روايات

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آيلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة البارت التاسع والعشرون

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الجزء التاسع والعشرون

ما لم تخبرنا به الحياة
ما لم تخبرنا به الحياة

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الحلقة التاسعة والعشرون

كنت حاسة بجسمي كله مك.سر، فتحت عيوني بالعا.فية عشان ألقى جسم شاب غر.يب عر.يان نايم جمبي على السرير، بدأت أفتكر كل اللي حصل تاني، قمت مفز.وعة و بدأت ألم هدومي من على الأرض و ألبسها و أنا عمالة أب.كي.
لقيت باب الأوضة مفتوح فاتسحبت و طلعت أجري في الشارع و أنا حا.فية في نص الليل، كل اللي كنت بفكر فيه إني أوصل البيت بسرعة عشان أستخبى في حضن ماما و مأخدتش بالي من الشاب اللي طلعلي في نص الطريق فجأة قبل ما يتكلم:
_رايحة على فين يا حلوة؟ لسه مخلصناش منك!
رجعت لورا و أنا بتكلم بخو.ف:
_ا..ابعد عني، كفاية! عايزين مني ايه تاني؟
ابتسم بسخر.ية قبل ما يرد:
_كفاية ايه؟ دا لسه الليل طويل و صاحبتك موصيانا عليكِ على الآخر.
ظهر وراه فجأة شابين تانيين و بدأوا يقربوا مني و أنا فضلت أرجع لورا لغاية ما لزقت في حيطة و مكنتش عارفة أروح فين.
ثب.تني الشاب اللي كان بيتكلم، و التاني حط يده على بوقي عشان مقدرش أصر.خ و الأخير بدأ يس.حب في هدومي و يق.طعها.
كنت خلاص تعبت من المقا.ومة، بدأت أستس.لم لمص.يري و قبل ما عيوني تقفل سمعنا فجأة صوت كلاكسات عربية وقفت قدامنا، نزل شاب من العربية و قرب منا و هو بيتكلم بعص.بية:
_بتعملوا ايه؟ ابعد عنها انت و هو حالاً!
قرب شاب من التلاتة منه و اتكلم و هو بيز.قه بيده لورا:
_ملكش دعوة، خليك في حالك أحسنلك عشان متز.علش.
_والله؟ و هتز.علني ازاي بقى؟
كان الشاب اللي نزل من العربية أكبر و أعرض منه و مع ذلك رد عليه التاني من غير خو.ف و لا تردد:
_تحب أوريك ازاي؟ حاضر من عيوني.
مد يده عشان يضر.به بس الشاب مسكها و لو.اها ورا ضهره جا.مد، أصحابه التانيين أول ما شافوا إنه مش قا.در عليه وحده سابوني و راحوا عشان يساعدوه، و.قعت على الأرض و أنا بتفرج عليهم عمالين يحاولوا يضر.بوه هم التلاتة و مش قادرين لغاية ما واحد في حركة غاد.رة و سريعة منه طلع سك.ينة و طع.نه بيها في جنبه قبل ما يصر.خ الشاب بأ.لم و ي.قع على الارض.
ابتسم اللي طع.نه برضا و سحب السك.ينة من جنبه عشان يط.عنه بيها في حتة تاني، صر.خت بر.عب من منظر الد.م و هو بينتشر في كل حتة حاولت أقوم بس رجليا مطاو.عتنيش.
طلع السك.ينة من جسمه تاني و قبل ما يط.عنه بيها للمرة التالتة سمعنا صرا.خ واحد جاي ناحيتنا:
_آدم! انت فين؟
اتج.مدت في مكاني بصد.مة لما شفت ملامحه و أدركت إنه كان نفس الشاب اللي اعت.دى عليا، فجأة سمعت واحد من التلاتة بيهمس بق.لق:
_هو دا آدم محمد صاحب أدهم؟
رد عليه واحد تاني:
_مص.يبة لو كان هو، دا أخوه ظا.بط و ممكن يودينا في دا.هية كلنا!
اتكلم التالت بخو.ف:
_أياً كان قوموا خلينا نمشي من هنا بسرعة.
رمى السك.ينة على الأرض قبل ما يجروا هم التلاتة و أدهم قرب من آدم، مسك السك.ينة و قدرت أشوف عيونه بت.تهز بر.عب و هو بيسحب آدم في حضنه قبل ما ينطق بصوت مهز.وز:
_آدم، انت..انت كويس؟ ليه..ليه في د.م على هدومك كدا؟ ايه السك.ينة دي؟ آدم مت..
رفع آدم يده اللي كانت مليا.نة د.م و لمس بيها على خده عشان يخليه يسكت قبل ما يتكلم بصعو.بة و صوت واطي:
_خد بالك من نفسك، انت شخص كويس، م..متصدقش اللي باباك بيقوله عنك، أنا…أنا واثق فيك يا أدهم.
بدأ أدهم يب.كي و يصر.خ و أنا خف.ت لياخد باله مني و يعملي حاجة تاني فحاولت أقف لغاية ما قدرت فعلاً و جريت ناحية البيت من غير ما أبص ورايا تاني أبداً.
_____________________
سحبت يمنى نفساً عميقاً بعد أن انتهت من سرد كل ما جرى في تلك الليلة على آذان أدهم الذي لم يستطع حب.س دمو.عه بينما يستمع إليها.
تحدث بصعوبة من بين شهقا.ته الخفيفة:
_م..مكنتش عارف قالي ايه ساعتها، طول عمري كنت أفكره قال إنه مش مسامحني…ط..طول عمري كنت أفكر أنا اللي عملت فيه كدا.
طالعته يمنى باستغراب قبل أن تتحدث:
_ازاي مش فاكر ايه اللي حصل ساعتها؟
أجاب أدهم بانتحا.ب:
_شربوني حاجات و مكنتش واعي بنفسي، مش فاكر غير…غير شوية حاجات بسيطة…
تنفس بعمق قبل أن يكمل حديثه:
_فاكر إني لما صحيت و لقيت الفرشة جمبي عليها د.م اتخضيت و اتصلت بيه، فاكر و أنا بجري في الشارع زي المجنو.ن و بدور عليه، فاكر…فاكر منظره و هو في حضني و هدومه غرقا.نة د.م.
بدأت دمو.ع يمنى في التساقط من حديثه قبل أن ينهض فجأة ليأخذ شيئاً ما من الغرفة، و يخرج من الشقة سريعاً.
__________________
كان أيوب يتناول الغداء في منزله مع أبنائه عندما سمع صوت طرق شد.يد فجأة على باب شقته.
فتح الباب ليتفاجئ بأدهم يقف أمامه بملابس المنزل و عيونه منتف.خة من البكا.ء ليتحدث بصد.مة:
_أدهم! مال وشك عامل كدا؟ في ايه؟
تحدث أدهم:
_أيوب، أنا مقتل.تش آدم…مقت.لتهوش.
طالعه أيوب بعدم استيعاب للحظة قبل أن يجيب:
_أدهم انت بتهلو.س؟ ادخل جوا خلينا نتكلم.
تحدث أدهم بتصميم:
_لا، أنا مقت.لتهوش، قلتلك قبل كدا إني كنت حاسس إن مش أنا اللي عملت فيه كدا!
شعر أيوب بالارتباك من حالة أدهم لذا تحدث:
_ط..طيب انت مقت.لتهوش ، خلينا ندخل دلوقتي و…
قا.طعه أدهم:
_أنا لسه مش فاكر…مش فاكر اللي حصل ساعتها بس حد شاف و حكالي و..و دلوقتي بعد ما اتأكدت إني مش الشخص اللي عمل فيه كدا أقدر أدهولك…
طالعه أيوب بعدم فهم:
_تديني ايه؟ قصدك ايه؟
مد أدهم يده بفلاشة قبل أن يجيب:
_آدم…آدم كان مو.صيني أدهالك لما يمو.ت.
تحدث أيوب بارتباك بينما يتاول الفلاشة منه:
_أنا مش فاهم حاجة! ليه آدم و.صاك تديهاني بعد ما يمو.ت؟ ازاي كان عارف إنه هيمو.ت من الأساس يا أدهم انطق…!
_اسمع اللي جواها و انت هتعرف كل حاجة، مش هقدر أقولك أكتر من كدا!
أنهى أدهم حديثه ليلتف و يغادر بينما بقي أيوب في مكانه لعدة لحظات يحاول استيعاب كل ما جرى قبل أن يغلق الباب أخيراً و يقرر التحقق من الأمر بنفسه.
___________________
كنت ماشية في الشارع و أنا بفكر في كلام أدهم، لو فعلاً مكانش واعي بحاجة يبقى هو مكانش قصده يعمل فيا اللي عمله؟
منظره و هو بيب.كي بعد كل كلمة كنت بنطقها كان ص.عب و باين فعلاً إنه كان صادق في كلامه و دلوقتي بس بعد كل السنين دي أدركت حاجة…ملامح أدهم يومها مكانتش ملامح واحد شهو.اني أو واحد عايز حاجة، كانت ملامحه أقرب ل…واحد تا.يه، واحد خا.يف و بيست.نجد بحد ين.قذه من اللي هو فيه!
جري على آدم صاحبه أول واحد بس للأسف آدم مكملش، مع إني معرفش آدم بس لسه لغاية النهاردا بدعيله في كل صلاة لما أفتكر اللي عمله، لولاه مكنتش هقدر أكمل، مستحيل كنت أقدر أعيش بعد ما أتعرض للإغت.صاب مرتين في نفس الليلة، آدم…أنا بتمنى إنك تكون في مكان أحسن دلوقتي و تكون سعيد و راضي.
دخلت الشقة عشان ألقى صوت عيا.ط مكتو.م، مشيت وراه لغاية ما لقيت يارا د.افنة راسها في المخدة جوا أوضتها و قاعدة تب.كي، قعدت جمبها و لمست على شعرها بحنان قبل ما أتكلم:
_يارا يا حبيبتي مالك؟
رفعت وشها و بصيتلي بعيون مليانة دمو.ع قبل ما ترد:
_ماما، أنا ليه معنديش أب؟
بصيتلها باستغراب قبل ما أتكلم:
_ليه بتقولي كدا دلوقتي؟
ردت بش.هلقة:
_ال..البنات في فصلي كانوا عمالين يتر.يقوا عليا النهاردا لما..لما قلتلهم إن معنديش أب.
حضنتها و اتكلمت:
_يارا انتي عايزة أب؟ مش كفاية أنا؟
اترددت شوية قبل ما ترد:
_انتي..انتي علطول برا البيت و سايباني لوحدي بسبب الشغل، لو كان عندي أب مكنتيش هتضطري تشتغلي و تسيبيني وحدي.
همهمت بتفهم:
_عايزاني أجيبلك أب؟
بعدت عني قبل ما تتكلم بسرعة:
_هترجعي لبابا تاني؟ لا خلاص مش عايزة.
بصيتلها بعدم فهم في البداية قبل ما أخمن إنها تقصد ياسر، استغربت إنها لسه فاكراه بس زي ما بيقولوا…أسو.ء و أف.ظع التجارب هي اللي بتعلق دايماً في ذهن الواحد.
ابتسمت قبل ما أتكلم:
_لا مش هو، واحد تاني بيحبك و بيحبني و هياخد باله منا.
بصيتلي باستغراب قبل ما تتكلم:
_انتي هتتجوزي؟
_اه، بس لو مش عايزة مش هتجوز.
رديت و هي بصيتلي بارتباك قبل ما تتكلم:
_افرضنا طلع واحد شر.ير زي بابا؟
_يبقى هنهر.ب منه هو التاني.
_و هنروح فين لما نهر.ب تاني؟
_هنرجع بيتنا هنا، و نفضل سوى أنا و انتي و ري…
سكتت فجأة لما استوعبت إني مشفتش ريم من ساعة لما جيت، اتكلمت بسرعة:
_يارا، فين ريم؟
ردت يارا بعدم مبالاة:
_نزلت من شوية.
وقفت و اتكلمت بصوت عالي:
_نزلت فين؟ أنا مش منبهة عليها كذا مرة متطلعش من البيت و أنا مش موجودة.
هزت يارا كتافها بمعنى إنها متعرفش قبل ما ترد:
_لما نزلت المرادي مكانتش لابسة لبسها العادي، كانت لابسة هودي أسود طويل و غريب مداري نص وشها.
اتج.مدت في مكاني بصد.مة قبل ما أمشي بسرعة ناحية باب الشقة و أنا بتكلم:
_يارا، خليكي هنا لغاية ما أروح أشوفها و آجي متروحيش في أي حتة سامعة؟
هزت يارا راسها بالموافقة و أنا مشيت بعد ما قفلت الباب ورايا كويس.
_________________
تج.مدت ريم في مكانها بصد.مة بعد أن لمحت مروان الذي اقترب منها ورفع القلنسوة من على رأسها ليتأكد أنها هي فعلاً، تكلم بعدم استيعاب:
_ر..ريم، ايه اللي بتعمليه دا؟
كان الشاب الذي كانت تحدثه قد أخذ البضا.عة منها بالفعل و غادر منذ فترة لتجيب ريم بقل.ق:
_مروان، دا مش زي ما انت فاكر…خليني أشرحلك…
تراجع مروان للخلف بينما يبعد يديها عنه:
_تشرحيلي ايه؟ أنا شايفك بعيني و انتي بتسلميله المخد.رات، هتشرحيلي ايه يا ريم؟
_ل..لا، اسمع، أنا بالفعل كنت ببيع المخ.درات زمان بس…
قاطعها في ثو.رة عار.مة:
_تقوليلي عايزة نبعد عن بعض عشان عايزة أبقى شخص كويس و انتي بتبيعي المخد.رات؟ إنك تكلميني حر.ام لكن بيع المخد.رات مش حر.ام؟
_يا مروان اسمعني أنا…
حاولت الحديث لكنه قاطعها مجدداً:
_اسكتي، مش عايز أسمع منك حاجة، ليه…ليه كلكلم كدا؟ ليه كل اللي بحبهم و بثق فيهم في الحقيقة كلهم مجر.مين؟
_بس أنا ب..
_بس انتي ايه؟ خلاص كفاية! مش عايز أشوف حد فيكم تاني، مش عايز أسمع صوتكم…
سد أذنيه بيديه بينما يركض بعيداً عنها لتتبعه بينما تستمر في الصر.اخ باسمه، عبر الطريق و قبل أن يتمكن من الإكمال توقف في مكانه فجأة عندما سمع صوت ار.تطام مرتفع يأتي من خلفه.
دق قلبه في صدره بشد.ة و تردد قليلاً قبل أن يلتفت ليت.جمد في مكانه ما إن وقعت عيناه على المشهد أمامه، كانت ريم م.لقاة على الأرض أمام سيارة في بركة من الدما.ء.
تع.ثر في خطواته بينما يركض باتجاهها مجدداً قبل أن يحملها ليتفاجئ بها لا تزال تفتح عينيها و قبل أن ينطق بأي شئ تحدثت ريم:
_مروان، أنا…أنا مكنتش ببيع حاجة، كنت برجعلهم حاجتهم لكن أنا سبت الموضوع دا من زمان و تبت، ص..صدقني.
بدأت الدمو.ع في الهطول من عيني مروان الذي أجاب:
_ششش، متتعبيش نفسك و تتكلمي كتير، هتبقي كويسة…
رفع رأسه ليصر.خ:
اتصلوا بالإسعا.ف، حد يتصل بالإسعا.ف بسرعة!
تحدثت ريم:
_ب..بس دي آخر مرة هقدر أتكلم فيها يا مروان، سيبني أتكلم…
ازدادت دمو.ع مروان:
_م..متقوليش كدا.
ابتسمت ريم و هي تحرك يديها بصعو.بة لتمسح دمو.عه قبل أن تجيبه:
_انت قلت إنك مش هتز.عل عليا لما أمو.ت، ب..بتب.كي ليه دلوقتي؟
_ريم انتي مش هتمو.تي، اسكتي! حد يتصل بالإسعا.ف بقولكم!
_مروان، متنسانيش لما أروح، سمي أول بنت ليك باسمي…
تحدث مروان بق.هر:
_قلت اسكتي!
_و…و الولد زي ما اتفقنا..سميه يزن.
_انتي هتعيشي و هنتجوز و هتسميهم بنفسك.
_بس للأسف أنا م..مش هقدر أكمل.
ازدادت دمو.ع مروان أكثر بينما يستمر في الصر.اخ:
_الإسعا.اف، اتصلوا ب…
قا.طعته ريم:
_غنيلي يا مروان، غني أغنيتنا.
طالعها مروان بينما بدأت في إغلاق عينيها ليتحدث:
_ريم، خليكي معايا، متغمضيش عيونك يا ريم، ه..هغنيلك زي ما انتي عايزة بس متغمضيش عيونك…
احتضنها إليه أكثر قبل أن يبدأ في الغناء بصوت متحشر.ج من كثرة البكا.ء و الصرا.خ:
_سيب حبنا يزهر و ارويه…
صوت سار.ينة الإسعا.ف يقترب منهم.
_قولي اللون اللي أحبك بيه…
طالع لون الد.ماء الأحمر القا.تم المنتشر على الأرض حولهما.
_بكل الألوان، ه..هديك حبي…
رفع رأسه ليلمح لون الغروب البرتقالي الحز.ين في ذلك الوقت…
_و كل لون بيعبر قبلي…
أغمضت عينيها تماماً…
_بعد ما المطر ينزل، و الشمس تطلع…داير ما يدور، هحبك طول أربع فصول…
لكنه للأسف كان فصل ريم الأخير، أتت في ربيع دافئ، و ر.حلت في شتاء قا.رس البر.ودة، لكنها على الأقل….كانت بين أيدي دافئة حتى النها.ية!
“رحلت…ورحلت معها كل الألوان لتتركني أحيا في سو.اد دائم.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما لم تخبرنا به الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *