روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الثلاثون 30 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الثلاثون 30 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الثلاثون

رواية أسرت قلبه الجزء الثلاثون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الثلاثون

(خسارة)
النظر لعينيكِ كالجنة
(سيف لمياس )
……..
-امشي دلوقتي بدل ما ازعلك مني يا اريام …أنا عامل حسابي دلوقتي انك بنت ومش عايز ازعلك …
قالها أمجد بعصبية وتهور….نظرت إليه اريام وقد تشبعت عينيها بالدموع ….ما فعلته كان مقيتاً…هي لن تسامح نفسها أبدا لأنها تسببت في أن فتاة بريئة قد تشوهت سمعتها …لقد عادت لرشدها بقوة …عرفت أن ما فعلته كان خاطئ…وكان هذا بسبب سلوى …سلوى رفيقتها التي جعلتها تفيق رغما عنها …..
تذكرت ما حدث …فبعد ما قطعت سلوى علاقتها معها شعرت أريام بالإختناق …شعرت أنها وحيدة …بقت تبكي في غرفتها لساعات إلا أن تورمت عينيها …خسارتها لسلوى كانت أسوأ خسارة اختبرتها يوما …هي لم تنهار عندما تركها أمجد بتلك الطريقة …سلوى كانت الجزء الاجمل داخلها …كانت الصديقة التي توجهها للصواب دوما …وعندما تركتها شعرت أريام بالضياع !!لذلك لم تتحمل وذهبت إليها وقد قررت أن تعتذر منها …لا يهم ان غضبت أو طردتها ولكنها سوف تخبرها أنها ابدا لم تقصد هذا ….تتذكر يوم لقائها بصديقتها عندما ذهبت لشقتها التي تسكن بها مع زوجها بعد ما توقفت عن المجئ عن العمل وطلبت إجازة مفاجئة ….
….
-أريام؟!
قالتها سلوى بدهشة وهي ترى صديقتها أمام منزلها …كانت تبدو شاحبة الوجه …الحزن يرسم خطوطه القاسية على وجهها …بدت تعيسة للغاية …أوجعها قلبها على رفيقة عمرها رغم ما فعلته وما قالته ولكنها نست كل شىء وهي تراها بتلك الحالة …تعرف كم أن اريام فتاة جيدة …طيبة القلب ولكنها متأثرة بشخصية والدتها …..
-ممكن ادخل ؟!
قالتها أريام بخجل لتفسح لها سلوى الطريق وتقول بخفوت :
-أكيد اتفضلي …
ولجت اريام للمنزل وهي تشعر بالخجل منها …اخر مرة قد جرحتها بقوة …خجلها تضاعف عندما عاملتها سلوى بلطف كعادتها ….
جلست اريام على الأريكة لتقول سلوى :
-اقعدي ارتاحي …إياد مش موجود …أنا رايحة اعملك حاجة تشربيها …
ثم كادت أن تذهب الا أن اريام أمسكت كفها…نظرت إليها سلوى بحيرة لتنهض اريام وتضم سلوى بقوة وهي تبكي وتقول.:
-انتِ ليه بتعامليني كويس كدة ….أنا كنت إنسانة وحشة معاكي …أنا جرحتك اووي قولتلك كلام وحش اووي …عايرتك …ازاي بتعامليني بالشكل ده …والله انا مستاهلش المعاملة دي منك يا سلوى …مستاهلش اي حاجة
-ابتسمت سلوى برفق وهي تضم صديقتها وتقول :
-عشان أنا عارفة أنك مش كدة عارفة انك طيبة ….يمكن غلطتي بس كلنا بنغلط يا ستي …المهم اننا نعرف غلطنا ….
ابعدتها عنها بلطف ثم قالت بحذر وهي تمسك كفها :
-أنتِ غلطتي يا أريام…غلطتي في حق جيلان وأمجد كمان ولازم تصلحي غلطك…
أطرقت اريام برأسها وقالت بصوت مخنوق :
-أنا اتكسر قلبي يا سلوى …أنا معملتش حاجة غير أني حبيت أمجد…حبيته أووي ..هو ليه محبنيش…هو ظلمني ….
-وأنتِ كمان ظلمتيه وظلمتي واحدة من غير ذنب واتهمتيها في شرفها وده مش كويس…دي مش اخلاقك يا اريام …أنا عارفة قد ايه أنتِ طيبة …..ممكن غضبك او شيطانك سيطر عليكي بس تقدري تهزميه وتروحي تبرئي المسكينة دي وتعتذريلها….
فركت أريام كفيها وهي تنظر لصديقتها بقلق وتقول:
-انا مكسوفة اواجههم…خايفة من أمجد ورد فعله …
هزت سلوى كتفيها وقالت:
-روحي واعملي اللي عليكي….
نظرت اريام إلى صديقتها وقالت:
-يعني…يعني أنتِ مش زعلانة مني !!
ابتسمت سلوى وهي تهز رأسها وتقول :
-انا عمري ما ازعل منك يا اريام …
ابتسمت اريام وضمت صديقتها وهي تشعر بالراحة تتسلل داخلها….
….
خرجت من شرودها وهي تنظر إلى أمجد الذي ينظر إليها بغضب …ابتلعت ريقها وهي تقول بصوت منخفض :
-انا بجد جاية اعتذر …انا اسفة على الكلام اللي قولته عليك انت وجيلان يا أمجد …وقتها كنت متضايقة …غيرانة …مكنتش بفكر بعقلي …ده مش مبرر ليا …أنا اللي عملته غلط واللي عملته امي غلط برضه …سامحني يا أمجد واوعدك مش هضايقك ابداً في حياتي. .. أنا خلاص اتقبلت انك بتحب جيلان….ربنا يهنيك معاها …
-أمجد بيحب جيلان …
قالها فادي مصدوماً. ….كان ينقل نظراته بين الجميع لتتوقف على أمجد الذي انقبض فكيه بعصبية …
-انت بتحب جيلان ؟!
قالها بإستنكار …وقد فهم اخيرا سبب غضبه غير المبرر كلما أتى بسيرة جيلان …كيف يحبها…الم يكن خاطب لغيرها …تلك ليست تصرفات أمجد أن يحب فتاة ويرتبط بآخرى …وهل جيلان تبادله تلك المشاعر …هو متأكد انها تبادله أيضا تلك المشاعر …
لم يرد أحد على فادي…الجميع كان يعيش صدمته الخاصة ….جاسم كان صامت وهو يتأكد من شكه المسبق ان ابن خالته يحب جيلان … هذا كان واضح للغاية …نظراته …توتره وغيرته …أما والدة جاسم كانت مصدومة وهي تنظر للجميع…كيف يحدث هذا ….أما جيلان التي كانت تقف بجوار الغرفة بعيداً عنهما كانت تبكي دون توقف …إلى متى ستظل سيرتها هكذا على كل لسان !!!
فركت أريام كفيها وهي تفكر :
هل فعلت شئ خاطئ مجدداً…رباه…..
-انا بجد أسفة لو عكيت الدنيا تاني ….أنا بس جاية اعتذر وأقول إن بسبب غيرتي قولت كده على جيلان …أنا متأكدة انها بنت محترمة وعارفة اخلاقك يا أمجد….انت صحيح ظلمتني بس اختارت القرار الصح لما مكملتش ظلمك ليا واتجوزتني وانت في قلبك حد تاني …بتمنى انك تسامحني …وقول لجيلان تسامحني كمان ولو عايزاني اروح الكلية اعتذرلها قدام الكلية كلها أنا معنديش مانع …..
-لو سمحتي روحي ..
قالها أمجد وهو يحاول أن يسيطر على غضبه …..
هزت رأسها وهي تذهب مسرعة ….بينما اغلق هو الباب ليقول فادي مرة آخرى بصدمة :
-أنت بتحب جيلان ؟!
-يعني هو مش واضح من الكلام !!
قالها أمجد بنفاذ صبر ثم نظر لوالدته :
-اظن دلوقتي معندكيش اي مبرر أنا هخليها تروح للكلية وتعتذرلها قدام الكل ….مفيش اي مانع اني اتجوز جيلان
رمشت جيلان بصدمة وهي تمسح دموعها بينما يكمل امجد :
-النهاردة كتب كتابي على جيلان..
نظرت جيلان اليه وهي تشعر بالذعر…ماذا يقول هذا أي عقد قرآن …شعرت ان الأرض تميد بها …كانت تتنفس بعنف بينما هو يقول هذا بكل بساطة امام الجميع …يخبرهم بصلافة انها ستكون زوجته …وكأن ليس لها أي رأي بهذا …
تجمعت الدموع بعينيها وهي تشعر بالقهر وقلة الحيلة …
+مش وقته الكلام ده يا أمجد !!
قالتها والدته بعصبية وهي ترمقه بلوم ليهز هو رأسه ويقول :
-لا يا امي وقته…خلاص وضحت كل حاجة …أنا هتجوزها …المأذون اللي هيجي يكتب كتاب نوران هيكتب كتابي أنا وجيلان كمان …
استدارت جيلان وولجت للغرفة وهي تبكي بعنف …لا تصدق ما تسمعه….

كان الجميع صامت بعد قراره هذا …كان التصميم يملع بعينيه …يخبر الجميع انه سيفعل ما يريده ولن يستطيع أي شخص منعه…تنهدت والدته بتعب وهي تفكر انها لن تستطيع أن تجعله يتراجع عن هذا الأمر …هي تعرف ابنها جيداً وتعرف كم هو عنيد ….
…………….
كانت تبكي بالغرفة بينما رحيق ونوران بجانبها ….كانت تشعر بالظلم…امجد قرر بكل قسوة انه سوف يعقد قرآنه عليها رغماً عنها ….
ضمتها رحيق وهي تقول بصوتها الدافئ :
-ممكن تهدي شوية ….جيلان والله أمجد بيحبك …أنا عارفة انه غلط وانه أتصرف تصرفات غريبة آخر فترة بس هو كان مشتت …أنا مش ببررله طبعا…هو غلطان بس كمان انتِ بتحبيه ومادام كده لازم تتجوزوا ….دي الحاجة الطبيعية ….
-انا حاسة …حاسة اني مجبورة …حاسة ان مليش أي رأي …مليش أي حق اتكلم او اقول لا ….اخوكي اخد حقي فيه اني اقول لا او آه يا رحيق …
كانت تريد رحيق ان تتكلم …كانت تريد أن تبرر ولكنها ماذا تقول …هل تكذب وتبرر لشقيقها …ستكون حينها منافقة ..المخطئ الأول في هذا هو أمجد ….هو من ذهب وخطب فتاة لا يريدها…قاوم انجذابه لجيلان حتى وقع في غرامها والآن هو يصارع الجميع ليحصل عليها …كانت تشعر بالشفقة على جيلان …هي فقدت اهلها ..وفقدت الحق في رفض أمجد …امجد حتى لم يبذل أي مجهود لكي يقنعها بالزواج منه …بل أخبر الجميع انه سيتزوجها …والآن ما يريده سيتم خاصة بعد ما اعلن فادي انسحابه بعد ما عرف الحقيقة ولا يبدو انه مستاء ….
طرقة خفيفة على الباب ثم دخول دلال قطع حيل افكارها …وقفت دلال والجدية تسيطر على ملامحها وقالت بهدوء :
-تمام ممكن تطلعوا انتوا الاتنين أنا هتكلم مع جيلان !
هزت كلا من نوران رحيق رأسهما وخرجا…اغلقت دلال الباب ثم اقتربت من جيلان وقالت بلطف :
-ملبستيش ليه ؟!
-انا مش عايزة اتجوزه ..مش عايزة اتجوز ابنك يا مرات عمي …
قالتها جيلان بغضب وهي تمسح دموعها بينما ابتسمت دلال بلطف وقالت وهي تقترب منها وتربت على كتفها قائلة:
-بس انتِ بتحبي ابني يا جيلان مش هتقدري تنكري ده …وهو كمان بيحبك …أمجد غلط ..أنا عارفة انه بيكون تور احيانا بس أنا متأكدة انه بيحبك اوووي…
-بعد ايه ؟!بجد بعد ايه !!
قالتها جيلان بحرقة بينما الدموع تنهمر من عينيها ..ثم أكملت :
-بعد ما كسر قلبي …بعد ما خطيبته القديمة شوهت سمعتي ..
-وجات اعتذرت ومستعدة تقول الحقيقة للناس كلها …بس مش هنوقف حياتنا عشان كده يا جيلان …أنا بصراحة كان في عقلي اجوزك لفادي عشان امجد يعقل شوية وقولت يمكن هينساكي …بس ابني عنيد …هو حبك وعايزك وهيتجوزك …
-طيب وأنا ….
ابتسمت دلال بخبث وقالت:
-أنتِ قادرة تربيه على غلطه في حقك …بس تربيه بذكاء يا جيلان …أنا عايزاكي فعلا تربي ابني !!
…….
خرجت جيلان وهي تمسك كف نوران …كلاهما رغم هدوئهما الظاهر الا داخلهما عواصف ..الخوف …الغضب ….الترقب والقلق …كلتاهما غارقتان بمشاكلاتهن الخاصة …ابتلع أمجد ريقه وهو ينظر الى جيلان …خانته عينيه وهي تمر على فستانها الأزرق الطويل المحتشم مع خمار ابيض اللون ….
أطرق برأسه مرة آخرى وهو يفكر ان دقائق …دقائق وتكون زوجته …دقائق وتكون ملكه حينها سوف ينظر إليها كما يشاء …يفعل ما يريد ….
بدأ المأذون بإجراء عقد الزواج الأول وهو يأخذ كل الاوراق اللازمة….
-فحص طبي للزواج !!!
قالها امجد بوجه شاحب وهو يضرب رأسه بينما يقول من بين اسنانه…
-غبي أنا غبي !!
نظرت إليه والدته بحيرة وشدته بعيدا قليلا وهي تقول :
-هو فيه ايه ؟!
-فيه ان النهاردة مش هينفع اكتب كتابي على جيلان …لازم نعمل فحص الزواج وشوية اوراق زي ما عمل جاسم …أنا ازاي مفكرتش في كده ….
نظرت جيلان بدون فهم لما يدور بينما تنفس امجد بإنفعال وهو يفكر ان اي تأخير سوف يجعلها تتسرب من يديه ….
اقترب وسأل الشيخ وقال:
-هو مينفعش كتب الكتاب يتم من غير فحص الزواج يا شيخنا …
هز الرجل رأسه بأسف وقال:
-للأسف يا شيخ أمجد مينفعش ….وعموما هو الموضوع مش صعب ممكن تعملوا التحاليل بكرة وتروحوا تستلموها بعد أسبوع. ..
تنهدت جيلان براحة كبيرة وهي تنسحب بهدوء الى غرفتها …على الأقل سوف يتأجل الأمر …
…….
جلس أمجد بغضب مكتوم على الطاولة وهو يضع كفه في كف جاسم بينما يردد خلف الشيخ
……
-بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير …
قالها الشيخ وهو يعلن اتكلم عقد القرآن …مضت نوران بيد مرتجفة على ورقة زواجها …بهذا اصبحت زوجته رسمياً…وحينها لم تشعر بشئ …لم تشعر بمباركات الأهل لها ولا الزغاريد التي اطلقتها خالتها …شعرت أنها انفصلت تماماً ان الواقع …ظلت تنظر للجميع بعيون زائغة …بدأت عينيها تترطب بفعل الدموع …رأت بعيون مشوشة جاسم وهو يقترب منها ….عينيه البنية تأسر عينيها …ابتسامة رائعة تزين شفتيه وهو يقول :
-انا مش قادر اصدق نفسي أنك بقيتي مراتي …مش قادر اصدق يا نوران ….
مسح دموعها التي انسابت دون ارادة منها ثم عانق وجهها وقبل رأسها برفق …..
شهقت وهي تشعر بتسارع دقات قلبها…ليتها لم تخطئ كانت لتستمتع بتلك اللحظات الرائعة …لم تكن لتشعر بتلك المرارة في حلقها…لم تكن لتشعر بالذنب …بالخوف ….بالإنتظار الكبير ليوم تنكشف حقيقتها ويعرف زوجها انها فتاة بلا شرف….فتاة تم تدنيسها…
-نوران خدي جاسم وروحوا اقعدوا في اوضتك شوية …
قالتها دلال مبتسمة لترتعش نوران وهي تنظر إلى والدتها بعصبية …معدتها التوت بألم وهي تهز رأسها بينما تنسحب الدماء من وجهها …ثم قالت بهمس:
-اتفضل…
سار خلفها وهو يشعر بالترقب…حينما ينفرد بها ثم يعانقها …يعانقها بقوة مخرجاً جميع مشاعره!!
….
ما أن اغلقت الباب واستدارت نحوه حتى شهقت بفزع عندما رأت يده تمتد نحوها ثم تجذبها إليه ..رفعها قليلاً إليه وعانقها بقوة …عانقها بكل تلك المشاعر التي كانت مدفونة في قلبه نحوها هي ….لم يكن عناقه ابدا رقيقاً ولا ناعماً بل اتى عنيفاً عاطفي وهو يغمض عينيه بينما تمتد كفه لحجابها ويزيله ببطء حتى تنسدل شعرها …ارتعشت وهي بين ذراعيه…كانت الدموع تنفجر من عينيها وهي تعيش الماضي …وشعرت وكأن ذراعي جاسم الآمنى تبدلت بذراع شخص آخر…آخر انتهكها وسلب شرفها …تخشبت بين يديه ونشيج حار يفلت من بين شفتيها ولكنه لم يكن واعي ابدا لهذا …كان غارق بحلمه الذي حققه آخيراً…
-مش قادر اصدق يا نوران…أنتِ في حضني …حضني أنا ….مش قادر اصدق أنك بقيتي ملكي ..أنا بحبك يا نوران بحبك اووي ..استنيت كتير اللحظة دي ..اللحظة اللي احضنك فيها …اللحظة اللي تكوني فيها حلالي…مش قادر اصدق ان أخيرا ربنا كرمني بيكي …أنا مفيش صلاة ليا والا كنت بدعي ربنا أنك تكوني ملكي …تكوني مراتي. ..والحمدلله ربنا حقق امنيتي …الحمدلله…
ثم ابعدها عنه وعبس وهو ينظر إليها …مسح دموعها وقال بندم :
-انا آسف لو جرحتك يومها …أنا كنت بقاوم حبك يا نوران ولما استسلمت قررت اكون نفسي واتقدملك …عشان انتِ أغلى من اني اربطك معايا من غير ما اكون جاهز….أنا بحبك والله
عانق وجهها ثم اقترب وهو يقبلها بلطف شديد …فجاة دفعته بقوة وهي تشعر بالغثيان ثم خرجت من الغرفة بسرعة وهي متجهه للحمام وهي تتقيأ
……..
في غرفتهما …
كانت تشرب عصير البرتقال الذي احضره لها….أول جلسة مع الطبيبة النفسية كانت ناجحة نوعاً ما…لم تتطرق للحديث عن حادثة تشوهها وتركتها تأخذ وقتها ….
كان سيف يبدل ثيابه بصعوبة نوعا ما بسبب كسر يده ولكنها قد تحسنت لدرجة انه بدأ يحركها دون صعوبة كبيرة رغم وجودها داخل الجبيرة …
جلس بجوارها على الفراش وقال :
-يظهر أنك ارتاحتي للدكتورة نورا …
هزت رأسها ثم نظرت إليه وقالت:
-شكلكم اصحاب اووي …يعني متعودة عليك …
ابتسم وهمس:
-بتغيري؟!
-لا خالص …مش أنا اللي بغير…انت اللي اعترفت أنك بتغير…
هز رأسه موافقاً وقال:
-فعلا أنا بغير اووي عليكي …
نظرت إليه وقالت:
-ليه ده مش جواز حقيقي …
-طيب لو كنت عايز كده فعلا؟!
قالها بجدية وهو ينظر إليها ..عينيه الزرقاء تبرق بغرابة عبست وهي تنظر إليه ثم قالت قبل أن ترتشف عصيرها :
-عايز ايه مش فاهمة؟!
-عايز اخلي جوازنا حقيقي…اخليكي مراتي فعلياً!!
أبعدت العصير عن فمها …شعرت بالإختناق للحظات وهي تسعل بقوة ….اقترب منها وهو يمسك كوب العصير ويضعه على الطاولة ثم يربت على ظهرها بلطف ويقول بحنان:
-اهدي انا مش هفرض عليكِ حاجة …
نظرت إليه بقلق وقالت:
-ليه؟!
-ليه ايه ؟!
تلكأت وهي تقول :
-ليه عايز تخلي جوازنا حقيقي …
ابتسم وهو يرمقها بنظرة خاصة وهمس وهو يقترب بوجهه منها وقال:
-مستعدة تسمعي السبب ؟!
ابتلعت ريقها بعسر وقالت:
-مش هينفع ده …احنا اصحاب ..انت قولت كده …مفيش بيننا اي مشاعر …انت مبتحبنيش …
-ومين قال إني مبحبكيش….
حاولت النهوض للابتعاد عنه ولكنه امسك كفها وهو يقول :
-مياس أنا ب….
-بس بس …متنطقهاش …
قالتها وهي تقفز برعب …ثم ركضت نحو الحمام وأغلقت الباب عليها !!
ابتسم وهو يهمس :
-بجد مجنونة ..
………..
فتحت عينيها وهي تشعر بباب المنزل يفتح ….كانت ما زالت تحت تأثير النوم ولكن قلبها خفق بسعادة…لقد اتى جورج …نهضت بسعادة وهي تفتح الضوء كانت قد اغرقت المنزل كله في الظلام لكي تحصل على افضل نوم كانت تكره ان تنام على أي شعاع للضوء…بعد ان اتت اليوم من عند والدتها منذ ساعة تقريباً تحممت ورأت رسالة جورج وقررت ان تنام لانها ظنت انه سوف يبقى مع صديقه حتى الصباح ولكنه اتى …حبيبها لم يهن عليه ان يتركها بمفردها اليوم…نهضت من الفراش وهي تسير نحو باب الغرفة ولكن تخشبت فجأة وهي تشعر بوجود وقع أقدام شخصين وليس شخص واحد ……شعرت بتسارع دقات قلبها وهي تشعر بالرعب الشديد ….ما هذا …اتجهت برعب الى هاتفها وهي تمسكه بينما تفتحه بيد ترتعش لكي تتصل به ….
……
فتحت سيلا عينيها وهي تسمع رنين هاتف جورج …نهضت مسرعة لكي لا يستيقظ إذ انها وجدت انه بجوارها يغط في نوم عميق ….
امسكت الهاتف وابتسمت بخبث وهي تجد المتصل هو ماريانا ….خرجت مسرعة من الغرفة لصالة المنزل وهي تفتح الهاتف وتضعه على اذنها بينما تقول بصوت ناعس مقصود :
-ألو مين معايا ….
انسحب اللون من وجه ماريانا وهي تتعرف على الصوت الانثوي المميز وقالت بلهاث:
-سيلا …
-ايوة نعم أنا سيلا…انتِ مين ؟!…
شعرت ان الأرض تميد بها….كيف وقع هاتف جورج بيد سيلا …لقد اخبرها انه مع رفيقه إذ يعاني من مشاكل ….لا…لا. …لا يجب أن تنهار الآن …سوف تفهم لاحقاً …الآن يجب أن تنقذ حياتها وحياة ابنها….يجب ان تخرج من هنا آمنة ،
ابتلعت ريقها وهي تقول بنبرة متوسلة :
-سيلا أنا ماريانا …جورج …جورج فين …أنا في مصيبة
-آه ازيك يا حبيبتي … جورج نايم حاليا …اصله مرهق شوية ….سوري مش هقدر اصحيه …..
انهمرت دموعها من عينيها …كانت لا تصدق انها ستتوسل حبيبة زوجة السابقة كي تكلمه …ولكن غريزة البقاء …غريزة رغبتها في حماية طفلها كانت أكبر من أي شئ…أهم من أي شئ حتى جورج نفسه ..
-سيلا ابوس ايديكي ..ابوس ايديكي صحيه …أنا حياتي في خطر …فيه اتنين برا …معرفش دوول ايه بس أنا حاسة بوجود ناس غريبة في البيت بتاعي …أنا لوحدي ابوس ايديكي صحي جورج يجي…صحيه ….
تلوت معدة سيلا بعصبية ولكن انانيتها سيطرت عليها وهي تقول بصوت ناعم :
-تلاقي متهيألك …روحي نامي أنا مش هصحي جورج …
-سيلا بقولك أنا في خطر …حرام عليكي ممكن أموت
قالتها ماريانا وهي تشعر انها على حافة الإنهيار…احتشد العرق على جبينها وبدت انها تتكلم جدار لا يشعر …كيف تعرف ان امرأة مثلها معرضة للخطر ولا تهب لمساعدتها ….
-قولتلك مش هصحي جورج …انتِ مبتفهميش .. الراجل تعبان اووي من المجهود اللي بذله …
ثم ضحكت بخبث وقالت :
-ممكن متزعجيناش يعني …جورج هيجيلك بكرة متقلقيش ….يالا باي يا حلوة. .
-سيلا …سيلا لا متقفليش …
ولكن سيلا قد تجردت من كامل انسانيتها وهي تغلق الهاتف بوجهها…
شعرت ماريانا ان الأرض تميد بها …رباه ماذا تفعل !!!
امسكت الهاتف مرة آخرى مقررة الاتصال بالشرطة …ولكنها انتفضت ووقع الهاتف من يدها عندما فتح احدهما الباب….ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تجد نفسها تواجه شخصيتن ملثمين ينظران إليها …وكم تمنت ان تموت في تلك اللحظة إذ ان نظراتهما اخافتها !!!
….
وضعت سيلا الهاتف على الوضع الصامت ثم وضعته على الطاولة المجاورة للفراش…خلعت المنامة التي كانت ترتديها ثم ارتدت قميص باللون الازرق الفاتح ثم اتجهت نحو الفراش ونامت بجواره وعلى ثغرها ابتسامة واسعة …هو حبيبها …ملكها هي فقط !!!
…..
حاولت التحرك ولكن بدت ان قدميها مثبتة في الأرض …اخرج حاتم سكين صغيرة وقال بصوت قوى وهو يقترب منها :
-لو حاولتي تتحركي أنا هقتلك…
طافت عينيه عليها بطمع…كانت امرأة جميلة بالفعل …ضوء الاباجورة الشاحب جعله يرى فتنتها…بالإضافة الى جمال وجهها فهي تمتلك جسد جميل …خاصة مع ذلك القميص الأسود الذي ترتديه والذي يناقض بياض بشرتها
-يالا يا ادهم انت كمل مهمتك …
كانت متخشبة وهي تنظر اليهما…بدأ حاتم ينظر حولهم …كان ادهم يأخذ أي أموال او مجوهرات يراها…ابتعد حاتم قليلا وهو يبحث عن شئ بدوره …اتجهت ماريانا بخفة لتأخذ الهاتف ولكن حاتم رآها ليقترب منها ثم يصفعها بخشونة حتى سقطت على بطنها على الأرض … امسكت بطنها وهي تتأوه من الألم بينما الدموع تطفر من عينيها….رباه سوف تخسر ابنها…
جعلها حاتم تستدير ثم رفع قدمه ليضربها على يطنها ولكنها صرخت وهي تقول بتوسل:
-ابوس ايديك لا …لا أنا حامل…
-حاتم.خلاص …
قالها ادهم ثم اقترب منه وابعده وهو يقول :
-صاحبي دي باين عليها حامل وتعبانة خلاص هي مش هتعمل حاجة تاني…احنا عايزين نسرق مش نقتل…
نظر إليه حاتم بعصبية وقال:
-انت مش قولت ان مفيش حد في الشقة !!كان لازم تاخد بالك ….خلاص يالا نخلص شغلنا بسرعة !!
ثم بدؤا بجمع الأشياء بينما ماريانا كانت تتألم بقوة والدموع تطفر من عينيها …تريد أن ينتهوا سريعاً حتى يذهبوا حينها سوف تتصل بوالدتها …..تتمنى ان تقاوم حتى يذهبوا….مرت الدقائق بطيئة للغاية …الألم يشتد عليها …كانت وحيدة مرتعبة…تتمنى ان تنتهي تلك اللحظات سريعاً…لم ترغب في التفكير به …الرجل الذي فضل ان يبقى بين ذراعي حبيبته بينما زوجته …ام ابنه تصارع هنا الموت…
آخيرا انتهوا واخرجت ماريانا زفرة ارتياح…فجأة توقف حاتم وهو ينظر إليها…
-يالا يا حاتم واقف ليه ؟!
قالها أدهم بحيرة …رفعت ماريانا نظراتها الى ذلك الراجل …كانت عينيه الظاهرة من القناع تلتهمانها ….نظرت حيث ينظر هو ووجدته ينظر الى ساقيها التي ظهرت من القميص الأسود القصير….
-الست دي جامدة اووي …
قالها بصوت ثقيل بث الرعب داخلها …ثم كاد ان يقترب منها الا ان ادهم أمسك ذراعه وقال:
-انت بتعمل ايه يا مجنون …الست حامل….
ولكن حاتم دفعه وهو يقول :
-ملكش دعوة ولو مش عايز تاخد دورك اقف على الباب لحد ما اخلص …
-يا حاتم اعقل يخربيتك هتبقى سرقة واغتصاب !!
ولكن حاتم لم يسمع إليه بل اقترب من ماريانا التي ارتعبت وهي تصرخ :
-ابعد عني ابعد ….
حاصرها على الأرض لتلكمه في وجهه بقوة …اغتاظ وقام بلكم بطنها بقوة لتصرخ بألم …اخذت تتلوى على الأرض بينما اتجهت كفه لقميصه وهو يفعل بها ما يريد !!…
يعد قليل كان انتهى منها بينما كانت هي غارقة في دماءها ….كانت الدموع تنهمر من عينيها وهي اتمنى الموت في تلك اللحظة …كانت تشعر بالقرف من نفسها …تشعر انها ماتت في تلك اللحظات القليلة….
نهض حاتم عنها وهو يمسح فمه الظاهر من القناع ويقول :
-طلعتي اجمد مما توقعت بصراحة …يا بخت الدكتور بيكي ….
-خلاص يالا يا حاتم كفاية
قالها ادهم بعصبية ليخرج حاتم بينما يقترب أدهم من ماريانا وقام بتغطيتها ثم قرب منها الهاتف وقال:
-اتصلي بأي حد يلحقك …
ثم غادر مسرعاً…
……
في اليوم التالي…
استيقظت وهي تسمع صوت ضحكات ابنها مع يوسف …..ابتسمت بسعادة وهي تخرج وتراقبهما ..كانا يجلسان سويا …يوسف يطعم ابنها برفق بينما الصغير يضحك من قلبه….
وضعت كفها على قلبها وهي تشعر بسعادة كبيرة …تشعر أن الله يعوضها بعد كل تلك السنوات التي عاشتها في قهر ولكنها ما زالت تخاف …تخاف من لطيف ….تجهم وجهها فجأة وكسا القلق ملامحه …ماذا أن احدث مشكلة …هي حتى الآن لا تعرف ماذا فعل يوسف به …كيف أبعده عنها ….لقد انشغلت بجوازها …بحب يوسف وتدليله لها ولم تبحث عن الاجابة …صحيح انها سألته ولكنه تملص من السؤال بمهارة ….ترى ماذا يخفي يوسف …كان هذا حقا ما يقلقها …وواضح أن القلق كان جلياً على ملامحه لدرجة أن يوسف شعر بوجودها ونظر إليها …عبس وهو يجدها شاردة بشكل غريب…ابتسم ونهض مقترباً منها ووقف أمامها …نظر إلى الطفل المنهمك في طعامه ووضع كفه على وجنتها قائلاً:
-خير يا حلوة سرحانة في ايه …
ارتعشت بشكل طفيف وهي تنظر إليه …كانت عينيها تصرخ بالقلق ولكنه تجاهله تماماً …يريدها أن ترتاح …تطمئن …أن يسمح لها بأن يحل جميع مشاكلها …يريد أن يكون الحامي لها …لا يريدها الا مبتسمة مرتاحة …امرأة عاشقة له فقط !!!
-يوسف انت عملت في لطيف ؟!
ابتسم بلطف وقال ؛
-مش عايزين نفكر في لطيف حاليا ….متجيبيش سيرته ولا تفكري فيه عشان بغير ….
نظرت إليه بلوم وقالت:
-انت بتتهرب من الإجابة …طمنني يا يوسف قول عملت ايه …أنا عارفة لطيف. ..انسان خبيث مش هيسيبنا في حالنا !!
ابتسم لها وهو يقبل كفها ويقول :
-للاسف يا حبيبتي أنتِ متعرفهوش كويس …لطيف انسان جبان ….هو عشان يحس أنه قوي بيتغذى على خوف اللي حواليه وللاسف كان بيتغذى عل خوفك عشان تتراجعي ومتشوفيش حياتك …قانونيا مكانش هيقدر ياخد ابنك حتى لو اتجوزنا لأن الحضانة بالترتيب كانت هتكون لخالتك مش ليه ….وبعدين أنا قرصت ودنه شوية تقدري تقولي قدرت أبعده خلاص …متخافيش يا حياتي أنا عمري ما اسمح لاي حد أنه يأذيكم انتِ أو محمد ….
ظل القلق يكسو نظراتها …تنهد وقال:
-أنتِ بجد عنيدة …
تنهدت بيأس وتمسكت به وقالت :
-انا مش عنيدة …أنا خايفة عليك يا يوسف …أنا بحبك ….
تألقت عينيه وقال مبتسماً:
-قوليلي بحبك تاني كده …
زفرت بضيق وقالت:
-هو ده وقته …..
اقترب بوجهه منها وهو يقول :
-معلش قوليها تاني….
-يوسف الولد …
قالتها بخجل وهي تنظر الى محمد التي غفلت عنه …نظرت إليه بلوم ثم ضربته على كتفه وقالت :
-عيب كده …
ابتسم لها وهو يلمس وجنتها …
-على فكرة أنت مش هتضحك عليا بالكلمتين دوول انت هتقولي عملت ايه في لطيف …
تنهد وقال؛
-حاضر هقولك …بس مش دلوقتي خالص …احنا دلوقتي هنستمتع بأيام شهر العسل بتاعتنا …..هاخد إجازة أسبوع كده ونسافر ايه رايك ؟!.
ابتسمت وقالت :
-انا بجد مكسوفة من اللي في الكلية لما نيجي…كلهم عرفوا أننا اتجوزنا . .
عبس وقال :
+مكسوفة مني …
هزت رأسها بسرعة وهي تنفي بسرعة :
-لا طبعا …بس مكسوفة من نفسي اوووي يا يوسف …حاسة انك كتير عليا …حاسة أن….
وضع أصابعه على شفتيه وقال وهو يقبل رأسها :
-اوعي تقولي كده تاني ….أنتِ غيرتي حياتي …ادتيني الحب اللي انا كنت محتاجه …ادتيني ابن ….حسيت بالابوة لأول مرة بسببك وهيكون لينا بنت تانية قريب إن شاء الله …
قالها وهو يقبل وجنتها …
ابتسمت بخجل وهي تضمه إليها …رغم كل شئ القلق ينهش قلبها ….يوسف يقحمها بعالم وردي …عالم لم تظن أنها ستكون فيه يوماً….
-عمري ما تخيلت اني حد يحبني بالطريقة دي يا يوسف …كنت بحس اني أقل من اني اتحب…مش قادرة اصدق ان ربنا عوضني اخيرا براجل زيك ….افتكرت أن الحب اللي انا عايشاه حاليا مش ليا أو حاجة بنشوفها في الأفلام أو بنقراها في الروايات …بس انت خليت كل حاجة حقيقية ….رغم اني جوايا خوف بس عايزة اقولك اني معرفتش الآمان اللي معاك ….
ابتسم بحنان وهو يسمع كلماتها تلك …كيف يخبرها أن هذا شعوره أيضا …لقد كان مشتت …يبحث عن الحب …محطم القلب من قبل رقية ثم نسرين …بحث عن الحب بضراوة كان يريد أن يرتاح ولكنه انكسر مرتين إلى أن اتت هي وجبرت قلبه ….
-انا بحبك بجد يا ماجدة …بحبك اكتر مما تتخيلي ….
ابتسمت بسعادة وهي تشعر اخيرا أنها بمكانها الصحيح …فبين ذراعيه كان الوطن !!
ابتعدت عنه وهي تبتسم بخجل ليمسك كفها ويسحبها نحو الطاولة لتجلس وتتناول الإفطار معهما…ابتسم يوسف وهو ينظر لتلك العائلة …عائلته … امرأة محبة رائعة …وابن مهذب لطيف …هذا ما كان يريده وقد تحققت أمنيته…
-الحمدلله يارب ..
تمتم مبتسماً بينما قلبه كان يخفق بسعادة ..
… . ….
-لا …لا انتوا واخديني على فين ..
قالها حماد زوج سمرا بينما يشعر بالذعر …كانت عينيه معصوبة ….جل ما يتذكره أنه كان خارج من منزل عشيقته الجديدة بعد أن قضى الليلة معها ثم أتت سيارة سوداء مصفحة واقتربت منه وفجأة فتح عينيه وهو يجد نفسه يُجر بقوة بينما عينيه معصوبة…. الخوف نهش قلبه وهو يتخيل اسوأ السيناريوهات …رباه ماذا يحدث …فكرة بفزع …..
-اهلا بيكي يا حماد …
قالها لطيف بصوته المميز القاسي…قصف قلب حماد برعب وشعر بالهلع …
-ل…لطيف بيه!!!
أشار لطيف لرجاله كي يسحبوا العصابة عن عينيه….
وقد سحبوا رجالة العصابة عن عيني حماد بقوة ألمته ليجد نفسه وجه لوجه أمام لطيف …في منزل مهجور غريب ..كان يجلس على مقعد خشبي …عينيه تلمع بغضب شديد لم تخففه تلك الابتسامة الصغيرة التي تحتل وجهه …
-لطيف بيه صدقني أنا …
قالها حماد وهو يبكي …كان عاجز عن إيجاد الكلمات ….كان لطيف غاضب …غاضب كثيرا …بسبب هذا الغبي ضاعت حبيبته منه
-اسكت يا حماد …
قالها لطيف بنبرة ناعمة خطيرة بثت الرعب داخله ….
-لطيف بيه …والله مليش دعوة …ده هو …هو اللي اغراني بالفلوس …لطيف بيه أنا ….
نهض لطيف واقترب منه ثم لمس خده وكرر :
-انا قولتلك تسكت يا حماد …
أطرق حماد رأسه وهو يبكي بقوة ….يشعر بالرعب…ماذا سيفعل به هذا الرجل المجنون …بالتأكيد سوف يقتله …رباه كيف كان غبي لتلك الدرجة وسمع كلام يوسف ….كيف اغراه بالمال …لقد كان في باله ان يبتز لطيف بباقي الأدلة للحصول على المال …أراد أن يكون غني …يكسب الأموال ولا يعمل مجددا….هو يعشق الأموال كما يعشق النساء…تلك هي نقاط ضعفه……
-أنت هتعمل فيا ايه يا لطيف بيه ؟!
قالها حماد وهو يبكي …ابتسم لطيف بغموض وهو يمد كفه ليودع احد رجالة سلاح به …امسك لطيف السلاح وهو مبتسماً وقال:
-هقتلك اكيد يا صاحبي …
-لطيف بيه انا …أنا آسف …سامحني ابوس ايديك ….
ابتسم لطيف بآسف وقال:
-معلش يا صاحبي أنا مش بسامح في الخيانة !!!
ثم أطلق عليه النار ….
نظر لطيف ببرود إلى الرجل الغارق في دماؤه وقال لرجاله:
-اتخلصوا من جثته …مش عايز حد يعرف هو فين ولا حصله ايه !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *