رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثمانون 80 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثمانون 80 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثمانون
رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثمانون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثمانون
نبثُّ إِليكَ ربَّ العالمينا،
وَإِنك عالمٌ ما قَد لَقينا،
تقاطِعُنا الملاحُ وَقَد وَصَلنا،
وَيُبقينا الغَرامُ وَقَد فَنينا،
إِلى كَم لا يراع الحُبُّ عَنّا،
وَكَم ذا تحكمُ الأَلحاظُ فينا،
وَما خَوفٌ وَلا جَزَعٌ سِوى أَن،
يَبعِّدَنا الهَوى دُنيا وَدينا.
_حسن حسني الطويراني.
____________________
لقد خاضَ الفارس النبيل معا’ركه، لطالما أنتصـ.ـر، ولطالما طلب الإنسحا’ب لوقتٍ قصير، ولكنهُ لم يعلم طعم الخسا’رة يومًا، أعتاد على القـ.ـلق، والحيرة، والتوتر، ولكنهُ لم يعلن أستسلامه أو خسا’رته أمام أحد، وأمامها وأمام عيناها وأعلن أستسلامه بشكلٍ مباشر وصريح، هكذا كانت هي، وهكذا كان هو؛ هي الحر’بُ التي طالَت أمدها وحا’رب هو فيها، وهو الفارس النبيل الذي رفض الاستسلام أمامها قط حتى أعلن فوزه أمامها..
<“عاشقٌ ولهان بالكُحل مفتو’نٌ، وهي صاحبة فـ.ـتنته.”>
منذ ما يُقارب الرُبع ساعة وهو يقف أمامها مباشرةً ممسكًا بقلم الكُحل يقوم برسم عينيها الفيروزية بهِ، يُمرره برفقٍ ودِقة وكأنه يقوم برسم لوحةٌ فنية يخـ.ـشىٰ إفسا’دها دون أن ينتبه، كانت تزفر بين الفينة والأخرى فقد سَئِـ.ـمَت مِن هذا الوضع ولذلك قالت بنبرةٍ حا’دة:
_في إيه يا “ليل” كُلّ دا بتحُطلي كُحل مش معقولة أنا ضهري و’جعني.
لم يجاوبها وظل كما هو يقوم بإخراج إبداعه وفنه حتى أبتعد عنها بعد القليل مِن الوقت ينظر إلى عينيها مباشرةً هُنَيْهة ثمّ غمز لها بعينُه بمـ.ـكرٍ قائلًا:
_يمين بالله أحلى مِن الموناليزا، دا أنا فنان مفيش مِنُه ٢ عالمجرة.
نظرت لهُ ساخرة وهي تبتسم بزاوية فَمِها لينظر هو لها هُنَيْهة ثمّ قام بإدارتها نحو المرآة وهو يهمس لها بجوار أُذُنها وبصره مثبتًا على إنعكاس صورتها بها:
_بذمتك فنان أنا ولا مش فنان، عيون غزلان.
أبتسمت “روزي” وأصا’بتها الدهشة حينما رأت كيف أصبحت عينيها بعد أن قام “ليل” برسمهما بالكُحل، ألتفتت تنظر لهُ مبتسمة الوجه وهي تقول بعدم تصديق:
_أنا بجد مش مصدقة اللي عيني شيفاه دا، “ليل” أنتَ أزاي بجد عملت كدا.
أبتسم هو في هذه اللحظة ثمّ أقترب مِنها يُلثم خَدِّها قبّلة حنونة ثمّ قال بنبرةٍ هادئة:
_طالما الغزالة رايقة يبقى هتستلمي مِني أحلى شُغل، عجبتك.
_أوي.
جاوبته بحماسٍ شـ.ـديد وهي تعود للنظر إلى نفسها بوجهٍ مبتسم، حاوطها هو بذراعيه يضمها وهو ينظر إلى وجهها الذي أعترف أنَّهُ أجمل وجهٍ رآه في حياته هُنَيْهة ثمّ قال بنبرةٍ هادئة:
_القسمة متعادلة بينا، “رائد” طالع شبهي أوي، كُلّ ما بشوفه بفتكر نَفسي وأنا صغير، ولمَ بشوف “رودينا” بشوفك وأنتِ صغيرة، كُنْت تشوفيني تضحكي وتستنيني ألاعبك، لسه فاكر كُلّ تفصيلة ليكي، كانت خالتي “بيسـان” تتبسط لمَ أجي وأفضل ألاعبك وأهتم بيكي، كُنْتي تعيطي مسافة ما أبعد، وأول ما أقرّب تضحكي وكأنك أسعد واحدة، دلوقتي الزمن بيعيد نفسُه تاني وبشوف نفسنا فيهم، بس دا ميمنعش إننا أحلى وقصتنا بدأت مِن وإحنا أطفال صغيرة.
أتسعت بسمتُها على ثَغْرها بعد أن أستمعت إلى حديثه الذي أسعدها بكُلّ تأكيد وأعاد إليها ذكريات الماضي والطفولة بمراحلها حتى حياة الجامعة وتلاشت بسمتُها فجأةً مِمَّ جعلهُ يتعجب ويسألها قائلًا:
_مالك؟ قلبتي مرَّة واحدة كدا ليه إيه اللي حصل؟.
نظرت لهُ في هذه اللحظة ترى التعجُب باديًا على تعبيرات وجهه ولذلك جاوبته بنبرةٍ تملؤها الضيـ.ـق قائلة:
_ما عدا حياة الجامعة، كُلّ ما بفتكر بيتعـ.ـكنن عليا ومبحبش أفتكر الفترة دي.
تَفَهَّم مغزى حديثها ولذلك أبتسم مرَّةٍ أخرى بسمةٌ حنونة ثمّ جاوبها بنبرةٍ هادئة ورخيمة قائلًا:
_عارف إنك مبتحبيش الفترة دي عشان اللي حصل فيها مكانش قليل عليكي وحقك تضا’يقي، بس دا كان إختبار لينا سوى، أنتِ صبرتي عليا كتير وأتحملتيني كتير أوي وأنا كُنْت كُلّ مدى بتمادى بس كان غصب عنّي مقصدتش ولا كان بإيدي، بس دلوقتي إحنا حياتنا بقت حلوة وبقينا مع بعض وحققنا أحلامنا مع بعض وبقى عندنا طفلين حلوين يملوا علينا حياتنا، أنا عُمري ما كر’هتك يا “روزي” بالعكس أنا كُلّ مدى حُبّي ليكي بيزيد، خلينا ننسى الفترة دي كأنها محصلتش ونبُص مع بعض على حياتنا دلوقتي، عشان بنعيشها مع بعض بالشكل اللي رسمته.
أنهى حديثه وهو يقترب مِنها يُلثم خَدِّها بقبّلة حنونة ثمّ شـ.ـد مِن عناقه لها واضعًا رأسه على كتفها ينعم بلذة تلك اللحظة وهدوءها الذي أفتقده ولا يعلم متى آخر مرَّة شعر بهِ، بينما هي فقد أكتفت ببسمةٌ هادئة وحنونة وهي تهمس لهُ قائلة:
_عندك حق، خلينا نشوف الحاضر أحسن، عشان هو اللي كُنْا بنتمناه فالماضي.
نظرت إلى إنعكاس صورتهما في المرآة وهي تبتسم، فقد كان محقًا بشأن ذلك، تلك هي أحلامهما التي كانا يتمنان تحقيقها، وها هما معًا، رِفقة بعضهما، ولديهما طفلين رائعين كذلك يجعلان حياتهما سعيدة، هذا كان الحُلم، وتلك كانت الحقيقة.
___________________
<“لحظةٌ ليست عابرة مُحمَّلة بالفرحِ.”>
لحظةٌ ليست بعابرة مُحمَّلة بالفرحِ والسرور، تزور منزلهم الدافء وتُريح القلوب وتترك أثرها في قلوبهم، هكذا كان منزل العائلة..
كان “فادي” يقف أمام المرآة بعد مرور ستة أشهرٍ على شفا’ؤه، يبتسم بسعادةٍ كبيرة وعيناه تلمعان ببريقٍ سا’حر، ينظر إلى خصلاته البرتقالية التي عادت تنمو مِن جديد بسعادةٍ كبيرة وجـ.ـسده الذي بدأ يستعيد عافيته مرَّةٍ أخرى، وَلَجَت “فيـروز” في هذه اللحظة وأغلقت الباب خلفها ثمّ أتجهت إلى خزانة الملابس كي تُخرج ملابس نظيفة ترتديها..
ولكن فجأة شَعَرت بجسـ.ـدها يُرفع قليلًا عن الأرض ويدور، هكذا فاجئها “فادي” حينما أقترب مِنها بخطى هادئة حتى لا تشعُر بهِ وفجأة جذ’بها برفقٍ نحوه وحملها بخفةٍ ودار بها بسعادةٍ كبيرة، توقف بعد ثوانٍ معدودة ثمّ أنزلها وهو ينظر لها بوجهٍ مبتسم مشرق، طالعتهُ هي هُنَيْهة تُحاول استيعاب ما يحدث لتسمعه يقول بنبرةٍ فرحة وهو ينز’ع قبعته عن رأسه:
_لقد عاد صاحب الخصلات البرتقالية يا فتاة بعد رحلة طالَ أمدها.
نظرت هي إلى خصلاته التي بالفعل بدأت تنمو منذ شهرين ترى عودة حبيبها إليها مِن جديد، لا كيما’ويات، لا حزن، لا أ’لم، لا خو’ف، فقط السعادة والراحة حاضرة، علت البسمةُ ثَغْرها وترقرق الدمع في المُقل لتُعانقه هي هذه المرَّة بسعادةٍ طاغية، طو’قت ذراعيها حول عُنُقه وشـ.ـددت مِن ضمتها لهُ وكأنها تؤكد لنفسها أنَّهُ بالفعل قد عاد، بينما حاوطها هو بذراعيه مبتسم الوجه دون أن ينطق بحرفٍ آخر فقط تاركًا نفسُه إليها، تلك المرحلة كانا يظنان أنها بعيدة كُلّ البُعد عنهما، ولكن في لحظة خا’طفة كانت أقرب إليهم أكثر مِمَّ ظنا..
_الحلم بقى حقيقة يا “فادي”، بقى واقع ملمو’س أخيرًا.
همست لهُ تُحاول كبـ.ـح عبراتها والانخر’اط في وصلة بُكاء لن تتوقف إلا بعد سويعاتٍ، وعن “فادي” فقد أبتسم بسمةٌ حنونة ومسح بكفه على ظهرها برفقٍ وهو يجاوبها بنبرةٍ هادئة:
_كان عندي يقين كبير بربنا إن الحلم هيكون واقع، ربنا كبير يا “فيـروز”، لا تيأسوا مِن رحمة الله، أنتِ على طول بتقوليهالي، يقيني كان كبير فربنا وعارف إن مفيش حاجة مستحيلة على ربنا، الحمدلله إننا وصلنا للمرحلة دي بسرعة ومطولناش أكتر مِن كدا.
أبتعدت قليلًا عنهُ تنظر إلى وجهه المحبب لها ترى الحياة قد عادت لهُ مجددًا وقد أُزهِرَت بساتين الورود في عينيه التي كانت تنطق بالحياة، رَفَعَ كفه الأيمن يُزيل عبراتها مِن على صفحة وجهها بحنوٍ وهو يقول بنبرةٍ خافتة وهادئة:
_مش عايز أشوف الدموع دي تاني، كفايانا عياط وو’جع، عايز كُلّ اللي جاي فرحة وبس، عايز الضحكة متفا’رقش وشنا تاني، عايز أرجع أمارس حياتي بشكل طبيعي، مِن غير و’جع، مِن غير جُر’عة كيما’وي، مِن غير خو’فك عليا طول الوقت، مِن غير تعـ.ـبك وسهرك جنبي الليل كُلّه وأنتِ بترعيني، عايز ابدأ مِن أول وجديد معاكي، نبني حياتنا ونحقق أحلامنا، وتبقي شطورة وبتسمعي الكلام ونجيب خَمَس عيال زي ما أتفقنا.
أنهى حديثه وهو ينظر لها نظرةٌ ما’كرة، بينما كانت البسمةُ ترتسم على ثَغْرها وهي تنظر لهُ حتى سَمِعَت هذا العدد الذي يُخبرها أنهما قد أتفقا عليه سويًا، تبدلت تعبيرات وجهها فجأةً وتلاشت بسمتُها الجميلة وحلَّت الصدمة مكانها، أراد أن يضحك عاليًا حينما رأى ردة فعلها تلك ولكنهُ تماسك أمامها ولم يمـ.ـنع نفسُه مِن الإبتسام قائلًا بنبرةٍ هادئة لم تخلو مِن المـ.ـكر:
_إيه يا حياتي مالك أتخـ.ـضيتي ليه كدا؟ أنا عند وعدي وهنـ.ـفذ الاتفاق مبحبش أخـ.ـلف بوعدي وأنتِ عارفة.
فرغ فاهها بصدمةٍ حقيقية وهي تُطَالْعَهُ بذهولٍ ودهشة لتقول بعد هُنَيْهة:
_إحنا أتفقنا على الكلام دا؟ أمتى أنا مفتكرش إننا أتفقنا.
جاوبها بنبرةٍ هادئة وهو يسير بإبهامه على بشرة وجهها الناعمة ينظر لها مبتسم الوجه قائلًا بنبرةٍ هادئة ما’كرة:
_مِن قيمة ٩ شهور كدا، أتفقنا إننا هنجيب عيال كتير عشان أنا بحب العزوة وجَو العيلة وأنتِ ساعتها قولتيلي حاضر يا حبيبي تخـ.ـف بالسلامة الأول وبعدين نفكر.
أزدادت صدمتها ور’مته نظرةٍ غير مصدقة وهي تعود بذاكرتها إلى الخلف تُحاول تذكُر إن كان بينهما أتفا’قية بذلك أو وعودٌ تناستها، وعنهُ فقد كان يُرا’قبها بمـ.ـكرٍ والبسمةُ مازالت لم تُفا’رق ثَغْره ليقترب مِنها قليلًا وهو يقول بنبرةٍ خـ.ـبيثة:
_مش محتاجة تفتكري يا “فيـروزي” أنا فاكر كُلّ حاجة يا حياتي خصوصًا لو واعدك بحاجة.
أرسل عقلها في هذه اللحظة إنذ’ارًا بالخطـ.ـر إلى جميع أعضا’ء جسـ.ـدها ولذلك كان ردها حاضرًا حينما د’فعتهُ برفقٍ بعيدًا عنها ثمّ عادت إلى الخلف وهي تنظر لهُ بخو’فٍ مِن هذه الفكرة المر’عبة فلا تتخيَّل أن تكون أمًّا لخمسة أطفالٍ فبالتأكيد ستفقـ.ـد عقلها، رأته بدأ يقترب مِنها بخطى هادئة مجددًا لترفع هي سبابتها في وجهه وهي تحذ’ره بعدم الإقتراب قائلة:
_إسمع إياك تقرّب، أنا مش فاكرة إني وعدتك بكدا وحتى لو وعدتك أنا مش أرنبة عشان أجيب ٥، أنا شا’يلة هـ.ـم واحد بالعافية ومش عارفة هتصرف أزاي معاه لمَ يبدأ يكبر، وأنتَ تيجي تقولي ٥ لا يا حبيبي أنا مش مسـ.ـتغنية لا عن صحتي ولا عن عقلي اللي هيسـ.ـف بسببهم هو بكبيرك عيلين وشكرًا على كدا لسه فيه حاجات تانية والموضوع هيوسع مِننا لمَ يبدأ يكبر … “فادي” أرجوك شيل فكرة الخمسة دول مِن راسك.
أنهت حديثها وهي تتو’سله، فهي غيرُ مستعدة لخوض تجربة مجـ.ـنونة كتلك كما وصفتها، وعن “فادي” فكان مازال يقترب مِنها والبسمةُ الخـ.ـبيثة ترتسم على ثَغْره ليجاوبها بنبرةٍ هادئة أصا’بت الريب بها حينما قال:
_لا متخا’فيش أنا موجود أهو هروح فين يعني، عايزين عزوة “فيـروز” فكري فيها براحة هتلاقيني عندي حق.
أكملت إبتعادها عنهُ ولم تنتظر أن تُفكر ولو لثانية واحدة أخرى ولذلك أعطاها العقل شارة التنفيـ.ـذ، أستعدت للركض هر’بًا مِنْهُ ولكن في نفس الوقت شَعَرت بذراعيه يحاوطانها وهو يقول بنبرةٍ ما’كرة:
_شوفتي أنا حافظك إزاي وعارف إنك هتجري وإحتمال مترجعيش، أنا كُلّ اللي طلبته ٥ عيال بس !!.
_فالجنة إن شاء الله يا حبيبي، قال ٥ قال، حد قالك إني أرنبة ولا عندي فراغ، عشم إبليـ.ـس فالجنة مش هيحصل.
جاوبته وهي تُعا’نده كعادتها ولذلك أضطـ ـر إلى أن يلـ.ـجأ للتهد’يد، نظرت لهُ “فيـروز” بطر’ف عينها ثمّ لم تتردد وأطـ.ـلقت صر’خة عالية صغيرة ثمّ أختـ.ـفى صوتها بفعل كفه الذي وُضع على فَمِها يمـ.ـنعها مِن هذا الفعل المتهو’ر، نظر لها وقبل أن يتحدث جاءهما طرقات عالية بعض الشيء على باب غرفتهما تليها صوت “مُـعاذ” الذي قال بنبرةٍ هادئة ومتوترة بعض الشيء حينما وصله صر’اخ “فيـروز”:
_في حاجة يا “فادي”؟.
نظر لها “فادي” في هذه اللحظة نظرةٍ ذات معنى ثمّ طبـ.ـق على أسنانه بغيـ.ـظٍ شـ.ـديد مِنها وهمس قائلًا:
_عاجبك كدا؟.
وفورًا نَفَىٰ “فادي” قول أبيه حينما قال بنبرةٍ عالية بعض الشيء:
_لا يا بابا مفيش حاجة، دا صوت التلفزيون بس عالي شوية.
نظرت إليه “فيـروز” نظرةٍ ذات معنى وحا’دة بعض الشيء ليأتي جواب “مُـعاذ” الذي جعلها مصدومة لا تقدر على استيعا’ب شيءٍ بعدها:
_طب أهدى وخـ.ـف شوية، بلاش فضا’يح.
جحـ.ـظت عينان “فيـروز” بصدمةٍ حقيقية وهي تنظر إلى الفراغ بعد أن وصلها قول “مُـعاذ”، نظر “فادي” لها في هذه اللحظة يرى صدمتها باديةٌ على معالم وجهها ولذلك قال بنبرةٍ هادئة:
_أنتِ اللي جبتيه لنفسك عشان تتهو’ري بعد كدا حلو.
نظرت لهُ في هذه اللحظة بعد أن أبعد كفه عن فَمِها ليبتسم هو دون أن يتحدث ثمّ عاد إلى طاولة الزينة يُكمل ما كان يفعله تاركًا إياها في صدمتها، شَعَرت بالحر’ج وفكرت قليلًا بينها وبين نَفسها لتجد أنها تسرعت قليلًا في ردة فعلها وأن “فادي” مُحق فيما قاله قبل ثوانٍ، أطـ.ـلقت زفيرة هادئة ثمّ سـ.ـقط بصرها على هذا الملف الذي وصلها باكرًا وأخـ.ـفته عن عيناه حتى لا يعلم عنهُ شيئًا..
فكرت قليلًا ثمّ نظرت إلى “فادي” الذي كان يقف أمام المرآة وهو يدندن لتُقرر ما ستفعله أخيرًا بهِ، اقتربت مِنْهُ بخطى هادئة حتى وقفت بجواره ووضعت رأسها على كتفه قائلة:
_”فادي”، لو ربنا كرمنا فيوم مِن الأيام وجالنا بيبي حلو كدا شعورك هيكون إيه.
توقفت يَداه في هذه اللحظة عن ما كانت تفعله هُنَيْهة بعد أن فاجئته “فيـروز” بقولها، لحظات فيها رأى نفسُه كيف سيكون شعوره حينما يكون صغيره بين يَديه هُنَيْهة، بينما كانت “فيـروز” تُرا’قبه بوجهٍ مبتسم ترى كيف تبدلت تعبيرات وجهه حينها لتعلم أنَّ هذه اللحظة تكون لذيذة خصيصًا حينما يبدأ عقلُه في التخيُل وعيش تلك اللحظات، هُنَيْهة ونظر لها بعد أن صمت لوقتٍ قصير قبل أن يُجيبُها ليأتي قوله الهادئ حينها:
_هكون أسعد إنسان وقتها وأكتر حد هيحبه، وأكتر حد هيخا’ف عليه، هيكون عَوَضي عن أي فترة و’حشة سابت أثرها جوايا، كُلّ ما هفتكر الفترة دي وأفتكر و’جعها ييجي هو فلحظة ينسيني كُلّ و’جع وكُلّ دمعة، هيكون أحلى حاجة فحياتي يا “فيـروز”.
أطلـ.ـقت زفيرة هادئة بعد أن أستمعت إلى حديثه الذي ترك أثره على قلبها الذي كان شاهدًا على كُلّ لحظة في تلك الفترة العـ.ـصيبة التي مرّوا بها، ظهرت لمعةٌ تُغلف عينيها بعد أن نظرت لهُ مبتسمة الوجه هُنَيْهة ثمّ أمسكت بكفه الأيسر ووضعته على بطنها تزامنًا مع قولها الهادئ ونبرة صوتها المتأثرة:
_عَوَضك جه فعلًا يا “فادي”.
أكتفت بتلك الكلمات البسيطة التي تركت أثرها على وجهه ونظرة عيناه التي تحوّلت إلى الصدمة والذهول، فاجئته وبشـ.ـدة فهو فقط كان يُخبرها عن شعوره لأنها مَن بدأت وسألت، ولكن لم يكُن يعلم أنها بالفعل ستُكافئه بهذه السرعة وتخبره أنَّ ما تمناه قد تحقق بالفعل، بينما كانت “فيـروز” تُتابعه مبتسمة الوجه تنتظر ردًا مِنْهُ على ما قالته، تعلم أنَّها مفاجأة ليست في الحُسبان ولكن تلك هي الحقيقة..
_”فيـروز”، “فيـروز” عشان خاطري متختبرنيش فدي بالذات، أنا آه همو’ت وأسمعها بس بالله عليكي لو هزار بلاش.
همس لها را’جيًا بعدما ترقرق الدمع في المُقل واضطـ.ـربت وتيرة أنفاسه، ليس مستعدًا لسماعها تُخبره أنَّها كانت فقط مجرد مزحة، ولكن رأى بسمتُها تتسع على ثَغْرها أكثر تزامنًا مع قولها الهامس:
_صدقني مش بهزر، ومستحيـ.ـل أهزر معاك فحاجة زي دي، أنا حامل بجد، عملت التحاليل مع ماما وطلعت لو مش مصدقني أسألها وهتجاوبك.
بالتأكيد هي تمزح معهُ، كيف سيلـ.ـجأ لآخرٍ غيرها ليؤكد لهُ صحة حديثها، هو يثق بها بشـ.ـدة ويعلم متى تمزح ومتى تتحدث بجدية، والآن كانت أكثر صدقًا عن المرات السابقة كُلّها، لم ينتظر وضمها إلى د’فء أحضانه وهو يُكا’فح نفسُه حتى لا يبكي، شـ.ـد مِن ضمته إليها برفقٍ وبدأت عَبراته بالسقو’ط على صفحة وجهه غيرُ مصدقٍ لِمَ تلقاه قبل قليل، سيُحققا أحلامهما الور’دية أخيرًا وستبدأ عائلتهما الصغيرة تنمـ.ـو..
و’قع الخبر على سَمعه كان ذو أثرٍ قو’ي، كانت مفاجأة مدو’ية وليست في الحُسبان فقد ظن الفتى أنَّهُ سيظل تا’ئهٍ بين الغُرباء ضا’لًا وطنه الحبيب، ولكن الضا’ل سيعود حتى ولو بعد مئة عامٍ، حاوطته هي بذراعيها تضمه مبتسمة الوجه وعبراتها بدأت تسـ.ـقط على صفحة وجهها بسعادةٍ كبرى، لم يجد الكلمات المناسبة كي يبوح بها إليها، لم يعلم كيف يُخبرها أنَّهُ الآن سعيدًا وبشـ.ـدة، يكاد يقفز ويصر’خ بفرحةٍ عا’رمة ويُخبر الجميع أنَّهُ أسعد إنسانٍ على وجه الأرض..
_مش عارف أعبَّر عن فرحتي بالكلام يا “فيـروز”، بس عايزك تعرفي إني أسعد واحد دلوقتي بالخبر الحلو دا.
هكذا أخبرها بنبرةٍ هادئة للغا’ية مضطـ.ـربة ليشعر بكفها الذي مسح على ظهره برفقٍ وهي تجاوبه قائلة بنبرةٍ هادئة:
_عارفة يا حبيبي، مش هتعرفني عليك لأول مرَّة يعني يا “فادي”، أنا عارفة إنك مبسوط دلوقتي وطا’ير مِن الفرحة كمان.
منحها قبّلة هادئة على رأسها وكأنه يشكُرها على ثقتها بهِ ومعرفتها إليهِ بهذه الطريقة التي لا يعلمه بها أحدٌ غيرها، بينما كانت هي سعيدة وبشـ.ـدة وشكرت ربها بداخلها، فبعد ما مرّوا بهِ ورأوه كان هذا الصغير الذي أطرأ عليهم بوجوده المكافأة العظيمة لكليهما.
___________________
<“صر’خةٌ واحدة فقط، كانت بدايةٍ لحياة جديدة.”>
كان “حافـظ” يجلس في غرفته وحيدًا بعد أن هاتفهُ “ليل” الجد وأخبره أنَّهُ سيأتي لهُ في المساء حتى يجلس معهُ قليلًا، كان الهدوء يُغلف المكان حتى جاءه طرقات خفيفة على باب الغرفة، سَمَحَ للطارق بالولوج ليرى الوافد كان حفيده الحبيب الذي منحهُ بسمةٌ هادئة وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
_مساءو يا حر’اق.
أبتسم “حافـظ” لهُ ولا’نت معالم وجهه أكثر حينما رأى “هنـد” معهُ ليقول بنبرةٍ هادئة مُرحبًا بهما:
_المكان نوَّر واللهِ.
وبعد أن رحب بهما بحفاوة جلس “سعيـد” بجوار “هنـد” التي كانت في شهورها الأخيرة لينظر لهما “حافـظ” مبتسم الوجه قائلًا:
_بسم الله ما شاء الله، هانت يا “هنـد” خلاص أستني شوية كمان.
أبتسمت “هنـد” لهُ وجاوبته بنبرةٍ هادئة قائلة:
_مستنية واللهِ يا عمو “حافـظ” بس مبقتش قا’درة بجد الموضوع صعـ.ـب أوي.
أبتسم “حافـظ” لها ثمّ قال بنبرةٍ هادئة:
_زمان لمَ كانت حماتك الله يرحمها حامل فـ “سعيـد” كانت زيك كدا، بس هي كانت خو’افة حبتين كُلّ شوية تقعد تعيط وتقولي خا’يفة أوي بس طبعًا أبني كان حنين حبتين فكان يفضل معاها طول الليل كأنها طفلة صغيرة.
أبتسمت “هنـد” عندما أستمعت إلى حديثه وتلقائيًا نظرت إلى “سعيـد” دون أن تتحدث، بينما شَعَر هو بنظرتها نحوه ولذلك أبتسم وقال ضاحكًا:
_وار’ث چيناته أنا عارف أنتِ عايزة تقولي إيه.
تحدث “حافـظ” في هذه اللحظة وهو يوّجه حديثه إلى حفيده قائلًا مبتسم الوجه:
_أنتَ نُسخة مصغرة مِنُه يا “سعيـد”.
أتسعت بسمةُ “سعيـد” على ثَغْره وجاوبه بنبرةٍ غمرتها السعادة:
_لازم أبقى نُسخة مِنُه يا جدي طبعًا مش محتاجة.
علت الضحكات الخفيفة في المكان ثمّ جاء بعدها قول “سعيـد” الجاد موّجهًا حديثه لهُ:
_جدي عايزك تصارحني، روحتلهم ليه؟.
كان يعلم “حافـظ” أنَّهُ سيسأله هذا السؤال الذي كان سيأتي في أيا لحظة فمجيء “سعيـد” ليس مِن فراغ، أطلـ.ـق “حافـظ” زفيرة هادئة ثمّ جاوبه بنبرةٍ هادئة وقال:
_عشان شوفتك فالليلة دي منها’ر وعمال تعيط فحُضنها، لمَ روحتلهم مِن ورايا ومقولتليش حاجة وخدت “هنـد” معاك، أنا عايز أعرف أنتَ كُنْت بتفكر أزاي، بعد اللي حصل دا كُلّه أديتهم الأمان يا “سعيـد” وخدتها وروحت !!.
_جدي أنتَ متعرفش حاجة ضغـ.ـطوا عليا وأصر’وا إني أخُد “هنـد” معايا، وبعدين أنا مستحيـ.ـل هديهم الأمان تاني أنا مش ناسي اللي حصل زمان ولا هنسىٰ، أنا أديتهم اللي فيه النصيب وخدتها ومشيت.
جاوبه “سعيـد” بنبرةٍ حا’دة بعد أن وقف أمام جده وجهًا لوجه يرُد عليهِ ويُخبره ما كان يحدث وما كان سيحدث، تلقى الجواب مِن “حافـظ” الذي قال بنبرةٍ جادة:
_أيًا كان يا “سعيـد” اللي هما قالوه أنتَ غـ.ـلطت لمَ روحتلهم وأنتَ عارفهم، دول شوية شيا’طين ملهومش أمان أنا نَفسي متبر’ي مِنهم مِن زمان، مِن ساعة حا’دثة أبوك وأمّك وأنا قا’طع معاهم ومستحيـ.ـل يكون في حاجة تر’بُطني بيهم مِن بعدها، أنا لو كُنْت أعرف إنك هتعمل العملة السو’دة دي كُنْت مـ.ـنعتك ساعتها، يا ابني لو مش خا’يف على نَفسك مِنهم خا’ف على مراتك، خا’ف على أبنك، دول إيديهم طا’يلة أسمع مِني ولو عمك خد ساعتها إعد’ام فدا مسيره يكون زيُه، هما مش حابين “هنـد” ولا قابلين بيها زي ما عملوا مع أمّك دول ليهم دماغ تانية لوحدهم، ولو أنا مروحتش ساعتها وفوقتهم كانوا تماد’وا أكتر ولا إيه يا “هنـد”؟.
سألها في نهاية حديثه وهو ينظر لها بعد أن أتخذ الجدية والصرامة طريقًا أمام حفيده الذي كان مازال يُعا’ند، تلقى موافقتها في الحال حينما قالت بنبرةٍ هادئة:
_عمو “حافـظ” عنده حق يا “سعيـد”، اللي سمعته مِنك ومِنُه مكانش قليل ودول فعلًا ناس مش كويسة، حتى باين على وشوشهم، أنا خو’فت ساعتها كُلّهم عنيهم كانت على بـ.ـطني وخصوصًا السـ.ـت الكبيرة وأبنها نظراتهم كانت تخو’ف وأنا غصـ.ـب عنّي خو’فت، بس “سعيـد” وقتها كان موجود يعني كُنْت مطمنة شوية … أنا معرفش ليه بيعملوا كدا وعايزين إيه وهيستفادوا إيه بس هما وقتها ضغـ.ـطوا عليه وأنا كُنْت معاه، هو كلمه وأداه كلمتين وقفـ.ـل مداش فرصة لـ “سعيـد” يرد عليه حتى هو وقتها كان مذهول وأنا معاه، “سعيـد” راح وهو عارف إنك هتعرف واحتمال متسا’محهوش وتزعل بس هو مكانش رايح بإرادته هو لو عليه مكانش عايز يروح أساسًا ولا يفتكرهم.
نظر لها “حافـظ” بتركيزٍ شـ.ـديد بعد أن بدأت تُخبره عن ما حدث في هذه الليلة ولذلك قال هو بنبرةٍ هادئة متسائلة:
_كملي، وإيه اللي حصل بعد كدا؟.
نظرت هي إلى “سعيـد” الذي كان هادئًا لا يُبدي أيا ردود لتُكمل بعدها بنبرةٍ هادئة بعد أن نظرت إلى “حافـظ”:
_إحنا فعلًا روحنا وهو مسابنيش فضل ينـ.ـبه عليا مبعدش عنُه ولا حتى أخُد حاجة مِنهم مهما حصل وأنا عملت كدا فعلًا، هما وقتها كانوا كُلّهم موجودين وشكلهم ر’عبني بس حاولت مبينش، وقتها كانوا عايزين “سعيـد” يقعد معاهم فبيت العيلة وقالوله مينفعش تكون متجوز وقرّبت تكون أب وقاعد فبيت مراتك عـ.ـيبة فحقك كرا’جل وكلام كتير أوي أنا مش عارفة وقتها “سعيـد” أزاي قِدِر يمسك نفسُه، بس هو مأ’ثرش بصراحة وقالهم إنُه مش زي ما هما فاهمين وإن دا بيت عيلته اللي أتربى وسطهم وخو’فهم بولاد عمامي وخالاتي الشبا’ب يعني مأ’ثرش، قالهم إنُه مش هيعتب عتبة البيت دا تاني ومش عايز حاجة تر’بطه بيهم بعد اللي حصل زمان ومحدش فيهم بعدها قِدِر يتكلم ومشينا، فالليلة دي أنا مقد’رتش أتكلم مع “سعيـد” كان مضا’يق ومش هيتكلم فسيبته لحد ما يهدى عشان أعرف أتكلم معاه، الليلة اللي شوفتنا فيها وروحتلهم بعدها هو كان مش قا’در يتخـ.ـطى إتأ’ثر فحاولت أعمل اللي أقدر عليه، بس دا اللي حصل.
أنهت حديثها وهي تنظر لهما بهدوءٍ بعد أن حاولت إحتواء الموقف وتهدأة الأوضاع حتى لا تكبُر أكثر مِن ذلك بلا داعِ، نظر “حافـظ” إلى “سعيـد” الذي كان يلتزم الصمت هُنَيْهة ليأتي صوت “هنـد” مجددًا وهي تقول بنبرةٍ هادئة راجية:
_خلاص بالله عليكم اللي حصل حصل مش هنغيّر اللي فات، هما بيجوز بيحاولوا يو’قعوا بينكم أو يعملوا بينكم مشا’كل عشان تكبر ويعرفوا بعدها يستـ.ـغلوا “سعيـد” بعد ما حضرتك تبعد عنُه وياخدوه تحت جنا’حهم، طالما هما و’حشين أوي كدا يبقى أكيد تفكيرهم هيكون كدا.
أطلـ.ـق “حافـظ” زفيرة قو’ية بعد أن أستمع إلى حديثها ذاك ليجد أنَّها مُحقة وهذا التفكير ليس بعيدًا عليهم ولذلك قال بنبرةٍ هادئة:
_عندك حق، اللي حصل حصل، بس دا ميمـ.ـنعش إنك تاخُد بالك بعد كدا يا “سعيـد” ومتاخدش أي قرار خصوصًا فالموضوع دا بدون علمي، وأنا أديتهم اللي فيه النصيب وقتها، خلاص فكونا مِن سيرتهم الغـ.ـم دي عشان بتخـ.ـنق.
أنهى حديثه ليظهر الضيـ.ـق على تعبيرات وجهه، نظرا لهُ هُنَيْهة ثمّ أبتسما بسمةٌ خفيفة ليأتي قول “حافـظ” مجددًا حينما قال بنبرةٍ هادئة بعد أن لا’نت معالم وجهه:
_قولولي بقى، لحد دلوقتي محدش فيكم قالي على إسم الباشا ناويين تخبوا عليا ولا إيه وأتفاجئ يوم الولادة زي الغُربا؟.
نظرت “هنـد” إلى “سعيـد” الذي نظر لها بطر’ف عينه مبتسم الوجه ثمّ نظر إلى جده وقال:
_لا فكرنا وأختارنا خلاص، هنسميه “ريان”.
نظر إلى “هنـد” مبتسمًا ليراها تبتسم كذلك بعد أن كانا في حيرةٍ مِن أمرهما، جاء قول “حافـظ” الهادئ الذي كان ينظر لهما مبتسم الوجه:
_حلو أسم “ريان” أوي، يا زين ما أختارتوا ييجي بالسلامة إن شاء الله وتفرحوا بيه.
نظر لهُ “سعيـد” في هذه اللحظة ومازحه قائلًا:
_خلّي بالك أنتَ اللي هتربي.
جاوبه حينها “حافـظ” بنبرةٍ هادئة مبتسمًا وقال:
_وماله يا حبيبي أنتوا خلفوا وأنا أشيل الليلة فالآخر.
_يعني أنتَ هتربي حد غريب؟ حفيدك يا عمّ.
هكذا مازحه “سعيـد” بمكـ.ـرٍ ليجد أن مكـ.ـره قد جاء بثماره، أستسلم إليه “حافـظ” الذي قال مبتسم الوجه:
_ماشي يا عمّ، جيت على الجر’ح أنتَ بس ماشي متجيش تسأل على أبنك بعدها يا حبيبي هقولك ملكش عندي حاجة.
نظر لهُ “سعيـد” نظرةٍ ذات معنى ثمّ قال بعد أن أغـ.ـلق عيناه قليلًا:
_أنتَ بتبتـ.ـزني يا “حافـظ”؟ بتمسكني مِن إيدي اللي بتو’جعني.
جاوبه حينها “حافـظ” بنبرةٍ با’ردة وهو ينظر لهُ قائلًا:
_مليش فيه القرار عندك، براحتك بقى.
نظر حينها “سعيـد” إلى زوجته مذهولًا ومتفاجئًا مِن قول جده، بينما رأت هي “حافـظ” ينظر لها مبتسم الوجه ثمّ غمز لها بعينُه اليسرى دون أن ينتـ.ـبه لهُ حفيده لتعاود النظر إلى زوجها بقلة حيلة، ولكن فجأة تبدلت تعبيرات وجهها حينما شعرت بضر’بةٍ مفاجئة لتعتدل في جلستها وهي تضع يدها على بطنها المنتفـ.ـخة، لاحظ كلاهما حالتها التي تبدلت فجأةً ولذلك قال “سعيـد” بنبرةٍ قلـ.ـقة متسائلة:
_مالك يا “هنـد” إيه اللي حصل؟.
لم تستطع أن تُجيبه لتتلقى ضر’بةٌ أخرى أكثر قو’ة مِن سابقتها ليعلو معها تأ’وهها الذي بدأ يعلو شيئًا فشيء وهي تنظر بخو’فٍ إلى “سعيـد” الذي انْتَـ.ـصَب واقفًا ومعهُ “حافـظ” الذي أقترب مِنها وهو يقول بنبرةٍ قلـ.ـقة بعض الشيء:
_بس يا حبيبتي أهدي وخُدي نَفسك براحة وقوليلي حاسّة بإيه.
غلف الخو’ف عينيها لتنظر لهُ وهي مر’تعبة قائلة:
_مش قا’درة، و’جع شـ.ـديد أوي حاسّة إنُه هينزل.
انقبـ.ـض قلب “سعيـد” في هذه اللحظة وهو ينظر لها ليسأله “حافـظ” سريعًا وهو ينظر لهُ قائلًا:
_الدكتورة قالتلك إيه آخر مرَّة يا “سعيـد” بخصوص الولادة.
نظر لهُ “سعيـد” وجاوبه حينها دون تفكير بعد أن رأى الأ’لم مرتسمًا على وجه زوجته قائلًا:
_قالت هتولد طبيعي بس قالت لسه فاضل شوية وكانت كُلّ حاجة طبيعية.
نظر “حافـظ” إلى “هنـد” وقال بعد’م اطمئنان:
_مظنش إن دا طـ.ـلق طبيعي، دي كدا ولادة مُبكرة، ولو كدا فعلًا مش هنلحـ.ـق نوديها المستشفى.
_ليه هنلحـ.ـق هاخدها بالعربية وأوديها أقرب مستشفى.
هكذا رد عليه “سعيـد” الذي كان يشعر بالقـ.ـلق على زوجته ليجاوبه “حافـظ” بنبرةٍ جادة لا تقبل النقاش بعد أن رأى حالتها تزداد سو’ءًا:
_أكبر غـ.ـلط مش هتلحـ.ـق “هنـد” محتاجة إسعاف، هاتها وتعالى ورايا بسرعة.
أنهى حديثه ثمّ تركه وخرج متجهًا إلى القصر بخطى واسعة تاركًا “سعيـد” معها والذي نظر لها ثمّ انحنى نحوها يُساعدها على الوقوف، بينما وَلَجَ “حافـظ” إليهم بخطى واسعة ليراه “قاسـم” الذي قال متسائلًا:
_في إيه يا عمّ “حافـظ”؟.
جاوبه “حافـظ” بنبرةٍ متلهفة قلـ.ـقة وهو ينظر لهُ قائلًا:
_”هنـد” بتولد يا “قاسـم”.
انْتَصَـ.ـبوا جميعهم واقفين بعد أن أصا’بتهم الصدمة ليجاوبه “قاسـم” بنبرةٍ قـ.ـلقة وهو ينظر لهُ قائلًا:
_يعني إيه بتولد، هي فين دلوقتي؟.
جاوبه “حافـظ” حينها وقال بنبرةٍ متوترة:
_عندي “سعيـد” هيجيبها وجاي مش هينفع ننقلها المستشفى دلوقتي ميَّـ.ـة الطفل نز’لت والمفروض الدكتورة قالتلها هتولد طبيعي بس لسه شوية.
اقتربت “تيسيـر” مِنْهُ بخطى واسعة لتقف أمامه وهي تقول بنبرةٍ متلهفة:
_أنا هولدها بت هاتوها.
نظر لها “قاسـم” نظرةٍ ذات معنى ثمّ قال مستنكرًا:
_هتولديها أزاي يعني؟!.
_مش وقته يا “قاتـم”.
هكذا ردت عليه “تيسيـر” لترى بعدها “سعيـد” يولج إلى القصر وهو يقوم بإسناد زوجته التي كانت لا تقد’ر على المشي وهي تقول بنبرةٍ متأ’لمة باكية:
_مش قا’درة أتحمـ.ـل يا “سعيـد”، حاسّة إنه هينز’ل خلاص.
أجابها “سعيـد” بنبرةٍ حاول جعلها هادئة حتى لا يُخـ.ـيفها ولكن رغمًا عنهُ خرجت نبرة صوته متوترة:
_معلش يا حبيبي شوية بس كمان.
اقتربت “تيسيـر” مِنهما في هذه اللحظة بخطى واسعة وهي تقوم بإسنادها قائلة بنبرةٍ متلهفة قـ.ـلقة:
_على مهلك يا حبيبتي، تعالي.
أخذتها إلى أقرب غرفة ليقتربوا جميعهم مِنهم، وَلَجَت “هنـد” رِفقة والدتها إلى الغرفة وهي تتأ’وه ليولج “سعيـد” وهو ينظر بقـ.ـلق إلى زوجته التي تسطحت على الفراش، نظرت لهُ “تيسيـر” سريعًا وهي تقول:
_أخرجوا يلا بترعة، يلا يا “تعيـد” !! “نوران” الميَّـ.ـة التُخنة بترعة بالله عليكي.
خرج “سعيـد” وألتفت ينظر إلى “تيسيـر” وقبل أن تُغلق الباب منـ.ـعها هو حينما قال بنبرةٍ متلهفة:
_بالله عليكي تطمنيني.
_متقلقش هبقى أطمنك المهم حد يتصل بالاتعاف ويتتعجلهم.
هكذا ردت عليه “تيسيـر” بنبرةٍ متلهفة متوترة ثمّ أغلقت الباب، تحدث “علي” في هذه اللحظة عندما رأى حالة “سعيـد” قائلًا:
_أنا هتصل بيهم أستعجلهم.
استند “سعيـد” بظهره على الجدار خلفه والخو’ف يحاوطه وهو يسمع صر’خاتها المتأ’لمة مِن الداخل، اقترب “ليل” الحفيد مِنْهُ يُطمئنه ومعهُ “حُـذيفة” و “أحـمد”، بينما في الداخل كانت “هنـد” تنظر إلى والدتها بخو’فٍ وهي تتنفس بسر’عةٍ فائقة والعبرات تلتمع في مُقلتيها قائلة بنبرةٍ متأ’لمة خا’ئفة:
_أنا خا’يفة أوي يا ماما.
أجابتها “تيسيـر” بنبرةٍ هادئة وهي تبتسم لها قائلة:
_متخافيش يا حبيبتي كُلّ حاجة هتبقى زي الفُل.
أنهت حديثها وهي تضع أناملها على بطنها المنتـ.ـفخة تستشعر نبـ.ـض الصغير لتُطلق “هنـد” في هذه اللحظة صر’خة متأ’لمة وهي تقبـ.ـض بقبـ.ـضة يَدها على الفراش بقو’ةٍ لتقول “تيسيـر” بنبرةٍ هادئة وهي تجلس على طر’ف الفراش عند موضع قدميها:
_أهدي يا “هنـد” وخُدي نَفَتك ومتخو’فيش نَفتك أتفقنا.
حرّكت “هنـد” رأسها برفقٍ وهي تنظر لها بمعالم وجهٍ متأ’لمة وبدأت تصر’خ عاليًا بأ’لمٍ، بينما في الخارج ظل “سعيـد” يدور حول نفسُه بقلـ.ـقٍ شـ.ـديد وهو يشعر أنَّهُ سيفقـ.ـد صوابه في أيا لحظة، بينما كانت “لارين” تقف وهي تشعُر بالخو’ف على شقيقتها ومِمَّ تشعُر بهِ مِن أ’لمٍ الآن، كان “علي” يقف بجوارها ليسقـ.ـط بصره عليها ليرى الخو’ف يحتضن قلبها..
تحدث بنبرةٍ هادئة وهو ينظر لها قائلًا بنبرةٍ متسائلة:
_مالك يا “لاري”؟.
نظرت لهُ “لارين” والخو’ف يحتضن قلبها لتقول بنبرةٍ متوترة:
_خا’يفة أوي على “هنـد”، وخا’يفة فنفس الوقت، لمَ هي فعيل واحد وكدا أومال أنا هعمل إيه.
حاوطها “علي” بذراعيه وهو ينظر لها مبتسم الوجه ليطمئنها بقوله الهادئ:
_متخا’فيش عليها هتقوم بالسلامة هي والباشا اللي مغـ.ـلبهم بقاله شهور دا، وأنتِ هتقومي بالسلامة وهتكوني زي الفُل.
نظرت لهُ في هذه اللحظة لترى بسمتُه ترتسم على ثَغْره وثمة دفءٌ يُغلف عيناه، وبعد مرور القليل مِن الوقت خرجت “تيسير” إليهم وهي تحمل الصغير بين ذراعيها مبتسمة الوجه لترى المسعفين قد وصلوا ولذلك أعطت الصغير إلى إحدى المسعفات وهي تقول:
_الو’لد صحته كويتة الحمدلله والأم جوه ولدت طبيعي بدري عن ميعادها.
ولجوا المسعفين لها لينظر “سعيـد” إلى الداخل يُحاول الاطمئنان على “هنـد” لتُطمئنه “تيسيـر” التي قالت بنبرةٍ هادئة مبتسمة الوجه:
_متخا’فش يا “تعيـد” “هنـد” كويتة وزي الفُل والو’لد ما شاء الله زي الفُل، بس لازم تروح عالمتتشفىٰ دلوقتي.
نظر لها ليرى بسمتُها تُزين ثَغْرها، خرجا المسعفين وهما يحملان حامل معد’ني أعلاه “هنـد” التي نظرت لهُ ومنحتُه بسمة هادئة تطمئنه بها عندما رأت خو’فه وقـ.ـلقه الشـ.ـديد عليها، تحدث “حافـظ” في هذه اللحظة وهو ينظر لهُ قائلًا:
_ألحـ.ـقها يا “سعيـد” وإحنا هنلحـ.ـقك على طول.
تَفَهَّم “سعيـد” قوله ولذلك تركهم وتحرك بخطى واسعة خلف زوجته يلحـ.ـق بها، بينما نظر “علي” إلى “لارين” التي قالت بنبرةٍ متلهفة:
_”علي” أنا عايزة أروحلها، يلا خلينا نلحـ.ـقها عايزة أتطمن عليها.
تدخل “قاسـم” في هذه اللحظة وقال بنبرةٍ هادئة:
_روحوا وإحنا هنلحـ.ـقكم دلوقتي على طول، متسيبوش “سعيـد” لوحده هناك.
تَفَهَّم “علي” حديثه ولذلك نظر إلى “لارين” التي تَفَهَّمت نظرته، وقبل أن يتحركا مـ.ـنعهما “ثائر” الذي وقف أمامهما وقال:
_هتروحوا فين وتسيبوني.
تحدث “علي” بنبرةٍ هادئة وهو ينظر لهُ قائلًا:
_هنروح لخالتو المستشفىٰ عشان ولدت، وأنتَ أستنانا لحد ما نرجع أنا وماما.
جاوبه الصغير وهو ينظر لهُ قائلًا بحما’سٍ:
_بجد، طب أنا عايز أكون معاكم عايز أشوف البيبي الجديد.
ر’فض “علي” قوله وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
_مينفعش يا حبيبي خليك هنا مع “رائد” عشان جه مخصوص النهاردة ليك وإحنا هنروح ونرجع على طول ومينفعش تيجي المستشفى عشان خالتو تعبا’نة دلوقتي.
تذ’مر “ثائر” الذي عقد ذراعيه الصغيرين أمام صدره بضيـ.ـقٍ بائن لتقول “لارين” هذه المرَّة وهي تمسح بكفها على خصلاته الناعمة:
_أسمع الكلام زي الشاطر وبُكرا خالتو هترجع ومعاها النونة أبقى شوفه زي ما تحب.
أقترب “رائد” في هذه اللحظة مِنهم ليقف بجوار “ثائر” قائلًا:
_خليك معانا يا “ثائر” أنا جاي النهاردة عشان أقعد معاك أنتَ و “سديـم” و “عـدنان”.
نظر لهُ “ثائر” هُنَيْهة وهو يُفكر ليستسـ.ـلم لهُ في الأخير ويُقرر البقاء، نظر إلى والديه ثمّ قال بنبرةٍ هادئة:
_خلاص أنا هفضل هنا، بس بليز ممكن تبقوا تقولولي خالتو هتسميه إيه.
أبتسم لهُ “علي” بسمةٌ هادئة حنونة ثمّ قال متسائلًا:
_ماشي يا أستاذ “ثائر” ممكن نمشي بقى؟.
_ماشي.
هكذا جاوبه الصغير مبتسم الوجه ليبتسم لهُ “علي” ثمّ ينظر إلى زوجته ليُمسك بيدها ويودعهم يلحـ.ـق بـ “سعيـد”، بينما نظر “ليل” إلى “ثائر” ثمّ بنبرةٍ هادئة:
_يلا روحوا ألعبوا مع بعض بس بلاش شقا’وة عشان متتعو’روش.
تجمعوا أربعتهم ثمّ ركضوا إلى الحديقة الخلفية وهم يضحكون ويتسابقون على مَن سيصل إلى الخارج أولًا، نظر “ليل” إلى ابن عمّه “أحـمد” الذي قال بنبرةٍ هادئة:
_أنا هروح أعمل مكالمة وراجعلكم تاني.
تركهم وأبتعد وهو يعـ.ـبث في هاتفه، بينما نظر “ليل” حوله وهو يبحث عن رفيق دربه الذي أخـ.ـتفى فجأةً مِن بينهم، رأى “أيسـل” تجلس بالقرب مِنهم ولذلك أقترب مِنها بخطى هادئة حتى وقف أمامها وقال بنبرةٍ هادئة متسائلة:
_أومال “حُـذيفة” راح فين يا “أيسـل”؟.
نظرت لهُ “أيسـل” وجاوبته بنبرةٍ هادئة قائلة:
_مش عارفة بصراحة يا “ليل” مقاليش، ممكن تلاقيه فالجنينة بره ولو ملقتهوش ممكن تلاقيه فالچيم أو فأوضة الصلاة.
شكرها ثمّ خرج إلى الحديقة وهو يبحث عنهُ، خرج إلى الحديقة الأمامية ووقف يبحث عنهُ بعينيه ليجدها فارغة ولذلك أتجه إلى الحديقة الخلفية حيثُ وصل لهُ صوت الصغار ليقف وهو ينظر حوله ليجد الصغار فقط المتواجدون فيها، وَلَجَ إلى القصر مجددًا وصعد على الدرج بخفةٍ ليتوّجه إلى الصالة الرياضية التي كانت كذلك فارغة..
_روحت فين يا “حُـذيفة” فجأة أنا مبر’تحش لأختفا’ءك المفاجئ دا.
أنهى حديثه ثمّ خرج مغلقًا الباب خلفه ثمّ أتجه إلى غرفة العبادة ليفتح الباب ويقف على أعتابها ينظر حوله ليجد الإضاءة الخافتة المنبعثة والفراغ في الداخل، عقد “ليل” حاجبيه ولذلك أخرج هاتفه وعبـ.ـث بهِ قليلًا ثمّ وضعه على أُذُنه هُنَيْهة ليأتيه جواب رفيقه الهادئ ليرد هو بنبرةٍ حا’دة عليه قائلًا:
_أنتَ فين يا “حُـذيفة” أنا قلـ.ـبت عليك القصر فوقاني تحتاني مش لاقيك، قولت فين؟! طيب أنا جايلك.
أغلق المكالمة ثمّ أتجه إلى حيثُ هو متواجد، بينما في هذه اللحظة كان “حُـذيفة” جالسًا على حافة الحلـ.ـبة في خلو’ته شارد الذهن يشعُر بنير’ان داخل صدره لا يعلم ما هو سببها ولكن هكذا شَعَر فجأةً، وهكذا هو الآن، يجلس وحيدًا؛ لحظات وفُتِحَ الباب ويشـ.ـق النور المنبعث مِن خلفه ظُـ.ـلمته تزامنًا مع ظهور ظـ.ـل “ليل”، نظر إلى المكان بنظرة خا’طفة ليجده يجلس وحيدًا بتلك الوضعية..
أغلق الباب خلفه ثمّ أقترب مِنْهُ بخطى هادئة حتى وقف أمامه على بُعد سنتيمترات ينظر لهُ نظرةٍ ذات معنى هُنَيْهة يرى رفيقه شاردًا ويبدو الضيـ.ـق على تعبيرات وجهه بشكلٍ واضح، أطـ.ـلق زفيرة قو’ية ثمّ كسـ.ـر حِـ.ـدَّة هذا الصمت بقوله الهادئ:
_يعني أنتَ قاعد هنا وأنا بلف عليك القصر كُلّه زي العيل التا’يه، قاعد هنا ليه كدا وإيه الضلـ.ـمة دي مالك؟.
لحظات مِن الصمت القا’تل دام بينهما، رَفَعَ “حُـذيفة” رأسه ينظر إلى ابن عمّته الذي كان متعجبًا مِن هدوءه ذاك الذي يراه لأول مرَّة لبضع ثوانٍ ثمّ قال بنبرةٍ هادئة متسائلة:
_تيجي جيم ملا’كمة؟.
نظر لهُ “ليل” ورفع حاجبه الأيمن عاليًا قليلًا وهو ينظر لهُ نظرةٍ ذات معنى وكأنه يسأله عن السبب، أطـ.ـلق “حُـذيفة” زفيرة هادئة ثمّ جاوبه قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_جوه راسي دَ’وشة وأصوات عالية مش عايزة تسكوت.
تَفَهَّم “ليل” ما يدور داخل عقلُه ولذلك أقترب مِنْهُ الخطى الفا’صلة بينهما ورَبَّت أعلى كتفه برفقٍ وقال بنبرةٍ هادئة:
_قوم طيب غيَّر هدومك وتعالى.
نظر لهُ “حُـذيفة” نظرةٍ ذات معنى ثمّ قال متر’قبًا:
_أنتَ متأكد يا “ليل”؟.
أبتسم “ليل” لهُ في هذه اللحظة وبدأ بنز’ع سترته الشتوية لتكون هذه إجابته على سؤاله، نهض “حُـذيفة” كذلك ونز’ع سترته الشتوية ثمّ أخذ القفازات وأرتداها، سبقه “ليل” ووَلَجَ إلى ساحة الحـ.ـلبة وهو ينظر لهُ مبتسم الوجه، لَحِـ.ـقَ بهِ “حُـذيفة” الذي وقف أمامه دون أن يتحدث فقط يتبادلان النظرات الهادئة، تقدما إلى منتصف الحـ.ـلبة، لا’مس قفاز “ليل” قفاز “حُـذيفة” كإشارة للبداية، وبالفعل لم يلبس سوى ثوانٍ معدودة ليبدأ “حُـذيفة” بهجو’م سريع دون مقدمات يلـ.ـكم الهواء بإند’فاعٍ واضح، في هذه اللحظة را’وغه “ليل” وتفادى هجـ.ـمته وهو ينظر لهُ مبتسم الوجه..
_أسرع مِمَّ توقعت، بس أنتَ بتسيب ثغر’ات بدخلك مِنها يا “زوز”.
هكذا جاوبه “ليل” مبتسمًا وهو يغمز لهُ بمرحٍ، جاوبه “حُـذيفة” وهو يلهث بسبب تلك المشاعر المكبو’تة بداخله قائلًا:
_مش مُهم، المُهم إني أخرّج المشاعر والأصوات اللي جوايا دي.
أنهى حديثه ثمّ لكـ.ـمه بحركةٍ سريعة ولكن كعادته تفادى “ليل” هـ.ـجمته، ردّ هجو’مه ذاك بلـ.ـكمة خفيفة على كتف “حُـذيفة” عمـ.ـدًا كي يُثـ.ـير حما’سه، وبالفعل أثا’ر ذلك حما’سه فيبدأ في الهجو’م بشكلٍ أشر’س ليتبادلان الضر’بات، يتحركان بانسجام، وكأن القتا’ل رقصة تُعبر عن شيءٍ أعمق من مجرد تمرينٍ بينهما، أبتسم “ليل” وقال:
_براڤو، بس أفتكر إن مِن قوانين القتا’ل فأي لعبة مش بس ضر’ب، إنما سيطـ.ـرة، وإفرا’غ طاقة سلبـ.ـية.
أجابه “حُـذيفة” بنبرةٍ لاهثة وهو ينظر لهُ بعد أن بدأ يشعُر بالتحسُن قليلًا:
_عارف، غايتي دلوقتي أسَكت الأصوات اللي جوايا وطاقتي السـ.ـلبية عشان أعرف أتعامل كويس.
توقفا هُنَيْهة يتبادلان النظرات الهادئة ثمّ قال “حُـذيفة” وهو يشكُره:
_شكرًا ليك بجد يا “ليل” حاسس إني بدأت أفوق.
_مفيش بين الأخوات شُكر يا “زوز”، أنا عارف أنتَ حاسس بإيه وعارف إنك متوتر ومش على بعضك خصوصًا بعد ما “يزيـد” مشي، بس ملحوقة أنا موجود فأي وقت.
أنهى “ليل” حديثه وهو ينظر لهُ بوجهٍ مبتسم ليُبادله “حُـذيفة” بسمتهُ ثمّ أقترب مِنْهُ بخطى هادئة معانقًا إياه بحُبٍّ أخوي دون أن يتحدث أحدهم بكلمةٍ واحدة، هكذا كانا منذ الصغر، إن سقـ.ـط واحدٍ مِنهما يَمُد الآخر لهُ يَد المعونة ويدعمه، وهكذا كانا هما منذ سبعة وعشرين سنة، أبتعد “حُـذيفة” عنهُ وهو ينظر لهُ ليسأله “ليل” بنبرةٍ هادئة ما’كرة:
_إيه رأيك فجولة تانية؟.
أبتسم “حُـذيفة” في هذه اللحظة ووافق فورًا على هذا العرض المُغر’ي ثمّ قال:
_موافق، بس عايزك المرَّة دي تخلّي بالك، عشان هكون شَـ.ـرِس أكتر.
_خُش ولا يهمك يا’ض.
هكذا جاوبه “ليل” بنبرةٍ زادت مِن حما’سه ليبدأ “حُـذيفة” بخَو’ض جولة أخرى كانت أكثر حما’سًا وشغفًا، كان يُسـ.ـدد اللكما’ت الخفيفة لهُ والآخر يُبادر ويرُدها لهُ، حتى مرّ القليل مِن الوقت وأنتهى كلاهما مِن تلك الجولة، جلس “حُـذيفة” على أرضية الحـ.ـلبة ومعهُ “ليل” بعد أن نز’ع كلاهما القفازات، وضع “ليل” رأسه على كتف رفيقه الذي نظر لهُ هُنَيْهة ثمّ رَفَعَ ذراعه وضم رفيقه إلى أحضانه كما أعتادا منذ الصغر ليقول “ليل” بنبرةٍ هادئة متسائلة:
_حاسس نَفسك أحسن دلوقتي؟.
حرّك “حُـذيفة” رأسه برفقٍ ثمّ قال بنبرةٍ هادئة:
_طبعًا، شكرًا يا صاحبي على كُلّ حاجة بتعملها معايا.
رَفَعَ “ليل” رأسه ينظر لهُ نظرةٍ ذات معنى ثمّ رَفَعَ كفه وضر’ب برفقٍ على خَدِّه وقال:
_طب خف، خف عشان مستلمكش جولة بلا ر’حمة.
ضحك “حُـذيفة” على حديثه ثمّ أمسك بكفه ذاك وأبعده عن وجهه وقال ضاحكًا:
_خلاص خلاص أهدى مش هشكرك تاني.
ر’ماه “ليل” نظرةٍ ذات معنى ثمّ عاد كما كان هُنَيْهة قبل أن يُخرج هاتفه مِن جيب بنطاله يعبـ.ـث بهِ أسفل نظرات “حُـذيفة” لهُ، ثوانٍ وقام بتشغيل الموسيقى التي كسـ.ـرت حِـ.ـدَّة هذا الصمت ليضحك “حُـذيفة” حينما رأى رفيقه بدأ يدندن معها وينهض جا’ذبًا إياه مِن ذراعه يشجعه على النهوض ومشاركته، وبعد إلحا’ح “ليل” المستمر خَضَـ.ـعَ لهُ “حُـذيفة” ونهض يتابعه ضاحكًا فهو يعلم تمام العلم أن رفيقه يفعل ذلك فقط كي يرى ضحكته التي أعتاد على رؤيتها دومًا، هكذا كان الرفيق، وهكذا كان “ليل”.
__________________
<“تظن السعادة أصبحت بين يديك، حتى يأتي مَن يسر’قها مِنْكَ في لمـ.ـح البصر.”>
كانا سعيدين منذ زواجهما، الضحكة لا تُفا’رق وجههما، وصوتها أصبح موسيقى رنانة تُطرب أُذُنيه كُلّ يومٍ حتى أعتاد عليهِ وأصبح شيئًا أساسيًا في حياته، كانا يجلسان سويًا في غرفة المعيشة يشاهدان التلفاز وصوت ضحكاتهما يرن في المكان وهما يتابعان فيلمًا كوميديًا، كان “مـينا” يحاوطها بذراعه الأيسر ويضحك عاليًا، بينما كانت “برلين” تجاوره وتشاركه الضحك ويستقر صحن تسالي على حجرها..
صدح رنين جرس المنزل عاليًا يُعلنهما عن وصول زائرٍ إليهما، نهض “مـينا” وعيناه مـ.ـثبتتان على التلفاز، وقف قليلًا يشاهد هذا المقـ.ـطع ليعاود رنين الجرس يعلو مجددًا ولذلك أضطـ.ـر إلى الذهاب وهو يتو’عد إلى الطارق بالويل، فتح الباب وقبل أن يقول شيئًا رأى عمّة “برلين” وأبنتها الحر’باء بجوارها تنظران لهُ نظرةٍ ذات معنى، تفاجئ مِن مجيئهما ولذلك لم يتحدث بحرفٍ واحد، بينما تعجبت “برلين” حينما لم تتلقى جوابًا مِنْهُ ولذلك وضعت الصحن على الطاولة أمامها وأحكمت غـ.ـلق منا’متها الور’دية ووقفت بعيدًا تحاول رؤية الطارق دون أن ينـ.ـتبه لها..
رأت عمّتها وأبنتها ولذلك أصا’بها الذهول لترى صدمة زوجها فهي تتذكر أن والدتها قامت بتحذ’يرها بعد’م الذهاب لها ولكن الآن تراها أمامها والأخرى تنظر إلى زوجها نظرةٍ ذات معنى، خرجت مِن مخـ.ـبئها واقترب مِنهم ورسمت بسمة ودودة زا’ئفة على ثَغْرها وهي تقول بترحابٍ مصطـ.ـنع:
_أهلًا أهلًا يا عمّتي أزيك.
نظرت لها عمّتها نظرةٍ ذات معنى ومعها أبنتها تراها ترتدي منا’متها الور’دية مِن نوعية الستان لتبتسم بتهكمٍ قائلة:
_شكلنا جينا فوقت مش مناسب ولا إيه.
نَفَت “برلين” قولها وهي تقول بنبرةٍ هادئة مبتسمة الوجه:
_لا لا خالص كُلّ أوقاتكم مناسبة.
_طب إيه هتفضلي موقفانا على الباب كدا كتير؟.
هكذا سألتها إبنة عمّتها متهكمة لتشعُر “برلين” بالغيـ.ـظ مِنها ولكنها أبتسمت وهمست لـ “مـينا” قائلة:
_”مـينا” مضطـ.ـرين ندخلهم بدل ما تروح لأبويا تفضـ.ـحني هناك وتعملي مشـ.ـكلة ولو أمّي عرفت هتعـ.ـجنها.
نظر لها “مـينا” هُنَيْهة ثمّ نظر لهما واضطـ.ـر بالترحيب بهما وإفساح الطريق لهما، وَلَجَت كلتاهما وهما تتفحـ.ـصان المكان مِن حولهما، بينما أغلق “مـينا” الباب بحركةٍ عـ.ـنيفة بعض الشيء ثمّ ألتفت ينظر إلى “برلين” التي قالت بنبرةٍ خافتة يا’ئسة:
_لو عليا مكونتش دخلتهم بس أنا عارفاهم هيعملولي مشـ.ـكلة فثانية وحوار أنا فغنىٰ عنُه.
أطلـ.ـق “مـينا” زفيرة قو’ية ثمّ همس لها قائلًا:
_أنا عارف هما جايين عشان إيه، وإن ما قالت كلمتين زي السِـ.ـم دلوقتي مبقاش أنا.
نظرت عمّتها حولها بتهكمٍ وهي تهمس إلى أبنتها قائلة:
_شايفة العز اللي قعدة فيه، كان عندي حق لمَ قولت إنها عرفت تو’قعه، مفيش واحد عاقل هيرضى يتجوز واحدة معيو’بة أكيد سحـ.ـراله، إيشي شقة حلوة وقعدة متهنية ولا على بالها، شكلها نسيت إنها كانت مطـ.ـلقة سابقًا.
جاوبتها أبنتها بحقـ.ـدٍ وهي تنظر إلى المكان مِن حولها قائلة:
_عايشة فعز، قال وأمّها فالحة بس تدينا دروس فالأخلا’ق ومـ.ـنعانا نيجي طبعًا خا’يفة لنحـ.ـسدلها بنتها.
_تحبوا تشربوا إيه؟.
هكذا جاء صوت “برلين” وهي تسألهما لتلتفت كلتاهما لها وتجاوبها عمّتها بأبتسامة زا’ئفة قائلة:
_اللي تجيبيه يا حبيبتي، فالآخر إحنا أهل مش ناس غريبة.
تركتهما “برلين” وذهبت إلى المطبخ ليلحـ.ـق بها “مـينا” دون أن يتحدث، تحدثت عمّتها بعد أن جاورت أبنتها في جلستها قائلة:
_إن ما أتكـ.ـسفت ودخلت غيّرت بيچامة النو’م اللي لابساهلنا دي، مفيش حيا’ء خلاص، وشوفي ياختي جوزها لاز’ق فيها أزاي مش عايز يقعد معانا، أنا متأكدة إنَّها سحـ.ـراله.
_هنقول إيه بقى، ما أمّها “ميرڤـت”.
هكذا جاوبتها أبنتها وهي تنظر حولها تتفحـ.ـص المكان بشكلٍ فا’ضح، بينما كان “مـينا” يقف خلف الجدار المؤدي إلى الجزء الداخلي مِن الشقة يستمع إلى حديثهما معًا، وَلَجَ إلى زوجته التي كانت تسكُب لهما العصير ليقول بنبرةٍ حا’دة خافتة:
_قاعدين بيتو’دودوا مع بعض بصوت وا’طي زي ما توقعت، أنا قولتلك إيه مِن شوية دول جايين ينـ.ـقوا فيها.
_أعمل إيه طيب يا “مـينا” مفيش فإيدي حاجة أعملها.
هكذا جاوبته “برلين” بنبرةٍ خافتة يا’ئسة بعد أن نظرت لهُ ليجاوبها هو هذه المرَّة قائلًا:
_أنا اللي هتكلم وهعمل وعايزها تروح تشـ.ـتكي لأبوكي وأنا اللي هتصد’رلها عشان دي قلة أد’ب وعد’م تربية.
أطـ.ـلقت “برلين” زفيرة يا’ئسة ثمّ حملت الصينية المعد’نية وخرجت ليوقفها هو يأخذها مِنها دون أن يتحدث وخرج لهما، نظرت لهُ وهي تعلم أنَّهُ لن يُمررها مرور الكرام ولذلك خرجت خلفه ترسُم بسمةٌ زا’ئفة على ثَغرها، هُنَيْهة مِن الصمت التام كان “مـينا” يجلس بمقابلتهما يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر لهما وبجواره “برلين” التي كانت تشعُر بالتوتر، قطـ.ـعت عمّتها هذا الصمت بقولها المتهكم:
_حلوة البيچامة دي يا “برلين”، بس مينفعش تقابلي بيها أي حد يعني، مش حلوة فحـ.ـقك.
وقبل أن تجاوبها “برلين” جاء رد “مـينا” حاضرًا بقوله الجا’د:
_براحتها تلبس اللي يريحها، وبعدين هي قعدة فبيتها حضراتكم اللي طبيتوا علينا فجأة بدون إحِم ولا د’ستور، تقريبًا نسيتوا إننا عرسنا جُداد.
حاولت عمّتها الحفاظ على ماء وجهها ولم تُجيبه بل وجهت حديثها إلى “برلين” قائلة بنبرةٍ متهكمة:
_مبروك يا حبيبتي عالجواز، تتهني بيه.
_شكرًا يا عمّتي ملهوش لزوم تتعـ.ـبي نفسك وتيجي كان في موبايل تتكلمي عليه.
نَفَت عمّتها حديثها وهي تقول بنبرةٍ حا’دة:
_لا يا حبيبتي مينفعش لاز’م نيجي طبعًا ونباركلك، تستا’هلي كُلّ خير.
أبتسم “مـينا” متهكمًا ولم يتحدث، ولكن جاءت تلك الجملة كالصا’عقة على مسامعه حينما قالت إبنة عمّتها متخا’بثة:
_الشقة حلوة أوي يا “برلين”، كبيرة وشرحة وبرحة كدا ولا شقة ذوات النفو’ذ، بس هل بقى عملتي أوضة للأطفال ولا لغيـ.ـتيها، أصل إحنا عارفين يعني إنك مبتخـ.ـلفيش فأظن ملهاش داعي تكوني عاملة أوضة أطفال وتعشـ.ـمي نَفسك عالفاضي.
نظر لها “مـينا” نظرةٍ حا’دة بعد أن أستمع إلى تلك الكلمات التي كانت كفيلة لإشعا’ل فتيـ.ـلة غضـ.ـبه، بينما أر’تجف قلب “برلين” وجسـ.ـدها حينما أستمعت إلى حديثها السا’م ذاك والذي أصا’ب هدفه ببراعةٍ شـ.ـديدة، شعرت بالعبرات تتكثف بغزارةٍ في مُلقتيها وبصوت قلبها وهو يُكـ.ـسر إلى أشلا’ء متنا’ثرة، جاء قول عمّتها الذي كان كحبات الملح التي تُلقـ.ـى على الجر’ح:
_واللهِ شايفة إنك ظلـ.ـمتي جوزك معاكي، ياختي لو كُنْتي بتخـ.ـلفي مكونتيش أتطلـ.ـقتي مِن الأولاني وكُنْتي عيشتي حياتك، بس هنقول إيه بقى البركة فأمّك اللي مبتعرفش تهدى، أنا أعرف إن المطـ.ـلقة محدش بيبُص فوشها وبيقولوا أكيد فيها حاجة تعـ.ـيبها ودا حصل يعني أنتِ فعلًا مطلـ.ـقة وفيكي اللي يعيـ.ـبك وبرغم كدا أول ما سمحتلك الفرصة لفـ.ـيتي على الرا’جل وعرفتي تو’قعيه وأكيد هو مش هيقـ.ـع كدا وخلاص وأنا و’اثقة إنك أنتِ وأمّك عملنله عمـ.ـل عشان يتجوزك ما هي مش هتستحـ.ـمل فكرة إن كُلّ واحد يتكلم ويقول دي بنتها مطـ.ـلقة وكمان مبتخـ.ـلفش..
_كفاية !!.
صا’ح بها “مـينا” بعلو صوته بغـ.ـضبٍ شـ.ـديد وهو ينظر لها كالأسـ.ـد المفتر’س الذي يستعد للإنقضا’ض على فر’يسته، حديثها كان بمثابة شـ.ـرارة صغيرة تحوَّ’لت إلى إنفجا’ر مد’وي بلا سابق إنذ’ار، لم يتحمـ.ـل سماع المزيد يُقال في حق زوجته التي وضعت كفيها على أُذُنيها وهي تبكي بقـ.ـهرٍ واضح بعد أن ذكرتها عمّتها بالماضي الذي سَـ.ـعَت هي لنسيانه بشتىٰ الطرق..
_إيه بقول الحقيقة ولا هو اللي بيقول الحق بيبقى غـ.ـلطان دلوقتي، كُلّه عارف إنها مطـ.ـلقة ومبتخـ.ـلفش مش جديدة وأي حد مكاني دلوقتي هيقول نفس الكلام اللي قولته !!.
صر’خت “برلين” بها في هذه اللحظة بعد أن فَقَـ.ـدَت السيطـ.ـرة على نَفسها وهي تقول:
_كفاية حرام عليكم سيبوني فحالي بقى أنا تعـ.ـبت، كُلّ شوية بتفكروني بالأيام دي أنا مش قاد’رة أتحمـ.ـل أكتر مِن كدا حرام عليكم سيبوني أعيش حياتي اللي أتحر’مت مِنها بسببكم !!.
نظرت لها عمّتها نظرةٍ ذات معنى ثمّ قالت متهكمة تواصل بـ.ـخ سمو’مها لها:
_طبعًا يا عيني ما أنتِ قعدة ولا على بالك مروقة على نَفسك وإحنا اللي بنسمع كلام زي السِـ.ـم مِن اللي يسوى واللي ما بيسواش.
_كفاية !!.
صا’ح بها “مـينا” بشـ.ـراسة وهو ينظر لها معلنًا عن خروج الو’حش الكا’سر بداخله لهن يُد’افع عن ذويه.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)