رواية ثأر الشيطان الفصل الثامن عشر 18 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان الفصل الثامن عشر 18 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان البارت الثامن عشر
رواية ثأر الشيطان الجزء الثامن عشر

رواية ثأر الشيطان الحلقة الثامنة عشر
في مكانٍ مُظلمٍ يتخلله بعضٌ آشعة الشمس من ثقوب سقف القبو التي هي بها، كانت مُكبلة بالسلاسل الحديدية وهي تبكي وتصرخ بشدة ولكن لا أحد يُجيبها كأنها تُحدثُ نفسها …
كان يقف مصدومًا أمام المبنى المتفحم وعبراته لا تتوقف تمامًا عن النزول .. لا يصدق أنه لم يستطع أن يقوم بإنقاذها .. يقولون أن الحريق قد حدث في الطابق الأول ثم انتشر في المبنى بأكمله .. وقعت عينيه على الجثث المتفحمة لا يستطيع أن يميزها من بينهم جميعهم يتشابهون .. لم ينتبه على ماتيوس الذي وضع يده على كتفه التفت له فيليب بذهول ولكنه بكى كالطفل الصغير وارتمى بين ذراعي صديقه، قام ماتيوس بضمه بشدة ولكنه كان مبتسمًا لأنه وأخيرًا تخلص من الطرف الذي كان يوقفه عن فعل مايريد وهو وجوده مع آسيا.
مرت الأيام وكانت آسيا تصرخ في القبو الموجودة به ولكن لم يُجِبها أحد .. ظلت هكذا عدة أيام بدون طعام حتى هزلت وأصبحت لا تقوى على الحركة .. وفي يومٍ ما.. كانت نائمة على أرضية القبو الباردة بوجهٍ شاحب انتبهت على صوت أقدام بالقرب من سقف القبو وصاحب تلك الأقدام قام بفتح السقف ونزل القبو من خلال سُلم مصنوع من الأربطة واقترب منها ونزل في نفس مستواها ..
ماتيوس بهوس:
– حبيبتي آسيا.
لم تقوى على التحدث لأنها متعبة للغاية ..
-أعتذر لغيابي عنكِ فلقد كنتُ مشغولٌ مع زوجكِ بإقامة جنازتك ثم مواساته ومواساة عائلتك أيضًا في رحيلك.
وضع يده على وجهها يلتمسه ولكنها شعرت بالتقزز منه ولم تتحمل وقامت بالتقيؤ ..
– مُقزِزة
ذلك ما قاله ماتيوس عندما رأي تقيؤها ..
– أرجوك.
ذلك ما قالته أثناء تقيؤها.. ثم أردفت بصوت ضعيف:
– أرجوك ماتيوس .. إنه يموت.
ماتيوس بعدم فهم:
– ماذا؟ لم أسمع جيدًا.
– أرجوك .. أنا بحاجةٍ للطعام إن طفلي يموت فأنا لم أتغذى منذ عدة أيام.
– أنتِ تحملين جنينه!!
ذلك ماتحدث به ماتيوس بغضب وقام بإمساك شعرها بقوة صرخت بسبب فعلته تلك وقام بجعلها تقف رغمًا عنها وهو ممسكًا بشعرها .. كانت تتحدث بألم وبصراخ:
– أرجوك اتركني.
ولكنه صفعها بقوة جعلها تقع أرضًا من هزلها .. ثم عاد للأرض مرة أخرى يقترب منها ..
– إذًا قد نجح في جعلكِ تحملين بطفله! ما رأيك إذًا في أن أقوم بمنافسته فأنا أفضل منه ولكنكِ لم تُعطيني أي فرصة.
اعتدلت بسرعة وأردفت بحذر:
– لا لا .. أرجوك .. فقط دعني وشأني أنا وبُنيّ .. سأبتعد يا ماتيوس صدقني .. أرجوك.
ثم انفجرت في البكاء وصرخت بهيستيريا عندما رأته يقترب منها ولكنها لا تستطيع الهرب لأنها مكبلة في الحائط ..
– سأريكِ آسيا.
– لا .. لا أرجوك.
ولكنه لم يستمع لها ولا لرجائها واهتزت الجُدران بسبب صرخاتها بإسم *فيليب* أثناء إغتصابه لها بوحشية.
مرت أسوأ أيامها هكذا يغتصبها ذلك الحقير تارة ويرمون لها الطعام كالحيوانات تارةً أخرى .. ومع مرور الأشهر كان جنينها يكبُر في رحمها وكان هو أملها الوحيد أثناء مايحدث لها .. كانت تتشبث به بدلًا من الإنتحار! .. صبرت على تعذيب ذلك الحقير الساديّ لها كثيرًا .. كانت تشعر أن جنينها هو معجزتها في البقاء على قيد الحياة حتى الآن .. وأنها لمُعجِزة أنه ظل برحمِها حيًا ولم يمُت، لم تكن تعلم جنسُ المولود حتى أتى يوم ولادته! .. كانت مكبلة كعادتها في القبو ببطن منتفخة ووجهٍ شاحب وأعين تحيطها الهالات السوداء، أخذت نفسًا عميقًا ووضعت يدها على بطنها بإبتسامة مكسورة عندما تحرك جنينها بشكل ملحوظ في بطنها .. انتبهت عندما فُتِحَ سقف القبو التصقت بالحائط المُكبلة به بخوف عندما نزل ماتيوس وتحرك حتى أصبح أمامها وتحدث مبتسمًا وهو يطالع بطنها ..
– لدي خبرٌ رائعٌ لكِ أو فلنقل لي .. مباركٌ لكِ لقد تحررتي من ذلك المدعو فيليب.
أردفت بارتعاش وعدم فهم:
– ماذا؟
– ألم تفهميني ياعزيزتي جيدًا؟؟ أم أن إحتباسكِ هنا جعلكِ تفقدين عقلك؟
ظلت تطالعه بكُرهٍ بين خوفها ثم بصقت في وجهه بقوة، اقترب نحوها بغضبٍ وأردف بقوة وهو يضغط على عنقها بقوة:
– إن فيليب مات متأثرًا بوفاتكِ.
نزلت عبراتها من مقلتيها عندما سمعت ذلك الخبر وأيضًا بسبب ضغطه على عنقها كانت تعتقد أن هناك فرصة ستجمعها هي وفيليب! ولكن كيف وهو ميت الآن؟ أغمضت عينيها تستسلم لاختناقها وهي تبكي ولكن في تلك اللحظة شعرت بألم المخاض يقطع أحشائها صرخت بأقصى طاقة لديها ونزلت منها المياة المحيطة بالجنين .. ابتعد عنها ماتيوس بسُرعة يراها وهي تتألم ألمًا لم يرى مثله قبلًا .. ولكنه لم يهتم يشعر أنه قد أخذ كفايته منها سيتركها تموتُ هنا .. خرج من القبو وترك بابه مفتوحًا يستمتع بصرخاتها المتألمة .. صرخت بقوة وهي تحاول أن تأخذ نفسًا عميقًا تحاول أن تساعد نفسها في الولادة .. وبعد محاولات عديدة وصعبة استطاع الجنين الصغير أن يخرُج ويتحرر من الرحم الصغير الذي كان يقوم بتقييد حريته وأطلق صرخة تعلن عن حياته وحياتها من جديد.
…………………………………..
في الوقت الحالي:
كان جواد جالسًا أمام فيليب يطالعه بضيق، أما بالنسبة لفيليب فكان يتحدث بهدوء تام:
– عشان تقدر تسعد قلب أنثى .. إتكلم بلغة الحب.
جواد بعدم فهم:
– مش فاهم؟
صمت فيليب يفكر في ذكرى بينهما هو وآسيا ثم أردف:
– ورد.
توقف جواد متحدثًا بضيق:
– إيه التفاهة دي؟ ورد!.
فيليب بهدوء:
– مش تفاهة على فكرة لو محتاج تحافظ على علاقتك بزوجتك لازم تخليها تحبك من جديد .. خليها تشوفك بشكل تاني خالص.
كاد أن يعترض ولكنه أردف بتحذير:
– جواد، إحنا اتفقنا إنك هتحاول تصلح علاقتك بزوجتك بأي طريقة يعني هتخليها تحبك من تاني وده هيساعدها في إن ذاكرتها ترجعلها، إنت كده بالشكل ده بتبعد عن هدفنا، إنت كده عايزها تكرهك أكتر.
ظل جواد صامتًا ولم يتحدث وبعد عدة ثوانٍ أعاد فيليب حديثه..
– ورد! شوكولا كتير .. تشاركها في كل حاجة هي بتحبها.
كاد جواد أن يتحدث ولكن قاطعهما اقتراب صوفيا نحوهما وقامت بتقبل وجنة فيليب مما أشعل الغيرة في صدر جواد.
– مرحبًا عمي.
– مرحبًا عزيزتي.
لم تلقِ التحية على جواد وتجاهلته..
– إلى أين تذهبين هكذا عزيزتي؟
– ذاهبة لقاعة الرقص ولكنني أردت أن أمُرَّ عليك لكي أطمئنّ قبل أن أبدأ.
أردف فيليب بابتسامة:
– أنا بخير، إذهبي عزيزتي.
ثم تحركت نحو قاعة الرقص وأغلقت الباب خلفها .. كان جواد يقف يحاول أن يتحكم بأعصابه بسبب تجاهُلِها له .. وكاد أن يتحرك ليذهب خلفها أمسكه فيليب من ذراعه وأردف:
– إنت كده بتعمل عداء بينكم، تجاهَل تجاهُلهَا ليك هي زعلانة منك شوية.
– مين قال إني رايح أتخانق معاها؟ مش انت قولت أشاركها في حاجة هي بتحبها؟
طالعه فيليب باستفسار ولكن جواد ابتسم بهدوء ثم خرج من الغرفة التي كانوا بها ودخل خلف صوفيا القاعة التي دخلتها والتي بدأت الموسيقى بها للتو.
وقفت تأخذ نفسًا عميقًا تغمض عينيها تحاول أن تجعل الموسيقى تصل لجميع حواسها لكي تشعر بها وترقصَ بحرية .. ثم قامت بفتح عينيها وبدأت بالرقص بإحساسٍ عالٍ قليلًا .. كان يقف خلفها يراقبها وهي ترقص هكذا بحرية .. تلك الحرية كانت بداخل شمس من قبل .. تلك كانت شمسه التي غابت عنه وأصبحت حياته ظلام .. اقترب منها بخطواتٍ بطيئة ولف ذراعه حول خصرها بهدوء التفتت بسرعة لكي ترى من خلفها ولكنها وجدت جواد يقف أمامها مُبهمة .. رفع يده لها ليحثها على إمساكها وبالفعل أمسكت بيده وبدأ الإثنان يرقصان بشكلٍ متناغم بينهما كأنهما يعبران عن مشاعرهما من خلال تلك الرقصة .. كل ذلك تحت أعين فيليب الذي يطالعهما بأعين تلمع وحزينة في آنٍ واحدٍ .. وبعد أن انتتهى الإثنان من رقصتهما كانت صوفيا تتنفس بقوة بسبب المجهود الذي فعلاه ..
صوفيا:
– متى تعلمت ذلك الرقص، أشعر أنكَ محترف.
أردف جواد بهدوء وهو يتذكرها عندما كانت ترقص أمام مرآتها في غرفتها منذ زمن:
– كانت هناك فتاةٌ اخترقت عالمي وسرقت مني كل شيء حتى قلبي دون أن تنتبه وأغرقتني معها في طريقٍ لا عودة منه .. تلك الفتاة هي من علمتني الرقص.
اقترب منها قليلا حتى أصبح ملتصقًا بها وهمس بصوت مسموع:
– وأيضًا علمتني كيف أصبح حبيبها، عاشقها .. أو كمان يقول الجميع *مهووسًا بها* .. حياتي كانت كلها عبارة عن تلك الفتاة التي سرقت مني أحلامي، عندما كنت مستيقظًا كنتُ أراها وعندما أنام أحلُم بِها .. لكنها لم تكن تعلم أنها أرهقتني .. كانت كل شيء يا آنسة صوفيا .. كانت شمسِي وليلِي .. كانت تنَفُسِي الذي لا أقوى على العيش بدونه.
صوفيا باستفسار وتأثر:
– كانَت؟؟
جواد بتأكيد وحُزن وهو ينظر في عُمق عينيها:
– كانَت.
– أين ذهبت؟
– لا أعلم
ظلا يطالعان بعضهما ولكنه ابتعد بهدوء بعد عدة ثوانٍ وأردف بابتسامة هادئة:
– أتمنى أن أكون شريكًا رائعًا في الرقص، ثم إنكِ بحاجة للراحة قليلًا فلقد إنتبهت أن جسدكِ مازال يؤلمكِ من حادث أمس.
كاد أن يتحرك ولكنها أوقفته:
– دانييل .. أين هو؟ .. ماذا فعلت به؟
أردف بابتسامة لطيفة وهو يلتفت إليها:
– أرسلته في رحلةٍ بمساعدة صديقٍ ما وأتمنى أن تُعجبه الرحلة.
وفي تلك الأثناء في أسبانيا المكسيك، كان نائمًا بهدوء ولا يشعر بأي شيءٍ حوله حتى بدأ ينتبه للأصوات حوله شيئًا فشيئًا، كان صوت ضجيج وصراخٌ اعتدل بصعوبة بسبب الضرب المُبرِح الذي تعرض له ما سبب الكدمات الصعبة والموجودة في جسده أخذ يلتفت حوله وجد نفسه موجودًا في حلَبَةٍ حولها أسوارًا عالية وانتبه لما يرتديه كان يرتدي زيًا باللون الأحمر، التفت للخلف عندما ضُرِبَ جرَس تلك الحلبة ووجد ثورًا يدخلُ الحلبة ويركض نحوه بقوة ..
دانييل بصراخ:
– لا .. لا .لا!!!!!!!!!!
…………………………………………
روية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
في اليوم التالي:
كان جواد يقف بشرفة غُرفته في قصر فيليب وينظر أمامه بشرود منذ أن أتى هنا وهو لم يتوقف عن التفكير في كيفية عودة زوجته إليه وأيضًا في البحث عن والدته لقد تعبَ كثيرًا في البحث عنها منذ أن أتى ولكنه يعلم جيدًا ماذا يحدث حوله وخاصة في أمر فقدان والدته! .. الذي قام باختطافها هو نفسه من قام باختطافها منذ أن وُلد أو قبلها وهو نفسه من قام بإبقائها في تلك المصحة طول السنوات الثلاثون الماضية .. سيصل له .. سيصل له قريبًا وستكون نهايته على يده .. كانت نظراته غاضبة وهو يفكر بأمر والدته .. لقد عانت كل ما هو مُرٍ في حياتها .. وفاة والده وأيضًا أمر اختطافها ذلك كل ماجواد يعلمه لأنه يتذكر جيدًا ذلك المشهد الذي لن ينساه أبدًا …
كانت تركض وهي تلهث بقوة وتمسك بيده وهو يركض بجانبها محتضنًا دميته بقوة ..
– ماما، أنا مش قادر أجري أكتر من كده .. ماما أنا تعبت.
التفتت آسيا له وهي تتنفس بسرعة وتنظر خلفها ثم حملته بين يديها وأخذت تركض ولكن الرجال الذين يركضون خلفها قربوا على الإمساك بها .. إختبأت خلف شجرة وأخذت نفسًا عميقًا وأردف بهمس تتسائل..
– إزاي عرف يوصلِّي في مصر؟ أنا عملت المستحيل عشان أعرف أجي هنا.
ثم طالعت طفلها الصغير ذو الخامسة من عمره وقامت بضمه بقوة … ثم سمعت حديث احدهم..
– عندنا أوامر إننا نقتل ابنها ونرجعها للزعيم.
ضمته بقوة وهي خائفةٌ كثيرًا لا تدري ماذا تفعل .. سيقتلون طفلها! لا لن يحدث هذا أبدًا .. أخذت تبحث حولها ثم ركضت واقتربت نحو أحد المنازل القريبة من المكان الذي كانت تركض به واختبأت بمدخل مبنى منهم ..
آسيا بابتسامة مطمئنة وهي تمسك وجنتيه بكلتا يديها:
– جواد .. حبيبي.
أردف بصوت طفولي:
– نعم يا ماما؟
– عايزاك تفضل هنا متخرجش أبدًا ماشي؟
– ليه؟
– اسمع كلامي يا حبيبي .. عشان خاطري متخرجش من هنا.
– حاضر.
كادت أن تذهب ولكنه تحدث ..
– ماما.
التفتت إليه تطالعه باستفسار:
– توعديني إنك هترجعيلي؟ توعديني إنك هتيجي تاخديني تاني؟
قامت بضمه بقوة وأردفت:
– أوعدك إننا هنتقابل تاني يا جواد .. عايزاك متنسانيش.
لم يفهم حديثها ولكنه بكى كأنه قد حان وقت الوداع .. ابتعدت عنه وهي تبكي أيصًا وأردفت وهي تقوم بمسح عبراته:
– متعيطش .. خليك قوي وشجاع عشان محدش يقدر عليك ويظلمك.
هز رأسه بطفولية وقامت بتقبيل وجنته ثم طالعت صليبها المعلق في عنقها وقامت بخلعه وأعطته إياه..
– خليه معاك عشان ربنا يحميك.
هز رأسه بطفولية وأمسكه من يدها ووضعه في جيبه، وقدم لها دميته وهو يبكي وأردف ببراءة:
– خليه معاكِ عشان ياخد باله منك.
قبلته مرة أخرى وضمته بقوة وأخذت دميته ثم خرجت ومن وقتها وهي لم تعد .. كانت ينتظر أسفل الدرج في المبنى حتى حل الليل ولم تعد إليه والدته .. خرج من المبنى يبحث عنها بعينيه الباكيتين حتى توقف أمام باب كان هناك أناسٌ ذوي لحية طويلةً يدخلون مبنىً ضخمًا مفتوحًا .. كان ذلك المكان يصدر صوت به ذِكر كما إعتقد .. كان الناس يطالعونه بتعجب واقترب نحوه أحدهم:
– باباك فين ياحبيبي؟
لم يستطع جواد أن يتحدث لأنه يخاف التحدث مع الغرباء إنه فقط يريد والدته.. قال جملة واحدة بخوف وذلك بعدة كلمات بسيطة:
– أنا عايز ماما.
اقترب منه رجل آخرٍ ذو لحية ويمسك بيده كتابًا يضعه بالقرب من قلبه كان مكتوب عليه كلمتين بشكل منمق وجميل وبيده الأخري وضع يده على كتفه:
– متخفش، تعالى إدخل معانا المسجد لعل وعسى أهلك يلاقوك هنا.
هز جواد رأسه ودخل المسجد معهم وهو ممسكٌ بيد الشيخ بخوف ولكن هدأ قلبه قليلًا لأنه يتمنى أن تجده والدته هنا .. بقي جواد في المسجد ينتظر أن تأتي والدته لتأخذه ولكنها لم تعد وأتى يومٌ ما كان يبكي بحُرقةٍ واقترب منه إمام المسجد عندما رآه يبكي ..
– مالك يابني؟ بتعيط ليه؟
– ماما مرجعتش تاخدني.
– طب ادعي ربنا إنها ترجعلك.
سأله جواد باستفسار طفولي:
– إزاي؟
– تعالى هعلمك.
وعلمه الشيخ الوضوء والصلاة وكان كل يومٍ جواد يصلي بطفولية ويدعو الله أن تعود إليه والدته ولكنها لم تعُد حتى أتى يوم جلس أمامه أحد الشيوخ وأردف باعتذار..
– كان بإيدينا نساعدك يابني بس لحد الآن ماحدش سأل عنك وكل يوم بننادي في الميكروفون في الجوامع في المنطقة دي والمناطق اللي حوالينا مفيش حد بييجي.
أردف جواد بطفولية بعدم فهم:
– بس ماما قالتلي إنها هترجعلي تاني.
فكر الشيخ قليلًا ثم أردف بتنهيدة:
– طيب لحين أما ترجع مش هينفع نومك على الأرض هنا في المسجد لازم تروح مكان تنام فيه على مرتبة حلوة.
أردف ببكاء:
– بس أنا معرفش حد يا عمو.
– ثِق فيا، وبعدين مش إحنا اتفقنا إننا طول ما بنصلي وبندعي ربنا يبقى مفيش قلق؟
هز جواد رأسه بطفولية ..
– طب ليه مخوف نفسك كده؟ طول ما ربنا معاك طول مانت هتبقى بخير .. يلا تعالى معايا.
أمسك بيده وخرج من المسجد وارتدى حذاءه ووقف الشيخ به أمام ملجأ وتحدث مع مشرفة الملجأ ببقاءه لفترة لحين العثور على أهله.
في الوقت الحالي:
أغمض جواد عينيه بحزن ثم أخذ سلسال الصليب الخاص بوالدته من جيبه يحمله وأردف بحزن شديد:
– أخدونا من بعض يا أمي.
ولكنه انتبه عندما طرق احد على باب غرفته وأعاد الصليب في جيبه مرة أخرى ..
– تفضل.
دخل فيليب الغرفة واقترب نحوه..
– بخصوص دانييل .. أمره خلص خلاص.
هز جواد رأسه بهدوء وكان يطالع فيليب بهدوء غريب ..
فيليب بتعجب من نظراته تلك:
– مالك؟
– شكرا على إنك ساعدت مراتي.
فيليب بتعجب من شُكرِه:
– العفو أنا معملتش غير الصح.
صمت فيليب قليلًا ثم أردف:
– على فكرة العملية بتاعة مصر نجحنا فيها وده بفضلك.
ابتسم جواد بهدوء ولكنه لم يتحدث كان يُطالع الوقت في هاتفه ..
– تمام شكلك مشغول في حاجة، نبقى نتكلم وقت تاني.
همهم جواد ثم خرج فيليب من الغرفة أما جواد ذهب لحمام غرفته لكي يتوضأ لآداء فريضة المغرب وذلك لغروب الشمس ودخول وقت المغرب عليه.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثأر الشيطان)