روايات

رواية أسرت قلبه الفصل العشرون 21 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الحادي والعشرون

رواية أسرت قلبه الجزء الحادي والعشرون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الحادية والعشرون

(عينيه تحاصرانها)
هناك شئ بك يجذبني …الأمر خارج عن ارادتي
(سيف لمياس)
………
ترتدي المئزر الابيض القطني بعد الاستحمام بينما نجلس على حافة المغطس ….شعرها يقطر بالماء والدموع تحرق عينيها ….منذ ان استيقظت واكتشفت فعلتها الغبية بالإستسلام له وهي تؤنب نفسها …كيف تفعل هذا ؟!انها تشعر بالخجل…تشعر انها خائنة لشقيقتها ….أن تحب أمير بالسر طوال حياتها نقرة وان تستلم له ليتمم زواجهما نقرة …والمفاجاة التي ادركتها انها ارداته منذ زمن ..كانت راغبة بزوج شقيقتها …حتى لو هو زوجها الآن هذا لن يبرر لها امام ضميرها …..
مسحت الدموع التي انسابت من عينيها بقوة ….والآن ماذا سيحدث …هي تعرف جيدا انه الآن سيعود لعقله ثم سيهينها …سيخبرها انها خانت شقيقتها وهي فعلت هذا …فعلت هذا بالفعل …هي بالفعل خانتها …اغمضت عينيها والدموع تنساب منهما بينما الألم في قلبها قاتل….
تنهدت وهي تضع كفها على قلبها …تباً لقبلها الذي أحبه ….هي لن تسامح نفسها أبداً……
….
كان يقف امام الحمام وهو يشعر بالإرتباك وذكريات أمس تندفع لعقله …اغمض عينيه وهو يضع اصابعه على شفتيه بينما يبتسم ….لما لا يعترف لنفسه على الأقل انه يريدها …..وان هناك مشاعر بدأت تتكون في قلبه نحوها ….رغم انها تخرجه عن طوره …رغم انها مستفزة الا انه لا يمكنه أن ينكر تلك المشاعر ….لا يمكنه أن ينكر ان قلبه بات يدق بقوة بسببها مؤخرا وان تلك اللامبالاة التي تدعيها تغضبه بقوة …لقد رأى حبها له أمس وتأكد منه وقد اتخذ قراره هو لن يتركها….سيتمسك بها ….لن ينسى مريم حبه الأول ولكن الحياة ستستمر …وحياته سوف تستمر معها
معها هي فقط!!!
………
في الحمام …
نهضت سما وهي تتجه للحوض وقامت بغسل وجهها جيدا ثم نظرت الى انعكاسها في المرآة …هي لن تضعف الآن …لن تدع تلك الليلة تغير أي شئ ….هي لن تعطيه الفرصة لكي يجرحها…لن ترغب به مجددا ..لن تخون مريم مجدداً…لن تفعل ….
رفعت ذقنها بكبرياء شديد وقد ظلل الجليد عينيها …تلك هي التعابير التي يجب أن تقابل بها أمير لتخبره انه لا يمثل أي شئ بحياتها…لا شئ!!
…..
كان ما زال واقف امام الحمام ….شعر ان الأمر طال أكثر مما ينبغي فرفع كفه ليدق الباب ولكن فجأة فُتح الباب وخرجت هي …عينيها فارغة …لا تحمل أي مشاعر …عكس عينيه التي تفيض بالعاطفة …
-سوري اتأخرت …كنت بجهز عشان الشغل …هروح اصحي عمر …
ثم كادت تتجاوزه الا انه اوقفها وهو يضع كفه على خصرها بينما اتجه بشفتيه الى شعرها وهو يقول :
-متروحيش النهاردة الشغل …خليكي معايا يا سما…
ابتلعت ريقها ودموعها تهدد بالإنهمار ولكنها سيطرت على نفسها …ارجعت برودها وابعدت ذراعه عنها وقالت :
-ليه يعني ؟!
نظر الى برودها بذهول وقال:
-ايه هو اللي ليه…عايز اقعد معاكي شوية …
ثم ابتسم بعبث وهو يلمس وجنتها ويقول:
-وعايزين نكمل كلام امبارح ….
ابعدت كفه وقالت:
-اللي حصل امبارح مش هيحصل تاني ؛!!
عبس وهو ينظر إليها …هل هي تمزح …ماذا تعني !!!
-انتِ بتقولي ايه ؟!هو اللي حصل امبارح مكانش ليه أي معني بالنسبالك !!!….
رفعت وجهها وقالت :
-ايوة اللي حصل امبارح ملوش معنى ولا ليه لازمة كمان ومش هيتكرر … كانت غلطة ولحظة ضعف !!
-لحظة ضعف !!
كرر بصدمة وهو لا يصدق ان هذا الكلام يخرج منها ….
تألم قلبها وهي ترى الجرح بعينيه ولكنها كانت تحمي قلبها فردت بقوة:
-ايوة لحظة ضعف …ومش هتحصل تاني …أنا هنا ام عمر وبس …لو عايز حد تاني لنزواتك اتجوز لكن متلمسنيش تاني..لانك لما لمستني بقيت حاسة بالقرف من نفسي ومنك !!!
تراجع وكأنها لكمته على وجهه ثم قال بغضب :
-طيب طالما قرفانة مني عايشة معايا ليه؟! ممكن تطلقي وانا ابني اربيه بمعرفتي !!…
ابتلعت ريقها بعسر وقالت :
-تبقى عملت خير ….
هو رأسه بذهول وقال:
-أنتِ عايزة تتطلقي يا سما …
-ايوة عايزة اتطلق….لأما نعيش واكون ام عمر بس وملكش علاقة بيا لاما نتطلق!!
-انا بجد مش مصدق واللي حصل امبارح …ده أنا كان نفسي نعيش بشكل طبيعي سوا ….
-مش هينفع نعيش بشكل طبيعي يا أمير…لاني مش بحبك ودي الحقيقة
ابتسم بسخرية وقال:
-انتِ كدابة وجبانة يا سما ….لو عايزة تمشي اتفضلي …أنا مش هعيش بالطريقة دي !!
ثم تركها وذهب!
…………
ازدرد ريقه بعسر وهو ينظر إليها مطولاً على غير عادته…كان كلامها يضرب عقله كرصاصة وشعر بالتشويش اكثر …عقد قرآن …تبقى زوجته نهائيا وبتلك لن تكون له فرصة مع جيلان …كاد ان يضرب نفسه وهو يصل لتلك النقطة ….رباه ماذا يفعل هو ؟!كيف يفكر …لماذا عقله يعود دوما لها ؟!…يقاومها عبثا ولكنها تحتله بعنف….تكتسح عقله دون اي رحمة …حياته اصبحت فوضى ….
كانت اريام تقف امامه بجمود ….الدموع على اعتاب عينيها تهدد بالإنفجار في أي وقت بينما قلبها يقفز داخل صدرها ..ماذا تفعل ان رفض…ماذا سيكون رد فعلها ….هل ستواجهه بمشاعره نحو جيلان وتخسر حبها …ولكن ستكسب كرامتها …ستخرج مرفوعة الرآس …ام تصمت فقط لكي لا تخسره !!!وحتى لو أنكر ان تجعله يلتفت لجيلان هو أكبر خطأ سوف ترتكبه …هي لن تدع تلك الطفلة تفوز به ….مادام هناك آمل سوف تحاول …
-ساكت ليه يا أمجد بقولك عايزة نكتب الكتاب في أقرب وقت ….
تنهد وهو يقول :
-في أقرب وقت امتى يا أريام؟!
تنفست بتوتر وقالت وهي تهز كتفيها:
-في أقرب وقت يعني في أقرب وقت …بكرة مثلا او بعده الأسبوع اللي جاي ….الشهر اللي جاي …أقرب فرصة ليك ….
-مش شايفة ان الكلام ده سابق اوانه….
ااحرقت الدموع عينيها وقالت بإختناق:
-أمجد هو أنت عايز تفسخ الخطوبة …لو عايز قولها ببساطة عشان منعذبش بعضنا اكتر من كده !!
قبض على كفيه بعنف وهو يشعر انه بدوامة …يشعر انه يغرق….ماذا يفعل بتلك المشاعر الشاذة التي يشعر بها…لماذا يتصرف كمراهق بينما هو رجل ناضج ….تنهد أخيرا وقال:
-لا مش عايز افسخ الخطوبة ….وحاضر هنكتب الكتاب….
-امتى ؟!.
قالتها بلهفة ليرد :
-الوقت اللي تختاريه ….
رفعت ذقنها وقالت بتحدي:
-السبت اللي جاي !!
-اللي هو بعد تلات ايام !!!
-ايوة …
تنفس بتوتر ولكنه وافقها ..ربما هذا افضل كي يتخلص من تأثير جيلان المريب عليه …
-طيب يا جيلان اللي تشوفيه !
تجمدت مكانها بينما تصاعدت الدموع بعينيها وانهمرت دون ان تستطيع منعها…نظر إليها بحيرة وقال :
-مالك ؟!
-انا اسمي أريام مش جيلان …
عبس بشدة وقال:
-من جاب سيرة جيلان …
-انت اللي جبت سيرتها يا أمجد ….
كاد ان ينكر الا انها قالت بنبرة مختنقة:
-احسنلك تتخلص من تأثيرها عليك عشان انت هتتجوزني أنا !!
ثم تركته وغادرت !
ارجع رأسه للخلف وهو يشعر حقا بالضغط العصبي …رباه يشعر وكأنه محاصر من جميع النواحي ….ليساعده الله على ما سيفعله …
دفن وجهه بين كفيه بينما قال بيأس وإحباط:
-ليه المشاعر دي احس بيها دلوقتي ليه…ما هي كانت قدامي طول حياتي وانا كنت عارف بمشاعرها …اشمعنى دلوقتي …
رفع رأسه وهو يهز رأسه ويتمتم :
-استغفر الله العظيم يارب …
…..
رمشت وهي تنظر إليه ….ظنت للحظات انه يمزح …او ربما قد فقد عقله ….ابتسامة صغيرة خرجت من بين شفتيها وقالت:
-نعم بتقول ايه ؟!!!.
شعر بجفاف في حلقه….كان يرى عينيها التي تلمع بغضب ….بدت فاقدة للسيطرة هذا ما ظهر على صوتها ولكنه لن يتراجع …يعرف ان ما يفعله سخيف وخاصة انه ما زال يعاني بسبب نوال …ولكن هناك شئ خاص بمياس يجعله عاجز عن التوقف عن ملاحقتها ….
-بقول أننا هننام في نفس الاوضة …
قالها بصوت ثابت وهو ينظر الى عينيها مباشرة …عينيه تحاصرانها …تلتقطان بمهارة ردود فعلها …بينما هي كانت تنظر إليه بغضب …حقا!!!هل يجرؤ على تكرير كلماته مرة أخرى ….الشئ الذي كاد ان يفقدها عقلها .. ماذا هي تفعل ؟!فرد الفعل الوحيد الذي يجب أن تتخذه في تلك اللحظة هو أن تلكمه بوجهه بسبب عرضه المخزي هذا ….
-انت اتجننت صح ؟!بجد جرا لعقلك حاجة ؟!!
هز راسه بهدوء وقال:
-لا ما اتجننتش ولا حاجة …بس فيه حاجة مش واحدة بالك منها …احنا حاليا متجوزين …واننا ننام في اوضة واحدة هو ده الحاجة الطبيعية اللي مفروض تحصل بين اتنين متجوزين ….
شعرت بإرتفاع درجة حرارة جسدها بينما اخذت ترتجف بفعل الإنفعال وهتفت :
-جوازنا مش حقيقي ابدا ….
هز كتفيه ببساطة وقال:
-وايه اللي خلاه مش حقيقي ….
نظرت إليه بصدمة ليقترب منها بينما بدأت تتراجع واكمل:
-جوازنا كامل تماماً…كان فيه مأذون وشهود ووكيل وعروسة وعريس وأخيرا اشهار …مبقاش الا حاجة واحدة بس عشان تبقي مراتي رسمي نظمي فهمي….
كان يقول كلماته العابثة وهو يقترب منها بينما هي تتراجع وقد كان قلبها يقفز داخل صدرها بفعل التوتر …
-ا…ابعد..
ولكنه استمر بالإقتراب وهمس وهو يحني رأسه قليلاً نحوها :
-يا ترى عارفة ايه هي الحاجة دي !!
كادت ان تصرخ به مجددا ولكنها هي من صرخت عندما شعرت أنها اصطدمت بشئ ما ..لتكتشف انها اصطدمت بالحائط …توقف هو امامها بينما تنظر إليه بصدمة وضع يديه على الحائط محاصرا اياها لتغمض هي عينيه بخوف وتقول بغضب :
-سيف هشتكيك لعمي ابعد ….
ظهرت الدهشة في عينيه ثم ما لبث ان ضحك بقوة وقال:
-بجد وهتقوليله ايه يا ترى ؟!….
كانت تتنفس بعنف وغطاء الوجه يجعل الوضع أسوأ …رفع كفه وازال النقاب عنها لتشيح هي بوجهها وتقول بصوت متقطع من الإنفعال :
-لو…لو سمحت ابعد …ابعد …
ثم اخذت دموعها في الانهمار ..مد كفه لتغمض عينيها بشدة بينما هو كل ما فعله انه اخذ يمسح دموعها برفق شديد …ثم حضن وجهها وهو ينحني نحوها ثم قبل جبهتها برفق شديد وهمس :
-انا اسف…أنا كنت بس بهزر معاكي وهزاري كان رخم …
فتحت عينيها وهي تنظر إليه بينما الدموع ما زالت تنهمر من عينيها مسح دموعها مجددا وقال:
-متبكيش …دموعك غالية اووي…أنا آسف …..
فجأة دفعته وضربته على صدره بغيظ ليضحك بينما يتأوه ويقول :
-يا ستي مقبولة منك …مع اني مفروض اعاقبك على الضربة دي مفيش ست ينفع تضرب جوزها…
مسحت الدموع المتبقية من على وجهها ثم وضعت النقاب مرة آخرى وهي تقول بغيظ:
-انت انسان بارد …
-بتشتميني كمان …ماشي يا ستي الله يسامحك …يالا بقا جهزي هدومك وكل حاجاتك عشان هتنقلي اوضتي …
نظرت إليه بصدمة ليكمل بتقرير :
-انا مش بهزر يا مياس …متجوزين من يومين تقريبا وكل واحد بينام في اوضة …الناس تقول علينا ايه …دي حتى عيبة في حقي …
-ناس مين ؟!
قالتها بذهول ..
-الخدم…الجنايني….الحراس اللي على الباب حتى …أنا مش عايز حد يتكلم عننا عشان كده هتنقلي اوضتي …
-سيف احنا متفقين !!
قالتها بإرتباك وكأنها قد فقدت قدرتها على الهجوم
اقترب منها وهو يمسك كفها ويقول :
-عادي هتنقلي اوضتي بس مش هيحصل بيننا حاجة …ده هيكون شكليا بس عشان شكلنا قدام الناس اللي شغالة هنا …
أطرقت برأسها وبدأت وكأنها فقدت القدرة على التحدث ثم تنهدت وقالت :
-تمام ….
ابتسم بسعادة وقال:
-انا هساعدك تجهزي الهدوم يالا ..
ثم امام نظراتها المذهولة وضع الحقيبة الكبيرة الخاصة بها على الفراش وهو يبدأ في وضع ملابسها بعد طيها…….
-استني …أستنى فيه حاجات مينفعش تشوفها ….
قالتها وهي تتجه نحوه وتأخذ منه الملابس لتقوم بترتيب الملابس بدلا منه ….
…..
بعد قليل ….
-نورتي اوضتي المتواضعة …اتفضلي …
قالها مبتسماً لتلج هي وهي تنظر للون الأزرق الطاغي على غرفته. ..كانت غرفة شبابية …منظمة للغاية …توسعت عينيها وهي تجد غيتار ….
-انت بتعزف…
قالتها بدهشة ليضع حقيبتها ويقول :
-وبغني كمان …صوتي حلو على فكرة …هغنيلك في يوم من الايام….
تنهد واكمل :
-دي الاوضة لو حابة تغيري فيها حاجة براحتك …ولو حابة نعيش برا الفيلا ويكون ليكي بيت لوحدك براحتك برضه شوفي ايه اللي يريحك ..
-انت ليه بتعمل كده …ليه مهتم بالشكل ده بيا ؟!
هز كتفه وقال:
-انتِ مراتي وبنت عمي …
-بس انت مبتحبنيش …لسه بتحب حبيبتك القديمة …
ظلل الحزن عينيه وابتسم قائلاً :
-دي حاجة مقدرش انكرها …بس هي في الماضي …أنتِ الحاضر و المستقبل!
………..
نظرت حولها بتوتر وهي تتقدم من المقهي الذي اعتادا الجلوس به ….ذكرياتهما هنا كانت تشعرها بالنفور …الاشمئزاز هو كل ما كانت تشعر به الآن ….وكأن قصة حبها الاسطورية التي ترسمها في خيالها اصبحت الشئ الوحيد الذي تشمئز منه في الحياة …جلست على المقعد وهي تنتظره بلفة …صحيح انها لا تطيقه الآن ولكن ربما هو من سوف يحل مشكلتها تلك ….فهو المخطئ الأول ….هو الذي انتهك جسد امرأة احبته بكل كيانها…..هو من حطم ثقتها وقلبها …ستتحمله فقط لتستطيع الخروج من تلك المشكلة …هي لا يمكنها الزواج بجاسم….لن تدع سرها ينكشف للجميع!!…
…..
ولج هو الى المقهي…توقف قليلا وهو ينظر إليها بينما دقات قلبه تتسارع …هل هو مجنون …كيف يدرك انه يحبها الآن بعد ان دمر حياتها …قتل حبها داخل قلبه …نعم انه يعلم انه قتل حبه داخل قلبها …قتلها هي ….ولكنه ادرك خطأه الآن هو لا يمكنه التخلى عن نوران …لا يمكنه أن يجعل تفلت من بين يديه…سوف يكون أحمق لو تركها تتزوج غيره …هو لن يكتوي بتلك النيران …لن يشتعل بنيران الغيرة وهو يتخيلها بين ذارعي آخر…الآن. قد لمسها هي اصبحت له…هو فقط يملكها…لا يمكن أن يسمح لأي احد بالإقتراب منها …..
اقترب منها بخطوات واسعة …ابتسامته الجذابة مرتسمة على محياه…تلك الابتسامة التي اوقعتها في عشقه وجعلتها تهيم به ولكن الآن شعورها بالإشمئزاز زاد…شعرت بالمرض في معدتها وكأنها سوف تتقيأ …
-وحشتيني!
قالها بإبتسامة وهو يجلس على المقعد المجاور به و عينيه تلتهمانها بحرارة …بينما نظراتها هي كانت فارغة بلا مشاعر وهي تنظر إليه …تحاول السيطرة على تعابير الإشمئزاز كي لا تظهر على وجهها …..
فركت كفيها وهي تقول بخفوت:
-قولتلي أنك هتديني حل لمشكلتي …عادل بالله عليك ساعدني أنا مقدرش اتجوز …أنا هتفضح بالشكل ده ..اهلي ممكن يموتوني …
ظلل الذنب عينيه …الندم ضربه لانه فعل بها هذا …لتصبح بكل ذلك اليأس …حياتها مهددة هو يعرف فشقيقها لن يرحمها أبداً….مد كفه ليمسك كفها ولكنها ابعدت كفها بسرعة وكأنها لا تطيق ان لمسته ….
ابعد كفه وقال بخفوت :
-انا مش هخلي حاجة تحصلك …ده وعد مني يا نوران ….
ترطبت عينيها بالدموع …لا تصدق انها يائسة لتلك الدرجة التي تطلب فيها الرأفة ….مسحت دمعة يتيمة انسابت على وجنتها …هي من فعلت هذا بنفسها…هي من وضعت نفسها تحت رحمته …
نظرت إليه وقالت بإرتجاف:
-هتعمل ايه ؟!..
-هتجوزك.طبعاً…
قالها بثقة ….ارتجف جسدها ونظرت إليه بلهفة من وجد ماء بعد ضياعه في الصحراء لأيام …
-بجد …بجد يا عادل هتتجوزني !!!انت مش بتكدب عليا صح …
هز رأسه بصدق وقال:
-لا طبعاً أنا هتجوزك …مش هسيبك لغيري …وهنتجوز دلوقتي حالاً….
عبست ونظرت إليه وقالت:
-تقصد هنروح المأذون و….
هز رأسه وقال:
-ده هيكون صعب اووي يا نوران …احنا مينفعش نتجوز عند مأذون …أحنا هنعمل ورقتين عرفي ونتجوز!!!
نظرت إليه بصدمة ليكمل:
-حاليا هنضرب ورقتين عرفي وبعدين قبل فرحك تهربي معايا ونوثق ورقة الجواز ونعيش مع بعض ….
كانت تنظر إليه وكأنه فقد عقله بينما الدموع تنساب من عينيها بقهر…قالت :
-انت مختل صح !!
عبس وهو ينظر إليها وقال:
-طيب وليه الغلط ؟!!
-انت عايزني احط رأس أهلي في الطين اكتر …اهرب معاك ازاي. .
-انتِ مش عايزانا نتجوز وده الحل الوحيد يا نوران !
مسحت دموعها وقالت بصوت غاضب :
-مش بالطريقة دي ….أنا أقصد تيجي تتقدم زي الناس وانا هصارح اخويا اني بحبك انت وبعدين افسخ خطوبتي بجاسم ونتجوز عشان متفضحش…لكن اروح افضح نفسي فضيحة أكبر وافضح اهلي لما اهرب معاك ابقى أنا انسانة مبفكرش….
-وانتِ من امتى بتفكري يا نوران …لو كنتِ بتفكري مكنتيش بعتي ليا صورك وانتِ …
ضمت فجأة وهو يعض لسانه بينما نظر إليها والشعور بالذنب يكسو وجهه….
انهمرت دموعها بالتتابع وقالت بصوت مختنق:
-كملها…ياريت تكملها …أنا مكنتش بعقلي فعلا انت مبتكدبش ….تعرف انا والله بتمنى اموت ….أنا قرفانة من نفسي اني حبيت واحد زيك في يوم من الايام ….اللي حصل بيننا هعتبره دايما اغتصاب لان ربنا عالم اني مكنتش راضية عنه وقاومتك واترجيتك كتير ….بس رغم كده ده غلطي وانا هستحمله يا عادل ….
نهضت وهي تمسح دموعها بقوة وتقول :
-انا هتجوزه…هتجوز جاسم واللي يحصل يحصل ولو قرر يقتلني هكون راضية بدل ما أعمل القرف اللي انت بتقوله ده…..
نهض وهو ينظر إليها وقال بصوت مرتجف:
-هبعت صورك لاخوكي !!!
ابتسمت بحزن وهي تنظر إليه وقالت:
-صدقني مبقاش يهمني …احسنلي اموت اصلا …الحياة مش حلوة اووي عشان اتمسك بيها بالطريقة دي !!
ثم ذهبت وتركته ليجلس مجددا على المقعد وهو يشعر بالضياع …انها تنسل من بين يديه بالفعل …رباه…ماذا يفعل!!!
………….
توسعت عينيها بصدمة وهي تنظر إليه كانت لا تصدق حقاً وقاحته …كيف يجرؤ ان يوقفها في الطريق ويخبرها بوقاحة انه يحبها؟!كيف امتلك الجراءة …شعرت ان جسدها اصبح حارا كالجحيم بفعل الغضب …اخذت تهتز بإنفعال وقد هددت دموع الغضب بالإنفجار في أي لحظة …
-انت…أنت بتقول ايه ؟!انت مجنون ….ازاي تتجرأ …
تراجع مؤيد وهو يشعر بالإرتباك ….لم يكن مستعد لهجومها هذا ….نعم يعلم انه مخطئ … لكنه يائس…يائس بالفعل وهو يراها تنسل بين يديه وتذهب لآخر كيف يخبرها انها يموت يومياً لانه اضاعها من بين يديها …كيف يخبرها انه اكتشف انه يحبها وكان غبي للغاية وهو يتخلى عنها …لماذا لم يحارب من اجلها لماذا استسلم …هذا اذن خطئه ..لانه هو من ترك أرض المعركة بدون قتال تخلي عنها ليأخذها غيره ولكن الاوان لم يفت بعد …هو سوف يحارب الآن ….
وقبل أن تذهب قال :
-شوفي أنا ممكن اجي اتقدم تاني و….
-انت بجد مجنون …مجنون ….
صرخت به بإنفعال…ليتراجع وقد شحب قليلا ثم أكملت وهي ترتعش:
-والله العظيم لو مبطلتش تصرفاتك دي لأشتكيك لمدير المدرسة ….اتقي الله …حسبي الله ونعم الوكيل…
ثم تركته وذهبت بينما الدموع تطرف من عينيها ….كانت ترتعش بإنفعال بينما تشعر بالغضب …كيف يتجرأ على هذا …هل لانها صمتت له مرة تجرأ على التواقح معها …هل هي السبب يا تُرى …ولكنها لا تريد أبداً ان تفتعل مشاكل وخاصة انها سوف تترك العمل…ولجت لغرفة المدرسين ولم تكن موجودة غير مادونا التي عبست وهي تراها ….
-رحيق …يا بنتي …
قالتها مادونا وهي ترى رحيق وقد بدت ترتجف بإنفعال …
-رحيق …
كررتها مادونا بقلق …ثم نهضت نحوها ..وقد.جلست رحيق وهي تحرك يدها بإتجاه نقابها كي تحصل على المزيد من الهواء……
-رحيق مالك فيكي ايه ؟!
ولكن رحيق لم ترد …اخرجت مادونا من حقيبتها زجاجة مياة جديدة ثم فتحتها وهي تقول :
-خدي اشربي واهدي واحكيلي ….
رفعت رحيق نقابها واخذت منها زجاجة المياة …ذُهلت مادونا وهي ترى اثر الدموع في عينيها …وبشرتها وقد غزاها اللون الاحمر قليلا فبدت في تلك اللحظة بسمرتها المميزة المشوبة باللون الأحمر جميلة بحق….
شربت رحيق ثم بدأت ان تهدأ شيئا فشئ ….نظرت إليها مادونا وقالت:
-ايه بقا اللي مزعلك ؟!خطيبك صح ؟!!
هزت رحيق رأسها وتنهدت وقررت ان تقص عليها ما فعله مؤيد ….

بعد ان انتهت نهضت مادونا وقالت بغضب:
-ده نهاره زي وشه …هو فاكر نفسه مين الجدع ده …انتِ ازاي سكتي ليه يا رحيق …أنا لو منك كنت خليت اللي ما يشتري يتفرج عليه ….
-انا مش عايزة مشاكل …أنا هتجوز قريب مش عايزة حد يجيب سيرتي و…
امسكت كفها وهي تقول بإنفعال :
-خوفك ده اللي خلى الناس تسوق فيها …طيبتك الزايدة دي بتخلي محدش يعملك حساب …بطلي هبل وطيبة يا رحيق …انتِ كده سلبية….أي حد ممكن يستغلك !!!
ترطبت عينيها بفعل الدموع فشدت على كفها وقالت:
-انا مش عايزاكي تزعلي من كلامي …أنا عايزاكي تاخديه كنصيحة ..متخليش أي حد يجي عليكي يا رحيق …حتى اللي هتتجوزيه ..لأنك لو فضلتي بهبلك وطيبتك دي الناس هتبيع وتشتري فيكي …مش بتكلم عن سكوتك لمؤيد بس بتكلم برضه على سكوتك على كل اللي بيتنمروا عليكي …لازم يكون ليكي شخصية وكرامة ومتخليش حد يمسهم …فاهمة ولا لا !!!.
ابتسمت رحيق وقالت:
-ان شاء الله …
هزت مادونا رأسها بآسف وقالت:
-أنتِ بجد صعب تتغيري…هتفضلي طيبة دايما…
ربتت رحيق على كفها وقالت:
-متقلقيش عليا. ..
-لا هقلق ومؤيد ده لو اعترض طريقك تاني قوليلي وانا همسح بكرامة اهله المدرسة كلها …
ضحكت رحيق وقالت:
-ربنا يخليكي ليا يارب ..
ابتسمت مادونا وقالت وقد ترطبت عينيها بفعل الدموع :
-ويخليكي يا رحيق…هزعل اووي لما تمشي …هتوحشيني اووي …
-وانتِ كمان بس متقلقيش مش هسيبك في حالك …هكلمك علطول وهنشوف بعض …
-ان شاء الله
قالتها مادونا ثم عانقا بعضهما …
……
لم يستطع ان يبقى بالمدرسة اكثر من هذا …كان يشعر بالإختناق …..يتذكر غضبها بسبب كلمته تلك …لقد اعترف لها بحبه…والآن هي تحتقره اكثر من الأول …لقد رأى هذا بعينيها …لقد اعترف لآمرأة مخطوبة لآخر انه يحبها …أي خطأ ارتكبه هو ….هل ظن أنها سوف توافق عليه …هل ظن أنه يستغل الفرصة !!!إذن هو غبي لان كل ما حصده هو نظرات الاشمئزاز بعينيها !!!
فكر مؤيد وهو يتسطح على فراشه بتعب ….
-مؤيد انت جيت بدري ليه؟!
قالتها والدته وهي تلج لغرفته لتجده قد نهض جالسا على الفراش …تنهدت وهي تذهب وتجلس بجواره ….كانت عينيه رطبة بفعل الدموع …كان فعلا حزين …منكسر…لم تظن ابدا انها عندما ترفض رحيق سوف يتأثر بتلك الطريقة …ولكن ابنها حقاً احبها ….
ربتت على كتفه وقالت:
-انا ممكن اروح لأهلها و…
هز رأسه وهو يبتسم بمرارة وقال:
-خلاص يا ماما مبقاش ينفع …هي هتتجوز….مفيش آمل ؛!!
وقفت أمام المرآة وهي تنظر إلى انعكاسها وكأنها منفصلة عن الواقع …كانت تبدو حقا في حالة يُرثى إليها ….عينيها حمراء بفعل البكاء …وجهها ذابل والتجاعيد اتخذت الطريق نحو وجهها الدائري الرائع …رغم انها لم تبلغ الأربعون بعد وكأن الحزن اضاف لها سنوات عديدة على عمرها …انها تشعر كأنها عادت للهاوية مجدداً…تلك الهاوية التي حاولت الهروب منها عندما كانت متزوجة بلطفي ..والآن هي ترتكب خطأ بشع بتعلقها بيوسف ….يكفي انكار للحقيقة
..على من تكذب …هي قد تعلقت به…بكل غباء عرضت نفسها لخطر ان تفقد ابنها من أجل رجل ….الا يكفي انها فقدت ابنها الأول بسبب لطفي .. هل تريد التضحية بالإبن الآخر…لابد انها مجنونة!!أين كان عقلها وهي تنجذب له …تسمح لقلبها ان يحب للمرة الثالثة….هل هي فاقدة العقل لتلك الدرجة …لن تسمح بوجود رجل آخر بحياتها …لطفي لن يسمح لها …وهي لن تخاطر بإبنها …فهو كل ما تبقى لها في تلك الحياة ….اتجهت بآلية الى صنبور المياة الخاص بالإستحمام وتخلصت من ثيابها ثم وقفت تحت الصنبور والمياة الباردة تصدمها …دموعها كانت تجري على وجهها كجريان المياه على جسدها…بينما تشعر بقلبها يكاد ينفجر من الحزن …الذكريات السيئة تلاحق عقلها …ابنها …موته …الذنب الذي ما زال يثقل كاهلها…اغمضت عينيها ومشهد موت ابنها يعاد في عقلها مرارا وتكرارا ….
….
-معتز…معتز !!!
صرخت ماجدة وهي ترى ابنها غارق بدماؤه …جثت بجواره على الأرض وهي تولول بينما ترفع رأسه وهي تصرخ بقوة :
-ابني …يا ابني قوم …معتز يا حبيبي قوم!!!
كانت تصرخ بعنف وهي تهزه بقوة بينما الدموع تنفجر من عينيها …نظرت الى الناس حولها بيأس وهي تصرخ :
-ساعدوني ….ساعدوني ابوس ايديكم…ابني !!!!

خرجت من شرودها والدموع تغرق وجهها …هي لا تنسى مهما حاولت …ولن تنسى ان معتز مات بسبب عمل لطفي وبسببها أيضاً…نعم هي أيضا مخطئة …هي قاتلة !!!
….
خرجت من الحمام وهي ترتدي بيجامتها بينما قررت ان تجفف شعرها وترتدي ملابسها كي لا تتأخر عن محاضراتها كالعادة ….
……
بعد قليل ..
كانت تقف وهي تجفف شعرها بينما وجهها جامد وكأنها تخلصت من جميع مشاعرها للتو …الآن هي ستلتزم بهدفها فقط وهو ابنها …
رن هاتفها لتنظر من المتصل تنهدت وهي تجد صديقتها سمرا تتصل بها ..فتحت الهاتف وهي تقول بخفوت:
-ازيك يا حبيبتي …
انتظرت ان ترد ثم قالت بهدوء :
-طيب أنا عليا محاضرة كمان ساعة اخلصها وبعدين نتقابل تمام …
ثم اغلقت معها ….وهي تعرف ما ستحدثها سمرا بشأنه ..انها تلك الأدلة التي اعطتها اياها ضد لطفي…
تنهدت وهي تدعو ان الأمر خير ثم انتهت من تجفيف شعرها …وارتدت زيها المكون من فستان أسود اللون بسيط مزين بحزام لامع وحجاب احمر …
ثم وجدت ان ابنها الصغير قد انتهى من طعامه امسكت كفه وهي تجعله يرتدي ملابس ملائمة لكي تجعله يمكث عند جارتها ….كانت قد اتخذت قرارها انها ستقدم له في روضة الأطفال ….
……
بعد أقل من ساعة…
وصلت الى القاعة التي بها المحاضرة وهي تتنهد براحة ثم ولجت وجلست مكانها وهي ترفع رأسها ….
بعد خمس دقائق ولج يوسف وهو يمرر عينيه بين الطلبة لتتوقف عينيه عليها وهو يلاحظ شئ غريب بها …ليس جمالها المعتاد بل نظرة القوة بعينيها بدل من نظرة الضعف وقلة الثقة التي كانت تظلل نظراتها دوما ….
-يظهر ان الكل هنا …جميل يالا نبدأ ..
قالها يوسف ونظراته متوقفة على ماجدة التي لم تستطع الحفاظ على قوة نظراتها بدل من ذلك اشاحت عينيها عنه بإرتباك …
……
بعد إنتهاء المحاضرة ….
نهضت مسرعة دون ان تنظر إليه ولكنه اوقفها فجأة قبل ان تخرج من بوابة القاعة ….حافظت على وجهها بارد وهي تستدير نحوه وما ان واجهت عينيه العسلية حتى شعرت ان جليدها يذوب فاشاحت بعينيها بعيدا بينما تفرك كفيها …اقترب منها لتقول بتوتر :
-دكتور يوسف بعد اذنك أنا مستعجلة…قول اللي انت عايز تقوله …..
ابتلع ريقه بعسر وهو ينظر حوله ليتأكد ان كل الطلاب يغادرون دون النظر اليهم وقال بنبرة عميقة :
-أنا معجب بيكي يا ماجدة !
…..
في اليوم التالي
عبست بضيق وانزعاج بينما ما زال النعاس مسيطراً عليها …تقلبت وهي تتمتم لجورج الذي يوزع قبلاته على صفحة وجهها ….ضحك جورج وهو يعبث بشعرها وقال:
-قومي يا كسلانة يالا ….
فتحت عينيها بصعوبة وقالت بدلال بينما مدت شفتيها كالاطفال:
-مش قادرة اروح الشغل النهاردة ….روح انت
ابتسم وهو يمرر اصابعه على وجهها وقال:
-عادي متروحيش الشغل النهاردة وانا كمان مش هروح….
عبست وقالت:
-النهاردة مش يوم اجازتك…
-صحيح…بس أنا النهاردة قررت اخد اجازة ….النهاردة اليوم بتاعك وبس …
توسعت عينيها بدهشة وقالت:
-لا مش معقول ….جورج الحكيم اللي الشغل اهم من حياته ياخد إجازة مخصوص ويسيب الشغل …احنا اقنعناك بالعافية تاخد إجازة يوم في الأسبوع ترتاح فيه ….
أمسك كفها وقبله وقال :
-كله عشانك ….
تألقت عينيها وهي تنظر اليه….كان في عينيه شئ غريب …غير معتاد …شئ تسبب في ازدياد سرعة دقات قلبها …هل تتخيل هذا ام ماذا …عينيه تلمع لها … ..انها لم ترى عينيه تلمع بتلك القوى من قبل ….
نهضت جالسة ليجلس هو على الفراش ويقترب وهو يقبل جبهتها بحنان …تمسكت بذراعه وقد شعرت بالدموع الغبية تتصاعد لعينيها. …ابعدها قليلاً بينما انسابت دموعها بنعومة على وجنتها …مسح دموعها وقال بلطف:
-بتبكي ليه ؟!.
هزت رأسها وقالت بإختناق:
-هرمونات سيبك مني …
-وانا هستحمل الهرمونات دي مفيش مشكلة….
ضحكت ونظرت إليه وقالت:
-قولي ايه بقا اللي مقعدك النهاردة تعبان ولا ايه ؟!
هز رأسه وقال:
– قولت اليوم ده بتاعك ….عايز أقضي اليوم ده كله مع مراتي …وانتِ اللي هتقرري هنقضيه ازاي ..لو حابة نطلع ونتفسح مفيش أي مشكلة ….
توسعت ابتسامتها حتى بانت نواجزها….نظر إليها كالمسحور وهو يقترب ويقبلها على وجنتيها حيث تكون نواجزها وقال:
-متتخيليش بحب غمازاتك قد ايه …بعشقهم بجد ….
كسا الإحمرار وجهها وشعرت انها تطير على غيمة وردية …أمسك كفها وقبله وقال:
-ها حابة نعمل ايه النهاردة …؟!
-حابة نقعد في البيت …
عبس وقال:
-نقعد في البيت …ايه الملل ده يا ماريانا ؟!
-مش ملل والله هنتفرج على فيلم نتكلم سوا …أنا نفسي اقعد واتكلم واقولك كلام كتير …
-يا ستي احنا تحت أمرك يا فراولة …حاجة تاني …
ممكن نغني ونرقص كمان .
ضحك وقال:
-ماشي يا راقية ..
ثم نهض وحملها من على الفراش و وضعها برفق على الأرض وقال:
-روحي اغسلي وشك وضبطي نفسك ..أنا جهزت الفطار…وبعدين نشوف هنتفرج على ايه ماشي ؟
هزت رأسها مبتسمة ثم ذهبت للحمام …
….
كان في الصالة يصب عصير البرتقال عندما رن هاتفه … اخرجه وكانت المكالمة من سيلا ليتصاعد الجليد بعينيه وهو يضغط زر الغاء مكالمتها ثم أغلق هاتفه نهائيا …لا يطيق ان يسمع صوتها …بل لا يطيق ان يراها بعد ما حدث ….
-انا جيت…
قالتها ماريانا بإبتسامة سعيدة وهي تخرج لصالة المنزل وتجلس على المقعد وهي تقول:
-الله الفطار شكله حلو اووي ..
ابتسم لها وقال :
-بالهنا يا حبيبي …لما تخلصي كلمي ماماتك عشان تقوليلها أنك هتقفلي تليفونك ….
عبست وهي تنظر إليه وقالت:
-وده ليه…
-عايز استفرد بيكي شوية …
ضحكت وقالت :
-امرك يا سيدي ….
……
بعد ان انتها من الإفطار ساعدته لكي تغسل الأطباق ثم قال؛
-شوفي أنا هعمل الفشار وانتِ روحي شوفي فيلم نتفرج عليه …اختاري فيلم حلو كده ورومانسي ماشي….
هزت رأسها وقالت
-طيب بس كتر في الفشار ملح ماشي …
-طيب يا ستي
…..
بعد قليل ..
كان قد انتها من تحضير الفشار وخرج ليجدها قد فعلت احد افلامها المفضلة وهي pride and prejudice….
-مستر دارسي تاني شوفناه ميت مرة ده …
ابتسمت بحالمية وقالت :
-ونشوفه تاني أنا بحبه…
-عايزاني اغير ولا ايه …يا ستي هو عنده اليزابيث وانا عندي ماريانا مش هغير
قالها ضاحكا وهو يجلس بينما يجذبها إليه ويضع فمه على راسها وهو يقبلها بحرارة ….استكانت بين ذراعيه وهي تضمه إليها بقوة…… اغمضت عينيها بسعادة وهي تزيد من ضمه وتقول :
-حاسة اني في حلم بجد …حلم جميل يا جورج …أنا بحبك ..بحبك.اووي ….
قبل رأسها مجدداً…انه يشعر بالسكون الآن …لا شئ يثقل ضميره …انه في المكان الصحيح عرف هذا لأول مرة …مع زوجته التي تحمل طفله…زوجته التي تحبه اكثر من أي شئ في الحياة ….
……
بعد زمن كان قد انتهى الفيلم ….نهضت بسعادة بينما تقول :
-يالا بقا نرقص …
-ايه فرط الحركة ده اهدي شوية …
قالها ضاحكاً .
ولكنها جذبته وهي تتذمر وتقول :
-يالا بقا يا جورج …
نهض بإستسلام وهو يضحك وقال:
-تحت أمرك يا هانم…يالا شغلي اغنية نرقص عليها ….
ابتسمت وهي تتجه لهاتفها وتفعل اغنيتها المفضلة لتامر عاشور…
ثم اقتربت منه وهي تضمه بينما ترقص معه وتغني ….:
خليني ف حضنك يا حبيبي
ده في حضنك بهدى وبرتاح
أنا كل مشاعري معاك راحوا
وكمان قلبي لقلبك راح
ولا بضحك وأفرح من قلبي
غير لو جنبي أنا كانوا عينيك
لو تبعد عني ولو ثانية
بتجنن يا حبيبي عليك
وبتحلى الدنيا في عيني
وأنا جنبك ف متبعدنيش
حُبك فعلًا بيخليني
أتمسك بالدنيا وأعيش
وفي قربك بيروح خوفي
وده وعد ومُلزم أنا بيه
مهما تكون يا حبيبي ظروفي
قلبك عمري ما هاجي عليه
أنا مكسب عمري إني قابلتك
غيرت ف عيني الأيام
طمنتني ع الباقي في عمري
حققتلي كل الأحلام
أول ما عيونك دي بشوفها
مش بعرف أشوف غيرها خلاص
إنت هدية ربنا ليا
إنت حبيبي وأغلى الناس
وبتحلى الدنيا في عيني
وأنا جنبك ف متبعدنيش
حُبك فعلًا بيخليني
أتمسك بالدنيا وأعيش
وفي قربك بيروح خوفي
وده وعد ومُلزم أنا بيه
مهما تكون يا حبيبي ظروفي
قلبك عمري ما هاجي عليه….
ابتعدت عنه قليلا وهي تتمايل بنعومة وتغني بصوتها العذب:
أول ما عيونك دي بشوفها
مش بعرف أشوف غيرها خلاص
إنت هدية ربنا ليا
إنت حبيبي وأغلى الناس
وبتحلى الدنيا في عيني
وأنا جنبك ف متبعدنيش
حُبك فعلًا بيخليني
أتمسك بالدنيا وأعيش
وفي قربك بيروح خوفي
وده وعد ومُلزم أنا بيه
مهما تكون يا حبيبي ظروفي
قلبك عمري ما هاجي عليه….
وبتحلى الدنيا في عيني
وأنا جنبك ف متبعدنيش
حُبك فعلًا بيخليني
أتمسك بالدنيا وأعيش
وفي قربك بيروح خوفي
وده وعد ومُلزم أنا بيه
مهما تكون يا حبيبي ظروفي
قلبك عمري ما هاجي عليه
اقترب منها و حملها ودار بها ثم انزلها ارضا برفق …حضن وجهها كان قد قرر ان يستسلم لتلك المشاعر الرائعة التي تحتل قلبه…مهما قال او أنكر هو يعشق ماريانا….العشق الكلمة الوحيد التي تصف مشاعره نحو…اقترب منها وهو يقول بأصدق نبرة سمعته منه :
-أنا بحبك يا ماريانا …بحبك بجد …
ثم ختم اعترافه بقبلة عاطفية صادقة …
………
خرجت من محاضرتها ….كان اليوم حافل اليوم وقد انتهت أخيرا….حاولت ان تشغل نفسها اكثر لكي لا نفكر به اكثر ولكن لا فائدة …فجأة تجمدت وهي تجده أمامها ينظر إليها بتوتر وارتباك…قفز قلبها داخل صدرها وهي تطرق راسها ارضا …رباه اتمنى ان يكون هذا حلم سخيف …رباه سوف تنهار…..
-جيلان…
قالتها رحيق وهي تقترب منها …عبست جيلان وهي تجد رحيق بالقرب من أمجد…ولكن وجدتها تتقدم منها وتقول :
-تعالي معانا …
امسكت كلها ثم جذبتها برفق خلفها لتفتح سيارة امجد البسيطة وتدفعها برفق نحوها …
ركب امجد بدوره وهو يبدو على ملامحه الحزن والشفقة …
-هو فيه ايه ؟!!مالكم ..
قالتها جيلان وقد شعرت بقلبها يخفق برعب ….شدت رحيق على كفها وقالت والدموع تطفر من عينيها :
-مامتك تعيشي انتِ!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *