رواية سين × سين الفصل الثاني 2 بقلم جين حمدي
رواية سين × سين الفصل الثاني 2 بقلم جين حمدي
رواية سين × سين البارت الثاني
رواية سين × سين الجزء الثاني

رواية سين × سين الحلقة الثانية
ـ أقولك أنتِ حلمتي بيا ليه رغم إنك مكنتش بتفكري فيا؟
دي المسدج اللي سيف بعتها،
وعلى ما يبدو أن هناك أشياء تحدث وإنه أدرك إني بتكلم عنه..
وطبعًا هيبقى شكلي وحش جدًا لو سألته يقصد إيه!
فقولت أجيبها بطريقة تانية تبيّن له عدم فهمي لقصده.
– أنتَ قرأت القصة؟
– بقرأ كل اللي بتكتبيه يا سدرة.
ابتسمت وكتمت صرخة الحماس اللي صرختها من غير قصد في المخدة
بعدين لملمت شتات نفسي وبعتله مسدج تانية:
– أنتَ عرفت الاكونت ده منين رغم إن مفيش عليه صورتي ومن غير اسمي الثنائي؟
– كنت عارف إنك بتكتبي من أولى ثانوي عشان البنات كانوا قاعدين يتكلموا في درس الفلسفة إنك بتكتي قصص حلوة فعملت سيرش عن اسم سدرة وبعد ما دوّرت كويس إتأكدت إن الاكونت ده بتاعك من طريقة كلامك وعشان عندك بنات من الدفعة..
شوفت المسدج وفضلت فاتحة الشات وساكتة وهو كمان،
دقيقة وإتنين، وخمسة وقام قايل:
– ها بقى مش عايزة تعرفي أنتِ حلمتي بيا ليه رغم إنك مكنتش بتفكري فيا؟ وليه دايمًا بتحلمي بيا مع إني مابكنش على بالك؟
– ليه؟؟
– عشان أنا اللي بكون بفكر فيكي..
-..
– عمرك ما حسيتي بكدا؟ أنتِ دايمًا على بالي يا سدرة، كل يوم قبل ما أنام لما آجي أغمض عينيا بشوفك! جربت كذا مرة أتخيل بنت غيرك، أي بنت من اللي بكلمهم، بس مابعرفش! حتى لو كانت بنت أنا فاكر إني بحبها أوي، بتأكد لما بتخيل صورتك إني مابحبش حد غيرك.
بلوك،
لأ أنا مش بهاها وكدا، أنا عملتله بلوك بجد.
هتسألوني ليه عملت كدا؟
هقول عشان عرفت اللي عايزة أعرفه.
عرفت إن القصة فضلت مكملة عشان ببساطة الطرفين مكملين ومكانتش حاجة من طرف واحد…
المشكلة مش في كدا!
المشكلة إني لقيت رقم بيرنّ عليا في نفس اللحظة!
ويا ترى الرقم متسجل باسم مين؟ جيس وات؟
Saif Ahmed برضو!
هعمل إيه دلوقتي هعمل إيه دلوقتي؟
مش هرد طبعًا،
هتقولولي مش هتردي ليه يا سدرة، أنتِ عبيطة؟
هقولكوا لأ مش عبيطة،
بس ماينفعش!
سيف إتعوّد إنه بيكلم بنات كتير،
وأنا مش واثقة فيه
هل لو كلمته هيفضل شايف إني حاجة واو زي ما بيقول؟ ولا ممكن الإنبهار بحب الطفولة ده يختفي لما يشوف إني بكلمه عادي زي أي بنت!
يوم وإتنين، وأسبوع
ماوصلنيش منه ولا مسدج من يومها، هتقولولي مش أنتِ عاملاله بلوك أنتِ تعبانة في دماغك؟
هقولكوا لأ مش تعبانة، بس أنا عملت له بلوك ماسنجر وهو معاه رقمي، مفيش اختراع اسمه واتس؟
ولا هو شكله بيحب لعب العيال ومش عايز يكبر؟
– سيف أمجد متقدم لك، كلمني النهارده.
ظلمته؟ شكلي ظلمته فعلًا.
واللي أكّد لي إني ظملته إني لقيته بعت لي مسدج:
– أنا كلمت باباكِ النهارده.
– مش موافقة.
ليه مش موافقة؟
ماعرفش بصراحة،
حسيت إني عايزة أقوله كدا..
– مش موافقة ليه؟
– عشان مش قادرة أسامحك على اللي خليتني أحسه بسببك وأنا في الإعدادي، أنتَ كنت بتتخانق معايا وتكسفني وتخلي الولاد يتنمروا عليا، أنا كرهت نفسي بسببك، وبعدين من غير القصة اللي كتبتها ماكنتش هتكلمني وهتكمل حياتك عادي..
وبلوك آخر على الواتس،
وكدا القصة انتهت!
ليه انتهت كدا؟
ماعرفش،
بس كنت حاسة إنها هتنتهي نهاية تانية تفهمني الحكمة من استمرار القصة دي!
كنت حاسة وبتمنى،
بس ماحسيتش إن هو كمان بيتمنى ده،
ماحسيتش إنه بيحاول كفاية.
—
أنا بأمانة كنت فاكرة إن كدا القصة خلصت وكنت هنزلكوا الجزء ده الوقتي، وأحاول إني أقفل صفحته
وأنسى!
بس حصل حاجة
لا كانت على البال ولا على الخاطر،
فزي ما اتعودت أنا وأنتوا في القصة دي،
في إيديت لازم يتضاف للأحداث،
ألا وهو إني لقيت بابا جاي يقولي
– انزلي لسيف مستنيكي تحت في البراندة، استأذن مني إنه عايز يتكلم معاكي شوية.
أنا كنت عارفة إن بابا مُتمسّك بسيف، شايف إنه شخص مناسب جدًا بالنسبة لي،
بس إني أنزل أقابله دي متوقعتهاش!
بعدين حضرة الظابط طلع غير مُتوقّع!
– هتنزلي كدا؟
أيوه زي ما اتوقعتوا، نازلة بالإسدال، مش عشان أنا كرينج وكدا
بس عشان أنا يدوبك نازلة خطوتين السلم فأكيد مش هقعد أدوّر لسه هلبس إيه!
نزلت وأنا مكسوفة موت ولما شوفته حسيت إن حرفيًا وشي هيفرقع.
كان قاعد على الكرسي فقام وقف وابتسم – مساء الخير.
– مساء النور.
ووالله كنت رايحة أشدّ الكرسي عشان أقعد عادي،
بس الولد جنتل وشدهولي أعمل إيه؟
بعد شوية نظرات ولمزات اتكلم أخيرًا:
– إزيك يا سدرة؟
– الحمدلله تمام.
– أنا..أنا مش عارف أقول إيه! أنا أول مرة أكون متوتر كدا.
أومال مين اللي كان ماشي مقضيها مع البنات؟ My mom?
– أنا شايفة إن الموضوع مش مستاهل توتر، بص هقولك على حاجة، قولي أنتَ جاي ليه وقوم امشي.
بصلي شوية وبعدين ضحك من الصدمة
وشكله فهم إني بطرده، مع إني لسه ماعملتش كدا..
– عمومًا أنا جاي عشان أقولك إني بحبك.
– ليه الوقتي بالذات؟ عشان القصة؟
– مش عشانها بذاتها، بس عشان أنا من وقت ما اتخرجت وأنا خايف آخد الخطوة دي ترفضيني وتكوني مش طايقاني، وهي كانت الإشارة بالنسبة لي.
أيوه كويس كدا، أنا كنت عايزاه يدخل في الحتة دي برضو
– وأنا مش هطيقك ليه؟
اتوتر وعينه راحت في كل مكان إلا أنا – عشان يعني رخامتي معاكي من الإبتدائي للثانوي.
– مادام عارف إنك كنت رخم يبقى كنت بترخم ليه؟ ليه بجد؟
– عشان كنت بتضايق من فكرة إني كل ما أشوفك أحس إن قلبي بيدق، ماكنتش بحب إحساس إني لازم أهرب منك فكنت بحاول أتخانق معاكي عشان أداري على نفسي.
المفروض أتأثر؟
سوري متأثرتش
.
– سيف إنتَ خليتني أعيش أسوأ أيام حياتي.
– حقك على عيني والله، كنت عيل مابفهمش حاجة.
– عيل لحد الثانوي؟
– هو أي افترا وخلاص؟ أنا عملتلك حاجة في الثانوي؟
رفعت حاجبي بتعجب اللي هو يا راجل!
– مش كنت مقضيها مع البنات؟
كنت حاسة إنه كاتم ضحكته بالعافية الخبيث – كنت معاهم جسد بلا قلب على فكرة.
– ههه، أضحكني.
– تعيشي وتضحكي.
الولد ده لإما مهنكرني وعارف التايب بتاعي، لإما أنا تحليلي لشخصيته صح وإنه بيدلدق حنية فعلًا زي ما اتوقعت!
– طب إيه؟ عايز تقول حاجة تاني؟
– هتوافقي؟
– خايفة.
– اديني فرصة ووعد مش هخذلك، سِدرة أنا بجد بحبك.
أنا وافقت أديله فرصة عادي،
بس القصة كبرت، صارت كبيرة!
خبّر أعمامه
وجاب العشيرة.
وقبل ما أنهي القصة،
آخر حاجة عايزة أقولها هي إن:
حُب البراءة والطفولة
غلب الدنيا الكذابة
ولسه عايش جوانا..
—
سوري والله،
بس ده إيديت تاني،
وكان لازم تشوفوه قبل ما أنهي القصة،
وهو الكابشن اللي سيف كتبه بمناسبة كتب كتابنا:
” حُب رابعة إبتدائي،
مدرسة المُجمّع،
فصل سنة ٤، ٥، ٦
وضحكتك
الديل حصان اللي كنتِ بتعمليه دايمًا
وشقاوتك وخفة دمك مع الأساتذة سواء في مدرسة أو في درس،
كنتِ عنيفة في تعاملك مع الولاد في أولى وتانية إعدادي، لو حد قال نص كلمة بترديها عشرة
وأنا كنت مقضيها وسايبك تواجهي لوحدك، أنا فاكر لما اتخانقنا والخناقة خلصت بضحكة منك وخدود حمرا لما اتلخبطتي وأنتِ بتقوليلي أنت ماتتفلسفش،
جيتي في تالتة إعدادي وكنتِ مختلفة
هادية..أشطر..وأرقى
ومبقاش في تعامل مع الولاد من الأصل، لا بعنف ولا بغيره،
كنتِ غيرهم يا سِدرة، نجمة عالية من يومك!
جينا في الثانوي وأنا لسه عامل نفسي مش واخد بالي إن قلبي بيدق لما يشوفك وإني بكون عايز أغيظك دايمًا
أولى، مكنتش بشوفك غير وأنا بركن العربية مثلًا وطبعًا كنت بعمل نفسي مهم وكان لازم أوريكي أجمل تدويرة للدريكسيون والعربية اليكرتيك أصلًا،
اتشهرت في مدرسة الشهدا إني الواد المغرور اللي بيغيّر كل يوم عربية ومصاحب نص بنات المدرسة وكل ده عشان حلو شوية،
وأنتِ لسه زي ما أنتِ
هادية..شاطرة..دمك سكر والدرس مبيحلاش غير بيكي كنت بحب درس العربي عشان أنتِ فيه وعشان الأستاذ كان بيحب يغيظك ويناحي فيكي، كنت بحب أسمع نقاشاتكوا سوا في أبيات الشعر والقصص اللي ورا الأبيات دي،
فاكر كلامك عن الحجاج بن يوسف وعن المتنبي وأنتِ بتقولي على شعره واو وعن امرؤ القيس
وفاكر لدغتك في الراء، ونطقك للثين ثاء وقد إيه كان المستر بيضحك معاكِ بسببها ويقولك يا لثوية،
فاكر كل حاجة
جينا في تالتة، اتغيرتي شوية
بقيتي أهدى وساكتة دايمًا، كنت بشوفك بتعيطي كتير وكنت بدعيلك تبقي دكتورة زي ما بتتمني،
وبقالك سنين زي ما أنتِ
عالية، في ظل الأڤورة في مدرستنا كنت واثق فيكي أكتر بنت
بقالك سنين وتقريبًا آخر ولد اتخانقتي معاه واتعاملتي معاه كان أنا،
الحكاية بدأت بيكي وبتنتهي بيا،
حب الإبتدائي
رجع يدق بابي
عارف إنك بتحبي الشعر والكتابة
ودي قصة زي اللي بتكتبيهم
عن بطل فضل ييكذب نفسه إن أكيد الحب البريء ده مش عايش جوا طول السنين ده
فقامت البطلة جات برمشة عين خليته يصدّق ويحلف يمين
لما روحنا الجامعة أدركت إنك لسه جوايا،
ومعرفش ليه كنت بقفلك على الكوبري بالعربية في حتة أنتِ مش شايفاها لحد ما تركبي
أقولك سر؟ أوقات أما إمتحانات شرطة تزعلني كنت باجيلك عند الكلية عشان أشوفك خارجة وأحس إن الدنيا خفيفة،
معرفش ليه بقيت بعمل كدا من الجامعة،
بس أنا كنت مدرك إني بحبك من تالتة ثانوي
هتقوليلي ليه تالتة ثانوي بالذات؟
هقولك،
عشان كنت قاعد مع صحابي وفجأة ولد اتكلم عنك،
كان بيسأل إيه نظامك، قام واحد تاني رد عليه وقاله إنك بتكرفي
وإنه بعتلك قبل كدا وعملتيله بلوك،
وقتها كنت هتجنن!
جاب رقمك منين؟ أكيد من جروب السنتر،
طيب كلمك ليه؟
ليه أنتِ بالذات؟
أنا مع كل مشاكل الإرتباط اللي بسمعها في دفعتنا عمري ما سمعت سيرتك، كنت عارف إنك ملكيش في الحاجات دي،
وكنت فاكر إن اللي حواليكي مش شايفينك عشان كدا،
بس طلعتي متشافة، وأنا كنت هتجنن من الفكرة دي، ليه حد يركز معاكي غيري؟
الولد كان بيقول إنه مُصرّ إنه يكلمك!
حتى لو هتعمليله بلوك بس عايز يعرفك إنك عاجباه!
وأنا أول ما قال كدا حسيت بغضب غير مبرر، كنت عايز أضربه! أعاقبه على إنه فكر يبص لك!
يا سدرة حسيت إني موجوع، قلبي كان بيتعصر،
أول مرة يحصل لي كدا من وقت الإبتدائي
أيوه أنا فاكر إني كنت بتغاظ جدًا لما تكلمي ولد غيري، ماحسيتش بالشعور ده من وقتها معرفش ليه! بس ممكن عشان مكنتش بسمع إن حد معجب بيكي ولا كنت بشوفك بتكلمي حد!
وكنت فاكر إني مش بطيقك!
بس لما حسيت بالغضب ده كله أدركت إني بغير عليكي،
وأدركت إني بحبك!
يا بداية الحب ونهايته،
يا سِدرة
يا نور العين.”
—
ودي كانت النهاية!
ولأ مبقاش في أي إيديتس تانية.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سين × سين)