رواية نصيبي في الحب الفصل الثلاثون 30 بقلم بتول عبدالرحمن
رواية نصيبي في الحب الفصل الثلاثون 30 بقلم بتول عبدالرحمن
رواية نصيبي في الحب البارت الثلاثون
رواية نصيبي في الحب الجزء الثلاثون

رواية نصيبي في الحب الحلقة الثلاثون
صدمه، اتصدمت حرفيا، كل الأصوات اختفت، حتى دقات قلبها حسّت إنها اتجمدت للحظة، فتحت بقها تقول حاجة… لكن الكلام مش راضي يطلع، بصّتله باستغراب، توتر، دهشه؟ مشاعر كتير دخلت مرة واحدة.
“مطلق؟” الكلمة خرجت منها وكأنها مش مصدقة “إزاي؟ وإمتى؟… وليه؟”
يوسف فضل ساكت شوية، مديها مساحتها، قبل ما يرد
“من سنة ونص، الجوازة مكانتش ناجحة، واستحالة كانت تكمل، بس أنا مشيت من غير ما أظلم، ولا اتظلم، بس… مكانش ينفع أخبي ده عنك، حتى لو عارف إنه ممكن يغير نظرتك ليا.”
نور بصّت بعيد عن عينه، بتحاول تستوعب، عقلها بيقلب كل حاجة
سكتت ثواني طويلة، بعدين قالت وهي بتبصله تاني، نبرتها مش مستقرة، بس صريحه، كلامها مش مترتب
“أنا مش عارفة أقول إيه… مش عشان الطلاق، بس عشان إنت مخبيتوش… بس في نفس الوقت… قولت.”
يوسف قال فورًا، بصوت فيه رجاء خفي
“مكنتش ناوي أخبيه، والله، بس مستني اللحظة الصح، مكنتش عايز أدخل حياتك بكدبة أو نص حقيقة.”
نور خدت نفس طويل، وبعد لحظة صمت مؤثرة، بصتله بعينين فيها توتر وأثر دمعة ” احكيلي هيا مين وليه سبتها؟!”
يوسف بص قدامه لحظة، وبعدين رجع بعينه ليها وقال بصوت هادي
“اسمها ساندرا، اتجوزنا عن حب، كنا فاهمين بعض وقتها، أو على الأقل كنا فاكرين كده… بس لما الجواز بدأ، الحاجات اللي كنا شايفينها شبهنا، طلعت هي أكتر حاجة بتفرق بينا.”
نور رفعت حاجبها وقالت بنبرة متوترة
“وبعدين؟ إنت لسه بتكلمها؟ بتشوفها؟”
يوسف رد فورًا، صوته فيه تأكيد
“لاء، مش بنتعامل غير في نطاق الشغل، هي كذا مرة حاولت ترجع، لكن خلاص… مفيش فرص تاني ترجعنا، احنا انفصلنا باحترام، واتفقنا نبقى أصدقاء بمعنى إن مفيش عداوة… لكن مفيش رجوع، وأنا لو كنت لسه بحبها، كنت رجعت، بس هي دلوقتي بالنسبالي صديقة، لا أكتر ولا أقل.”
نور سكتت، بتحاول تستوعب، تحلل، تقرأ صدقه، وبعد لحظة قالت بنبرة هادية لكنها مباشر
“وإيه السبب؟ يعني، ليه اتطلقتوا؟”
يوسف أخد نفس عميق، وبص قدامه لحظة، كأنه بيرجع للمشهد
“اختلاف ثقافات، هي كانت عايزاني أكون شخص متفتح، بس أنا… عمري ما هكون بالصورة اللي هي شايفاها حرية، كنت بحاول أوازن بين مبادئي وبين اللي هي عايزاه، لكن في الآخر، هي مقدرتش تستحمل تحكمي، من وجهة نظرها.”
سكت لحظة، ونبرته اتغيرت، بقت فيها مرارة خفيفة
“طلبت الطلاق، وقتها كنت رافض، متمسك بيها… بس في الآخر، قالتلي كلام كتير فيه اهانه غير مباشره، وقالتلي اتجوز واحدة من بلدك، يمكن تفهمك ومن وقتها، فهمت إنها خلاص… مش شايفاني راجلها، ولا شريكها، وساعتها، سبتها تمشي.”
سكت يوسف، ونور كانت لسه ساكتة، بتحاول تجمع بين ماضيه وحاضرهم، الجو بينهم اتملى بصمت، وهو احترم الصمت ده، فضل ساكت، مستنيها تتكلم، لكن قلبه كان بيترجّ، لأنه حس بكل لحظة سكوت إنها مسافة بتبعده عنها أكتر.
بعد ثواني طويلة، نور أخيرًا اتكلمت، بصوت هادي، بس فيه رعشة صغيرة
“يعني… انت اتجوزت قبل كده؟ و… انتهت؟”
هز راسه، وقال ببساطة
“أه، وانتهت.”
سكتت تاني، وبعدين خدت نفس عميق، وبصتله، نظرتها كانت مختلفة، فيها خضة، آه، لكن فيها قوة، ونضج، وحب.
“بص… أنا اتخضيت، أيوه، مش عشان أنت مطلق… لأ، عشان أنا مكنتش متوقعة، بس الطلاق ده مش نهاية الدنيا، والماضي بتاعك ده حصل وانتهى، أنا اللي فارق معايا دلوقتي هو إحنا… إحنا اللي بنبنيه سوا.”
نور كملت وهي بتحاول ترسم ابتسامة صغيرة، رغم إنها كانت لسه متأثرة
“أنا بحبك يا يوسف… ومش هسيبك عشان حاجة حصلت قبل ما أعرفك، المهم إنت دلوقتي… والمهم إحنا نبقى صادقين مع بعض، وده اللي أنت عملته.”
مد إيده ناحيتها بهدوء، وهي خدت إيده بهدوء أكتر، لحظة فيها كل القوة، وكل الحب، وكل قرار اتاخد من غير كلام كتير
بعد فتره يوسف نزل من العربيه وقال ” انزلي ”
نزلت ببطء، عينيها بتلف حوالين المكان، الخوف بدأ يتسرب لملامحها، بصّتله وقالت “في إيه؟”
مدلها إيده وقال بثقة “تعالي.”
بصّت لإيده الممدودة، حسّت بتردد رهيب، سألت بصوت أقرب للهمس “في إيه بقا؟”
قال بنبرة فيها صبره بدأ ينفد “كفاية أسئلة، هتعرفي كل حاجة دلوقتي.”
مدت إيدها بتردد، وحست بصوابعه وهي بتقفل على إيدها بحزم، مشي بيها شوية، وبعدها وقفها في مكان معين، بصّلها وقال بجدية “خليكي هنا شوية، جاي حالًا.”
نور اتوترت أكتر، قلبها كان بيدق بجنون، بصت له بعيون واسعة وهي بتقول “أنت هتسيبني هنا؟ في المكان ده؟ لوحدي؟”
رد عليها بسرعة “هاجي على طول، في حاجة أهم لازم تكون موجودة.”
قال كلمته ومشي، نور فضلت واقفة مكانها، بتراقب ضهره وهو بيبعد، إحساس بالخوف بدأ يتسلل لها، المكان كان صامت بطريقة تخوف، وحاجات كتير بدأت تدور في دماغها… ليه جابها هنا؟ وإيه الحاجة اللي أهم؟
بمجرد ما يوسف اختفى، فجأة الدنيا كلها بقت مليانة نور، الأضواء اشتعلت في كل مكان، الجو كله اتغير، وسمعت صوت صاخب بيهز المكان، قلبها دق بسرعة، مش مستوعبة إيه اللي بيحصل، ولما بصّت حواليها، لقت نفسها واقفة في نص حلبة مصارعة ضخمة!
صوت الجماهير المسجل كان شغال في السماعات، الهتافات العالية، الأضواء اللي بتتحرك بشكل درامي، كل حاجة كانت مهيأة لنزال قوي، نور وقفت في مكانها، عينيها بتلف حوالين المشهد وهي مش مستوعبة اللي بيحصل، وفجأة، الشاشة الكبيرة اللي في الحلبة نورت، ولقت مكتوب عليها بخط كبير “نور… بطلة قلبي بلا منازع!”
قبل ما تستوعب المفاجأة، المذيع الصوتي للحلبة أعلن بحماس شديد، وصوته كان عامل جو حماسي كأنها في عرض عالمي حقيقي “والآن، السيدات والسادة، نقدم لكم النزال الأهم في تاريخ المصارعة، بين أقوى خصمين على الإطلاق! في الزاوية الأولى، اللاعبة التي قلبت حياة خصمها رأسًا على عقب، القوية، العنيدة، صاحبة الابتسامة القاتلة… نور!”
نور شهقت بصدمة وهي شايفة نفسها على الشاشة الكبيرة، اسمها ظهر وسط مؤثرات بصرية كأنها بطلة محترفة داخلة منافسة شرسة، كل حاجة كانت واقعية لدرجة تخض، حتى صوت الجماهير اللي بتشجع.
والمذيع كمل بنفس الحماس “وفي الزاوية الأخرى… الرجل الذي حاول المقاومة لكنه سقط ضحية الضربة القاضية، العاشق الذي لم يجد مهربًا، المصارع الذي استسلم بلا رجعة… يوسف!”
نور لفت بسرعة، قلبها كان بيدق بسرعة وهي شايفة يوسف داخل الحلبة، لكن المفاجأة الأكبر كانت في لبسه، كان لابس تيشيرت عليه شعار كبير مكتوب عليه “Future Husband”، وابتسامته الهادية كانت مليانة ثقة وهو بيقف قدامها.
بصّلها بنظرة كلها تحدي، لكنه كان تحدي لطيف، وقال بصوت ثابت لكنه دافي
“أنا عارف إنك أقوى مني، وإنك هتكسري أي مقاومة عندي، فبدل ما نتعب بعض… تعالي نحسم المعركة.”
نور كانت لسه واقفة مذهولة، مش قادرة تصدق اللي بيحصل، لحد ما شافته بيرمي ليها “حزام البطولة” اللي كان ماسكه.
بإيدين مرتعشة، خدته وبصّتله، ولقت عليه نقش فخم مكتوب عليه “زوجة يوسف الرسمية”
رفعت عينيها له باندهاش، حست إن عقلها متوقف عن الاستيعاب، وقالت بصوت مضطرب “هو… إيه اللي بيحصل؟”
قرب منها، صوته كان هادي لكنه مليان دفا وهو بيسألها “انتي شايفة إيه؟”
نور بصت حواليها، كل حاجة كانت غريبة، مش مستوعبة اللي بيحصل، صوت الجماهير المزيف، الأضواء، الشاشة الكبيرة اللي مكتوب عليها لقبها، و… يوسف، اللي واقف قدامها بنظرة مختلفة تمامًا.
قالت بصوت متلخبط وهي تحاول تستوعب “مش مستوعبة يا يوسف… إزاي؟!”
قرب أكتر، المسافة بينهم بقت معدومة تقريبًا، وهمس جنب ودنها بصوت مليان إحساس “مبروك يا نور… انتي فوزتي. فوزتي بقلبي… وبيا أنا شخصيًا.”
نور حسّت إن عقلها وقف للحظات، قلبها كان بيدق بسرعة، مش قادرة تفهم قصده بالضبط، فقالت بتوتر وهي بتحاول تستوعب “يعني إيه؟!”
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية، وبهدوء طلع من جيبه علبة صغيرة، فتحها قدامها،
كان خاتم… مش أي خاتم، كان بسيط وأنيق، لكنه الأجمل في عينيها في اللحظة دي.
رفع عينه لها، نظرته كانت كلها حب وثبات، وهمس بصوته اللي كان دايمًا نقطة ضعفها “تتجوزيني؟”
نور فضلت واقفة، عينيها واسعه وملامحها متجمدة بين الصدمة والانبهار، حسّت للحظة إنها فقدت القدرة على النطق، يوسف واقف قدامها، ماسك العلبة المفتوحة، وعينيه مثبتة عليها باستمرار، منتظر منها رد.
بلعت ريقها بصعوبة، حسّت بقلبها بيدق بجنون، إيدها كانت بتترعش وهي بتبص للخاتم، رفعت عينيها ليوسف، همست بصوت مهزوز بالرغم من أنها كانت عارفه انه هيعرض عليها الجواز في يوم “يوسف… انت بتتكلم جد؟”
يوسف ابتسم ابتسامة دافية، أقرب لابتسامة انتصار، وقال بهدوء لكن بحزم
“عمري ما كنت جدي في حياتي قد اللحظة دي”
نور بصتله، لقت نفسها وسط مشاعر متلخبطة، بس الأكيد إنها كانت مشاعر حب، حب قوي لدرجة إنها مش قادرة تخبي أكتر.
اتنفست بعمق، مدت إيدها بخجل، وهو بابتسامة مشرقة لبسها الخاتم بحنية، وسط تصفيق وهمي من أصوات الجماهير في الخلفية.
يوسف قرب منها أكتر وهمس بابتسامة جانبية ” بحبك”
بعد ما نور وافقت وضحكت، فجأة الأضواء في الحلبة خفتت شوية، وبدأت موسيقى هادئة تعزف في الخلفية، نور بصت حواليها باستغراب، لكن قبل ما تسأل، يوسف مد إيده ليها وقال “بما إنك فزتي بالجولة الأولى… لازم نحتفل، صح؟”
ابتسمت وهي بتحاول تخبي خجلها، لكنها مدت إيدها ليه، يوسف سحبها برقة للنص، ولأول مرة الحلبة تحولت من ساحة نزال لمكان دافي، مليان مشاعر هادية، حط إيده على وسطها، وهي حطت إيدها على كتفه، وبدأوا يرقصوا ببطء على أنغام الموسيقى.
الدنيا حواليهم اختفت، مبقاش فيه مصارعة ولا أضواء، بس همّا، ولحظة من العمر محفورة جوه قلوبهم.
يوسف شدّها أقرب، كأن المسافة بينهم لازم تفضل معدومة، كأنها جزء منه مينفعش يبعد، عيونه كانت ثابتة عليها، مليانة مشاعر مالهاش وصف، وحاجات كتير متقالتش، لكنها كانت واضحة في طريقته، في لمسته، في الطريقة اللي بيبص لها بيها.
نور حست بقلبها بيرقص مع خطواتهم، مزيج بين الدهشة والسعادة بيجري في عروقها، ضحكت بخفة وقالت بصوت واطي “حاسه إني في حلم.”
يوسف مال عليها أكتر وهمس جنب ودنها ” وده اللي انا كنت عايزك تحسيه”
كانت لحظة سحرية، لحظة مليانة حب وأمان، لحظة فيها كل الحاجات اللي تتمناها، واللي يمكن مكنتش تصدق إنها هتحصل بالشكل ده.
سألته وقالت ” عشان كده كنت مختفي طول اليوم ؟!”
هز راسه وقال ” عشان كده”
نور بصّتله بعيون مليانة عتاب، صوتها كان مخلوط بين الزعل والقلق وهي بتقول “يعني عشان كنت بتحضر لكل ده، اختفيت طول اليوم؟ سبتني أقلق وأدوّر عليك وأفكر في مليون احتمال؟”
يوسف اتنهد وقال بهدوء “عارف إني قلقتك، بس كان لازم تبقى مفاجأة… كنت عايز اللحظة دي تبقى مميزة، حاجة متتنسيش.”
نور سحبت إيدها منه، لسه زعلانة، وعيونها بتلمع بمشاعر كتيرة مش قادرة تسيطر عليها “بس كنت تقدر تطمني… كنت تقدر تبعتلي رسالة واحدة بس تقول فيها إنك كويس، بدل ما أفضل طول اليوم حاسة إني تايهة.”
يوسف بصّلها بأسف، قرب خطوة وقال بصوت دافي “حقك عليا، بس بصيلي كويس… هل بعد كل ده، لسه زعلانة؟”
نور عضّت شفايفها بتوتر، عينها جت على الحلبة، على الأضواء، على الخاتم اللي في ايديها… وفجأة لقت نفسها بتتنهد، بتحاول تبقى جدية لكنها مقدرتش تخبي لمعة الفرح في عيونها.
بصّتله وقالت بصوت أوطى شوية، كأنها مستسلمة لعذابه اللطيف “أنا مش عارفة أزعل منك أصلاً…”
يوسف ضحك، ابتسامته الوسعة ظهرت، وغمغم بخبث وهو بيقرب أكتر “كنت متأكد.”
نور ضربته على كتفه بخفة، وهي بتحاول تبان متضايقة، لكن قلبها كان بيقول حاجة تانية خالص…
مسك إيدها الاتنين بين إيديه،بصّ في عيونها بجدية وهمس “نور… أنا بوعدك إن دي هتكون البداية لحياة مليانة حب وسعاده، أنا مستعد أكون ليكِ كل حاجة، بس انتي كوني معايا.”
نور بصتله، ابتسمت بعيون مليانة حب، وقالت بكل يقين “أنا معاك يا يوسف… دايمًا.”
ابتسم ابتسامة خفيفة وقال ” عارف”
رفعت حاجبها وقالت ” عارف؟ ايه الثقة دي؟!”
قرب أكتر، صوته كان هادي بس محمل بثقة غريبة “أنا الراجل اللي قلب حياتك، اللي خلاكِ تتجنني، اللي بقاله شهور شاغل بالك… صح؟”
نور بلعت ريقها، عرفت إنه مستفز وذكي، وبيحاول يجرّها للكلام، لكنها رفضت ترد، بس هو كمل، بصوته العميق اللي خلاها تفقد تركيزها “وأنا الراجل اللي كل ما تحاولي تكرهيه، تلاقي نفسك بتحبيه أكتر… مش كده برضو؟”
حست إن رجليها مش شايلينها، الموسيقى، الأجواء، القرب ده… كله كان أقوى من قدرتها على المقاومة.
حاولت ترد بهدوء وقالت “يوسف، بطل استفزاز بقى…”
قال بثقة، وعينه مسلطة عليها كأنها ملكه وحده “ده مش استفزاز، دي الحقيقة، تقدري تعترفي بالحقيقة دي دلوقتي؟”
” يمكن”
يوسف عرف انها بتتهرب، سحبها وراه وقال ” تعالي”
ضحكت بخفه” فين تاني؟!”
” بطلي أسأله”
ضحكت بخفة لكنها مشيت معاه، مبهورة بثقته وسيطرته على الموقف، كان ماسك إيدها بإحكام، كأنه مش ناوي يسيبها ولا حتى ثانية، مشيت جنبه، ايديها في ايديه، لحد ما وقف قدام مكان هادي، لفّت عيونها حوالين المكان وقالت بفضول “يوسف، احنا فين؟”
ابتسم، لكن الابتسامة دي كان فيها لمعة خاصة، حاجة خلت قلبها يدق بسرعة، وقال بهدوء “مكان يليق باللحظة اللي احنا فيها.”
نور بصت حواليها تاني… الإضاءة كانت هادية، الجو شاعري بطريقة غريبة، نسمة خفيفة بتحرك شعرها، وكل حاجة حواليها كانت بتقول إن الليلة دي مميزة، يوسف سحبها ناحيته أكتر، خلاها تقعد جنبه، وهي استكانت للحظة، حست بالأمان وهي جنبه
الصمت كان سيد الموقف، لكن مكانش صمت محرج، كان صمت مليان مشاعر، مليان إحساس متبادل مش محتاج كلمات، نور كانت شبه نايمة في حضنه، بتسمع دقات قلبه، بتحس بحرارة وجوده جنبها، وحاسة إنها خلاص… في المكان الصح.
عدّى وقت مش قليل وهما على الوضع ده، وبعدين حسّت بحركة خفيفة من يوسف، عدّلت جلستها وبصتله، عيونه كانت مركزة عليها بشكل غريب، كأنه بيحاول يحفر ملامحها في ذاكرته.
قالت بصوت واطي، شبه همس “يوسف؟”
رد بصوت هادي، لكن نبرته كانت تقيلة بالمشاعر “نعم؟”
اترددت لحظة، وبعدها قالت بحسم، وعينيها بتلمع بحب صادق “أنا بحبك… أوي.”
يوسف اتجمد للحظة، كأن الكلمة دي ليها تأثير السحر عليه، ابتسامته وسعت، بس كانت ابتسامة فيها رضا، فيها انتصار، كأنه كان مستني يسمعها منها بوضوح، بدون أي خوف أو هروب.
مد إيده ولمس خدها بحنية، صوته كان هادي لكنه عميق “وأنا بعشقك يا نور… من زمان.”
نور حسّت بالقشعريرة بتغزو جسمها، عرفت إن اللحظة دي… هتفضل محفورة في قلبها طول عمرها.
نور اتنهدت وقالت ” يوسف، لازم عمو يكون عارف اول واحد، رأيه اهم مني”
يوسف قالها وهو عيونه مثبتة عليها، نبرته فيها مزيج من الجدية والإصرار ” انا كنت عنده انهارده اساسا، وطلبت منه ايدك”
نور وسعت عيونها، استوعبت كلماته ببطء، لكن عقلها كان بيحاول يهضم الصدمة، رمشت بسرعة، صوتها طلع متلخبط بين المفاجأة وعدم التصديق “بجد؟!”
يوسف هز رأسه بهدوء، كأن الأمر كان طبيعي جدًا بالنسباله، وقال بصوته العميق الواثق “أيوه، كنت هناك، وقلتله إني مش ناوي أضيع وقت أكتر.”
فضلت ساكتة للحظات، يتحاول تستوعب حجم اللي حصل، لكنه كمل بنفس النبرة اللي دايمًا بتقدر تهزها من جوا “قلتله إني عايزك مراتي… رسميًا، وبأسرع وقت ممكن.”
شهقت نور وهي مش مصدقة، عينيها كانت مليانة انبهار ودهشة، الكلام أكبر من أي توقع كانت حاطاه لليلة دي، قالت بانفعال “يوسف، إنت بتتكلم جد؟!”
قرب منها أكتر، نظراته اخترقت أي محاولات للهروب من الحقيقة، نبرته كانت مستقرة، قوية، مفيهاش ذرة تردد “جدي جدًا… وزي ما انتي شايفة، مفيش نية للرجوع في القرار.”
قلبها كان بيدق بجنون، كان عندها ألف سؤال وألف إحساس متلخبط، بس يوسف دايمًا كان سابقها بخطوة، رفعت عيونها ليه، صوتها كان شبه هامس، مليان توتر وترقب “وهو… وافق؟”
يوسف ضحك ضحكة خفيفة، فيها لمعة انتصار، وقال بثقة “كان عايز يقولي لسه بدري، بس أقنعته إن مفيش وقت بدري على اللي مستنينه من زمان.”
نور حطت إيدها على قلبها، تحاول تهدي ضرباته اللي مش راضية تستقر، بصتله نظرة فيها مزيج من السعادة والرهبة، همست وهي بتحاول تترجم مشاعرها “وأنت… كنت هتستنى إيه؟”
قرب أكتر، عيونه سكنت عيونها، رفع كفها لحد ما بسطه بين إيديه، لمساته كانت دافية، مطمئنة، وقال بصوت رخيم هز كيانها “إني أسمعها منك الأول… وسمعتها.”
نور حسّت بقشعريرة في جسمها كله، ابتسمت بخجل، لأول مرة مش قادرة تخفي فرحتها
بعد ما خلصوا كلامهم، يوسف مسك إيد نور وسحبها بهدوء “يلا، لازم نوثّق اللحظة دي.”
نور ضحكت وقالت ” هيا اصلا بقت متوثقه في عقلي خلاص”
طلع فونه وفتحه، فتح الكاميرا واتصوروا صورة عفوية، فيها كل المشاعر اللي بينهم، ملامحهم مش واضحة تمامًا، بس المشاعر كانت طاغية.
يوسف رفع الصورة على الفيسبوك، كتب كابشن بسيط، رايق، بس فيه كل المعاني
“البطولات مش بالحزام… البطولات بالقلب، وأنا كسبت أهم بطولة في حياتي. 🖤🔥”
التعليقات انهالت، البعض مستغرب، البعض متحمس، بس نور؟ نور كانت واقفة جنبه، شايفة الفرحة في عيونه، وعارفة إنها خلاص… بقت له.
هو كان هادي، لكن إيده كانت بتطبطب عليها بخفة، كأنها حاجة غالية عنده وبيحافظ عليها، نور غمضت عيونها لحظة، سمعت صوت دقات قلبه المنتظمة، وإحساس الدفا لفّها بالكامل، ابتسمت بخجل وهمست “أنا حاسة إن الليلة دي مش حقيقية…”
يوسف شدّها أكتر وقال بصوت واطي لكنه واصل لقلبها قبل عقلها “دي أكتر ليلة حقيقية عشتها في حياتي.”
نور رفعت راسها وبصت له، عنيها كانت مليانة فرحة، فرحة مش مصدقة إنها أخيرًا… بقت ملكه.
الجو كان هادي، مفيش كلام بينهم، كأنهم عايزين اللحظة دي تفضل للأبد.
نور كانت مستكينة في حضنه، عينيها مغمضة وكأنها في حلم، لكنه حلم حقيقي، ملموس، فيه كل اللي كانت بتتمناه، يوسف كان حاضنها بتملك، إيده بتحاوطها كأنه مش ناوي يسيبها أبدًا.
حسّت بنبضه المنتظم، بإيده اللي بتثبت وجودها جوه حضنه، بالأمان اللي عمرها ما حسّت بيه قبل كده بالشكل ده.
عدّت لحظات طويلة من الصمت، بس كانوا حاسين بكل شيء، بكل نفس، بكل دقة قلب.
نور اتحركت بهدوء، عدّلت جلستها وبصتله، عنيها مليانة مشاعر مكنتش محتاجة تفسير.
يوسف بصّلها باستفسار، مفيش استعجال، مستني يسمع منها اللي هو عارفه من زمان.
ابتسمت بخجل، بس صوتها كان واضح وثابت وهي بتقول “احنا كده اتخطبنا؟”
يوسف ابتسم بخبث، عيونه لمعت وهو بيرد عليها بهدوء “انتي شايفة إيه؟”
ضحكت بخفة، وهي لسه مش مستوعبة التفاصيل، كل حاجة حصلت بسرعة، وكأنها داخل دوامة مش قادرة تخرج منها. بس ما قدرتش تمنع السعادة اللي بدأت تسرق ملامحها، وقالت بخجل “لو خطوبة… فدي أحلى خطوبة شفتها في حياتي.”
يوسف كان متابع ملامحها بحذر، وكأنه مستني يسمع اللي عايز يسمعه منها، لكنه حسم الموضوع بكلمتين كانوا كفيلين يقلبوا الكيان اللي هي فيه “خطوبة مدتها أسبوع.”
رفعت عيونها بصدمة، كأنها سمعت غلط، وقالت باستنكار “يعني إيه؟!”
“يعني كتب كتابنا الأسبوع الجاي.”
نور حسّت بكلمات يوسف بتخبط جواها زي الطبول، اتعدلت في قعدتها بسرعة، قلبها بدأ يدق بقوة، بصّتله باندهاش وهي بتحاول تفهم إذا كان بيتكلم بجد ولا بيهزر معها “إزاي يعني بعد أسبوع؟! يوسف، انت بتتكلم جد؟!”
يوسف مال ناحيتها، عينيه فيها ثقة غريبة، نبرة صوته كانت ثابتة وكأن الموضوع محسوم من زمان “أنا عرضت على عمّك، وقلتله إن مفيش داعي نضيّع وقت أكتر، وهو قال إنك حرة في قرارك.”
نور حست إن مخها مش قادر يلاحق على الكلام، كل حاجة بتحصل بسرعة، أسرع من قدرتها على التفكير، وقالت بتوتر “بس… أسبوع قليل جدًا! مش هلحق أحضر أي حاجة، وبعدين المفروض كتب الكتاب قبل الفرح بأيام”
يوسف ابتسم بثقة، وكأنه متوقع اعتراضها وقال بهدوء “أنا عارف… عشان كده هنكتب الكتاب بعد أسبوع، وهنعمل الفرح بعد شهر.”
شهقت نور بصوت مسموع، وسألت بانفعال “شهر؟! يوسف، ازاي نتجوز بعد شهر؟! ده وقت قليل جدًا!”
“فين المشكلة يا نور؟ كليتك بعد شهر ونص شهرين، يعني هنتجوز بعد شهر، وأكيد مش هعطلك عن دراستك، لو ده اللي هتتكلمي عنه، اي حاجه تانيه مقدور عليها”
نور حاولت تستوعب الكلام، قلبها كان بين دقاته فرحة وخوف في نفس الوقت، كانت مبسوطة، بس حاسة إن كل حاجة بتحصل بسرعة… بسرعة كبيرة جدًا.
رفعت عيونها ليه وقالت بخفوت “بس في حاجات كتير محتاجة تجهيز! شهر قليل جدًا!”
يوسف مسك إيدها وضغط عليها بحنان، نبرته كانت واثقة وهو بيقول “كل حاجة جاهزة أساسًا.”
نور رفعت حاجبها باستنكار، بصّت له بعدم تصديق وقالت بحدة “لاء طبعًا، فين اللي جاهز ده؟!”
“من اللحظة دي يا نور، تقدري تجهّزي كل حاجة، أي حاجة انتي عايزاها هتكون جاهزة.”
كانت لسه مش مقتنعة، حست إن الوقت مش كفاية، وإنه لازم يكون فيه تحضير لكل تفصيلة… بس قبل ما تتكلم، يوسف قطع أفكارها بصوته العميق “نور، انتي بتعجزيني ليه؟ لو مش عايزة تكوني معاي….”
قاطعته وهيا بتهز راسها بانفعال “أنا عايزاك من دلوقتي يا يوسف… عايزاك وبتمناك، بس لازم نحط في بالنا إن فيه حاجات لازم تكون جاهزة!”
يوسف قرب منها أكتر، لمس خدها بحنان وهو بيقول بصوت هادي لكنه قوي “وأنا قولتلك… كل حاجة هتكون جاهزة وزي ما انتي عايزاها، أنا مش فاهم بصراحة اعتراضك!”
“الوقت قليل بجد، مش هلحق!”
“وعد مني، هتلحقي، لو انتي فعلًا عايزة نتجوز في أسرع وقت.”
نور سكتت، كانت بتحاول تفكر في كل حاجة، تحسب الأمور بعقلها، بس قلبها كان بيتصرف لوحده… وقبل ما ترد، يوسف سابقها وقال بصوت مليان دفا
” كل حاجه انتي عايزاها هتحصل، وهتحصل بسرعه، لو حسيتي انك مش لاحقه فممكن نأجله، بس اهم حاجه نكون في بيت واحد، واجيبلك فينو ولبن وأنا راجع من الشغل ”
حست بقشعريرة بتجري في جسمها، كان بيتكلم بثقة، وبحب… بحب حقيقي.
ابتسمت أخيرًا، ابتسامة ناعمة، وقالت بهمس “ماشي… بس على شرط.”
يوسف رفع حاجبه وقال بابتسامة جانبية “شرط؟ اشرطي يا نور، بس متأخريش الموافقة.”
قربت منه وهمست بحب “إنك تفضل تحبني كده طول العمر…”
ضحك يوسف، ضحكة كلها راحة وامتنان، وسحبها في حضنه، وهمس جنب ودنها “ده مش حب مؤقت يا نور… ده حب العمر كله.”
تاني يوم ،فتحت عيونها ببطء، شعور غريب مسيطر عليها… كأنها كانت في حلم جميل ومش قادرة تصدق إنه حقيقة، خافت تكون كانت كل ده بتحلم، لكن لما بصّت على إيديها وشافت الخاتم في صباعها، حسّت بقلبها بيدق بسرعة واتأكدت… ده مش كان حلم، ده واقع، اتنهدت بارتياح وهيا بتلمس الخاتم بايديها بفرحه
قامت بسرعة وهي حاسه بسعادة غريبة، جابت موبايلها ورنت على أول حد خطر في بالها… داليا، بعد ثواني قليلة، داليا ردّت بصوت واضح حماسي “ألوو… صاحيه بدري اوي كده ليه؟”
نور كان صوتها مليان حماس وهي بتقول بسرعة “داليا! مش هتصدقي… يوسف طلب أيدي رسمي، وأنا وافقت”
داليا ضحكت بخفة، كأنها مش مصدومة، وقالت بهدوء غريب “عارفة.”
نور اتجمدت مكانها، رفعت حواجبها بدهشة وقالت باستغراب “إزاي يعني عارفة؟! انتي كنتي مستنية مني أقولك الخبر المفروض!”
داليا ضحكت وقالت بهدوء “يوسف قالي من امبارح، وأنا كنت عارفة كل حاجة.”
نور شهقت وقالت بصدمة “إيه؟! يعني كل ده وأنا فاكرة نفسي أول حد يعرف؟!”
داليا ضحكت أكتر وقالت بمزاح “ما أنا كنت عارفة بس مقدرتش أقولك حاجة، كل شوية كنت بقولك إنه مشغول عشان متلاحظيش حاجة، مكانش ينفع أقولك أكتر من كده!”
نور عضّت شفايفها باندهاش، لكنها بسرعة نسيت كل ده وقالت بسعادة “مش مهم… المهم إنه معايا دلوقتي.”
داليا ابتسمت وقالت بحماس “بجد، اتفقتوا على إيه؟!”
نور رفعت حاجبها وقالت بمكر “وإنتي مش عارفة برضو؟”
داليا ضحكت وقالت ” اكيد لاء، انا كنت عارفه اللي يوسف بيخططله بس، لكن معرفش اكيد اللي هتتكلموا فيه”
نور اتنفست بعمق وقالت بسعادة “هنكتب الكتاب بعد أسبوع… والفرح بعد شهر.”
داليا صرخت بفرحة، كانت سعيدة جدًا بالخبر، وقالت بضحكة “ده أحلى خبر سمعته! أخيرًا يا بنتي!”
نور ضحكت معاها، لكن بعدها لاحظت إن موبايلها فصل شحن، قامت بسرعة وحطته في الشاحن، وأول ما فتح، لقت سيل من الاتصالات الفائتة… اسماء كتير ظهرت قدامها، أصحابها، قرايبها، وحتى ولاد خالتها وخالها
ابتسمت تلقائيًا، قلبها دق بسرعة، وبدأت ترد على مكالمة ورا التانية، كل واحد كان بيباركلها، وكل واحدة من البنات كانت متحمسة وفرحانة ليها بطريقة مختلفة.
وبعد ما خلصت رد على الكل، فكرت في حد مهم لازم تتطمن عليه… عمها، جابت رقمه بسرعة ورنت عليه، وبعد لحظات قليلة، رد عليها بصوته الدافي “إزيك يا نور؟”
ابتسمت وقالت بحماس “أنا كويسة جدًا يا عمو… وكنت لازم أسمع موافقتك بنفسي.”
ضحك عمها وقال بحنان “ربنا يسعدك يا بنتي، تستاهلي كل خير، يوسف راجل محترم، وأنا واثق إنه هيكون سند ليكي طول حياتك، ربنا يفرحكوا يارب”
نور حست بدفا في قلبها، وكأنها بتاخد بركة من عمها، صوتها كان هادي لكنه مليان امتنان وهي بتقول “ربنا يخليك ليا يا حبيبي… دعواتك أهم حاجة عندي.”
قفلت المكالمة، بصّت لنفسها في المراية، شافت انعكاسها… وشافت في عيونها لمعة جديدة، لمعة الحب، الحلم اللي اتحقق… وأخيرًا، بقت لنور بداية جديدة، وحياة جديدة… مع يوسف
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نصيبي في الحب)