روايات

رواية نصيبي في الحب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب البارت الثامن والعشرون

رواية نصيبي في الحب الجزء الثامن والعشرون

نصيبي في الحب
نصيبي في الحب

رواية نصيبي في الحب الحلقة الثامنة والعشرون

وفجـــــأة، قبل ما تستوعب اللي بيحصل، الباب اتفتح بعنف، وإيد قوية سحبتها لجوه بسرعة، فقدت توازنها، وصدرها ارتطم بخفه بجسمه المبلول، شهقة صغيرة خرجت منها، الدم انسحب من وشها، وعينيها وسعت بصدمة.
يوسف كان واقف قدامها، جسمه مبلول، خصل شعره السوده ملتصقة بجبينه، وعينيه بتلمع بنظرة خطيرة، ملامحه كانت هادية… هدوء مرعب.
نور كانت بتنهج بسبب المفاجأه وبسبب القرب اللي بينهم، وحقيقة إنها اتحبست جواه، وسط البخار والحرارة وصدره العريان قدامها.
حاولت تتكلم، صوتها كان ضعيف لكنها قالت أول حاجة جت في بالها وهي بتبصله بذهول “انت بني آدم… مــهــزق!”
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية، نظرة مليانه بالسخرية والتحدي وهو بيهمس بصوت خافت لكنه واصل لأعماقها “دخول الحمام… مش زي خروجه يا قلبو”
رفعت راسها وبصتله بحدة، صوتها كان متلغبط بين الغضب والتوتر “أنا غلطانة بجد… كنت قلقانة عليك، كنت فاكرة إنك حصلك حاجة، بس أنت….”
قبل ما تكمل، يوسف قاطعها، صوته هادي لكنه مش سهل، فيه سخرية مخفية تحت النبرة العميقة “وإنتي قلقانة عليّا ليه؟ مش إنتي بتكرهيني؟ مش بتقولي إنك مش بتحبيني؟”
نور شدت نفس، كانت عايزة ترد رد يوقفه عند حده، يوقف إحساسها المتلخبط ده، لكنه كان واقف قريب جدًا، وقربه بيلغبط عقلها أكتر، رفعت عينيها له وقالت بحدة “وكرهي ليك بيزيد!”
يوسف ابتسم ابتسامة هادية لكن وراها حاجة أخطر، بصلها وكأنه بيدرس ملامحها، كل تفصيلة فيها، قال بهدوء مستفز “ولما كرهك بيزيد… جيتي ليه؟”
نور بلعت ريقها، نزلت عينيها لحظة قبل ما ترفعها تاني، بتحاول تركز على سبب وجودها هنا أصلاً، بتحاول تفتكر إنها مش المفروض تتأثر بيه بالشكل ده، قالت بجفاف “جيت أسألك عن حاجة، بس أكيد مش هنتكلم هنا… تحت المياه! هستناك بره.”
خطت خطوة لورا، لكن يوسف كان أسرع، مد إيده ومنعها، قرب أكتر وهمس بصوت أعمق، فيه شيء يشبه التملك “لاء… مفيش خروج.”
نور رفعت عينيها له بحدة، قلبها بدأ يدق أسرع، صوت المياه كان بيملى المكان، لكن صوته كان هو الوحيد اللي سامعاه.
يوسف تابع بصوت أوطى، بنبرة خطيرة “عايزك تتكلمي وإنتي في حضني كده… عايز أشوف توترك ده كل ما تكوني قريبة مني، عايز أسمع نبضات قلبك السريعة، حاجات كتير نفسي أعملها، بس هكتفي بحضنك ده.”
كلماته نزلت عليها كأنها صفعة، استوعبت معناه بسرعة، واتحركت لورا بعنف، كأنها بتحاول تهرب من تأثيره، لكنه كان مسيطر على المكان، مسيطر على الموقف، ومسيطر… عليها.
إيديها وصلت لمقبض الباب، حاولت تفتحه بسرعة، لكن الباب مفتحش! شهقت بخوف ولفتله، عينيها مليانة قلق وغضب “يوسف، افتح الباب!”
يوسف ابتسم ابتسامة خبيثة مليانة سخرية، وضحك ضحكة هادية وقال بمكر
“محتاجين حد يفتحلنا إحنا الاتنين.”
عينيها وسعت بدهشة وهي بتهمس بارتباك “يعني إيه؟!”
يوسف قرب منها خطوة، كان واضح إنه مستمتع بتوترها، بتخبطها، بالقلق اللي باين على كل ملامحها.
بص في عينيها مباشرة وقال بنفس الصوت العميق اللي خلى عقلها يوقف عن التفكير “يعني الباب مش بيتفتح من جوه، انتي قفلتيه من جوه وهيا لازم يفضل مفتوح”
نور حست بأنفاسها بتتسارع، رفعت إيديها بسرعة لمقبض الباب وحاولت تلفه بعنف، لكن ما اتحركش، بدأت تحس بالخطر، رفعت عينيها له، لقت ابتسامته لسه ثابتة، باردة، وعيونه بترصد كل حركة منها.
قال بنبرة مليانة استمتاع “إنت اللي قفلتيه… ومحتاجين حد يفتحه.”
نور حسّت بالتوتر، بدأت تستوعب الموقف أكتر، بدأت تدرك معنى كلماته، بدأت تفهم الورطة اللي هي فيها.
يوسف سند على الحيطة، لسه ابتسامته الساخره مرسومة على وشه، وكمّل بصوت واطي لكنه خطير “بس اللي هيفتح الباب هيقولك إيه بقى، وأنتِ هنا… في أوضتي، وحمامي، والبانيو بتاعي؟”
نور حسّت بدمها بيجري في عروقها بسرعة، رفعت عينيها له بسرعة وقالت بصوت شبه مهزوز “يوسف… افتح الباب حالًا!”
يوسف رفع إيده بإشارة بسيطة، وهو بيهز كتفه ببرود مفتعل وقال بنبرة هادية لكنها مستفزه “قولتلك… مش هعرف.”
نور حست بقلبها بيتقبض، توترها زاد، عينها بدأت تلمع بدموع كانت على وشك النزول، إحساس بالاختناق بدأ يزحف على صدرها، خدت نفس مهزوز وهمست بصوت مرتجف “يوسف… لو بتهزر، بلاش.”
يوسف كان بيراقب كل حاجة فيها، شاف القلق الحقيقي اللي في عيونها، الخوف اللي بدأ يسيطر عليها، حاجبه اتعقد بخفة وهو بيسألها بنبرة أقل حدة، فيها لمحة قلق “مالك؟”
نور حست إن الدنيا بتضيق حواليها، كل حاجة بدأت تتهز قدام عيونها، أنفاسها بقت مش منتظمة، قلبها بيدق بسرعة جنونية لكنها في نفس الوقت مش قادرة تاخد نفس عميق، صدرها بيضيق أكتر وأكتر.
حاولت تتكلم، ترد عليه، بس صوتها مطلعش.
رأسها لفت، إحساس بالدوخة اجتاحها، كل حاجة قدامها بقت ضبابية، وقبل ما تقدر تستوعب، رجليها خانتها، وجسمها بدأ ينهار.
بس قبل ما تقع، يوسف كان أسرع.
مد إيده، مسكها بسرعة، لف إيده حواليها وسندها على صدره، قلبه كان بيدق بقوة، رعشة خفيفة عدت في أطرافه وهو بيشوفها في الحالة دي.
عينيه وسعت بصدمة حقيقية، صوته كان مليان قلق وهو بيناديها “نور؟! نور، ردي عليا!”
كانت في حضنه، ضعيفة، هشة، ملامحها شاحبة، وإحساس بالخوف لأول مرة اخترقه… خوف حقيقي، مش على نفسه، لكن عليها.
يوسف فتح الباب بسرعة بالعافيه، لما مرضيش اضطر يشيل كالون الباب كله وهو شايلها بين إيديه، خرج بيها بخطوات سريعة، قلبه بيدق بعنف، وكل تفكيره إنها تفوق، إنها تفتح عينيها وتتكلم، طلعها على طول، نيمها على السرير، إيده كانت بتتهز وهو بيحطها برفق، وشها كان شاحب، وشفايفها بقت زرقة بشكل خلاه يحس برعب حقيقي لأول مرة.
“نور! نور، اسمعيني، فوقي!”
حاول يفوقها، ضرب كفوف خفيفة على خدها، قرب منها، مسح جبينها، حركها بلطف، بس مفيش استجابة، مفيش أي رد فعل.
“نور، بالله عليكي، فوقي!”
نبرته كانت شبه توسل، الخوف بدأ يتملك منه، كل عضلة في جسمه متوترة، عقله بيرفض يتخيل أي سيناريو سيئ، بس الوضع قدامه مش مبشر.
مد إيده بسرعة، بدأ يدلك إيديها، يحاول يرجّع الدفا لجسمها، قرب وشه منها، سمع أنفاسها الضعيفة، بس كانت مش مستقرة، وكأنها بتصارع علشان تاخد نفسها.
بص حواليه، مش عارف يعمل إيه، بس مش هيسيبها كده.
عمره ما حس بالرعب ده قبل كده… عمره ما كان عاجز بالشكل ده… بس دلوقتي، هو مستعد يعمل أي حاجة علشان نور تفتح عينيها وتبصله تاني.
كانت أنفاسها ضعيفة جدًا، وشفايفها بتزداد زرقة، ملامحها مرهقة وكأنها بتغرق في حالة من اللاوعي، قلبه كان بيخبط في ضلوعه بجنون، مش قادر يستوعب إنها بين إيديه كده وهو مش عارف يعمل حاجة.
بسرعة، قام وجاب مايه دافيه، بلل أطراف صوابعه ومسح بيها جبهتها وخدودها، حط شوية على رقبتها علشان يحاول يفوقها بأي شكل
“يلا يا نور، افتحي عينيكي، متخلينيش أتجنن!”
لحظة صمت مخيفة سادت الغرفة، بعدها، صدرها ارتفع بنَفَس أقوى، وأخيرًا، عينيها اتحركت ببطء شديد.
“نور!”
يوسف قالها بصوت مليان ارتياح وخوف في نفس الوقت، بصتلُه بعينين متعبة، بتحاول تستوعب اللي بيحصل، حاولت ترفع إيدها، لكنه سبقها، مسكها بحنان وقال بصوت مهزوز ” الحمد لله… كنت هتجنن ”
نور بلعت ريقها بصعوبة، حركت شفايفها وقالت بصوت ضعيف “أنا… أنا كويسة”
حاولت تتحرك، لكنه ضغط بخفة على كتفها، بيأمرها تفضل مكانها.
قام جاب منشفه ولفها بيه
“أنا كويسة…” همست نور بصوت ضعيف، بتحاول تهدي مخاوفه.
لكنه هز راسه بحدة، عينيه كانت مليانة قلق وهو بيرد بحزم “لا، مش كويسة، كنتي على وشك…” سكت، مش قادر حتى يكمل الجملة.
حاولت تتحرك، لكنها حست بالدوخة تاني، يوسف مسكها بسرعة، وكأن مجرد فكرة إنها تقع تاني مستحيلة بالنسبة له.
“خليكي مكانك يا نور.”
حاولت تقوم وقالت بجديه” انا كويسه فعلا، كنت جايه علشان اقولك……”
قاطعها “مش وقته دلوقتي، روحي أوضتك، غيري هدومك عشان متاخديش برد.”
نور بصتله بثبات “لما أتكلم معاك الاول ”
يوسف اتنهد، كان واضح إنه بيحاول يتحكم في توتره، رد عليها بصوت أهدى لكنه ثابت “أنا مش هطير يا نور.”
كانت هترد، لكنه سبقها قبل ما تنطق، نبرته أخدت طابع هادي لكنه مسيطر “جهّزي نفسك، أنا عازمك على العشاء، ونتكلم براحتنا هناك إيه رأيك؟”
نور كانت على وشك تعترض، لكنه ما ادهاش فرصة، بصلها بنظرة قاطعة قبل ما يكمل “هعدي عليكي كمان ساعة.”
مروان كان قاعد في مكتبه، النور خافت والجو ساكن بشكل مخلي التفكير أعلى صوت في المكان، كان حاطط إيده على جبينه، وعينيه بتجري في الفراغ قدامه كأنها بتفتش عن مخرج.
كل اللي سمعه من شوية كان بيدوي جواه… “يوسف البنا”.
الاسم ده بقى عبء على دماغه، مش قادر يفهم هو طلعله منين، وعايز منه إيه، وليه قرر يضرب شركتهم بالشكل ده، ضربة ناعمة بس موجعة، تخلّي الكل يترنّح من غير ما يفهم اللي حصل.
مرت أيام، وهو بيحاول يلم الخيوط، يرمم الفجوة اللي حصلت في السوق، يكسب العملاء اللي خسرهم، يصلّح سمعة اتشوّهت في لحظة، بس كل مرة كان بيقع في نفس الحفرة، مفيش حاجة بتنفع.
الشركة مش بترجع زي زمان، والثقة اللي راحت مش بترجع، والده حالته بتسوء كل يوم، حتى لما بيحاول يخبيه، هو شايف التعب بيزيد في عينيه، شايف الأمل بيقل.
مروان سحب نفس عميق، وقام من على كرسيه، لف حوالين المكتب وهو بيفكر بصوت عالي، مش هيقدر لوحده
وقف قدام صورة والده، وشه كان مليان تعب وندم، وقال بصوت واطي
“مفيش قدامي غير حل واحد، ولازم أختاره دلوقتي… قبل ما أخسر كل حاجة.”
مسك مروان فونه بإيد مهزوزة خفيفة، كأن القرار تقيل عليه لكنه مضطر ياخده، دور على الرقم، ووشه اتبدل أول ما ظهرله الاسم… ضغط اتصال، وقبل حتى ما الرنة تكمل، الرد جه من الناحية التانية بصوت ساخر مليان طاقة “مروان الدمنهوري! عم عيالي، يا راجل!”
ضحك مروان غصب عنه، وقال بصوت باين عليه الارتياح
“عامل إيه يا حبيبي؟ مختفي كده ليه؟”
ضحك ضحكة عالية، وقال “مختفي؟ ده أنا في وش الدنيا! بس انت اللي متكبر وناسيني… إيه؟ وحشتك؟”
مروان اتنهد بخفة وقال “تعالى نشرب قهوة يا ياسين، عايزك في كلمتين مهمين.”
ياسين بصوته اللي دايمًا فيه لمعة هزار حتى في الجد “قهوة إيه يا عم مروان؟ تعالى نولع 2 شيشه في أي قهوه ووريني إيه اللي خلى سي مروان الدمنهوري يتنازل ويتصل بيا”
مروان قال بهدوء بس نبرته فيها غموض
“تعالى بس، هتفهم كل حاجة… والشيشة عليا متقلقش”
ياسين ضحك وقال “ماشي يا عم، بس لو الكلام مش تقيل زي ما أنت مقلقني كده، هخليك تدفع العشا كمان.”
مروان قفل المكالمة وابتسامة صغيرة على وشه… هو عارف إن ياسين مش سهل، بس لما يدخل موضوع، بيقلبه لعبته… وياسين؟ هو فعلاً شخصيّة مفيش زيها، دم خفيف، شقي، وسرسجي بدرجة شرف، بس لما ييجي الجد؟ الدنيا بتقف له.
نور دخلت أوضتها بخطوات سريعة، هو عزمها على العشا
نور لما دخلت أوضتها، استوعبت فجأة إنه عزمها على العشاء، فتحت الدولاب بسرعة، عينيها جابت كل قطعة جوه، بس ولا حاجة كانت مناسبة، هي أصلاً جت هنا ومعاها حاجات محدودة، وملهاش مزاج تلبس أي حاجة عادية في الليلة دي.
عضت شفايفها بتوتر، مش عارفه تعمل ايه، مسكت الموبايل وكلمت داليا، أول ما ردت عليها، قالت بسرعه “يوسف عازمني على العشا.”
داليا شهقت بفرحة ” بجد؟ طب دي حاجه حلوه، اوعي تقولي انك رفضتي”
” لاء هروح”
داليا ردت ” طب وفين المشكله ؟!”
نور اتنهدت وهي بتبص على الدولاب بإحباط “أروح بإيه؟ مفيش حاجة عندي مناسبة، كل اللي معايا حاجات بسيطة.”
داليا مترددتش لحظة، وقالت بحماس
“اشتري واحد دلوقتي، في مجله عندك فيها شوية فساتين تحفه، اختاري واحد منهم”
نور فكرت في كلامها ” بس أنا عايزة حاجة حلوة، حاجة ملفتة، فاهمة قصدي؟”
داليا ضحكت “فاهمه من غير ما تقولي، إنتي عايزة تبقي قمر وتخليه يندم على أي لحظة فكر يبعد عنك فيها.”
نور ابتسمت رغم توترها “تقريبًا، بس المشكلة إني مش عارفة اختار إيه.”
داليا قالت بحماس “سيبي الموضوع عليا، هتصرف وأبعتلك حاجة تخليكي نجمة الليلة، إنتي بس جهزي نفسك على ما يوصلك الفستان.”
نور ابتسمت، أخيرًا بدأت تحس بالحماس بدل القلق.
غسلت وشها، وحطت ماسك خفيف وهي بتفكر في يوسف، في نظرته لما يشوفها متألقة، في رد فعله لما يلاقيها بالشكل اللي عمره ما شافها بيه قبل كده.
الباب خبط، جريت بسرعة، فتحت، وخدت العلبة بشغف، قلبها كان بيخبط من الترقب.
فتحت العلبة… وانبهرت.
الفستان كان تحفة، مزيج بين الأناقة والأنوثة، لونه كان غامق وأنيق، قصته كانت مثالية على جسمها، مش مكشوف بشكل جريء، لكنه ملفت بطريقة راقية، لمسته كانت ناعمة، كأنها مصممة مخصوص علشان الليلة دي.
“داليا بجد عبقرية!”
لبسته بسرعة، وقفلت السحاب، وقفت قدام المراية، لمساتها كانت خفيفة لكنها مؤثرة، حطت طبقة خفيفة من الميكب برزت ملامحها، لون شفايفها كان جذاب، عينيها بقت أعمق وساحره، لمست رقبتها بلطف، قبل ما تمد إيدها وتلبس عقد راقي زادها أنوثة، مسكت برفانها المميز ورشت منه، شعرها سابته على طبيعته، بس بتسريحة زادته جاذبية، خصلاته انسدلت بنعومة على كتفها، كانت نظرتها في المراية كلها ثقة
سمعت الباب بيخبط، قلبها دق بسرعة، خدت نفس عميق، سحبت أطراف الفستان بنعومة، ومشيت بخطوات هادية ناحية الباب.
وقفت لحظة قبل ما تفتحه، ابتسامة صغيرة اترسمت على شفايفها، كانت متحمسة لرد فعله لما يشوفها بالأنوثة دي.
مدّت إيدها وفتحت الباب بسرعة، عيونها لمعت وهي شايفه ملامحه وهو بيبص عليها…
أول ما شافته، قلبها ضرب غصب عنها، كان واقف قدامها، ساند بإيده على إطار الباب، وشكله مز بشكل مستفز، استايله المرتب، قميصه المفتوح أول زرارين، ريحة برفانه اللي عشقتها… كل حاجة فيه كانت مغرية بشكل مزعج.
يوسف كان واقف، متوقع يشوف نور عادية، بس أول ما الباب اتفتح، ملامحه اتجمدت في مكانها، عينيه وسعت بذهول وهو بيتأملها.
الوقت وقف للحظات، وكأن عقله مستوعبش اللي شايفه قدامه، نور كانت واقفة بثقة وبصاله بتفحص، الفستان اللي لابساه كان بيبرز جمالها بأسلوب راقي، وشعرها كان منسدل بنعومة خلته يحس إنه عايز يمد إيده ويلمس خصلاته، عينيها متألقة، الميكب كان خفيف لكنه أضاف لمسة ساحرة، وعقدها الذهبي كان بيلمع عند رقبتها، زادها جاذبية.
يوسف بلع ريقه بصعوبة، حس إنه لأول مرة مش قادر يتحكم في تعابير وشه، نظراته مسحتها من فوق لتحت، مبهور بكل تفصيلة فيها، كل حركة، كل لمعة في عينيها، كل نفس بتاخده.
نور كانت شايفة رد فعله، وشايفة الصدمة اللي خلت عينيه تمسك بيها كأنه مش مصدق، ابتسامة صغيرة ظهرت على طرف شفايفها وهي بتقول بهدوء “مش هنمشي؟ هتفضل تبصلي كده كتير؟!”
يوسف ساب نفسه خطوة لورا، خد نفس عميق، حس إنه لازم يلمّ أعصابه بسرعة قبل ما يقول أو يعمل حاجة تفضحه، رفع عينه ليها من تاني، نبرته كانت أهدى، لكن عيونه فضحته “إنتِ… شكلك مختلف جدا النهاردة.”
نور رفعت حاجبها بخفة، بنظرة كلها ثقة واستفزاز، وقالت “مختلف؟ قصدك ايه؟! احلى ولا اوحش”
يوسف ضحك ضحكة صغيرة، بس كانت كلها انبهار، قرب منها وهمس بصوت واطي لكنه مليان معنى “أحلى بكتير يا نور”
نور ضيّقت عينيها بخبث، حركت كتفها بخفة، وبصتله بنظرة كلها دلال واستفزاز في نفس الوقت، وقالت بنبرة بريئة مستفزة “قصدك إنّي كنت وحشة قبل كده؟”
هزّ راسه ببطء، نبرته كانت واثقة “لأ طبعًا… بس جمالك ده مختلف، مميز… قدرتي تظهريه”
نور رفعت حاجبها، مستمتعة بالطريقة اللي بيتكلم بيها، بالإعجاب اللي مش قادر يخبيه حتى لو حاول، قربت منه خطوة صغيرة وهمست “يمكن عشان أول مرة تاخد بالك؟”
يوسف كان هيتكلم بس اكتفي أنه يقول ” أو يمكن انتي مميزه انهارده ”
نور حست إن قلبها ضرب ضربة زيادة، لكنها أخفت تأثرها ورفعت دقنها بفخر، وقالت بخفة “طيب، مش هنمشي بقى؟”
يوسف بصّلها للحظة كأنه بيحاول يحفر شكلها في ذاكرته، وبعدين مدّ إيده ليها وهو بيقول بصوت هادي “يلا.”
نور بصّت لإيده الممدودة قدامها، قلبها دقّ أسرع للحظة، لكنها مبينتش ده، رفعت عينيها لعينيه، شافت الإصرار في نظرته، الابتسامة الصغيرة اللي مش قادر يخفيها، والانبهار اللي لسه ما اختفاش.
مدّت إيدها بهدوء، لمست أطراف صوابعه قبل ما تمسك إيده، وقالت ببساطة “يلا.”
أخدها لمطعم راقي، الجو كان هادي، الإضاءة خافتة بتدي إحساس بالراحة، لكن بين يوسف ونور، الصمت كان تقيل، رخم، وكأنه حاجز بينهم.
يوسف مال على الطاولة، قرب منها شوية وهو بيبصلها بعيونه اللي كان فيها تساؤل واضح، وقال بصوت هادي لكنه مباشر “أفهم من خروجك معايا إنك خلاص سامحتيني؟”
نور رفعت عيونها ليه، نظرة فيها تحدي، وبرود متعمد، وقالت بثقة “أنت اللي أجبرتني أخرج.”
ابتسم يوسف ابتسامة خفيفة، كأنه كان متوقع ردها، وهزّ راسه وقال “أنا عارف إنك لو مكنتيش عايزة تخرجي، مكنتيش خرجتي أبدًا، فبما إنك معايا دلوقتي، يبقى إنتِ سامحتيني.”
نور نقلت نظرها من عيونه للطبق اللي قدامها، لعبت في الأكل بالشوكة وهي بتقول بنبرة هادية لكنها حادة ” بلاش نتكلم دلوقتي عن الموضوع ده”
يوسف مال أكتر ناحيتها، صوته بقى أعمق شوية وهو بيقول ” هنتكلم عن كل حاجه يا نور، ياريت تجاوبيني”
رفعت راسها ليه، قابلت نظراته اللي كانت مستقرة عليها بثبات، وبعد لحظة صمت قالت “يبقى لسه مصفتش يا يوسف، محتاجة أفهم سبب قوي يخليني أقتنع إنك تنسحب فجأة وتسيبني في دوامة أفكار.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نصيبي في الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *