رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثامن 8 بقلم زينب سمير توفيق
رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثامن 8 بقلم زينب سمير توفيق
رواية لا تثقي بالرجال البارت الثامن
رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثامن

رواية لا تثقي بالرجال الحلقة الثامنة
– أيوة يابابا عايزهم يلفوا مصر كلها، كاميليا تكون عندي قبل ما النهار يطلع سامعني، كاميليا واخدة عيالي معاها مختفية بيهم، مليش دعوة أتصرف.. أتصرفوا بس مراتي وأولادي يرجعولي
صرخ بأعصاب منفلتة في أخر كلامه وهو بينزل سلالم البيت، اللي قلب لمدعكة حرفيًا كله مكسر ومدشدش، ساعة كانت كافية إنه يدمره بالشكل دا
– مش ههدى متقوليش اهدى دي.. مش لازم تعرف لية مشيت المهم تعرف ترجعهالي.. تليفونها مقفول، ومش واخدة عربيتها لو وخداها كنت عرفت أجيبها، لو الزفت مفتوح كنت عرفت جيبتها لكن كل حاجة مقفولة..لحظة.. لحظة تاب سيف..
مسك اللاب بسرعة علشان يشوف موقعه الحالي، نزل عنده الابلكيشن من لما سيف بدأ يستخدم التاب، علشان لو حصله حاجة.. او تـاه يقدر يوصله
فتح اللاب يحاول يوصله لكن معرفش
قفل اللاب بعصبية و- معرفتش أوصلهم برضوا
شـد في شعره بضيق، حالته لا تسر، فاتح كل أزار قميصه ورغم كدا لسة حاسس بخنقة، رافع أكمامه وشعره حالته مُزرية من كتر الشـد فيه
مقدرش يتحمل إنه يفضل ساكن مكانه بلا حراك وهو مش عارف مراته وأولاده فين
طلع من البيت وركب عربيته يلف بيها بلا هوادة، راح كل الأماكن اللي ممكن تروحها كاميليا، بيتها، بيت قرايبها اللي مش بتزورهم كتير، كل الأماكن المفضلة، كل الفنادق القريبة، سأل لينا رغم عارف إنها مستحيلة تكون هناك
كلم أهلها.. راح المطارات..
ملهاش آثر
كلم حد من الحسابات و- لو أي فيزا من اللي مع كاميليا هانم أتسحب منها فلوس ياريت تعرفني وتعرفلي سحبت منين بالظبط
قفل معاه وجاله إتصال من والده رد بلهفة- اه يابابا عرفت حاجة؟
– أنا خليت رجالتنا يدوروا عليها وكلمتلك شركة آمن كمان.. أهدى وهنلاقيها.. بس عرفني أية اللي حصل بينك وبين مراتك يمكن هي حبت تهدي أعصابها شوية وعايزة تبعد
بقسـوة- مفيش بُعد.. عايزة تهديها تهديها في بيتها.. عمومًا لما توصل لحاجة عرفني
قفل معاه وباباه بيتنهد بقلة حيلة من تصرفات ابنه
جن جنونه.. بسبب مراته وأنتهى الأمر!
*****
قفل يوسف فونها وتاب سيف، كسر كل الفيزا كارت بتاعتها والخطوط و- كدا كله تحت السيطرة، وولا هيعرف يوصلك
بصتله بشكر وعرفان- شكرًا بجد ليك يايوسف من غيرك كنت هضيع ولا كان يجي في بالي أعمل كل الحاجات دي بس..
كملت بتردد- هصرف منين، أنا معايا فلوس..
فتحت شنطتها تطلع فلوس كاش.. كانت كتير لكن بالنسبة ليها ومستوى معيشتهم متكفيش
– بس مش هتكفي.. كنت عايزة اسحب قبل ما نقفلهم
مسك إيدها يضغط عليها بخفة وبلوم- هتزعليني منك كدا ياكاميليا، طول ما أنا موجود متفكريش في حاجة.. ومتشيليش هم حاجة، كل اللي محتاجاه أنتي والأولاد هتلاقيه.. أزتوا ملزومين مني
– بس كدا هنبقى بنتقل عليك
– متقوليش كدا.. أنتي كاميليا..
كمل بصوت أهدى- زي أختي وأكتر.. وأنتي عارفة كدا كويس
كمل- اليومين دول مش هينفع تطلعي من البيت خالص أنتي والأولاد لحد ما الدنيا تهدا شوية بعدها نشوف هنعمل أية
من زمان وكاميليا سايبة غيرها يفكر ليها
قبل يوسف فيه كاران، لكن في فرق
بين حد بيفكر لمصلحته فيها
وحد بيفكر في مصلحتها هي
حد بيحبسها علشانه وحد بيحبسها علشانها
حد بينتف ريشها وحد بيقص ريشها
علشان تعرف تطير من تاني أقوى وأسرع
ضمت الأولاد ليها وهي بتفكر فيه، ياترى حالته أزاي دلوقتي؟
ثائر مجنون.. متعصب.. كان عندها القدرة إنها تتخيل حالته
بس مهما أتخيلت مش هتجيبها،
رجع كاران البيت على الفجر، دخل وقعد على الكنبة بتعب يحاوط راسه بإيديه ويبص للأرض بشرود، عارف إنه غلطان في حقها، بس مش قادر يعترف أو يتقبل أن دا يكون عقابها ليه، تعمل أي حاجة إلا دي.. إلا إنها تفارقه
هو قايلها دا، هي أجادت إستخدام سلاحها ضـده
فتح فونه يبص لخلفيته، صورة ليهم سـوا مع الأولاد
بصلهم بإشتياق كأنهم مفارقينه من سنين مش ساعات، هو متعلق بيهم بجنون، مرتبط بيهم، مكتفي بيهم
حياته هما..
غلطة وحدة بس.. هتخسره كل اللي بناه في سنين، اللي ضيع عليه عمره، شقى عمره زي ما بيقول
غلطة وحدة.. مش هيسمحلها تخسره حياته
الشكوك جواه بتزيد، من وقت ما عرف أن التسجيلات اتحذفت بفعل فاعل وهو مبقاش فاهم حاجة
دماغه واقفة هناك.. لما لينا دخلت، وعرض عليها يشربوا عصير ويتكلموا شوية سـوا زي زمان، تفضفضله يمكن ترتاح لما لاحظ تعبها
خمولهم سـوا، نظراتهم النعسانة، محاولات لينا إنها تقرب وصـده ليها.. محاولاته إنه يقاوم اللي بتضعف
بعدها كله ضباب..
مسك راسه اللي هتنفجر يضغط عليها بتعب، مش فاكر حاجة غير صدمته الصبح وهو بيفتح عينه ولينا جنبه، حضناه وهدومهم مرمية في كل حتة، خضته وهو بيتعدل ويزوقها بأقوى ما عنده كإنها وبـاء لدرجة وقعها من على السرير
صدمته وهو بيستوعب هو عمل أية.. في مين ومع مين
في كاميليا.. حبيبته.. مراته.. أم أولاده
ومع لينا!
صاحبته وأخته! لازم يفهم الملعوب اللي بيحصله، بس قبل الملعوب وقبل أي حاجة، لازم يلاقي كاميليا
بعد يومين..
جاله أتصال من رقم غير معروف، رد بلهفة يمكن تكون حاجة هتوصله ليها- ألو مين معايا
– معايا كاران وادي؟
رد بترقب- أيوة
– مع حضرتك المحامي عزت فاروق من مكتب محاماة الفاروق للشئون القانونيو، بكلمك بخصوص كاميليا هانم..
أول ما سمع اسمها وقف عن قعدته يقول بلهفة- كاميليا هي فين.. وأنت مين وأي علاقتك بيها
– ممكن تهدأ حضرتك علشان نعرف نتكلم
حاول يتحكم في أعصابه، كمل المحامي- أنا بكلمك بناءًا على طلب موكلتي، مدام كاميليا طالبة الإنفصال ودي اخر مرة تطلبه بهدوء ومن غير شوشرة.. ياريت يتم بالأتفاق ما بينا ياما وقتها هنضطر نلجأ للمحاكم
– أنا عايز أقابلها
– كل كلامك معايا أنا.. هي عملالي توكيل
صرخ فيه بأعصاب منفلتة- بقولك عايز أقابلها حالًا.. عرفني مكانها ياما..
قاطعه المحامي بنبرة هادية- كاران بية ياريت حضرتك تاخد بالك من كل رد فعل يطلع منك دلوقتي، علشان مضطرش استخدمه ضدك في المحكمة بعد كدا
هسيب لحضرتك يومين تفكر وهتصل اعرف قرارك
قفل معاه.. جـه كالعاصفة وسابه في عاصفة
هز راسه مرتين تلاتة بتمام.. و- ماشي ياكاميليا.. ماشي
أعملي اللي تعمليه ياكامي.. أدلعي براحتك يابيبي
رنـة من لينا قطعت أفكاره لكنه قفل في وشها، مفيهوش أي خلق علشان يتعامل مع لينا دلوقتي.. وجنانها
جنانه كفاية..
*****
– أنا عايزة أنزل أشتغل.. مش هقدر أقعد في البيت أكتر من كدا، أنا كنت مقدمة على شغل في شركة **** وجاتلي موافقة
– كاران عارف بإنك هتقدمي فيها؟
هزت راسها بآه فنفى بلا و- يبقى مش هتروحي، مش بعيد إنه سايبلهم خبر لو روحتي يعرفوه
بإحباط- طيب أعمل أية دلوقتي، هفضل محبوسة هنا يعني علشان ميلقينيش
بصلها قبل ما يبتسم – بسيطة، تعالي لاشتغلي معايا في شركتي، لسة مفتوحة هنا جديد وملهاش صيت أوي وكاران مش هيفكر إنك ممكن تشتغلي في مكان مغمور كدا مع الخبرة اللي عندك
بصتله بتأييد قبل ما تقول بإحراج- بس كدا كتير، هبقى قاعدة في بيتك وطرداك منه وكمان هتشغلني عندك.. كدا كتير أوي
– كاميليا بطلي الحساسية دي وبعدين أنا اللي بستغلك في حوار الشغل دا، أنتي أحسن مني بكتير حاليًا هنا..
بيقدر يعطيها ثقة في نفسها بأبسط الكلمات، يخليها تاخد خطوة من غير تفكير كتير وتردد.. أبتسمت وهي بتهز راسها بتمام
*****
– لينا..
صوت شارف من وراها وهي ماسكة كوباية بتغسلها في الحوض وحطاها تحت الحنفية مليانة مية ولسة بتتملي وهي مش حاسة، قفل الحنفية وهو بينادي عليها وينغزها في كتفها- يابنتي
أنتفضت بخضة وبصتله قبل ما تنتبه للي حصل فسابت الكوباية ومسكت غيرها تغلسها و- معلش مخدتش بالي
سند بضهره على الرخامة جنبها يبصلها بتقييم و- لينا أنتي بقالك فترة مش عجباني، في حاجة حصلت لازم أعرفها؟
بلعت ريقها و- حاجة أية يعني وبعدين مالي أنا كويسة
رفع إيده بإستسلام- مقولتش حاجة متعصبيش نفسك أنا بس قلقان عليكِ.. لينا.. لو في حاجة عرفيني.. لو واقعة في مشكلة قوليلي.. أنا شارف.. حبيبك.. هنحلها سـوا وكله هيبقى تمام
بصت قدامها تكتم دموعها، عايزة تقوله إنها متستحقش دعمه دا، حبه وتفهمه، عايزة تقوله إنها أحقر من ما هو شايفها دلوقتي..
عايزة تعتذر كتير.. أوي!
ردت بصوت مخنوق- مفيش ياشارف، أنا كويسة
بصلها لمرة اخيرة قبل ما يهز راسه بتمام و- هروح اكلم كاران، بكلمه بقالي يومين مبيردش مش عارف لية!
تعرفي لو حاصلة معاهم حاجة؟
– لا معرفش كاميليا كمان مبتردش
وهي معندهاش جراءة ترن من الأساس..
سابها وخرج ورجعت هي في دوامة تفكيرها اللي ملهاش نهاية، معادها مع دكتورتها بكرة، تتمنى.. مش عارفة تتمنى أية
الكارثة هتفضل كارثة، لو مش ابن كاران
مش معناه ان الغلط محصلش، بس نص الغلط ولا الغلط كله!
جالها صوت نوتفكيشن فسابت اللي في إيدها ومسكت الفون، لقيت رسالة جايالها من رقم غريب على الواتس، فيها فيديو.. فتحته وهي بتترعش، لما بدأت تستوعب أية دا، نفس الفيديو اللي أتبعت لكاميليا أكيد
شافته.. كان ليها وهـي جنب كاران نايمين سـوا بمنتهي العمق وهي بتتحرك بتحاول تلاقي نومة مريحة لحد ما وصلت لحضن كاران وسندت على دراعه ونامت بإستكانة.. في الفندق، وش الفجر.. بعد ما حصل اللي حصل!
اللـي عقلها مش قادر يستوعب فداحة اللي عملته فبيكرر المشاهد كإنها ضباب، مش مستوعباه، مش فهماها
مع رسالة
‘ أرتحتي لما وصلتي أخيرًا لحبك الأول يالينو.. صح؟ ‘
سابت الفون يقع من إيدها بخضة، وهي بتبص لشارف اللي قرب منها باين عليه الخوف عليها، تبصله وهي بتنفي بلا بهيسترية
– لينا مالك في أية، أية اللي أتبعتلك عمل فيكي كدا
ميل علشان يمسك الفون خطفته منه وقفلته بسرعة وبنبرة مرتجفة- مفيش.. مفيش أنا كويسة
صوت بكاء علي فقالت وهي بتزقه ناحية أوضة علي- شوف علي ماله وأنا هدخل الحمام
– لينا! متأكدة إنك كويسة؟
سألها لمرة تانية.. مرة أخيرة، فرصة تانية.. فرصة أخيرة
لكنها كعادتها.. بغباءها.. ضيعتها!
– اه كويسة
*****
في بيت كاران، قاعد باباه ومامته وهو بيلف قدامهم من غير هوادة، مامته وهي بتحاول تهديه- ياكاران ياحبيبي أقعد وأهدى وخلينا نتكلم
صرخ بعصبية- متقوليش اهدى دي، متقوليش أهدى وأنا مش عارف بقالي تلت أيام مش عارف مراتي وأولادي فين.. مراتي اللي طالبة مني الطلاق.. مفكرة إنها بالساهل كدا
باباه- كاران اللي بيحصل دا بقى فوق احتمالي حقيقي علاقتك أنت وكاميليا طولت ورخمت أني، الحياة بينكم مبقيتش محتملة.. يمكن هي شايفة اللي انت لسة مش قادر تشوفه، يمكن الحل الأمثل ليكم فعلا الإنفصال.. أبعدوا شوية خدوا بريك من بعض و..
– أنتوا رجعتوا تتكلموا في العبط دا تاني بريك ومش زفت، أية في كلامي مش مفهوم؟ كاميليا ملهاش خلاص مني، كاميليا هتفضل ملكي لحد أخر يوم ليا او ليها على الأرض دي..
– ما لو أنت بتتكلم قدامها بالطريقة دي يبقى من حقها تطفش منك
بصله بضيق، إتنهد باباه و- يابني اللي بتعمله دا غلط، مينفعش تحسسها إنها شئ بتملكه، حاجة أنت متحكم فيها، دي مش وحدة أنت جايبها من الشارع، أنا فكرتك عقلت من زمان وفهمت دا لما بعدت عنك، أتاريك لسة بتفكر بالطريقة المتخلفة دي
– أنا مبفكرش كدا.. ومبعملهاش كدا، هي اللي بتضطررني أوصل لهنا.. للمرحلة دي
لما دايمًا بيكون تفكيرها إنها تبعد عني وتستقل بعيد عني، لما أكون أنا دايمًا بحاول استغل أي فرصة تقرب بيننا في أي حتة تجمعنا وهي في نفس اللحظة بتدور على حتة تنعزل فيها عني
التفكير في دا بيتعبني، إنها مش طايقة وجودي جنبها للدرجة دي بيخنقني
عقله بيلاعبه.. بيفسرله أبسط تفصيلة حصلت ما بينهم بأبشع التفسيرات، علشان يجننه أكتر ما هو مجنون!
الكلام دا كان ماضي وعدى، هو بس اللي بيدور فيه
عقله مش سايبه، بيحاول يقنعه أن كاميليا مسابتوش علشان الخيانة وبس
هي كانت بتدور على فرصة من سنين وجتلها على لحد عندها، هي بتستغل الفرصة، بتستغل الحدث علشان تمشي
كل ما فترة بُعدها تطول، كل ما دماغه هتسوحه
كل ما عقابها يزيد.. كل ما علاقتهم تستحيل
فاق على صوت والده معاه واحد من الأمن و- تعالى شوف دي العربية اللي كاميليا ركبت فيها.. ودا الراجل اللي مشيت معاه ودا أخر مكان أتشافت فيه العربية
قرب منهم يسحب اللاب بعنف يبص فيه، دقق في وش الراجل كويس، ملامحه مألوفة..
صوت لينا وهي بتقوله ..كاميليا دي حبه من الطفولة،
ردد اسمه بصدمة- يوسف!
بصله والده و- أنت تعرفه؟
– اعرفولي مكان الحقير دا فين بسرعة
مع إتصال من عزت الفاروق- كاران بية، المهلة اللي كاميليا هانم أعطتها لحضرتك خلصت، أعذرني أحنا مضطرين نرفع على حضرتك قضية خلع..
زي ما المصايب لا تأتي فرادي، فالإتصالات لا تأتي فرادي..
إتصال من الفندق و- كاران بية أحنا قدرنا نرجع جزء من التسجيلات.. لو حضرتك حابب تـ..
– أبعتوهالي على الواتس
قالها وقفل في وشهم، مبقاش شاغل باله يعرف مين بيلعب بيـه، عايز يعرف لعبة كاميليا أخرها فين..
– مدام لينا.. الحمل دا عمره..
فتح يوسف الباب وبص للي قدامه بصدمة قبل ما ينادي- كاميليا في حد عايز يشوفك
وبصله يسأله بتعجب- أنت عرفت مكاننا ازاي؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا تثقي بالرجال)