رواية براءة العاشقين الفصل السابع 7 بقلم هدى زايد
رواية براءة العاشقين الفصل السابع 7 بقلم هدى زايد
رواية براءة العاشقين البارت السابع
رواية براءة العاشقين الجزء السابع

رواية براءة العاشقين الحلقة السابعة
مر أكثر من عشر دقائق ثم ولجت عليهما و هي ترفع هاتفها المحمول للأعلى قليلًا و قالت :
_ و الله ما انتوا مفترقين عن بعض نصور بقى فيديو حلو كدا عشازدن لما يجي محروس اخويا يشوفه وو
فجأة و بدون سابق إنذار تلقت ضربة قوية على رأسها جعلتها تسقط أرضا غارقة في دما ئها، وقف عشيقها يرتعد و هو ينظر لها ثم ينظر لتلك المطرحة أرضا و قال:
الله يخربيتك البت ما تت
أنت لسه هتتصدم ايدك بسرعة نلفها في السجادة و نرميها على الطريق و تبان إنها خادثة عربية قوام قبل ما حد ياخد باله .
لملمت البساط على جسد “وصال” بسرعة فائقة ثم جذبت جلبابًا من اللون الأسود بينما حمل عشيقها على كتفه تلك المسكينة، ما أن خرج من باب المنزل بها داخل عربته الصغيرة، خرج ولدها “شافعي” البالغ من العمر عشر أعوام و قال بتساؤل :
_ على فين ياما ؟
ردت و هي تربت على كتف بن خالتها :
_ هروح أنا و عمك محسن نوظي السجاة للمغسلة و هروخ لستك شوية اطلع يا محسن .
لم تُمهلهُ أي فرصة لحديثٍ آخر غادرت و معها تلك المسكينة، مجرد خروج السيارة من باب حارتهم ولج زوجها “محروس” كان يُغني و نو ينفث لفافة التبغ الممزوجة بالمخدر ات، دخل من باب بيته ليسأل ابنه قائلا:
_فين عمتك وصال يا شافعي ؟
_ عمتي !
_إيه يا واد مالك في إيه ؟
_أمي ضربت عمتي يابا
_ليه عملت إيه أكيد مغسلتش المواعين
_لا
_اومال ليه ؟
_عشان عشان
_عشان إيه يا واد ما تنطق ؟
_عشان شافت أمي مع ابن خالتها
_شافتهم ازاي يعني ؟
_ ما تنطق يا واد هي القطة أكلت لسانك ؟
شافتهم ننا في سرير واحد و صورتهم أنا شفت أمي بعيني يابا وهي بتجيبه كل يوم و التاني بس مكنتش بقدر اتكلم و النهاردا عمتي كمان شافتهم و لما اتكلمت اتلموا عليها و ضربوها و لفوها سجادة عشان يرموها على الطريق
دفع ابنه بعيدًا عن باب المنزل كاد أن يخرج لكن عاد سريعًا بعد ما تذكر سلاحه الأبيض، قفز من عتبة باب البيت ثم استقل خلف أحد ابناء جيرانه لا يعرف أين يبدأ عملية البحث و بعد مرور أكثر من نصف ساعة من السير على الطريق العام وجد شقيقته تفترش الارض بجسدها ترجل من الدراجة النارية متجها نحوها سقط أرضًا وجدها غارقة في دمائها ظل يقبل يدها و يتوسلها و هو يبكي بأن لا تتركه
وقال:
_ قومي يا وصال قومي يا بنت عمري و ربي ما هسيب حقك قومي الله يرضى عليكي
حدثه صديقه و قال:
_ شيلها يا محروس خلينا نلحقها دا لسه فيها الروح .
في مساء نفس اليوم
بعد ما تم إنقاذها تقدم ” محروس” ببلاغ رسمي يتهم فيه زوجته و عشيقها بما حدث لأخته لكن لم يكن لديه أي دليل مادي ليُثبت ما حدث بسبب سرقتهم لهاتف أخته و تكسريه، فتقدمت زوجته بدورها رفع دعوى سب و قصف و تشهير ثم دعوى طلاق للضرر وطلبت بجميع مستحقاتها، لم يكن هذا فحسب بل رفض الاعتراف بابنته التي تحملها في أحشائها و اكتفى بحرمانه لابنها البكر “شافعي”الذي كان شاهدًا على خيانة أمه لأبيه.
بعد مرور عدة أشهر
كانت ” وصال” جالسة في بهو المنزل تنظف الخضراوات لصنع وجبة الغداء لأخيها الذي تعافى من تناوله المخدر ات بأنواعها منذ ذلك اللحظة تغير كل شئ في نظره، كاد أن يفقد أخته التي تحبه و هو يعشقها حقا سمع كلامها و تنازل عن تناول تلك المواد السامة لن تُنكر أنها كانت رحلة شاقة لكن مكافأة الله لهم بتماثله الشفاء التام جعلهم لا يتذكرون سوى الجزء الإيجابي من الرحلة قررت أن تزوجه بأخرى لتطمئن عليه و وافق هو أيضًا ترك لها حرية الإختيار فأختارت له فتاة هادئة طيبة تمتلك من الجمال قدرٍ عالي، تزوج في عدة أسابيع و سرعان ما زفت له الخبر السعيد بحملها فرح و كأنه لم يُنجب من قبل
كانت جميلة تساعد “وصال” في البيت و تهتم أيضا بولد زوجها لكن وصال تحاول جاهدة بأن لا ثُقل عليها، فتخت باب الغرفة وهي تشتم رائحة الطعام ثم قالت:
_ ريحتك الحلوة طلعت يا لولو .
ابتسمت دون أن ترفع بصرها عن الفرن الصغيرة الموضوع في ركن البهو و قالت:
_ خمس دقايق و الأكل يتحط
_ متزغليش مني يا وصال
_ على إيه ؟
_ عشان ياختي يعني نمت و صحيت قرب العصر
ابتسمت “وصال” وقالت :
_ يابت أنتِ عبيطة ؟ ما عملت الأكل و خلصته خلاص ماخدتش مني وقت و اديني بسلي نفسي بدل قعدة البيت دي .
ردت بتذكر قائلة:
_ صحيح هو محروس مقالكيش موافق ةني اروح الصعيد ولالا ؟
_ ايوة صحيح كلمته وقلت له وتسيت اقولكم بيقولي خليها تروح و تيجي في نفس اليوم و تاخد معاها شافعي .
فرحت “وصال” و قالت:
_ بجد صحيح يا وردة ؟
سألتها”وردة” بإبتسامة ذات مغزى و قالت:
_هي إيه الحكاية بالظبط ؟
_ لا حكاية و لا رواية عادي يعني
_ طيب خبي براحتك بكرا هتيجي و ترمي في حجري زي العادة .
نفضت يدها عن ما تفعله وهبت واقفة متجهة حيث غرفتها ترتب ملابسها التي ستذهب بها إلى محافظة الأقصر، ظلت تنتقي بين هذا و ذاك ختى وقغ الإختيار أخيرًا غلى ثوب جديد لم يراها به أحد .
بعد مرور يومين
كانت تسير مع بن أخيها جنبًا إلى جنب حيث الممر الطويل المؤدي لمنزل عائلة القصاص، سألها بفضول و قال:
_ هما عاوزينك ليه يا عمتي ؟
_ مش عارفة و الله يا شافعي الراجل الكبير بيقول إن عاوز يشتري الأرض مني و رجع قال من الشرق على كلام من الغرب و مفهمتش منه خاجة .
على الجانب الآخر من نفس المكان
دلوجه أنتوا التلاتة مختاجين حتة الأرض اللي كان واخدها حسين واد عمكم الله يرحمه و هو كان كاتبها لمرته بيع و شرا و تمن الأرض دلوحه يساوي فوج الخمسة مليون حنيه .
كانت هذه عبارة الجد الذي قالها وهو يترأس مجلس الجلسة العرفية بين أحفاده لفض النزاع القائم بينهما، تابع حديث و قال بهدوء و حكمة :
_ أني لو آخر يوم في تمري ماهدفعش مليم لبت الأبالسة دي
رد ” غيث” و قال بضيقٍ مكتوم:
_ و العمل يا جدي حتة الأرض دي جار أرضي يعني حجي
قاطعه ” راشد” و قال بتساؤل:
_ و ليه متكنش حجي أني ماهي في وش أرضي
فتتدخل ” نصار” و قال بهدوء اعتاد عليه في مثل هذه المواقف :
_ لو على الحج يبجى الأرض دي تخصني أني عشان أني اللي راعتها و حطيت فيها د م جلبي لأجل ما تبجى كيف الأراضي .
كاد أن يتحدث أخيه ويعترض توأمه لكن دب الجد عكازه أرضًا و قال بحدة و صرامة:
_ بس منك لي بكفاية لحد كِده و اسمعوني زين .
تنفس بعمق ثم قال :
_ اللي رايد ياخد الأرض هيمضي عقدين، عقد الأرض
تابع حديثه وهو ينظر لثلاثتهما و قال:
_ و عقد جوازه من صاحبة الأرض .
صاح ثلاثتهما في اعتراض تام رافضين الأمر شكلًا و موضوعًا تحدث الجد ليتم الصمت في المكان وهو يقول:
_ اللي عندي جُلته خلاص و اللي عندكم اعملوا، أني شيعت اجيبها و عرضت غليها الموضوع بس مجبتش سيرة جواز مستني اشوف أخرها إيه و بعدها هاحط قراري و غليكم يا ولاد القصاصين ياتجبلوا يا ترفضوا ولو رفضتوا انتوا التلاتة متلوموش غير حالكم وبس .
خرج من غرفة الضيوف الخارجية للمنزل في انتظار وصولها بينظا نظر الثلاثة لبعضهم البعض في صمتٍ تام ليتحدث ” نصار” فجأة
_ ما هو اسمعوا بجى لما اجولكم جواز منيها مش هيتم أني مكتفي بمرتي و بس وراضي والحمد لله ومش عاوز خراب بيوت أني يابوي .
رد”راشد” بضيق قائلا:
_ ياسلام ياخوي وهو أني اللي مش متجوز ؟
_ لا ناوي تخطب يعني لسه في كلام تاني
ابتسم “غيث” لهم و قال:
_ و أني بجى الصايع اللي فيكم يعني رايحين تلبسوا في مصيبة ؟
تنفس ” راشد” و قال:
_ احنا نشوفوها بجرشين و هي كلبة فلوس يعني هترضى بأي جرشين نرميهم لها
سأله ” نصار” و قال:
_ طب و جدك هنجوله إيه ؟
أجابه “غيث” وقال:
_ احنا نميلوا دماغها هي بكلمتين لأول ونظبطوا وياها ولما دماغها تلين نجولوا تجول لجدك انها معاوزش جواز وحابة فلوس وجتها هيوافج ومش هيجول لا .
بعد مرور ساعة تقريبا
وصلت الصعيد برفقة بن أخيها طلبت منه البقاء في الخارج لحين الانتهاء من تلك الجلسة، نظرت لهم بشماتة ثم قالت:
_ اه يا زمن خليت ولاد القصاص مترصصين قدامي في عرض كلمة مني تنجدهم مني
رد الجد وقال بحدة:
_ بت هلصي روحك و جولي طلباتك بدل رط الحريم اللي ملوش عازه ديه .
تنفست بعمق وهي تنظر له ثم قالت:
_ حاضر يا جدي أوامرك
تابعت حديثها وهي تنظر لثلاثتهما ثم قالت:
_ أنا سألت على تمن الأرض
سألها ” نصار” و قال:
_ طلباتك يا ست وصال خلينا نخلصوا ؟
أحابته بإختصار شديد:
_ ستين مليون جنيه
رد”راشد” بصدمة وصراخ قائلا:
ك كام ؟
بينما مال ” غيث” ليخلع حذائه كاد أن يقوم من مكانه لكن منعه اخوايه محاولين تهدأته ، بعد هدوء الجميع تابعت حديثها قائلة:
_ أنا واحدة اخر همها الفلوس و بما إن أنا اخر همي الفلوس أنا إن شاء الله كدا نويت و النية لله اتجوز واحد منكم يسترني و يستتني في بيته .
رد “راشد” و قال بخفوت:
_ واجعة مربرة ديه هي اللي طلبتها يابوي .
ابتسم لها نصار و قال:
_ بس أني متجوز و وداد الحمدلله سدت نفسي عن الحريم بأنواعه
ردت ” وصال” قائلة:
_ أنا اكدب اه لكن اخد راجل من على مراته ويتقال عليا خطافة رجالة ليه قالوا لك عليا خرابة بيوت ؟ ثم أنت أكبر مني بعشر سنين وأنا مباخدش حد كبير اوي كدا فرق السن مش حلو لا يا كبير أنت براءة .
تهللت أسايره وهي تنطق بحكم البراءة من زواجه منها ، بينما تابعت وهي تنظر لراشد و قالت
_ شوف أنا كنت بعزك و بخترمك بس من اخر مرة جيت في عندنا و أنا نفسي شايلة منك بس بردو عجبني خفة دمك و جدعنتك معايا
عبس وجهه وهو ينتظر عرض زواجها منه لكن ابتسم حين قالت:
_ بس بردو قلبي شايل منك و أنا مبتجوزش حد قلبي شايل منه ثم أن أنت حالك من حال نصار خاطب و على وش جواز
كاد” غيث” أن يعرض عليها مبلغ مالي لكنها فاجأته بحديثها قائلة:
_ أنا نويت و النية لله وحده اتجوز غيث
_ أنت مش جلتي إنك مهتتجوزيش حد أكبر منيكي بعشر سنين ية حزينة أنتِ ؟
_ ايوة
_ طب ما أني توأم نصار يتني نفس فرج السن اللي رفضتيه عشانه
ردت باعتراض وقالت:
_ لا أنت اصغر منه بخمس دقايق يعني فرق السن كدا مناسب ليا ثم إنك أنت الوحيد اللي مش متجوز
_ مين جال كِده اني مش خالي ولا حاجة أني حداية بهيمة بجري عليها معجول بجى افرك فيها وابص لك ؟
ردت بنبرة مغتاظة وقالت:
_الجاموسة اللي رفضت تأكل من ايدي و في نفس الوقت أكلو من ايدك من يومها و أنا حلفت ما أنت معدي من تخت ايدي ولازم ولابد ابقى ضرتها !
نظر لأخيه و قال:
_ جوز بهايم بيعندوا على بعض دخلي أني إيه في الحوار ديه ؟
تجاوزت إهانته لها ثم نظرت للجد و قالت:
_ اللي عاوز الأرض هما التلاتة وأنا هتجوز غيث كدا لو موافقش تحضروا لي خمسة مليون جنيه تمن الأرض
رد “غيث” وقال:
_ مين المصدية ديه اللي جاعدة تبيع و تشتري فينا ؟
ابتسم “نصار” و سخر “راشد” أما هي حاولت تجاهل إهانته للوصول لحلٍ يُرضي جميع الأطراف، عرضت عرضها ثم غادرت المكان و لكن قبل أن تغادر نظرت للجد و قالت:
_ اللي عاوز الأرض يتجوزني أو تحضروا خمسة مليون جنيه تمن الأرض الحلين معاكم شاورا بعض و انتوا عارفين طريق بيتي سلام عليكم
بعد أن غادرت نظر الجد لثلاثتهما و قال بجدية:
_ هي رمت الكورة في ملعبكم و بجي الدور عليكم اللي رايد الأرض يتجوزها و ياخدها منيها وتبجى حلال غليه الأرض
تابع بنبرة تغلفها المكر و الدهاء:
_ لو عجبتك كمل ولو ما عجبتكش يبقى خدت الأرض و جضيت لك كام يوم وياها .
رد”غيث” بنبرة غاضبة مخاولا التحكم فيها قدر المستطاع:
_ أنت تقصد كين بالحديت ديه يا جدي ؟
أجابه الجد بنبرة لا تقبل النقاش و قال:
_ مافيش غيرك اجصده، خواتك فاتحين بيوت معاوزينش نجفلوها
_ بس
_ من غير بس اللي عندي جلته خلاص زياك فرصة لحد الخميس الجاي تفكر و ترد عليا و اوعاك ردك يكون غير كلمتي .
ساد الصمت لعدة دقائق بعد مغادرة الجد ديوان العائلة الداخلي حاول أخيه أن يحدثه و يعرف ما بداخله لكنه ام يقبل أي سؤال من أي شخص في الوقت الحالي .
في مساء يوم الخميس
كانت “وصال” جالسة على خافة الفراش شاردة في اللاشئ حتى ولجت زوجة أخيه و بيدها حامل الشاي وضعته جنبا ثم قالت:
_ ياختي كنتي طلبتي الفلوس و ريحتي دماغك من كل وجت القلب دا
_ لو كنت طلبت فلوس كانوا هيقولوا عليا بتاعت فلوس وبستغل المواقف أنا عملت اللي عملته عشان واثقة ومتأكدة إن مافيش كد منهم هيقبل يتجوزني .
ارتشفت زوجة أخيه الشاي الساخن و قالت بتساؤل:
_ وافرض بقى يا حلوة قالوا ماشي موافقين و واحد منهم اتجوزك ؟
ردت”وصال” قائلة بإبتسامتها المعهودة:
_اطمني محدش هيوافق نصار و راشد اللي متجوز و اللي على وش جواز و غيث مستحيل يفكر يعملها
سألتها بإصرار :
_ و افرض عملها ؟
تنهدت ” وصال” و هي تعود للخلف وقالت بتمني:
_ طب ياريت يوافق .
_ الله الله دا احنا واقعين بقى ؟
نظرت لها و قالت بحزنٍ شديد:
_ ولا واقعين ولا نيلة اهي احلام
ضعطت على فخذها برفق ثم قالت بفضول:
_ احكي لي احكي لي حلو يا بت ؟ بيشتغل إيه ؟
_ حلو ؟ حلو دي كلمة قليلة عليه دا هو اللي قلبي حبه قبل عيني ما تشوفه
اتسعت إبتسامة زوحة أخيها وهي تتعدل في جلستها و قالت:
_ لا دا أنتِ تحكي لي بقى وقعتي على بوزك كدا ازاي ؟
تنفست بعمق و هي تتذكر حديث ” وداد ” عنه و قالت :
_ من كتر ما كانت بتكلمني عنه خدني فضولي اشوف اوضته صوره شكله كل حاجة في اسمه، أول ما شفت أوضته في المزرع قلبي ارتاح كان حاطط لنفسه صورة بطول الحيطة لاقيت نفسي بقول مكنتش أنت وقعت في طريقي بدل حسين بعدها استغفر ربنا و قلت عيب مينفعش ةفكر في راجل تاني و أنا ست متجوزة حتى لو مبحبش جوزي في نفس اليوم حصل اللي حصل وجوزي مات حسيت للحظة إن الدنيا هتبدأ تفتح لي أبوابها و اعيش حياتي لاقيت جده مش قابل مني كلم مع الست مراته عذرتني و هو لا
نظرت لزوجة أخيها و قالت:
_ معاه حق بردو دا راح منه اتنين ابنه و حفيده و أنا السبب
لولا اللي حصل كان زمانهم عايشيين .
تابعت بنبرة صادقة:
_ و الله العظيم ما كان في ضميري إن يحصل اللي حصل دا كله أنا مبقولش اني ملاك بس أنا بردو بشر و بغلط و هغلط .
_ سيبك من اللي راح و خلينا في دلوقتي فكري وشوفي هتعملي إيه في حياتك و اللي جاي .
فرغ فاها لترد على حديثها لكن قاطعها صوت طرقات الباب ثم دخول أخيها و هو يقول :
_ جد حسين وولاد عمه التلاتة برا و عاوزينك، حضري نفسك على ما اشوف إيه الحكاية .
بعد مرور ساعة تقريبا
خرجت “وصال” و صافحت الجميع جلست جوار أخيها تستمع له و هو يقول:
_ ايوة بس وصال أختي جوزها ميت مكملش سبع تمن شهور ازاي عاوزينها تتجوز ابن عمه .
تفاجأت برفض لطلب زواجها من “غيث” بلعت لعابها بصعوبة و هي توزع نظراتها بين الجد و أخيها، تجاهل الجد الرد تمامًا على ” محروس” أخيها و قال لها بهدوء شديد:
_ غيث جاي و طلب يدك يا وصال جلت إيه ؟
موافقة
قالتها دون أدنى تفكير لم تستأذن أخيها في الرد أو تخبرهم أن الرأي أولًا و آخرًا لأخيها كما تفعل الفتيات لكنها مختلفة عنهن في كل شئ فمن المؤكد أنها ستختلف في هذه أيضًا
نظر أخيها لها و قال بهدوء شديد:
_ الناس دي مش جاية تشتريكي دي جاية تشتري أرضك و في أقرب محطة هيرموكي و
قاطعه الجد بنبرة حادة و قال:
_ الزم أدبك احنا لا ناقصنا أرض ولا بيوت ثم الأرض ديه مو الأصل في الأساس بتاعتنا و احنا اللي كتبناها بطيب خاطر ليها .
_ رأيك إيه قي كلامهم يا بنت أبويا ؟
رفعت ذقنها للأعلى قليلًا ثم قالت:
_ دي حياتي و أنا حرة فيها يا محروس و جدي معاه حق
_ جدك !!!
وقف الجد و قال بهدوء:
_ الخميس الجاي كتب الكتاب وكلها ست شهور وتبجى أختك في دارها في الصعيد حضر حالك .
وقف “محروس ” و قال بمرارة في حلقه:
_ حالي إيه بقى لما العروسة مواققة و العريس اللي متكلمش كلمة واحدة من ساعة ما جه باين عليه موافق يبقى أنا كدا تمام اوي .
نظر لأخته و قال بنبرة حزينة:
_ مبروك عليكي ليلتك شيلها لوحدك يا اختي يا بنت أمي وابويا .
بعد مرور يومين
سافرت “وصال”لعقد قرانها دون حضور أي فرد من عائلتها حاول أخيها منعها لكنها رفصت و بشدة الإنصياع له و كأن قلبها يأبى الإعتراف بأي شئ سوى حب “غيث” الذي يراه أحد .
غلط اللي عملتوا دا يا محروس أكبر غلط ازاي تسيب أختك لوحدها و أنت واثق و متأكد إن الناس دي نيتهم مش خير زي ما بتقول !
اردفت زوجة محروس عبارتها محاولة تغيير رأي زوجها ليقف جوار أخته و يُزيل الغشاوة من على عيناها، كان ينفث سحابة دخان كثيفة وهو يستمع لحديثها في صمتٍ تام .
نظر لها و قال بهدوء:
_ هي اللي اختارت يبقى تتحمل نتيجة اختيارها بكرا تيجي تبكي بدل الدموع د م .
******
داخل غرفتها لمنزل الجد في الصعيد
كانت تمشط خصلات شعرها الطويل و السعادة تجعلها تكاد تحلق في السماء، أما “وداد” واقفة خلفها تعاتبها قائلة:
_ ملكيش حج أبدًا أخوكي كيف تجفي جصاده ؟
_ اعمل إيه بس ماهو مش مصدق إن غيث بيحبني و عاوز يتحوزني فعلا عشاني مش عشان أرضي !
طالعتها في صمتٍ تام بينما ردت “وصال” بتوتر :
_ بتبصي لي كدا ليه ؟
_مافيش
_ لا شكلك زي ما يكون عاوزة تقولي حاجة ؟
_ بصراحة بجى و من غير زعل مجادرش اقتنع إنك فاهمة إن عيجبك صُح .
_ يعني إيه ؟
_ يعني الحب ديه مش بيجى له مقدمات
_ مقدمات ازاي يعني ؟
_ فوتك من الحديت ديه و افرحي بيومك وفوتك من كل ديه
ختمت “وداد” قائلة و تربت على كتفها:
_ربنا يخلف الظنون يا حبيبتي و يكتبه لك عريس العمر .
بعد مرور عدة ساعات
تم عقد القران بناءً على رغبتها بعد ما كشفت لهم عدم رضا أخيها بهذه الزيجة، أما “غيث” فكان لا يُبدء رأيه بأي شئ سوي بالموافقة التامة، كانت تتجاهل حديث قلبها و قلقها بأن القادم سيكون أسوء بكثير، تقربت منه خلال فترة الخطبة التي تجاوزت الستة أشهر بأيام قليلة، كانت هذه المدة كافية بأن يتعرف كلامنهما على الآخر أكثر من ذي قبل
اكتشف فيها “وصال” الحقيقة تلك الفتاة المرحة الشغوفة لكل شئ يتحدث عنه، تستمع له بقلبها قبل أُذنها، لم يقترب منها كما كانت تسمع صديقاتها، هي تضع له الحدود و هو يضع فوق حدودها حدود أكثر صرامة، مما جعل الحياة بينهما أقل من عادية، لكن بمحاولاتها المستمية تجعلها جميل مقبولة في عيناها، بدأ ينجذب لها يسأل عنها إن غابت عن عيناه يشتاق حقا يشتاق يا لها من لعينة ظلت تحاول حتى نجحت محاولاتها بإن يعشقها تظهر عليه، مهلًا هل سيترك الشيطان الوضع يمر هكذا مرور الكرام ؟ بالطبع لا
قبل الزفاف بيومين
كانت السماء تمطر كأنها تستجيب أخيرًا لصرخة قلبين أنهكهما الصمت الريح تلفح وجهيهما، لكنها لا تبردهما… فما من بردٍ أشدُّ من فراقِ الروحِ عن روحها.
وقف غيث أمام وصال، كمن يتهيّأ لدفن جزءٍ من قلبه، يعرف أن ما سيُقال لن يُمحى، وأن ما سيُكسر الآن، لن يُرمّم أبدًا.
نظر إليها طويلاً… كأنه يحاول أن يختزن ملامحها في صدره للأبد، اقترب منها اختطف شفتاها في قُبلة ناعمة بالكاد تشعر بها، بادلته تلك القبلة و يليتها لم تفعلها وتجاوبت معه بهذا الشكل، تعمق في قبلاته لها استندت الى الجدار لتنظم أنفاسها و على و جهها إبتسامة بشوشة، اختفت إبتسامتها حين قال بدون أدنى مقدمات :
_ أنتِ طالج يا وصال .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية براءة العاشقين)