روايات

رواية نفق الجحيم الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم البارت السابع والثلاثون

رواية نفق الجحيم الجزء السابع والثلاثون

نفق الجحيم
نفق الجحيم

رواية نفق الجحيم الحلقة السابعة والثلاثون

حدا عبد الصمد فبيته
دهب: قلبي واكلنى على شام وروحي مرقرقه عليها.
عبد الصمد بحسره:
ومين سمعك يادهب داني بقيت احلم بيها فمنامي من كتر مامشتاقلها.
دهب: طيب مافيش حد كبير نسوقوه على جوزها يختشى منيه ويتلاوم ويخلينا نروحوا نزورها مره وحده بس؟
ياناس عايزه اطمن عليها وعلى احوالها وعلى صحتها واشوف الحبل عامل ايه فيها.. ياناس بتي ياناس دا القطيعه داي مترضيش ربنا، منه لله جوزها ربنا ينتقم منيه ويدوقه وجع الاشتياق يارب.
أما حدا بيت المقاول
أبو دراع:
خليك يابوى إنت اني رايح ابطل المكنه
مخلوف بإصرار:
له قولتلك اني رايح ابطلها حط إنت براد الشاي عالدمسه واعملى كباية شاى لما اعاود القاها جاهزه.
أبو دراع:
حاضر يابوي من عيوني.
بصله مخلوف وابتسم وقاله:
تسلم عيونك ياولدي.. روح ربنا يرضى عليك زي مامراضي قلبي ويرزقك راحة البال كيف مامريحني ياأصيل ياواد الأصيله.
أبو دراع بضحكه: أيه يابوي الرضى ديه كله، وكمان جايب في سيرة أمي ومفتكرها النهارده يعني؟
مخلوف:
عمري فيوم مانسيتها عشان اتفكرها، أمك دايماً ساكنه بالي ومتربعه فقلبي ياواد الغاليه.
أبو دراع: ربنا يرحمها ويغفرلها
مخلوف: ربنا يرحمها ويرحمنا جميعاً ياولدي كلنا بحاجة الرحمه.
خلص كلامه وراح على المكنه، وبمجرد ماوصلها ميل عليها عشان يبطلها، راحت الطاره بتاعتها اللي عتلف لاهفه اطراف التلفيحه اللي كان حاططها مخلوف حوالين رقبته، وفثواني كانت واخده رقابته بوشه عالطاره وهو من حلاوة الروح عمال يهبش بأديه ويحاول يبطل المكنه ويوقفها، لكن للأسف معرفش والمكنه موقفتش غير وتقل دماغه وجسمه موقفينها وهو قاطع النفس ومخنوق،والروح طالعه عند اللي خالقها..
عمل ابو دراع الشاي وصبه وقاعد مستني ابوه، ومن شويه كتار سامع المكنه بطلت وأبوه عوق!
وكل ديه مفكره عيشوط عالميه وصلت لحد فين، وكملت للآخر ولا له،
ولما الغياب طال اكتر من المعقول والشاى برد، قام ابو دراع يشوف خبر إيه وإيه سر العويق، وأول حاجه دخل يشوف أبوه في الجنينه، ولما ملقيهش راح حدا المسقى يشوفه، ومد الخطى وهو واعي أبوه مميل على المكنه ودافن وشه فيها، وكل فكره إنه عيعمر حاجه خربت فيها، لكنه لما وصل حداه وشافه زين إتسمر موطرحه لثواني، وبعد مااستوعب شوف عينه صرخ صرخه من قلبه وصلت لجوف السما، وجرى على أبوه يشوف لو فيه الروح، لكنه بمجرد ماقطع التلفيحه وبعد أبوه عن المكنه وبص فوش، عرف إنه فارق وهمله في الدنيا لحاله من غير مايمهد لغيابه، ولا يديله انذار بالرحيل، وأصعب انواع الفراق على بني آدم هو اللي عياجي علي غفله.
البيت كله دخل فحالة حداد على مخلوف، وموته صحى ذكريات موت توفيق حدا عديله ونعيم؛
لأنهم كانوا عارفين معزة مخلوف عند توفيق، وإتعاد فقلوبهم الحزن من تاني، أما أبو دراع فكان حاله يصعب على الكافر وهو قاعد وسط الناس عيمثل القوة، ومن جواه عيبكي وخايف كيف طفل فقد آهله وتاه من بيته، وواقف وسط الطريق وحده، لا عارف حد ولا عارف هو فين ولا يروح فين.. وديه حال اللي عيبص يلاقي روحه صفي في الدنيا لحاله من غير أهل.
أما عن حال الحريم في البيت فاطول ٣ ايام النصبه متحزمين وشايلين الموطبخ والطبيخ كله، وحتي طبيخ الرجاله نظراً لديق الحال بقوا يطبخوه هما ومجابوش طباخ كيف نصبة ابوهم، وطبعاً ديه ضاعف الحمل على شام وخلاها تتوجع، وفآخر يوم في النصبه بعد مااتفض العزا عاودوا الرجاله للبيت، وكل واحد راح على أوضته، وأبو دراع عاود للبيت بتاعه وكانت أول دخله ليه من بعد موت أبوه، وبمجرد دخوله حس بإنه داخل بلد مهجوره كل سكانها ماتوا وسابوها، وإن كل اللي باقي منهم بس شراطين قماش من خلجات صحابها وخفوفهم وأماكن قعادهم الفاضيه وذكريات محفوره عالحياطان.
أما كرار فالنهارده العصريه اتسحب من العزا وسرق ساعه راح فيها لشوقيه وقابلها خلسه ورا بيتهم كيف العادة، وإتحدت معاها شويه واتطمن عليها، وهي اتدلعت عليه بالكلام شويتين ولهلبت نار الشوق فقلبه وبعدها هملته وعاودت لبيتهم، وهو عاود لبيته وطول الطريق يتخيل في اليوم اللي شوقيه هتاجي فيه على بيته وتكون حلاله ويقرب منها بإرادته، وبرغبه خاليه من أي غل وحقد ووجع وتنتهي بإنتقام كيف ماكان يجرا مع شام،
وعلى سيرة شام خياله راحلها غصب، وحس بمشاعر رغبه اتحركت ناحيتها، وقال لروحه.. إن مره وحده يروحلها فيها مش هتأثر وأكيد مش هتحبل من مره يعني، وبالنسبه لوعده لشوقيه يوبقي ينفذهولها بعدين، بعد المره داي، وكمان قال لروحه بإنها هتكون أشبه بليلة وداع يودعها فيها وتكون آخر مره تجمعهم.
وبالفعل بعد ماخلص العزا بالليل رجع عالبيت وراح على أوضته وغير خلجاته، وراح على اوضة سته عديله خبط عالباب وعديله جاوبته :
مين.. مين اللي عيخبط؟
همام بجديه: اني ياستي، صحي البت اللي جارك داي قوليلها تقوم تعملي كباية شاي راسي واجعاني.
عديله مردتش عليه وشام اللي كانت لساها ماراحت في النوم زين اتعدلت وقلبها اتهبش ومسكت فيد ستها عديله بخوف، وعديله طبطبت علي يدها تطمنها وقالتلها:
تخافيشي مهيعملش حاجه، هو اصلاً زاهدك من زمان، مش هياجي فظرف كيف ديه ويشتهيكي، قومي اعمليله كباية الشاي وانا صاحيه اهه مهنامش وهملي باب الاوضه مفتوح عشان لو نادمتي علي اسمعك من اول حس.
استسلمت شام وقامت وسلمت امرها لله، وراحت على الموطبخ عشان تعمل لكرار الشاي، وهي فطريقها مرت من قدام باب أوضته، وملتفتتش ولا بصت عاللي جواها،
واللي كان قاعد ومتربصلها كيف الديب، واللي لو شافت عيونه وبصتهم كانت هربت منه وراحت اتدست فباط ستها كيف ارنب خايف من الموت.
حطت الكنكه على الكانون بعد ماقلبت الجمر، وقعدت قباله ع المصطبه لحد مايفور، ومن تعب اليوم والطبيخ والربكه حست بتعب جسمها ومالت عالحيطه لورا، واتجخت تسند ضهرها وتريحه هبابه، وحطت يدها على بطنها بحركه لا اراديه للحمايه، ومن غير ماتحس عينها غفلت.
كرار فضل مستني هبابه كتار، ولما عوقت شام اتسائل عن السبب؟ وخصوصي أن الوكت اللي خدته ديه كتير على كباية شاي!
فقام بنفسه يشوفها ويستعجلها، وبمجرد مادخل الموطبخ وشافها مجخيه وسابله عنيها ومستسلمه للنوم قرب منيها بخطوات هاديه، وحس إن بدنه فار كيف فوران الشاي اللي كان عيهدور ويفور على الجمر،
وكل ديه وهو عيتطلع لوشها، لكنه وقف موطرحه اول مانزل عيونه وشاف بطنها البارزه بطريقه مش طبيعيه!
قري منها اكتر عشان يشوفها زين، واتصعق وهو عيحط يده بالراحه علي بطنها يتأكد من شكه، ولقيها ناشفه كيف الحجر!
وحاجه فبطنها اتحركت تحت يده خلته نفض يده من فوق بطنها نفض واتحرك لورا خطوتين يحاول يستوعب اللي شايفه قدام عنيه ديه وحسس عليه بيده! ولما عقله وقف عن الاستيعاب والفهم راح على شام ومسكها من دراعها نتله وصحاها بفزعه وخلاها صرخت من الخوف، وقومها وقفها قدامه وقالها وهو جازز علي سنانه:
حبله من مين يافاجره يابت الكلب؟ مين اللي سلمتيه شرفي ولعبتي معاه لعب من ورايا؟ عزت مش إكده؟
عزت اللي كنتي معاه في الموطبخ قبل سابق ولمل تعكشتوا انتي صرختي بالكدب وهو قال فيه حنش ووكلتوهالنا كلنا واولهم اني؟!
شام كانت عترجف من الخوف وسنانها عيصكوا فبعض ومعارفاشي تنطوق من الخوف، وكل اللي طالع عليها تهز دماغها برفض ومقادراشي تنطوق ولا حسها راضي يطلع..حتي وهي عتسمع شتايم همام واتهاماته، وكل اللي عاملاه إنها حاطه يدها على بطنها بخوف.. واخر ماكرار قال كل كلام الغضب اللي ينفع يتقال واللي مينفعش.. رفع يده ونزل بيها عليها بكف بكل حيله خلاها صرخت اخيراً:
– ستاااااااي الحقيناااااي
وهي حسها طلع وصرخت وهو اتجنن بزيادة ورماها عالأرض وبرجله وابتد يدفس فبطنها بعنف وهو عيلعن فيها، وعفاريت الدنيا شايفها قدام عنيه عتتنطط،
وعلى صرختها جاتلها عديله جري وأول مالقت كرار عيضروبها ويعيد اللي عيمله فيها من ٦ شهور ونجت منيه بفضل ربنا، وصرخت عديله وقالت بوووه من نص قلبها واترمت عليها تحميها كيف المره اللي فاتت،
لكنها اتأخرت للاسف.. وكانت شام خدت من الضرب اللي خلى بطنها قررت تتخلص من الحمل اللي فيها، وأمر الله نفذ وجبروت كرار طغى.. وصرخت بألم وهي حاسه بحاجه دافيه نزلت عليها ووجع ميحتملش فبطنها وضهرها، واللي على اثره صرخت بكل قوتها وهي ماسكه فى ستها بخوف:
الحقيني ياستي همووووت
وعديله كانت مستمره في في الصراخ وعلى صراخها صحي البيت كله،
واتجمعوا في الموطبخ يشوفوا خبر ايه؟ ولما عديله لقيتهم واقفين يتفرجوا استنجدت بنعيم وقالتله ينجد البنيه من يد كرار معاها، ونعيم خلى معروف وسلام مسكوه وقيدوا حركته وبعدوه عن شام، وصفوت زعقت فيه عديله وهي واعيه بركة دم عامت فيها شام في الدقيقه وقالتله يروح قوام يجيب الدايه، وعدويه هي والبنات قالتلهم ياجوا ينقلوا شام معاها لأوضتها.
وكل اللي خد أمر منهم نفذه وهما مش فاهمين حاجه، وخصوصي عزت اللي كان واقف وسامع شتايمه من خشم كرار وهو مفاهمشي سببها!
أما حوريه فكانت تقريباً عارفه سبب اللي عيعمله كرار، واتوكدت شكوكها حوالين حبل شام، وكل اللي عيملته إنها وقفت تتفرج عاللي عيجرا من غير ماتتحدت، بس اللي كانت مستغرباله كلام كرار إنه ملمسش شام ولا قرب ناحيتها من ساعة ماسقطت المره اللي فاتت!
وإن اللي فبطنها عيل زنى وتاهم فيه اخوه عزت!
فبصت لعزت بلوم ولسه هتسأله زعق بعلوا حسه قدام الكل يبرئ روحه وقال:
والله العظيم ماحصل ولا قربت منها ولا لمستها، ولا اعرف عنها وعن اللي فبطنها حاجه واحلف على كتاب الله.
نقلوا الحريم شام لأوضة عديله والرجاله ماسكين كرار بالعافيه، وصفوت راح يجيب الدايه على كلام سته، وأبو دراع كان سامع الهيصه والصراخ وقاعد فموطرحه ساكن مقامش ولا راح يشوف فيه إيه؛
عشان الحس اللي علي بالصراخ الاول كان حس شام، وطول ماحس شام علي يوبقي كرار عيعمل فيها حاجه، وهو دلوك مهيتدخلش فمشاكل أهل البيت عيعملوها مع بعض، وقرر إنه هينفذ وصية ابوه ليه بانه يبعد عن مشاكلهم وميقفش لحد فيهم، ويهمل ديابه تاكل كلابها وهو يراعي وكل عيشه، ويحافظ على الموطرح اللي آويه ويقعد جار اللي ليه تحت التراب، واللي لو هملهم مفيش حد هيقف على قبرهم ولا يقرالهم فاتحه ولا يترحم عليهم ويطلعلهم صدقه تخفف عنهم.
فغمض عنيه وسد ودانه بمزاجه وربع اديه فوق صدره وسكت.
شويه وعاود صفوت ومعاه الدايه، ودخلها على أوضة سته عديله، وبعد هبابه من دخولها طلعت عديله من الأوضه هي وفكريه وطاروا علي الموطبخ يحموا ميه بامر منها، وقام وراهم كرار وسألهم بغضب:
الدايه قالت إيه؟ مات اللي فبطن الفاجره ولا ادخل اكمل عليه وعليها؟
عدويه بتوتر:
البنيه ولاده ياكرار وشكلها هتموت، رايحه من الدنيا خالص، اسكت ياولدي بالله عليك وخلينا نشوفوا ايه هيجرالها المسكينه، والله حرام عليك اللي عتعمله فيها ديه كل هبابه والتانيه.
كرار كان يسمع ومش مستوعب كلام مرت عمه، وبص لفكريه وأمرها بأمر ميقبلش الجدال:
خشي يافكريه نادميلي الدايه من جوه قوام..قوااام.
فكريه بصت لأمها ورجعت بصت لكرار واتحركت فوراً على اوضة عديله، وطلعت ومعاها الدايه، اللي بمجرد ماكرار شافها مسكها من طرف شالها وشدها معاه على أوضته وقفل الباب عليهم وبصلها وقالها:
طمنيني العيل مات ولا لساه عايش؟
الدايه بإستغراب: باذن الله يكون عايش ياولدي بلا مقاطعه بس إنت قول يارب.
كرار بحرقه:
يارب يموت هو وامه.. وإن نزل حي اني جايبك عشان ابشرك بخير كتير لو سمعتي كلامي ونفذتيه.
الدايه بصاله ومستغربه ومفاهماشي حاجه.. لكن كرار وضحلها.. (اخنقيه) وإكتمي انفاسه واني هنغنغك بالفلوس.. وبعد ماتخلصي من العيل إعملي حاجه فأمه تخليها متخلفش تاني واصل ولا بطنها تشيل.
الدايه بخوف: إيوه بس الكل قاعد وملفلفينها كيف القطاطين وعنيهم مغفلانشي عنها!
وخصوصي ستك عديله عينها عتطل قبل عيني ويدها عتتمد قبل يدي!
كرار: مليشي صالح. اتصرفي لو عتحبي الفلوس، وخدي القرشينات دول مقدم، واكتر منهم بمراحل لما تطلعي تبشريني إنك عميلتي اللي قولتلك عليه.
قال كلامه ومد يده فجيبه طلع كل الفلوس اللي فيه ومدهملها وهو ماسكهم من اطرافهم؛ عشان يدها وهي عتتلافاهم متلمسش يده من كتر ماقرفان منها،
وهي شافت الفلوس وعيونها لمعوا بالطمع، وخطفتهم من يده خطف وهي عتطمنه وتقوله:
بص اني هعمل كل اللي يقدرني عليه ربنا ومش هقصر فحاجه.. بس اللي أوعدك بيه إنها متخلفش تاني واصل، داي سهله علي..
انما العيل معارفاشي عاد، بس هتوانى عليها ومش هسحبه منيها قوام وحتي لو جه يطلع هدفسه لجوه تاني لغاية مايتخنق، غير إكده لو طلع براها مهقدرشي امد يدي عليه قدام الكل.
الا هي عليها كام شهر؟
كرار بحيره: والله ماعارف بس ممكن ٦.
الدايه بإبتسامه:
له إطمن مازال ٦ يوبقي مهيعيشش العيل لحاله.. واد ال٦ سقط ميقعدشي.. سلام هروح اشوف شغلي واطلع اطمنك.. بس إنت شخلل جيبك وجهزلي المعلوم.
خلصت كلامها وطلعت وكرار معرفش يجيب فلوس تاني من فين يديهالها وهو اداها اخر فلوس معاه، وأمه دايماً تقول مفيش، واخواته ممعاهمش، فملقيش حل غير إنه يروح لأبوا دراع يجيب منه مع ان الظرف مش مناسب بس مابيده حيله دلوك..
وفعلا راح لابو دراع وطلب منيه مبلغ من الفلوس، وابو دراع طلع من الفلوس اللي معاه واداله اللي طلبه من سكات، من غير مايساله فيه إيه، ولا طالب الفلوس ليه؟ ورجع نام تاني ولا كإن فيه حاجه.
وعاود كرار للبيت وقعد وسط الرجاله ينتظر الخبر اللي هيبرد ناره.
اما حدا شام في الأوضه
شام رايحه فدنيا تانيه ومفيش غير الانين على لسانها وعتنادم بحس خافت على ابوها وامها، وملامحها تنقبض مع كل وجعة مخاض تلفح ضهرها وبطنها.. والدايه ساكته مراضياشي تساعدها وبس عتتفرج عليها، وعديله لما شافت وضع الدايه شكت فيها وقومتها من قدام شام وقعدت هي، وبصت لبدور اللي كانت واقفه من بعيد عتتفرج واختارتها هي من بين الكل لمهمه متوكده إنها الوحيده اللي هتبرع فيها من بين الكل:
عديله:
بدور.. قربي من شام وأول مااديكي الإشاره تعضيها فودنها عضه جامده بس اوعي تتقطع ودنها فخاشمك اقطع خبرك.
بدور اول ماستها عديله قالتلها إكده راحت قوام على شام وكشفت ودنها وميلت عليها وهتطبق فيها على طول عديله صرخت فيها:
مش دلوك قولتلك لما اشاورلك ياحزينه.. اهبل وولوه ياك؟
بدور رجعت وشها لورا لكنها بقيت متحفزه وبمجرد ماعديله شافت الم الوجعه على ملامح شام، شاورت لبدور وبدور طبقت فودن شام طبقة كلب مسعور خلتها صرخت من قعف راسها،
ومع صرختها دحمت بقوه والدحمه خلت راس العيل تاقت، وأول ماتاقت عديله مسكته من رقبته وشدته بالهداوه لغاية ماطلعت الكتاف وبعدها سحبت الروح من الروح وشافتها بنيه كيف مااتوقعت وطبطبت على ضهرها كام مره لما لقيتها ساكته وقاطعه النفس وقالت اكيد خسرت من الضرب،
ومع اخر ضربه ضربتهالها بقوة طلع من البت صرخه عتعلن عن وصولها للدنيا وتوسعلها موطرح فيها.. ومن بعد أول صرخه اتوالت الصرخات، وفضلت البت تقادش بأديها كانها عتتعارك مع حد!
وعديله إبتسمت عليها وهي كد نواية البلحه ومساكتاشي لا من بكا ولا من ترفيص.. كأنها عارفه روحها إنها جايه لساحة حرب ونازله عليها مستعده.
اما الدايه فكانت باصه للبت فيد عديله وواخدها العجب عشان اللي شايفاه قدامها ميقولش إن البت داي بت سته ولا حتي سبعه!
اللي يشوف عافيتها وحسها يقول إنها بت ٩ شهور كاملين مكملين بس إنها قليلة وزن!
قطعت عديله للبت الحبل السري وعتلفها بحتتة قماشه عشان سباعيه مهتتحملش البرد وملتهيه فيها، وفجأة افتكرت حاجه ورفعت عنيها ولقيت بدور لساها طابقه فودن شام مسابتهاشي وشام عتفرفط ومقادراشي تحوشها من ودنها!
صرخت عديله فيها بعلوا حسها:
ماتسيبيها خلاص يافقريه وتبعدي عنها.. ايه كلب وبركوه على رمه؟!
بدور بعدت عن شام وشام حطت يدها علي ودنها بألم، ودموعها نازلين من الوجع اللي حاسه بيه من كل حته فجسمها.. بس اللي مهون عليها الوجع الحس الصغير المسرسع اللي من ساعة مااتفتح في البكا مسكتش، كأنها عتعارك لأمها مع اللي وجعوها وكانوا السبب في نزولها من بطنها قبل اوانها!
اما الدايه فشافت عديله خمت البت فباطها وملقيتلهاش مجال عشان تاخدها منها وتبص فيها حتي، وشافت إن البت فلتت منها خلاص،
بس مش هتخلي الشق التاني من الاتفاق يفلت منها، فزاحت عديله عن شام بحجة إنها هتنضفها زين، وبمجرد مااتملكت فيها عيملت اللي خلى شام صرخت صرخة وجع كملت عالباقي من حيلها، وعديله صرخت في الدايه:
عميلتيلها ايه.. عميلتي ايه ياخيتي خليتيها اتوجعت إكده؟
الدايه ببجاحه: عميلت إيه يعني عنضفها! بس هي اللي جتتها طايبه وممتحملاشي.. بس خلاص اني خلصت اهه.. هاتي يابت منك ليها الميه الدافيه وصبولي اشطفها وساعدوني نغيرولها خلجاتها.. كبي تعالي إنتي ياكحله الميه الدافيه فوق بطنها خليها تنزل اللي فيها وتفوق.
بدور سمعت كلمة كحله من الدايه وبرقتلها وكلمتها من بين سنانها:
عتقولي على مين كحله؟
الدايه بخوف:
يابتي مقصديش اللي فهمتيه.. قصدي كحيلة العين ام كحله.. هو مش انتي مكحله ولا عنيكي سود وحلوين لحالهم؟
بدور ملامحها لانت واتبسمت برضى وردت عليها بدلع:
له متكحله ربناني.
الدايه: ياصلاة الزين ياصلاة الزين.. ايوه يابوي بيت المقاول حريمه قمرات ١٤ اومال ايه.. يلا عاد صبي ميه خلينا نخلصوا.
أما شام فغمضت عنيها واستسلمت للميه الدافيه اللي عتتصب علي جسمها البايد من الوجع، وحست إنها عايزه تنام كتير متصحاش غير بعد ماتشبع راحه ويروح منها كل الوجع، وبالفعل ديه اللي عملته.
اما الدايه فطلعت لكرار ووقفت قدام الكل ومدت يدها ليه وقالتله:
هات الحلاوة يابوا البنيه.. تضحك عليا وتقولي ٦ شهور وهي مكمله شهورها ونازله تردح ردح!
كرار بإستغراب:
مكمله شهورها كيف؟
الدايه: والله كيف ماعقولك البت نازله كامله مكمله واديك سامع حسها مقلقل البيت قلقيل.. وميلت عليه وهمستله:
مقدرتش عالبت بس قدرت علي امها.. هات المعلوم قوام.
كرار مد يده فجيبه وطلع الفلوس اللي جابهم من ابو دراع ومدهملها بس رجع يده بيهم تاني وقالها:
القرشينات اهم بس إنتي متوكده إنك عميلتي اللازم؟
الدايه:عيب عليك ياسيد الناس ديه شغلي.. كل اللي أمرتني بيه حوصول، ولو لقيت غير إكده أني اهه قاعده هروح فين.
كرار: على العموم ديه هيبان، ولو حصل وبطنها شالت عيال تاني طلوع روحك هيكون على يدي.
الدايه: مهتشيلش..ولا هتضني تاني واني قاعده وإنت قاعد وهفكرك بعد سنين لو كنا من الحيين.. اني قلبتلها بيت الولد خالص.
خلصت كلامها ومدت يدها خطفت الفلوس من كرار وهملت البيت وعاودت مع سلام اللي راح معاها يوصلها..
وكرار راح وقف قدام الأوضه وطل على شام وبص للبت اللي فحجر سته..
وإتنفى من جواه شكه فعزت أخوه، لكن إتولد جواه شك تاني بإن البت داي بت زنى،
بس بناءً على كلام الدايه مش بت حد من همام والسيد كمان، واتربعت في عقله فكرة إن شام حبله بيها من قبلهم، وجالها الاغتصاب حجه تلم بيها عارها وتداري فضيحتها..وبرضك فى الاخر لبسته العمه وشيلته شيله مش شيلته..
والأهم. من ديه دلوك شوقيه اللي قالها إنه سقط شام وإنه معيقربش لمها هيقولها كيف دلوك إن شام ولدت ويطلع كداب قدامها فكل حاجه قالها ووعد بيها.. وطبعاً لا هي ولا غيرها ولا حد عاقل هيصدق إن شام كانت حبله طول الوقت ومحدش كان عارف ولا حاسس.
ونفس حال كرار كان حال كل اللي في البيت، واللي سمعوا كلام الدايه وشافوا بعينهم البت وسمعوا حسها العالي!
وحوريه والحريم كلهم كانت واخداهم الهوله وهيتجننوا؛ إنهم طول الوكت كانوا شايفين شام، ورايحه جايه قبالهم ولا وحده فيهم لا حظت عليها شى ولا بان عليها حبل!
واتوكدت حوريه إن عديله اللي كانت عتخططلها وترسملها وإن هي راس الحيه الكبيره.
وشويه شويه انفض الكل من أوضة عديله وكل واحد راح على أوضته وهما حاسين إن بيتهم من بعد موت كبيرهم بقي كيف السيرك، محدش عارف مين عيلعب فوق الحبل ومين عيتنطط تحت منيه ويتشقلب، بس المهم إن الكل عيلعب.
أما عديله فنومت البت فباط شام بعد مالكلكتها زين وراحت على الموطبخ عملتلها بِسله من كل نوع حبوب، ومعاهم حطت لقمه ناشفه، ولمتهم كلهم فحتتة قماشه وربطتهم،
وعملت كباية يانسون للبت وراحت تشربهالها؛ عشان تسد جوعها وتسكت حسها اللي عامل قلبان.
وراحت بيهم على الأوضه، وشالت البت وابتدت تشربها اليانسون بالمعلقه، والبت تشرب قوام ومش صابره، وعديله ضحكت على منظرها وهمستلها بفرحه:
والله ياجدتي باين عليكي طالعه غجريه وانتي اللي هتجيبي حق أمك الغلبانه داي وتعدلي ميل بختها..
وبعد ساعات الليل ماانقضت وفاقت شام من غفوة زينه أول مره تغفاها وتحس بالراحه داي كلها، وكانت طول الوقت فيها تتنقل من حضن أمها لحضن ابوها لحضن شام وبشاير خياتها، وحست بالراحه من كتر ماكل واحد فيهم ضمها بحنان وطبطب عليها بكل محبه، ومسح على قلبها بكلامه الحلو.
وعديله بمجرد مافتحت شام عنيها ابتسمتلها وقالتلها:
قومي ياشامه وشوفي ربنا عطاكي إيه.. شوفي العنيده اللي ماسكه في الدنيا ومتبته فيها مهما اتعمل فيها ومهما شافت من وجع وقسوة.. قومي خدي بتك فحضنك واتعلمي القوة والصبر من حتتة لحمه كد كف يدك.
إتعدلت شام بالعافيه، وبمجرد ماقعدت على حيلها حست بوجع فبطنها شديد، لكنها اتجاهلته بمجرد ماعديله حطت فحجرها اللي خلت قلبها رفرف عليها، وعيونها مسحت ملامحها وطولها وشكلها، وقوام رفعتها وخدتها فحضنها وشمت فيها ريحة الجبر والفرحه.. وسمعت ستها عديله وهي عتسألها:
هتسميها إيه؟
سكتت شام شويه ومع فتحة ممدوح لباب البيت، دخلت منيه نسمة هوا من نسايم الربيع اللي هل وبانت بشايره، والنسمه وصلت لحدت شام.. فتبسمت شام وهي عتبص لبتها ودعتلها ربنا انه يبعتلها ايام حلوه وسنين متحمله بالسعادة ونصيب يختلف عن نصيبها..
وقربتها لوشها وحبتها فخدها الترف وهمستلها فودنها.. جيتي وجبتي الربيع بقدومك.. وعشان على وشك هبت النسايم العليله هسميكي ربيعه.. وهتكوني الربيع اللي يخلي حياتي تحلى وروحي أوراقها الدبلانه تخضر، والشجرة اللى نشفت من قسوة الايام هترجع لها قيمه بعد مااتفتحت علي غصنها أجمل ورده وسط بركة وحل.
ثواني وممدوح كان واخد باله من شام وانها شايله عيل صغير!
جري عليها ووقف جارها وسالها بفضول:
جبتي منين نونو؟
ردت عليه سته عديله:
جابته من بطنها يامندوح، داي بت عمك. كرار، ولدتها شام عشيه.
ممدوح: وريهاني
شام ابتسمت وكشفتله وشها وهو شهق وحط اديه على خشمه بصدمه وبعدها بص لشام وقالها:
داي حمره كيف الطماطمايه! وحلوه قوي وخشمها صغير خالص.. اسمها ايه؟
شام: اسمها ربيعه
ممدوح بإبتسامه وهو عيتطلع فيها بتركيز:
اني هتجوزها البت داي حدش هيتجوزها غيري وهقول لعمي كرار.
قال كلامه وجري على بره وطلع للجنينه يدور على عمه كرار اللي مكانش قاعد فأوضته،
ولما ملقيهش سأل عليه أبو دراع، وأبو دراع لما لقاه عيسأل عليه بلهفه سأله عن السبب؟
وممدوح قاله أنه عايزه عشان يخطب منيه بته، وقاله إن كرار خلف بت حلوة قوي، وهمل ابو دراع مستعجب من اللي سمعه من ممدوح، لكنه فكر روحه إن البيت ديه بقي بيت العجايب..
وإستعجب علي حال الدنيا اللي بس سقطت من عليها روح اتولدت عليها روح تانيه.. كأن الارواح عتسلم لبعضها، وغمض عنيه وهو عيترحم عاللي مات ويتمنى العمر الطويل للي إتولد.
والي هنا نصل الي نهاية الجزء الأول والذي لم يكن إلا تمهيداً لقصتنا، واحداثنا الدسمه المليئة بمشاعر مختلفه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نفق الجحيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *