روايات

رواية ثأر الشيطان الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان البارت الثاني عشر

رواية ثأر الشيطان الجزء الثاني عشر

ثأر الشيطان
ثأر الشيطان

رواية ثأر الشيطان الحلقة الثانية عشر

كان يصرخ بقوة بإسمها وهو يمسك ثوبها الذي كانت ترتديه قبل عدة دقائق والذي يمتلئ بدماءٍ حديثة .. اقترب منه عاصم يحاول أن يقوم بتهدأته ولكنه دفعه يضم الثوب بهيستيريا شديدة .. كانت تقف عند باب الغرفة لا تستوعب مايحدث وتتساءل أين شمس؟ ولماذا ثوبها بيد جواد ولمن تلك الدماء؟ … انهمرت عبراتها مصدومة بسبب ما حدث.
كان عاصم يقرأ الورقة الممتلئة بالدماء وآلمه قلبه على ماحدث، بعد أن كان صديقه وأخيرًا سعيدًا بزواجه من حب حياته أصبح الآن يبكي كالطفل عندما أخذوها من بين يديه.
أخرج عاصم هاتفه من جيبه:
– بسرعة عايز القوات تنتشر في المطار في جريمة خطف تمت والمجرم هيهرب بره مصر…..
ثم صمت قليلاً وأكمل وهو ينظر إلى جواد المصدوم لفقدان حبيبته واستأنف:
– إحنا بنتعامل مع مافيا روسية….
أخبرهم بجميع التفاصيل وأرسل صورة شمس لهم، وانتبه عاصم لهاتف جواد الذي يُصدر رنينًا عاليًا باستمرار ولا يتوقف.
اقترب عاصم من جواد مرة أخرى يحاول تنبيهه بالإجابة على هاتفه ولكنه لم يستجِب له.
عاصم بغضب:
– جواد أنا بكلمك.
لم يجِبه واضطر عاصم إلى صفعه بقوة لكي يستفيق، طالعه جواد بعدم استيعاب ممزوجًا بصدمته.
عاصم بغضب:
– تليفونك.
أخذ جواد يتحسس جيبه بيده المليئة بالدماء ثم أخرج هاتفه منهم ثم قام بفتح الخط يستمع لما قيل له والذي زاد صمته كثيرًا.
أمسك بثوبها بقوة وعلا الغضب والكُره ملامحه ثم اعتدل يحاول الوقوف بسرعة وهو يمسك هاتفه يحاول الخروج ولكن عاصم أوقفه.
عاصم:
– في إيه يا جواد؟
ولكن جواد سحب يده بعنف وخرج من ذلك المكان وتبعه عاصم ولكن أوقفته صباح وهي تبكي:
– أرجوك طمني على شمس يا حضرة الظابط؟
تنهد عاصم ثم أردف بهدوء:
– هعمل كل اللي أقدر عليه وهوصل ليها إن شاء الله.
توقف أمامها لعدة ثوانٍ لا يعلم ماذا يفعل فبكاءِها ذلك يجعله يكره نفسه، ولكنه قرر أن يذهب لكي يلحق بجواد والذي صعد سيارته وأصبح يقودها بسرعة شديدة وتبعه عاصم أيضًا بنفس السرعة حتى وصلا إلى الفيلا الخاصة به والتي لم تعد فيلا بل أصبحت مبنى مهجور بسبب الطلقات النارية الموجودة على جدرانه وأيضًا الجثث الملقاة حوله.
تقدم بثبات وهو يضغط بقوة على ثوبها ويذهب في طريقه لغرفة والدته والتي لم تعد موجودة بها.
تقدم نحو كُرسِيها المتحرك الفارغ والذي يوجد بها ورقة صغيرة، أمسك وقام بقراءتها:
“I have my beloved back, don’t even think of looking for her again or I will kill your wife.”
“لقد استعدت حبيبتي ولا تفكر أن تبحث عنها مرة أخرى وإلا سأقتل زوجتك”
أخذ يتحسس الكُرسي بشرود بيدٍ وبيده الأخرى يضغط على ثوب شمس الذي مازال ممسكًا به حتى الآن.
– هما بيتكلموا عن مين؟
ذلك ما تساءل به عاصم وهو يقرأ الورقة الموجودة على الكرسي.
تحدث جواد بشرود:
– قصة قديمة.
ثم تركه وخرج من الفيلا يقصد المطار لكي يحاول أن يعيدهما قبل أن تكونا خارج مصر وتبعه عاصم.
ظل جواد يبحث عنهما في المطار ويجعل رجاله يراقبون كل شئ .. وأيضًا عاصم كان مع قواته يقومون بالتحقيق ولكن لم يصلوا لشيء!.
مرت الأيام وكان جواد يقاوم ألمه في فقدانهما .. كان يبحث عنهما بهيستيريا، حياته كانت تقتصر على وجودهما بجانبه ولكن كيف يختفيان هكذا بعدما أصبحا معه؟ .. لم يترك أي مكان .. كان يتمنى أنهما لم يغادرا مصر ولكنه لم يجدهما.
بعد مرور سنة من الألم والمعاناة والحزن وأيضًا الرغبة في الانتقام.
في صباحِ يومٍ مشرقٍ بدولة روسيا .. استيقظت بتكاسل من نومها وشعرت بوجود شئ يطبق على صدرها، انتبهت لوجود دفتر مذكراتها، ابتسمت عندما تذكرت أنها نامت دون أن تشعر وهي تكتب مذكراتها، تنهدت وأخذت تفتح الكتيب تقرأ آخر ماكتبته.
الحوار مترجم من الروسية إلى العربية:
– في بعض الأحيان أشعر أنني لست أنا، أشعر أنني وحيدة بذلك العالم وليس لي أحد، أشعر أنني في كل لحظة وكل يومٍ يمر عليّ قلبي يؤلمني بشده هناك شئ ما في الأرجاء يجعل قلبي يصرخ لطلب النجدة منه، لا أعلم ماذا يحدث لي في الآونة الأخيرة .. ثم إن العم فيليب يتفاخر ويخبرني دائمًا أنني إمرأة ذو شأن لا يجب أن أحزن ويكفيني أنه عمي.
قهقهت بخفة عندما تذكرت حديثه معها أمس وهي تبكي بسبب عدم رغبته في الخروج مع صديقها في ذلك الوقت المتأخر من الليل، هزت رأسها بيأسٍ ثم خرجت من فراشها بتكاسل ووضعت مذكراتها على الكومود بجانب الفراش وذهبت للحمام لتستحم وتتجهز ليومٍ جديدٍ في حياتها.
كان فيليب يجلس في غرفة إجتماعات ضخمة في قصره ويتحدث بهدوء لجميع الجالسين أمامه والذي من بينهم ماتيوس.
– الإجتماع سيُقام بإحدى القاعات المعروفة بروسيا.
صمت قليلًا ثم استأنف…
– ولكنه سيكون مختلفًا قليلًا، سيرتدي الجميع قناعًا للوجه لأننا نريد أن نحتفظ بهوية من يعملون معنا حول العالم، وذلك ليس اقتراح بل هو أمر، هز الجميع رؤوسهم إمتثالًا لأمره.
– يمكنكم أن تذهبوا الآن لا أريد من عزيزتي أن تستيقظ وتجدكم هنا.
أردف فيليب بتلك الجملة بوقاحة، تحدث ماتيوس بتساؤل وخبث:
– لم نكن نعلم أن لديك حبيبة أيها العجوز الوقح؟
صمت فيليب يطالعه بهدوء ثم أردف:
– ليست حبيبتي إنها إبنة أخي.
أردف ماتيوس بذهول:
– هل عاد أندريه؟
تحدث فيليب بابتسامة باردة ونظرة تحذيرية:
– لا ابنته فقط من عادت، ولا تنسَ نفسك وأنت تتحدث معي مرة أخرى.
ثم نظر للجميع وأشار لهم برأسه أن يرحلوا.
رحل الجميع وتوقف فيليب أمام حائط زجاجي في تلك الغرفة ينظر أمامه بشرود، يتذكر ذكريات مر عليها عقود ذكرياتٍ لن تُنسى أبدًا، تنهد بثقل وأغمض عينيه قليلًا ولكنه انتبه لمن احتضنته من الخلف.
ابتسم بحب ثم أردف:
– صباح الخير صوفيا.
– صباح الخير عمي.
ثم قبلته على وجنته، التفت للخلف يطالعها بهدوء فهي ومع الأسف تذكره بزوجته الراحلة .. يوجد الكثير من الصفات المشتركة بينها وبين زوجته.
– إلى أين تذهبين؟
أردفت بهدوء:
– لدي دروس رقصٍ اليوم، وبعدها أفكر أن أذهب لأقابل دانييل بعدما أنتهي.
فيليب بضيق:
– ذلك الفتي مرةً أخرى؟
– عمي أريد أن أخبرك شيئًا واحدًا، أقسم لك أن دانييل لديه حبيبته هو فقط صديقي .. نخرج معًا فقط ليس إلا.
– لما لا تخرجين مع فتاةٌ مثلك هذا أفضل لك؟ ثم لا تأمني للرجال مهما حدث .. حتى المتزوجون عزيزتي، الغالبية منهم يخونون زوجاتهم مع صديقاتهم، إنهم يمثلون مقولة إمرأةً واحدةً لا تكفي، انتبهي لنفسك.
اقتربت منه ثم همست:
– لا تقلق؛ فإن معي رذاذ الفُلفل والصاعق الكهربائي ابنة أخيك ليست أي فتاة.
– وأنا أثق بكِ يا فتاة.
ثم قبل مقدمة رأسها وقام بضمها بقوة.
– أحبكِ كثيرًا.
– وأنا أيضًا.
خرجت من القصر وأوصلها رجال فيليب حيث ستذهب .. أما بالنسبة لفيليب فقد أرسل رسالة من هاتفه يحدد فيها موعد الإجتماع الخاص بزعماء المافيا في العالم وسيتم الفصح عن العنوان قبل الإجتماع بثلاث ساعات.
………………………….
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
في مصر:
في قصر جواد (قصر السيد بهجت سابقًا):
كان يقسو على جسدة في التمارين القاسية حتى أصبحت عضلات جسده قاسية جدًا، تغيرت ملامحه إلى الأسوأ انتشرت الهالات السوداء حول عينيه .. مرت سنة ولم يتحدث كثيرًا منذ إختفاءهن .. فقط كل مايفعله خلال تلك السنة العمل والبحث عنهن وفي النهاية لا يستطيع إيجادهن.
انتبه لوصول رسالة نصية على هاتفه باللغة الإنجليزية تُفيد بموعد وعنوان الإجتماع والحضور يكون بقناعٍ على الوجه.
عقِدَ حاجبيه بغضب، ها قد حان اللقاء فقد مرت فترة طويلة وهو يخطط لنهايتهم وسيُمحِيهِم جميعًا حتى لو في ذلك موته أو سجنه مدى الحياة سيقتلهم كلهم.
قام بالانتهاء من تمارينه القاسية وخرج من الغرفة يقوم بالتواصل مع أحدٍ ما ثم أردف:
– هسافر روسيا الفترة دي إلغوا أي إجتماعات لمدة شهر كامل.
ثم أغلق الهاتف وذهب لغرفة نومه هو وشمس ودخل الحمام ليستحم ويتجهز للسفر .. دخل الحمام الزجاجي و قام بفتح صنبور المياة والذي جعل المياة تُصَّبُ عليه من جميع الجهات، استند على زجاج الحمام بكفي يديه وأغمض عينيه بإرهاق وهو يحاول الهدوء ثم ومن أين له الهدوء وقد اقترب موعد لقاءه مع حبيبته ووالدته، أخذ نفسًا عميقًا يتذكر ويتأمل ملامح شمس التي غابت عنه وعن قلبه كثيرًا .. لقد اشتاق لها كثيرًا، لماذا يحدث شيئًا يفرقهما عندما يجتمعان؟ لقد أقسم عندما يجدها لن يتركها ترحل أبدًا .. ارتسمت إبتسامة ضعيفة على وجهة وهو يتذكر شجارهما الأخير ظل هكذا شاردًا يتذكرها بملامحه المظلمة وبعد أن انتهى من حمامه قام بتجهيز جواز سفره وأيضًا حقيبة ملابسه .. وقام بحجز رحلة لروسيا عن طريق الإنترنت والتي ستكون بعد ساعتين، مرت الأيام وكان جواد يحاول أن يُدرِسَ الأماكن بروسيا بمفرده ولكن أثناء دخوله الفندق انتبه عندما لاحظ أن هناك أحدٌ ما يراقبه لم ينتبه لملامحه ولكنه تظاهر بأنه لم ينتبه إليه وصعد للطابق الذي توجد به غرفته وسار في ممر الغرف وكان يسمع وقع خطوات خلفة وفجأة التفت للخلف وهو يمسك عياره الناري مستعدٌ لإطلاق النار.
– ده أنا .. إهدى يا جواد.
كان عاصم يقف أمامه يرفع يديه، عقِد جواد حاجبيه بغضب:
– إنت بتعمل إيه هنا؟
– بقالك فترة مختفي وعرفت من شركتك إنك لغيت إجتماعاتك كلها عشان مسافر روسيا وجيت وراك.
أعاد جواد عياره الناري إلى سترته واتجه نحو غرفته وفتح الباب وتركه مفتوحًا لعاصم.
– لحد إمتى هتفضل كده؟
تساءل عاصم بشفقة على حال صديقه.
أردف بفحيح:
– لحد ما أجيب حقي منهم كلهم.
– مش هتعرف لوحدك .. أنا لازم أكون معاك عشان أساعدك .. مش هتقدر عليهم لوحدك، ده إنت حتى ماجبتش رجالتك معاك يا جواد! .. انت مستني إيه؟ ترجعلي ميت؟
لم يُجبه..
– طب على الأقل رد عليا؟ ماتحسسنيش إني حيطة بالنسبالك، خلي رجالتك ييجوا هنا عشان يقدروا يحموك.
تساءل جواد بهدوء:
– إنت سايب شغلك ليه؟
– لا مش سايب شغلي، أنا فعلا في شغلي.
طالعه جواد باستفهام وأردف عاصم بتوضيح:
– الوزارة باعتيني هنا عشان أحقق ورا المافيا الروسية .. مصلحتنا مشتركة.
جواد بسخرية:
– يعني مش جاي ورايا زي ماقولت.
أردف عاصم بإبتسامة هادئة:
– إنت هدفي التاني يا جواد متنساش إنك واحد منهم، والسنة اللي عدت دي انت نفذت أغلب مخططاتهم الغير قانونية.
إتسعت إبتسامة جواد وهو يسمع تهديد صديقه المباشر له.
– متنساش إن أنا مش محتاج أتعاون مع حد عشان أبقى مُجرم، أنا مُجرِم من زمان وانت عارف ده كويس.
ظل الإثنان يتحديان بعضهما بالنظرات ولكن قاطع نظراتهما تلك صوت رنين هاتف جواد.
التقط هاتفه ينظر من المتصل ولكنه كان ذلك الأحمق الذي يُدعى ساجد قام بفتح المكالمة.
– أيوه يا زعيم، جبتلك شوية معلومات فلة أوي.
ارتسم الخبث على ملامح جواد وهو يسمع تلك المعلومات المفيدة بالنسبة لمخططه وطالعه عاصم بتعجب ولا يدري مع من يتحدث.
يوم الإجتماع:
“هل أنتم مِثلي؟ هل ستكونون سعداء عندما يكون عمكم هو رئيس زعماء المافيا الروسية؟ أعتقد لا؛ فأنا من موقعي هذا أخبركم أن ذلك أشدُّ خطورة .. اليوم سأحضر حفلة تضم جميع زعماء المافيا .. خائفة؟! أجل .. ولكن ليس منهم .. أنا خائفة لأن قلبي يدُّق بعنف فأنا أخاف التجمعات .. ولكن لا بُد من ذلك فأنا وريثة عمي وأبي.”
أغلفت دفتر مذكراتها متنهدة بعمق وبدأت تستعد لتلك الحفلة وحرصت على أن تكون أنيقة حتى القناع الذي سترتديه سيصرخ من الأناقة أيضًا.
في المساء:
كان فيليب يرتدي حُلة سوداء تُظهر أناقته وجاذبيته كرجل ستيني ولكنه يبدو كرجل أربعيني بسبب جسده القوي فقط ما يُظهر أنه عجوز هو شعره الأبيض الذي به بعض الخصلات السوداء، أمسك بقناعه الأسود الذي يخفي وجهه بالكامل وقام بارتداءه واستعد للخروج من غرفته ليتابع حضور الضيوف والذين جميعهم يرتدون أقنعة ولم يكونوا جميعهم رجالًا فقط بل نساءًا أنيقاتٍ أيضًا من مختلف الجنسيات، جميع من بالقاعة ملامحهم مبهمة بالنسبة لغيرهم ولكن ملامحهم معروفة بالنسبة لفيليب فهو يعرف هوية جميع من بالقاعة .. كل شخص له علامة مميزة يعرفهم بها.. كان الجميع يتوافد لداخل القصر ويشربون مشروباتهم التي يطلبونها وكان يتابعهم فيليب بعينيه ويقف خلفه رجاله .. دخل القصر بحُلته السوداء الرائعة المتناسقة على جسده كليًا وهو يرتدي قِناعًا أسود يُخفِي نِصف وجهه اقترب من الجَمعِ عندما أشار لهم رجل ذو شعرٍ أبيض يقف على بداية درج كبير في القاعة يرتدي قناعًا أسود يٌخفي وجهه بالكامل ..
الحوار مترجم من الإنجليزية إلى العربية:
– سيداتي وسادتي .. مرحبًا بكم في الإجتماع المنتظر.
في تلك اللحظة تقابلت نظرات فيليب مع جواد الذي عقِد حاجبيه .. طالت النظرات بينهما لعدة لحظات ولكن استأنف فيليب حديثه بالمخططات القادمة الخاصة بالمافيا الروسية والتي تشمل جميع عمليات الإجرام على مستوى العالم من تجارة بالأعضاء والدعارة و الأسلحة والمخدرات وإلخ…
– جميعكم هُنا ضيوفي وأعزاءٌ على قلبي، وكل شخص في هذه القاعة له مكانةٌ قويةٌ في بلده وأنا أثقُ تمامًا بأننا سنحقق مانريد في الفترات القادمة بل سننتشر أكثر وأكثر، ومهماتكم ستُرسل كما هي ككُل مرة ولا يوجد تغييرٌ في ذلك، وبالطبع تتساءلون لماذا الجميع يرتدي أقنعة، لأنني أريد الحفاظ على هوياتكم، أريد نجاحًا باهرًا للمافيا الروسية والتي ستكون قريبًا عالمية والآن لتبدأ الحفلة.
بدأت الموسيقى وأصبح الجميع يتراقص ويشربون كل ماهو مُحرم، أما جواد كان يشعر بالإشمئزاز مما يحدث حوله يريد في الوقت الحالي أن يجد زوجته ووالدته، اقتربت نحو عمها تضمه بابتسامة جميلة، انتبه جواد لتلك الفتاة التي اقتربت من الرجل الذي كان يتحدث منذ قليل، كانت ترتدي ثوبًا أبيض مصنوعًا من الستان بدون أكمام وترتدي قناعًا أبيض يخفي نصف وجهها على شكل فراشة، انتبه عندما نزل للأسفل وهو ممسكًا بيدها .. ظل جواد يراقبه كالصقر وهو يقف جانبًا طوال الحفل ولم ينتبه لماتيوس الذي يرتدي قناعًا ذو لونٍ أزرقٍ ويتحكم في ذاته بصعوبة لمنع نفسه من قتل جواد لكي لا يُكشَف.
كان فيليب يراقص صُوفيا والتي كانت سعيدة وتشعر أنها حُرة فهي دائمًا ترى حريتها في الرقص.
كان الحفل موسيقاه صاخبة .. كل ما يُرى صورة للأشخاص الموجودين به وضحكات منسجمة .. انتبه فيليب عندما أرادت سيدة ما الرقص معه وسمحت له صوفيا بالرقص معها، التفتت للخلف وكادت أن تذهب لتشرب بعض المياة ولكنها اصطدمت بمن كان يقف خلفها، كان شابًا ذو بنية عضلية قوية عيناه سوداوتان كالصقر نظراته تحكي حكاية لن تُروى أبدًا يبدو على هيئته القوة والغموض .. كانت نظراته لها قوية على الرغم من لين ملامحه .. أردفت بالروسية:
– أعتذر لم أكن أقصد الإصطدام بك.
أردف جواد بعدم فهم من لغتها وتحدث الإنجليزية:
– أستميحكِ عُذرًا؟ ماذا تقولين لم أفهم شيء.
ابتسمت الفتاة وتحدثت بمثل لغته:
– أنت إنجليزي؟ رائع.
ولكنه لم يبدِ أي رد فعل لأنه لم يسمعها بسبب صخب الموسيقى ولم يتحدث .. حمحمت الفتاة وحاولت أن تغير نبرة صوتها لدرجة عالية قليلًا لكي يسمعها:
– أعتذر لم أكن أقصد أن أصطدم بك.
صمت جواد قليلًا وهو ينظر في عمق عينيها أما هي فقد تعجبت نظراته تلك ولكنه أردف بصوت رخيم جذاب:
– في الواقع أنا من تعمدت أن أقف خلفك.
ابتلعت صوفيا بتوتر ولكنها لم تستطع أن تتحدث، تغيرت الموسيقى بالقاعة وأردف جواد بهدوء:
– هل تسمحين لي بتلك الرقصة؟
تريد أن ترفض ولكنها تشعر بدقات قلبها القوية التي تخبرها بأن لا ترفض .. إن قلبها يخبرها أن ترقص معه وتتركه يطلق العنان لها، هزت رأسها له في توتر، أمسك بيدها يقبلها برقة تحت أعين فيليب الذي يتابع ما يحدث بهدوء مُبالغٌ فيه .. واقترب نحو ساحة الرقص، وضع يده على خصرها يقربها نحوه ووضع مقدمة رأسه على خاصتها ليسمحا للأعين بالتحدث .. داعب خصلة من شعرها الأسود كانت موجودة قرب وجهها .. كانت تتنفس بسرعة من توترها بسبب حركاته البسيطة تلك والتي تجعل قلبها ينتفض، يكفي لمساته لها وهما يتراقصان ولكنهما لم يكونا يتراقصان فعليا بل كانا قريبين فقط يتحركان حركاتٍ بسيطة .. أعينهما كانت تتحدث بالكثير من علامات الإستفهام تحت أقنعتهما.
رفع جواد يديه من فوق خصرها ووضعها على كتفها يلتمسهما برقة وهما يتحركان ببطئ وهدوءٍ في القاعة .. أما هي فقد شعرت بأنها قد نسيت كل دروس الرقص التي تعلمتها في الآونة الأخيرة وهي بين يديه القويتين تلك، ظلا هكذا متناغمين في الرقص بهدوء متناسيان العالم حولهما ومع قُربَ إنتهاء رقصتهما، أمسك جواد بيدها بقوة وسحبها خلفه يبتعد بها عن ساحة الرقص حتى أصبحا في شرفة القاعة، قربها نحوه لدرجة الالتصاق وظلا ينظران لبعضهما بأعينٍ تلمع ولهفة واضحة في أعينهما، ظلا هكذا ثابتين في مكانهما رفع جواد يديه ببطئ نحو قناعها يريد إزالته ولكن قاطعه صوته:
فيليب بإبتسامة:
– إنني محظوظٌ كثيرًا، أرى أنكما قد تقابلتما لقد وفرتما علي عناء لقائكما ببعض.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثأر الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *