رواية لا تثقي بالرجال الفصل الرابع 4 بقلم زينب سمير توفيق
رواية لا تثقي بالرجال الفصل الرابع 4 بقلم زينب سمير توفيق
رواية لا تثقي بالرجال البارت الرابع
رواية لا تثقي بالرجال الجزء الرابع

رواية لا تثقي بالرجال الحلقة الرابعة
– كامي..
صوت كاران بينادي وهو طالع السلالم، أول مرة يدخل البيت يلاقي أضواءه خافتة، كاميليا مش في استقباله، مفيش صوت لأولاده، مش دا اللي هو متعود عليه
طلع السلالم بتردد، باب الأوضة موارب، قرب وهـو بينادي اسم بيحبه، أكتر اسم بيحبه- كامي..
فتح الباب ببطء قلب لتوجس لما شاف حالتها..
قاعدة على الأرض وباين إنها مش في حالة طبيعية، بتبص للأرض بشرود.. سرحان، باين عليها الإنهيار
لفت راسها ليه ببطء أول ما لمحته، وقف مكانه يبلع ريقه، مستني تفسير
– في أية ياكامي؟ قاعدة كدا ليك؟
نطق وهو بيقرب يمـد إيده علشان يرفعها، صرخت فيه وهـي بتزحف لورا- أبعد عني متقربليش.. متلمسنيش
أوعى
وقف مكانه بصدمة من صراخها، كملت بزعيق- أبعد عني مش طيقاك
– فهميني في أية؟
رفعت عيونها ليه، حمرة زي الدم ودموعها بتنزل من غير توقف، شعرها مشعث لسة ملاحظ كل دا، يدل إنها في حالة الإنهيار دي من بدري
زاد قلقه، قرب غصب عنها يمسكها من درعاتها يسألها بقلق- في أية ياكامي مالك؟
بصتله بضعف، نطقت أخيرًا بتشوش وعدم تصديق- بتخوني ياكاران.. بتخوني.. ومع مين.. لينا!!
لينا ياكاران.. لينا
كررتها بعدم تصديق، بصدمة.. بوجع وخذلان
كانت مصعوقة بصلها بغير رد فعل للحظة، مصدوم من معرفتها، قبل ما ينفى براسه و- كامي أهدي أنتي فاهمة غلط
صرخت بإنهيار وهـي بتضربه من غير ما تحس في اي مكان تطوله- غلط أية غلط أية.. انا شوفتكم.. ملقيتش غير لينا، لينا ياكاران أزاي، مش على أساس مفيش حاجة بينكم.. مفيش مشاعر جواك ليها.. مش على أساس مبتحبهاش، مش على أساس إنها أختك.. طيب بقيت مرات صاحبك.. دي صاحبة مراتك.. أخت مراتك.. بمثابة أختي
عملتها أزاي.. قولي.. أنطق
صرخت بجنون وهي بتقف تنهج تاخد نفسها بصعوبة، وتشـد في شعرها بهيسترية، وتبصله بغل.. بكره.. هـي في كابوس
قرب منها زعقت وهي بتبعد عنه خطوة لورا وتبصله بكراهيـة شديدة- متقربليش متفكرش تيجي ناحيتي أبعد عني مش طيقاك، مش طايقة أبص لوشك.. مش طايقة نفسك جنبي..
كملت بصوت ضعيف.. منهار.. موجوع- مش عايزاك جنبي
نطق بصعوبة- كامي..
قاطعته وهي بتنفي بلا بجنون من غير ما تحس، حتى صوته مش طيقاه، نطقه لاسمها اللي بيحسسها إنه أميز اسم في الكون بقيت كرهـاه- متنطقش اسمي.. متستهلش، طلقني
كأنه اتكهرب لما سمع كلمتها، إلا الكلمة دي، مش في قاموسه، مش في منهج حياته معاها، مش من مفردات علاقتهم
إلا الطلاق، إلا الفراق، إلا البُعد..
نفى بإصرار- إنسي.. كامي أهدي وخلينا نتكلم كانت غلطة و..
– غلطة!!
قربت هـي منه ضربته بالقلم بأقوى ما عندها، بصلها بصمت رجعت ضربته قلم تاني في تالت في رابع.. لسـة مكملة، كل قلم أقوى من اللي قبله و- غلطة أي دي، دي مش غلطة، دي رغبة، حاجة عايزها من سنين، وبتكدب على نفسك وعلينا وعلى الكل، كنت عارفة أن الحكاية مش هتخلص كدا أبدًا، كنت عارفة أن اللي بينكم مش عادي، كنت عارفة إن..
ضحكت بسخرية تفتكر كلمته زمان و- فيه جواك ليها حاجة.. منتطفتش.. وأنا بغبائي صدقت.. صدقتك إنك مبتحبهاش، معيزهاش.. صدقت
بصتله بعيون مزهبلة، بتبص بتشوش وعيونها بترفرف بآلم.. تسأله بعتاب-بس لية بعد دا كله
بعد السنين دي كلها
ذنبي أية، ذنب شارف أية
ذنب عيالنا أية أن أبوهم طلع بال… دي
عايزها كنت خدتها من الأول، مش بعد دا كله، مش بعد كل اللي عشته معاك، مش بعد ما عيشتني حلم وفلم وحكاية وصدقتها والله صدقتها، كنت شايفة نفسي، واثقة في نفسي، كنت مفكرة أن مفيش مني بسببك، صدقت إني كافية ووافيـة بسببك، طلعت كل دا بتخدعني.. حرام عليك منك لله
مش مسمحاك لا أنت ولا هـي
كان قادر ياخد باله من كل تفاصيلها، إنهيارها وإرتجاف إيديها وإرتعاش جسمها، حتى وهـي بتمشي قدامه من غير شعور وتتحرك بعشوائيـة، كانت مش قادرة تسند طولها
في لحظة هتقع.. هتنهد
هـي منهزمة، متألمة، موجوعة، منخدعة، هي سـت إتهدت في لحظة، عالم وإنهار حواليها
حكاية وأكتشفت إنها أسطورة، هي كانت مخدوعة في حب مش حقيقي، تاني.. تالت.. مرة!
يخدعها كاران، كانت لعبة في البداية.. كانت رغبة في منتصف الحكاية.. وبقيت ملكه في إيده بغباءها للمرة التالتة وسابتله السيطرة في النهاية
كاران نجح إنه يثبتلها إنها غبية في كل مرة
هو مبيتغيرش، هو كاران.. اللي كل مرة بيخدع، بيلون وشـه، وكل ما يتكشف غطاه يرجع يقنعها وتصدق، هـي اللي بتصدق وبتتخدع
صدقت أن الحب في الحكايات بقى حقيقة
كاران مجنون بيها! مبيشوفش غيرها.. نسيت إنه راجل في النهاية
نسيت إنه مش أي راجل.. دا كاران!
اسم لوحده حكاية، ميتصدقش، ميتوثقش..
واقف ساكت بيراقب كل ملامحها اللي بتتلون، بتبرق بإدراك.. بإستنكار.. ملامحها بتحكي زي ما متعود عليها
بس قاري كلام مش حابه
بس لأول مرة يبقى واقف ومش قادر يقرب، عامل ذنب وآثم أكبر من إنه يقدر يتخطاه ويقرب منها ببجاحة كالعادة
الحاجة الوحيدة اللي كان فخور بيها في حكايتهم باظت
حبه ليها، إخلاصه وعشقه
مبقاش كافي، مبقاش حقيقي
حتى في دي، الحاجة الوحيدة اللي خلتها تستحمل منه كتير
وتسامح غلطات أكتر
خربها!
دمرها.. خانها!
باع حبها
وياريته خان مع غريب، نقى أقرب حد ليه وليها وخانها معاها
علشان لا تقدر تسامح ولا تقدر تثق في حد بعدهم
خانها مع لينا!
بصوت واطي.. خافت.. وبشرود- لية لينا.. كنت سبتها.. لو ناوي تخون.. خون بس مش معاها، سيبها تواسينـي، سيبها تطبطب عليا، أنت خدت مني كل حاجة مرة وحدة، كل أهلي اللي هنا
مكنش ليا غيرها وغيرك
سألته بدموع وهي بترفع كفوفها بإستسلام- أروح لمين اعيطله؟ أشكي لمين؟
لية؟
سنين معايا وأنت كنت عايزها، أزاي محسيتش.. أزاي خبيت.. أزاي صدقتك،
– كل دا مش حقيقي صدقيني لينا عمرها ما كانت بالنسبالي حاجة، صدقيني أديني فرصة أشرح
– تشرح أية؟ مفيش شرح، مفيش حاجة تتشرح كل حاجة بانت
مسحت دموعها بتصميم، تستجمع نفسها في لحظة و- خلص وقت الكلام، خلصت خلاص، مش عايزة منك تبرير، مش عايزة منك حاجة، مش طايقة اسمع منك حاجة
انت هتطلقني
لسة هيقول لا.. هينفي يصرخ.. يزعق،
مسابتش فرصة كملت- هتطلق غصب عنك، مش هبقى على اسمك لحظة كمان
أنا قرفانة إني كنت على اسمك في يوم، كنت ملكك، كنت جوزي.. قرفانة
جت تمشي مسكها من دراعها يوقفها و- متقوليش كدا
– هقول وهفضل اقول، أنا ندمانة إنك دخلت حياتي
أنت دمرتني، دمرت كل حياتي، أنت لعنة وانا كدبتها، صدقت إنه حب.. اللي بينا دا لعنة من البداية..
تنت كنت خايني وبتكدب، بتبصلي وأنت كداب، كنت جايبة سيرتها قدامك.. محسيتش بالذنب هي بصتلي لما روحتلها اتعاملت عادي كأنها مش خيناني في ضهري
أنتوا لعبتوا بيا، بينا.. شارف.. شارف لما يعرف
أزاي.. عملت كدا
دا أخوك.. صاحبك، بتقول عليه سندك، سكت لية؟ معرفتنيش؟ اتعاملت عادي لية؟
صرخت في النهاية- قولي لية
– لاني مكنتش عارف أعمل أية.. لإنها لينا.. معرفتش أقولك لإنها لينا
هزت راسها بآه بمرارة و- فعلًا لإنها لينا.. حبيبة القلب اللي ما صدقت تطولها، اللي ياما عوزتها.. هتقولي أية يعني!
قالت بسخرية مريرة.. نفى و- لا.. لإنها أختك.. أختي.. لإنها مرات صاحبي زي ما قولتي
– مبقاش يهمني، الأعتبارات دي شكليات بالنسبالك اعتقد
سيبني
شالت دراعها من بين إيديه، رفعت راسها تبصله و- عمري ما هنسالك اللي عملته، الجرح اللي سببته لقلبي أنا مش هنسـاه.. مش هسامحك عليه، زي ما عشت عمرك كله تزرع في قلبي الحب بنفسك شلته، بفعلتك دبحتني.. زرعت مكانه كره
جت تمشي وقفها.. – خليكي هنا.. أنا اللي همشي
مشى بخطوات بطيئة.. مهزومة، أكتاف مايلة
وهي رافعة راسها تبصله وهو بيختفي من غير مشاعر
في اللحظة دي، لو في إيدها سكينة كانت هتدبها في ضهره من غير ما ترمش
لو فيها قوة هتطلع قلبه بإيديها
لو فيها نفس كانت قتلته لأخر نفس
مسحت دموعها بعنف ووشها، كل جسمها بيرجف
لحظات وأفتكرت الفيديو فغمضت عيونها تاني بعذاب، لمحت الفون قريب منها فمسكته تضربه في الحيطة، قبل ما تزعق وتصرخ بإنهيار وتبدأ تكسر كل حاجة تلمحها خاصة بكاران
عطره.. ولبسه، همسه ولمسته، كل مكان تبصله يفكرها بيـه فتمسك حاجة وتكسرها هناك
كان واقف سامع كل دا، عند باب البيت ماسك أوكرة الباب وبيدوس عليها بعنف بقبضته، خطوة بره.. وخطوة جوه
نزلت دمعة من عيونه بندم قبل ما يقفل الباب ويمشي
لأول مرة يسيب دمعة تنزل من عيون كامي، يشوف وجع كامي ويسكت.. ويتحمل ويمشي
لإنه لأول مرة من سنين يكون السبب فيه
رجع يآذي كامي، يكون كابوسها الأوحد..
*****
وقف قدام المكان اللي دايمًا بيلجأ ليه، للشخص اللي متعود يواسيـه، يحل معاه، يفكر معاه، ملجأه الأول والأخير
قدام بيت شارف
ركن عربيته قدام البيت، مـد إيده بتردد يفتح الباب لكنه مقدرش، رجعها وفضل قاعد في عربيته مكانه، بيبص للبيت بندم.. عايز يروح يقوله.. ويعمل فيه بعدها اللي يعمله حتى لو هيموته
يقوله إنه خانه، طعنه في ضهره.. شرفه!
لكن مش قادر يتخيل رد فعله
ولو عمل أية مش هيقدر يتكلم
أتخيل لو كان مكانه، كان أتجنن كان موته.. موت كاميليا، الفكرة نفسها مش قادر يفكر فيها، مش قادر يخليها تمر في عقله حتى
كان ممكن يموت نفسه أصلًا
إتنهد وهو بيشغل عربيته ويمشي من قدام البيت، تحت استغراب شارف اللي طلع البلكونة بالصدفة ولمحه وأستنـاه ينزل، مسك فونه يرن عليه
لكنه مردش، مش هيقدر يواجه
نص ساعة ولينا دخلت البيت، استقبلها بإبتسامة، قرب حضنها يهمس بلطف- وحشتينا أنا وعلي أوي
مسكت في تي شيرته تغمض عيونها بعذاب وتخفي وشها في حضنه وبتنهيدة حارة- وأنتوا كمان.. ياريتني ما سبتكم
ياريت
سـأل بقلق وهو بيبعد عنها يمسكها من كتافها يبصلها- مالك يالينا؟ في حاجة؟ طنط زعلتك؟
نفت براسها ورجعت تحضنه، محتاجة قربه و- لا بس أنت وحشتني أوي.. علي فين؟
– نايم جوه
هزت راسها بتمام وهي لسة حضناه
مش عارفة لية! بتعتذر؟ يمكن
وحشها.. جايز
ندمانة.. أكيـد
بتودعه؟ ربما
قرب بوشـه منها، بصتله بخضة، بلعت ريقها وبعدت وشها عنه و- أنا جعانة أوي ممكن تطلبلنا أكل عقبال ما أخد شور؟
وبعدت عنه بسرعة.. فهز راسه ببسمة خفيفة
*****
أختفت كامي..
مهما يرن مبتردش، في حالات زي دي، في زعلهم
بيبعت لينا تلطف
يبعت مين دلوقتي؟
لقى نفسه قدام بابها أربعة الفجر، هيتحمل، أزمة وهتعدي، مهما تعمل كامي هيستحمل، بس متبعدش
دخل البيت كان صمته مخيف، خدته رجله لأوضة أطفاله الأول، لقى كامي على سرير سيف واخدة أولادها في حضنها ونايمة معاهم، قرب منها ملامحها مرهقة، في آثار دموع.. وشها كله أحمر
بصلها بتأثر مـد إيده يرتب شعرها المفرود حواليها بعشوائية لمح كارميلا اللي صاحية ومفتحة عيونها بتبص حواليها وبتلعب بإيدها وبتناغش نفسها، شالها من إيد كاميليا ياخدها في حضنه
– حبيبة بابي
خدها وقعد على كرسي قدام السرير يبصلهم كلهم بندم، هو السبب في اللي أسرته فيه حاليًا، غلطته وكلهم بيدفعوا تمنها
ضم كارميلا لحضنه يهمس بوعد- متقلقيش ياحبيبتي كل حاجة هترجع زي الأول.. مامي هترجع تضحك زي الأول، هتسامحني
ببجاحة.. بتأكيد.. بتمني.. وعد!
وبرجاء وتوسل في النهاية
نام من غير ما يحس وهو بيبص لكاميليا، أتحركت كاميليا ومـدت إيدها ترفع الغطا على أولادها لقيت مكان كارميلا فاضي، فتحت عيونها بخضة تبص حواليها قبل ما تقع على كاران اللي واخد كارميلا في حضنه ونايمين سـوا
وقفت بتهور من مكانها قربت من كاران سحبت كارميلا منه بعنف حس بيها ففتح عيونه بقلق
– كامي..
صرخت فيه- أنت بتعمل أية هنا
– وطـي صوتك علشان الأولاد
– أطلع برة.. متورنيش وشك، أطلع
– تعالي نتكلم برة
قالها برجاء وبنبرة توسل، وهو بيمد إيده يمسك إيدها
نفضت إسده بعيد عنها بإشمئزاز و- مفيش كلام بينا بقولك أطلع برة.. أطلع
بدأت تنهار وهي بتتكلم قبل ما تقول بتوعد- لو ممشيتش حالًا أنا اللي همشي.. ومش هتعرفلي طريق لا أنا ولا الأولاد
رفع إيده الأتنين قدامها بإستسلام و- خلاص أهدي أهدي أنا ماشي..
طلع بخطوات بطيئة منهزمة
لسة الطريق طويل قدامه لكنه هيقطعه
تاني يوم..
قاعد في شركته سرحان، ماسك الفون عليه رقم كاميليا، باصصله بتردد قبل ما يلاقي الباب أتفتح بهمجية ودخلت لينا
– أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كدا.. أنا هطلب الطلاق.. وأنت كمان.. لازم نصلح اللي عملناه
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا تثقي بالرجال)