روايات

رواية سيطرة ناعمة الفصل الرابع عشر 14 بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة الفصل الرابع عشر 14 بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة البارت الرابع عشر

رواية سيطرة ناعمة الجزء الرابع عشر

سيطرة ناعمة
سيطرة ناعمة

رواية سيطرة ناعمة الحلقة الرابعة عشر

شعور الغضب النابع من الغيرة قوي لكن محاوله مداراته كانت قاتلة وهو لم يتمكن، هنالك قوة غليظة من نار تقبض على احشائه، تهري كبده.
فلم يستطع وتقدم منهم يقبض على ذراعها يجذبها بغلظه جعلتها تصرخ وهو يقول:
-بتعملي ايه هنا؟
وضعها خلف ظهره يخفيها…حركه لا اراديه من زوج مع زوجته جعلت الجمع يتوجس من تصرفه الذي لا يتناسب مع شاب وابنة عمته..ان كان فشقيقته أولى.
انكمشت ملامحها بألم وهي تفرك رسغها من قسوة قبضته عليها فيما بقى هو يناطح طارق الذي هتف:
-ايه ده …حد يتصرف كده
-وانت هتعرفني بقا اتصرف ازاي
كاد طارق ان يجيبه بحده أعلى لولا تدخل فاخر في الوقت المناسب محاولاً تصحيح كل الشكوك:
-صلوا على النبي يا شباب في ايه؟
صمتوا جميعاً يصلون على النبي فيما أكمل فاخر:
-ماعلش يا طاروقه هو ماهر كده حريص على كل بنات العيلة لانهم رقيقين موت ومش بيحبهم يتعاملوا مع الشباب برا.
ليتقدم حسني ابو العينين متفهماً ويقول:
-اه طبعاً طبعاً ونعم الأخلاق …هي الرجالة ايه غير غيرة على أهل بيتك؟
بادل حسني النظرات بينه وبين ابنه ثم قال:
-بس احنا خلاص بقينا اهل مش كده ولا ايه يا ماهر.
-اه طبعاً.
قالها ماهر على مضض ليصدح هاتفه برسالة من عمه يقول له:
-اتلحلح روح سلم على خطيبتك يا بيه قبل ما ياخدوا بالهم.
اغلق الهاتف بغضب…اخر همه الان من يدعونها بخطيبته..كل همه تلك البلوة التي ظهرت له من العدم كي تقلب حياته رأساً على عقب.
لقد بات متوولاً بها..تصيب قلبه وروحه بسحر عظيم..الا يكفي مافعلته ليلاً؟!
ألقى عليها نظره غاضبه ثم أشار على الكرسي خلفها وامر من بين أسنانه:
-تترزعي هنا ماتتحركيش…حسابك معايا عسير
جلست بخوف وحرج تراه يتقدم كم خطوة حيث وقف لجوار جميلة و والدتها يحييهم بهدوء.
انشغلت عيناه عنها لثواني…فقط ثواني وكانت قد اختفت.
ولم يستطع الصمت او الصبر فسأل من فوره:
-لونا راحت فين؟!
فجاوبته شقيقته:
-بتقول هجيب حاجة تشربها.
لم يستطع ان يفهم او يتحاور فقد خرج الطبيب من غرفة جده يقول:
-لو سمحتم عايز اتكلم معاكم ضروري
-خير يا دكتور…جدي حصله حاجة
-خير ان شاءالله اتفضلوا معايا على المكتب.
فسار معه كل من فاخر و ماهر وعزام فيما وقفت جميلة بجوار والدتها التي قالت:
-عجبك كده؟!
-في ايه بس يا ماما؟!
-مش شايفه طريقته ناشفه ازاي؟! كان ماله طارق ابن عمك.
-يا ماما طارق ايه بس ده زي اخويا.
-اخوكي..كتك نيلة عاجبك على ايه سي ماهر ده مش شايفه طريقته معاكي؟!
-ييي يا مامي…هو كده وفي رجاله كتير كده بتبقى تقيلة مووت وماهو من النوع ده وده الي محليه اكتر واكتر.
نفخت الام وجنتها تشعر بالنيران داخلها من سذاجة وحيدتها ثم هتفت:
-انا مش عارفة الي جوا دماغك ده مخ ذينا ولا ايه..دماغك دي مسوحاكي وهتسوحنا معاكي.
_________سوما العربي________
خرجت تشتم الهواء بعيداً عنهم..ماكانت بحاجة لشيء تشربه كما زعمت، بل فقط تحججت كي تغادر تلك الجلسة المسمومة .
وقفت في اشعة الشمس المنعكسة على ملامحها الجميلة تحاول اخذ انفاسها ثم تقدمت كي تجلس على أحد مقاعد الانتظار في حديقة المشفى.
اخذت نفس عميق تغمض عيناها ووجها ينعكس عليه أشعة الشمس يريدها وهج وضياء، فتحت عيناها فجأة لتجد من يجلس لجوارها،طارق أبو العنيين بذات نفسه، يتأملها بتوله كأنه لأول مرة يرى فتاة بكل ذلك الجمال…وهو بالفعل كذلك.
تراجعت للخلف متفاجئة من وجوده معها وهو بقى مبتسم بإنسحار ثم ردد:
-حرفياً انتي احلى بنت ممكن حد يشوفها في حياته.
-ششكراً
-العفو…بس…
صمت بعجز…حاله يعبر عنه…هو عاجز عن وصف انبهاره بها…عن وصف حالته حين رأها اول مرة لكنه اكمل:
-انتي جميلة قوي يا لونا..وتجذبي..حتى اسمك حلو…انا عملت سيرش كتير لحد ما وصلت لمعناه.
صرح و وضح انه مهتم لأبعد حد وقدّ شغلته حتى بعدما غادرته…تركت أثرها داخله وظل يبحث عنها..وشئ بداخلها اهتز من سماعه صوته وهو يهمس معجباً:
-لونا بالإيطالي يعني القمر.
شملها…بل أكلها بعيناه اللامعه بلمعة محببة …لمعة إعجاب رجل بفتاة..لا…ليس كذلك بل كان ينظر لها كمن ظل يبحث عن شيء هو نفسه لا يعلمه وقد وجده أخيراً.
وهي كانت ترى وتلتقط كل ذلك بسهوله…صدق الإحساس وصلها.
لكن صمتها لم يروقه…يريد سماع صوتها وان تشاركه حديثه لذا همس:
-أنا مضايقك؟ اه سوري انا جيت وقعدت معاكي كأنه امر واقع…تحبي أقوم؟
اهتزت من كياسته وشياكته في التعامل…كأنه حضر من عالم اخر كان على النقيض تماماً.
فردت سريعاً:
-لأ ابداً…وحضرتك شخص لطيف جداً على فكرة.
تنهد بارتياح…كلامها كان جواز عبور بالنسبة له واختصر عليه مسافات طويلة.
تأملها مبتسماً بإعجاب وسعيد بل منشرح الصدر يعلم ان القادم افضل لو كانت معه فيه ثم همس:
-بصراااحة… انا مش كدة بالظبط…لكن انا كده دلوقتى لاني بتعامل معاكي يا لونا…انتي لازم تتعامل معاملة الألماظة النادرة…من اول ماشوفتك وانا حاسس انك هانم..لأ..أميرة…صح هو كده بالظبط ليكي طلة الملوك …انتي اتخلقتي عشان تكوني ملكة.
حديثه جميل وراقي من يسمعه كان سيطير فوق السحاب لكن مع لونا كان الوضع مختلف….طارق وحديثه نزلوا عليها كضربات موجعه…وكأن القدر يعاندها…يقف أمامها يخرج لها لسانه.
لقد جاء الشخص المناسب بالتوقيت الخاطئ وقد أضحت (مدام ماهر الوراقي) وهي تعلم ذلك تمام العلم..وكل مايحدث ويقال يزيد من حسرتها أضعاف.
قلبها يُشق بسكاكين حادة من كلامه المهذب ووصفه الراقي لها..ماهر يصفها بالعاهرة تغوي الرجال وطارق يخبرها أنها ملكة.
أغضمت عينها بتعب تسأل الله هل من خلاص…مع إغماضها لعيانها كانت تتمنى لو انسدّت إذنها ايضاً عن سماع كلامه اللطيف بحقها…يشعرها بنفسها وبأنوثتها المبالغ فيها…كان كثير عليها كل ما يحدث.
لكنّها لوهلة فتحت عيناها والتفت له تراه وتسمعه…كان طارق وسيم بجسم عضلي طويل وعريض..شعره طاير من الأمام قليلاً لكن لم يقلل من وسامته…كلامه بلسم ينعش روحها.
يضعها بحالة تمنت دوماً أن تعيشها…ترى في ذلك حق لها…الحب والحياة من حق الجميع وخصوصاً هي فهي لم تفرح في حياتها ولا بشبابها وجمالها الذي لم يدر عليها سوى الكره والنبذ والمصائب.
بحرمان شديد بدأت تبتسم لطارق توسع أذنها كي يدخل كلامه لمسامعها جيداً ربما عوضها عن كل ما سمعته من ماهر وعمها..تشرب وجدانها به …انها فتاة جميلة أنثوية ومغوية وأي رجل يتمنى لو كانت بحياته…ذلك ما تريدة…ما كانت تبحث عنه وماتريد معايشته..اليس من حقها…
تنصلت من الواقع وانفصلت عنه…ستنسى انها باتت زوجه لماهر ولو لوقت قصير خاص بها…وستسمح لنفسها بالإستمتاع بذاك الشعور الرائع الذي يدخلها فيه طارق…أليس من حقها وهي التي عاشت محرومه من الكلمة الطيبه طوال حياتها.
إبتسامتها والتفافها له كانا إشارة أكثر من جيدة توحي بالقبول من ناحيتها…فتنهد براحه وانبسطت ملامحه ثم أخذ يحدثها عن نفسه.
________سوما العربي_________
في غرفة الطبيب.
جلس ثلاثتهم متفاجئين مما اخبرهم به الطبيب ليسأله ماهر بنكران وعدم تصديق للحقيقة:
-يعني ايه؟
فجاوب الطبيب:
-للأسف دي تاني جلطه في خلال فترة قصيرة جدا ومحمد بيه من الأساس بيعاني من الشيخوخة وتقدم العمر يعني الحاجة الي الجسم العادي يستحملها هو مايستحملهاش فما بالك ان بالاساس جلطين ورا بعض لشخص عادي..الجلطة الأولى لحقناها ودوبناها لكن المرة دي الوضع صعب …
-عشان كده اتأخر في انه يفوق.
-لا خو يعتبر فاق وفتح عينه بالليل بس احنا منيمينه وبنحاول ننيمه لأطول وقت مؤقتاً لحد ما الحالة تستقر اكتر ونبعدها عن اي حاجة ممكن تأثر بالسلب عليه وطبعاً مش محتاج افكركم ان التعامل معاه لازم يكون بحذر شديد ومايتعرضش لأي انفعال او خبر وحش ولا حتى فرحه زيادة عن اللزوم كل ده خطر عليه على الأقل دلوقتي.
نظر ثلاثتهم لبعضهم ثم خرجوا بصمت من عند الطبيب وكاد فاخر وعزام أن يتحركا الا ان ماهر لزم يد فاخر يقول:
-الراجل نايم لا حول له ولا قوة يعني بلاها الي في دماغكم.
ضيق فاخر عيناه ثم قال بحاجب مرفوع:
-طالما لسه ماحولش حاجة للبت دي فأنا هوقف حاضر…انا مش ابن حرام بردو مش هبقى عايز احجر عليه من الباب للطاق كده…
لكنه أشهر أصبعه محذراً ماهر:
-لكن لو عملت الي في دماغك ومارجعتش فيه هتبقى كأنك بتقولي يا عمي دوس واعمل الي انت ناوي عليه واديك شايف جدك مش حمل وقعه جديده …أظن الرسالة وصلت.
أسبل ماهر جفناه بتعب يدرك ثم همس بتعب وشعور بالتورط:
-وصلت.
بعدها تحرك مغادراً يذهب كي يبحث عن فاتنته ليأخذها ويغادر يخفي حسّنها عن الجميع داخل أحضانه فقد أشتاقها بجنون يريد ولو المكوث لجوارها فقط
فسار بخطواته الواسعه الواثقه كعادته يتقدم منهم فيجن جنون جميلة عليه،يتهلل وجهها برؤياه.
وهو يبحث بعيناه عن حبيبته الرقيقة لكنه شعر بضيق واحباط وهو لا يجدها بل جن جنونه فالى اين ذهبت؟ الا يكفي انها قد حضرت لهنا دون إذن منه؟
هم لكي يهاتفها ويبحث عنها لكن جميلة لم تمهله الفرصة بل اقتنصتها واقتربت تتحدث معه برقه ودلال.
جميلة كانت جميلة بحق وسيكن كاذب ومضلل لو أنكر ذلك لكن…تنهد بتعب…فهو لا يرى غيرها ولا يريد غيرها.
ابتسمت له جميلة واقترب تقول برقة:
-ألف سلامة على جدو يا ماهر
-الله يسلمك يا جميلة
-إن شاء الله هيخف بسرعة ويكون كويس.
-إن شاء الله…شكراً على زيارتكم تعبناكم معانا.
لمعت عيناها ببريق خاطف واقتربت منه خطوة زيادة تقول :
-تعبك راحه…انتو غاليين علينا قوي يا ماهر.
اتسعت عيناه متفاجئ وابتعد خطوة للخلف وهو يرى لونا تدلف للداخل..لكن ضيق عيناه بغضب وهو يراها تتقدم مع طارق مبتسمان…زاد ضيقه وضيف عيناه وهو يرى شبح تناغم بينهما…طارق ينظر لها نظرة رجل معجب …طبيعي فأي رجل هذا الذي سيرى فتاة مثل لونا ولن يعجب بها؟
المثير للأهتمام هو إدراكه لحقيقة ….لقد خاف من لونا وابتعد من فوره خطوة للخلف عن جميلة بمجرد حضورها.
هنا طب واقعاً…على من سينكر وهو يحبها وقد أقر مسبقاً.
ولكن الأن الغيرة تنهش أحشاءه وحديث عمه في أذنه يدوي كالرصاص…يمني نفسه بالوصول لحل وسط عنما قريب .
أما لونا فتقدمت لتجلس بجوار چنا التي كانت توزع النظرات بينها وبين طارق ثم غمزت لها وهمست (الله يسهله)
كلمة بصوت منخفض لم تسمع لكنها كانت متوقعه من عيون الصقر الذي التقط غمزتها وفحواها وطبيعة الحديث الجانبي عقبها.
أشتعلت داخله نار غير قادر على إطفائها كل ما يعلمه ان حسابهما بالبيت عسير.
وبحركة غيية ميؤس منها بادر بحديث رائع مع جميلة يضحك ويلاطفها قاصداً إشعال جنون لونته عليه.
لكنه كان بوادي وهي بوادِ أخر…فرغماً عنها جلست سعيدة منتشية بكلام طارق اللطيف لها…كلامه كان رقيق معسول أشعرها بكينونتها…بكم انها أنثويه متغنجة يراها لطيفه ومهذبه على عكس ما كانت تراه وتسمعه من قبل…انتشلها من أفكارها صوت ضحكات ماهر مع خطيبته فنظرت عليهم بضيق…ضيق من نفسها…لانها شعرت بخطيئة حين جلست مع طارق وسمحت له ان يحادثها ويغازلها وهي زوجة لأخر…والأخر هاهنا يجلس يضحك ويبتسم يتحدث مع خطيبته المعلنه…فبأي هراء قد وضعت نفسها.
أسندت رأسها على الحائط من خلفها ثم شردت من جديد تفكر ماذا ستفعل لتخرج من ذلك الوضع الذي وضعها فيه ماهر.
لتخرج من شرودها على صوته الفظ:
-ايه الي مقعدك هنا…يالاااا.
أمرها بغلظة لتنظر حولها ترى نظرات الجميع منصبة عليها ملاحظين معاملته المهينة لها….لتتقدم چنا تقول له:
-في ايه يا ماهر بتكلمها كده ليه؟!
-ماتتدخليش انتي في كلام الكبار
كبار؟!! يرى چنا الاصغر منها بعامين فقط صغيرة ويراها هي كبيرة.
حبست الدموع بعيناها وهمت لترفض..لكنه قطع فتحها لفمها وقال متحججاً:
-يالا عندنا شغل ولا ناسيه؟!
شغل؟!!!! رددتها داخلها بمرارة تنظر له بغضب وعتاب لكنه هتف وهو يرى تقدم طارق من جديد لعندهم:
-يالا اتحركي…ثم همس من بين أسنانه المصكوكة بغل ونار تنهشه:
-ولا عاجبك قعدتك كده الي رايح والي جاي يبص عليكي.
أطبقت شفتيها على بعض وكذلك عيناها بتعب ونفاذ صبرها وقوتها..كادت ان تعانده لكنها لاحظت اقتراب طارق من جديد رفقة والده …بقلب فتاة رقيقة يانعه رفضت ان تُحرج أمامه وهي على علم بفظاظة ماهر…تريده ان يراها دوماً أنثوية مقُدّرة وبأفضل حال لذا وقفت تنهي حديث ماهر ستغادر برونقها أفضل لها.
تحركت كي تغادر معه بهدوء وهو على نار يغلي…لكنه لم يتحدث وظل على هذا صمته حتى وصلا للسيارة فدلفا داخلها ليتحرك بها بصمت كذلك .
وكان الصوت المبادر منها حيث قالت:
-روحني البيت.
لم يجيب عليها فهتفت بحده:
-انا مش رايحه معاك الشغل عايزه اروح البيت.
فرمل سيارته على جانب الطريق بحدة كادت ان تصيب مقدمة رأسها..انتبها الخوف والقلق ونظرت له كادت أن تتحدث لكنه قبض على ذراعها وقربها منه يقول:
-كان بيبص لك كده ليه؟! هااا انطقي كان بيبص لك كده ليه؟
-هو مين؟!
-الزفت الي اسمه طارق .
-ماعرفش…روح أسأله ولا ماتقدرش صحيح.
-قصدك ايه؟!
-فصدي اني تعبت وشايفه اننا غلطنا.
-بمعنى؟!
شحنت نفسها بقوة ثم تكلمت:
-انك لازم تطلقني.
اطلق ضحكه عاليه ساخرة وعاد لقيادة سيارته يحركها باتجاه عمله وهو يكمل مردداً:
-ههههه…أطلقك؟! أنتي متفائله قوي يا لونا…ده مش هيحصل ولا حتى في احلامك.
لم تستطع كبت عضبها وغيظها من تصرفاته خصوصاً ضحكه واستهتاره بها وصولا لتملكة لها فصرخت في وجهه:
-وانا مش عايزه اكمل ايه هو بالعافيه.
جاوبها ببرود:
-أممم..بالعافية
-نزلني
-لونا..انا بجد مش ناقص وتعبان وحكاية تعب جدي مخلصه عليا ولمي الدور لاني كل ده مش عايز اتكلم في انك قفلتي على نفسك الباب مع انك عارفه اني عايز انام معاكي…وقولت عديها يمكن نسيت
استفزت بزيادة مما جعلها تقول:
-لا انا كنت قاصده.
توقف بسيارته يصفها امام الشركه مردداً:
-والله..ده حلو قوي الكلام ده..انزلي.
لم تفعل فترجل هو والتف حول سيارته حتى وصل لعندها وفتح الباب يسحبها من ذراعها قائلاً:
-قولت انزلي يبقى تنزلي.
سحبها فنزلت بالفعل وجعلها تسير معه للداخل لكنها رافضه تقول:
-مش داخله معاك…عايزه اروح.
لم يهتم بمظهره أمام الموظفين وهم يرونه يسحبها معه ويتحرك بها يقف امام المصعد ينتظر وصوله.
وما ان وصل المصعد حتى استقله وفعها لتدلف معه ليتحرك بهما ويستفرد بها داخله…ضيق المسافه جعلت رائحته تتغلغل داخلها تراه يقترب منها باعين لامعه يميل على شفتيها ينوي تقبيلها..لتسرع في الابتعاد عن مرمى شفتيه تزامناً مع فتح الباب ودخول احد الموظفين.
وصل المصعد أخيراً للطابق المنشود فخرج منه يسحبها معه يدلف بها داخل مكتبه
تقدمت منه دينا السكرتيره تقول :
-مساء الخير يا فندم …شركة النصر للحديد نزلت زيادة جديدة وكانوا باعتين رئيس قسم المبيعات عشان يقابل حضرتك و…
قاطعها يقول بقوه وهو يسير بهمه لداخل مكتبه:
-اجلي اي حاجه دلوقتي.
ثم اخذ لونا معه واغلق الباب بالمفتاح عليهما من الداخل تحت اعين السكرتيره التي اتسعت عيناها من فعلته.
اما بالداخل
فقد دفعها ثم ولج خلفها يغلق الباب عليهما ويحوط خصرها بذارعيه يأثرها بينهما مردداً:
-بقى انتي بقا بتمنعي نفسك عني.
زاغت عيناها وتوترت وهي تراه وتشعر به يفكك أزار قميصها القطني وقد علت وتيرة انفاسه:
-كده يا لونا…مش عارفه اني ماقدرش استغنى عنك
حاولت التحدث معه بتعقل تقول:
-يا ماهر احنا مش هينفع نكمل مع بعض.
-ليييه؟
-ليه؟! بجد بتسألني؟! نكمل ازاي؟ خلي كل واحد مننا يروح لحالخ وخلينا نطلق.
جن جنونه على الاخير وصرخ:
-نطلق ايييه هو انا لحقت اتجوزك
-وانت بتسمي ده جواز؟
-اه وهتفضلي مراتي وبتاعتي العمر كله انتي فاهمة ولا لا
-لا مش فاهمه…انت ماشترتنيش على فكرة
-مين قالك…اشتريتك…انتي بتاعتي يا لونا بتاعتي وهتفضلي طول عمرك بتاعتي.
ثم هم يهجم عليها يقبلها لكنها نفضته عنها بغضب تقول:
-وانا مش موافقه…مش. موافقه ومش هسيبك تضيعني فاهم.
-انا اضيعك؟! انا اتجوزت على سنة الله ورسوله؟!
-مش عشان جواز عند مأذن بقا شرعي…تقدر تقولي مين يعرف؟
-كله عرف يا لونا ..كله عرف.
هبطت حدتها وبهت وجهها تهمس:
-ازاي؟!
-ماسألتيش ايه حصل خلى جدك يقع من طوله؟
-ايه؟
-انا قولت له ماستحملش الخبر بعدها حبيت اعرف الباقي
-وعرفوا؟
تنهد بتعب:
-يعتبر
-يعني ايه؟!
بذأ يخبرها عن وا دار بينه وبين عمه الى ان انتهى فوقفت من مكانها بحدة تقول:
-يعني ايه؟! هفضل مراتك في السر ومهري شركة انت المتحكم فيها وكمان عايز تشغلني خدامه عند موظفينك اعملهم شاي وقهوه..عايز تشغلني عامل بوفيه…باليل تمتع نفسك بجسمي وبالنهار تشغلني خدامه؟! وفاكرني هقبل؟! ده عمايل عمي فيا أهون.
وقف من مكانه يسألها:
-أنا؟! انا طلبت تشتغلي في البوفيه؟!
-ايوه…أسأل استاذة غادة بتاعتك.
تنهد بتعب…يريدها ويريد قربها…فخضع لها لاول مره ثم تفوه بوضوح:
-ايه يرضيكي وانا اعمله؟
تلعثمت في الحديث ولم تجيب فتحرك على مضد ناحية هاتف مكتبه الأرضي يحادث سكرتيرته :
-دينا…لونا ترجع دلوقتي قسم الجرافيك وتتعلم زي ما هي عايزه.
أنهى مكالمته ثم نظر لها يقول:
-هممم…مبسوطه كده.
لم تجيب ليقول بتعب مرهقاً:
-ممكن تاخديني في حضنك ؟!
لم ينتظر إجابتها وانما اقترب منها يضمها له ويدفن نفسه بصدرها ليتنهد بتعب:
-اااااه…تعبت قوي…تعرفي نفسي في ايه؟!
لم تسأله لكن ماهر اكمل:
-نفسي اخد اجازة ونروح جزيرة بعيدة مش عليها حد غيري انا والبنت الي بحبها وبس…بحلم ييجي اليوم الي اعمل فيه كده.
سحب نفس عميق برائحتها ثم همس مترجياً:
-ماتبعديش نفسك عني تاني يالونا وبلاش تقفلي باب اوضتك انا عايز انام في حضنك…اوكي؟!
-حاضر..
همست بتعب على عكس نواياها…لقربها منه ويرفع نفسه يتعمق في قبلته معها يمتع نفسه بها ويصبرها ريثما يعود في الليل.
ليلاً بمنزل الوراقيين.
دلف بغضب فالهانم بعدما فعل لها كل ما ارداته وعادت لقسم الجرافيك تتعلم كيمفها تريد قد استغلت انشغاله وغادرت للبيت بمفردها.
قبض على مقبض الباب يديره لتحتد ملامحه وهو يدرك انها قد أغلقته عليها من الداخل.
اما بالداخل فقد جلست لونا تبتسم وهي تطالع مراسلة طارق لها على إنستغرام يبدي إعجابه وباللحظة المناسبة سألته سؤال هام:
-تعرف حد ممكن يشتري شوكة أخشاب؟!
بلحظتها تم إقتحام الغرفة بنجاح من قبل ماهر الذي بدأ يقترب منها وهيئته لا تبشر بالخير….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سيطرة ناعمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *