روايات

رواية ارناط الفصل الخامس 5 بقلم حور طه

رواية ارناط الفصل الخامس 5 بقلم حور طه

رواية ارناط البارت الخامس

رواية ارناط الجزء الخامس

ارناط
ارناط

رواية ارناط الحلقة الخامسة

فضلت في الضلمة، وإحساس الأمان اللي كان جواها زمان بقى فتافيت… النور اللي كان بيحيي قلبها بدأ يختفي.!
ــــــــــــــــــــ
فلاش باك – جامعة أمستردام.!
معمل التكنولوجيا الحيوية – قبل اربع سنين.!
ــــــــــــــــ
ارمان واقف قدام اللوح الأبيض، مرسوم عليه دوائر معقدة وكأنها متاهة من الجينات. إيده بتتحرك بسرعة، عينه فيها شغف طفل لسه بيكتشف الكون:
– لو الكود ده اشتغل، هنكون أول اتنين يفعلوا النموذج ده فعليا.
ليلى قاعدة على المكتب، صوابعها بتطير على الكيبورد، صوتها ملهوف:
– مش بس هنغير شكل العلاج… إحنا هنبرمج الخلايا نفسها. وده مش حلم… ده على وشك يتحقق.
ارمان بصلها، عينه فيها فخر ومودة:
– أول بحث مشترك بيني وبينك… ليلى وأرمان. مشروع واحد… وحلم واحد.
ليلي رفعت عينيها ليه، وبصت له بنظرة امتنان:
– ماكنتش هقدر أعمل ده من غيرك.
ارمان،صوته واطي، زي سر بينهم:
– ولا أنا… يمكن عشان كده خوفي من خسارتك أكبر من خوفي من فشل المشروع.
لحظة صمت ناعمة. الجو في المعمل دافي حتى مع برودة المكان. العيون اتقابلت، وكل حاجة تانية اختفت. قالوا في صوت واحد:
– مش هنخسر، لا الحلم… ولا بعض.
ــــــــــــــــــــــ
«عوده من الفلاش باك للوقت الحالي»
ضلمة الغرفة رجعت تطبق على ليلى، والنور الخافت من الشباك الحديدي ما بقاش له نفس البريق.
دموعها بتنزل على خدها وهي متكورة على نفسها، وبتهمس:
ــ إحنا مش هنخسر… لا الحلم… ولا بعض.
جملة كانت صادقة يومها… بس دلوقتي، طعمها مر.!
عقلها بدأ يفتش في الوجع… في اللي حصل.
وفجأة، رجع لها المشهد… لحظة قديمة جدا، يوم أرناط جالها في المعمل، بورق كتير، وقال:
ــ دي موافقات إدارية… مجرد إجراءات شكلية، لازم نخلصها بسرعة قبل ما نعرض البحث.
وقتها ما فكرتش… كانت تعبانة، وسهرانة بقالها أيام. مضت من غير ما تقرأ.
قلبها وجعها فجأة… إيده كانت بترتعش وقتها؟ ليه كان بيزوغ بعينه؟ ليه كان مستعجل كده؟
ليه ما سألش عن أرمان؟ ليه كل مرة كان بيقلل من شغله؟ وكان دايما بيقول:
ــ الشهرة محتاجة وجه جديد… وأرمان شكله مش إعلامي كفاية.!
بدأت تشوف الوشوش القديمة بتتبدل… تتقشر.:
ــ أرناط…ارناط… هو اللي باع المشروع.!
هو اللي استغل توقيعي،
وسرق الشيفرة، وقدمها باسمي.؟
كانت أداة… ختمت بإيديها على مـ ـوت حلمهم.
وسابت أرمان لوحده يتحاسب.
صوت قلبها بيرتجف:
ــ أنا… السبب.
الصدمة شلت تفكيرها لحظات:
ــ إزاي كانت عمياء كده؟
إزاي ما شافتش كل الإشارات؟
كان بينضح كذب… بس هي كانت مشغولة بالحلم… وبالخوف.
ليلى بتشد في شعرها، بتهمس:
ــ ارمان…أنا اللي سلمتك… أنا اللي ضيعتك.
نفسها اتحشرج، ودموعها نزلت كالسيل، مش بس على حالها… لكن على روح ارمان اللي انكسـ ــرت بسببها.
ليلى حطت إيديها على بطنها، بتحس النبض اللي جواها، والدموع سابقة صوتها:
ــ قد إيه لسه هشيل من وراك؟
قد إيه لسه هتوجعني يا أرناط؟
كنت بفتش عن أمان… لقيتك جحــ ـيم بوش بشري.
سرقت المشروع… سحبت أرمان لجحـ ـيم مالوش آخر…
وغشيتني… باسم حبك، وباسم جواز طلع كله كدبة.
آه يا ربي، حتى الجواز كان مزيف؟
أنا عشت معاك كزوجة… وأنا ماكنتش غير ستارة لخداعك!
نزلت على ركبها، بتكاد تتنفس من كتر الألم:
ــ إزاي ما شفتكش؟
إزاي كنت عميا للدرجة دي؟
إنت ما سرقتش مشروعنا بس…
إنت سرقت عمري كله، وأنا اللي كنت… بح…بحبك.!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
|مستشفى خاص|
مكان معزول، ضوء خافت، سحر الطوخي واقفة بجانب نافذة زجاجية، تمسك بهاتفها بإحكام، نظراتها مشدودة، وصوت أرمان يعلو من السماعة.
أرمان بغضب مكبوت:
ــ ليلي دمـ ـرتني يا سحر! دخلتني السجن، ضيعت مستقبلي، وكل ده وانتي عايزة أسيبها تتنفس؟!
سحر الطوخي ببرود متماسك:
ــ أنا وفيت بوعدي،يا أرمان… قولتلك على مكانها، وسلمتك ليلى زي ما اتفقنا. دلوقتي دورك توفي بوعدك… ليلى ما ينفعش تموت دلوقتي. إحنا لسه محتاجينها.
أرمان ينفــ ـجر غضبا:
ــ مليش دعوة بحساباتك! دي، نـ ـاري، وأنا اللي هطفيها بطريقتي. هقتــ ـلها يا سحر، وهرتاح!
سحر الطوخي بصوت هادي، لكن عيونها بتتقد:
ــ وتفتكر إن مـ ـوتها هيرجعلك حقك؟ هيرجعلك اللي راح منك؟
هتقوم من على جثـ ـتها وتلاقي مستقبلك مستنيك؟
انت بتضحك على نفسك يا أرمان. مـ ـوت ليلى مش في مصلحه حد دلوقتي.!
أرمان بصوت مجروح ومرتعش:
ــ بس حياتها كمان مش هترجع لي حقي ومستقبلي اللي
دمـ ـرته… حياتها هي الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني أحس إني خدت حقي.
أنا عشت في ظلمة سنين… وهي السبب!
سحر الطوخي تتنفس ببطء..
بصوت واطي لكنه حاسم:
ــ ليلى عندك… اعمل فيها اللي يشفي غليلك.
عايز تعـ ـذبها؟ عـ ـذبها.
بس خليك فاكر، أنا كفايه عليا إنها تتنفس شوية كمان…
بعد ماخد مصلحتي منها، اقتـ ــلها لو عايز…
بس مش دلوقتي.!
أرمان بصوت مهدد، لكنه مستسلم جزئيا:
ــ اتفقنا… بس يا ريت الفتره دي ما تطولش..
عشان صبري ليه حدود..
ولو حسيت لحظة إنك بتخدعيني…
اللي بتستنيه من ليلى مش هتاخديه..
لاني هكون خلصت عليها.!
سحر بابتسامة باهتة، قبل ما تقفل الخط:
ــ ما تخافش…زي ما قدمتها لك على طبق من ذهب هخليك تاخد حقك بس من غير ما نخسر…واحنا كسباني.!
تنهي المكالمه… نظرتها مزيج بين القسوة والتوتر، كأنها بتلعب بالنار وهي عارفة إنها ممكن تتـ ـحرق.
عبد الحميد قرب منها، صوته هادي لكن فيه نبرة مراقبة:
ــ مالك واقفة لوحدك كده؟ شكلك متوترة. تحبي ترجعي الفندق.؟
سحر بتسرع:
ــ لا طبعا، مش همشي قبل ما أطمن على راهب… أقصد على راهب وشهد.
عبد الحميد بيراقبها:
ــ هم ولادي… بس ملاحظ إنك مهتمة براهب زيادة عن اللزوم.
سحر بتحاول تضحك:
ــ علشانك يا حبيبي، ما ينفعش أسيبك لوحدك دلوقتي.
عبد الحميد بحذر بيغمض عينه لحظة، كأن في قلبه حاجة مش مرتاحة:
ــ الدكاترة طمنوني… راهب حالته بتتحسن، وشهد محتاجة دعم نفسي. دكتور هيكتب لها على خروج بكره… جهزي نفسك… هنرجع مصر قريب.
سحر الطوخي ،نظرة قلق بتعدي في عيونها، لكنها بسرعة ترد بحسم:
ــ أكيد… لازم نرجع ونبدأ من جديد.
عبد الحميد ينظر لها بصمت لحظة:
ــ تمام…
ـــــــــــــــــــــــــــ
داخل غرفة شهد ــ ليل
ـــــــــــــــــــــــ
الأنوار خافتة، والساعة تقرب على منتصف الليل. الهدوء ثقيل، والهواء في الغرفة كأنه واقف. ما بيتحركش.
شهد بتفتح عنيها، تتنفس ببطء. وتحاول تستجمع شتات نفسها.!
تمد إيدها بتردد، تلمس الكومودينو جنب السرير… صباعها يتزحلق على حافته، فتستند عليه، وبعدين.. تجر رجلها بصعوبة لحد ما تلاقي الحيطة..
كل خطوة كانت اختبار لقوتها الجديدة..
حياة من غير عينين تشوف بيهم..
الظلام مش بس في نظرها، ده جواها كمان.!
وصلت للنافذة… تنفست كأنها بتدور على حياة جوه الهوا..
مدت إيدها تفتحها… لكن فجأة، سمعت صوت الباب بيتفتح بهدوء..!
شهقة صغيرة خرجت منها، ووشها اتجه للصوت:
ــ انت جيت، يا بابا؟
سكون تام. مفيش رد..
بس في صوت…
صوت خطوات بطيئة، تقيلة، بتمشي على الأرضية.. كأن كل خطوة فيها نية مش مظبوطة..!
شهـد اتحبست أنفاسها، تحاول تبتلع ريقها:
ــ مين؟… مين اللي دخل؟ رد عليا…
الخطوات قربت. كانت واقفة عند الشباك، وظهرها.. لسه للغرفة، بس قلبها كان بيصــ ـرخ..
حاولت تلف، تمشي، لكن جسد اصطدم بيها فجأة..
أنفاس غريبة قربت من رقبتها…؟
إيدين جامدة لفت حواليها..
حضن ملوش دفء… مافهوش أمان..
بس فيه ضغط… وسكون مريب..؟!
شهـد اتشنجت، وصـ ـرخت بصوت مبحوح:
ــ إنت مين؟!! عايز مني إيه؟! سيبني!!
بس مفيش صوت، مفيش كلمة…
بس الإيدين لسه ماسكة، والوش القريب منها.. ساكت… ساكت بطريقة مـ ـرعبة..؟!
شهد:
ابعد عني… انت مين…عايز ايه؟!
ــــــــــــــــــــــــــ
عند ــ ليلي!
ــــــــــــــــــ
رجع أرمان واقف قدامها، لابس بالطو معمل، بإيده سرنجة سائلها شفاف، صوته ثابت لكن عينه بتغلي:
ــ فاكرة أول تجربة حقناها سوا؟ كنا بندور على علاج… دلوقتي بندور على عدالة.؟!
ليلى بصوت مرتعش:
ــ أرمان… أرجوك…انا حامل في طفل ملوش ذنب في اي حاجه حصلت…صدقني أنا مش خاينة…
أرمان:
ــ الخيانة مش بس توقيع يا ليلى… الخيانة إنك تشوفيني بغرق، وتدعي إنك مش شايفه.
يقرب بالسرنجة، يحقنها في ذراعها، ليلى تصــ ـرخ من الوخز، ثم تتنفس بسرعة:
إيه ده؟… إنت حقنتني بإيه؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ارناط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *