روايات

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم اسماعيل موسى

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم اسماعيل موسى

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه البارت الخامس والأربعون

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه الجزء الخامس والأربعون

الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه
الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه

رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه الحلقة الخامسة والأربعون

وقف رعد في صمت، عيناه متصلبتان على المرآة السوداء. شيء فيها كان يوتره، يبعث في روحه قلقًا لم يختبره من قبل.
ليلى… كانت المفتاح.
هذا يعني شيئًا واحدًا: إذا تمكن ريان من استخدامها، فلن يكون هناك عالم كما يعرفونه. لن يكون هناك نصر، ولا حرب، فقط فوضى مطلقة.
استدار إلى غيث، الذي كان يراقبه بعينين حذرتين.
“أين يحتجزها؟” سأل رعد، صوته ثابت لكنه مشحون بغضب مكبوت.
“لا أحد يعلم.” أجاب غيث، نبرته قاتمة. “لكنني أظن أنه لم يفتح الباب بعد، وإلا كنا رأينا النهاية بالفعل.”
شدّ رعد قبضته. “إذن، ما زال لدينا وقت.”
هز غيث رأسه. “لكن ليس كثيرًا.”
التفت رعد إلى ضرغام، الذي كان صامتًا طوال الوقت، لكنه لم يكن غافلًا عن الحديث. قال الأخير بصوته العميق: “ريان ذكي، لا شك أنه أخفى ليلى في مكان لا يخطر ببال أحد.”
“ومع ذلك، سيحتاج إلى طقوس معينة لفتح الباب.” قال غيث، وهو يشير إلى المرآة السوداء. “دم ليلى وحده لا يكفي. هناك نبوءة قديمة تتحدث عن ذلك. فتح البوابة يستلزم أضحية كبرى.”
تجمد رعد في مكانه. “ماذا تعني؟”
“لا أعلم التفاصيل كلها، لكنها تتحدث عن خيانة عظيمة، ودماء تسفك بيد أقرب الناس.”
لم يكن هناك حاجة لقول المزيد. الجميع فهم المعنى.
ريان لن يكتفي بدم ليلى. إنه يحتاج إلى خيانتها لشخص تثق به.
وهذا يعني
أنه يحتاج إلى رعد.
في قصر بعيد، حيث الأضواء خافتة والهواء محمّل برائحة العود والدم، كانت ليلى تحدّق في انعكاسها في المرآة.
وجهها كان كما هو… لكنه لم يكن كما تعرفه.
عيناها، اللتان طالما كانتا تحملان قوة صامتة، كانتا الآن غريبتين عنها. في عمقهما، رأت ظلالًا تتحرك.
“ما الذي يحدث لي؟” همست لنفسها.
“أنتِ تستيقظين.” جاء صوت ريان خلفها، هادئًا لكنه ممتلئ باليقين.
استدارت ببطء، تراقبه. “أنت تعرف أكثر مما تقول.”
ابتسم. “بالطبع.”
لم تقل شيئًا.
اقترب منها، عيناه تبحثان في ملامحها. “هل ما زلتِ تكرهينني، ليلى؟”
“لا أعلم.” أجابت بصراحة، وعرفت أن ذلك كان أخطر جواب يمكن أن تعطيه.
لأنها، للمرة الأولى… لم تكن متأكدة من إجابة هذا السؤال.
في معقل الذئاب، كان رعد ينظر إلى الخريطة الممتدة أمامه.
“سنقسم قوتنا إلى ثلاث مجموعات.” قال، عينيه تلمعان بالتصميم. “الأولى ستتسلل إلى القصر، وتجد ليلى. الثانية ستهاجم الحراس لجذب انتباههم. والثالثة…” توقف لحظة، ثم أكمل: “ستكون مستعدة لمواجهة ريان مباشرة.”
“وأي واحدة ستكون لك؟” سألته ماجي، عيناها ثابتتان عليه.
نظر إليها بصمت، ثم قال: “الأخيرة.”
هو من سيواجه ريان.
وهذا يعني شيئًا واحدًا: لان الحب مجنون فأنه لا يعترف بالمنطق
إما أن يستعيد ليلى… أو يسقط معها في الظلام.
الفصل 53: ما بين النور والظلام
كانت الأمطار تهطل بغزارة، تغسل الدماء والرماد عن أطلال العاصمة المدمرة. لكن رغم كل هذا الدمار، كان هناك شيء آخر يتشكل في الأفق—شيء أكثر خطرًا من مجرد حرب.
رعد، ممتطيًا جواده الأسود، نظر إلى الجنود المتجمعين حوله. وجوههم كانت متجهمة، لكنها لم تكن خائفة. كانوا جميعًا يعرفون ما هم على وشك مواجهته.
“هذه ليست مجرد معركة.” قال بصوت هادر. “إن سقطنا اليوم، فلن يكون هناك غد.”
حدقت ماجي فيه للحظة قبل أن تهز رأسها. “إذن، لن نسقط.”
ابتسم رعد بخفة. هذا ما احتاجه أن يسمعه.
إنها حرب لا تحتمل الفشل.
والثمن سيكون العالم نفسه.

داخل القصر، كانت ليلى تجلس بصمت، تنظر إلى كفيها.
كانت تتغير. شعرت بذلك في كل ذرة من جسدها.
الدماء التي كانت تجري في عروقها لم تكن مجرد دماء عادية بعد الآن. كانت تنبض بشيء مختلف—بشيء قديم، خطير، وقوي.
ريان كان يراقبها من بعيد، عينيه تضيقان. “أنتِ تشعرين به، أليس كذلك؟”
لم تجب.
“القوة التي في داخلكِ تستيقظ، ليلى.” قال وهو يقترب. “وكلما قاومتِها، كلما أصبح الألم أشد.”
رفعت عينيها إليه، نظراتها قاسية. “ما الذي تريده مني، ريان؟”
جلس على حافة الطاولة أمامها، يمد يده ليأخذ خصلة من شعرها بين أصابعه. “أريد أن أتأكد من أنكِ معي.”
سحبت رأسها بعيدًا. “لن أكون معك أبدًا.”
ابتسم، وكأنه كان يتوقع ذلك. “سنرى.”

عندما وصلت قوات رعد إلى أبواب القصر، كانت السماء قد بدأت تضيء بوميض البرق.
“تذكروا،” قال ضرغام وهو يستعد للهجوم. “ليلى هي الهدف. لا نريد معركة طويلة، بل هجومًا حاسمًا.”
أومأ الجميع.
ثم، في لحظة واحدة، انطلقوا.

داخل القصر، سمعت ليلى أصوات القتال تقترب.
نهضت بسرعة، لكن قبل أن تتحرك، كان ريان قد ظهر أمامها.
“ألم أقل لكِ؟” همس بابتسامة خفيفة. “لقد جاء من أجلكِ.”
شعرت بقلبها ينبض بقوة.
“رعد…” همست، وعرفت أنها في النهاية ستكون مجبرة على اتخاذ خيار.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الفتاه التي حلمت ان تكون ذئبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *