رواية براءة العاشقين الفصل الرابع 4 بقلم هدى زايد
رواية براءة العاشقين الفصل الرابع 4 بقلم هدى زايد
رواية براءة العاشقين البارت الرابع
رواية براءة العاشقين الجزء الرابع

رواية براءة العاشقين الحلقة الرابعة
ركض ” نصار و راشد” خلفه لمحاولة إنقاذها
لكنهم تسمروا حين وجه فوهة سلاحًا ناريًا وقال بوعيد:
– محدش يقرب لها عشان محدش يزعل على عمره
حاول “نصار” تهدأته و من الجهة الأخرى كان ” راشد” يحاول التسلسل ليقبض على السلح الناري و بين هذا ذاك استطاعت الفرار من من بين يده وقبل أن تصل لبر الامان اطلق رصاصة توسطت كتفها الايسر من الخلف فـ سقطت بين يدي ” نصار” كانت عيناه تكاد تخرجان من مكانها ورهو يراها غارقة في دمائها ابتسمت له قبل أن تغلق عيناها
– هتفتحلي التُربة يا نصـ..
هزها بعنف و هو يقول بصدمة:
– فتحي عينك، وصال فتحي عينك
جحظت أعين” حسين” وهو يرأها غارقة في دمائها كاد أن يهرب لكن قبض عليه ” راشد” و دفعه لإحدى الغرف، أما ” نصار” حملها بين ذراعيه متجهًا حيث المركز الطبي القريب من منزله ليخرج تلك الرصاصة من جسدها .
لحق به والده و جده تسألوا بلهفة:
– خير يا ولدي ؟ عاملة إيه دلوجه ؟
هز ” نصار” رأسه علامة النفي ثم قال:
– لسه محدش رد عليّ يا چدي بيحاولوا يخرچوا الرصاصة .
– ربنا يجدم الخير يا ولدي إن شاء الله .
بعد مرور ساعة تقريبًا
خرج الطبيب من غرفة العمليات و هو بنزع الكمامة عن وجهه و قال بجدية و عملية:
– الحمد لله خرچنا الرصاصة
تنفس الجميع الصعداء حمدًا لله ثم سأل الجد بهدوء :
– و هي عاملة إيه دلوجه ؟
– احمدوا ربنا انكتب لها عمر چديد، يومين وتبجى زينة إن شاء الله بس في حاچة كنت رايد اعرفهالكم
سأله والد نصار قائلًا:
– خير يا داكتور ؟
– خير إن شاء الله دي چريمة شروع في جتل و لازم الحكومة تاخد خبر ديه القوانين وكـ..
قاطعه ” نصار” و قال بهدوء:
– ولا چريمة و لا حاچة يا داكتور ديه كان فرح عندينا و الرصاصة صتبتها بالغلط يعني
رد الجد مؤكدًا حديث حفيده :
– كيف ما جالك نصار كِده يا داكتور رصاصة بالغلط .
في المساء
كانت ” وداد” جالسة داخل غرفة ” وصال” بالمشفى تنظر لها و هي في سباتٍ عميق في عالم آخر لا تدري بمن يراقبها، عادت ببصرها لزوجها و قالت بخفوت:
– هما فين أهلها و كيف سايبنها كِده و إيه اللي خلا مرت عمك تجولك تاخدهم وياك يوم الچنازة ؟
رد ” نصار” بنبرة حائرة:
-مخابرش صدجيني مخابرش كل اللي جالته وجتها إنه اتچوز غصب عن أبوه الله يرحمه ورچع من تاني لشرب المخدر ات من تاني وبعدها انشغلت في شغل المزرعة و طلبات غيث اللي مبتخلصش .
تابع بخفوت قائلًا:
– أني ههملك دلوجه و ابجى اتابعك بالتليفون وإن احتاچتي أي حاچة هاچيكي طوالي
– روح متحملش همي وكـ…
عطـ شـ انة عطـ..
قالتها “وصال” و هي مازالت مغمضة العينين
انتبهت زوجة نصار لها ابتسمت و قالت بسعادة:
– الحمد لله اهي فاجت اهي أما اروح انادم على الممرضة
رد” نصار” و قال بهدوء:
– لا خليكي أنتِ و هروح أني
– لا عيب تلاجيهم نايميين خليك أنت و أني هرچع طوالي .
ما إن خرجت زوجته نظر لها و قال بخفوت:
– فين أهلك و إيه حكايتك وياه واد عمي ؟
وصل تساؤلاته لمسامعها حدثته بنبرة منهكة قائلة:
– أنا السبب أنا السبـ..
سألها ” نصار” قائلًا:
– كيف يعني ؟
– اتهمته اتهـ…
ردد بخفوت قائلًا:
– اتهمتي كيف يعني ؟
ظلت تردد عبارتها و تحمل نفسها ذنبًا لا يعرفه ويود أن يعرف في أقرب فرصة، ولجت الممرضة و بدأت تتفقدها ثم طلبت منه أن يغادر لتغير لها على جرحها، نفذ طلبها وغادر من الغرفة و المركز بأكمله، عاد لابن عمه الذي فقد السيطرة تمامًا بعد ما حدث وقعة زوجته
أمر رجاله بتقييده و ترحيله لأحدى المصحات النفسية و المعالجة للادمان، ليأخذ أولى خطواته في طريقه الجديد.
*******
بعد مرور ثلاثة أيام
اسكت يا غيث و الله تلبيت جايم مجعدتش و الدنيا فوج دماغ اخوك لما خلاص يا حبيبي جال يا بوووي .
اردفت ” وداد” عبارتها وهي تجوب الشرفة ذهابًا إيابًا بينما كانت ” وصال” تتناول وجبتها بنفور إثر المضادات الحيوية و مفعولها، خرجت من الشرفة و قالت بتحذير:
– كُلي وكلك كله خلي چرحك يطيب بجى و نخرچه من اهنى .
عادت للشرفة لتتابع حديثها من شقيق زوجها
سردت لها يوم الخادث و ما بعده، هي على تواصل دائم معه تعتبره أخًا لها وهو كذلك
انهت المكالمة سريعة من وجهة نظرها وولجت لتلك العنيدة لتتشاجر معها كالعادة جلست على حافة الفراش و قالت:
– نصار كلمني وجالي إن حسين بيتعالچ
سألتها بفرحة :
– بجد و الله ؟
– ايوة والله
رفعت ” وصال” للسماء و قالت بسعادة:
– ربنا يبارك لك يا نصار يا ابن
نظرت لها ثم قالت باسمة :
– هي حماتك اسمها إيه ؟
-قدرية اسمها قدرية
– ربنا يبارك لك يا نصار يا بن قدرية ياقادر يا كريم ويرزق الذرية الصالحة يارب .
ردت” وداد” قائلة بعتاب :
– اخس عليكي و أني مليش دعوة حلوة كيف دعوتك لنصار كده ؟
– أنتِ ؟ دا أنتِ لو فضلت عمري كله ادعي على كل لحظة وقفتيها معايا هتحتاج على عمري عمر و مش هيكفي .
سألتها ” وصال” بفضول و قالت:
– ألا قولي لي يا دودو هو أنتِ ونصار متجوزين بقالكم قد إيه ؟
– بجالنا سنة وتلات شهور و عشر ايام
– حاسبهم باليوم والشهر كمان ؟
– ايوة ما هو دا عمري
– اتعرفتوا على بعض ازاي ؟
– بوي و أبوه صحاب من زمان كانوا دايما يچيوا ياخدوا من عندنا المواشي و ابوه شافني مرة جاله هاخدها لولدي وچه نصار و جلبي طل عليه جبل عيني و من يومها و أني عشجته و هو قماني عشجني و يتمنى لي الرضا ارضى .
ردت ” وصال” قائلة:
– ياختي قولي ماشاء الله الحاجات دي بتتحسد .
ابتسمت لها ثم قالت بنبرة ماكرة:
– و أنتِ بجى يا وصال اتچوزتي حسين كيف ؟
سكتت مليا قبل أن ترد على سؤالها بكل صدق:
– أنا متجوزتش حسين أنا رميت بلايا عليه
سألتها ” وداد” قائلة:
– كيف يعني ؟
ضحكت ثم غيرت مجرى الحديث و قالت:
– ما هو كلامه كل ما يشوفني يقولي أنتِ مش نعمة أنتِ بلاء و بلاء كبير كمان .
*******
بعد مرور أسبوعين
عادت الحياة لمجرها الطبيعي لدى الجميع، و عادت
” وصال” المنزل من جديد، قضت معظم يومها في الغرفة وحيدة لاتفعل شيئًا سوى التقلب في الفراش تارة و مشاهدة التلفاز مرةً أخرى، كانت تشعر بالملل الشديد القت المجلة جنبًا وهي تزفر بضيقٍ شديد
نهضت من الفراش متجهة حيث باب حجرتها ما أن فتحته تقابلت مع ” نصار” ابتسم لها ثم قال:
– كيفك دلوجه ؟
– الحمد لله احسن كتير بس زهقانة اتفرجت على كل حاجة في التليفزيون و بردو الوقت مش راضي يعدي
سألها بتعجب قائلًا:
– اومال فين المچلات اللي چابتهالك ؟
– خلصتهم كلهم
رد باسمًا و هو يقول:
– وه ؟! و برضك زهجانة ؟
تنفست بعمق ثم قالت:
– اومال فين وداد مش باينة من الصبح ؟
– في بيت أبوها النهاردا الخميس يومها لما الليل يتمسى هروح اچبها
كاد أن يغادر الرواق لكنها استوقفته قائلة:
-عاوزة ازور حسين يا نصار .
توقف ” نصار” ثم عاد لها و قال:
– الزيارة دلوجه ممنوعة بس هخلي الداكتور يرتب لك معاد في أجرب وجت حاچة تاني ؟
– لا شكرًا .
ما إن وقعت عيناها على والدة حسين اعتذرت من “نصار” و هرعت تجاهها، كادت أن توصد باب غرفتها لكنها منعتها وهي تقول:
– عاورة اتكلم معاكي .
– مافيش بيني وبينك كلام
ولجت ” وصال” وهي تتوسلها قائلة:
– من فضلك اسمعيني محتاجة اتكلم معاكي
ردت والدة حسين قائلة:
– هتتكلمي تقولي إيه ؟ مين تاني مرمتيش بلاكي عليه وقلتي انه عينه منك ؟
ردت ” وصال” بنبرة صادقة تملؤها الندم:
– و الله العظيم ما كنت كل اللي حصل دا غصبني و الله هـ…
قاطعتها قائلة :
– امشي يا بنتي الله يسهلك كفاية لحد كدا ملكيش دعوة بينا
ردت” وصال” قائلة:
– ابنك بيتعالج وهيرجع اخسن من الأول إن شاء الله
– ابني !! هو فين ابني ؟ ابني اللي كل الناس كانت بتحلف بحياته وأخلاقه جه اخوكي في يوم وليلة جره للمخد رات و أبوه
تابعت حديثها وهي تشدد على كلماتها :
– الراجل الطيب أمام الجامع عالجه مرة واتنين وتلاتة و لما ربنا نصره غيث ابن عمه جاب له عقد عمل و اليوم اللي كان خلاص بيلم حاجته جيتي أنتِ و عملتي اللي عملتيه معاه .
اقتربت ” وصال” منها مختضنة يدها وهي تتحدث بنبرة صادقة:
– كل دا هيرجع احسن من الأول صدقيني أنا قلت لمرات نصار تكلم غيث سلفها ويشوف عقد عمل تاني و إن شاء الله يلاقي الله يخليكي سامحيني أنا عملت اللي عملته دا من دماغي
تابعت بنبرة حزينة و قالت:
– أنا لا أب ولا أم ولا حتى أخ عدل ملقتش اللي يقولي دا صح و دا غلط دا عيب و دا مايصحش
نزعت والدة حسين يدها بعنف قائلة:
– واحنا مالنا أنتِ زي الزرع الشيطاني ذنبنا احنا إيه في كدا ؟ تجري رجل الناس معاكي ليه في قرفك أنتِ و اخوكي
ختمت حديثها قائلة:
– امشي اطلعي برا مش طايقة اشوف وشك، منك لله ربنا يحر ق قلبك زي ما حر قتي قلبي على ضنايا .
دفعتها بقوة لتسقط أرضًا، تأواهت و هي تتحامل على نفسها لتقف، كان ” نصار” يشاهد مناقشاتهما عن كثب فهم جزء من القصة و تبقى جزءٍ مفقود بالنسبة له ربما سيظهر بعد ذلك .
*******
بعد مرور أسبوع
لم يحدث شيئًا جديد يذكر سوى زيارة ” وصال” لزوجها كان شاحب الوجه، ضعيف البنية شارد الذهن
كانت تراقب حالته جيدًا، ابتسمت وهي تربت على فخذه وقالت:
– الدكتور طمني وقال إنـ..
باعد فخذه عن يدها فهمت أنه لايريد لمستها البسيطة
طالعها في صمتٍ تام، بينما تابعت هي وقالت:
– بكرا ربنا يكتب لك الشفا إن شاء الله و ترجع احسن من الأول و نعيش مع بعض .
لم يرد على حديثها كل ما فعله هو اصمت التام، لم تستسلم فقالت بحماس :
– عمك و جدك كتبوا لك حتة أرض بإسمك هي صخيح مش كببرة بس اهو تكفي الغرض ناخدها ونعملها مشروع حلو، موقعها حبو اوي يا حسين نصار خدني أنا و مراته وشوفنها مابين مزرعة أخو غيث و أرض نصار هي في النص وفي الوش كدا راشد يعني ولاد عمك محاوطينك يا حسين وهيبقوا سندك بعد ربنا هما كتبوا بس لسه هتتسجل بيع و شرا يوم الخميس إن شاء الله .
خديها يا وصال خليهم يكتبوها بإسمك
اردف ” حسين” عبارته ليعلن عن وجوده أخيرًا نظرت
بدهشة و ذهول شديدان، سألته بفضول :
– ليه ياحسين ؟
بلع لعابه و قال بنبرة تملؤها الخزن و القهر :
– دي تمن سكوتك
– سكاتي ؟! سكاتي على إيه يا حسين ؟
طالعها لمدة دقيقين في صمتٍ تام ثم قال بحرج
– هتاخديها في المقابل مش هتجيبي سيرة عجزي معاكي لحد يا وصال .
ردت” وصال ” بعتاب قائلة:
– اخس عليك يا حسين ليه بتقول كدا يشهد عليا ربنا ما جبت سيرة زي دي لحد أبدًا يا حسين دا احنا ستر و غطا على بعض
تابعت ” وصال ” بتفاؤل:
– بكرا ربنا يتمم شفاك علـ…
أنا عاجز يا وصال عاجـــز طع مليش في الستات ولا الجواز يعني أنا حتى لو خفيت من الادمن هتبقي زي البيت الوقف لا طايلة سما و لا طايلة أرض .
اردف ” حسين” عبارته بحزن و قهرٍ شديد، بينما تسمرت زوجته في مكانها، مرت أكثر من دقيقة كاملة عليها محاولة أن تستوعب صدمتها، استفاقت من صدمتها نوعاما قائلة بحزنٍ عميق :
– هكمل معاك ما هو أنا مليش مكان تاني اروح له
– و تظلمي نفيك معايا ليه و أنتِ لسه في عز شبابك ؟
ابتسمت رغم مرارة حلقها :
– الدنيا مبتديش كل حاجة للبني آدم يا حسين
سقطت دمعة من عيناها و هي تقول :
– وبعدين مين عالم مش يمكن تيجي من عند ربنا و يشفيك
– ازاي بقى ؟
– ربك رب معجزات وبعدين الطب ملخاش حاجة إلا و اخترعوا دوا واتنين و عشرة
رد” حسين” بحزنٍ شديد
– و دي عجز الطب و الدوا عنها جوا و برا مصر شوفي حالك مع حد تاني و حتة الأرض دي هتبقى هدية طلاقك يا وصـ…
ردت بعصبية و هي تقف عن المقعد الخشبي وقالت بنبرة متحشزجة إثر البكاء المكتوم
– ما قلت لك مش هطلق يا حسين هي شغلانة و لا إيه هسيبك و هبقى ارجعلك لما الدكاترة يوافقوا لي على زيارة جديدة .
*******
داخل سيارة نصار
كانت مستندة بيدها خدها شاردة في اللاشئ، حاول أن يحدثها لكنها في عالمًا آخر، لكنه قرر أن يُعيد سؤاله عليها قائلًا:
– حسين جالك أنه رايد يكتب الأرض باسمك ؟
اه قالي
قالتها ” وصال” بنبرة خافتة، تلك النبرة تعبر عن زهدها في الحياة لم يعد يفرق معها شئ حتى الآن هي تحت تأثير الصدمة، حدثها بهدوء:
– طب خلي بالك بجى عشان حاسس إن مسعد عينه منيها
نظرت له وقالت:
– إيه في مرات عمك يا نصار ؟
رد بهدوء وقال:
-هي تبان لك طيبة بس سماوية مبتنساش ابدًا
انتبهت له بكل حواسها ثم قالت :
– طب و عمك الله يرحمه ؟
– عمي الله يرحمه كان غلبان لا بيهش ولا بينش
– وعياله مسعد و حسين ؟!
نظر لها وقال:
– لوفي عجربة وبخت سمها وهو بخ سمه العجربة تموت من سمه!
ردت مؤكدة على كلامه بخفوت:
– كان قلبي حاسس
نظرت له حين ذكر اسم زوجها وقاال:
– چوزك طيب و چدع كيف عمي بس شارب سم اخوه وابوه وبيظهره في الوجت المناسب انما مسعد لا بيحب كل حاچة لروحه و بس برضك بيحب حسين خلينا نجول الحج .
********
بعد مرور عشرة أيام
كانت مفترشة سريرها بجسدها، حاولت أن تغفو قليلًا كي يهدأ بالها من التفكير، طرقات خفيفة بالكاد تسمعها وصلت لمسامعها، عقدت ما بين حاجبيها وهي تنظر في المنبه الموضوع على الكومود، وجدتها الساعةالثانية بعد منتصف الليل، نهضت من الفراش وهي ترتدي ردائدها الأسود لتستر جسدها جيدًا ثم فتحت باب الغرفة حركت رأسها بتساؤل :
– خير يا مسعد في إيه ؟
سألها بهدوء قائلًا:
– إيه االي خلاكي تروحي لحسين ؟
– أنت جاي الساعة اتنين بالليل تقولي رحتي لحسين ليه ؟
– ردي على قد السؤال ؟
– حاضر يا مسعد رحت عشان بزور جوزي فيها حاجة دي كمان ؟
أصدر صوتًا نافرًا من حلقه تبعها لفظًا بذيئًا مما جعل عيناها تكاد تخرجان من مكانهما، لم تتحمل إهانته الوقحة تلك رفعت سبابتها في وجهه و هي تقول بتحذير واضح :
– الزم حدك و إياك تتكلم معايا تاني بالاسلوب دا أنتـ…
قاطعها بغيظٍ شديد قائلًا من بين أسنانه:
– إياكي أنتِ رجلك تخطي المصحة تاني ابعدي سِمك عن اخويا يمين عظيم لو لمحتك مرة تانية بتروحي له لادبحك .
ابتسمت له ثم قالت:
– هروح يا مسعد و طول ما أنا مراته محدش هيقدر يمنعني من زيارته ولـ…
كاد أن يقبض على عنقها ليـ ـقتلها لكنه توقف حين ناداه الجد بصوته المرتفع قليلًا:
– مسعد بتعمل إيه عِنيدك ؟
ابتسم لها قبل أن يستدار ليفُك أولى أزرار قميصه و يمسح بطرف إبهامه شفتاه وهو يستدار ليرد على جده قائلًا:
– أبدًا يا جدي كنت بسألها عن حسين اخويا
وهو السؤال ديه مايحلش غير الساعة اتنين بعد نص الليل ؟!
قالها ” نصار” و هو يلج من باب المنزل، رمقها بإشمئزاز ثم عتد ببصره لابن عمه و قال:
– بعد كِده لما تحب تسأل تبجى تسأل في النهار وسط الناس
رد ” مسعد ” وقال:
– اعملها إيه جيت اسألها أول ما جت قالت لي تعبانة ابقى اكلمك بليل بصيت لاقيتها بتقولي تعال عاوزة اقولك حاجة على خسين .
اتسعت عيناها بصدمة و هي تقول:
– كداب قسما بربي كداب دا هو اللي خبط عليا وقالي متروحيش لحسين تاني و الله العظيم دا اللي حصل !
رد ” مسعد” وهو يشيح بنظراته يمينا ويسارًا قائلًا:
– ابتدينا رمي البلا بقى
عاد بنظراته له وقال بغمزة من عيناه :
-إيه يا صولا مش قلنا نبطل شقاوة بقى ورمي البلا .
هدر ” نصار” بصوته الجهوري وقال:
– مسعد بطل حديتك الماصخ ديه ومشي على اوضتك
تابع بإشمئزاز و هو يقول:
– و أنتِ اجفلي بابك عليكي و احترمي غياب چوزك يلا بلا جلة حيا.
ردت ” وصال” بنبرة غاضبة قائلة:
– قلة الحيا دي تقولها لواحدة شفتها في وضع مش تمام مش واحدة قافلة عليها باب اوضتها و الأذى جالها لحد عندها ! و مش أنت اللي هتقولي احترم غياب جوزي ولالا الحمد لله أنا مخترمة غصب عنك وعن اي حد .
ابتسم الجد و قال بهدوء:
– ادخلي چوا يا وصال و متفتحيش بابك تاني لحد غير لما تتؤكدي مين اللي على الباب .
– حاضر يا جدي عن أذنك .
*******
بص يا حسين أنا حاولت كتير متكلمش في الموضوع بس كدا كتير البت زي ما يكون ما صدقت ترميك في المصحة، دا أنت دخلتها من هنا و هي ماشية مع نصار على حل شعرها من هنا و البجحة بتقولي محدش له حاجة عندي .
اردف ” مسعد” عبارته الطويلة يشرح لأخيه آخر أخبار زوجته، كان فب عالمًا آخر على الرغم أنه يستمع له جيدًا إلا أنه لايرد نهائيًا على حديثه إلى أن القى ما جعبته و هو يقول :
– بتقولي عدم اللامؤاخذة يعني يا حسين أنا باخد اللي اخوكي معرفش يدهوني .
التفت له و قال بتلعثم:
– قصدك إيه؟
رد” مسعد” و قال:
– شوف أنت بقى
تابع بهدوء قبل أن يغادر:
– طلقها يا خويا طلقها دي من يوم ما دخلت بيتنا و الخراب جاي في رجليها.
في آخر ساعات الليل نفس اليوم
كان يقف أمام فراشها واضعًا مشرطًا صغير أسفل عنقها وقال بخفوت:
– مش أنا يا وصال قلت لك إن كتبت حتة الأرض باسمك مقابل سكوتك ليه مصممة تختميها معايا بموتك ؟
تابع باسمًا:
– اهو أنا دلوقتي همو تك و مش هاخد فيكي يوم واحد عارفة ليه ؟ عشان هرجع المصحة و الناس كلها هتشهد إني في المصحة يبقى ازاي قتـ …
قاطعه صوت طرقات خفيفة على بابها تبعها صوت ” نصار” و هو يقول:
– وصال افتحي يا وصال بسرعة .
ابتسم “حسين” و قال بخفوت:
– الله دا كلام مسعد صح بقى !
حركت رأسها علامة النفي و عيناها مليئة بالدموع وضع سبابته على شفتاه وقال:
– ششش خلاص وقتـ…..
انفتح الباب فجأة بعدما كسره ” نصار” بقدمه
لوح ” حسين” بيده و قال بعتاب:
– ليه يابن عمي ليه الضربة تيجي منك ؟ تغدر بيا يا نصار
رد” نصار” قائلًا:
– اغدر إيه يا مخبل أنت همل االي في يدك ديه و مشي معايا على المصحة
حرك رأسه علامة النفي وقال:
– مش قبل من انتقم لشرفي اللي دستوا عليه يا كلاب .
فلتت من قبضة يده بعد ما ضربته في فم معدته ركضت تجاه ” نصار” الذي دفعها للخارج و قال:
– مشي عند وداد بسرعة .
كادت أن تخرج من الغرفة لكنها اصطدمت بالجد الذي ربت على كتفها و قال:
– اسم الله عليكي يابتي استري نفسك .
دفعها للخارج لتدخل غرفة “وداد” لكنها لم تستطع الوصول بعد ما قبض على يدها “مسعد” و قال:
– على فين مش تقفي تحصدي زرعتك يا مرات اخويا ؟
نظرت خلفها وجدت زوجها يركضها تجاهها و أخيه قابضًا على يدها حاولت فك يدها من قبضته وهي تتوسله لكن لا حياة لمن تنادي
رفع” حسين” المشرط ليغرزه في قلبها مباشرةً
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية براءة العاشقين)