رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الثاني عشر 12 بقلم آيلا
رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الثاني عشر 12 بقلم آيلا
رواية ما لم تخبرنا به الحياة البارت الثاني عشر
رواية ما لم تخبرنا به الحياة الجزء الثاني عشر

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الحلقة الثانية عشر
_كانت لسه طفلة عندها ١٣ سنة لما اغت*صبوها، في سن ال١٤ بقت أم و مع إن بنتها كانت نتيجة عن*ف و اغتصا*ب عمرها ما عاملتها و*حش، حضنتها و حبتها و استحملت كتير جدا عشان يارا….
بصيت بذهول للست الكبيرة اللي كانت قاعدة جمبي و بتتكلم، كنت قاعد جمب يمنى في أوضتها اللي نقلوها فيها بعد ما قالوا إن مفيش أم*ل و إن اللي فاضلها مش كتير لما فجأة لقيت واحدة كبيرة دخلت الأوضة و قعدت جمبي.
النهاردا بالليل يوم الع*ملية و قررت آجي أشوفها عشان كنت خا*يف أروح و أرجع ملاقهاش، عدت أربع أيام على يمنى في المستشفى و في الأربع أيام دول اكتشفت حاجتين مهمين جدا…
الأولى: أبويا طلع أحن مما يبدو عليه و سمح إنه يمدلي مهلة القب*ض على ياسر خمس أيام تاني قبل ما يق*تلني بنفسه…
التانية: مشاعري ليمنى كانت أكبر مما تخيلت، في الحقيقة….أكبر بكتير مما تخيلت!
لما روحت من المستشفى في اليوم دا حاولت كتير أنساها و مفكرش فيها، بس فكرة إنها كانت نايمة على سرير المو*ت و إني احتمال مشوفهاش تاني أبداً قت*لتني، سهرتني الليل و طر*دت كل كوا*بيسي و مسابتش غير كا*بوس واحد بس و هو مو*ت يمنى…
زمان فق*دت شخص كان عزيز عليا جداً و فقد*انه ك*سرني….
يا يمنى….أجزاء روحي لسه متفر*قة ملحقتش ألمها كلها، الو*قعة الأولى سابت شرو*خ و أماكن في روحي فاضية، أنا متأكد إني مش هقدر أجمع أجزاء نفسي المرة دي لو اتك*سرت تاني فأرجوكي….أرجوكي يا يمنى متك*سرنيش!
عيوني بدأت تخو*ني و تد*مع فلفيت وشي الناحية التانية عشان الست متشوفنيش، مسحتها في كمي قبل ما ألف تاني و أتكلم:
_انتي…انتي مين؟ و ل..ليه بتقوليلي الكلام دا عن يمنى دلوقتي؟
_مش انت ظا*بط؟ بقولك عشان تاخد حقها من كل اللي ظ*لموها.
حكيت رقبتي بار*تباك.
_و..و ازاي عرفتي اني ظا*بط؟
_يمنى حكيتلي عنك ساعة ما سيبتها تروح هي و يارا…
بصيت في الأرض و سكتت قبل ما أرجع أسألها تاني:
_و…هي يارا فين؟
اتنهدت قبل ما ترد بنبرة حز*ينة و مكسو*رة:
_مع جارة يمنى اللي اسمها سلمى، حاولت آخدها منها بس هي قالت إن يمنى قبل ما تحصلها حاجة كانت سايباها أمانة عندها و إنها مش هتسلمها غير لأمها…
همهمت بتفكير، يا ترى لو يمنى ما*تت هيكون مصير يارا ايه؟!
اتحمحمت قبل ما أتكلم:
_طيب ممكن أعرف حضرتك مين و ازاي عارفة كل الحاجات دي عن يمنى؟
حكت راسها بإحر*اج قبل ما ترد:
_آه..أنا آسفة إني معرفتكش بنفسي، أنا أبقى مديرة الحضانة اللي يمنى كانت شغالة فيها و كنت صديقة والدتها الله يرحمها.
همهمت بتفهم قبل ما أبص ليمنى اللي كانت حالتها كل مدى بتتد*هور أكتر قبل ما أتكلم:
_ممكن تحكيلي أكتر عنها؟ ازاي انتهى بيها الحال مع واحد زي ياسر؟
اتنهدت و غمضت عينها و كأنها بتسترجع الذكريات قبل ما تفتحها تاني و تتكلم:
_والد يمنى كان شخص مت*شدد، مكانش بيسم*حلها تخرج أبداً مهما حصل، و في يوم من الأيام واحدة من صاحبات يمنى في المدرسة عزمتها على عيد ميلادها..اليوم دا يمنى قعدت تب*كي كتير عشان كان نفسها تروح فصعبت على هدى و قررت تسمحلها تروح من و*را باباها….
سكتت عشان تاخد نفسها و أنا مديتلها إزازة المياه، شربت منها بوقين و رجعت تكمل:
_للأسف…هدى مكانتش تعرف إن صاحبة يمنى مكانتش كو*يسة، البنت في الحقيقة كانت بت*غير من يمنى و بتح*قد عليها و لما يمنى راحتلها ضح*كت عليها و حب*ستها في أوضة و خلت شاب كان سكر*ان يعت*دي عليها…
بدأت نبضات قلبي تزيد و قا*طعتها قبل ما تكمل:
_ت..تعرفي اسم البنت صاحبة الحفلة؟
بصيتلي بحاجب مرفوع قبل ما ترد:
_أيوا طبعا و دي حاجة تت*نسي؟ كان اسمها مرنة، الله ين*تقم منها و يج*حمها دنيا و آخر*ة آمين يا رب.
فجأة حسيت إني دخلت في فقاعة عزلت كل الأصوات من حواليا، مكنتش سامع غير صوت دقات قلبي و أصوات تانية من زمان بدأت تتردد في دماغي بشكل مز*عج….
“الخ*مر دا من أفخم الأنواع..دو*قه مش هتخ*سر حاجة.”
“متخا*فش، الح*بة دي هتبس*طك جداً صدقني.”
“البنت جميلة، خا*يف من ايه؟ انت ابن لو*ا .”
“لا، اب*عد عني يا متحر*ش، مرنة الحق*يني، انا اسفة…”
حسيت إن دماغي هتن*فجر من الصداع فمسكتها بيدي جا*مد، معقو*ل؟
معقو*ل يارا تبقى…
_ماما، أنا جيت و جبت معايا الشوكولاتة اللي بتحبيها..يلا اصحي بسرعة.
كان صوت يارا اللي دخلت الأوضة مع سلمى فجأة و نطت على سرير يمنى.
بصيت عليها، عيونها…عيونها زرقا زي عيوني، دي صدفة مش كدا؟!
فجأة ميلت عليا الست الكبيرة و همست:
_معلش، مش هقدر أكملك عشان يارا موجودة.
رديت بسرعة و أنا بقوم من مكاني بتو*تر:
_لا..لا عادي، كدا كدا لازم أمشي دلوقتي خليها مرة تاني.
_____________________
_أدهم!
رمش بعينيه مرتين سريعاً قبل أن يطالع الشخص الذي يقف أمامه بينما تحدث الآخر بغ*ضب:
_مالك؟ سر*حان في ايه؟محتاجين دما*غك هنا ركز.
أومأ أدهم بصمت ليعود الرجل للحديث مجدداً:
_ كل واحد فاكر دوره ايه؟ محدش ينفذ أي حاجة قبل إشا*رتي فاهمين؟
أومأ الجميع باستثناء أدهم الذي عاد إلى عالمه الخاص مرة أخرى مما دفع القائد للتأ*وه بيأ*س منه.
مع انطلاق دقائق الفجر الأولى انطلق كلٌ من الظا*بط أدهم و أيوب تحت ستا*ر الظلا*م في الصحراء…
قاما بالت*سلل إلى موقع العصا*بة بهدوء قبل أن يسح*ب أدهم أول رجل يقابله و يقوم بك*سر عن*قه و جر*ه بعيداً لإخا*فئه بعد أن نز*ع وشا*حه ليلف به وجهه، و من ثم عاد لينخرط مع باقي الرجال و كأنه واحد منهم، كذلك فعل أيوب مع الرجل الذي من المفترض به أنه كان ير*اقب قبل أن يأخذ محله.
و أخيراً بعد حوالي عشر دقائق توقفت سيارة تبعتها سيارتين أخراوتين قبل أن ينزل منها رجلٌ مألوفٌ، رجل حفظ أدهم أدق تفاصيله من رأسه إلى أخمص قدميه حتى أنه لم يحتج إلى رؤية وجهه ليعرف من يكون.
ج*ز على أسنانه بغ*يظ بينما يراقبه يقترب منهم قبل أن يقف أخيراً متحدثاً:
_ها، جبت اللي اتفقنا عليه؟
نظر الرجل على الجهة المقابلة له قبل أن يجيب:
_عي*ب عليك، انت اللي جبت البضا*عة اللي اتفقنا عليها؟
ابتعد ياسر ليربت على حقيبة السيارة بفخر قبل أن يتحدث:
_كله هنا بالتمام و الكمال.
رفع الرجل إحدى حاجبيه متحدثاً:
_و الباقي؟ مش دا بس اللي اتفقنا عليه.
تنهد ياسر قبل أن يتحدث:
_هسلمهالك بعد ما تطلع من المس*تشفى.
عقد أدهم حاجبيه معاً بعدم فهم، و سرعان ما تنبهت جميع حواسه بعد أن نطق الرجل الآخر بقهقهة مستمتعة:
_عملتها تاني؟ مش قولتلك قبل كدا الب*ت تلزمني و براحة عليها شوية؟
كت*ف ياسر ذراعيه معاً قبل أن يجيب:
_والله أنا حاولت أمسك نفسي بس هي اللي مستف*زة و جابته لنفسها، لما تطلع خدها أنا لقيت لعبة جديدة..
شد أدهم على قب*ضته بغ*يظ محاولاً تمالك نفسه بينما يستمع لحديثهما قبل أن يأتي الرجل أخيراً بالقشة التي ق*سمت ظهر الب*عير عندما تحدث مجدداً:
_عب*يط، مفيش لع*بة أحسن من يمنى، سلمهالي و أنا هعلمك ازاي الألعاب بيتلعب بيها و بيتحافظ عليها….
ابتسم أدهم بجانبية و قبل أن يدرك أحد شيئاً كان قد سح*ب زنا*د سلا*حه ليط*لق على الرجل الذي كان يتحدث بجواره….
سح*ب الجميع أز*ندة أس*لحتهم تباعاً و بدأوا في إطلا*ق النير*ان و قبل أن تصيب طلقا*تهم أدهم نز*ع أيوب وشاحه و ار*تمى ليسحبه بعيداً عن مجالهم في اللحظة التي تدخل فيها باقي أفر*اد الشر*طة.
كان أدهم يجلس إلى جوار أيوب خلف إحدى الصخور محاولاً التقاط أنفاسه قبل أن يسمع أيوب يتحدث فجأة:
_انت..انت ليه دايماً متهو*ر و غ*بي؟
نظر أدهم إليه و قبل أن ينطق بأي شئ لاحظ السا*ئل الأ*حمر الذي كان يغطي خاصرة أيوب بينما يستمر في الض*غط على بقعة ما في جسده بقو*ة.
توقف أدهم عن الت*نفس للحظات قبل أن ينطق بصد*مة:
_أ..أيوب، انت…
_دا بسبب غبا*ئك، اسمع…أروى و أنس….أروى و أنس مسؤوليتك دلوقتي فاهم؟
تحدث أيوب بينما يحاول التقا*ط أنفاسه بصعو*بة ليهز أدهم رأسه بالنفي سريعاً:
_ل..لا، انت هتبقى كويس..هتبقى….
_اخر*س، مفيش وقت، سمعت…سمعت اللي قولتلهولك و لا لا؟ خد بالك من أروى و أن..أنس.
تجمعت الدمو*ع في عين أدهم بينما يحاول الض*غط بدوره على جر*ح أيوب ليوقف النز*يف.
_أ..أيوب، حاول تستحمل شوية، متق*فلش عينك..
ابتسم أيوب بأ*لم بينما يطالعه:
_واه! م..مكنتش متخيل إنك هتب*كي عليا، يا ترى…يا ترى بك*يت على آدم كمان؟
نفى أدهم برأسه بينما استمرت الدمو*ع في الانسيا*ب من عينيه.
_ايه؟ مبك*تش عليه؟ ك..كنت هقوله يسامحك لو..لو عملت كدا.
_أيوب، مش أنا…مش أنا اللي قت*لت آدم، أنا مش فاكر اللي حصل ساعتها بس أنا متأكد إني مستحيل أكون أنا اللي عملتها.
ابتسم أيوب بانكسا*ر و انسابت دم*عة من عينه بينما ينظر إلى السماء:
_متخافش، أنا..أنا رايح عنده دلوقتي و هسأله و….يا وي*لك لو كنت انت اللي غد*رت بيه.
انهمرت الدمو*ع أكثر من عيني أدهم بينما يشاهد رفاقهم يقتربون منهم.
تحدث برجاء:
_أيوب متق*فلش عينك، أ..أرجوك متق*فلهاش!
_________________
_انت ازاي تتصرف من دماغك كدا؟ عارف الغل*طة اللي انت عملتها دي كلفتنا ايه؟! ظا*بط من أكفأ الظبا*ط اللي عندنا حالياً في العنا*ية المر*كزة بين الحيا*ة و المو*ت و المجر*م هر*ب، انت مستوعب حجم المص*يبة اللي عملتها؟!
بصيت في الأرض من غير ما أرد، معنديش تبرير أو بالأصح…مفيش تبرير ممكن يغطي حجم الكار*ثة اللي حصلت.
_اطلع برا يا أدهم، أنا هقول لأبوك و هو هيتصرف معاك و يعا*قبك بطريقته….
رفعت وشي من على الأرض و بصيتله بسرعة قبل ما أتكلم بترجي:
_لا، إلا بابا..انت عارف ممكن يعمل فيا ايه لو عرف.
_للأسف دا الحل الوحيد ، انت محتاج تفوق يا أدهم، و مفيش غير اللو*اء حسين هو اللي هيعرف ازاي يفوقك…
ضر*بت برجلي الأرض في اعتر*اض قبل ما أخرج و أر*زع باب المكتب ورايا، مشيت و أنا مش عارف أعمل ايه ولا ألاقيها منين و لا منين، المجر*م اللي بقالنا شهرين بنحاول نق*بض عليه هر*ب، أيوب في المستشفى بين الحيا*ة و المو*ت و…و يمنى…في احتمال بنسبة ٩٩ في المية إنها تكون البنت صاحبة الحاد*ثة في اليوم دا!
ركبت عربيتي و سحبت شعري لورا في محاولة مني إني أهدى و أركز، دلوقتي من بين كل المصا*يب اللي و*قعت فيها دي مرة واحدة..كان في حاجة واحدة شاغلة بالي، حاجة واحدة لو طلعت صح….يبقى كدا رحت في دا*هية رسمياً.
___________________
ابتسمت و أنا ماسكة إيد والدتي و ماشية وراها و فجأة سمعت صوت بيتردد في المكان:
_”ماما…”
ثبتت في مكاني و ماما لفت وشها ناحيتي باستغراب قبل ما تسألني:
_مالك يا يمنى؟ وقفتي ليه…مش جاية معايا؟
_في..في صوت.
_صوت ايه؟
بلعت ريقي قبل ما أجاوبها.
_صوت حد بينادي…
سكتت شوية و هي بتبص حوالينا قبل ما تتكلم:
_مفيش صوت، أنا مش سامعة حاجة.
فجأة الصوت اتكرر تاني:
_”ماما، اصحي…”
رديت عليها بإصرار:
_لا في صوت، في حد عمال ي..يقول ماما.
ابتسمت وقربت عليا قبل ما تتكلم تاني:
_و انتي ايه علاقتك بيهم؟ مش انتي اختارتي تيجي معايا؟ سد*ي ودانك و امشي…
بصيت في الأرض و اتكلمت بتو*تر:
_ماما أنا..أنا حاسة إني ناسية حاجة.
_”جبتلك شوكولاتة يا ماما.”
سمعت الصوت مرة تاني و ماما اتكلمت بتحذ*ير:
_لو افتكرتي معناها إنك اخترتي ترجعي هناك، عايزة ترجعي هناك تاني؟
_أنا…أنا حاسة إنها حاجة مهمة.
_”ماما، ليه مش عايزة تردي على يارا؟”
فجأة عيني توسعت بذهول و أنا ببص لمامتي و هي حركت راسها بالموافقة قبل ما تتكلم:
_بالظبط، نا*سية بنتك! اختاري…عايزة ترجعيلها و ترجعي للعذ*اب اللي كنتي عايشاه تاني و لا تيجي معايا؟
عيوني دم*عت:
_ماما، أنا…أنا بحبك و عايزة آجي معاكي بس…بس مقدرش أسيب يارا لوحدها دلوقتي…
همهمت بهدوء و ابتسمت قبل ما تتكلم:
_يبقى ارجعيلها…
_ا..ازاي؟
_انتي الوحيدة اللي عارفة ازاي.
بدأت صورة ماما تبقى با*هتة، اتكلمت بسرعة و أنا بشوفها بتخ*تفي من قدامي:
_قصدك ايه؟ أنا معرفش ازاي أرجع!
_لا عارفة، افتحي عيونك يا يمنى…
_”ماما، افتحي عيونك.”
_ازاي أفتح عيوني؟ ما أنا فاتحاهم أهو…
_انتي مش فاتحاهم يا يمنى، افتحيهم…
_”افتحي عيونك يا ماما أرجوكي…عشان خاطر يارا.”
__________________
_يارا كفاية، ابعدي عن ماما لازم نروح…
نفت الصغيرة بينما تتشبث بزي المشفى الخاص بوالدتها.
_لا، أنا عايزة ماما تصحى..سيبيني…
تكلمت سلمى بينما لا تزال تحاول سحبها:
_يارا، ماما مش هتصحى دلوقتي، تعالي معايا و متتعبنيش عشان أسيبك تجيلها مرة تاني…
ازداد تبشث الصغيرة بوالدتها بينما بدأت دمو*عها بالهطول.
_ماما، افتحي عيونك.
_يارا قلت كفاية!
_افتحي عيونك يا ماما أرجوكي…عشان خاطر يارا.
لم تستطع سلمى تمالك نفسها أكثر من ذلك لتترك يارا أخيراً بينما تمسح دمو*عها التي تساقطت بدورها.
_يارا، تعالي معايا دلوقتي و..و بكرا هجيبك تاني عشان…عشان خاطري أنا.
نفت الصغيرة مجدداً بينما أخذت تنو*ح في حضن والدتها.
همت سلمى أن تسحبها مرة أخرى لكن يدها تجم*دت في مكانها عندما شاهدت يمنى ترمش بعينيها لمرتين قبل أن تفتحهما أخيراً لتصر*خ بعدم تصديق:
_ي..يمنى!
_______________
كنت ماشي في ممر المستشفى بق*لق، عمال أدعي إن سلمى متكونش أخدت يارا و روحت لسه، كنت بقرب أكتر من أوضة يمنى لما سمعت صوت دوشة كتير جاية من عندها و أول ما دخلت و لمحت عيونها المفتوحة اتج*مدت مكاني بصدمة، انا دلوقتي مش بتخيل إن يمنى صحيت، مش كدا؟!
كانت مديرة الحضانة و ستين معرفهمش بالإضافة لسلمى كلهم ملفوفين حواليها و أخيراً يارا اللي كانت نايمة في حضنها براحة، قربت منهم أكتر بحاول أتأكد من اللي أنا شايفه، و أول ما يمنى أخدت بالها مني ابتسمت و اتكلمت:
_شكراً ليك، سلمى حكيتلي على اللي حصل.
مقدرتش أتحكم في دمو*عي، دا كان معناه إن يمنى فعلاً رجعت!
بسبب كلامها الستات اللي في الأوضة أخدوا بالهم هم كمان مني، اتكلمت سلمى بسرعة و هي شايفاني بحاول أمسح دمو*عي:
_آه..دا أستاذ أدهم أخو يمنى، خلونا نطلع و نسيبهم سوى شوية، يا عيني ملحقش يسلم عليها خالص من ساعة ما جه.
بصيتلي المديرة بحاجب مرفوع و أنا ابتلعت بإحر*اج و على عكس توقعاتي معلقتش بحاجة و طلعت معاهم بهدوء.
أول ما طلعوا ابتسمت يمنى بجانبية و هي بتتكلم:
_أخويا؟! مكنتش أعرف إن عندي أخوات، اتفضل اقعد يا أخويا…
حكيت رقبتي بإحر*اج و أنا بقعد:
_اتضطريت أقول لسلمى كدا عشان متفهمش غل*ط.
همهمت بتفهم و رجعت غمضت عيونها تاني.
اتحمحمت قبل أتكلم فجأة:
_ي..يمنى، ممكن أحضنك؟
فتحت عين واحدة و بصيتلي بيها من فوق لتحت قبل ما ترد:
_لا، مش ممكن.
رجعت غمضت عيونها تاني قبل ما تفتحهم فجأة بذهول لما لقيتني قربت منها و حضنتها من غير ما أدي اعتبا*ر لر*فضها.
_أ..أدهم، قلت مش ممكن، اب*عد عني.
_آسف بس….انتي بجد وحشتيني.
حسيت بيها سكنت و بطلت مقا*ومة، و أول ما رفعت وشي عشان أشوفها لقيتها متج*مدة في مكانها و وشها كله أحم*ر.
ابتسمت.
_شكلي وحشتك أنا كمان؟
رمشت بعيونها بصد*مة قبل ما تضر*بني و هي بتتكلم:
_ابعد عني، موحشتنيش ولا حاجة.
ضحكت و أنا بمسك إيدها اللي كانت عمالة تضر*بني بيهم.
_طيب خلاص فهمت…هبعد.
فجأة يارا صحيت من دو*شتنا و أول ما شفتها افتكرت هدفي الأساسي من زيارتي و اللي نسيته بسبب صد*متي المبدأية بصحيان يمنى، اتكلمت بهدوء و أنا بمد يدي ناحية يارا:
_يارا حبيبتي، ماما تعبا*نة تعالي عندي…
نفت براسها و زادت من حضنها ليمنى.
_سيبها هي مش مضا*يقاني عادي…
رسمت ابتسامة مصطنعة و أنا ببعد عنها قبل ما تيجيلي فكرة تاني.
طلعت حبة شوكولاتة على شكل دبدوب من جيبي كنت سايبها معايا للإحتياط لو ممشاش الموضوع زي ما أنا عايز و…..دلوقتي تحديداً مكانش ماشي الموضوع زي ما أنا عايز!
حركتها قدامها و أنا بتكلم:
_خسارة، كنت هدي يارا الشوكولاتة الحلوة دي لو سمعت الكلام.
بلعت ريقها و هي عمالة تحرك عيونها يمين و شمال مع حركة الشوكولاتة قبل ما تنزل من على السرير و تقرب مني.
_عمو، يارا سمعت الكلام و نزلت من عند ماما..
بصيتلها و مثلت التفاجئ و أنا بتكلم:
_ايه دا بجد؟ يعني كدا لازم أديلها الشوكولاتة دي دلوقتي؟
هزت راسها بسعادة و أنا مديتلها حبة الشوكولاتة، استغ*ليت انشغالها بفتحها و يمنى اللي كانت لسه مغمضة عيونها قبل ما أس*حب منها شعرة بسرعة.
_اه، شعري…
بصيتلي بشك قبل ما تجري ناحية يمنى تاني و تشكيلها مني:
_ماما، عمو ش*د شعري.
فتحت يمنى عينها و بصيلتنا باستغراب قبل ما تتكلم بتخمين:
_بجد؟ تلاقيه كان بيلعب معاكي، تعالي جمبي هنا و بطلي دوشة.
أول ما غمضت عينها تاني تنفست براحة إني متكشفتش، حطيت الشعرة في منديل، وقفت و اتحمحمت قبل ما أتكلم:
_يمنى، أنا عندي شغل دلوقتي، بعد ما أخلصه هعدي عليكي.
همهمت يمنى من غير ما تفتح عيونها و أنا سيبتها و طلعت، كان لازم أتأكد من شكوكي قبل ما أقرر هعمل ايه في المستقبل بعد كدا.
_____________________
في منتصف الليل، طرقات صغيرة استمرت على باب غرفة أنس مما دفعه للتأوه بملل و النهوض من فراشه ليفتح الباب للشخص الذي كان قد خمن هويته بالفعل.
تكلم ما رأى هيأتها الصغيرة الواقفة أمام باب غرفته بينما تحتضن دميتها جيجي إليها:
_مالك يا أروى؟ ليه منمتيش لغاية دلوقتي؟
أجابت و الدمو*ع على وشك السقوط من عينيها:
_أنس، بابا اتأخر و أنا خا*يفة أنام لوحدي..
تأوه أنس بملل بينما يفسح لها مجالاً لتدخل الصغيرة سريعاً و ترتمي على سريره بسعادة.
تك*تف أنس بينما يراقبها قبل أن يتحدث بتحذ*ير:
_أروى، أنا عايز أنام، لو عملتي دوشة هخليكي ترجعي على أوضتك فاهمة؟
أومأت الصغيرة سريعاً، بينما اتجه إلى الفراش ليستلقي إلى جوارها.
_امم، أنس…بابا ليه مرجعش لغاية دلوقتي؟
_أكيد وراه شغل كتير و أول ما يخلصه هيرجع.
أجاب أنس بهدوء بينما هو في الواقع بداخله كان ير*تعد خو*فاً من فكرة غياب والده حتى تلك الساعة المتأخرة من الليل، هو لم يفعلها قط منذ وفا*ة هدير.
_طب و ماما؟ هترجع من السفر امتى…
هم أنس بإجابتها أن والدتهم تو*فيت و لن تعود أبداً لكنه تمالك نفسه بينما يتذكر كلمات والده ” أروى ملحقتش تقعد معاها زيك، ممكن تعمل نفسك ماما صغيورة ليها؟”
تأوه أنس بقلة حيلة بينما يسحبها إليه لتنام بحضنه قبل أن يجيب:
_في يوم من الأيام احنا اللي هنروح لماما يا أروى، غمضي عيونك دلوقتي و أوعدك لما تصحي بكرا كل حاجة هتبقى تمام….
يتبع….
قراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما لم تخبرنا به الحياة)