روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق البارت السابع والثلاثون

رواية غفران هزمه العشق الجزء السابع والثلاثون

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة السابعة والثلاثون

___ بعنــــوان ” لهفـــــــة قلـــــــــوب هــــــائمـــة” ___
وقف “عُمر” أمامه منكمش فى ذاته بسبب الخوف ويضم يديه المُتشابكتين للأمام ويطأطأ رأسه للأسفل مُتحاشي النظر إليه، نظرت “فاتن” إلى رأسها وهى فى خدمته منذ أن كان فى الثانوية وتعرفه جيدًا فلن يغفر هذا الخطأ أبدًا، تحدثت بخفوت:-
_ لو خايف عليها روح لها قبل فوات الآوان، متزودش عليها المواقف الصعبة اللى متلاقكش فيها جنبها لأن لما تتقابلوا وتتعاتبوا هتعد كل المواقف دى وهتقولك أنا كنت لوحدي وأنت ملافكش وجود فيهم
رفع “غفران” حاجبه بغرور شديد ثم قال بحزم:-
_ أتجرأت أوي يا فاتن
طأطأت رأسها هى الأخرى أرضًا من رده الحاد وألتزمت الصمت مما جعله يحملق بهم الأثنين وقال:-
_ بقيتوا تقرروا المهم واللى مش مهم فى حياتي، بتقرروا أرجع وأقول أى كأني ماليش لازمة وأنتوا بتأخدوا قراراتي بدلي
_ محصلش يا …..
قالها “عُمر” ليقاطعه “غفران” بحدة شديدة قائلًا:-
_ أخرس يا عُمر…
حدق الأثنين فى أعين بعضهما بغضب ناري ثم وقف “غفران” من مقعده ليقول:-
_ خلى سمير يجهز العربية، أنا طالع أغير هدومي
صعد للأعلي فنكز “عُمر” هذه المرأة فى ذراعها بضيق ثم قال بخنق:-
_ عجبك كدة، كله من لسانك يا فاتن
تأففت بضيق من حديث “عُمر” وعينيها عالقة بالدرج حيث صعد “غفران” وقالت بلطف:-
_ بس فى الأخر طلع يغير وهيروح لها …..
_________________________
توقفت “ليلي” بسيارتها أمام منزل “قُسم” ثم ترجلت والدتها مع “قاسم” يساندان “قُسم” ويديها بها الكانولا الطبي فأقترب “حازم” بسرعة من “صفية” وقال بلهفة:-
_ عنك يا مرات خالي، أنا هسندها
دفعت “صفية” يده بضيق وهى تحمل بداخلها غضب يكفي ليزيده هذا الأحمق وقالت:-
_ شكرا يا سى حازم مش عايز منك حاجة
ترجلت “ليلي” بعد أن صفت السيارة أمام العمارة وتحدثت بحدة مع “حازم” قائلة:-
_ هو أى تلزيق وخلاص، ما تخلي عند اللى خلف كرامة
أتسعت عينيه من شجاعة هذه الفتاة التى على وشك ضربه وسط الشارع وقال بحدة:-
_ أى دا ، إنتِ عبيطة يا بت ولا أى؟ إنتِ مين أصلًا؟
_ أنا اللى هتديكي بالشبشب على خلقتك لو محترمش نفسك
قالتها بحدة وجرأة لم تخشيه أو تخشي سجله الإجرامي بعد أن سمعت من “قُسم” حكايته سابقٍ، دلفت معهم إلى العمارة وهى تسمع يصرخ من الخارج قائلًا:-
_ طب لو بنت راجل أنزلي وأنا هوريكي مين اللى هيدي مين بالشبشب
لم تجيب عليه وصعدت للأعلى مع صديقتها وجعلتها ترتاح فى سريرها ثم خرجت من الغرفة تتحدث مع “صفية” و”جميل” الذي يجلس على الأريكة بسبب ضعف جسده:-
_ أنا هنزل أجيب لها الأدوية وأشوف أى حد فى الصيدلية يعلق لها المحلول
أوقفتها “صفية” بخوف من جلف “حازم” وقذرته حين مسكتها من يدها وقالت بقلق:-
_ لا، خليكِ إنتِ يا بنتى وقاسم هينزل هو راجل أهو، بلاش تنزل إنتِ حازم قليل الأدب وأنا أخاف عليكِ
تبسمت “ليلي” بعفوية دون خوف ثم قالت بشجاعة:-
_ متخافيش يا طنط أنا بنت أه لكن بمية راجل، البنت اللى تنزل من بيتها وتحفر فى الصخر زى الراجل وتعافر عشان لقمة العيش ميتخافش عليها
ربتت “ليلي” على ذراعها بلطف وخرجت من الشقة لتنادي “صفية” بقلق على طفلها وقالت:-
_ قاسم… ولا يا قاسم
خرج من المرحاض بتعجل خائفٍ ان يكون حدث شيء لأخته ويقول:-
_ ايوة يا ماما
_ أجري ألحق ليلي ومتسبهاش لوحدها لحد ما ترجعوا أنا مش عايزة مشاكل مع حازم كفاية وقفت البنت معانا
قالتها بجدية ليركض “قاسم” للخارج، نزلت “ليلي” الدرج بهدوء وهى تلعب فى هاتفها وتتصل على “عُمر” حتى أجاب عليها وقالت:-
_ أي يا بيه، طب أتصل وأسأل عليا مش كدة… اهتم يا عُمر شوية هو أنا اللى هعلمك
تحدث بضيق وهو يقف أمام سيارة “غفران” ينتظره بغضب:-
_ معلش يا ليلى، خبر مرض قُسم قلب الدنيا وخلاه يشيط فينا كلنا
تبسمت “ليلى” بلطف وقالت:-
_ لا يا سيدي طمنه ، أنا لسه مروحة قُسم البيت والدكتور طمننا الضغط واطي شوية بسبب المجهود وقلة الأكل وعلقنا محاليل بسبب مقاطعتها للأكل
خرج “غفران” من القصر مع حديثها فتبسم “عُمر” بلطف وصعدوا للسيارة معًا وهو يقول:-
_ طب كويس طمنتيني يا ليلى، يعنى أنتوا فى البيت دلوقت
أومأت إليه بنعم وهى تخرج من العمارة فى اللحظة التى وصل فيها “قاسم” إليها، وقفت أمام سيارتها بغضب يأكل قلبها حين رأت مرآة السيارة مكسورة فكزت على أسنانها بغيظ وتحولت نبرتها الهادئة إلى غضب وقوية حين قالت:-
_ هو متخلف!!
أجابها “قاسم” بدهشة من فعل “حازم” وقال:-
_ حازم اللى كسرها مش كدة
ألتفت إلى محل “حازم” ورأته يقف بالخارج مُبتسمٍ وهو يشاهدها و”عُمر” يتحدث على الهاتف بقلق:-
_ فى أى يا ليلى؟
لم تجيب عليه بعد أن انزلت الهاتف عن أذنها ثم أقتربت من “حازم” بضيق شديد وقالت:-
_ أنت قد اللى عملته دا؟
_ مش عملته يبقي قده، ولا إنتِ يا صعلوقة فاكرة أن الأفعال بوق وإنكِ تعرفي تديني بالشبشب
رفعت سبابتها فى وجهه ثم قالت بتهديد واضح:-
_ وأديك بالجزمة كمان لأنك راجل قليل الأدب… لا ، راجل أى دا أنا أسفة للرجالة
رفع يده من الغضب وأوشك على لطمتها لكن وقف “قاسم” بالمنتصف ومسك يده بغضب ثم قال بتهديد:-
_ لحد هنا وكفاية… أنت راجل قليل الأدب ولم دنيتك كدة عشان ميتقلش منك أكتر من كدة … يلا يا ليلى
أخذها بعيدًا عنه فقالت بضيق:-
_ يلا أى، دا كسرلي عربيتي والله ما هسكت
_ خلصنا بقي هبقي أصلحهالك يا ستى من مصروفي
قالها “قاسم” بضيق فضحكت رغمًا عنها من رده وتذكرت أن “عُمر” على الهاتف لتُجيب:-
_ عُمر
أتسعت عينيها على مصراعيها حين صرخ فى أذنها قائلًا:-
_ دا حازم صح؟
أومأت إليه بنعم فضرب المقبض بيده وهو سمع أهانة خطيبته بنفسه وقال بحدة:-
_ متتحركيش من عندك يا ليلي، أنا جايلك
_غفران بيه معاك
سألته بمكر وصوت هامس بعد أن دخل “قاسم” إلى الصيدلية فأجابها “عُمر” بضيق وعينيه تحملق بـ “غفران” الذي يجلس فى الخلف من المرآة:-
_ اه
تحدثت بخباثة ونبرة عالية قوية:-
_ اه حازم كسرلي مرأة العربية الغبي
_وأنت أي اللى خلاكي تتعرضي لحازم عشان مجيش أفلق رأسك نصين
قالها بغضب وهو لا يفهم ما ترمي له فتاته المشاغبة، ومجرد ذكر اسم “حازم” سرق أنتباه “غفران” الذي يجلس فى الخلف فسحب الهاتف من أذن “عُمر” ليسأل بنفسه لكنه قبل أن يسأل جاءه الجواب منها حين وضع الهاتف على أذنه وسمعها تقول:-
_ والله ما ما أتعرضت له يا عُمورة، هو اللى راجل قليل الأدب وكان عايز يشيل قُسم ويتلزق فيها وهى تعبانة وليه وليه أنى بقول أحترم نفسك ، شاط فيا وقل أدبه وكسرلي عربيتي ويقولي إنتِ مني أصلًا دى حبيبتي … حبه برص الصراحة عصبني وهو بيقول عن قُسم حبيبته وبيصطاد فى المياه العكر
كان يستمع للحديث وأغلق قبضته بأحكام مما تقوله وهذا الرجل يعترض طريق حبيبته وتجرأ على الرغبة فى حملها وضمها ولم يكتفي بل يقول عنها حبيبة لقلبه فكز على أسنانه من شدة الغضب ونار الغيرة تحرق قلبه من الداخل فقال بحدة :-
_ هو قال كدة
أنتفضت من مكانها حين سمعت صوته فهى تحدثت حتى ينقل “عُمر” الحديث له ولم يسمعه بنفسه وقشعر جسدها بقوة من صوته القوي ثم تلعثمت فى حديثها قائلة:-
_ اه وأكتر والله يا مسيو غفران
خرج “قاسم” من الصيدلية وقال:-
_ يلا بينا، البنت دى هتيجي تعلق لها المحلول
أومأ إليه بنعم وصارت مع “قاسم” للمنزل ومعه الفتاة، تحدث “قاسم” بحدة قائلًا:-
_ لما نوصل ملاقكيش دعوة بحازم مش هحوشه عنك تاني هسيبه يضربك
_ طب خليه يجرب يضربني وأنا أقطع له أيده
قالتها بعناد ليُجيب “قاسم” بحدة:-
_ ما خلصنا بقي هو شوية إنتِ وشوية قُسم، أرحموني أنا بقيت عامل زى البود جارد وموريش غير خناق مع حازم
كانت “ليلى” تستمع لأنفاسه الغاضبة فى الهاتف وهو على وشك ألتهام “حازم” من أفعاله لتقول بخباثة:-
_ ما هو اللى راجل زبالة وبيصطاد فى المياه العكر وعمال يتلزق فى قُسم، ما يخلى عنده دم واحدة ومش عايزاه
_ بس هو هيموت عليها واه معندوش دم يا ليلى بس حازم عمره ما سابها فى ضيقة زى ما البيه بتاعكم عمل وسابها ولو حازم بيصطاد فى المياه العكرة يبقي سي غفران بتاعكم هو اللى عكرها وفتح له الباب أنه يتلزق لما ساب قُسم، حازم زبالة وفيه كل العبر المعفنة لكن البيه بتاعكم أزبل منه ودس علي قلبها بالجزمة وبجبروته
قالها بضيق مما أشعل نيران غضب “غفران” أكثر وهذا الولد يقارنه بـحثالة كـ “حازم”، بل يفضل الحثالة عنه ، أنهي الأتصال مع وصول سيارته أمام منزلها ليرى “ليلى” التى تعرف عليها من ملابسها تقترب من المنزل مع “قاسم” والصيدلانية، تحدث “عُمر” بهدوء قائلًا:-
_ ممكن انزلها
_ حقك
قالها بهدوء وجلس يقرب الوضع من بعيد، وهناك رجال كثيرة لا يستطيع أن يميز “حازم” منهم، لكن مع وصول “عُمر” سيعرفه جيدًا فحتمًا سيرد “عُمر” حق محبوبته، رأت “عُمر” أمامها فتبسمت بعفوية وقالت:-
_ عُمر
_ بدأنا.. تعالي يا دكتورة
قالها “قاسم” وصعد مع الفتاة ، وقف “عُمر” يحملق بفتاته وبسمتها تنير وجهها بينما هو الغضب يحتله حملق فى سيارتها والمرآة المكسورة على الأرض وتذكر فرحتها حين أشترت سيارتها بالتقسيط من شركة “غفران” ورفضت أخذها كمكافأة وهذا الأحمق تجرأ على كسرها، سألها بهدوء شديد:-
_ هو اللى كسرها؟
تلاشت بسمتها بلطف وخوف فهل جاء لأفتعال شجار لتقول:-
_ خلاص يا عُمر، أنا هزته بما يكفي
أخذ المرآة من الأرض بهدوء وأقترب من “حازم” وحين وقف أمامه، عرف “غفران” أخيرًا من من هؤلاء هذا الأحمق الذي يتصدر لحبيبته وتجرأ على طلب حملها، وقف “عُمر” أمام “حازم” بالمرآة وقال بهدوء يكبح خلف بركان غضبه:-
_ أنت اللى كسرت المرآة؟
نظر إلى “ليلى” بضيق ولم يكن يعرف أنها حبيبة هذا الرجل، لكنه يتذكر وجه “عُمر” جيدًا فهذا الرجل هو من ضربه وأوشك على قتله بأمر من “غفران”، رفع رأسه بغرور مُصطنع وقال:-
_ اه عشان متطولش لسانها بعد كدة وتتعلم ….
لم يكمل كلمته بسبب لكمة “عُمر” التى أوقعته على الكرسي الخشبي الذي كان يجلس عليه فمسكه “عُمر” من قميصه مرة أخرى وقال:-
_ أنا بقي لازم أعلمك متطولش لسانك ولا عينيك على واحدة
لكمه مرة أخرى وبدأ الجميع يتجمعوا حولهم وصوت الشجار ملأ المكان و”عُمر” لم يغفر له او يرأف به للحظة فظل يلكمه بقوة وقال:-
_ ما دام البلطجة هى الحل عندك، أنا بقى جاى أربيكي التربية اللى خلفوك مربهوش لك، عشان لو كنت أتربيت كنت عرفت أنك متستقوش عضلات على بنت
لكمة مرة اخرى وقال بجدية:-
_ هى البلطجة الحل لأمثالك
أخذها من يدها إلى السيارة وشغل محركها بقوة وهى تقول بقلق:-
_ أنت هتعمل أى يا عُمر؟….
لم يُجيبها بل أدار السيارة ودخل بها فى محل “حازم” الزجاجي حتى أصبح مجرد حفرة من الزجاج المنثور، نظر من النافذة على “حازم” وهو جالسًا على الأرض من كثرة الضرب وقال ببرود شديد مُقلدًا أياه:-
_ سورى عشان تتعلم مطولش لسانك بعد كدة
غادر بالسيارة مع محبوبته بعد أن هدم المحل على رأس “حازم” فقط مقابل مرآة سيارتها، فلم يخلق بعد من يتجرأ على محبوبته ورغم دهش “ليلى” مما فعله الآن ومشاهدتها لـ “عُمر” وهو يضربه لكنها قطعت الصمت بينهما بضحكة قوية فنظر إليها وهو يقود السيارة بدهشة من سبب ضحكها:-
_ بتضحكي علي اى؟
_ عُمر أنت بتضرب حلو أوى، وشكلك مُثير جدًا وأنت بتضرب
قالتها بحماس شديد وسعادة تغمرها فأوقف السيارة جانبًا ونزع حزام الأمان بينما يقترب منها بعفوية وقد تلاشي غضبه الآن، قال بنبرة هادئة وعينيه تحملق بفتاته المشاغبة:-
_ شكلى أي؟..
تنحنحت بحرج منه وعينيها تتجول بعيدًا عنه بعد أن أحمرت وجنتيها من شدة الخجل وقالت بهمس:-
_ بس يا عُمر ، أتلم
تأفف بضيق شديد مُصطنع ثم عاد إلى مقعده وقال:-
_ أتلم يا عمر … أتلمت أهو
ضحكت بعفوية خاجلة من قُربه لينظر إلى بسمتها الجميلة التى أثرت قلبه فشغل محرك السسارة من جديد وقال بحماس:-
_ لا مش قادر على كدة، أنا لازم أحدد ميعاد للفرح دا عشان مش هحوش نفسي أكتر من كدة
_ أنت مجنون
غمز إليه بحُب وقال:-
_ بيكِ
أخذ يدها فى يده وتشابكت بأحكام فى عناق طويل دافئ…
ظل “غفران” يراقب منزلها من بعيد وخصيصًا بعد أن طلت محبوبته من النافذة مع صوت تكسير المحل والزجاج، رآها تقف فى الأعلى ويدها بها المحلول الطبي بسبب مرضها، ظل يحملق بها بأشتياق ناري يحرق صدره الآن لتسرق منه النظر إليها حين عادت للداخل فتحدث بهدوء:-
_ أطلع يا سمير
أومأ إليه بنعم وتحرك بالسيارة بينما “غفران” يغمض عينيه يسترخي فعاد للقصر وكانت “نالا” تتحرك ببطيء شديد وخلفها “همس” تراقب حركاتها وبمجرد أن رأى “نالا” قال بحدة:-
_ فاتن
جاءت ركضًا من الداخل ليقول بغضب :-
_ خدي نالا وديها لأمها أنا مش عايزاها فى قصري
عقدت “فاتن” حاجبيها بعدم فهم وقالت مُتمتمة :-
_ أمها أى؟ الله يرحمها
_ نالا أمها قُسم
قالها بحدة ويكز على أسنانه بغضب سافر ومُنذ أن دخلت “قُسم” حياته وأصبحت هى أم “نالا” فأومأت إليه بنعم وقالت:-
_ حاضر الصبح أوديها
صعد إلى الأعلى وألقي بجسده على الفراش بتعب شديد ونظر إلى صورة “قُسم” الموجود على الحائط بأشتياق وجسده مُنهك من الفراق ولم يعد يحتمل هذا البُعد …….
________________________
توقفت سيارة “نورهان” أمام الشركة لتترجل “نورهان” منها و”رزان” تغلق الباب وراءها، تقدمت “نورهان” خطوتين فأهتز جسدها بتعب وبدون أن مقدمات سابقة سقطت على الأرض فاقدة للوعي مما جعل “زران” تصرخ بذعر وتجمع رجال الأمن حولها وهى على الأرض فاقدة للوعي فصرخت “رزان” فى رجال الأمن ليحملوها قائلة:-
_ هاتوها على العربية بسرعة
وضعوها فى السيارة وأنطلقت “رزان” بسرعة جنونية على المستشفى فوحدها من تعرف بمرضها والخوف تملكها أن يكون الورم قد بدأت يقتلها بالبطئ…..
________________________
وقفت “قُسم” أمام “فاتن” بدهشة و”نالا” معها، مُندهشة من طرده لطفلته وهو لا يرغب بها، تحدثت “فاتن” تقاطع شروده وصدمتها:-
_ أنا مقدرش أرجع بيها، غفران بيه حالف لو رجعت بيها أنا وهى هنحصل كندا
تحدثت “صفية” بحدة صارمة قائلة:-
_ ما يكش تموتوا إحنا مالنا مش كفاية اللى عملوا فى بنتي كمان هربيله بنته
قاطعت “قُسم” بحزن شديد قائلة :-
_ نالا بنتي يا ماما، ومحدش بيرمي ضناه
فتحت ذراعيها بتعب إلى الطفلة لتركض “نالا” إليها تعانق نصفها السفلى باستماتة حتى سمعت “صفية” تقول:-
_ ما هو بيرمي ضناه أهو
_ وحشتيني يا مامي
قالتها الطفلة بهدوء لتدمع عيني “قُسم” بحزن فكل ما حدث فقط لأنها تمنت طفل صغير يناديها بماما والآن قد خسرته وخسرت حبيبها لكن جاءت هذه الطفلة تعوضها عن الوجع القائم بداخلها فجلست على ركبتيها بلطف وقالت:-
_ حقك عليا، أنا كان لازم أخدك وأنا ماشية ، أنا أسفة أنى سيبتك هنا مع راجل ميعرفش يعنى أى يحافظ على حبايبه
_ أحم أنا لازم أرجع القصر ، خلى بالك من نفسك يا مدام قُسم
أومأت إليها بنعن لتغادر “فاتن” فحملت “قُسم” الطفلة على ذراعيها رغم تعبها فلم تشفي بعد، تنهدت “صفية” بضيق وقالت:-
_ والله ما حد هيشلني غيرك يا قُسم
دلفت “قُسم” الفراش بتعب وصعدت به لتنام فجلست “نالا” قربها وبدأت تمسح على رأسها بحنان وقالت:-
_ متزعليش يا مامي
هزت “قُسم” رأسها بنعم فضمتها “نالا” بسعادة وحنان يغمر قلبها البرئ…..
_______________________
وصل “غفران” للمستشفى هادئًا بعد أن وصل إليه خبر نقل والدته إلى المستشفي وهو لا يبالي شيء فقابلت “رزان” تبكي بقوة وشهقاتها تملأ المكان مع اخته “تيا” التى جاءت إلى المستشفي مثله بعد أن أتصلت “رزان” بها ، تحدثت “رزان” بهدوء:-
_ دكتورة نورهان عايزة تتكلم معاك
_ متخافيش يا رزان دكتورة بسبع أرواح
قالها ببرود شديد ودلف إلى غرفة والدته ليجدها نائمة على الفراش والأجهزة تحيط بها، سحب المقعد وجلس بجوار والدته ليقول ببرود:-
_ قالولي إنكِ عايزة تقابلني ضروري
حدقت بأبنها ورغم حالتها السيئة وهى تصارع الموت أمامه لكنه ما زال باردًا معها ولم يهتم لأمرها فقالت بتعب:-
_ أنا السبب فى قسوتك دى، لو أنا السبب يبقي أنا أستاهل معاملتك دى
صمت ولم يُجيب عليها فقالت مُتلعثمة:-
_ أنا عمرى ما كرهتك يا غفران، عمرى ما قسيت عليك ولا بعدت عنك، مفيش أم بتكره عيالها
_ مكنتش القطة أكلت عيالها
قالها ببرود شديد لتقول بجدية:-
_ القطة بتأكل عيالها عشان فاكرة انها كدة بتحميهم من قسوة العالم، ما علينا عشان أنا محبش أنك تشوفني كدة، خلى رزان توديك الصحراوي ، الناس اللى هناك أديهم فلوس كتير تأمن حياتهم وفض المسكن كله واديهم حريتهم
_ نعم
لم يفهم شيء من حديثها فقالت بهدوء:-
_ أنا لو طلبت كدة من تيا هتأخدهم ليها وهتتعامل معها بشر، أنا عارفة أنك مش هتقابل بالأعمال دى وعارفة أن قوتك فى طريقك المضبوط ، دى أمانة وأدي رزان فلوس كتير يا غفران، امن لها حياتها الجاية كلها مقابل خدمتها ليا، شالتي وعيطت عليا أكتر من عيالي اللى المفروض يورثوني
تنحنح بهدوء وهو يستمع لوالدته التى تنقل له وصيتها وكأنها تودعه فقال ببرود:-
_ إنتِ هتقومي يا دكتورة ولما تقومي أعملي اللى عايزاه كله وأبقي أحرمني من الورث لأني معيطتش عليكِ
ضحكت بخفة عليه وقالت:-
_ قال يعنى غفران الحديدي محتاج أنه يورثني، أنت أسمك لوحده ثروة.. أنت تملك ثروة أنا وأبوك وأجدادنا معملنهاش، أنا معملتش ربع ثروتك لكني عملت الصحراوي اللى يدوس على أى حد يقف قصادي .. رجالة تأكل الحديد…
_ بعدين!!
تحدثت بحزن شديد ونبرة دافئة كانها تودعه وداعها الأخير:-
_ متزعلش منى يا غفران، أنا حقيقي عمرى ما عرفت أنى أذيتك اوى كدة، انا مش مدركة شعورك وأنت قاعد قصادي ومش قادر تشوفني ولا قادرة أستوعب أن طول السنين دى والعمر كله بتعاني بسبب أمك الغبية لكن صدقني وقتها أنا كنت مكسورة وموجوعة من خيانة أبوك، مكنش قصدى أذيك
_ كلنا بنغلط ونقول مكنش قصدي مبتفرقش كتير يا دكتورة
قالها بهدوء فدمعت عينيها بحسرة وقالت:-
_ حتى دلوقت رافض تقولها ، قولى يا أمى مرة واحدة يا غفران ، أنا أمك
_ أنا أمي راحت مع عيني اللى راحت
قالها بقسوة وتحجر قلب، لتدمع عينيها أكثر وقالت:-
_ مش مهم ، مش مهم أنا برضو مش زعلان منك وبتمني ربنا يعوضك بعيل عشان تعرف غلاوة الضنا يا غفران يمكن وقتها تسامحني مع أنى جايباك هنا عشان نفسي تسامحني مش عايزة أمشي من هنا وأنت زعلان مني، سامحني
وقف لكي يغادر الغرفة ببرود مشاعر وهو لم يرى عينيها المُنكسرة بفضلها لم ولن يجرأ على رؤية شيء من الملامح، دلفت “رزان” و”تيا” إليها وقبل أن يغادر الرواق سمع صراخ أخته وهى تنادي باسم امها ليُدرك أن هذا كان اللقاء الأخير وكلماتها الأخيرة كانت طلبت الغفران لكنه أخر شخص يستطيع فعل ذلك فلم يكن كأسمه “غفران” …..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *