رواية نقطة تحول الفصل الثاني 2 بقلم مروة جبر
رواية نقطة تحول الفصل الثاني 2 بقلم مروة جبر
رواية نقطة تحول البارت الثاني
رواية نقطة تحول الجزء الثاني

رواية نقطة تحول الحلقة الثانية
اتفاجئت جدًا لما لقيته بيخبط على ضهري. عمري ما حبيت لحظات زي دي، وفي نفس الوقت كان عندي فضول قوي أعرف ليه هو بيعمل كده، مين ده أصلاً؟ ليه جيه من غير ما أتوقع؟، ومين ده اللي سمعني وأنا بغني؟ أول ما شفت عينه، حسيت بشيء مش عارفه، كأن حاجة غريبة كده بتحصل بس مش قادرة أفسرها. كان باصصلي كأننا صحاب زمان، مش كأني شوفت وشه للتو. كأنه كان عارفني من زمان.
حاولت أكون هادية وأشوف هو عايز إيه، لكن الجو كان مش طبيعي. بس ما قدرتش أقول حاجة أكتر من “نعم؟” ده كل اللي طلع مني.
هو ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:
“انا لسه جاي جديد هنا وكنت عايز اركب الدِش بتاع التليفزيون لأني عايش لوحدي وحاسس مفيش تونيس صوت في الشقه وانا مش متعود علي ده
في دماغي كنت فاهمه انه بيحاول يعرفني عليه بشكل غير مباشر لاني فاهمه الاعيب الرجاله التقليديه دي واللي ملهاش امان
رديت بكل هدوء وقولتله: هكلم بابا لحضرتك لما ييجي واسأله اذا كان فيه مكان في الدِش فوق علي الروف
( احنا واخدين شقه من الرابع والدور الخامس كله روف ومقفول لينا طبعاً احنا بس)
لاقيته عقد حواجبه وقالي : حضرتك! بنبره استعاجبيه كده وفيها سخريه
قولتله: انا متعوده احترم اللي اكبر مني مكنتش اعرف ان فيه ناس بتضايق من الاحترام يعني او مش متعوده عليه، قولتها بنفس رد فعله ونفس طريقه السخريه ومستنهوش يرد ونزلت ل درسي
وصلت قبل الدرس ب عشر دقايق كده وحكيت للبنات علي المواقف الغربيه اللي بتحصل ردت ليلي عليا وقالتلي: ايوه يستي بقا شكلها قصه جديده ولا ايه
رديت وانا بقولها بمنتهي البرود: مش ذوقي علي فكرا ومش هو ده
اتدخلت مريم ساعتها وقالت: ب المؤهلات اللي انتِ حطاها دي شكلك لا هتحبي ولا هتتجوزي
فقالت ليلي: دي اكتر واحده مستنيه اشوف هي هتتجوز مين في الاخر بكميه الشروط اللي هي حطاها دي معرفش هتلاقي شكل كامل فييين بالطريقه دي اكيد مش هيبقا ملاك يعني كل انسان فيه عيوب وفيه مميزات
رديت ب هدوء عليها : انا شبعت عيوب يا ليلي ومش قادره اتخلي عن مبدء واحد لاني معنديش استعداد اخسر جزء تاني من نفسي كفايه كده
بصولي هما الاتنين وسكتوا وانا خلصت الدرس وروحت عشان الحق اذاكر وكنت طالعه علي السلم لاقيته تاني قدامي فقولت بصوت هادي: هو ام اليوم ده باين من اوله
حاولت اتجاهله وكنت بطلع مُفتاح البيت ولسه بدخله في الباب لاقيته صوته من ورايا بيقولي: كلمتِ بابا؟
كان قريب مني شويه اتوترت أنا في اللحظة دي كنت محتارة، بين حاجتين، الأول إنني مش متعودة أكون في مواقف زي دي، ثانيًا لأنني من نوع اللي يفضل يأخذ مسافة، حتى لو كان فيه ف رجعت لورا شويه ورديت وانا بصاله ب ابتسامه سمجه( انا اصلا جايه من جو حر ومش طايقه نفسي لاني من كارهي الصيف وكارهي الناس اللي بتحبه وغير كده حاسه انه مش ناوي يجيبها لبر معايا وانا خُلقي ضيق)
رديت وقولتله بنفس الابتسامه السمجه: بابا ازاي يعني
قالي: اقصدك باباكِ يعني
بصيلته كده وسكت وسرحت في الكلام البنات في اللحظه دي معرفش ليه في التوقيت ده ( الاحراج بيسيب الدنيا كلها وبييجي يمسك فيا فمواقف متنفعش)
لاقيتي بيفوقني وهو بيحرك ايده قدام وشي وبيقولي سرحتِ في عيوني ولا ايه؟ انتبهت اللحظه دي والغريبه اني بصيت في عيونه فعلاً المره دي وركزت اكتر من الاول كانت حلوه سوده فيها ٣٠٪ من اللون البُني تقريباً بس السواد مايل اكتر رموشه طويله وحلوه لاقيتني خرجت من عيونه علي باقي تفاصيل وشه من عيونه لبشرته اللي افتح من الخمريه درجتين تقريباً للنمش اللي عليها ل دقه الُحسن اللي عنده ابتسمته كل حاجه كانت حلوه اوي
لاقيته فوقني تاني وهو بيقول: انا هقعد افوقك كتير ولا ايه وضحك وبانت غمازه عنده كانت فجمب واحد بس اتحرجتت جدا لسببين الاول اني مش عايزع اديلُه اهتمام بالفعل والتاني اني اول مره اعمل كده في حياتِ واركز بالطريقه دي بس اتشديت حسيت ملامحه حنينه اوي وبعدين قولت لنفسي فوقي كده هنخيب ولا ايه وبعدين انتبهت وبصتله بقرف وقولتله: هكلم بابا حاضر واقوله عشان كنت مشغوله ومجتش فرصه ووانا بقول الجمله دي كنت بحط المفتاح في الباب وفتحته ودخلت مستنتش رده للمره التانيه
دخلت بيتي ، وكان قلبي بيدق بسرعة، زي ما كنت حاسة بشيء غريب تاني. ليه أنا متأثرة؟ وليه بيحاول يكلمني ولا انا بوهم نفسي ؟يمكن حد زقه عليا؟ طب مين اللي هيزقه للدرجه دي ايه الهبل ده هو عايز ايه مني ! الموضوع مش طبيعى!
ورغم إني كنت مش قادرة بس قعدت أتخيل كل المواقف المُحتلمه اللي ليه تخلطه بيا للعلم انا شخصيه موسوسه جداً وبحاول اخد حذري من جميع الاتجاهات وافكر في كل الاحتمالات اليوم ده نمت من كتر التعب والتخيلات والافكار اللي جت في دماغي…
⸻
بعد الأيام دي، كانت أيام عادية بالنسبة لي، يعني مذاكرة وراحة، ما فيش حاجة مميزة جديدة. لكن في يوم تاني، لقيته أمام باب الشقة وهو بيخبط على ضهري تاني. فقلت لنفسي: “ده تاني؟! ليه كل ده؟”
“إنت عايز مني إيه؟” قولتها بحِده مش طبيعه.
لكن المرة دي، هو بس ابتسم وقالي:
“أنا مش جاي عشان حاجة، بس كنت حابب أقولك…
أنتِ مش لوحدك، لو حبيتِ تتكلمي في حاجة أنا هنا.”
الأكيد إن الموضوع أكبر من مجرد كلام. كنت حساه مش لوحده عايز يوقف في حياتي، لكن كان واثق من نفسه بطريقة مش مألوفة.
“خلصتِ الدرس؟” هو سألني بشكل طبيعي كأننا كنا صحاب زمان.
أنا مكنتش عارفة أعمل إيه. كنت مشتاقة إن شخص يقولي كده او يهتم بالطريقه دي واللي مخلي مفيش فرصه ل ده اني راكنه قلبي وبتعامل بكل قسوه مع اي انسان بيفكر يخش حياتي ومش مخليه فيه فرص ، بس هو كانت نبرته حنينه كأنه اب بيطمن علي بنته وانا كنت مفقتده الشعور ده جداً ولكن كنت خايفه احسه واتحرم منه تاني زي ما بيحصل فُكل حاجه
لسه جايه ارد لاقيت بابا طلع وقال بنبره غضب:
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نقطة تحول)