روايات

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل العاشر 10 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل العاشر 10 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة البارت العاشر

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الجزء العاشر

ما لم تخبرنا به الحياة
ما لم تخبرنا به الحياة

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الحلقة العاشرة

_يعني أنا أبقى في المستشفى و تعبا*نة و طا*لع عيني و انت قاعد هنا بتخو*ني؟ في بيتي؟ و على سريري؟ مش كفاية كل اللي بتعمله فيا؟
صر*خت بأعين د*امعة، على الرغم من معاملته الس*يئة معها هي لم تتخيل أن يصل الأمر قط إلى حد الخيا*نة!
نهضت المرأة التي كانت إلى جواره بينما تحاول جمع أغراضها سريعاً لتتطالعها يمنى بعدم تصديق قبل أن تنطق بأ*سى:
_انتي يا صفاء؟ ليه؟ عملتلك ايه عشان تعملي فيا كدا؟دا أنا…
قاطعها صوت زوجها الذي تحدث فجأة بعدم مبالاة:
_يمنى، اطلعي برا و خدي الباب في يدك.
سكتت تطالعه بأعين ذاهلة قبل أن يعيد كلامه مجدداً بنبرة أكثر صرامة:
_اطلعي و اقفلي الباب أحسنلك قبل ما أبدأ أحا*سبك على كل الأيام اللي كنتي مبيتة فيها برا…
_انت…انت عب*يط؟ بقولك كنت في المستشفى!
ابتسم ياسر بسخر*ية قبل أن ينطق:
_و أنا ايش ضمني إنك كنتي في المستشفى؟ انتي ناسية اللي عملتيه قبل كدا؟ لو ناسية روحي شوفي بنتك فين و بصيلها يمكن تفتك…
لم يكمل حديثه بسبب يمنى التي صف*عته على وجهه فجأة دون سابق إنذار، نظر إليها بأعين مش*تعلة من الغض*ب و هي تراجعت على الفور إلى الخلف بجسد ير*تعش و كأنها أدركت للتو فقط حجم الكا*رثة التي صنعتها.
_ي..ياسر أنا مكانش قصدي، أنا..أنا مش عارفة ازاي عملت كدا صدقني…
قام بسحب خمارها و نز*عه قبل أن يق*بض على شعرها ليجر*ها منه خارج الغرفة بينما استمرت في الصر*اخ و محاولة التم*لص منه دون فائدة.
أ*لقى بها في الحمام و من ثم قام بتشغيل المرش لتغر*قها قطرات الماء الباردة خلال ثوانٍ من رأسها إلى أخمص قدميها.
_أنا حذ*رتك…بس بما إنك عايزة نتحا*سب دلوقتي حلو…يبقى نتحا*سب دلوقتي…
تكلم قبل أن يسحب خرطوم المياه ليه*وي به على جسدها بعد أن قام بنز*ع المعطف البني الثقيل الذي كانت ترتديه حتى لا يحميها من ضربا*ته.
ظلت تصر*خ و تتر*جاه أن يتو*قف و يتر*كها لكن مع كل صر*خة كان يزيد من شدة الضر*ب لذا استس*لمت في النهاية.
بعد حوالي نصف ساعة تركها أخيراً بجسد مد*مي بعد أن قام بر*بط كلتا يديها بح*بل ثخين في ماسورة المياه حتى لا تتمكن من الخروج.
عاد إلى الغرفة ليجد صفاء ما زالت في انتظاره و ما إن رأته حتى تحدثت سريعاً:
_ل..ليه ضر*بتها كدا؟ مكانش ليه لزوم كل دا.
_أحسن، عشان تتر*بى.
تحدث بينما يقوم بتبديل ثيابه التي ابتلت قليلاً بملابس أخرى جافة، اقتربت منه صفاء و قامت باحتضانه بينما تتحدث بغنج:
_يا حبيبي أنا خا*يفة عليك، البنت لسه صغيرة و لو ما*تت ولا حصلها حاجة ممكن يح*بسوك.
قهقه بسخر*ية قبل أن يجيبها:
_محدش يقدر يلمسني، انتي متعرفيش مين ياسر السياف و لا ايه؟
_عارفة، بس يعني برضو…
_بلا بس بلا مبسش، سيبك من يمنى و قر*فها و ركزي معايا أنا، كنا فين؟ اه افتكرت…
تحدث بينما يميل عليها ليطبع قبلة على شفاهها لتقهقه بينما تبادله القبلة.
________________
_احكيلي يا أدهم، من امتى بدأت ترجعلك الأصو*ات دي تاني؟
_من…من أول ما قابلت يمنى….
عقد الطبيب محمود حاجبيه معاً قبل أن يتحدث:
_ممكن تعرفني ايه طبيعة الكلام اللي بتسمعه المرادي؟
_كتير…بسمعهم بيته*موني بإني شخص منا*فق، فا*سد، حق*ير و…و مجر*م!
همهم الطبيب بتفهم قبل أن يسأله:
_و انت شايف نفسك مجر*م؟
اعتدل أدهم في جلسته حيث كان متسطحاً على ظهره على كرسي الطبيب، طالع لوحة الفراشة ذات اللون الأسود و الأبيض المعلقة على الحائط في مواجهته بتفكير قليلاً قبل أن يجيب:
_م..مش عارف، في ذكريات كتير بتها*جمني في أحلامي مبقتش قادر أحدد إذا كانت حقيقية و لا لأ.
استند الطبيب بظهره إلى الكرسي و تحدث:
_يظهر إن يمنى بتثير فيك مشاعر تأ*نيب الضمير و الند*م، من اللي حكيتهولي عنها ممكن نقول إنك لما بتشوف شخص مظلو*م و بيعا*ني بتفتكر كل الناس اللي شفتهم بيعا*نوا و مقدرتش تعملهم حاجة…
ابتسم أدهم بسخر*ية قبل أن يتحدث:
_أنا كنت سبب معا*ناتهم…
_منكرش إنك عملت حاجات فظ*يعة و انت صغير، بس لازم تفتكر إن كلنا بشر و مش معصومين من الغ*لط، الأهم إننا لما نغ*لط نتعلم من الغ*لط دا و منكررهوش تاني…
تحدث الطبيب بينما يلمحه بطرف عينه قبل أن يسأله بتو*جس:
_انت مرجعتش للكحو*ل تاني مش كدا؟
هز أدهم رأسه نفياً.
_كنت بفكر أرجعله بس قررت آجي هنا الأول…
_كويس إنك رجعتلي الأول، اسمع…أنا عايزك تبعد عن يمنى مؤقتاً عشان نشوف هتسمع الأصو*ات و انت بعيد عنها و لا لأ…
_بس..بس أنا حالياً مقدرش أبعد عنها.
_ليه؟
طالع أدهم اللوحة مجدداً قبل أن يجيب:
_عشان فاضل يومين بس!
______________
مع انطلاق أذان العصر بدأت سلمى تشعر بالق*لق على يمنى، في الأمس لقد شعرت باضطر*ابها و هي تسلمها ابنتها الصغيرة و تطلب منها إبقائها عندها مؤقتاً حتى تأتي لتأخذها في اليوم التالي دون أن تتفوه بأي شئ آخر!
كانت سلمى تعرف أن زوج يمنى لم يكن شخصاً جيداً و كانت تخشى أنه قام بفعل شئ س*ئ لها منذ أنها لم تتأخر على ابنتها كل هذا الوقت من قبل.
فكرت في الإتصال على يمنى لكنها تأوهت بغ*ضب و ضر*بت رأسها عندما تذكرت أنها لم تطلب منها رقمها من قبل بل أنها لم تفكر في هذا لأنها لم تحتج إليه أبداً قبل الآن.
نهضت لتنادي على ابنتها الكبيرة التي كانت تلاعب يارا لتتحدث بق*لق لم تستطع إخفائه:
_ميار، خدي بالك من يارا على ما أروح أشوف أنا أمها لاحسن يكون حصلها حاجة..
خطفت ميار نظرة إلى غرفتها تتأكد أن يارا لا تزال منشغلة باللعب بالدمى و لا تستمع إليهم قبل أن تجيب:
_أيوا يا ماما بالله عليكي شوفيها بسرعة لاحسن يارا من ساعة ما صحيت و هي عمالة تب*كي و عايزاها و انا بالعا*فية سكتها دلوقتي…
_طيب طيب، حاولي تخليها تاكل أي حاجة لغاية ما أرجع و أنا مش هتأخر…
ارتدت سلمى ملابسها على عجالة و فكرت أن تبحث عنها في الحضانة التي كانت تعمل فيها لكنها ما إن لمحت باب شقة يمنى بينما كانت تنزل على الدرج شعرت بأن عليها التأكد أولاً من كونها غير موجودة بالمنزل….
رنت الجرس و طرقت الباب مرة و اثنتين و ثلاثة دون إجابة، و عندما كانت على وشك الذهاب سمعت صوت هاتف يرن بنغمة مألوفة…نغمة هواتف نوكيا القديمة، لقد كان هو هاتف يمنى لا محالة!
طرقت على الباب أكثر لكنها لم تحصل على إجابة و عندما حاولت فتحه فوجئت به غير موصد بالمفتاح.
اتخذت خطواتها للداخل بينما تبحث بعينيها في أرجاء الشقة بحذر، لقد كان فرش الشقة بسيطاً و قديماً بالنسبة للشقق الحديثة، ناهيك عن الجدران المقشرة و السجاد المهتر*ئ…
عقدت سلمى حاجبيها معاً بحيرة من أمرها، لقد رأت زوج يمنى يغادر المبنى لعدة مرات و قد كان يبدو ثرياً من أسلوبه في الملابس، هي ظنت أنه يب*خل على يمنى بالمال فحسب و لهذا كانت ترتدي دائما نفس الملابس المق*طعة و المهتر*ئة على عكسه.
أخذت تبحث عن يمنى في جميع أنحاء الشقة لكنها لم تجد لها أث*راً، فجأة سمعت صوت الهاتف يرن مرة أخرى في جيب معطفها الملقى أمام باب الحمام، اقتربت و أخرجته لتجيب على المتصل بحذر و الذي تكلم ما إن فتحت الخط:
_الو يا يمنى انتي فين؟ نسيتي معادنا و لا ايه؟
_ا..الو، مين معايا؟
عقد أدهم حاجبيه معاً و أبعد الهاتف لينظر إلى الرقم على الشاشة مرة أخرى يتأكد أنه رقم يمنى قبل أن يعيده إلى أذنه مرة أخرى و يتحدث:
_الو..مش دا رقم الآنسة يمنى؟
_أيوا، مين عايزها؟
تردد أدهم في الإجابة قليلاً، لقد فكر أنه من غير المناسب أن يخبرها عن علاقته الحقيقية بيمنى حتى لا تس*ئ الظن بهما لذا تحدث أخيراً:
_أخوها، ممكن تديها التيليفون؟
شعرت سلمى بشئ خا*طئ يجري ، لقد انتقلت إلى تلك العمارة منذ سنتين لكنها لم تشاهد أي أحد يزور يمنى من قبل مطلقاً لكنها في النهاية قررت أن لا تدخل، تنهدت بيأ*س قبل أن تجيب:
_والله كان على عيني أدهالك بس أنا معرفش هي فين، قلبت الشقة كلها و…..يمنى!
قطعت كلامها لتصر*خ باسمها فجأة ما إن وقعت عيناها على الجسد المر*بوط المل*قى بداخل الحمام.
_ايه؟ في ايه؟ مالها يمنى؟
تحدث أدهم بق*لق بينما يضغط على دواسة البنزين ليزيد من سرعته.
لم تجبه على الفور حيث كانت قد دخلت لتفقدها، حاولت إيقاظها لكنها لم تستجب و كانت أطرافها متجمدة لذا ص*رخت في الهاتف مجدداً:
_يمنى مش بترد!
سقط الهاتف من يد أدهم و شعر أن جسده كله صار مشلو*لاً.
__________________
فتحت عيوني عشان أشوف مكان غريب كله زرع أخضر، كنت لابسة فستان أبيض جميل و شعري مفرود على ضهري، وقفت و اتلفتت حواليا و أنا بحاول أفتكر ازاي وصلت هنا، آخر حاجة فاكراها إنه أغ*مي عليا من كتر ضر*ب ياسر ليا جوا الحمام.
فجأة من بعيد سمعت صوت جميل بيغني…
“ههاديكي في الزمان ههاديكي..
و في كل الأكوان..هلاقيكي…
هاجي ليكي…
مهما كان المكان…
و أناديكي…
بأجمل الألحان…”
مشيت ورا الصوت لغاية ما لمحت جسم شخص مألوف مديني ضهره، شعرها الفحمي الناعم و الطويل اللي مغطي ضهرها مستحيل أنساه أبداً…كانت ماما!
أول ما شفتها عيوني دم*عت و جريت عليها بسرعة و حضنتها جامد و اتكلمت:
_ماما، أنا تع*بت قوي…مبقتش قادرة..مبقتش قادرة أستحمل يا ماما…
طبطبت على راسي و اتكلمت و هي بتحاول تهديني:
_عارفة، عارفة يا قلب ماما، أنا جاية عشان آخدك معايا…
بصيتلها بذهول قبل ما أتكلم:
_انتي مش متضا*يقة مني عشان خ*نت الوعد؟
بصيتلي و ابتست قبل ما ترد:
_انتي مخنتيش الوعد يا يمنى…بس الحياة هي اللي غدا*رة، غد*رت بيا و بيكي، و دلوقتي أنا جاية آخدك مكان أحسن…هتيجي معايا؟!
مددت يدها ليا و أنا مسكتها بيدي.
_أيوا، عايزة آجي معاكي، خديني….خديني مكان أحسن يا ماما……

يتبع….

قراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما لم تخبرنا به الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *