روايات

رواية ارناط الفصل التاسع 9 بقلم حور طه

رواية ارناط الفصل التاسع 9 بقلم حور طه

رواية ارناط البارت التاسع

رواية ارناط الجزء التاسع

ارناط
ارناط

رواية ارناط الحلقة التاسعة

عاليه تجري على صوت ليلي وشهد وهما
بيصــ ــرخوا، تقرب منهم بسرعة وهي بتلهث:
ــ في إييييييه!! بتصـ ــرخوا ليه؟!!
ليلي بإيد مرتعشة وهي بتحاول تحمي شهد:
ــ في حاجة اتحركت من ورا الشجر… كأن في حاجة جاية علينا!
عاليه تقرب بحذر، تزيح الشجيرات وهي ماسكة في نفسها:
ـ فجأة، يطلع غزال بني صغير بيجري بخفة ويعدي من جنبهم ويكمل جري في الغابة
ليلي تضحك وهي حط إيدها على قلبها:
ــ غزال؟! يا نهار أبيض…أقسم بالله كنت حاسة إنه طالع لنا عفـ ـريت!
شهد تبتسم وهي لسه متوترة:
ــ يعني مش عفـ ـريت؟أنا حتى مش شايفة، بس صوتك خوفني صـ ـرخت معاك…
عاليه تضحك:
ــ والله يا ليلي العفـ ــريت كان هيتخض منك أكتر!
الغزال المسكين تايه ومرعوب أكتر مننا..
الجو يهدى شوية والضحكة تفك التوتر..
قبل ما يرجعوا للبيت..!
|بعد قليل|
العربية وقفت قدام بيت صغير متواري بين أشجار كثيفة، جدرانه باهتة كأنها شهدت سنين من السكوت، والهدوء حواليه كان غريب…
عالية نزلت من العربية أول واحدة، فتحت البوابة الحديدية اللي صـ ـرخت بصوت صدئ، كأنها بتفضحهم. رجعت تبص وراها:
ــ يلا… ادخلوا بسرعة.
شهد شدت على إيد ليلى وهي بتهمس بخوف:
ــ إحنا فين؟ حاسه ان المكان شكله بيخوف؟
ليلى قربت منها، وقالت بصوت حنين وهي بتلمس كفها:
ــ إحنا وصلنا… البيت اللي هنقعد فيه،ما تخافيش يا شهد احنا معاكي
شهد رفعت راسها كأنها بتحاول تشوف بعنيها اللي ما بتشوفش، بس كل حواسها كانت شغالة.
الريحة كانت مختلفة… ريحة تراب قديم، وريحة خشب مبلول…الهدوء كان تقيل… تقيل بشكل يخوف، كأن كل حاجة حواليهم بتراقبهم من غير صوت.
صوت المفاتيح في إيد عالية وهو بيخش في الباب الحديدي حسها بالبرد، كأنها دخلت مكان مقفول من سنين..
شهد مسكت إيدها، بس عينيها كانت مليانة أسئلة:
ــ البيت هنا شكله قديم… هو مش بيخوفكوا؟
ليلى ابتسمت، ابتسامة مجروحة بس بتحاول تطمنها:
ــ الخوف مش من البيوت القديمة يا شهد…
الخوف من اللي كنا فيه. المكان ده أرحم…
عالية قالت وهي بتقفل الباب وبتدوّر المفتاح فيه:
ــ ارتاحوا شوية…أنا هجهزلكم حاجة تاكلوها… كنت عامله حسابي وجايبه شويه حاجات…
ــــــــــــــــ
بعد ــ مرورــ عشرةــ أيام..
راهب بيخرج من المستشفى، ملامحه باين عليها الإرهاق، لكن عيونه مليانة قلق ولهفة. يدخل غرفه بداخل الفندق بسرعة، يلاقي سحر قاعدة كأنها مستنية اللحظة دي.
راهب بقلق وغـ ـضب:
ــ شهد فين؟يا سحر… شهد راحت فين؟!
سحر بابتسامة خبيثة هادئة:
ــ مختفية بقالها عشر أيام، ومحدش يعرف عنها حاجه.
راهب ينفعل بعنف:
ــ عشر أيام؟! أختي تتخطف وأنا محبوس في المستشفى؟! إزاي؟! ليه ماحدش قالي؟!
سحر ببرود مثير للغيظ:
ــ عندي فضول أعرف كنت هتعمل إيه لو عرفت…؟
راهب يقرب منها بخطوات سريعة، صوته يتحول لوعيد:
ــ كنت حـ ـرقت الدنيا… ولقيتها.
سحر بثقة مرعبة:
ــ ومع ذلك… مش هتلاقيها.!
راهب يشك في لهجتها:
ــ يعني إيه؟ تقصدي إيه بكلامك ده؟!
تقوم سحر بهدوء، وتجلس على الكرسي المقابل، نظرتها ثابتة في عينيه:
ــ حتى لو قلبت الدنيا… أو شقيت الأرض…
برضه مش هتعرف توصل لها.!
راهب يقرب منها أكتر، يسند إيده على طرف الكرسي اللي قاعدة عليه، يبص لها نظرة كلها تهديد:
ــ عايز اوصل لنهاية الكلامك… إنتي عايزة إيه؟!
سحر تمد إيدها وتلمس خده بأطراف صوابعها بشغف غريب:
ــ أنا… عايزاك إنت.!
راهب يشد إيدها بقـ ـرف، ويبعدها عنه بعـ ـنف.:
ــ انتي تعرفي مكان شهد صح؟!
تقوم سحر واقفة، بتعدل هدومها، وبصوت بارد:
ــ هستناك الليلة… لو جيت، ممكن تشوف أختك…
لو ماجتش، تبقى ضيعت آخر فرصة انك تشوفها تاني…
ينفجـ ـر راهب، ويمسكها من رقبتها وهو بيصــ ـرخ:
ــ هقــ ـتلك! قوليلي شهد فين؟! اتكلمي!
سحر تدفعه بعيد عنها بقوة، وتضحك ضحكة باردة:
ــ حاول ترجع ذكي زي ماكنت…
قبل ما تخسر كل حاجة.
غباء سيف اللي لبست وشه…
هيوصلك لنفس نهايته المـ ـوت…
لو فضلت على غبائك…
تخرج سحر من الغرفة، وراهب واقف مكانه، قلبه بيضــ ـرب بشدة، وعيونه بتغلي من الغضب والشك.
ــــــــــــــــــــ
عند ــ ليلى
بعد استقرار ليلى وشهد وعالية في البيت، خيم هدوء نادر، كأن الزمن أخيرا تنفس. جلست ليلى أمام اللابتوب، عيناها مرهقتان لكن فيهما لمعة انتصار. كتبت الجملة الأخيرة، قرأتها بصمت، ثم أغلقت الجهاز وتنهدت براحة كأنها نزعت جبلا من صدرها.
نظرت لعالية وابتسامة عريضة على وجهها:
ـ خلصت… أخيرا. تعب سنين.
اقتربت عالية منها، وعيونها تلمع فخرا:
ـ أنا فخورة بيكي… البحث ده هيفرق مع ناس كتير.
ليلى بهدوء وصرامة:
ـ عشان كده لازم يتوصل لحد موثوق. مش عايزاه يضيع زي البحث الأول… بسبب أرناط.
عالية تطمئنها:
ـ ما تقلقيش، هنفكر بهدوء ونشوف نعمل إيه… بس شهد راحت فين؟
ليلى نظرت ناحية الغرفة:
ـ جوه… بس مش مرتاحة. عينيها فيها حاجة، كأنها بتلملم شتات نفسها. ساكته على طول.
عالية تتحرك:
ـ أروح أشوفها؟
ليلى تمسك بإيدها:
ـ سيبيها دلوقتي… يمكن الوحدة أمان ليها.
يرن هاتف عالية، تبتسم وترد:
ـ آه يا ملك، إحنا تمام.
ملك من الطرف التاني:
ـ طمنوني… محتاجين حاجة؟
ليلى ترد:
ـ إحنا بخير… وشهد كمان.
عالية تنهى المكالمة:
ـ الحمد لله، وجودك فرق كتير.
ليلى تنظر لها بامتنان:
ـ ملك أنقذتنا. لو ما كانتش لقتلنا البيت ده، الله أعلم كنا هنروح فين.
عالية بابتسامة دافية:
ـ هي فعلا سند… مستحيل ننسى وقفتها.
ثم فجأة، تتحرك عالية بهدوء وتفتح باب غرفة شهد.
صمت.
تنادي بصوت منخفض:
ـ شهد؟
تنظر حولها… الغرفة فاضية.
ترجع بسرعة:
ـ ليلى… شهد مش هنا؟!
ـــــــــــــــــــــــــــ
ليل،راهب واقف قدام مراية ضخمة في غرفة النوم، لابس قميص غامق وبنطلون جلد. بيبص لنفسه، في عينيه خوف مكبوت، وقلق بيزحف جوه ملامحه، لكن وراه عزيمة صلبة.
راهب بهمس:
ــ مافيش حل… دي أختي. حتى لو آخر الطريق جحيـ ـم… لازم أروح.
ياخد مفاتيحه، يخبي ســ ـلاح صغير في جيبه الداخلي، يفتح باب الجناح رقم (913) بهدوء ويدخل.
الصالة فاضية، الإنارة خافتة رغم فخامتها. ترابيزات زجاج وإكسسوارات حديثة، لكن السكون مـ ـرعب. صدى خطواته على الأرضية الفخمة بيكسـ ـر الهدوء بشكل غريب.
راهب ينادي:
ــ سحر!…انتي فين؟…
يطلع صوت كعب نسائي من آخر الجناح. بعدها، سحر تظهر على رأس سلم داخلي صغير داخل الجناح، لابسة فستان أسود حرير، ماشي على جسمها زي الســ ــم. ابتسامتها فيها خبث بارد، ونظرتها مليانة أسرار.
سحر بهدوء:
ــ عارفة إنك هتيجي…
دايما بتيجي لما يكون اللي بتحبهم في خطـ ـر.
راهب يقرب منها، صوته مشدود، غاضب:
ــ فين شهد؟! و خلي السخافات دي علي جنب،وخلصيني!
سحر بتنزل السلم بهدوء، بتتمشى حواليه:
ــ هتشوفها…بس الأول، هنعمل اتفاق صغير..
راهب:
ــ أنا ما باتفقش مع حد زيك… أنتي مريضة!
سحر تقف قدامه، تبص في عينيه مباشرة:
ــ وأنت هتمــ ـوت لو ما شوفتهاش… يبقى اسمع كلامي، وعيش الليلة على مزاجي… وبعدها… يمكن تلاقي أختك…
راهب بيكز على سنانه، عينه بتلف حوالين الغرفة كأنه يدور على أثر لشهد. قلبه مش سايبه، بس عقله بيصــ ـرخ إنها مصيدة. بصوت غاضب، يرد:
ــ أنا هكمل لعبتك…
سحر بهمس وهي تقترب منه:
ــ كنت بستنى اللحظة دي…؟!
ـــــــــــــــــــــــ
حين يبدأ الليل بالكشف… لا أحد ينجو من أسراره.
راهب دخل المصيدة، وسحر عندها الورقة الأخيرة… بس فعلا شهد بين إيديها؟ ولا في لعبة أكبر بتتلعب في الخفاء؟
وفي البيت المهجور… ليلى وعالية بيدورا على شهد، لكن المفاجأة اللي هتقابلهم هتغير كل حاجة.
فعلا كانت شهد بأمان؟
ولا البيت اللي لجأوا ليه… كان فخ من البداية؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ارناط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *