رواية زهرة العاصي الفصل الرابع عشر 14 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي الفصل الرابع عشر 14 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي البارت الرابع عشر
رواية زهرة العاصي الجزء الرابع عشر

رواية زهرة العاصي الحلقة الرابعة عشر
قبل خطف زهرة بساعتين
في أحد البيوت – وقت متأخر من الليل
زياد قاعد لوحده في أوضة جانبية، بيبص في تليفونه كل شوية. فجأة، توصل له رسالة واتساب من رقم غريب.
الرسالة:
“اللي بتدور عليها في بيت في الفيوم… لو عايز تلحقها وتثبت حبك ليها قبل ما حد تاني ياخدها منك.”
زياد وقف بسرعة، قلبه بيدق، ووشه اتشد.
زياد (لنفسه):
“زهرة؟… أنا جاي وهكون معاكي لآخر العمر، وهثبت لك إني هكون حمايتك…”
أخذ الجاكيت بتاعه بسرعة وخرج من غير ما يبلغ أحداً.
نرجع للواقع
الكل قاعد، كان كريم معه أدلة وزينة، والدكتور عاصي كان واخدها من حاتم وسط ورق ومستندات، بيحضّروا الأدلة النهائية…
بعد فترة، زينة (بتبص حواليها):
“هي زهرة فين؟ اتأخرت ليه؟”
انصدم عاصي، الذي كان مركزاً معهم، وسألها بتوهان:
“هي راحت فين وسابتني؟”
تنهدت زينة:
“كانت بتدور على الفلاشة اللي موجودة فيها فيديوهات خروجها ودخولها من الجامعة لحد آخر يوم، كان نسيها الدكتور كريم في عربيته ولسه مرجعتش.”
انتفض عاصي (بحدة):
“زهرة؟! زهرةاااااااا!!”
عاصي (وشه مصدوم):
“زهرة مش هنا… مش في أي مكان جوه البيت!
الكل اتجمع بسرعة، وبدأت حالة توتر كبيرة، عاصي بيبص للكل، وبعدين سكت لحظة وكأن عقله بيجمع قطع البازل.
عاصي (بحسم):
“لا… دي مش صدفة… أنا حاسس إن اللي حصل ده مقصود… عشان يوصل للأدلة.”
بص ناحية عبدالله، الذي كان شايل شنطة فيها أوراق.
عاصي:
“عمي عبدالله، خد الأدلة الأصلية وامشي بيها فوراً، سيب نسخ منها هنا كتمويه. لو في حد بيراقبنا، هيضيع وقته على الورق الغلط.”
عبدالله (بيومئ):
“حاضر.”
خرج عبدالله بسرعة، وبعدها عاصي قال:
“إحنا هنخرج ندور عليها، بس بسرعة. لو حد دخل البيت، ميلاقيش حاجة تفيده.”
بيقوم يجري برا… يدور في الجنينة، حوالين العربية، مفيش.
كريم لحقه، قلّب العربية، فتّش حواليها… سكون مرعب مسيطر.
كريم (بانفعال):
“مش موجودة! اختفت!”
عاصي (بعصبية):
“لا لا لا… مستحيل… مش وقته يا زهرة!!”
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
قيد الكتابه
زينة وقفت مكانها فجأة، عينيها ثابتة على الأرض، بتقرب بشويش…
وإيدها بترتجف وهي بتشيل ساعة معدن وقعت جنب العربية.
زينة (بصوت مهزوز):
“الساعة دي… دي بتاعة زياد…”
سكتت لحظة، ووشها اتبدّل من الخوف للغضب.
زينة (بانفعال شديد):
“أنا شفت الساعة دي في إيده… ده هو!! هو اللي خطفها!”
عاصي (بصوت غاضب ومكسور):
“معنى كده كنا تحت عينه ومراقبنا…”
كريم (بيجز على سنانه):
“هيموت… والله ما هرحمه.”
زينة (بدموع):
“أنا السبب… كان لازم آخد بالي…”
عاصي (وهو بيحضن رأسه بين إيديه):
“لو جرالها حاجة… أنا هولع في الدنيا دي كلها.”
الكل بيتحرك بسرعة… قلبهم مولّع، والغضب سابقهم قبل الخوف.
كل خطوة بيدوروها فيها وجع، وكل ثانية زهرة مش معاهم فيها بتزيد الرعب في قلبهم.
بعد ساعتين – الرجوع للبيت
عاصي وزينة وكريم وعبد الله بيرجعوا، أول ما بيفتحوا الباب يلاقوا الأوض متقلبة، والهدوم مبهدلة، وناس غريبة بيدوروا تحت السراير وفي الأدراج.
عاصي دخل بسرعة وشد واحد من اللي بيفتش.
عاصي (بصوت عالي):
“إنت مين؟! بتعملوا إيه هنا؟!”
الراجل حاول يهرب، لكن كريم مسكه، والتانيين جريوا برا. زينة بصت حواليها، وشافت كل حاجة متفتحة، حتى الشنطة اللي كان فيها أوراق زهرة.
زينة (بهمس):
“كانوا بيدوروا على الأدلة…”
عاصي (بغضب):
“يعني فعلاً… كل ده معمول عشان… ويسكتونا، والضحية كل مرة زهرة.”
الكاميرا تقف على وش عاصي، عينه فيها وجع وغضب… وبيبدأ يجهز نفسه للمرحلة الجاية.
لما فاقت، لقت نفسها مرمية على سرير مشبوه، في أوضة شبه مهجورة، نور خفيف داخل من شباك صغير، وكل جسمها تقيل ومش قادرة تتحرك كويس.
زهرة بتفوق على صوت تنفّس متسارع، وبتحاول ترفع راسها، بتحس بدوخة ورجليها مش شايلينها، بتلمس راسها وهي بتحاول تفهم حصل إيه…
بتلاقي نفسها في أوضة ضلمة، نور خفيف جاي من شباك مكسور.
زهرة (بتفزع):
“مين؟! مين هناك؟!”
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
دخل زياد، شكله متغير، عينه كلها ظلام، ملامحه مش اللي كانت بتحبها زمان.
صوت زياد (من وراها، نبرته فيها توتر):
“فوقتي؟ كنت مستني اللحظة دي من زمان.”
زهرة (مرعبة، بتقوم بصعوبة وبتبص لنفسها وتطمن على هدومها وبعد كده):
“إنت جبتني هنا إزاي؟! عملت فيا إيه؟!”
زياد (بيقرب منها):
“كنتي هربانة مني ومن كل الدنيا… بس أنا عرفت اوصلك وهكون معاكى ،واساعدك..
رفضت زهرة وهى بتضحك بسخرية
تساعديني ،وانت السبب في كل الا حصل ليا
رفض زياد اتهمها ورد عليها
مقدرش اعملك حاجه بالعكس انتى الحب إلا مقدرش أنساها حاولت تقربي، بعدتي زهرة …
تنهد زياد
دلوقتي آنتى معايا مفيش هروب تاني.”
زهرة: “ليه عملت كده يا زياد؟ ليه جبتني هنا؟”
زياد (بصوت هادي، بيحاول يخفي ارتباكه): “أنا آسف يا زهرة. آسف أوي. مكنتش عايز أخوفك، ولا أجرحك.”
زهرة (بنبرة حازمة وهي بتحاول تمسك أعصابها):
“إنت كداب! عرفت كل حاجة… إنت كنت بتلعب بيا من الأول. عرفت إني بنت ناس مستوى، حبيت تخليني مدمنة وبعد كده سمعت كلام اللي كانوا عايزين يخلصوا عليا.”
زياد (بيقرب منها بخطوات بطيئة، إيده ممدودة، لكنها مبتلمسهوش):
“عارف… عارف إني غلطت. مكنتش عايز تروح الأمور للدرجة دي. كنت خايف أخسرك، علشان كده…”
زهرة: “كلامك ده مبيتصدقش! أنت خربت حياتي، خربت ثقتي في الكل.”
(زياد بينزل إيديه، بيفهم إن كلامه مبيأثرش فيها. بيلاحظ دموعها، بيحس بألم جامد في قلبه. بيسكت، بيبص لها وهي بتحاول تسيطر على دموعها.)
زهرة (بتقطعه، صوتها عالي):
“أنا خايفة منك! خايفة منك أكتر من أي حاجة في الدنيا.”
(بعد صمت طويل، زهرة بتتكلم تاني، صوتها هادي المرة دي): “كنت معجبة بيك يا زياد. صدقت إنك هتتغير، لكن للأسف العلاقة دي هتكون السبب في سجني.”
(زياد بينزل رأسه، مبيردش. بيفهم إن غروره كلّفه كل حاجة.)
زياد (واقف عند رجل السرير، صوته هادي ومرعب):
“وحشتيني يا زهرة… أنا مش قادر أنساكي، ورجعت لك علشان نبدأ من جديد.”
زهرة (بصعوبة وهي بتحاول تقوم):
“إنت مجنون؟! فاكرني هصدقك بعد كل اللي عرفته؟ أنا عرفت الحقيقة… عرفت إنك كنت بتلعب بيا طول الوقت!”
(زهرة بتكمل، وهي بتشير للباب): “أنا عايزة أمشي.”
(زياد مبيحاولش يمنعها الأول. بيبص لها وهي ماشية، حاسس بخسارة كبيرة وندم. بيفهم.)
لكن (نبرته اتبدلت للعنف):
“استني! أنا الوحيد اللي هقف جنبك! وهجيب لك حقك، بس متسيبنيش أضيع من غيرك.”
(بيمد إيده يحاول يمسكها وهي بتقاوم بعنف.)
زهرة (بتصرخ):
“أبعد عني يا زياد! إنت بقيت غريب ومخيف!”
قبل ما تلحق تخرج ، كان ضربها بإبرة مخدر، وكل حاجة اسودّت قدام عينيها.
زياد اتغير، وشه اتشد، عينه ولعت بالغضب، قرب منها بسرعة، ومد إيده فجأة وشد الحجاب من على رأسها بعنف.ينفك الدبوس وينخلع الحجاب ويقع على الأرض، وشعرها الطويل يسيل على ظهرها.
اقترب منها وبدأ يسحبها بقوة،
صرخت زهرة وهى بتحاول تقومه
“إنت بتعمل إيه؟! سيبني يا زياد!”
شدها من ذراعها ورماها على الأرض، وبعدين جرّها للسرير، وهي بتحاول تقاوم وتصرخ، لكن جسمها لسه ضعيف من تأثير المخدر.
زهرة (بتعيط وتصرخ):
“حد ينقذني! بالله عليك سيبني!”
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
في البلد عند سليم – قبل الفجر بشوية
سليم قاعد على الكرسي الجلدي، منتظر أي خبر يوصل به لزهرة، قدامه بس مش مركز. تليفونه بينوّر فجأة برسالة من رقم مجهول.
الرسالة:
“اللي المفروض تبقى مراتك، دلوقتي في حضن حبيبها القديم… لو راجل، روح شوف بعينك.
المكان: بيت أطراف الفيوم.”
سليم قام واقف بسرعة، وشه اتبدّل، ملامحه اتحجّرت، والنار ولعت في عينه.
سليم (بينه وبين نفسه):
“حبيبها القديم؟! زياد؟!
هي كانت معاه؟!
(صوته بيوطي وبيغل):
“وأنا اللي صدّقت إنك اتظلمتي… كنتي بتخدعيني من الأول؟!”
، خد مفاتيحه وخرج وهو بيغلي…
يقطع بسرعة وهو راكب عربيته، السواق جنبه بيقول:
السواق:
“نروح فين يا باشا؟”
سليم (بغضب مكتوم):
“الفيوم… ومحدش يعرف إحنا رايحين فين.”
في عز الليل، المكان هادي بشكل يخوف، مفيش صوت غير صوت صرصار الليل وهدير الهوا اللي بيخبط في شبابيك المكان القديم، وزهرة بتحاول تقوم زياد.
وهو بيحاول يقرب منها زياد، وظهر جداً إن زهرة في حضنه.
وفجأة الباب اتفتح، ودخل سليم، وعينه فيها نار.
كان يدور عليها، ولما لقاها في الوضع ده، قلبه ولع.
سليم (بصوت عالي):
“ابعد عنها يا حيوان!”
مسك زياد من قفاه ووقعه على الأرض، وضربه كذا بوكس لحد ما فقد وعيه. وبعدها جري على زهرة، وغطاها بجاكيته، عينه فيها قهر وغضب وشك.
سليم (بصوت بيترعش من الغضب):
“إنتي… إنتي كنتي معاه؟! هربتي معاه بإرادتك؟!”
زهرة (بدموع ومكسورة):
“والله ما حصل… هو خطفني… كنت بهرب من الشرطة ، بس هو لحقنى !”
سليم فضل ساكت لحظة، نظرته مش مفهومة… بين الغضب والحيرة.
سليم واقف مكانه، عينه على زهرة وهي منهارة، ودموعها نازلة على خدها من غير صوت. إيده بتترعش، مش عارف يصدقها ولا يصدق اللي شافه. جوه قلبه نار، بس كمان فيه وجع.
سليم (بصوت مخنوق):
“لو كنتي بريئة… ليه هربتي؟ ليه مجيتيش عندنا وإحنا اللي هنحميك طول المدة دي مع ناس غريبة؟ هو العلام غيرك اكده؟”
زهرة (بتبص له بعين مكسورة):
“كنت بهرب من الظلم… من اتهاماتكم واتهام البشر… من جواز غصب عني! كنتوا شايفيني غلطة وبتحاولوا تصلحوها بأي ثمن، حتى لو على حسابي!”
سليم سكت، وكأن الكلام دخل قلبه بالعافية. قرب منها وهو بيبص لعينيها كويس لأول مرة، وشاف الخوف، وشاف الوجع، وشاف البنت اللي اتغيرت.
سليم (بصوت أهدى):
“تعالي، نرجع البيت… وأنا هتكلم مع أبويا وأبوكي.”
زهرة (بصوت واطي):
“مش هرجع لحد هيظلمني تاني… حتى لو كان أبويا.”
سليم (بحزم):
“والدتك وقعت ساكتة في المستشفى وعايزة تشوفك.
لو فيه ظلم، أنا اللي هوقفه. من النهاردة، أنا مسؤول عنك… غصب عن الكل، وجوازنا يكون مجرد على الورق مع الفيديو اللي معاك هنثبت لهم إنك بريئة.”
(#زهرة #العاصي #الكاتبة #صفاء #حسنى)
صدقته زهرة وراحت معه
زهرة واقفة قدام أوضة بيضا، قلبها بيدق بسرعة، مش مصدقة إن أمها وردة نور عينها ووردة حياتها…
سليم واقف جنبها، ملامحه ساكتة، بس نظرته بتطمنها.
زهرة (بصوت واطي):
“بقالك سنين قلبك مع قلبي، روحك هي روحي، ويوم ما قلبي ينكسر قلبك كمان يهتز…؟”
زهرة دخلت بخطوات بطيئة، عينيها بتلمع بالدموع وهي تشوف وردة على السرير، وملامحها باهتة بس فيها دفء قديم مألوف.
الأم (بصوت مكسور وضعيف):
“زهرررة… بنتي…”
زهرة (بدموع نازلة وهي بتقرب منها):
“ماماااا…
وردة كنتي فين؟ ليه بعدتِ؟”
زهرة:
“غصب عني والله يا أمي؟”
الأم مدت إيدها المرتعشة ولمست وش بنتها:
“جدك قالي إنك كنتي في خطر مين الا اتهمك يا بت وليه … ما كنتش أقدر أستحمل تكوني في خطر، بس طول الوقت كنت بدعي لك…”
تنهدت زهرة وقالت
هو بابا اقترح حل إن ينكتب كتابي على سليم ونقدم قسيمة الجواز إن كنت معه ف هتقع التهمة
نظرت لها ونظرت لسليم وبلوم:
وانتى موافقة يا بتى
“عشان سليم هو اللي فضّل يدور عليكي… وعشان كده وافقت تتجوزيه.”
هزت راسها زهرة بالنفي ( بسرعة، ودموعها بتنزل):
“لأ يا ماما… إنتي عارفة هدفي وهدفك واحد، لكن عشان أكون معاكي كان لازم أعمل كده، ولازم تكوني فرحانة؟! مش عايزة تطمني عليا؟”
الأم (بصوت مكسور):
“خايفة عليكي… خايفة قلبك يتكسر تاني… الجواز مش نجاة يا بنتي…
كنت نفسي تلاقي اللي يستاهلك.”
تسرح زهرة وهي تفتكر عاصي، ودموعها تنزل.
زهرة العاصي
تمر الأيام وتعرف زينة بوجود زهرة فى البلد
وتروح عندها
كانت زهرة في الجنينة القديمة اللي كانت دايمًا بتجمعهم، زهرة قاعدة على طرف الدكة، لابسة فستان احمر ف بيج واسع وساكتة، وشها شاحب، وجسمها باين عليه الإرهاق والوجع.
دخلت زينة وهي مولعة… صوت خطواتها لوحده كان كفيل يرعب، عينيها حمرا من البكا، وكلها غضب.
زينة (بصوت عالي):
“برافو عليكي يا زهرة… إنتي كسرتي كل التوقعات بجد!”
زهرة رفعت عينيها لها، مفيهاش طاقة تتكلم.
زينة (وهي واقفة قدامها، بتبص لها بمرارة):
“كنا بنقول يمكن اتخطفت… يمكن اتأذت… يمكن زياد شدّك بالعافية، لكن تطلعي… أخدتي اللي يلزمك وطلعتِ جري على سليم؟
وسايبة عاصي يموت عليك وقلب الدنيا ده أتمنى إنك تكون اتسجنت ،وإلا تكون اتيذيت
!
زهرة (بصوت مخنوق وواطي):
“إنتي مش عارفة حاجة يا زينة…”
زينة (بحدة):
عاصي كان هيولّع الدنيا علشانك!”
“لأ، مشى هصدقك انا عارفة… إنك انصدمت بكل الحقيقه ورفض التعاون معانا لكن توجع قلبنا عليك
إني كنت بصدّقك أكتر من أي حد… عارفة إننا اتربينا مع بعض وعمري ما شفتك بتغدري… بس دلوقتي مش شايفة غير واحدة اختارت الأمان على الحقيقة!”
زهرة (بدموع في عينيها):
“أمان إيه؟!
أنا كنت مخطوفة، مخدّرة، مرمية في مكان لوحد
وحدي، وزياد كان هيغتصبني، وفجأة، اللي أنقذني سليم، وقالي أبوي أمر يجوزوني بالعافية… وسكت!
وساكتة عشان لو فتحت بقي… مش هقدر أبص في وش حد فيكوا!”
زينة (اتلخبطت، بس لسه مش مصدقة):
“طيب ليه ما قلتيش اول ما جيت ؟ كنت اتصلت ب عاصي ينهار؟ ده كان هيموت نفسه عليكِ!”
زهرة (بألم):
“كنت بين نارين… سليم وعدنى إن الجواز على الورق ، قدام الناس متجوز ، وكنت حاسة إني متلطخة… وكنت خايفة عاصي يشوفني كده…
أنا اتكسرت يا زينة… اتحطيت في موقف مفيهوش غير خسارة.”
زينة سكتت، عينيها اتغرقت دموع، وبصّت لزهرة وهي بتنهار قدامها، لأول مرة شايفة الوجع كله في ملامحها.
زينة (بصوت مكسور):
“كان نفسك تقوليله الحقيقة… كان يستاهل يسمعها منك.”
زهرة (بصوت واطي وهي بتبكي):
“عارفة… وعمره ما هيسامحني… بس أنا كمان مش مسامحة نفسي.”
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
بعد يومين – قاعة صغيرة متزينة ببساطة
كتب الكتاب النهاردة، بس جوه زهرة مش مرتاحة… قلبها متلخبط، مش فاهمة ده فرح ولا وداع.
سليم واقف قدام المأذون، وزهرة داخلة بالفستان الأبيض البسيط، عينيها تايهة بتدور على أي ردّ فعل من أمها اللي قاعدة ورا، تعبانة، لكن مبتسمة غصب عنها.
أول ما المأذون قال “بارك الله لكما”، وبدأ الحضور يزغرطوا…
الأم حسّت بتنهيدة تقيلة خرجت منها…
وقعت من الكرسي وسط الزغاريط.
زهرة (بصوت عالي ومرعوب):
“مامااااااااااااااااااااااااا!!”
الجميع بيجري… سليم بينادي على دكتور، بس كانت خلاص…
زهرة وقعت على الأرض، حضنت أمها، وصوتها بيتخنق بالبكا:
“لأ… لأ… مش كده… كنتي لسه معايا… لسه هنبقى سوا…”
سليم بيقف ساكت، ملامحه مصدومة، وقلبه بيتكسر وهو شايف زهرة بتنهار بين إيدين أمها اللي ماتت وهي بتحاول تطمنها.
في فيلا عاصي، فات أيام وكان يتجنن عايز يوصل لزهرة.
سلّم عبدالله وزينة كل الأوراق اللي معهم للنائب العام.
كان قاعد عاصي على الكرسي قدام المكتب، بيقلّب في ملفات، بس دماغه مش موجودة. تليفونه بيرن، بيرد بسرعة، ووشه بيتغير في لحظة.
عاصي (بصوت متوتر):
“نعم يا زينة… لقيتوها؟!”
زينة (على الطرف التاني، صوتها هادي بس حزين):
“آه… لقيتها، وهي بخير. بس… في حاجة لازم تعرفها.”
عاصي (بيوقف فجأة، قلبه بيدق بسرعة):
“في إيه؟! اتكلمي.”
بلعت ريقها زينة:
“زهرة اتجوزت ابن عمها سليم… كتب كتابهم كان امبارح بعد اللي حصل.”
(لحظة صمت قاتل… صوت أنفاس عاصي بيعلو فجأة.)
عاصي (بصوت مش مصدق):
“كتب… إيه؟!!”
“إنتِ بتقولي إيه يا زينة؟! إزاي؟! وإمتى؟!”
زينة بتحاول توضح له (بهدوء):
“الموضوع مش سهل، ومكنش في نيتها، لكن عمي صالح هو اللي فكر الفكرة دي عشان يطلعها براءة. المهم اتصلت بيك عشان أقول لك إن والدة زهرة ماتت يوم كتب كتابها، وزهرة ضايعة. تعالي واسمع منها لو فعلاً بتحبها أو انساها.”
(عاصي بيقفل التليفون بعصبية، بيرميه على المكتب، وبيمسك في ضهر الكرسي.)
عاصي (بينه وبين نفسه، بصوت مخنوق):
“اتجوزت؟!!”
“بعد كل اللي بينا؟ بعد كل لحظة كانت بتبص لي فيها وتسكت؟!”
“كانت خايفة تتعلق… بس اتعلقت بغيري؟!”
“لأ… لأ!!”
(بيضرب بإيده المكتب مرة، الورق بيتناثر، عينه بتلمع من الغيظ والخذلان.)
عاصي (بصوت مبحوح):
“كنت بحاول أستناكي… كنت فاكر إنك بس تايهة، لكن إنتي… رحتي لغيري؟”
(يخرج من المكتب بسرعة، يركب عربيته، وهو مش عارف رايح فين، بس قلبه مولّع كل عيونه دموع .)
تاني يوم اتغسلت أمها وراحوا يدفنوها، وكانت زهرة منهارة، الحضن والقلب والروح، كل حاجة ليها، الصديقة الأخت راحت فجأة من قدام عيونها.
الناس بدأت تمشي بعد ما خلص الدفن…
زهرة قاعدة على الأرض قدام القبر، لابسة أسود وحجاب اسود ، عينيها محمرة من كتر البكا، ومش قادرة تقوم.
سليم واقف بعيد، سايب لها مساحة… حاسس إن دي لحظة محدش ينفع يدخل فيها.
وفجأة…
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهرة العاصي)