رواية سلانديرا الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم اسماعيل موسى
رواية سلانديرا الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم اسماعيل موسى
رواية سلانديرا البارت التاسع والثلاثون
رواية سلانديرا الجزء التاسع والثلاثون

رواية سلانديرا الحلقة التاسعة والثلاثون
الممر لم يكن كما تذكّراه.
تغير.
رائحة الرطوبة فيه أعمق، والهواء أكثر ثقلًا.
كان الصمت يلفّه ككفن قديم، لا يُقطعه سوى وقع أقدامهم، وصوت أنفاس ليارا وهي تتشبث بذراع أمها.
ساروا فيه بخطى حذرة.
الضوء الوحيد كان ينبعث من الزجاجة المتدلية حول عنق خاطر، يلمع بلون باهت كأنه يوشك أن ينطفئ.
زافيرا، التي كانت دائمًا واثقة في خطواتها، بدأت تتلفت حولها.
“الممر دا أطول من قبل يا خاطر… أنا مش مرتاحة.”
“يمكن لأننا معانا ليارا؟ أو لأننا راجعين مش خارجين؟”
هزّت رأسها دون رد.
لم يكن لديها إجابة.
بعد قرابة نصف ساعة من السير، بدأوا يسمعون شيئًا.
خطوات خلفهم. بعيدة… لكنها حقيقية.
توقف خاطر.
نظر إلى الوراء، ولم يرَ شيئًا.
لكن ليارا، التي نادراً ما تتكلم في وجود توتر، همست فجأة:
“بابا… في حد بيقرب. سامعه بيشم.”
تجمدت زافيرا.
“هو بيشم؟ إزاي عرفتِ؟”
ردت الطفلة، وعيناها لا ترمش: “هو قاللي… في دمهم ريحة مختلفة.”
خاطر لم يجب.
ضم الطفلة، وسرّع الخطى، وزافيرا خلفه.
لم يكن هناك وقت لتحليل ما سمعوه، ولا ما إذا كانت ليارا تتخيل.
الشيء الوحيد المؤكد: هم ليسوا وحدهم في هذا الممر.
**
بعد دقائق، ظهر ضوء خافت في نهاية النفق.
تنفّس خاطر بعمق: المخرج.
كان نفس الفتح الصخري، يؤدي إلى التل الحجري حيث التقوا بالعجوز سابقًا.
لكن لا أثر للعجوز، ولا لأي حياة.
صعدوا إلى الخارج، والهواء البارد لفّهم فجأة.
كانت السماء رمادية، والنجوم محجوبة، والمكان مهجور تمامًا.
زافيرا وضعت ليارا على الأرض وقالت: “هنا هنرتاح شوية، ونعرف هنعمل إيه.”
خاطر كان يراقب النفق خلفهم.
“مش هنقدر نرجع هناك تاني. لازم نلاقي مكان نختفي فيه… نكمل الطريق.”
“لفين؟ ده عالم الجان يا خاطر… ولو شيفان بعت وراهم يبقى لازم يعرف نقطة الخروج.”
**
في اليوم التالي، كانوا يسيرون على أطراف أرض لا يعرفونها.
لا قلاع، لا قرى مأهولة. فقط أراضٍ مهجورة وكأنها منسية عن عمد، الأرض التى كانت ترتع بالحياه أصبحت قاحبه
كان شيفان انتقم من كل القرى التى ادت الولاء لزافيرا
الجان الذين تخلى عنهم خاطر وهرب مع حبيبته
وبين الحين والأخر كان يجد علامه متروكه، ملح منثور على الأرض كأن الملح يدلهم على طريق معين
لا يستطيع الجان التخلص من الملح ولا يطيقون ملمسه او رائحته
تابع خاطر الأثر، اكوام الملح المنتشره على طول الحريق
بين القلاع المهجورة والحقول اليابسه
قادهم الأثر نحو مجموعه من الجبال الخضراء وبعد سير وتفقد لم يجد خاطر اى أثر لحياه
لكن العلامات اختفت وصلت بهم لهذه المنطقه ثم انمحت
لم تترك هذة العلامات عبثا فكر خاطر ورغم الحاح زافيرا بالتحرك الا انه أصر على التخييم حتى صباح اليوم التالى
نصبو الخيمه فوق رقعه مسطحه بين الصخور
وقام بأكل أرنب برى اصطاده خاطر بالنبله
نامت ليارا داخل الخيمه بينما جلست زافيرا خاطر يفكرون فى طريقة تخلصهم من ورطهتم
جمع فلول الجان الهاربه، البحارة الصيادين
وبقايا جيش الملك اريديون الذين هربو فى الجبال
بعدها دخلت زافيرا تنام وانطلقت صرخه داخل الخيمه
ركض خاطر بسرعه، ليارا اختفت
كيف حدث ذلك؟
لم يدخل احد الخيمه
والخيمه محصنه ضد السحر؟
وقف خاطر وسط الخيمه مصدوم رأسه بين يديه ثم شعر بنعومه الأرض تحت حذائة
نزل على الأرض ومرر يده لم تكن أرض صخريه بدل تربه مفتته
قشط خاطر التراب بيده ظهر باب ضيق فتحه بسرعه
كان الباب مدخل نفق تحت الأرض
تنهد خاطر أحدهم احتطف ليارا وقبل ان يضع قدمه داخل النفق، ارتفع صوت لا مكان للجان هنا
كان صوت بشرى
انا لست جان انا بشرى
ومن معك جنيه ملعونه
انتم اختطفتم ابنتى اعيدو لى ليارا وسوف نرحل من هنا
_زواج بشرى من جنيه جريمه ولعنه
ثم ظهرت فتاه بشريه قصيره ونحيله
كيف وصلتم هنا؟
تتبعنا الأثر
انت بشرى؟
نعم بشرى
معك جنيه؟
رد خاطر، جنيه مطروده من عالم الجان
عدو عدوى صديقى، ثم ظهر بشر آخرون واضيء النفق
كانت مجموعه من البشر البدلاء الهاربين من ظلم الجان
يقيمون داخل النفق
يمكننا الاقامه هنا؟
نظرت الفتاه نحو مجموعة من الفتيات فى مثل عمرها بقلق
قبل أن تجيب
نعم
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سلانديرا)