رواية بين قسوته وغفرانها الفصل الخامس 5 بقلم شاهندا
رواية بين قسوته وغفرانها الفصل الخامس 5 بقلم شاهندا
رواية بين قسوته وغفرانها البارت الخامس
رواية بين قسوته وغفرانها الجزء الخامس

رواية بين قسوته وغفرانها الحلقة الخامسة
ظلت غفران جالسة على الأرض أنفاسها تتقطع ودموعها تغرق ملامحها ارتجفت يداها وهي تحاول عبثًا أن تمسح دموعها أو تنهض لكن قدميها خا*نتها
ارتفع صوت شهقاتها في الغرفة الخالية وكأنها تحاول أن تطرد الألم الذي يعتصر قلبها دون جدوى
مرّت لحظات ثقيلة قبل أن تتمالك نفسها قليلًا وقالت:
“لازم أتصرف لازم ألاقي حل” همست بصوت بالكاد سمعته نفسها.
حاولت الوقوف مستندة إلى الحائط وبخطوات متعثرة خرجت من غرفتها
حين نزلت إلى الطابق السفلي كان كل من في البيت مشغولًا بتحضير العشاء وأصوات الضحك تعلو بين الحين والآخر
توقفت غفران للحظة عند أول درجة من السلم مسحت دموعها بسرعة وأخذت نفسًا عميقًا تحاول أن تخفي الألم الذي يكاد يمز*قها من الداخل
ثم تحركت نحو الصالة
حيث كان الجد فاروق يجلس بهيبته المعتادة يراقب كل شيء بهدوء.
وقفت غفران أمامه وعندما التقت عيناها بعينيه شعرت بكل ثقل الدنيا يسقط فوق كتفيها.
سألها الجد بصوت دافئ:
“مالك يا بنتي؟ شكلك مش مرتاحة.”
ارتجفت شفتاها ولم تعرف كيف تبدأ لكنها قبل أن تنطق ظهر تميم فجأة واقترب منها بثقة ثم أمسك يدها بقوة وهمس في أذنها بصوت لا يسمعه سواها:
“لو نطقتي بكلمة غير اللي اتفقنا عليه… تعرفي الباقي.”
ارتعشت غفران تحت لمسته ثم رفعت عينيها للجد وقالت
وقفت غفران أمام الجد فاروق، وعيناها تهربان بين الأرض والوجوه من حولها.
شعرت بتميم يقترب منها أكثر، يكاد يخنقها بوجوده، وهمس لها بغلظة لا يسمعها سواها:
“قولي موافقة دلوقتي.”
لكن غفران شدّت يدها بعيدا عنه بخفة وكأن لمسته تحرقها ثم نظرت إلى جدها بنظرة حائرة وقالت بصوت مبحوح بالكاد يخرج منها:
“ممكن تديني وقت؟ أفكر.”
ساد الصمت.
لكن الجد فاروق رفع حاجبه بدهشة لكنه أخفى دهشته وقال بصوت دافئ:
“طبعًا يا بنتي خدّي وقتك الجواز مش لعبة.”
أما تميم فقد تجمدت ملامحه للحظة قبل أن يرسم ابتسامة مزيفة ويقول:
“زي ما تحبي إحنا في الآخر كل اللي يهمنا راحتك.”
لكن عينيه كانتا تفضحانه تحترقان بنيران الغضب المكتوم.
كان الليل قد خيم على البيت والهدوء يخيم بثقله على المكان
غفران خرجت من الحمام وهي ترتجف قليلًا من برودة الجو ومن ثقل ما تحمله بداخلها تحاول أن تهدئ نفسها
لكن فجأة وقبل أن تدرك ما يحدث وجدت يدًا قوية تمسكها من ذراعها وتسحبها وكف يسد فمها بع*نف
تسمرت مكانها عيناها اتسعتا من الر*عب قلبها ينبض بجنو*ن وصوت أنفاسها المخنوقة يرتجف تحت يده.
اقتحم تميم أذنها بصوته الحاد المنخفض:
“قدامك خمس دقايق يا غفران تروحي لجدي وتقولي إنك موافقة.”
صوته كان جافًا خاليًا من الرحمة.
“متحاوليش تهربي لان ديه اخر فرصه ليكي معايا.”
كان وزنه عليها خانقًا وخوفها ازداد حاولت دفعه بكل قوتها المرتجفة لكنها بالكاد استطاعت أن تتحرك.
دموعها سالت بصمت وهي تهز رأسها بشدة تحاول أن تبعد يده عن فمها تكاد تختنق.
اما تميم ضغط أكثر قرب وجهه منها عينيه تلمعان بظلمة مخيفة وهمس:
“فاهمة؟”
هزت غفران رأسها بالإيجاب وعيناها تفيض بالدموع أنفاسها تقطعها.
بقسوة دفعها بعيدًا عنه حتى كادت تسقط ثم فتح الباب وخرج بعنف مغلقًا إياه وراءه بقوة
تركت غفران تنهار على الأرض بجانب السرير دموعها تنهمر بحرارة كأنها تتفتت من الداخل.
يدها ارتجفت وهي تضغط على فمها كأنها لا تزال تشعر بيده فوقها لا تصدق ما يحدث لها.
بكت بصوت مكتوم بكت بحرقة من الألم والقهر والعجز بكت حتى كادت تفقد وعيها.
بعد وقت
نزلت غفران على السلم بخطوات ثقيلة كأن قدماها مكبلتين بالحديد.
كانت ترتجف خفية تحاول أن ترفع رأسها لكنها لم تستطع.
وصلت حيث كان جدها فاروق يجلس ينتظرها يراقبها بهدوء لا يخلو من القلق.
وقفت أمامه لم ترفع عينيها عنه وشهقت خفيفة قبل أن تهمس:
“موافقة يا جدي.”
تجهمت ملامحه فجأة وأغلق الكتاب الذي كان بيده بهدوء ونظر إليها نظرة طويلة مليئة بالاستفهام.
قال بنبرة تجمع بين الدهشة والريبة:
“مالك يا غفران؟ لا أنا مستغربك.”
رفعت رأسها قليلًا والتقت نظراتها بنظراته المضطربة وهمست:
“ليه؟”
هز الجد رأسه وقال بثقل:
“لأني متأكد إنك ما كنتيش هتوافقي على تميم أبداً كنتِ مش بتحبيه ومستحيل توافقِي عليه فجأة غير كده نوح؟”
توقف لحظة ثم أكمل:
“فين نوح في اللي بيحصل ده كله؟”
توسعت عينا غفران بالألم وتنهدت وكأن روحها تهرب منها ثم همست بصوت مكسور:
“نوح ما عملش حاجة يا جدي أنا ظلمته.”
ارتفع حاجباه بدهشة وقال برفق ممزوج بالقلق:
“طب إيه اللي حصل؟”
فتحت فمها لتتكلم لكنها عجزت.
كل الكلمات اختنقت بحلقها.
جف حلقها واهتزت شفتاها لكنها لم تستطع أن تنطق بحرف.
ظل الجد يراقبها ثم هز رأسه بتفهم واقترب منها وضع يده على كتفها وقال بحنان عميق:
“وقت ما تحبي تتكلمي أنا موجود.”
أومأت برأسها بصمت ودموعها تتلألأ في عينيها ثم استدارت ببطء وصعدت لغرفتها تحمل وجعها معها
بعد أسبوعين
وتحديدًا يوم الزفاف
في غرفة غفران:
كانت غفران تجلس على حافة السرير عيناها شاردتان في المرآة أمامها تراقب نفسها بفستانها الأبيض تلك الفتاة التي كانت تحاول الهروب من واقع لا تعرف كيف تواجهه.
دموعها كانت تملأ عينيها وجسدها يرتجف من الخوف والضغط الذي تحمله.
“اعمل إيه يا رب؟” همست في نفسها
ونظرت حولها مرة أخرى ثم لمحت الباب كأنها قررت شيئًا في لحظة اخيره
“لازم أقول لحد ومفيش غيره أروحله ولا لا؟”
نظرت للحظة طويلة نحو الباب ثم أخذت قرارًا حاسمًا أمسكت بفستانها الأبيض بين يديها وخرجت من الغرفة وركضت باتجاه الباب دون أن يشعر بها أحد كانت عينيها مليئة بالحيرة والخوف وكأنها تبحث عن مخرج من جحيم عاشته طوال الفترة الماضية.
في شقة نوح
كان نوح يقف أمام المرآة يتهيأ للخروج عندما سمع طرقات على الباب.
فتح الباب ليجد غفران تقف أمامه في فستانها الأبيض وعينيها حمراوان من البكاء.
نظر إليها لوهلة ثم قال بصوت منخفض مخلوط بمشاعر متضاربة وهو يراها هكذا:
“إيه اللي جابك؟”
لم تستطع الرد فقط دخلت مسرعة وهي تكاد تنفجر بالبكاء
“إنت الوحيد اللي هتساعدني أنا محتاجة لك قوي يا نوح.”
صوتها كان ضعيفًا مليئًا بالاستغاثة قاطعها نوح وهو ينفجر بسخرية:
“لا أنا بالذات لا؟ اللي عمل فيكي كده؟ لا يمكن يكون هيساعدك ولا يمكن تكوني محتاجة ليا.”
لكن غفران لم تستطع إلا أن تقترب منه دموعها تتناثر:
“نوح إنت مش فاهم تميم…”
قاطعها مرة أخرى صوته غاضبًا:
“مش عايز أسمع مش مهم أصلاً.”
اقتربت منه أكثر ورفعت يدها تريد لمسه لكن نوح دفع يدها بعيدًا وقال بحدة:
“اطلعي بره.”
حاولت أن تتكلم لكنها فجأة وجدت نفسها مجبرة على التراجع وهو يدفعها بقوة تجاه الباب حتي أصبحت بالخارج عيناها تملأها الدموع وصرخت بصوت مكسور وهي تقف وراء الباب:
“اسمعني يا نوح”
من خلف الباب سمعته يصرخ بأعلى صوت:
“روحي للي هيكون جوزك”
كانت غفران تمسح دموعها وقلبها محطم ومشاعرها متناقضة لكنها لم تتمكن من فعل شيء سوى أن تسير بعيدًا عن الباب
في منزل عمران:
في تلك اللحظات
كانت أسيل في طريقها إلى غرفة شقيقها تميم على أمل أن تجده هناك لكنها توقفت حين سمعته وراته
جالسًا على السرير ينظر إلى هاتفه ويضحك بشكل غريب وهو يقول:”لولا الصور دي مكنش زمانها وافقت خلاص كل حاجة هتخلص.”
قالها تميم وهو يبتسم بسخرية قبل أن يضع الهاتف جانبًا على السرير ويذهب إلى الحمام.
أسيل لم تستطع مقاومة فضولها فتقدمت نحو الهاتف لفتح الشاشة ومشاهدة ما كان يضحك عليه
أصابعها ترتعش بينما كانت تتصفح الصور ثم توقفت عند صورة لغفران وهي نائمة بدون ملابس
شعرت بغصة في قلبها وعيونها اتسعت من الصدمة ثم انتفضت وهي تشعر بالصدمة والاشمئزاز
فجأة
تميم خرج من الحمام وركض نحوها وأمسك الهاتف منها بعنف قائلاً بصوت حاد:
“إزاي تفتحي تليفوني؟”
أسيل ارتبكت ودموعها بدأت تنهمر من عينيها:
“إيه ده؟ إنت جبت الصور دي إزاي؟”
لكن تميم كان غاضبًا وجاء ردّه سريعًا وبصوت حاد:
“حطي لسانك جوه بوقك يا أسيل ملكيش دعوة”
أسيل صاحت غاضبة:
“أنت بتبتزها بتهد*دها”
تميم لم يحتمل تلك الكلمات فهجم عليها سريعا وجذبها إلى الخلف وهو يحاول اسكاتها واثناء ذلك دفعها بعن*ف وفقدت توازنها وسقطت على الأرض وارتطمت رأسها بقوة مما جعلها تفقد وعيها وهاتفها بجانبها
اقترب منها تميم وهو ينظر إليها بخوف وحيرة وركع بجانبها ليطمئن عليها ليجدها فقدت وعيها فقط فهمس قائلا:
“أنا آسف بس مش هتيجي في آخر لحظة وتبوظيلي كل حاجة يا أسيل.”
ثم خرج بسرعة وأغلق باب الغرفة خلفه بالمفتاح تاركًا إياها فاقدة الوعي على الأرض.
بعد ساعة:
أسيل كانت تتحرك بصعوبة وجسدها يؤلمها من السقوط شعرت بدوار شديد عندما فتحت عينيها حاولت أن تقف ولكنها شعرت بدوار شديد فأغلقت عينيها للحظة محاولةً استعادة وعيها
ثم حاولت الخروج من الغرفة لكن الباب كان مغلقًا من الخارج
صوتها كان يرتفع في محاولات يائسة وهي تنادي بأي شخص لكنها اكتشفت أن الجميع في الخارج في الحديقة مشغول
أسيل دارت في الغرفة وهي تبحث عن هاتفها ثم وجدته أخيرًا على الأرض
حاولت الاتصال بجدها لكنها لم تتمكن من الوصول إليه
حاولت مرارا حتي ياست فكتبت رقم نوح
مرّ ثوانيّ والتالية حتي جاءها صوت نوح وكان متوترًا:
“إيه يا أسيل؟ في حاجة؟”
أسيل أجابت بصوت متقطع وهي تبكي:
“الحقني يا نوح تميم حابسني هنا وهيتجوز غفران.”
نوح الذي كان يشعر بالقلق سأل بصوت منخفض:
“وحابسك ليه؟ وايه المشكلة؟ ميتجوزها ما هي وافقت.”
أسيل ضحكت ضحكة يائسة وسط بكائها وقالت:
“نوح معاه صور لغفران الواضح إنه ابتز*ها وهد*دها بيها عشان توافق تعالي بسرعة يا نوح برن على جدي والكل ومحدش بيرد”
تمتم نوح بصدمه:”صور. صور ايه”
هتفت اسيل ببكاء:صور ليها صور لو اي بنت مكانها تد*مرها يا نوح
اما نوح فتذكر اللحظة التي طلبت فيها أسيل مساعدته صباحا وربما كان الأمر متعلقًا بها.
في يوم الزفاف
كانت غفران جالسة على المقعد عيونها مغلقة وعقلها في مكان آخر غارقة في أفكارها كانت تتذكر اللحظة التي كانت فيها مع نوح وهو يقبّلها اللحظة التي شعرت فيها بشيء غريب لكن الآن بعد كل ما حدث همست لنفسها بحزن:
“غبية ..كنتي مفكرة إنه هيساعدك.”
بينما هي غارقة في تفكيرها
تميم نظر إلى جده بعينين ملئهما التوتر وقال بصوت غير ثابت:
“مش يلا بقى؟”
عمران الذي كان يلاحظ توتره ضحك قليلاً وقال:
“مستعجل انت.”
ثم بدأوا بكتب الكتاب وكان المأذون يجلس بينهما
كانت غفران عيونها مغلقة ودموعها تتساقط على وجنتيها دون أن تشعر كان قلبها يعتصر من الألم وفي رأسها تدور كل اللحظات التي مرّت بها مع نوح وكل الأمل الذي كان بداخلها قبل أن تتغير الأمور في تلك اللحظة كان المأذون يرفع صوته قائلاً:
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.”
غفران التي كانت غارقة في بحر من مشاعرها شعرت بشيء يتحرك داخلها لكنها لم تستطع تحديده في تلك اللحظة دخل شخص فجأة إلى المكان يركض بسرعة وعيناه مليئة بالقلق كان نوح.
عندما رأته غفران رفعت عينيها ببطء لتلتقي نظراتهما كانت عيونها مليئة بالدموع وهو كان يقف هناك عينيه تتسعان من الحزن والغضب حين ادرك ان كل شئ قد انتهي
بينما تميم ابتسم بابتسامة خفيفة نظر إلى نوح وأمال رأسه كأنه يشعر بالنصر……
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بين قسوته وغفرانها)