روايات

رواية لم يكن تصادف الفصل التاسع عشر 19 بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف الفصل التاسع عشر 19 بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف البارت التاسع عشر

رواية لم يكن تصادف الجزء التاسع عشر

لم يكن تصادف
لم يكن تصادف

رواية لم يكن تصادف الحلقة التاسعة عشر

كانت واقفة بتملى ميه من الكولدير و هي بتغني، و فجأة اتفتح الباب و دخل شاب حول رقبته سماعة طبية و فى ايده بعض ملفات المرضى، اول ما شافها زعق لها و قال:
– مين سمحلك تدخلي هنا، انتي مين أصلًا!
اتكلمت بإحراج:
– أنا مس يارا، كنت بدور على مكان أملى منه الإزازة و…….
منعها تكمل و قال بتكشيرة:
– شكلك كدا جديدة في المستشفى هنا، عمومًا يا مس دي اوضة الدكاترة و مش مسموح للتمريض يدخلوها طالما إحنا مش موجودين، ف خلي عندك ذوق بعد كدا…..
قاطعته هي المرة دي و قالت بعصبية:
– حيلك حيلك، أنت بتزعق كدا ليه؟ هو أنت عشان دكتور يعني ف تشوف نفسك علينا و لا ايه! انا معايا كلية زي ما انت معاك كلية و بشتغل في المستشفى دي زي ما انت شغال فيها.
زعق عمر و قال:
– احترمي نفسك يا مس، فوق ما انتي غلطانة كمان لسانك طويل، أنا هشتكيكي لإدارة المستشفى و هتشوفي هعمل ايه…..و اتفضل اخرجي من هنا.
جزت على سنانها بضيق و مشيت، و هو دخل حط الملفات على المكتب و في الوقت ده دخل دكتور زميله و هو بيقول:
– في كام حالة كدا حاسس إن مفيش أمل منهم.
اتكلم عمر بعصبية خفيفة:
– مش ناقص فالك الوحش يا أحمد.
استغرب احمد طريقته، فسأله:
– حصل معاك حتى ضايقتك و لا ايه؟
– ايوه في مس كدا شكلها جديدة لسانها طويل و قليلة الذوق دخلت الاوضة و احنا مش موجودين.
أحمد قال بسرعة:
– اوعى تكون قولتلها حاجة؟
– ايوه طبعًا زعقتلها.
– يا نهارك ابيض، دا البنت تعين جديد و كانت بتدور على كولدير تملى منه الإزازة بتاعتها و انا اللى سمحتلها تدخل، و بعدين يا عمر دا مش بيتك عشان تزعق لها، حتى لو دخلت من غير إذن هي هنا زيها زينا…. و بعدين هو أنا اللي هقولك ما انت بتعامل الكل حلو سواء كان تمريض أو دكاترة عمرك ما زعلت حد.
عمر بتبرير:
– هي اللي لسانها طويل يا أحمد و زعقت قصادي.
أحمد بصله بشك، ف عمر كمل و قال:
– خلاص يا سيدي أنا كنت متعصب أصلا و زعلان عشان الحالة اللى في العناية دي و اهو جت فيها بقى، و هي يعني متوصيتش.
ابتسم أحمد وقال:
– حرام عليك هتكره البنت في الشغلانة و هي اصلا جاية عندها رهبة و خايفة.
اليوم فات من غير احداث مهمة و تاني يوم، كانت قاعدة ما زميلتها في اوضة العناية و لقت ممرضة جاية من مستشفى تانية و معاها عرض لحالة على دكتور العناية، ف يارا اخدت منها التذكرة و راحت خبطت على اوضة الدكاترة كتير و لما محدش رد، رجعت تاني للممرضة و قالت:
– معلش يا مس بس دا شكلهم مش موجودين، محدش بيرد.
– معلش حاولي تاني لأن الحالة فعلاً تعبانة و لازم تدخل العناية بسرعة.
رجعت يارا تاني و المرة دي خبطت و دخلت علطول، و من حظها السيء كان عمر اللي جوا و لما شافها قال بعصبية:
– بردو مفيش ذوق، مش المفروض تخبطي الأول؟
قالت يارا بضيق:
– على حسب علمي إن دي مستشفى و دا مكتب مش اوضة نوم، و بعدين بخبط بقالى ساعة و أنت مش بترد، فقولت اشوف هنا حد و لا لاء ممكن مثلاً حاطط سماعة في ودنك.
عمر بغضب:
– دا مش مبرر لتصرفك، و بعدين أنتي إزاي بتتكلمي معايا كدا، أنا الدكتور المسؤول هنا.
يارا باستفزاز:
– دكتور!…..بتبيع ايه يعني؟!
كانت بتسخر منه في كلامها و دا عصبه جدًا فزعق بصوت عالي:
– اخرجي حالًا من هنا، و مش عايز اشوف وشك عشان و الله المرة دي هتسبب في فصلك.
يارا بعصبية:
– خارجة يا اخويا هو أنت يعني بتخرجني من الجنة!
بعد ما قفلت الباب افتكرت التذكرة بتاع الحالة اللي معاها، فضربت جبهتها و قالت:
– يخربيتك يا حي*وان نسيتني أمر الحالة.
راحت ندهت الممرضة اللي جابت التذكرة و طلبت منها تدخل بيها هي، و بالفعل دخلت و عمر كان كويس جدًا و ذوق في التعامل و قام خرج معاه عشان يقيم الحالة بنفسه.
أما يارا لما شافته ماشي مع الممرضة و بيتكلم بهدوء، اتكلمت بصوت واطي:
– طب ما أنت كويس اهو و بتتكلم من غير زعيق، و زمايلي اللي في العناية بيشكروا فيك امال بتزعق لي أنا ليه!
فات كام يوم و لا هي طايقاه و لا هو طايقها و كل ما يشوفوا بعض يلفوا وشهم بزهق.
كان عمر قاعد في العناية و يارا دخلت تلبس عشان جه وقت خروجها و لما رجعت تعرف زميلتها اللي معاها مكنتش موجودة، لكن لما عمر شافها قال بجدية:
– تعالي يا مس ساعديني عشان نركب سنتر للحالة.
مكنش عندها مانع بس حبت تضايقه فقالت:
– لاء أنا الدوام بتاعي خلص، خلي سماح تساعدك….انا مطبقة من امبارح و عايزة أنام.
– مس سماح خرجت تشوف تجيب د*م للحالة.
– خلاص مستر محمود يساعدك.
– محمود راح يجيب التحاليل.
يارا بدون اهتمام:
– خلاص استنى حد فيهم لما يرجعوا أو استنى نصاية كدا و هتلاقي الي في الشفت المسائي وصلوا.
عمر برفض:
– لاء طبعًا مقدرش استنى، انا ورايا حالات تانية همر عليهم دا غير إن معاد الزيارة كمان نص ساعة يعني مينفعش استنى.
يارا بمشاكسة:
– عارف لو دكتور أحمد اللي بيطلب مني كنت ساعدته فورًا، إنما أنت لاء مساعدتك محتاجة تفكير.
عمر بضيق:
– بلاش تستفزيني.
يارا بإصرار:
– و الله لو دكتور أحمد مقدرش ارفض أصلا حتى لو هيرن عليا يرجعني من نص الطريق.
عمر:
– يا مس متستفزنيش، اشمعنا دكتور أحمد يعني اللي بتحبي تساعديه.
يارا بتفسير:
– دكتور أحمد دا محترم جدًا يطلب منك المساعدة بذوق كدا، و مثال مُشرف للأطباء.
عمر بتكشيرة:
– و أنا يعني قليل ذوق!
– أنا مقولتش كدا، بس اقولك خلاص هساعدك يلا الأولوية لمصلحة الحالة طبعًا، لكن لو عليك و الله ما هساعدك أبدًا.
و بالفعل بدأت تساعده، و بعد ما خلصوا انتبهوا لإنذار جهاز المونيتور الخاص بحالة تانية، فجريوا بسرعة عشان ينقذوها لأن خلاص قلبها بيقف، لكن مقدروش و قلبها وقف، فبدأوا بسرعة في عملية الإنعاش الرئوي، الاتنين كل واحد منهم في دور اكتر من نص ساعة بيحاولوا و مفيش نتيجة.
و في الوقت ده باقي استف التمريض كان وصل اللي جاب د*م و اللي جاب نتيجة التحاليل و لما شافوا الحالة جريوا يساعدوهم، لكن يارا رفضت تبعد عن الحالة و كذلك عمر اللي بيحاول بشدة عشان قلب الحالة ينبض من تاني و كما أجلوا وقت الزيارة و في الاخر الحالة ماتت.
و دي كانت اول مرة يارا تشوف فيها الوضع ده، أما عمر فطلب من باقي الاستف يخرجوا الحالة و يعملوا اللازم، في الوقت ده كانت يارا خرجت من بينهم و هما فكروها مشيت لأن شفتها خلص خلاص.
عمر بعد ما خرج و هو راجع مكتبه سمع صوت شهقات شديدة، فدخل من باب الطوارئ اللي جنب مكتبه.
كانت يارا قاعدة على السلم و بتعيط جامد، فعمر قال بهدوء:
– أنتي السبب….
بصتله بعصبية و وقفت عشان تتخانق معاه…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لم يكن تصادف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *