روايات

رواية ابن الصعيدي الفصل الرابع 4 بقلم نور الشامي

رواية ابن الصعيدي الفصل الرابع 4 بقلم نور الشامي

رواية ابن الصعيدي البارت الرابع

رواية ابن الصعيدي الجزء الرابع

ابن الصعيدي
ابن الصعيدي

رواية ابن الصعيدي الحلقة الرابعة

وصل صخر إلى المكان الذي دله عليه قلبه. لم يتوقف حتى لمح الحفرة المفتوحة وتجمد للحظة ثم ركض بجنون ورائها ملقاة داخلها فاقدة للوعي فردد بصراخ:
قـدر
القي صخر كلماته هو يقفز داخل الحفرة يحتضنها ويخرجها وجلس على الأرض وضمها إليه بقلب منهار يربت على وجهها محاولا إفاقتها بأنهيار:
اصحي يا قدر… بالله عليكي كلميني… يلا جوومي قدر… جومي
تحركت جفونها ببطء ثم فتحت عينيها بصعوبة وهمست:
صـخر.. جدي… هو ال دفني اهنيه.. دفني وانا عايشه..جدو دفني والله وحط التراب عليا
نظر إليها صخر بدهشة وردد:
بس الحفرة كانت مفتوحة… دفنك ازاي الحفره كانت مفتوحه.. مين فتحها ولو حد فتحها ليه مخرجكيش منها
هزت صخر رأسها بضعف ورددت ببكاء :
معرفش… فوقت لاجيت نفسي اهنيه … مش فاكرة حاجة.. بالله عليك خرجني ابوس يدك…. أنا مغلطتش مع كريم… والله ما غلطت… هو ال اغتصبني…عمل اكده غصب عني جسما بالله يا صخر.. طلعني ابوس يدك.. طلعني من اهنيه
تجمد صخر وحدق في عينيها بصدمه ولم ينطق فقط احتضنها من جديد ثم حملها بين ذراعيه مرددا:
هطلعك متخافيش.. اهدي ويلا
القي صخر كلماته وحملها وذهب وفي مكان اخر وفي أروقة المستشفى كان آدم يسير ذهابا وإيابا كمن فقد رشده وعيناه معلقتان بباب غرفة العمليات وكلما سمع صوت أقدام هرع ناحية الباب لكن دون جدوى حتي اقتربت منه والدته بخطى مرتجفة ووضعت يدها على كتفه وهمست:
اهدى يا ابني… كل شيء بإيد ربنا.. هتبجيكويسه والله.. انا مش عارفه اي ال حوصل ومين يتجرأ يعمل اكده.. لا حول ولا قوه الا بالله… اهدي يا ادم
هز ادم رأسه بعنف ورد بعينين دامعتين:
دي كانت بتكلمني عادي.والله كانت واجفه عادي وبنتكلم مع الحارس…. أهل صخر! هما السبب… أكيد هما…هما ال عملوا اكده فيها يا ماما هما السبب
تنهدت نوال بضيق ورددت:
لع متجولش اكده… صخر مش اكده ولا اهله..انت ناسي ان عمته كانت متجوزه اخوي الله يرحمه وهما بيحبوما والله عيب نظلم الناس من غير دليل يا ادم يا ابني.. حرام عليك
صرخ ادم بغضب مرددا:
جسما بالله لو ليلى جرالها حاجة… والله ما هرحم حد مهما كان ميت وهجتل الكل.. مفيش حد ممكن يعمل اكده غيرهم يا ماما.. هما ال عايزين يقهروني ويكسروا جلبي
كادت الأم ترد لكن باب العمليات فتح فجأة وخرج الطبيب منهك الملامح فـ ركض آدم ناحيته وأمسك بذراعه مرددا:
يا حكيم … طمني عليها؟! حالتها إي هي كويسه صوح
خفض الطبيب عينيه وتنهد بأسى:
انا آسف… عملنا كل ال نجدر عليه… النزيف كان جامد . ومجدرناش ننقذها
نظر ادم بصدده كأنما سقط الكون فوق رأسه وجثا على ركبتيه، ثم صرخ بقوة:
ليلى… لع… ليلي عايشه
اندفع ادم للداخل وهو يدفع الممرضين بعيدا حتي اقترب من الجسد المسجى على السرير زأمسك بيدها الباردة، وصرخ بانهيار:
جومي.. جومي يا ليلى! متموتيش… بالله عليكي متسبينيش اكده… ليلى
بدأ ادم يهز جسدها بضعف، وقلبه يتمزق، حتى خارت قواه فجأة وسقط مغشيا عليه إلى جوارها وبعد فتىه عند صخر كان يقف امام العائله وقدر تختبأ خلفه مرداا:
دي مرتي انا … محدش هيلمسها تاني… انا بحذر الكل.. انتوا تجتلوها بتاع اي… لع ومش بس اكده… بتدفنها حيه يا جدي.. للدرجادي مفيش جلب
تراجع البعض وتقدّم الجد بخطاه المتوترة، يضرب بعصاه الأرض بقوة، واردف بصوته الخشن:
ال جابها اهنيه تاني بعد ال حوصل، يبطي ميعرفش الاخلاج ولا الشرف والنخوه… هو دا ال انا جايبك مخصوص علشانه.. علشان تدافع عنها جليلخ الربايه عديمه الشرف دي
رفع صخر رأسه ونظر إليه دون خوف وهتف:
أنا جيبت مرتي بيتي وجسماً بالله ال هيقرب منها تاني لهجتله مهما كان مين عاد.. جدي انا بحبك وبحترمك بلاش تعمل فينا اكده
بدت الصدمة على الوجوه وتقدّم الجد أكثر وهو يصرخ:
إنت بتتحداني يا صخر… بتجولي انا الكلام دا.. عايز تجتلني
ردّ صخر بصوت ثابت ونبراته تتحداه مرددا :
أنا بتحدى الظلم ال بتعمله مش بتحداك انت يا جدي… بتحدى ال بيدوس على الضعيف باسم الرجولة.. وقدر من النهارده تحت جناحي انا.. ومحدش ليه كلمة عليها غيري.. انا المسؤول عنها.. انا بس ال جوزها
كانت قدر تقف خلفه تمسك بطرف قميصه و تنظر أرضا بصمت، لكن جسدها المرتعش فضح خوفها وفجأة توقف الزمن للحظة حين سمع صوت سيارة تقف أمام الدار والتفت الجميع، لترى امرأة تنزل بخطى مسرعة ترفع طرف عباءتها، وقد علت وجهها ابتسامة ممزوجة بالشوق وما إن وقع بصرها على صخر حتى ركضت إليه ورددت بلهفه وهي تحتضنه:
واحشتني يا صخر…واحشتني جوي.. ازيكم يا جماعه عاملين اي عاد.. مش عارفه انتوا فاكريني ولا لع.. بس انا ابجي ميار بنت خاله صخر ومرته
ساد الصمت الدهشة جمدت ملامح الجميع عدا الجد الذي ظلّ ساكنا، كأنما كان يعلم فسحبت قدر يدها من يد صخر ببطء، والدم انسحب من وجهها ووقفت أم صخر على مقربة تنظر إليه بشيء من العتاب حتي هتفت :
هتيجي معانا إمتى؟ احنا جاين علشان نشوف اخرتها واي ال حوصل
هز صخر رأسه وتحدث بصوت خافت وهو ينظر ناحية قدر:
مش وجته الكلام ده يا حجه… انتوا اكيد تعبانين من السفر.. تعالوا ارتاحوا
القي صخر كلماته لكن قدر لم تنتظر وركضت نحو السلالم تسبق دموعها وتدفع الباب خلفها وتغلقه حتي صعد صخر خلفها وما ان دخل الي الغرفه قاطعته وهي تبكي بحرقه:
متجولش حاجه.. انا والله مطلعتش اكده علشان مثلا زعلت او حاجه من دي.. طبيعي تحب وتتجوز.. دي حياتك وميار مرتك… هي اصلا كانو بتحبك من وانتوا صغيرين.. انا بس اتوترت فجأه ومش عارفه اي ال ممكن يوحصل دلوجتي.. انت هتسيبني صوح.. بالله عليك يا صخر.. بلاش تسيبني الايامدي بس. انا هنزل ال في بطني وامشي اشوفلي اي مكان بعيد بس متسبنيش دلوجتي و
لم تنهي قدر كلماتها حتي اقترب منها صخر واحتضنها فجأه مرددا:
اهدي… اهدي وبطلي عياط.. انا مش هسيبك.. مين جال اني هسيبك وانا والله ما اعرف انكم مش عارفين عن جوازي علشان جدي عارف وحضر كل حاجه.. انا او كنا اعرف كنت جولتلك قبل ما نكتب الكتاب علشان انا مش بحب اخدع حد.. انا مش هسيبك اهدي ومتنزليش حاجه.. دا ابنك حرام تنزليه
انهارت قدر بين ذراعيه وهي تبكي بحرقه مردده:
والله غصب عني… جسما بالله غصب عني يا صخر… أنا كنت بكرهه… بكرهه من ساعه ما عمل فيا اكده… بس كنت مضطرة… مضطرة أتجوزه… وأتحايل عليه يفضل معايا… علشان ميسبنيش… كنت لوحدي… خايفة ومكسورة… ومكنش ينفع اجول لحد … بس طلع غدار وواطي
شدها صخر إلى صدره أكثر وكأنما يريد أن يمحي كل ذلك الألم من روحها ثم همس في أذنها بصوت متهدج:
كفاية بجا… كفاية… أنا اهنيه دلوجتي ، ومش هسيبك… وكل ال فات مش ذنبك… خلاص انا معاكي والله ما هسمح لحد يعمل فيكي حاجه تانيه وال تسمه كريم دا اعتبريه كلب وراح.. اوعي تفكري فيه تاني
انكمشت قدر أكثر بين ذراعيه وكأنها وجدت أخيرًا ملاذها وراحت تبكي بصمت طويل يخرج كل ما خبأته في قلبها لسنوات وفي المساء في غرفة ميار كان صخر واقفًا بجانب الشباك عاري الصدر، وعينيه مثبتتان على الظلام الذي يملأ الأفق. كان يحدق في الفراغ حتي اقتربت منه ميار بخفة وهي ترتدي قميص نوم بسيط وشعرها المتناثر أضاف إلى ملامحها هالة من التوتر والاشتياق و توقفت بالقرب منه، وعندما لاحظها، التفت إليها فـ مدت يديها وأحاطته بذراعيها برقة واردفت:
واحشتني جوي…اكده اهون عليك كل الفتره دي تسيبني لوحدي
لم يبعد صخر يديها بل ظل هادئًا، وهو يحاول السيطرة على نفسه و همس بصوت عميق:
“وأنتي كمان. واحشتيني جوي .. كنت بحس بوجودك دايما معايا وكنت مفتقدك جوي معايا يا ميار حمد لله علي سلامتك
ابتسمت ميار واقتربت منه وأخذت نفسا عميقا ولامست وجهه مردده:
بجد… اومال مكنتش بترد عليا ليه.. انا افتكرتك نسيتني والله
هز صخر رأسه بلطف لكنه تجنب النظر إليها بشكل كامل. رد بصوت منخفض:
انا اسف..بس والله اهنيه المشاكل كتيره جوي وانا مكنتش فاضي .. معلش متزعليش مني
ميار بضيق :
صخر هو انت فيه حاجه بينك وبين قدر.. انا بتحبها يعني ولا اي عاد.. بالله عليك فهمني
تنهد صخر بضيق وردد بحده:
متخافيش يا ميار. قدر بنت عمي وبس وكان لازم اتجوزها علشان ال حوصل.. انا مفيش بيني وبينها اي حاجه
ابتسمت ميار برقه ثم اقتربت منه وتبادلوا القبلات ولكن فجأه دون سابق إنذار، سمعوا صوت صراخ مدوٍ من الخارج، تلاه صوت طلقات نارية متتابعة فـ جذب صخر ميار إليه بسرعة، وحاول أن يحميها من أي خطر قد يحيط بهما. كان قلبه لا يزال في حالة من الاضطراب ونزل صخر بسرعة من الغرفة بعد أن سمع الصوت المدوي والطلقات النارية المتتابعة وقلبه في حالة من الاضطراب وعيناه تتابعان كل حركة حوله في الظلام و اقترب من مصدر الصوت وفجأة توقفت خطواته عندما رآى آدم يقف هناك وعيونه مليئة بالغضب والألم فـ صدم صخر عندما رأى آدم هكذا وركض نحوه بسرعة وسأله:
إنت كويس؟ إي ال حوصل.. اي الحاله ال انت فيها دي عاد.. مالك في اي وليه بتعمل اكده
نظر ادم اليه بغضب وصرخ بانهيار:
بجد والله..انت مش عارف في اي. . أنت خاين.. انت جتلت ليلى… مرتي ماتت بسببك.. انت ال جتلتها.. جتلت ليلي وخدتها مني
تجمد صخر في مكانه، وكأن قلبه توقف عن الخفقان للحظة، ثم همس بصوت خافت:
إي؟ ليلى ماتت؟!
رد آدم بصوت متألم:
اه ماتت… ماتت وانت ال جتلتها.. ومتعملش فيها البريئ بجا علشان انا متأكد.. انت جتلت مرتي
حاول صخر استيعاب ما يقوله آدم، ثم صرخ في وجهه محاولاً تهدئة الوضع:
انت مجنون! مش ممكن أكون عملت اكده! أنا والله ما عملت حاجة.. جسما بالله ما عملت حاجه.. انا اغلي من اخوي… مستحيل اعمل فيك اكده
لكن آدم لم يصدق وصرخ في وجهه:
– أنت مش كداب وخاين…. بطل كدب.. كفايه انا عملتلك اي.. دا انا لاخر لحظه كنت بحاول اشوف اخبارك واسال عنك.. ليه اكده… ليه جتلت مرتي ليه
شعر صخر بالعجز والصدمة فاقترب من آدم وحاول أن يثبت له براءته وردد بصوت منخفض، وهو ينظر في عينيه:
لو مش مصدجزي… اجتلني. لو كنت أنا السبب فعلا زي ما بتجول اجتلني دلوجتي يلا وانا مش همنعك ولا هحلي حد يمنعك
القي صخر كلماته ثم اقترب منه أكثر وعانقه بحزم في محاولة للتهدئة، لكن فجأة، وبدون أي تحذير اطلق ادم عدت رصاصات في صخر وهو لا يزال بين ذراعيه وفجأه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ابن الصعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *