روايات

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل السادس 6 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل السادس 6 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة البارت السادس

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الجزء السادس

ما لم تخبرنا به الحياة
ما لم تخبرنا به الحياة

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الحلقة السادسة

قاعدة على السرير في المستشفى و الظا*بط قاعد قدامي، مك*تف دراعاته و بيهز رجله بعص*بية بقاله نص ساعة قبل ما يبدأ يتكلم أخيراً:
_كنتي ناوية تنت*حري و تا*خدي بنتك معاكي؟
سكتت و مردتش.
_يمنى..ردي عليا، انتي اللي اديتي يارا الس*م؟ كنتي ناوية تمو*تيها هي كمان.
ابتسمت بسخر.ية من غير ما أبص ناحيته و اتكلمت:
_عايز تعرف عشان تح*بسني؟ استريح…أنا همو*ت نفسي بنفسي كدا كدا.
وقف و قرب مني، مسكني من فكي جا*مد و أج*برني أبص ناحيته قبل ما يتكلم:
_يمنى متعص*بنيش! أنا مش بسأل عشان أح*بسك أنا عايز أفهم انتي عملتي كدا ليه؟
بادلته بصاته بت*حدي من غير ما أتكلم.
_ردي!
فضلت ساكتة و هو لما لقي مفيش رد مني حتى بعد المرة الخامسة من زعا*قه سابني وراح يقعد مكانه و هو بيمسح على وشه بيده في محاولة منه إنه يهدى.
اتحمحم و بدأ يتكلم بهدوء:
_عارف إن حياتك صع*بة، بس مش لدرجة إنك تحاولي تخل*صي على نفسك و بنتك! كلنا عندنا مشا*كل و مستحملين….
مقدرتش أمسك نفسي أكتر من كدا، سح*بت المحاليل من دراعي و قمت من على السرير، وقفت قدامه و سح*بته من ياقة قميصه جا*مد و ز*عقت فيه بصوت عالي:
_عارف إن حياتي صع*بة؟ تعرف ايه انت عن حياتي عشان تحكم إنها متستاهلش إني أخ*لص على نفسي؟ تعرف ايه عن بنتي و اللي شافته من أول يوم فتحت فيه عيونها على الدنيا ؟ انت تعرف ايه عنا عشان تتكلم ها؟!!
بصلي بذهول من غير ما يرد، كانت عيوني بتدمع غص*ب عني فسبت ياقته و بعدت، لفيت وشي الناحية التانية و مسحت دمو*عي في كمي بسرعة، رجعت أقعد في مكاني على السرير تاني و اتكلمت بنفس نبرة السخر*ية و كأن مفيش حاجة حصلت:
_الناس اللي زيكم أكبر همهم إنهم يجيبوا عربيات أحدث موديل!
خليك في حياتك عشان صدقني…لو فكرت تجرب تعيش لحظة واحدة في حياتنا مش هتع*مر هنا كتير.
________________
بعد كلامها الهدوء خيم تاني على المكان، مقدرتش أرد عليها…مش عشان كلامها صح! عشان…لما شفت عيونها الد*بلانة عرفت ببساطة إن حجم المعا*ناة اللي بتمر بيها كانت أكبر بكتير من أي مشك*لة واجهتني في حياتي قبل كدا.
بعد صمت طويل اتكلمت أخيراً من غير تبص ناحيتي:
_يارا…يارا لسه عايشة و لا ما*تت؟
صوتها مهز*وز و خا*يف و كأنها مش عايزة تعرف الإجابة.
_معرفش، خدوها على أوضة الطو*ارئ أول ما دخلنا من ساعة و لسه مطلعوش.
سكتت و اتكلمت تاني بعد فترة:
_ممكن أطلب منك طلب؟
_لا مش ممكن.
رديت على طول و هي تجا*هلت ردي و اتكلمت:
_لو يارا منج*تش…رجعلي البرشا*مة.
_قولت مش ممكن و البرشا*مة مش هرجعهالك.
بصتلي و ابتسمت بسخ*ية:
_ليه؟ محتاجها كدليل؟
كنت هنفي بس نظراتها المت*همة ناحيتي خلتني أجاوب عليها بعص*بية:
_أيوا، بالظبط كدا…محتاجها كدليل.
قولت و طلعت برا، سيبتها عشان مكنتش مستعد أقعد أتخا*نق معاها تاني.
كنت قاعد برا لما سمعت صوت همس في ودني فجأة:
_”متضا*يق ليه؟ دي حقيقتك.”
هزيت راسي بسرعة أول ما سمعت الهمس و حاولت أركز على أي حاجة تاني.
لقيت ممرضة طالعة برا أوضة الطو*ارئ فوقفتها و سألتها عن يارا، هزت راسها بحز*ن و اتكلمت:
_للأسف حالتها خط*يرة، الس*م اللي اخدته قو*ي جداً على بنت صغيرة زيها.
إجابة الممرضة جات بالتزامن مع خروج يمنى برا أوضتها و اللي أول ما سمعت كلامها جسمها اتج*مد في مكانه و بدأت الدمو*ع تنزل من عيونها بصمت.
قربت منها و اتكلمت بهدوء:
_متخافيش يا يمنى، يارا بنت قوية و هتقدر ت…
_اسكت….
_أفندم؟!
سألت مش مستوعب ردها الغريب.
_لو مش هتديني البرشا*مة اسكت، متمثلش إنك مهتم! مش محتاجة شف*قة من حد.
اتكلمت و مشيت و هي بتتسند على الحيطان لغاية ما وصلت لأوضة الطو*ارئ و قعدت قدامها على الأرض.
ضر*بت راسي بيدي و اتأ*هوت بملل، كلامها كان معناه إننا رجعنا لنقطة الصفر تاني!
فجأة تيليفوني بدأ يرن، طلعته من جيب البنطلون و اترددت شوية قبل ما أرد لما قرأت الاسم اللي ظاهر على الشاشة:
_ألو…
_ألو يا أدهم، انت موجود في مستشفى ال*** دلوقتي؟
مستغربتش إنه كان عارف، و مهتمتش لحقيقة إنه حتى مسألش إذا كنت بخير و لا لا و ايه سبب وجودي في المستشفى، رديت بعدم مبالاة:
_أيوا، ليه؟
_بلغنا اتصال بحالة تس*مم طفلة، يا ريت تبدأ تح*قق مع أهلها دلوقتي منا ما أيوب يوصلك عشان يساعدك في التح*قيق.
بصيت على يمنى اللي كانت لسه قاعدة على الأرض قدام الأوضة كانت ضامة رجلها لصدرها و لسه بت*بكي اتنهدت و رديت:
_أنا تع*بان، خلي حد تاني يح*قق بدالي.
كنت عارف إني أول ما أشوف عيونها الحز*ينة و الم*رهقة هتصعب عليا و مش هقدر أح*قق معاها و عشان محسش بتأنيب ضمير إني السبب في حب*سها قررت أهر*ب.
سكت شوية و كان باين إنه بيتنفس بغ*ضب قبل ما يتكلم بز.عاق:
_انت أربعة و عشرين ساعة تعبا*ن؟ امتي هتكبر و تستحمل مسؤولية المنصب اللي انت فيه؟ انت عارف كام واحد كان هيمو*ت و يترقى مكانك؟
_أنا مطلبتش إني آخد الترقية دي و انت عارف كويس إني مستح*قهاش!
رد بصوت عالي و حازم:
_أدهم…تعالى قابلني دلوقتي، إياكش تتأخر!
قال و قفل الخط في وشي.
حسيت بر.عشة بتسري في جسمي كله بعد ما عرفت إني هضطر أشوفه بعد المدة دي كلها.
خط*فت نظرة أخيرة ليمنى و اتنهدت قبل ما أسيبها و أمشي.
__________________
اضطريت أروحله البيت بعد ما عرفت إن وقت شغله خلص و روح.
استنيت بالعربية قدام سور الفيلا الكبير قبل ما الحارس يجي يفتحلي بسرعة و هو عمال يرحب بيا و يقول إن الفيلا نورت بوجودي، شكرته بشكل مقتضب و أنا بناوله مفاتيح العربية عشان يركنها و اتوجهت أنا لجوا البيت.
أول ما الخدامة فتحتلي الباب لقيته قاعد في الصالون و مستنيني، اتكلم بهدوء أول ما حس بخطواتي المقتربة منه من غير ما يبص ناحيتي:
_حليت الق*ضية اللي شغال عليها و لا لسه؟
ابتلعت ريقي بق*لق قبل ما أنفي براسي و أتكلم:
_ل..لسه، احنا عرفنا مين المجر*م بس لسه بنحاول نمسكه متل*بس و….
قاطعني قبل ما أكمل:
_عن طريق إنك تتفسح مع مراته طول النهار؟
ابتلعت بق*لق للمرة التانية و رديت:
_أنا…أنا كنت ناوي أخليها تساعدنا.
وقف و بدأ يقرب مني براحة و مع كل صوت خب*طة لجذمته على الأرض كان قلبي بيد*ق بوتيرة أسرع.
وقف قدامي، عينيه الزرقا البا*ردة و اللي كر*هت لون عيوني عشان شبهها كانت بتحد*ق فيا بغض*ب و أول حاجة استقبل بيها ابنه من فترة طويلة…..كان قل*م خلى وشي يلف الناحية التانية.
_انت سامع نفسك بتقول ايه؟ انت مدرك انت ابن مين؟
فضلت واقف مكاني من غير ما أتجر*أ أبص في وشه تاني قبل ما يكمل:
_معاك أسبوع واحد بس يا أدهم، أسبوع واحد بس…. لو مكنتش قبضت على المجر*م ساعتها هيبقى لينا كلام تاني، اتفضل…
_______________
أول ما دخلت شقتي، حطيت المفاتيح على الجذامة و دخلت الحمام عشان أغسل وشي.
لما بصيت في المراية لقيت شفتي مجرو*حة بسبب الق*لم اللي اخدته بس حمدت ربنا إنها جات على كدا بس.
فجأة دماغي بدأت تسترجع يمنى، كلامها و منظرها و هي منها*رة و بتع*يط رجعني لمكان مكنتش حابب أرجعله تاني أبداً.
جملتها الأخيرة اترددت في دماغي تاني “…انت تعرف ايه عن حياتنا عشان تتكلم ها؟” و الهمس*ت بدأت تها*جمني بشكل أقو*ى:
_”تعرف ايه عن حياتهم؟ انت ابن لوا، يعرف ايه ابن البهوات عن معا*ناة الناس؟”
هزيت راسي بنفي و اتكلمت بصوت عالي و أنا بحاول أقنع نفسي إن مفيش حاجة:
_لا، مفيش حد بيتكلم…دا متهيأ*لك انت بس يا أدهم افتكر كلام الدكتور.
ضحك الصوت و اتكلم تاني:
_”أنا بتكلم، مش سامعني؟! هي بنت غلبانة، عملت جر*يمة و هتتحا*سب عليها، لكن انت….مين اللي هيحا*سبك على كل جر*ايمك يا حضرة الظا*بط؟”
_ا..اخر*س…
اتكلمت و أنا بغطي وداني بيدي في محاولة إني مسمعهوش.
_”انت شخص فا*سد.”
_دا…دا مش صح.
_”انت مجر*م…و المجر*م لازم تتحقق فيه العدا*لة!”
_قولت اخر*س.
ز*عقت المرة دي بصوت عالي.
رحت ناحية الدش، سديت البانيو و شغلت المياه و أول ما ملى قلعت كل هدومي و رميتها على الأرض، دخلت جوا، كت*مت نفسي و نزلت بجسمي كله تحت المياه في محاولة مني إني مسمعش أي أصوات.
بعد حوالي دقيقة طلعت راسي تاني بعد ما قررت إني أركز على القض*ية عشان مقعش في مشا*كل مع بابا، آخر حد في الكون أتمنى إنه يكون ليا عدا*وة معاه.
لبست هدومي بسرعة، دورت على الدوا اللي كنت باخده زمان و وقفته بقالي فترة لغاية ما لقيت العلبة، بلعت منها حب*تين بسرعة و أخدت مفاتيحي و نزلت ناحية المستشفى.
و أنا في الطريق اتصلت بأيوب و اتكلمت بسرعة أول ما رد:
_أيوب، مين اللي معاك و بدأت تحق*يق مع يمنى و لا لسه؟
_معايا سيف و لسه مبدأناش نح*قق معاها عشان را*فضة تتكلم لغاية ما بنتها تفوق تاني.
_هي بنتها لسه مفا*قتش؟
_لا، حالتها خط*يرة و احتمال كبير تمو*ت بس أمها لسه متعرفش.
اتنهدت بت*عب و اتكلمت:
_طيب خلي سيف يمشي أنا جاي أح*قق معاك بداله.
_و اشمعنى غيرت رأيك فجأة؟ مش كنت تعبا*ن؟
_أيوب…اعمل اللي بقولك عليه و متعص*بنيش مش وقتك!
اتنهد بق*لة حي*لة و رد عليا:
_طيب متتأخرش بس.
قفلت معاه، ضغطت على البنزين و زودت السرعة.
يمنى كانت حلي الوحيد و مستحيل أسيب مفتاح حل قض*يتي يض*يع مني!
________________

يتبع….

قراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما لم تخبرنا به الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *