روايات

رواية سلانديرا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم اسماعيل موسى

رواية سلانديرا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم اسماعيل موسى

رواية سلانديرا البارت الثالث والعشرون

رواية سلانديرا الجزء الثالث والعشرون

سلانديرا
سلانديرا

رواية سلانديرا الحلقة الثالثة والعشرون

لم يكن هناك وقت للحزن.
لم يكن هناك وقت حتى للغضب.
فبعد يوم واحد فقط من تعليق جسد نيرا على الأسوار، جاء الإعلان الرسمي:
“سيُعقد زواج الملك شيفان من زافيرا خلال ثلاثة أيام.”
لم يكن الخبر مفاجئًا—كان الجميع يعلمون أن هذا الزواج آتٍ لا محالة، لكن التوقيت… التوقيت كان ضربة قاسية.
كان شيفان يعلن الحرب بطريقته الخاصة.
كل شيء كان يتحرك بسرعة، وكأن القصر بأكمله قد تحول إلى خلية نحل تعج بالاستعدادات. الخدم يهرولون في الممرات، الأسطح تُلمَّع، الزينة تُعلَّق، والجنود يتناوبون لحراسة كل بابٍ وكل نافذة.
أما زافيرا؟
فقد أصبحت قطعة أثرية تُزين هذا العرس، شيئًا يُجهَّز ليتم عرضه أمام الجميع، لكن دون أن يُسمح له بأن يكون أكثر من ذلك.
حصار القصر
أمر شيفان بتشديد الحراسة على القصر، ليس فقط لمنع أي محاولة هروب، بل أيضًا لمنع أي أحد من الخارج من التدخل.
لم يكن يريد أي مفاجآت.
كان يريد أن يتم هذا العرس في موعده، تحت إرادته المطلقة، دون أن يعكر خاطرٌ أو غيره صفو خطته.
الآن، كان هناك حراس عند كل مدخل، كل شرفة، حتى الأسوار كانت تعج بمحاربي الجن الأكثر ولاءً لشيفان، أولئك الذين أقسموا على حماية سيدهم حتى آخر نفس.
لم يعد القصر مجرد قصر.
بل صار حصنًا.
أجنحة الزفاف
في الداخل، كانت التحضيرات تجري كما لو أن هذا العرس مناسبة سعيدة.
الخدم جُندوا ليجهزوا الجناح الملكي الذي ستُزَف إليه زافيرا، غرفتها كانت تُعد لتكون “مملكة” العروس، وفستانها…
فستانها الأبيض المُطرز بخيوط الفضة كان معلقًا أمامها، في انتظار أن ترتديه.
لكنها لم تكن عروسًا.
كانت أسيرة.
وقفت أمام الفستان، نظرت إليه طويلًا، ثم مدت يدها ببطء ولمسته بأطراف أصابعها.
كانت تظن أن ملمسه سيكون ناعمًا، لكنه بدا كالشوك على جلدها.
أغمضت عينيها للحظة، وأخذت نفسًا عميقًا.
ثم فتحتها مجددًا.
لم تنتهِ القصة بعد.

على الجانب الآخر، خارج القصر…
كان خاطر يراقب.
منذ اختفاء نيرا، وهو يعلم أن الأمور لم تعد كما كانت.
ومنذ رؤية جسدها على الأسوار، أدرك أن الوقت ينفد.
الآن، مع الإعلان عن الزواج، لم يعد هناك خيار سوى التحرك.
كان خاطر يعرف القصر، يعرف كيف يعمل نظامه، لكنه لم يكن أحمق ليظن أن بوسعه اختراق هذا الحصار بمفرده.
كان بحاجة إلى خطة.
كان بحاجة إلى حلفاء.
وكان لديه ثلاثة أيام فقط لإنقاذ زافيرا… قبل أن تُجبر على قول “نعم.”
في قاعة العرش، حيث تُصنع القرارات وتُسفك الأرواح، وقف شيفان بجوار زافيرا.
كان المشهد أشبه بمسرحية كُتبت نهايتها مسبقًا.
القاعة امتلأت بالنبلاء، بالسحرة، بالمحاربين، كلهم شهودٌ على هذا الحدث الذي سيُعلن زواج ملك الجان من الأميرة التي ستمنحه الشرعية المطلقة.
لكن وسط كل هذه الفوضى الاحتفالية، كان هناك صمت غريب يخيم على زافيرا.
لم تكن تتحرك، لم تكن تعترض، كانت فقط… واقفة، بجسدها، لكن روحها كانت في مكان آخر.
القاضي، الذي وُكل بمهمة إتمام الزواج وفقًا لقوانين الجان، وقف أمامهما، وجهه شاحب كأنه هو نفسه لم يكن مقتنعًا بما سيحدث.
تردد للحظة قبل أن يتحدث بصوته العميق:
“زافيرا، بصفتك الأميرة الوريثة لمملكة الجان، يجب أن يكون لكِ وكيلٌ يُتم الزواج عنكِ. من تختارين ليكون وكيلك؟”
ساد الصمت.
كل العيون التفتت إلى زافيرا، تتوقع أن تنطق باسم أحد نبلاء الجان، أحد مستشاري القصر، أو ربما والدها الراحل الذي كان روحه تُستدعى كجزءٍ من الطقوس.
لكنها لم تقل شيئًا.
وقفت بثبات، لم تنظر إلى شيفان، لم تنظر إلى القاضي، بل أغلقت عينيها.
في تلك اللحظة، لم تعد في القاعة.
عادت بذاكرتها إلى البحيرة، إلى الليل، إلى تلك النظرة في عينيه حين قال لها:
“لقد أتيتُ من أجلكِ.”
عادت إلى لحظة الوعد.
إلى لحظة كانت فيها حرة، حتى لو كانت سجينة.
وفي تلك اللحظة، عرفت الإجابة.
همست بصوت بالكاد سُمع، لكنه شقّ الصمت كأنه صاعقة:
“أريد خاطر.”
انفجر المكان.
همسات صاخبة، دهشة في عيون الحاضرين، حتى القاضي نفسه تراجع خطوة، وكأن الكلمات حملت ثقلًا لم يكن يتوقعه.
أما شيفان؟
تجمد.
لم يتحرك.
لم يرمش.
لكن من يعرفه جيدًا، من قرأ تعابيره القاتلة من قبل، كان يعلم أن شيئًا في داخله قد انكسر.
لم يكن الغضب هو ما ملأ عينيه، بل شيء أعمق، شيء أكثر سوادًا.
زافيرا لم تره.
لم تهتم.
كل ما كانت تعرفه، هو أن اسم خاطر قد قيل بصوتها، أمام الجميع، أمام القوانين، أمام العرش.
الآن، سواء جاء أم لا…
صرخ شيفان كلب…. ه عشقت بشرى حقير وتردين اسمه امام نبلاء الجن!؟
وانت اتمم العقد قبل أن اقطع رأسك وقف القاضى بخوف ثم رفعه يده ووضعها فوق يد شيفان وزافيرا
كانت الريح حملت رسالة زافيرا إلى خاطر
عندما أخبرها ان تنطق اسمه عندما تسوء الأمور كان يعى ما يفعل فعلا، راهن على حب زافيرا وربط بها تعويذه لا يمكن أن تكسر عندما تنطق اسمه لابد أن يكون حاضر
رغم الجنود والجيش والجان كانت عينى زافيرا معلقه على بوابة القصر
لقد وعدها خاطر ان يظهر عندما تنطق اسمه وها قد فعلت
امام البوابه سمع صوت صراخ وعويل قبل أن ترتج الأرض وتتحطم البوابه وتطير أجساد جنود الجان فى كل مكان
ثم ظهر خاطر يشق صفوف الجان بسيفه مثل الاعصار
عندما وصل إلى تعريشة الزواج امام كل النبلاء والمرده والجان
صرخ خاطر اظن ان أسمى ذكر هنا؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سلانديرا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *