصدمة وابتدى يكح بعنف وهو حاسس الاختناق من الغاز اللي ملى العربية من جوا وعزيز كان واقف حاطت إيده في جيبه وهو بيصفر بمنتهى التسلية، في حين كان سعد بيكح لدرجة إن نفسه اتقطع واتعدل وهو كاتم نفسه بصعوبة وداس على أزرار قفل العربية عشان يفتحها
وبعدين اتحرك بعد ما وشه ازرق من قلة الاكسجين وحاول فتح باب العربية ولكن عزيز زق الباب برجله قفله تاني وسط مقاومة سعد ومحاولاته لفتحها وكإنه بيعاقبه على اغلاقه ليها، وفي النهاية بِعد عن الباب ففتحه سعد وبعدين اترمى على الأرض وهو بيشهق وبيكح بقوة
وابتدى يزحف بعيد عن عزيز وهو مش قادر يتحرك من الضعف والوهن اللي اتملك من جسمه بسبب الغاز
طلع عزيز سلاحه واتحرك ناحيته وعلى وشه ابتسامة واسعة، داس على رجل سعد اللي كان فيها جرح الرصاصة القديم فصرخ بألم، دفعه عزيز برجله خلاه يتقلب على ضهره، وبصله بنظرات اجرامية وهو بيقول_فاكر نفسك عشان ما مت مخنوق هتظلك عايش؟
يلا اشوف وشك بخير يا سـعـد يا غـالـي!
وقبل ما يفتح سعد فمه ويتكلم عشان يترجاه كانت خرجت رصاصة من مسدس عزيز اتوجهت لصدر سعد فخر صريعًا فاقد للحياة تمامًا.
بصله عزيز ببرود وهو حاسس بانتشاء، أخيرًا وبعد السنوات دي كلها ثأر لاخته اللي اتقتلت ظلم، وممتن بشكل كبير لعامر إنه إداله فرصة زي دي.
رجع مسدسه في خصره تاني وبعدين اتجه للعربية، قفل أنبوبة الغاز وكتم نفسه ودخل جوا العربية وهو بيلم الرصاصات اللي خرجت من مسدسه عشان متبقاش دليل عليه، وطلع أكياس من المواد المخدرة دسها في قلب العربية بين الكراسي وبعدين اتحرك تجاه الملقى أرضًا
جثى على ركبته قدامه وطلع عصا حديدة رفيعة من الشنطة ودخلها بكل جحود جوا مكان الرصاصة اللي ضرب بيها سعد وبعدين خرجها تاني وطلع الرصاصة اللي جواه وحطها في قلب كيس بلاستيكي حافظ وعانها في الشنطة
وبعدين طلع الكيس اللي فيه الرصاصتين اللي عامر عطهوله وطلع منه رصاصه وابتدى يدخلها لجوا جرحه بالعصا الحديدية لحد ما اتأكد إنها استقرت في نفس مكان الرصاصة الأولى
رجع العصا الحديدية لشنطته تاني، وقام اتعدل وهو بيبصله بمنتهى البرود والتشفي، طلع تليفونه من جيبه وطلب رقم عامر لحد ما اتفتح الخط وقال بجمود_خلصت..
أما عامر فكان واقف في بلكونة أوضته وهو بيتابع عمه اللي خد عربيته وخرج بأقصى سرعة من البيت وكان باين عليه الخوف
قفل الخط مع عزيز من غير ما يرد عليه، واتلفت بعينه على يقين اللي كانت قاعدة على طرف السرير وهي بصاله بنظرات مليانة قلق، عارفة إنه ناوي على حاجة ومش راضي يقولها، ولكن ملامح وشه الإجرامية محسساها إنه وراه حاجة ومش عايز يقول.
دخل لجوا الأوضة واتجه ناحية دولابه، وقعت أنظاره على خزنة معينة جوا، أدخل كلمة المرور بتاعتها وفتحها وطلع منها علبة حمراء قطيفة
لوهلة لقى نفسه مرتاح لما عزيز قاله إنه خلص كل حاجة، ولسة بقيت الخطة اللي كملها وبتتم زي ما هو عايز من غير ما حد يعرف أو ياخد باله، ومن غير ما يكون ليه يد في الموضوع قدام العيلة عشان ميحصلش أي زعزعة بينهم.
تحت أنظارها المرتابة منه قرب منها، مسك إيديها ورفع كفها وهو بيطلع خاتم من الألماس اللي كان ذوقه رفيع جدًا وبيلبسهولها تحت نظراتها المتخبطة من تصرفاته، ضغط على مكان الخاتم بتملك وهو بيقول_هذا الخاتم هيفضل في إيدك طول العمر يا يقين، أوعي تخلعيه أبدًا
ضمت شفايفها وهي عاقدة حاجبها وقالت بقلق حقيقي_عامر
أنتَ بتخوفني!
ابتسملها واحتوى وشها بين إيديه وهو بيقول بتأكيد_ما تخافي
كل حاجة هتنتهي عن قريب..
****
وصل غالب للمكان اللي كان سايب العربية فيه لسعد، كل خوفه من إنهم يكتشفوا إن العربية بتاعته، نظرًا لإن كل أوراقها باسمه هو، وقف من على بُعد فشاف سعد ملقى أرضًا ولكن لوحده، راقب المكان من حواليه عشان يتأكد إنه لوحده فعلًا، وبعدين نزل من العربية واتجه ناحيته وهو بيجري، جثى على ركبته وهز سعد و هو بيهتف باسمه ولكن ملقاش أي استجابة منه، حط إيده على رقبته واتجمد لما ملقاش فيه أي نبض
بِعد عن سعد وهو واقف يتلفت حواليه وبيشهد على خصلاته البيضا بعجز من اللي حصل، حاسس بالجنون من معرفتهم لمكانه
إذا كان عزيز عرف فحتة إن عامر يعرف مسألة وقت!
ولكن في الوقت ده اتجمد تمامًا لما سمع صوت عربيات الشرطة اللي حاوطته من كل ناحية
رفع إيده في استسلام، فنزل عدد من الضباط في الوقت ده جريوا عليه وخلوه ينبطح على الأرض، أما غالب فمكانش بيردد غير_والله العظيم مالي دخل..
اتقلب بيت عيلة الزيات رأسًا على عقب بعد ما وصلهم خبر القبض على غالب، اللي بعد التحريات اكتشف الطب الشرعي إن الرصاصة اللي في صدر سعد خارجة من سلاحه هو، ده غير العربية الخاصة بيه المسجلة باسمه وكانت مليانة بأكياس المخدرات والمواد الممنوعة.
كان كل رجال العيلة مستنيين قدام القسم، ده غير إن بدرية كانت في حالة لا يُرثى لها هي وليلى، أما عامر وفارس وعايد فكانوا بيقدموا الدعم لولاد عمهم خاصة وإنهم عارفين إن ملهمش دعوة بتصرفات ابوهم
كانت يقين واقفة من على بُعد ساندة ضهرها على العربية وهي بتراقب عامر، مش قادرة تلومه الحقيقة لإن اللي عمله فيه عمه مش قليل، بالعكس هو اختار أقل الطرق إيذاءً للعيلة
محبش إنه يخسر ولاد عمه وهو عارف هما بيحبوه قد إيه، الحقيقة عامر طلع ذكي
ذكي لدرجة متخيلتهاش ودي حاجة خوفتها منه أكتر، تصرفاته كانت مريبة وهو بيستقبل الخبر!
كانت عارفة إنه بيخطط لحاجة مع عزيز ولكن مقدرتش تكتشفها للأسف..
خرج المحامي في الوقت ده واللي كان ظاهر عليه اليأس، انتبهله كل الموجودين فوجه كلامه لعامر وهو بيقول بيأس_للأسف موقف غالب بيه حرج جدًا
ولكن هحاول على قد ما أقدر أخفف الحكم عليه
وبعد ما خلص كلامه انهارت بدرية وليلى أكتر، واتقلب المكان تمامًا، خرج غالب في الوقت ده وهو مكبل بالأصفاد، والعساكر ماسكينه وواخدينه بإتجاه سيارة الترحيلات، جريوا كلهم بإتجاهه ولكن العساكر منعوهم من إنهم يقربوا منه، كان عامر واقف مكانه من وسط الدوشة، ساكن تمامًا وهو بيتأمله بنظرات مظلمة غامضة مليانة مشاعر كتيرة متناقضة وهو شايف حالته المزرية والخوف والهلع اللي ظاهر عليه، ولما وقعت عيون غالب عليه، اتحرك عامر وقرب منه شوية وهتف بامتنان مصطنع وهو حاطت إيده الاتنين في جيبه_مش هنسالك جيميلك هذا يا عمي
أنا داري إنك سويت كذه عشان تجيب حق ابن أخـوك
مش هنسـالك اللي سويتـه عشـانـي أبـدًا…
كان بيشدد على الكلام اللي هو بيقوله، رسالة مبطنة؟
بالظبط
وقدر غالب يميزها
أكيد
ولكن في النهاية ما باليد حيلة، وقع بين قبضة عامر ووصل لطريق مفيش منه رجعة..

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وجوه في العتمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *