روايات

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب سمير توفيق

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب سمير توفيق

رواية لا تثقي بالرجال البارت الثالث عشر

رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث عشر

لا تثقي بالرجال
لا تثقي بالرجال

رواية لا تثقي بالرجال الحلقة الثالثة عشر

الصبر ينفذ، ما كان يومًا رجلًا يملك تلك الميزة الفريدة..
بخبطات متتالية شاردة كان بيخبط بأيده على سطح المكتب، عقله كله.. وكيانه معاها، بطل يعرف يركز على شغله،
مش قادر يستنى يشوف نهاية عنادها.. دلعها.. أو أي كانت الحالة اللي متلبساها حاليًا
رغم إنه عارف وهي عارفة إنها نهاية معروفة، مهما طالت.. فهي له.. رجعاله
همس جواه وهو بيرجع يبص لورق قدامه- خليها تعمل اللي عايزاه، هسيبها على راحتها يومين كمان
بص للورق.. ثانية.. إتنين.. تلاتة، وقف بسرعة وتهور، خطف جاكت بدلته وحاجاته وطلع من المكتب
يقول لسكرتيرته وهو ماشي من غير ما يبصلها- إلغي كل مواعيدي إنهاردة
طلع بعربيته وهو عارف وجهته، جاله إتصال من شارف، محاولة منه للكلام مرة بعد الألف، لكنه بص لاسمه قبل ما يعمل الفون صامت وميردش
لسة مش صافيله، مش عاذره، مش فاهمه
وصل للفندق، وقف قدامه يجهز نفسه، هيسمع كل كلامها غضبها.. إعتراضاتها، هيستسمحها، هيسامحها، هيفهمها، هيصلح أخطاءه اللي هتذكرها
هيروح بيها.. لازم يروح بيها
ابتسم بثقة لنفسه قبل ما يبص قدامه ويتفاجئ بعربية جاية من الناحية التانية، تقف قدام الفندق بالظبط، عربية عارفها وعارف صاحبها.. ذلك اللعين.. يوسف
بص ليه وذهبت كل النصايح لمهب الريح، مسك في مقود عربيته يفرك فيه بغل وهو شايفه نازل من العربية ووقف يسند عليها ويبص للفندق
معروف مُراده..
لحظات وظهرت كاميليا، طالعة من الفندق، مشرقة مبتسمة، بطلة خاطفة، إتعدل يوسف في وقفته يبتسلمها وهي بتقرب منه
مستحملش، ركب عربيته وساق بسرعة، في أقرب ريوتيرن لف ومشى في الإتجاه المعاكس.. عارف وجهته، كل العربيات بتزمر لكنه مش مهتم، أول ما قرب داس بنزين جامد لحد ما حصل الإصطدام!
بص يوسف وراه بخضة وقربت كاميليا تجري، نزل كا
ران من العربية، بص لمقدمة عربيته اللي إتدمرت بلا مبالاة، قبل ما يبص ليوسف اللى ربع إيده وابتسم ببرود
صرخت كاميليا فيه- كاران أية اللي عملته دا
بص عليها يقول وهو بيشاور للتاني- الأستاذ دا بيعمل أية هنا، أنا علشان محاسبتكيش مرة وعديتها تسوقي فيها
قرب منها يمسكها من دراعها- أنتي هتيجي معايا كفاية أوي على المهزلة اللي بتحصل دي
حاولت تحتج وتعترض لكنه كان غير قابل للنقاش ولا المعاندة
تدخل يوسف يمسك إيده اللي ماسكة إيد كاميليا يمنعه، يقول بجدية وحدة- سيبها..
بتحدي سافر نطق- وإن مسبتهاش هتعمل أية؟
– هعمل كدا
نطق يوسف وهو بيضربه في وشـه، هزت كاران ورجعته خطوة صغيرة، لإنها غير متوقعة
بصتله كاميليا تصرخ باسمه- كاران..
إتعدل في وقفته وأبتسم، كإنه كان مستني اللحظة دي، قرب من يوسف ورجعله نفس الضربة بأقوى.. وبعدها دخلوا في حرب طاحنة
وقفت كاميليا بينهم مش عارفة تعمل أية، منهارة وبتزعق، تدخل الآمن بسرعة وناس كتير من اللي واقفين، حاولوا وبعد عذاب قدروا يبعدهم
ملامحهم داميـة، عند كاران جرح عند جانب شفايفه وعند حاجبه، ويوسف بينزل بغزاره من بوقه وأنفه
همسات خافتة من اللي بيتفرجوا- مش دا كاران وادي
بيعمل أية هنا
ودي كاميليا مراته
مين اللي أتخانق معاه دا
أنا شوفتها هنا بقالها أسبوع تقريبًا قاعدة هنا لوحدها
الراجل دا كان جاي ياخدها شوفته مستنيها
معقول أخوها
لا معندهاش أخوات
قربت عربية من مكان الحادثة، حاوط كاران وسط كاميليا رغم إعتراضها ومشى بيها ناحية العربية فتحلها وركبها
وبص للسواق- رَوح الهانم للبيت
قفل الباب ورجع لمكان الحادثة تاني،
كان موجود مسئول من الفندق وافراد آمن، وقف قدام المسئول يسلم عليه وبتعريف عن نفسه- كاران وادي.. بعتذر جدًا عن اللي حصل قدام الفندق، كان سـوء تفاهم وأتحل، أنا زرت الفندق مرتين لإن مراتي قاعدة فيه بقالها أسبوع، شكرتلي كتير في إطلالاته اللي على النيل وعجبني وكنت بفكر ةنقل معظم مقابلاتي مع العملاء هنا.. خاصةً الأجانب اللي بيحبوا يزوروا ةماكن زي دي
بس حصل اللي حصل وانا داخل أتفاهم معاك
المسئول بلهفة- حصل خير يافندم، مشكلة بسيطة وإتحلت خلاص
– هخلي الشركة تكلمك.. أي إتلافات أنا..
قاطعه الراجل- مفيش داعي، هننتظر زيارتك لينا علشان نتكلم في عرض حضرتك طبعًا
أبتسم ليه كاران وسلم عليه برسمية، ولف ليوسف.. فضيله خلاص
قرب منه.. مسكه من ياقته يقربه منه يهمس في ودنه- إن شوفت طريقك إتقطع مع كاميليا تاني.. مش هكتفي بشغلك هنا ولا بيتك ولا عربيتك ولا روحك حتى.. هروح لبعيد.. هعرفك وقتها مين هو كاران وادي على حق
هفضالك ومش هسيبك غير لما اصفيك أنت وكل اللي يقربلك
إلا كاميليا..
بَعد عنه وربت على كتفه مرتين وهو بيبتسم بلطافة قبل ما يسيبه ويمشي، عربية كمان وقفت قدامه ركبها وطلعت بيـه
*****
دخلت كاميليا البيت بلهفة، دورت حواليها لكن مفيش آثر للأولاد، طلعت فونها ترن على كاران مبيردش
رنت على كارينا.. حماتها
– آنطي كارينا
– كامي أزيك ياحياتي
– كويسة الحمدلله، كنت هسألك بس عن الأولاد
– آه هما معايا ياحبيبتي متقلقيش عليهم، كاران بيسيبهم عندي طول ما هو برة البيت وبيجي ياخدهم أخر اليوم، بس كدا ينفع ياكامي البهدلة اللي عايشة فيها أسرتك.. أنا معرفش التفاصيل اللي حاصلة بينكم
بس.. الوحدة أول ما بتكون أم ياكامي حساباتها بتختلف، مفيش خطوة بتخطيها ولا فعل بتعمله غير وهي حاطاهم قدامها، راحتهم مهمة بالنسبالها
مش بقولك إلغي راحتك.. متفكريش في نفسك
لكن حطيهم في حساباتك
– فهماكي ياآنطي..
كملت كارينا- وأنا موجودة ياحبيبتي وزي ما متك بالظبط لو في أية حاجة حابة تتكلمي معايا فيها تعاليلي نشرب فنجان سـوا مع بعض
– قريب إن شاء الله
قفلت معاها وقعدت في الصالون تستناه، بتبص حواليها، وحشتها مملكتها، بيتها وحياتها
الملل اللي كانت بتشكي منه من يومين.. إشتاقتله!
صوت تكة مفتاح ولحظات وكاران دخل، قعد على كرسي قريب منها بإنهاك، شعره مشعث وهدومه متبهدلة، وفيه جروح خفيفة على وشـه، هو مغمض عيونه بتعب وهي بصاله.. مش عارفة تعمل أية
وقفت وأختفت عن الأنظار لحظات ورجعت معاها صندوق إسعافات أولية، قعدت على تربيزة صغيرة قريبة منه، فتحت العلبة حس بيها ففتح عيونه، لقيها مقربة منه معاها قطن ومطهر أتعلقت عيونه بيها، لكنها مش منتبه خلصت تطهير الجرح اللي جنب شفايفه بصت لجبينه لقيت عيونه مفتوحة وبتبصلها
إتخضت ورجعت خطوة لورا كانت هتقع لكن إيده حاوطت وسطها يسندها، قربها وتربيزتها منه.. لحد ما لزقت فيه
غمض عيونه تاني- كملي..
أخيرًا خلصت، لمت حاجاتها وحطت إيدها على يـده علشان تبعده عنها
نطق وهو مغمض عيونه- رغم إنك مراتي وأم أولادي، حاكم قبضتي عليكِ من كل الأتجاهات زي ما بتقولي. لكني بفضل خايف تبعدي عني في أي لحظة
دايمًا في عينيكِ بشوف نظرة إنك ممكن تتخلي
فتح عيونه يبص لعيونها وملامحها اللي بصاله بسكون وبتسمع وبس
– ممكن تبيعي كل حاجة وراكي وتكملي.. تبدأي من جديد، من أول لحظة عرفتك وأنتي عندك الإستعداد دا، رغم الحب الكبير.. رغم حاجات كتير، بيبقى عندك إستعداد تمشي
كان عندي إستعجال إننا نخلف بسرعة يمكن دا يمنعك.. يكبح رغبتك، لكن فضل في عيونك نفس النظرة
النظرة اللي بتقلقني..
– مفيش حد بيسيب مكانه من غير سبب ياكاران
– أية أسبابك؟ أية فيا مش عاجبك؟ أية في حياتنا ضـد رغباتك
أنا كنت متفهم سبب مشيناك بسبب اللي حصل، لكن.. لية لما عرفتي مرجعتيش
لية كملتي.. لية بعدتي؟ لية أنا الطرف الوحيد هنا اللي متمسك بيكِ وبجوازنا وبحياتنا.. وبحاول دايمًا أحافظ على وجودنا
– مش أنت لوحدك، أنا قولتلك أعتبرني مسافرة عند ماما فترة وهرجع، سيبني أفصل..
– أنتي مبتقوليش كدا، أنتي بتقولي طلقني.. كل ما الدنيا تقف بيكي تقوليها، كإن الكلمة دي سهلة أوي عندك، كلمة عادية.. وهي بالنسبالي عمرها ما هتكون عادية
أنا حالف إني عمري ما هنطقها في حياتي كلها.. مستحيل أحط بنفسي حاجز بيني وبينك..
– رجع ليوسف شركته..
– لية لجآتي ليه؟
– صلحله عربيته.. مش كل الناس كاران وادي.. بتبدل عربياتها زي ما بتبدل بدلها
– لية هو بالذات؟
– نفذ طلباتي وهقولك
معادلة بسيطة، مفاوضة ناجحة، كلمتين عايز يعرفهم
ممكن يدفع لأجلهم كتير
طلع فونه من جيبه و- اسم الشخص دا مش هيتذكر في البيت دا تاني.. لسانك مش هينطق بيه حتى
رفعت راسها تبصله من مكانها، عيونها فيها نظرة كبرياء.. إباء.. بيحبها
جاله الرد فنطق- معالي الوزير.. آه خلاص تقدر توقفهم، آه طبعًا زي ما أتفقنا المناقصة هناخدها والتكاليف متشيلش همها.. قريب أكيد سلام
قفل معاه ورن بحد تاني- هديك عنوان تبعتله عربية نوعها *** أحدث موديل نزل السوق
قفل معاه وبصلها- أرتحتي؟
– كان لية من البداية؟ مفيش غير إنك كلفت نفسك فلوس ومشروع مع الحكومة على الفاضي
هز اكتافه بلا مبالاة- كنت بنفث عن غضبي
– من حقه طارق يعترض على إنك تمسك الإدارة
– سيبينا من طارق ورجعينا لحوارنا
هزت هي كمان أكتافها ببساطة- مسبتليش قرار غيره، مشوفتكش بتغير عليا من حد قـده.. كنت حابة لأخر لحظة أوجعك زي ما وجعتني
بصلها لثوانٍ وعكس المتوقع لقيته أبتسم، العواصف اللي جواه هديت، ملجأتش علشان إحساس بالأمان والثقة.. ملجأتش علشان شافته طوق نجاة
كانت قطة وعايزة تخربشه، بتشاغب معاه هو
أتنهد وهو بيقرب منها و- خلينا نقطع الصفحة دي بحواراتها كإنها محصلتش، ننسى كل اللي حصل ونبدأ من جديد.. نعيد اليوم أية رأيك؟ نعمل إحتفال لسيف بعيد ميلاده بس هنا في البيت.. لينا احنا وبس.. ومع بعض
بنظرة لوم- كالعادة كل حاجة عندك سهلة وليها حل، نرمي ورانا
– لو فضلنا نفكر في اللحظة والحدث.. مش هنكسب غير تعب ياكاميليا، وأنا مش عايز أضيع لحظة في عمري في التعب دا
تنا عندي حياة.. عايز أتمتع بيها، عندي ناس عايز أعيش معاهم وقتي
متفكريش كتير، ياما قولتلك.. عرفيني أية تاعبك وهحله، عرفيني أية مضايقك فيا وهصلحه، لكن متدايقيش من حاجة وتكتميها جواكي وتفضلي تبصيلي بلوم وتعاقبيني عليها من غير ما أعرفها
تاخدي قرار متهور بالنسبة لأحداث كتير متراكمة حصلت
أنا عديتها.. نسيتها لكنك منسيتهاش
كدا مش هتكون حياة
– بتبقى غريب لما تكون عاقل
– أنا دايمًا كنت عاقل، متجننتش غير على إيدك
بصتله بنص عين فضحك و- عمومًا.. أنا حجزت تذاكر ليكي وللأولاد روحي عند أهلك الفترة اللي تحبيها لحد ما تريحي أعصابك
الحسابات بتختلف، الشخصيات بتختلف، لما تكون على البر غير لما تدخل في العمق، أحيانًا بتاخد موقف صعب على شئ تافه، وأحيانًا بتسامح على حاجة ميتسامحش فيها، كفاية حصلت المراضاه اللي عايزها
وبترجع تفتكر.. مينفعش تمشي وتسيب المركب تغرق.
*****
في قصر وادي، راح كاران علشان ياخد الأولاد، دخل على باباه اللي أبتسم و- لسة صفوت باشا كان بيكلمني، ومامتك بتقولي أن كاميليا رجعت
متوقعتش تخلص الدنيا بالسرعة والهدوء دا.. من أمتى بقيت عاقل؟
ضحك وهو بيقعد قدام باباه اللي بيلعب شطرنج و- مكدبش عليك كنت هكمل الموضوع دا للنهاية وخططت لحاجات كتير أوي.. بس إنهاردة لما أتخانقت معاه وشوفت خوف كاميليا وإنهيارها زعلت إني حطيتها في موقف زي دا وبعيشها تحت الضغط النفسي دا رغم إني كنت واخد وعد على نفسي إني موصلهاش للمرحلة دي تاني
أضايقت إني سبت لغضبي يحكمني الفترة اللي فاتت وبدل ما أحاول أفهمها زودت على النار اللي بيننا بنزين
وادي بإعجاب- بتنضح ياكاران.. المسئولية بتعقل برضوا
ابتسم كاران و- ةنا بشكرك لإنك دايمًا معايا صح كنت أو غلط
بس ممكن من أنهاردة تقف معايا في الصح بس؟
تمنعني لو رايح للغلط؟
– ممكن..
– فين أولادي بقى
– أهو دا اللي مدايقنا أنا وكارينا من تصالحكم، كنا خدنا عليهم خلاص عاملين صوت في حياتنا، فكر تاني ياكاران أنا ومامتك محتاجينكم معانا.. وسطنا
القصر كبير أوي علينا، روحه ميتة..
هز راسه بأوك..
‘ أخبارك يايوسف؟ مبقاش عندي عين إني اعتذر منك حتى تاني على اللي حصلك بسببي، أسفة إني دخلتك في حرب رخمة بيني وبين كاران، استغليت مشاعرك لصالحي، بيزيد تأنيب ضميري أكتر وأنا عارفة إنك فاهم أنا بعمل أية ولية طلبت مساعدتك ورغم كدا وقفت جنبي
كاران رجعلك كل اللي خسرهولك
عارفة إنه مش تعويض مناسب، ولا إعتذار كافي
بس بكرر أسفي، شكرًا ليك لإنك أديت وعد طفولي زمان لكامل إنك هتحافظ عليا في غيابه كإنه موجود
وأنت نفذت دا..
ربنا يوفقك في حياتك.. كاميليا وادي ‘
بعتت الرسالة ومسحت رقمه من عندها نهائيًا وهي بتتنهد بإرتياح، صفحة وهتتقفل، لازم تتقفل
لو متهورتش، لو متخدعتش، لو عقلنا يسيبنا في حالنا
مش مع اول لحظة غضب يقلب علينا كل المواجع، يبدأ يفسر في المواقف، يعيد فتح الصفحات
ونعيش بس لحظة الغضب لوحدها
كانت كل المشاكل إتحلت
لكن العقل مبيرحمش
الباب أتفتح ودخل سيف بيجري، خدته في حضنها، وظهر وراه كاران شايل كارميلا،
– عرفتي إن لينا سافرت؟
– كانت قيلالي إنها هتعمل حاجة زي كدا
هز راسه و- دا أفضل ليها حاليا
قرب يقف جنبها هي وسيف فمالت تبوس كارميلا
طلع فونه و- نوثق لحظة رجوعنا بقى
بصتله بقلة حيلة.. مببيحرمش!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا تثقي بالرجال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *