رواية وجوه في العتمة الفصل الثلاثون 30 بقلم منة ممدوح
رواية وجوه في العتمة الفصل الثلاثون 30 بقلم منة ممدوح
رواية وجوه في العتمة البارت الثلاثون
رواية وجوه في العتمة الجزء الثلاثون

رواية وجوه في العتمة الحلقة الثلاثون
في بهو بيت غالب كانوا كلهم رجعوا من القسم بعد ما خدوا غالب، كانت الأجواء مليانة توتر من اللي حصل، لسة كلهم مش مستوعبين اللي صاب غالب
كانوا كلهم قاعدين في مجلس البيت، ليلى في حضن هناء ومش مبطلة بكاء، وبدرية قاعدة رابطة راسها بوشاح وملامحها شاحبة وكإنها عجزت ميت سنة، أما حسن فكان بيتحرك بعشوائية في المكان وهو حاسس بالصداع هيفتك بدماغه، وعامر وعايد وفارس بيتابعوا اللي بيحصل بصمت تام، لحد ما وقف حسن مرة واحدة وقال وهو بيضرب كف على كف_أنا مالي مصدق اللي صار!
التهمة لابسة أبويا ومفيش منها مفر، والمشكلة مش راضي يقول شي!
وجهت بدرية نظرها لعامر وهي بترمقه بنظرات مليانة كره، هي متأكدة إنه ليه يد في اللي حصل، فاتكلمت وهي بتبصله من فوق لتحت_وش هيقول؟!
ربنا يجازي اللي كان السبب في اللي صار!
محدش فهم مقصد كلامها غير اللي كانوا على علم بكل حاجة، فكان عامر بيوجهلها نظرات تحذيرية هي قرأتها كويس، هو مدرك إنها عارفة باللي عمه عمله نظرًا لإنه مبيخبيش عليها أي حاجة من زمان
حس بكف بيتحط على دراعه، فاتلفت لعهود اللي كانت جنبه وعيونها وارمة من البكا، وقالت_سوي شي ياخوي الله يخليك، مالها معقولة إننا نترك عمي غالب في هذي المحنة!
ربت على كفها بحنان وقال_ما تقلقي، إن شاء الله خير
فاتدخلت بدرية بتهكم_وش هيسوي اخوكي يا عهود، ماهو قاعد جنبنا أهو!
فقال زايد بعصبية_وش هيسووي يعني ياما، كلنا مالنا ساكتين، وعامر أخوي الله يعينه لسة قضيته شغالة لحد دلوقت!
وجه حسن كلامه ليه وكإنه تذكر شيء وقال_صحيح ياخوي، تقريبًا القضية اللي عليك نفس اللي على أبوي، وش هتسوي فيها؟
سكت عامر ومردش بل وفضل يتأمل في وشوش كل الموجودين بصمت، فرد فارس على طول_المشكلة ياخوي إن فيه كذه دليل ممسوكين على عمي غالب، أما عامر فكانت بلاغات بس ولسة بيحققوا فيهم!
هز حسن راسه بتفهم ورجع يلف حوالين نفسه بيفكر وبيحاول يلاقي أي حاجة يقدر يخرج أبوه منها.
قام وقف عامر وهو بيستأذن عشان يخرج، وشاور لفارس وعايد يفضلوا مع ولاد عمهم عشان ميحسوش إن فيه حاجة غلط ويتهموهم بالتقصير، وقبل ما يخرج قالت بدرية_أبقى وصل سلامي لأم عامر
شكلها مجاتش هنا عشان تعبت من الحزن على اللي صار
فاتكلمت عهود بسرعة_صحيح ياما، لقيت وشها مخطوف من الخضة وتركتها ترتاح
ابتسمت بدرية وردت بتهكم_صادقة يا حبيبتي صادقة
رماها عامر بنظرة أخيرة وبعدين سابهم وخرج من البيت واتجه على طول على غرفته مقررًا إنه يتجنب أي حد دلوقتي، دخل الأوضة فوقعت عيونه على جواد اللي رايح في النوم، ابتسم بحنان عليه واتلفت لما سمع صوت المياه من الحمام فأدرك إن يقين جوا
قلع الوشاح من على راسه وغير هدومه وبعدين اتنهد لما وقعت عيونه على صورة أبوه اللي كانت على الكوميدينو
اخدها واراح قعد على الكنبة وهو بيتأمل في صورته، اتبدلت ملامحه لتانية مهمومة مليانة حزن وألم، وبعد صمت مش طويل اتكلم بصوت هامس أجش من الحزن_تركتني بدري أوي يابوي
وتركتلي حِمل تقيل أوي، اتهدلت اكتافي يابوي، حاولت أحافظ على أمانتك وأنفذ وصيتك، كبرت اسمنا وخليتني أنا وولاد عمامي كتف بكتف، فضلت سعادة العيلة على سعادتني، ضحيت بحاجات كتيرة أوي، نسيت نفسي ونسيت أنا إيش بحب وإيش بكره.
كل هذا عشان نظل عيلة متماسكة، عيلة قوية مايفرقها إلا الموت
ورغم كل هذا ماكفاش يابوي وبرضك الشيطان دخل بيننا واتفرقنا!
اتهدلت أنفاسه في الوقت ده ولمعت عيونه بالدموع المحبوسة وكمل_أنا نفسي انقطع يابوي، انقطع من الجري ورا مصالح العيلة، من إني أهل مشكلة هذا وهذا وأترك مشاكلي أنا وأنساها، وفي الآخر عمي هو اللي كان بيطعني طول الوقت، عمي اللي كنت معتبره مكانك
أنا مالي عارف اللي سويته هذا صح ولا لأ، بس مكانش ينفع اتركه وسطينا، هيشعل نار الفرقة، هيخلينا نكره بعض
أنا تعبت يابوي، تعبت ونفسي ارتاح
بس ما هقدر اترك العيلة في إيد حد تاني، ما أقدر أهد الاسم اللي بينته، ما أقدر أآمن حد عليهم
سكت وهو بيبتسم بحزن، ابتسامة مهزوزة من محاولته لتمالك نفسه، وفي النهاية قام ورجع الصورة مكانها، وقعت عيونه على جواد فقعد جنبه وهو بيملس على شعره بحنان، ومال طبع قبلة على جبينه..
خرجت بعد مدة من الحمام، كانت سامعة صوت همس برا ولكن مقدرتش تسمع محتواه، شافته وهو رايح في النوم جنب جواد، وهو ضامه ليه، لوهلة لقت نفسها بتبتسم بحنان وهي بتقرب منهم، وقفت تتأمله شوية وبعدين عدلت الغطاء وسحبته عليه.
مش قادرة تلومه، عامر هو الضحية، كل اللي عمله ده عشان يحافظ على العيلة اللي شايف همومها على كتافه، شايفة نظراته المعذبة وضهره المحني اللي بيحاول يخليه يفضل مفرود وشامخ ولكن كتير عليها كل اللي بيحصل ده
عمرها ما اتحطت في مواقف زي دي
الحمل تقيل عليها هي كمان، هي بتحبه ومش هتنكر ده
بس أكيد الحب لوحده مش كفاية!
****
رغم إن ده ممنوع ولكنهم أبلغوه إنه فيه زيارة جياله، اتحرك مع العساكر وبين إيديه سبحته اللي بيداري بيها ضيقه.
اتجمد أول ما دخل ولقاه هو اللي قاعد مستنيه، ساند ضهره على الكرسي وبيبصله من فوق لتحت بنظرات ممزوجة بعدة مشاعر.
اتقفل الباب في الوقت ده وخرج العساكر، فرفع غالب راسه بكبرياء وقال_جاي تشمت فيا يا عامر؟!
رفع عامر حاجبه بدهشة، ورد بحزن مصطنع_اشمت فيك؟!
بقى هذا كلام يا عمي؟!
اتحرك غالب واتقدم ناحيته بخطوات سريعة، وقف قدامه وقال بحدة_عملتها كيف؟
اتعدل عامر وقام وقف وهو بيمط شفتيه بتعجب مصطنع، وبعدها رفع نظره ليه وهو بيقول_قصدك على إيش بالضبط؟
عرفت خيانتك كيف؟
ولا إنك اللي مشغل سعد
ولا إنك اللي بلغته يقتل سلمى
ولا محاولاتك لقتلي، مرة بفرامل السيارة، مرة رجالة يقطعوا عليا الطريق
ومرة بالسم
ولا عرفت كيف دبرتلي قواضي عشان اتسجن
بتسأل عن إيش بالضبط يا عمـي؟
بهتت ملامح غالب من نبرة عامر اللي كانت شرسة وكإنه اعتبر اللي قدامه ده مجرد عدو لدود ليه، فقرب منه عامر خطوة وقالت من بين أسنانه_اسمع
احمد ربك إني تاركك عايش لحد دلوقت، وهذا لأجل خاطر حسن وزايد بس، ولأجل خاطرهم ما خليتهم دريوا بعمايل أبوهم، فإن ما كنت عاوز تحافظ على علاقتك بيهم وتتركلهم ذكرى عدلة قولهم إن أنا ليا علاقة بحبسك يا عمي
ووقتها هنشوفهم هيظلوا يقولولك يابوي ولا هيتبروا منك!
كده كده القواضي لابساك، إن ما كنت داري رغم عشرة العمر هذي
فاللي كنت بتلعب معاه هو عامر الزيات!
سكت غالب تمامًا، كان بيوجه لعامر نظرات مليانة كره بس، كره اتمكن منه لدرجة إنه نسي إن اللي قدامه ابن أخوه!
ابتسم عامر باستهزاء وهو بيبصله من فوق لتحت، وبعدين اتحرك ببرود وراح عند الباب، وقبل ما يخرج اتكلم_عقل مرت عمي
إن ما كنت عاوزها تحصلك هنا قولها تنسى اللي صار وتعيش
وبس نهى جملته وخرج من الغرفة، وتركه بيبص لأثره بحقد وغل دفين، لدرجة إنه انتفض لما انفرطت حبات السبحة اللي ماسكها في إيده من كتر شدها من الغيظ وهو مش حاسس
للأسف انقلب السحر على الساحر، عارف قد إيه ولاده بيحبوا عامر، عارف قد إيه بيعتبروه كبيرهم فعلًا
بيثقوا فيه ثقة عمياء
مش هيقدر يوريهم وشه لو قال غير اللي عامر قالهوله
للأسف هو خسر، وشكله هيفنى هنا في السجن طول عمره إن مخدش اعدام..
****
كانت قاعدة مستنياه في غرفتها بعد ما بعتلها خبر مع هدية إنها تجهز لإنه هياخدها لمكان ما ولكن معرفهاش فين بالضبط، وبالفعل كانت جهزت ومستنية خبر منه
هي بتحاول تتجنب الكلام معاه بعد اللي حصل عشان ميحصلش مشادة بينهم، أعصابها تعبانة ومش قادرة تتحكم من ردود أفعالها، وهو كمان كان بيتجنبها تمامًا
كان عقله مشغول في حاجات تانية كتيرة.
لقت هدية بتخبط عليها وبتقولها إنه مستنيها قدم البيت، وبالفعل خدت شنطتها ونزلت تحت
قابلت فاطمة في طريقها اللي كانت بتبصلها بنظرات غريبة ولكن في النهاية سابتها وخرج برا، فشافته جوا عربيته مستنيها.
فتحت الباب وصعدت جنبه وهي بتبص لملامحه الشاردة وسألت بقلق_هنروح فين؟
شغل العربية واتحرك بيها وهو بيقول_هتعرفي لما نوصل
رفعت حاجبها وسألت باستنكار_وإيه لزوم التشويق يعني؟
ابتسم وهو بيبصلها بطرف عينه_بستفزك كيف ما بتستفزيني
اتعدلت وهي بتبصله بعبوس وبتقول_قول بقى إن وحشك الخناق معايا!
بصلها بنظرات مليانة مشاعر جياشة ورد بنبرة سلبت أغوارها_ولو قولتلك إن حاجة تانية اللي واحشاني؟
ارتبكت من نظراته وأسلوبه الجديد عليها، ولكن حبت تلاعبه فقالت بمكر_زي إيه مثلًا؟
رد بدون تفكير_أنتِ مثلًا؟
قدر يسلب أنفاسها بكلامه، احمرت خدودها من الخجل وأشاحت بنظرها للناحية التانية بسرعة تحت أنظاره اللي بتتابعها، شقت ابتسامة شفايفه وهو بيتأملها بحب
هو بيتمنى دلوقتي قبل بكرا يكونوا زوجين طبيعيين، بس مش هيقدر يعمل ده غير لما يشيل كل الحواجز اللي بينهم
عبثت بخصلاتها وهي بتشيح بنظرها عنه وقالت_عملت إيه مع عمك؟
تجهمت ملامحه وبص في الطريق بشرود، وبعدين رد_عرفته إن لمصلحته ميقولش لحسن وزايد حاجة
عضت على شفايفها وقالت_تفتكر هيقولهم؟
أصدر صوت من فمه دلالة على الرفض، كانت ملامحه باردة وساكنة عكس عيونه المشتعلة اللي كانت بعيد عن مرمى نظرها، فاتعدلت وهي بتقول باهتمام_تفتكر ممكن ياخد حكم إيه؟
فرد بنبرة عادية_الله أعلم
ممكن ١٥ سنة، ممكن مؤبد، أو اعدام
حسب ذكاء المحامي، ومزاج القاضي
سألت بحذر_وأنتَ ممكن تسيبه يتعدم؟
اتلفت ليها بطرف عينه ورد_أنتِ شايفة إيش؟!
ردت بدون تردد_عامر اللي أعرفه ميعملش كده
ضحك باستهزاء وعلق_ما عامر اللي تعرفيه مهرب قذر
مجرم وخارج عن القانون، ما عنده لا قلب ولا ضمير
واثقة في أيش بقى؟
ضمت شفايفها بغيظ شديد، كانت عارفة إنه قاصد يستفزها ويفكرها بالكلام اللي كانت بتضربه في وشه على طول، ولكنها تمالكت نفسها على قد ما تقدر عشان متردش عليه رد يخليهم يمسكوا في خناق بعض، بل اتنهدت بقلة حيلة وقالت_نفسي نبعد عن ده كله يا عامر
نعيش حياة عادية بعيدة عن الصراعات والأسلحة والشرطة وكل ده.
نفسي تبطل الشغل ده
لمعت عيونه بمشاعر غريبة من نبرتها الهادية اللي ممزوجة بالرجاء وبعد صمت طال بينهم رد وقال_مفيش حد بيهرب من قدره يا يقين
وأنا هذا قدري
ملى اليأس صدرها وأشاحت بنظرها عنه وبصت للطريق، كانت عارفة إنها هتتعب كتير، أو حتى هتعجز عن إنها تخليه يحيد عن الطريق ده
بس هي معندهاش استعداد تكمل معاه لو فضل كده، حتى لو غصب عنه استحالة تجيب أولاد منه يورثوا نفس الشغل ده
أولاد؟!
هي ممكن تجيب أولاد منه؟!
عند الجملة دي شهقت بخجل شديد وهي بتنهر نفسها، فبصلها هو بتعجب وبرفعة حاجب من رد فعلها الغريب، فقال بسخرية_بتتخانقي مع الشخصيات اللي في دماغك ولا إيش؟!
حست بالإحراج وإنه شايفها مجنونة، فحاولت تلهيه وسألت_مش هتقول رايحين فين برضه؟
رد وهو مركز على الطريق_هتعرفي لما نوصل
ضمت قبضته وهي بترمقه بنظرات مغتاظة، فابتسم بطرف فمه وهو ملاحظ نظراتها النارية المتوجهة ليه وبعدين أشاحت براسها بعيد عنه جهة الطريق اللي كان كله بقى صحرا…
وبعد مرور وقت طويل في الطريق كانت غفيت فيه بدون ما تحس بعد ما رفض باستماتة يقولها رايحين فين.
وقف قصاد عمارة معينة وهو بيتنهد وبيبص ناحية العمارة بملامح جامدة، وبعدها اتلفت ليها وابتسم لما لقاها منكمشة على نفسها.
مد إيده ورفع شعرها عن وشها وهو متعمد يملس عليه بحنان وبعدين هتف_يقين
يقين يلا وصلنا
يقـين!
وكالعادة خرج آخر نداء بصوت عالي خلاها تنتفض بخضة، ضربته في دراعه بحركة تلقائية وهي بتقول بنفاذ صبر_يا أخي بقى أنتَ متعرفش تصحيني زي البني آدمين!
اتعدلت وهي بتبعد شعرها عن وشها وبتتمطع بتعب، فابتسم وقال_أنتِ اللي نومك تقيل ولا اللي شاربة بينج!
بصتله بغيظ بملامح ناعسة وبعدين اتلفتت حواليها تبص على المكان، سرعان ما اتسعت عيونها بصدمة وهي بتميز المكان اللي هي فيه
بهت وشها وظهر الارتباك عليها، فرجعت بصتله وهي بتقول بتوتر_إحنا جينا هنا ليه؟!
نزل من العربية وهو بيقول_انزلي يلا وهتعرفي بنفسك
حست بصدرها بيعلو ويهبط من القلق فخرج صوتها مهزوز_عامر..
ولكنه مداهاش فرصة بل لف ناحيتها وفتحلها باب العربية وهو بيشاورلها عشان تنزل، فضلت بصاله بتردد شوية وهي بتنقل نظراتها على العمارة وعليه، وفي النهاية نزلت بالفعل واتحركت معاه بخطوات مترددة وهو من حين للتاني بيبصلها بتشجيع ولما لاحظ خوفها مد إيده ليها وعلى وشه ابتسامة وبيمنحها نظرات كلها حنان، وبدون تردد مسكت إيده واحتوى كفها بين كفه وهو بيشدد عليه بدعم.
طلعوا لأحد الأدوار فضغط عامر على زرار الجرس وبالفعل بعد وقت قليل اتفتح الباب وطلت منه والدة يقين
كانت يقين في الوقت ده واقفة ورا عامر وهي منكمشة على نفسها وخايفة تظهر نفسها لوالدتها، وأول ما شافتها قدامها اتملت عيونها بالدموع وهي متشبثة في بالشنطة بتاعتها تستمد منها القوة، مكانتش والدتها شايفاها من ورا عامر، فوجه عامر كلامه ليها وقال_جيبتهالك كيف ما وعدتك
قالها وأشاح بجسده أظهر يقين اللي اتيبس جسمها من جملته وهي بتبصله بتعجب وعدم استيعاب، وبعدين بصت على والدتها اللي اتملت عيونها بالدموع وجريت عليها ضمتها وهي بتقول_يقـيـن
يا حبيبتي يا بنتـي
وحشـتينـي أوي!
اتسعت عيون يقين من الصدمة، مكانتش مستوعبة اللي بيحصل، ولكن دموع والدتها وتشبثها بيها خلت دموعها تنزل على ملامحها الباهتة وهمست بصوت مرتجف_مـامـا
وبدون تردد لفت إيديها حوالين والدتها وضمتها وهي بتدفن وشها في كتف والدتها وبتبكي بسعادة حقيقية ، فهتفت والدتها باعتذار حقيقي وندم_أنا آسفة يا يقين
سامحيني يا حبيبتي إني اتخليت عنك من غير ما اسمعك، قلبي كان واكلني عليكي طول المدة دي، مكنتش مصدقة إني قسيت عليكي بالشكل ده وأنا المفروض عارفة وواثقة في تربيتك!
حقك عليا يا نور عيني
قد إيه كانت مشتاقة للحضن ده، مشتاقة لأهلها ووالدتها، مشتاقة لخناقاتهم مع بعض ولحضنها ولحنيتها، الفترة اللي فاتت حست بقسوة الوحدة
وقت ما لقت نفسها ملهاش حد فجأة
بكت يقين بشدة وخرجت في الوقت ده سندس اختها ووالدها اللي جريوا عليها وضموها هما كمان
أما عامر فكان واقف مشبك إيديه الاتنين ورا ضهره وبيراقب المشهد اللي قدامه بابتسامة سعيدة وكإنه عمل إنجاز
هو بالفعل عمل إنجاز كبير.
وبعد وقت كانوا كلهم قاعدين جوا في صالون البيت، يقين في حضن أمها وجنبها سندس اللي ساندة راسها على كتفها
اتكلم عبدالرحمن والد يقين في الوقت ده وقال_عامر جه قابلني من كام يوم وقالي إن ملكيش ذنب في اللي حصل، قالي على اللي عمله يوسف اللي الله يرحمه بقى ويسامحه، وقالي إن ظروف جوازكم كانت إجبارية وأنتِ مكنتيش موافقة على كل اللي حصل ولكن في النهاية مكانش فيه حل غير إنكم تتجوزوا
بصت يقين بنظرات مليانة امتنان لعامر في الوقت ده، فهزلها راسه وكإنه بيقولها العفو، ولكن اتجمدت يقين لما سألها والدها_بس مقاليش السبب القهري اللي خلاكي توافقي تتجوزيه، فطالما عامر رفض يقول يا يقين ياريت تعرفيني أنتِ السبب بالضبط عشان نقدر نفهم اللي حصل
ثبتت عيون يقين على عامر وهي مش عارفة ترد تقول إيه، ولكن ملامحه كانت ساكنة وكإنه مستنيها تقول اللي هي عايزاه، محستش بأي تهديد منه وكإنه سايبلها الحرية، حست هي بالحيرة، لو كانت في وضع غير ده مكانتش اترددت تحكيلهم كل حاجة، ولكن لوهلة لقت نفسها مش قادرة تشوه صورة عامر قدامهم
مش عايزين ياخدوا عنه فكرة إنه مجرم ومهرب سلاح، اكيد استحالة يخلوها تكمل معاه
حتى لو هي فكرت بعقلها مش هتكمل معاه ولكن العقل بيتلغي في المواقف دي والقلب هو اللي بياخد زمام الأمور
زي ما مقدرتش تقول لوكيل النيابة لكل حاجة مش هتقدر تشوه صورة عامر قدامهم
فاتعدلت وبعدت عن حضن أمها وردت بارتباك_متهيألي الأسباب مش مهمة دلوقتي يا بابا
بس كل اللي حصل ده كان بسبب يوسف، سواء أنا أو عامر فاحنا الاتنين اتجبرنا على الجوازة دي زي ما فهم حضرتك، ووقتها الظروف حكمت إني مقولكوش اللي ورا الموضوع وكدبت عليكم وقتها.
سكت عبدالرحمن لما عرف إن بنته استحالة تقوله على السبب ولكن في النهاية اتكلم وقال موجه كلامه لعامر_عامة يا عامر أنا متشكر إنك عرفتنا الحقيقة حتى لو متأخر شوية، ودلوقتي أقدر أعفيك من الجوازة دي وهنتمم اجراءات الطلاق في أقرب وقت وبدون شوشرة، كفاية اللي حصل لحد كده.
وقع قلب يقين في الوقت ده وشحبت ملامحها وهي بتنقل نظراتها بينه وبين عامر اللي بتتوسله إنه يرفض
مش متخيلة فكرة الطلاق رغم إنها كانت محبذة الفكرة زمان ولكن دلوقتي مش هتقدر
عامر اتملك من قلبها واللي كان كان
ولكن عامر اتعدل في جلسته وبكبرياء قال_أنا محترم كلامك وعلى راسي أكيد يا عمي، بس يقين مرتي وهتفضل كذه
أنا مش هتخلى عنها حتى لو هي اللي طلبت هذا
وجه كلامه ليقين في الوقت ده اللي تسللت الابتسامة لوشها غصب عنها بدون ما تحس وقال_ويقين دارية زين بهذا الكلام وقولته ليها بدل المرة ألف
كان عبدالرحمن من البداية مش مرتاح لعامر من وقت ما دخل بيتهم وشاف أسلوبهم وحياتهم، حسه الأبوي قاله إنهم ناس هما مش قدهم ومرتاحش لهيئتهم نهائي، فاحتدت نبرته وقال_الكلام ده ميفرقش معايا يا عامر، طالما الجوازة دي كانت غصب عن بنتي فنفضها بهدوء بدل ما ندخل المحاكم بينا ونعمل شوشرة،
أنا متأكد إنك عارف كويس الفرق بينا وبينكوا، وإن يقين عمرها ما هتسلك في عشيتكوا عشانها مش شبهكوا
وأنا مش محتاج أقولك الكلام ده فياريت تكمل جيميلك للآخر ونخلص الموضوع ده بهدوء
اتحفزت ملامح عامر من لهجة والد يقين اللي كان فيها تهديد، فضم قبضة إيده وهو بيحاول يتمالك أعصابه واتشرست ملامحه، حست يقين بالذعر من إنه ياخد رد فعل يقلب الدنيا هنا خاصة إن عامر مش من النوع اللي يتقبل التهديد بسهولة، فقالت بسرعة_بابا…
ولكن قاطعها لما عامر رفع إيده يمنعها تكمل كلامها، وقام وقف وهو بيعدل هدومه بكبرياء وقال_أنا هنسى كل الكلام اللي اتقال دلوقت هذا، وهترك يقين تقعد عندكوا يومين تشبع منكوا
رفع إيديه في وشهم وقال_هما يومين بس، ويقين مرتي هترجع لدارها
اللي هو داري
ولحضني…
طلع من جيبه موبايل حديث شكله شيك، حطه على الترابيزة قدامهم ووجه كلامه ليقين وقال_تليفونك
عشان لو احتاجتي شي
سلام عليكم
نهى كلامه واتلفت وخرج من البيت زي العاصفة محاولًا تمالك نفسه قدامها بالذات عشان ميحصلش حاجة تسبب حساسية بينهم تاني، وبمجرد ما خرج اتنفست يقين الصعداء، كانت خايفة بشكل رهيب من إن يحصل خناقة بين أبوها وبينه تعقد الدنيا، وبمجرد ما خرج وقف أبوها وهو بيضرب كف على كف وقال_أنتِ كنتي عايشة معاه ازاي؟!
ده شبه المجرمين وقتالين القتلة!
لقت يقين نفسها بتدافع عنه وبتقول_بالعكس يا بابا صدقني عامر مش زي ما أنتَ فاكر
بصلها والدها باستنكار وهتف_مش زي ما أنا فاكر إيه؟!
أنتِ مشوفتيش بيتكلم إزاي؟!
ناقص يضربني بالنار!
سكتت يقين ومحبتش تزود بالكلام نظرًا لإن علاقتها بأهلها لسة يدوب متحسنة، ولكن شردت قدامها وعلى وشها ابتسامة خفيفة وهي بتستعيد كلامه عن كونها هترجع لحضنه
حتى لو مقالهاش صريحة ولكن مضمون كلامه وأفعاله كلها بتثبت إنه بيعشقها مش بيحبها بس، حتى لو هو نفسه أنكر ده!
هي عارفة ومتأكدة إنه هينفذ كلامه، مش هيسيبها حتى لو هي طلبت ده زي ما قال
ودي حاجة مطمناها، إنه مش هيسيبها…
****
في ساعات الليل المتأخرة كانت نايمة على سريرها في أوضتها اللي بتتشاركها مع سندس، مكانتش مصدقة إنها رجعت بيتها وعلاقتها اتحسنت بأهلها وده كله بسببه هو، افتكرت كلام أبوها عن إنه قابله من أيام فافتكرت إن دي الفترة اللي كانت قاعدة فيها عند ريم والوقت اللي جه عشان ياخدها فيه ولكن اتخطفوا طبعًا.
سرعان ما صدرت عنها ضحكة لما جه في بالها رد فعل أهلها لو عرفوا كل أحداث الأكشن اللي حصلتلها.
_إيه اللي واخد عقلك؟!
فاقت من شرودها على صوت أختها العابث اللي كانت بترمقها بنظرات مليانة تسلية، فكملت وهي بتغمز_ولا يكونش اللي واخده بطل المسلسلات اللي كان هنا
ضحكت يقين وقالت_متفكرنيش بالله، هو وبابا هيبقوا أعداء عشانه مصمم على الطلاق
اتعدلت سندس وهي بتقول_وأنتِ مش عايزة ده؟
اتمحت ابتسامة يقين بالتدريج وسرحت في الفراغ وردت_مش عارفة والله يا سندس، ممكن تكون ظروف جوازنا مش أحسن حاجة بس..
عامر شخصية تانية غير اللي فاكرينها، حنين ومتفاهم، بيدافع عني، بيحميني وبيحاول ميئذينيش حتى ولو بالكلام
عنده استعداد يحرق الدنيا لو حد أذاني بس.
افتكرت لما أنقض على عزيز لما شافه بيضربها ولما ضمها بحماية وقت ما طلع عليهم رجالة فابتسمت بدون وعي.
قامت سندس في الوقت ده وقعدت جنبها وقالت بحماس_بتحبيه؟!
بصتلها يقين بشرود شوية وبعدين هزت راسها وقالت_بحبه
ارتفع رنين تليفون في الوقت ده واللي كان جاي من التليفون اللي سابهولها عامر
قامت خدته وأول ما شافت الاسم عقدت حاجبها بصدمة وهي بتضحك، فوقفت جنبها سندس ورددت_زوجي قرة عيني؟!
ده أنتِ دايبة على الآخر!
بصتلها يقين بإحراج شديد وجريت على البلكونة فتحت الخط وقالت_زوجي قرة عيني؟!
أنتَ بتدور على أي حاجة تستفزني بيها يعني؟
سمعت صوت ضحكته وهو بيقول_عندك اعتراض ولا حاجة؟
أنتِ تبوسي إيدك وش وضهر إنك مرت عامر الزيات بنفسه
سكتت وهي بتعض على شفايفها بغيظ، سمعت صوت تنهيدته من التليفون وبعدها قال_مبسوطة؟
ابتسمت بمشاعر عديدة، وقالت_أوي
مش عارفة أقولك إيه يا عامر، شكرًا أوي بجد إنك صلحت علاقتي بأهلي، عمري ما هنسى اللي عملته.
حست بيه بيبتسم، رغم إنه على بُعد بس كانت حافظة كل ردود أفعاله، فسمعته بيتنحنح وبيقول بارتباك_سمعتك وأنتِ بتكلمي والدتك من كام يوم من على تليفوني
اتجمدت لما افتكرت اليوم اللي انهارت من البكا فيه، عامر بيتفنن كل يوم في إنه يكبر مكانته في قلبها، عمل ده كله عشان سمعها!
مهانتش عليه إنها تفضل تتألم، وبعد طول صمت همست بامتنان حقيقي_شكرًا يا عامر
ابتسم رغم عنه وقال_تصبحي على خير
_وأنتَ من أهله
قالتها واتقفل الخط بعدها، مسكت التليفون وفتحته واللي كانت خلفيته صورة ليه وكإنه قاصد يعاندها، ضحكت على حركاته ولكن فضلت تتأمل في الصورة بمشاعر عديدة، وفي النهاية لقت نفسها بتضم التليفون لصدرها وهي بتبص للسماء بعيون لامعة…
****
كان يدوب لسة واصل البيت بعد ساعات سفر، هو قرر يستغل عدم وجودها عشان يصلح حاجات كتيرة في وقت متكونش فيه عشان الشوشرة اللي هتحصل
كلامها بيتردد في ودنه عن كونها عايزاه يبعد عن ده كله
هو نفسه في ده قبلها، نفسه يبقى راجل طبيعي بعيد عن كل المشاكل وتجارة السلاح والتهريب.
دخل البيت بعد ما قفل معاها، شاف فاطمة مستنياه في مدخل البيت، رمى عليها السلام فقالت هي_قالولي إنك سافرت لمصر
هز راسه بـ آه، فبصت حواليه وبعدين قالت_مش شايفة المصراوية معاك يعني؟!
رد_يقين عند أهلها
رفعت راسها بكبرياء وقالت_هتتركها هناك وتطلقها؟
زفر بنفاذ صبر وهو بيمسح على وشه وسأل_فارس وعايد وينهم؟
عرفت إنه بيغلوش على الموضوع، فردت_في غرفهم
في الوقت ده طلع تليفونه واتصل عليهم هما الاتنين واستناهم في غرفة المجلس في البيت تحت أنظار فاطمة اللي كانت حاسة إن وراه حاجة.
وبالفعل بعد وقت بسيط كانوا كلهم قاعدين في نفس الغرفة وواضح على وشوشهم التساؤل، لحد ما اتكلم عامر_حبيت أخبركم قبل ما آخد القرار، أظن آن الأوان نطلع من كل هذا، شغل التهريب كانت مساوؤه أكتر من مكاسبه، في البداية أبوكم راح بسبب هذا الشغل والحرب اللي دارت بينا وبين باقي العشاير، وبعدين أنا كنت هتحبس وبيني وبين الدليل على القواضي شعرة بس، طول ما أحنا بشتغل في هذي الشغلانة هتظل حياتنا على شعرة
هنعيش اللي باقي منها خايفين لنتمسك أو حد يشوفنا ووقتها مستقبلنا هيضيع ومستقبل عيالنا كمان.
حست فاطمة إن فيه حاجة ورا كلامه ده، فسألت بحذر وهي رافعة حاجبها_عاوز توصل لإيش يا عامر؟
بصلها عامر بقوة وقال_خلاصة الكلام كلها مسألة وقت وعيلة الزيات هتبعد عن كل شغل التهريب وهنكتفي بمالنا من مزارعنا
اتبادل عايد وفارس النظرات بينهم بصدمة شديدة، كانت الدهشة واضحة عليهم، متوقعوش إن عامر بنفسه اللي يقوله الكلام ده، انتفضت فاطمة في الوقت ده وبعصبية هتفت_أنتَ اتجنيت يا عامر؟!
عاوز تتخلى عن شغل أبوك وأجدادك؟!
رد عامر بمنطقية_روحنا أو جينا ياما الشغل هذا ماله صحيح، كانت زمان الدنيا بتمشي شوية وسهلة، بس دلوقت الوضع الأمنى أشد وفيه تركيز علينا والحكومة بتفتح عيونها كويس وما بتتهاون في هذي الأمور، مش هستنى لحد ما واحد فينا يدخل الحبس وياخد مؤبد عشان متمسكين بشغل أبوي
الزمن اتغير ياما، ومهما صار هيظل تهريب السلاح غير قانوني واللي بنسويه هذا غلط
جزت فاطمة على أسنانها وبغضب قالت_هذا ماله كلامك
هذا كلام المصراوية اللي كلت عقلك وخلتك مالك واعي للي بتقوله!
حط إيديه على جبهته بإرهاق وقال بسأم_يا ولي الصابرين!
وش دخل يقين دلوقت؟!
قاطع فارس نقاشهم الحاد وقال_طيب ياخوي أنتَ عارف إن هذا الكلام ماله سهل، ممكن يفتح علينا النار
هز عايد راسه بتأييد وقال_بالضبط، خصوصًا الجماعة اللي بيبعتولنا السلاح عشان نهربه ليهم
كيف هنتعامل مع هذي العشاير لو جينا قولنالهم في يوم وليلة إننا هنبطل تهريب، أكيد مش هيعتقونا!
طمنهم عامر وقال_ما تقلقوا، اتركوا هذا الموضوع علي بس المهم إنكوا تبقوا موافقين، أظن جه الوقت اللي نعيش فيه كيف الناس الطبيعية، الوقت اللي نطمن فيه على مستقيل عيالنا!
اتقدم منه فارس وربت على كتفه وقال_إحنا معاك في أي شي يا عامر
أنتَ كبيرنا وأكتر واحد عارف مصلحتنا، استحالة نعارضك في شي داريين زين إنه صحيح لينا
ابتسمله عامر بامتنان من كلامه اللي أثلج صدره، وشاورله يقرب منه وبالفعل ضمه وهو بيربت على ضهره بقوة وتليه عايد
حست فاطمة بالغضب الشديد في الوقت ده وهتفت بجنون_أنتوا واعيين للي بتقولوه؟!
موافقين على الجنان اللي بيقوله؟!
هيبة الزيات هتروح باللي هتسووه هذا، هنتفضح وسيرتنا هتبقى على كل لسان!
قرب منها عايد وربت على دراعها وهو بيقول_ما تقلقي ياما
إحنا مالنا محتاجين الفلوس اللي جاية من التهريب، مزارعنا بتكفي وتوفي
ماشاء الله عندنا مزارع نخيل وزيتون وموالح كمان، وش هنحتاج تاني؟!
عامر عنده حق، آن الأوان نصير كيف الناس الطبيعية خاصة وإن الدنيا في سيناء مقلوبة هذولا اليومين كيف ما أنتِ عارفة!
هزت راسها غير مستوعبة للي بيقوله، وقالت وهي بتخرج وبتسيبهم_مالي مصدقة اللي أنتوا فيه
مالي مصدقة أبدًا
راقبوها وهي بتخرج بخطوات زي العاصفة، عامر مدرك كويس إن رفضها نابع من إنها شايفة إن يقين هي السبب في تغيره
يمكن يقين ليها إيد ولكن هي السبب في إنها فتحت عيونه، خلته يشوف الصح من الغلط، تمسكها بمبادئها خلته يدرك إن الطريق اللي كان ماشي فيه مخليه مش راضي عن نفسه
هي كل اعتراضها إنها حاسة إن يقين ليها سلطة عليها، وهي كارهة ده!
ولكن هو هيقدر يقنعها
ده الأصح للعيلة كلها وآن الأوان يفاتح ولاد عمه وعمه مرزوق في الموضوع..
****
صحيت يقين على صوت رنين جرس الباب، وبعدها صوت همس واصلها غريب، خرجت لبرا وهي بتدعك عيونها بإرهاق، سرعان ما اتجمدت أول ما شافت حمد قدامها اللي أشاح بنظره عنها لما طلت بهيئتها دي
فهتفت بتعجب_حـمد؟!
افتكرت إن عامر هو اللي هنا، فاتحركت للصالون بملامح منشرحة بسعادة غريبة اجتاحتها
سعادة اتبددت تمامًا أول ما شافت فاطمة اللي كانت قاعدة مع والدها ووالدتها اللي ملامحهم كانت متهجمة تمامًا
ومن نظراتهم أدركت في الوقت ده إن فاطمة كشفت كل حاجة.
اتجمدت وهي واقفة قدامها مستغربة من وجودها، رفعت فاطمة عيونها ليها بعد ما حست بوجودها وبصتلها من فوق لتحت باستحقار، فمالت يقين براسها وهي بتتوسلها بنظراتها إنها متكونش ارتكبت حاجة تضيعهم كلهم..
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وجوه في العتمة)