روايات

رواية سلانديرا الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم اسماعيل موسى

رواية سلانديرا الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم اسماعيل موسى

رواية سلانديرا البارت الثاني والأربعون

رواية سلانديرا الجزء الثاني والأربعون

سلانديرا
سلانديرا

رواية سلانديرا الحلقة الثانية والأربعون

نزل خاطر على ركبتيه منكسر مهزوم، عندما لمح زوجته زافيرا وابنته ليليان فى يد حراس شيفان
وكان الحراس
حراس الضباب والأبواب الزمنيه قد احاطو به وبدأو يتلاعبون بعقل خاطر حتى سمع صوت واضح يأمره ان ينهض ويواصل القتال وعندما عاد إلى وعيه كان جالس على الأرض وفتاه تدفع الحراس بعيد عنه بكل قوتها ولم تسمح لهم بقتله
حمل خاطر سيفه واشترك فى المعركه ثم استعان بالتعويذة القديمه، تعويذة مستنقع الحيات التعويذة التى تحميه من خلال الملوك السبعه
بعد أن انتصر خاطر على الحرس كان جسده يتصبب عرقا
وكانت الفتاه تمسح الدماء عن نصل سيفها
ثم فجأه وضعت السيف على رقبة خاطر انقذتك لتكون لى وحدى، انقذتك لاقتلك بسيفى
تسأل خاطر ماذا فعلت لك؟
انا الاميره سلانديرا، الاطفال الذين احرقهم شيفان بسببك كانو جنودى وأصدقائي
اعتذر خاطر، اقسم انه لم يرد ذلك وانا حياته أصبحت جحيم بسبب شيفان حتى انه اختطف زوجته وابنته
سأقاتل شيفان واقتله لا محاله
قالت الفتاه التسرع مشكله، انا لدى خطه
اى خطه قال خاطر بحزن
الثوره
الحل فى الثوره أيها البشرى لقد حشدت كل المظلومين ورافضى حكم قدماء الجان خلفى
تحركك بمفردك لن يفيدك فى شيء
سأعيد إليك ابنتك وزوجتك وانت تساعدنى فى القتال
لكنى لا أملك الوقت صرخ خاطر بغضب
ولا انا همست الفتاه بثقه وعند وصولهم الأرض وجد خاطر جيش ضخم ينتظرهم خارج النفق
ارتفع صياح الجيش المختلط من البشر والجان
اناس قدمو من أماكن بعيده يصرخون ضد الظلم
سنهاجم القلعه وقصر شيفان
قالت الفتاه انها مخاطره جيش شيفان قوة وضخم
لكنهم لا يتوقعون حضورنا
شيفان يستخف باعداءه ستكون تلك فرصتنا
انطلق الجيش المختلط تجاه القلعه، اناس لا يخشون الموت ويحملون أرواحهم بين ايديهم
رشقو، حراس السور بالنبال بينما تولى خاطر امر فتح البوابه بعد أن عبر السور
ارتفع الصراخ والضرب ومعه اناشيد تنادى بالحريه المساواه والعدل
وراحت شرارة الثوره تطرق أبواب قرى الجان وبحارها وصحاريها وسرعان ما وصلت الانتفاضه كل مكان
داخل أسوار القلعه تجمع جيش شيفان المدجج بالسلاح
جيش منظم يقتل بلا رحمه
حاوط جيش شيفان الثوار من كل جهه وانطلق القتل والسحل حتى فقدو اعداد ضخمه
قبل غروب شمس ذلك اليوم كانت الساحه ملئيئه يالجثث ولم يتبقى من الثوار سوى بضعة الالاف
الخلاص منهم كانت مسأله وقت
وسط تلك الازمه وعندما حل الليل برق النجم الغافى
وسمع صوت ترنيمه حزينه قديمه قادمه من العدم
ومعها
ارتج القصر والقلعه ثم ساد القتل فى جيش شيفان
كانت أرواح الأطفال الذين قتلو داخل الإنفاق حضرت للانتقام
أرواح لا ينفع معها سلاح ولا دروع

وساد صمت ثقيل…
كأنّ الزمن توقف، لا صوت سوى أنين الجرحى وصدى الترنيمة العتيقة التي ظلت تتردد فوق رؤوس الجميع.
خاطر، مغطى بالدم والتراب، نهض وهو ينظر حوله إلى رفاقه الذين سقطوا، ثم إلى جيش شيفان المتجمد كتماثيل من رعبٍ لا يُحتمل.
كانت الأرواح تطفو في الهواء…
أشباح الأطفال الذين ذبحهم شيفان ذات ليلٍ مظلم داخل الأنفاق، يحيطون بالقلعة كدائرة من نورٍ باهت، أعينهم تتوهج بالألم القديم، والغضب.
لم يكونوا يصرخون… فقط ينظرون، في سكون مميت.
اقتربت سلانديرا، وجهها شاحب والنصل في يدها يهتز من وطأة ما تراه، همست:
– “إنهم لا يريدون الانتقام فقط… إنهم يريدون العدالة.”
صوت الرعد قصف فجأة، وظهر شيفان من أعلى الشرفة، متكبّرًا، بعباءته السوداء وأجنحته نصف المفتوحة، ينظر بازدراء لما تبقى من الثورة.
– “مساكين… هل تظنون الأشباح ستنقذكم؟ هذه الأرض لدم الجان، لا دمكم.”
لكن قبل أن يكمل كلماته، اخترقت سهمٌ من ضوءٍ قلبه.
سهم لم يأتِ من الأرض… بل من السماء.
من حيث لا يُعرف زمان ولا مكان.
صرخ شيفان وسقط، تهاوى كأنه مجرد ظلّ.
وحين سقط… اختفت الأشباح.
اندفع خاطر نحو الشرفة. قلبه ينبض بقوة.
ليليان… وزافيرا!
كانتا هناك، على الأرض، مكبلتين بسحرٍ قديم.
اقترب، ركع، فك القيود، وضمهما إليه كمن يعود للحياة بعد موتٍ طويل.
بكت زافيرا.
ليليان تمسكت بوالدها ولم تنطق.
نظر إلى سلانديرا.
كانت تقف بعيدًا، وحدها، عيناها تمتلئ بالدموع، والسيف في يدها يشع بضوءٍ غريب.
قالت:
– “لقد أوفيناه دين الدم… لكن دماءً أخرى تنتظرنا.
ثورتنا بدأت… ولم تنتهِ.”
ثم مشت ببطء، بين الجثث، نحو الجدار المفتوح.
خاطر لم يقل شيئًا.
أمسك يد زوجته وابنته…
ونظر إلى السماء،
حيث ظلّ السهم الأخير، عالقًا في الهواء، يلمع كنجمة لا تنطفئ.

بعد أن هدأ الغبار وسقطت راية شيفان من فوق القلعة السوداء، بدأت الأرض تتنفس من جديد. لم تكن الحرب مجرد معركة بين جنود، بل كانت ولادة جديدة لعالم اختنق طويلًا تحت حكم الطغيان. ومع نهايتها، بدأت القصص الأخرى… القصص التي لا تُروى في أناشيد الثوار، بل تُهمَس في الليالي الهادئة، حول النار، وفي دفاتر الأمهات.

نزح خاطر مع زوجته زافيرا وابنتهما ليليان بعيدًا عن ساحات الدم، إلى وادٍ مخفي في حضن الجبال، حيث كانت الأشجار تشبه أصابع صلاة، والسماء صافية لا يعرفها سوى من نجا.
بنى بيتًا صغيرًا بيده، لم يكن بيت ملوك، بل بيتًا للسلام.
زافيرا، التي كانت محاربة شرسة في الماضي، عادت إلى الأرض. زرعت حديقة واسعة، كانت تقول إن لكل زهرة اسمًا من الذاكرة: واحدة باسم جندي سقط، وأخرى باسم طفلة لم تعد.
كانت تبتسم أكثر. لكنها أحيانًا، إذا سكن المكان من حولها، كانت تحدق في البعيد وكأنها تسمع من بقي من الأشباح.
أما ليليان، التي نجت من قبضة شيفان، فقد كبرت وفي عينيها نور خاص.
تعلمت لغة الجان من أمها، وفنون السيف من أبيها، لكن قلبها كان يميل إلى الكتب والنجوم.
كانت تقول إن العالم لا يكفيها، وإنها في يوم ما ستسافر إلى “ما بعد الممرات”.

خاطر لم يعد يقاتل، لكنه كان يصحو كل فجر ويصلي صامتًا للذين لم يرجعوا.
كتب كثيرًا… دفاتر من الجلد، ملأها بأسماء الذين أحبهم، والذين خانوه، والذين غفر لهم.
كان إذا قرأ على ابنته، يبكي أحيانًا، ويضحك أحيانًا أخرى.
زارته سلانديرا ذات يوم، بعد سنوات من النصر.
كانت ترتدي عباءة سوداء، وسيفها ما زال يلمع، لكنها بدت أكثر تعبًا.
– “الثورة لم تنتهِ بعد، يا خاطر. هناك ممالك أخرى… وليل أطول.”
نظر إليها، وابتسم بمرارة:
– “لكني وجدت ضوءي هنا… وأنتِ يا سلانديرا، ستبقين نار الثورة، لكني اخترت أن أكون رمادها.”
لم يجبها غير صمت الريح.
ثم غادرت كما جاءت.

ومات خاطر بعد عشرين عامًا.
دفنته زافيرا تحت الشجرة التي زرعها يوم ولدت ليليان.
وعندما حفروا قبره، وجدوا دفترًا إلى جواره، كتب على غلافه:
“إلى الذين اختاروا الحياة رغم أن الموت كان أسهل.”
وفي آخر صفحاته، بخط متعب:
“كل ما تمنيت أن أقاتله… انتهى.
لكن كل ما أحببته… بدأ هنا.”
بعد وفاة خاطر، تغير كل شيء.
لم تنهر الجبال، ولم تبكِ السماء، لكن زافيرا شعرت وكأن الأرض نفسها انكمشت من حولها، وكأن البيت الذي بنوه معًا صار فجأة أكثر صمتًا، وأكثر برودة.

لم تكن زافيرا ممن ينكسرون، لكنها لم تعد كما كانت.
كل صباح، كانت تمرر يدها على شاهد قبر خاطر، تهمس له بأخبار اليوم، وتحدثه عن الأشجار التي نمت، والزهور التي ما زالت تقاوم.
عادت لحراسة القرية الصغيرة التي تجمع فيها بعض من نجا من الحرب.
لكنها لم تعد تحمل سيفًا. كانت حارستهم بالصمت والنظرات. يكفي أن ينظر أحد في عينيها ليعلم أن هذه المرأة خاضت الجحيم وعادت منه، ولن تسمح له بأن يقترب من من تحب.

أما ليليان، فقد نضجت سريعًا، كما يفعل أبناء الحرب.
كان عمرها سبعة عشر عامًا يوم مات والدها، لكنها شعرت يومها وكأنها ولدت من جديد.
احتفظت بدفتره القديم، وكانت تقرأ فيه كل ليلة، تبحث عن نفسها بين السطور، عن ماضي لم تفهمه تمامًا، وعن مستقبل كانت تخشاه… ثم قررت.
– “أمي… سأرحل.”
نظرت إليها زافيرا نظرة طويلة.
لا دموع. لا اعتراض. فقط صمت عميق، ثم قالت:
– “أعرف.”
– “أريد أن أعبر الممرات… أرى الأرض التي حارب من أجلها أبي. أكتب عنها. أحرر من بقي أسيرًا هناك. أُكمل الحكاية.”
ابتسمت زافيرا. لم تكن تلك ابنتها فقط، بل كانت الوعد الذي قطعه خاطر للعالم: أن ما بعد الحرب ليس موتًا… بل ولادة.

وفي أحد فصول الخريف، عبرت ليليان الممر القديم.
كانت وحدها، لا تحمل إلا حقيبة صغيرة، سيفًا صدئًا كان لخاطر، ودفترًا قديمًا كتب على أولى صفحاته:
“إذا عدتَ يا غريب، فاحمل السلام. وإن لم تعد، فأخبرهم أني حاولت.”
لم يكن في عينيها خوف، بل رغبة في الفهم، في إصلاح التشققات التي خلفتها الحرب، وفي كتابة ملحمة جديدة… بطريقتها.

زافيرا – الانتظار
ظلت زافيرا في البيت.
تسقي الأشجار. تكتب لابنتها رسائل لا ترسلها.
وتنتظر.
أحيانًا، كانت تنظر إلى الطريق الجبلي، تلمح فتاة تشبه ليليان، فتبتسم دون أن تقول شيئًا.
وفي إحدى الليالي، بينما كانت السماء تبرق بصمت، وجدت على عتبة الباب سيفًا مألوفًا… ودفترًا جديدًا.
فتحته.
وُجدت فيه رسالة من ليليان:
“أمي… بدأت حكايتي.”

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سلانديرا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *