رواية لا تثقي بالرجال الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير توفيق
رواية لا تثقي بالرجال الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير توفيق
رواية لا تثقي بالرجال البارت الخامس
رواية لا تثقي بالرجال الجزء الخامس

رواية لا تثقي بالرجال الحلقة الخامسة
تاني يوم..
قاعد في شركته سرحان، ماسك الفون عليه رقم كاميليا، باصصله بتردد قبل ما يلاقي الباب أتفتح بهمجية ودخلت لينا
– أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كدا.. أنا هطلب الطلاق.. وأنت كمان.. لازم نصلح اللي عملناه
بصلها بتملل وبلامبالاة رد وهو بيرجع يبص للي في إيده- أعملي اللي تعمليه يالينا مليش دخل بيكي
– يعني أية مليش دخل
نطقت وهي بتقرب وتقعد قصاده و- مبقاش في حاجة اسمها ملكش دخل، أحنا في المركب دي سـوا.. هنحل المشكلة دي سـوا، انا هطلق من شارف وأنت كمان طلق كاميليا و..
بصلها في عيونها وبجدية.. بعصبية.. – وبعدين؟
مستنيها تنطق اللي في دماغها علشان يبلعها، يطلع فيها كل غله وغُلبه، كل زهقه
حثها بعصبية- وبعدين نعمل أية؟ نتجوز أنا وأنتي ومثلًا؟ دا اللي أنتِ عايزاه؟
– لا مقولتش كدا، بس.. على الأقل منبقاش ضحكنا عليهم، أنا مش قادرة أبص في عيون شارف ياكاران، مش قادرة أبص في مرايتي.. مش عارفة أكلم كاميليا
– متكلميهاش تاني.. مش هتكلميها تاني
كاميليا عرفت
وقفت بخضة وإنتفاضة ردت- أية؟ عرفت؟ أزاي..
بجهل واضح، وسط الزوبعة اللي حصلت مهتمش.. منتبهش إنه يعرف حتى عرفت أزاي و- مش عارف، المهم إنها عرفت
ٱخيرًا ظهر ضعفه وخوفه، مسك راسه بكفوفه يقول بحيرة شديدة وتعب- عرفت وعايزة تبعد..
– أكيد مش طيقاني، أكيد منهارة
قعدت على كرسيها تاني بإنهيار و- أحنا أية اللي عملناه فينا دا.. أزاي كنا بالغباء دا
صرخ فيها- دا كان غباءك أنتي، أنتي السبب أنتي اللي طلعتيلي الجناح، ممشيتيش مع شارف لية.. طلعتيلي لية أنطقي
– قولتلك مطلعتش ليك أنت كنت جاية أخد شنطتي..
نفى براسه و- مش هصدقك.. دي كانت حجة، لعبة من ألاعيبك..
مسكت شنطتها وهي بتقوم وتقول- صدق اللي تصدقه أنا مش مضطرة أبررلك.. مش مضطرة أتحمل الغلط لوحدي.. دا غلطنا أحنا الأتنين وأنا مش هدفعه لوحدي
طلعت وبقى قاعد لوحده، دماغه بتجيبه وتوديه مش لاقي حل، مش عارف يتصرف، رمـى كل حاجة كانت على المكتب على الأرض وهو بيزعق بعصبية
*****
عند كاميليا..
– أنا عايز بابا.. كلميلي بابا
– ياحبيبي قولتلك بابا مشغول اليومين دول
مـدت إيدها بمعلقة فيها أكل و- كل علشان خاطري وهو لما يفضى هيجيلك
– لا أنا عايزه دلوقتي هو كان واعدني إنه هيروح معايا النادي.. وهنتدرب سـوا إنهاردة
– طلعله شغل ومش هيقدر.. معلش تتعوض مرة تانية
قالتها بتعب وإرهاق، ملامحها باهتة لابسة بنطلون رياضي وبلوزة، رافعة شعرها كحكة عشوائيـة، قاعدة في بهـو البيت مع سيف بتحاول تأكله وكارميلا جنبهم بدأت هي كمان تزمزء بسبب صوت سيف العالي
– شايف أختك كمان عصبتها بصوتك
قال برجاء-طيب خليني أكلمه، لو طلبت منه هيجي
رمـت طبق الأكل بأقسـى قوتها وهي بتزعق فيه- كفاية بقى قولتلك بابا مش جاي يبقى تسمع الكلام مش عايز تاكل براحتك، أطلع أوضتك دلوقتي مفيش حد رايح نوادي
بصلها بدموع.. صرخت بقلة إحتمال- قولتلك أطلع
– أنا هقول لبابا إنك زعقتيلي، هقوله إنك مش بتحبيني
قالها وهو بيجري لفوق بإنهيار، إتنهدت وهى بتبص قدامها وتحاوط راسها بتعب، راسها هينفجر ومش عارفة تعمل أية..
كل حاجة جواها مبعثرة، الأفكار ملهاش أخر، بتموت بالبطيء ورغم كدا مضطرة تكمل
مش لاقية حد تكلمه، يشيل عنها ويسمعها، يشاركها ويشاطرها أحزانها
شالت كارميلا اللي عيطت تحضنها ليها بقوة وبدموع- قوليلي أعمل أية ياكارميل أعمل أية ياماما؟
بعد ساعتين، مقدرش يتحمل أكتر من كدا، سـاب كل حاجة وجـه البيت تعمل اللي تعمله، تزعق براحتها، تصرخ وتضرب بس وهي قدامه.. شايفها
طلع مفاتيحه يحاول يفتح الباب لكن لقاه مقفول، بتقفل الباب الوحيد اللي بينهم، خبط جامد ورن الجرس
– كاميليا أفتحي الباب، كامي أفتحي خلينا نتكلم، لازم نتكلم، أفتحي وأعملي فيا اللي أنتي عايزاه، لو سمحتي أفتحي الأولاد وحشوني.. أنتِ وحشتيني
نطق بضعف في الأخير.. بصوت واطي
كانت ساندة على حيطة جنب الباب بتسمعه بجمود
كمل بصوت أوطى- أنا غلطت.. عارف، غلطة كبيرة أوي.. لا تُغتفر، مش لاقيلها مبرر بس.. مش لأي سبب من اللي في دماغك، مش عارف عملت كدا أزاي.. مش عارف
أتكلمي معايا زعقيلي بس كوني معايا.. اطلبي مني أي حاجة علشان تغفريلي وهعملها.. أي حاجة
مهما كانت أية، بس أديني فرصة
هي صعبة بس أديني فرصة أرجوكي.. متقفليش كل الأبواب بيننا، متنسيش أن في سيف وكارميلا بينا، متنسيش أولادنا.. ومتنسينيش أنا كاران.. مليش غيرك وأنتي عارفة
بلا.. بلا.. بلا
كلام محفوظ، متكرر، عرفاه، بطل يأثر
قاله زمان وهو بيلعب عليها، قاله مرة تانية وهو ممضيها على جوازهم العرفي، طلب السماح وهو قايل للينا إنه معجب
قاله من يومين وهو كان خاينها
هيفضل يقوله لإنه حافظه، هتبطل تصدقه،
كاران والحب؟
كاران والصدق؟
كاران والثقة؟
ميتجمعوش،
كاران والخيانة.. خداع.. كدب.. يتجمعوا
دي تركيبته
كان كدا من زمان ومتغيرش، كان كدا من البداية
راحتها في بُعدها عن كاران، كانت لازم تبعد من زمان، من أول مرة غلط في حقها، آذاها، وجعها، من لما قالها متثقيش فيا
كان عارف نفسه، إنه لا يؤتمن
– كاميليا..
لكنه ملقاش رد، طَول في إنتظاره لحد ما فقد أمله إنها تقابله فمشى مهزوم..
*****
تاني يوم..
كانت لينا في المطبخ لمحت شارف رايح ناحية باب البيت
– رايح فين ياشارف؟
– هقابل كاران
وقع منها الطبق من غير ماتحس و- كاران.. لية؟ في حاجة
سألت بقلق، قرب هو منها لما انتفضت من ضجة كسر الطبق، وبخضة- خلي بالك.. تعالي
مـد إيده ياخدها يطلعها برة المطبخ، بدأ يلملم الكسور و- مش تخلي بالك كان ممكن تتعوري
– معلش فلت من إيدي
رمـى الكسور في الباسكت ولف يبصلها- خلصت، همشي بقى
– مقولتليش كاران عايزك في أية
– وهو لازم يعوزني علشان أقابله! بعدين أنا اللي كلمته وطلبت نتقابل، بقالنا مـدة مقعدناش سـوا، يلا سلام
– استنى
نطقت بلهفة و- خليك معانا أنا وعلي، مش لازم تخرج إنهاردة
– أنا كل يوم معاكم، وبعدين مش هطول، ساعتين بالكتير وهاجي
غمزلها بمرح و- أستنوني
خرج وبقيت هي مكانها، ماسكة طرف التربيزة تشـد عليها بأعصاب منفلتة
وبعدين بقى، هتعيش في الضغط دا كتير!
لازم تلاقي حل
قرب كاران من شارف اللي قام حضنه و- أية ياباشا فينك من يوم عيد ميلاد سيف وأنت مختفي
قعد على كرسي قدامه- مشغول بس شوية
– مالك ياكاران؟ شكلك مش طبيعي ومن يومين شوفتك قدام بيتي أستنيتك تطلع لكنك مشيت ورنيت عليك مرديتش
– اه كنت معدي قدامكم وبفكر أطلع لكن لقيت الوقت أتاخر فلغيتها
هز راسه بتفهم قبل ما ينطق- كاميليا..
بصله كاران بإنتباه، كمل شارف- في حاجة بينك وبين كاميليا؟ مفيش حاجة بتدهور حالك كدا إلا لو هي السبب فيها
– مشاكل عادية متاخدش في بالك
*****
لا بُـد من مواجهة، أخدت لينا نفس عميق قبل ما ترفع إيدها وترن الجرس، لحظات وأتفتح الباب، بصتلها كاميليا من فوق لتحت للحظات طويلة، قبل ما تسند على الباب وتربع إيديها وببسمة مستنكرة- فاجئتيني والله، عارفة إنك بجحة بس مش للدرجادي.. تيجي لحد هنا برجلك
– خلينا ندخل ونتكلم ياكاميليا
– أشكالك ميدخولوش بيتي ويتعاملي مع عيالي.. يتوسخوا
غمضت لينا عيونها لثانية قبل ما تفتحها و- قولي اللي عايزاه.. حقك، أنا هسمعك، بس خلينا نتكلم ونتحاسب جوه
– خايفة من الفضيحة؟
– كاميليا..
– خايفة على اسمك.. سمعتك.. إن شارف يعرف؟ ولا عايزة تدخلي علشان تشوفي البيت شكله أية بعد ما خربتيه
– أنا..
– أنتي خاينة..
عـدت على صوابعها و- لجوزك.. وابنك.. وصاحبتك، وأولاد صاحبتك، خاينة قدام نفسك
كنتي عايزة دا من أمتى؟ فكرتي فيه كام مرة، أتمنيتي كاران لأمتى من زمان صح؟ كنتي بتفكري فيه وأنا جنبك.. صح؟
كل مرة كنت بحكيلك عننا كنتي بتقولي ياريتني مكانك.. دا مكاني أنا من البداية.. صح؟
كنتي بتلمحي لدا كتير بس أنا كدبت نفسي،
نفت براسها- مكنش في حاجة من دي في دماغي، أنا بحب شارف، بحب بيتي وابني، كاران اخويا.. قولتلكم دا كتير لية مش مصدقين
كملت بإنهيار- اللي حصل غلطة.. عمري ما فكرت فيها، كاران مكنش في بالي
– أنتِ كدابة، بطلت أصدقك خلاص، أفترضت مرة وأتنين حُسن النيـة بس كنت غبية
عايزه كاران؟ خوديه.. مبقاش يلزمني.. بقى بتاعك، يشبهلك، خوديه وأشبعوا ببعض أنتوا شبـه بعض.. خاينين
أطلعوا من حياتي.. أطلعي
صرخت فيها وهي بتزقها الخطوتين اللي دخلتهم، لكن لينا متحركتش، بدأت تزق فيها بقوة لدرجة كانت هتوقعها التلت سلمات اللي عند الباب لكن إيد إنتشلتها قبل ما تقع
كان كاران..
سند لينا وعدل وقفتها قبل ما يبص لكاميليا بسرعة و- كاميليا حاسبي
بسخرية مريرة- خايف على حبيبة القلب، أشبعوا ببعض
لسة هتدخل وتقفل الباب جرى بسرعة يمنعها مسكه بإيده وبرجاء- خلينا نتكلم خليني أدخل ونتكلم..
– مفيش بينا كلام
بصلها بتوسل.. لكن نظراتها قوية.. نافرة.. كارهه
مـدت إيدها علشان تزق الباب بالقوة، لكن صوت سيف اللي نازل يجري من فوق وبسعادة- بابا أنت جيت
بصتله كاميليا للحظة أخيرة قبل ما تسيبه وتدخل جوه
مال شال سيف يحضنه بإشتياق و- أيوة ياحبيبي
سيف بلوم- وحشتني أوي كنت فين؟
بلع ريقه بصعوبة و- كان عندي شغل، أختك عاملة أية؟
– بتعيط كتير ومش بترضى تسكت، وماما كمان بتعيط، وانا.. كلنا بنعيط علشان انت مش هنا
ضمه أكتر ليه وهو بيكتم دموعه
بص سيف وراه و- أية دا دي طنط لينا ماشية.. علي مجاش معاها؟
– تعالى خلينا نشوف أختك
– هي فوق
طلعوا سـوا وهو بيدور بعيونه على كاميليا لكنها اختفت
دخل أوضة كارميلا كانت صاحية ساب سيف وراح يشيلها
– كرميلاية وحشتيني يابابا
بدأ يبوس فيها كتير، قعد معاهم وقت طويل يطفي شوقه ليهم.. عمره ما بَعد عنهم كل المـدة دي
دي كمان من ضرائب غلطته
إتنهد وهو بيوصـي سيف- خلي بالك من أختك وأنا هروح أشوف ماما، عايزها في موضوع مهم
– مش هتمشي تاني صح؟
هز كتافه بجهل واضح
ناداها وهو بيدور في البيت هنا وهناك- كاميليا..
لحد ما لقيها في أوضة بعيدة شوية عن أوضة الأطفال
قفل الباب وراه وبرجاء- خلينا نتكلم.. ممكن؟
شاورتله يقعد، قرب على كرسي قدامها قعد والصمت سـاد بينهم للحظة، بيبصلها بتردد مش عارف يقول أية
قبل ما يخرج صوته بتفسير- يومها أنا طلعت أجتمع مع الوفد تاني، خلصت شغلي كان الوقت متأخر قولت عقبال ما أروح وأجـي هتأخر ومش هكون فايق لسفر الصبح هدخل أنام في الجناح اللي كنا حاجزينه وخلاص
شوية ولقيت لينا كمان جاية، بتقول إنها سايبة شنطتها
بعدها.. بعدها أنا
رفعت إيدها تسكته وبلا مبالاة- مش عايزة أعرف، مش مهتمة، اللي شوفته كفاية
– مين بعتلك الفيديو دا؟
بسخرية- لية؟ علشان تروح تضربه؟ كعادتك تلبس غلطتك لغيرك، دا اللي أنت شاطر فيه
– كامي..
قاطعته- أنت مش هنا علشان نتكلم في اللي حصل، هو خلاص حصل، أنت هنا علشان أقولك اللي هيحصل الأيام الجاية، أنا للأسف مش هقدر أطلعك من حياتنا.. أولادك مش هيسامحوني لإنهم لسة ميعرفوش قد أية أنت إنسان حقير وخاين
فـ كل علاقتنا واللي بينا هيكون الأولاد وبس، مش همنعك عنهم أبدًا، تقدر تشوفهم في الوقت اللي عايزه، برة البيت طبعًا، ولو عايز سيف يبات معاك يوم أو أتنين في الأسبوع تمام.. لكن كارميلا صعب حاليًا يمكن لما تكبر هي كمان تبقى..
قاطعها بخضة- قصدك أية بالكلام دا، تكبر وتصغر ويباتوا عندي.. أنا هرجع البيت.. هرجعلك.. هترجعيلي
– أرجعلك! تبقى بتحلم، إحنا هنطلق، في أقرب فرصة هستنى تطلقني، لو محصلش.. هرفع عليك قضية خلع
وهكسبها
وقفت و- كلامنا خلص
وقف يمسك إيدها يمنعها تمشي و- تعالي هنا.. كامي لا أنا مش هطلق..
– اللي عندي قولته، لو سمحت أمشي دلوقتي علشان عايزة أنام
– مش ماشي، أنا مش طالع من البيت دا تاني، خلاص سبتك يومين أعصابك ترتاح دا كل اللي أقدر أقدمهولك
متستنيش أبعد أكتر من كدا
– يبقى أنا اللي همشي
– تعالي هنا
مسكها من دراعها و- مفيش خروج من هنا، محدش مننا ماشي
زعقت فيه- قولتلك أنا همشي مفيش مكان هيجمعنا سـوا تاني.. مفيش
قالتها وهي بتحاول تفلت منه، حضنها من ضهرها يعمل علامة أكس بدرعاته حواليها يضمها ليه بقوة يمنعها تفلت و- كل الأماكن هتجمعنا سـوا، أحنا علطول هنفضل سـوا
هي فترة.. فترة وهتعدي، حتى وهي بتعدي بصعوبتها هنعديها وأحنا سـوا
وأنتي بين إيديا
غمض عيونه براحة لما حس بيها بين إيديه من تاني بعد أيام عصيبة، مال براسه على كتفها يتنهد بإرتياح.. هنا مرسـاه
– مش هبعد عنك تاني ولو لثانية، أنا كنت في عذاب أنتي مش متخيلاه
لفت تبصله بعدم تصديق، بارد وعارفة.. مجنون ومجربة
لكن يكون بالبجاحة دي؟
عايز يكملوا وكأن الأمر عادي، غلطة وهتمر، قدم تضحياته وخلصت خلاص
أعتذر كتير، أضرب قلمين، وبَعد عن حضنها كام ليلة
شاف كدا إنه قدم أسفه وندمه
خلصت حكايته
قد أية هيفضل يفاجئها..!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا تثقي بالرجال)