روايات

رواية حرب سقطت راءها الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو

رواية حرب سقطت راءها الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو

رواية حرب سقطت راءها البارت الأول

رواية حرب سقطت راءها الجزء الأول

حرب سقطت راءها
حرب سقطت راءها

رواية حرب سقطت راءها الحلقة الأولى

بعنـــوان ” عائــــــــــــلة “

فى حي الأزهر تحديدٍ فى بناية سكنية مكونة من 5 طوابق ذات اللون الأخضر من الخارج، كان يجلس الحارس “رجب” يتناول فطاره فى هدوء حتى سمع ضجيج وصوت نساء الطابق الأول يتشاجرون فلم يهتم وهو معتاد على شجارهم كل يوم فى الصباح ، وزوجته “سنية” تقف فى البهو الرخامية أمام المصعد مع عاملة النظافة تجفف الأرض من الماء ، تحدثت العاملة بضيق:-
_ يا أختى نفسي مرة أجي ومسمعش صوت خناقهم ، أي مبيزهقوش ، مبيتعبوش كتهم نيلة

تحدثت “سنية” بضيق من حديث هذه المرأة الأربعينية قائلة:-
_ خليكِ فى حالك يا أم السعد وأنجزي قبل ما المعلم حمدي يجي من صلاة الجمعة

_ يووو هو اللى يقول الحق فى البيت دا يبقي أجرم
قالتها “أم السعد” بتذمر وهى تكمل ما تفعله فتحدثت “سنية” بتذمر من ثرثرة هذه العاملة:-
_ اه يبقي أجرم، فى بيت أبو النور يبقي أجرم، وأحمدي ربنا أن الست مديحة مسمعتكيش وألا كان زمانها شبتت فى رقبتكِ إنتِ وأنجزى بقي قبل الصلاة خلينا نروح نصلى إحنا كمان

كان كل طابق مكون من شقتين مقابلتين، فى الشقة الأول التى تخص “مديحة” امرأة تملك من العمر 73 عام الزوجة الأولي للجد “حمدي أبو النور” أكبر تاجر قماش فى الأزهر والغورية وصاحب أكبر مصنع قماش، والشقة المقابلة لزوجته الثانية “وصيفة” التى تملك من العمر 61 عامٍ ، كان الشجار يحتد اكثر بين الزوجتين فتحدثت “مديحة” بغضب سافر قائلة:-
_ بقولك أى يا ست إنت، هى كلمة واحدة الفطار النهاردة هيكون عندي فى شقتي وإلا وعزة وجلالة الله لأخلي يومك منيلة مطلعهوش شمس

خرجت “هدير” الإبنة الصغري لـ “وصيفة” صاحبة الـ 34 عامًا من غرفتها وكانت فتاة جميلة تملك عيون بنية واسعة وبشرة بيضاء مع وجنتين ممتلئتين ووجه دائرية وشعرها الأسود الذي يصل لمنتصف ظهرها مسدولٍ على ظهرها، تحدثت بهدوء قائلة:-
_ صباح الخير يا ماما

لم يُجيب عليها أحد بسبب الشجار وكانت “أسيا” ابنة “مديحة” تشاهد الشجار من البداية ومعها “خديجة” زوجة “فؤاد” الابن الأكبر لـ “مديحة” ، جلست “هدير” على الأريكةو تشاهد المعركة القائمة مع السيدات وقالت بهمس:-
_ مش معقول خناقة كل جمعة دى ، هنتجمع عند مين فيهم ، على فكرة عيب عليكم دا أنتوا أجداد … صحيح فين أحفادكم ؟

تحدثت “مديحة” بزمجرة شديدة قائلة:-
_ ليل راحت تجيب حاجة من السوبر ماركت

بنفس اللحظة التى تحدثت فيها “وصيفة” قائلة:-
_قُدس فوق السطح بتذاكر

نظروا الإثنتين إلى بعضهم وصرخوا معًا بنفس الجملة :-
_ بتسألني أنا !!

تبسمت “هدير” عليهن ووقفت من مكانها وقالت:-
_ خلاص بقي الرجالة هتيجي من الصلاة وأنتوا لسه بتتخانقوا ، خلاص خلي الفطار عندنا يا طنط ديحة والغداء عندك أهو كدة يبقي أتجمعنا عندكم أنتوا الأثنين

نظرت “مديحة” إلى “وصيفة” وقالت بضيق:-
_ ماشي يا ست الصحفية لأجل عيونك إنتِ بس ، لكن والنعمة لو أمك حطت أيدها فى الغدا لأطفحهولها …. يلا يا بت يا أسيا من هنا وهاتي مرات أخوكي فى أيدكِ كتكم القرف

غادرت إلى شقتها وخلفها أبنتها وزوجة ابنها، تأففت “وصيفة” بضيق من هذه المرأة وقالت:-
_ مش معقول ، ست لا تطاق ، أنا عرفت ليه أبوكِ أتجوزني عليها … مقدرش على معاشرتها

أقتربت “هدير” من والدتها ببسمة رقيقة تنير وجهها المُشرق وقالت بحُب:-
_ يا ماما يا حبيبتي ، أنتوا كبرتوا علي الكلام دا ، سيبوا الخناقات دى لينا إحنا ولادكم ولا حتى لقُدس وليل أحفادكم .. طب والله قُدس وليل أعقل منكم أنتوا الأثنين

تمتمت “وصيفة” بدلال وهى تسير نحو المطبخ قائلة:-
_ هى اللى عاملة زى الجرادة ، سمعت أبوكِ بيقولى يا روحي وهو ماشي والنار قادت فيها وشبطت فيا زى الجرادة ….

ضحكت “هدير” على والدتها التى أصبحت جدة ولم تتوقف عن العشق أو الدلال على زوجها العجوز، دلفت “هدير” خلف والدتها على المطبخ وقالت:-
_ الصراحة يا صفصف إنتِ كيادة ، يعنى الراجل بيحبك وعيالك أحسن من عيالها وعلى الحجر

ضحكت “وصيفة” بسخرية وقالت:-
_ هههه ما هى اللى مش عارفة تربي يعنى عندك بنتها أسيا اللى اتجوزت سنتين وأتطلقت بسبب قلة أدبها ولسانها الطويل على جوزها وحماتها وفى الأخر خرجت بعيلة على كتفها… والله ظلمت معها ليل، والنبي ما فلح فى عيالها غير فؤاد عشان أبوكِ دخله الأزهر وربنا باركله فيه وبقي أمام جامع والنبي أخوكِ فؤاد دا خسارة فى الحرباية دى ، حتى عماد ابنه عشان هى اللى خدته تربيه طلع زبالة، حفيدها الموكوس عماد الدين والنبي ولا يعرف حاجة عن الدين سُكري وبتاع نسوان أهو قرب على الأربعين ومش لاقي كلبة جربانة حتى توافق بيه من نجاسته مطلعش زى أخوه الجارحي تربيتي ، سيد الرجالة كلها وألف بنت تتمناه

_ صحيح بمناسبة الكلام ، مش أمبارح وإنتِ مع قُدس فى زيارة هادي قامت خناقة بين بابا وعماد بسبب كدة وشدوا جامد ،بس مسمعتش اللى دار عشان قالى أطلعي أقعدى مع مرات أخوكِ وطلعت عند خديجة
تحدثت “وصيفة” بلا مبالاة وهى تضع الأطباق على الصينية قائلة:-
_ قالي وقالي أن السبب أن عماد النجس عايز يمسك المحلات اللى كان ماسكها أخوكِ هادي ، يا رب يفك سجنك يا ضنايا وتخرج بالسلامة … عماد ابن أخوكِ فؤاد دا مشوفتش فى نجاسته مش كفاية أن أخوكِ مسجون 3 سنين عشان كان واقف فى ضهره فى الخناقة كمان عايز يشغله … اللهي يوريني فيكِ يوم يا عماد يا ابن خديجة ……..

وصل “حمدي” الرجل العجوز صاحب الثمانون عام بصحبة ابنه الأكبر “فؤاد” أمام الجامع بعد صلاة الجمعة ويتكأ بيده على عجوزه وبالأخرى يتبأطأ ذراع حفيده وابن “فؤاد” الأصغر “الجارحي” شاب يملك من العمر ثلاثين عام ذو جسد رياضي عريض الأكتاف وطويل القامة ببشرة بيضاء وعيون عسلية ضيقة ولحية كثيفة بنية كلون شعره الكثيف وطويل يصففه للأعلى مُرتدي عباءة بيضاء ، وصلوا إلى العمارة فقال “حمدي” :-
_ أزيك يا رجب وعيالك عاملين أي ؟

_ بيدعولك يا حج
قالها “رجب” بعفوية وصعدوا معًا فدلفوا إلى شقة “وصيفة” ووجدوا”أسيا” و”هدير” و”خديحة” و”وصيفة”، يجهزون السفرة الكبيرة بينما “مديحة” تجلس بجوار “عماد” على الأريكة بغرور فقال “الجارحي” :-
_ عاملة أى يا تيتا؟

تحدثت “مديحة” بانفعال شديد أمام الجميع مُجيبة :-
_ تيتا فى عينيك يا شحط أنت، جرا أى يا سي جارحي تحب قوملك يا خويا

تحدث “الجارحي ” وهو يساعد جده على الجلوس قائلًا:-
_ عينيا يا تيتا

_ والله أقوم أديك على بوقك يا جارحي
قالتها بغضب شديد ، تنجب الحديث معها مُستديرًا إلى “وصيفة” وقال بلطف:-
_ صفصف يا عسل عاملة أي؟

ضحكت “وصيفة” بلطف تغيظها أكثر وقالت:-
_ بخير يا قلب صفصف

جلس الجميع على السفرة ودلفت “ليل” أبنه “أسيا” فتاة تملك من العمر 18 عام مُرتدية فستان وردي اللون وتلف حجابها الأسود كعينيها الداكنتين باللون البني الغامق وبشرتها البيضاء وفتحدثت بنبرة دافئة تقول:-
_ السلام عليكم

_ أقعدي يا ليل
قالتها “أسيا” بهدوء فنظر “حمدي” على سفرته وقال بجدية:-
_ فين قُدس؟

تذكر الجميع الحفيدة المنسية دائمًا فمسكت “هدير” هاتفها ورنت على هاتف “قُدس”، وقفت “قُدس” بتعجل من مكانها فوق السطح وجمعت أوراقها وأقلامها ومن بينهم كانت رسمة بالرصاص لوجه “الجارحي” دفنتها بين اوراقها وترجلت للأسفل ركضًا فكأدت أن تلف قدميها على الدرج من ربكتها وتوترها لكنها أصطدمت بأحدهما وكادت أن تسقط بينما سقطت منها الأغراض، نظرت إلى الأعلى ويده تحيط خصرها النحيل فتقابلت عيونهما وكان “عماد” فنظرت بتوتر إلى وجهه متوسط البياض وعينيه العسلية وشعره القصير مع لحيته القصير ،وسامته التى يستخدمها لسحر الفتيات وجسده العريض الذي يكفي لأخفاء جسدها الضئيل، أبتلعت لعابها بتوتر من قُربهما هكذا وهى تشعر بأنفاسه ويده تجذبها لها أكثر حتى أرتطمت بصدره الصلبة وشعرت بعضلات بطنه، شعرها الأسود الحريري مُسدول للخلف وبطوله وصل إلى ذراعه الذي يحيط خصرها ، أبتعدت عنه بخجل شديد وتوردت وجنتيها من التوتر وقالت:-
_ أنا أسفة يا أبيه عماد

أنحنت لتجمع أوراقها بتوتر من فوق الدرج فأنحني “عماد” وضربت قلبه تتسارع بجنون لأجل هذه الفتاة الجميلة وحاول أن يساعدها فى جمع الأغراض ليُصدم بصورة أخاه “الجارحي” فسحبتها بسرعة منه وقالت :-
_ عن أذنك

تابعت النزول ركضًا بتوتر من ابن عمها الفاسد ، وصلت للشقة الأولى بحماس لكن سرعان ما تلاشت بسمتها حين رأت مقعد “الجارحي” فارغًا وقد غادر قبل أن تراه فقالت بهدوء:-
_ صباح الخير

_ صباح النور يا نن عيني ، تعالي أفطري
قالتها “وصيفة” بهدوء لتقول بحزن يُخيم على صدرها وقلبها :-
_ مش جعانة عملت سندوتش لما صحيت الصبح ، عن أذنكم

وقفت “ليل” من مكانها وقالت بهدوء:-
_ أنا هدخلها

دلفت إلى غرفة “قُدس” وقالت بعفوية تشاكسها:-
_ كل دا عشان الجارحي مشي

توتر الطفلة الصغيرة وقالت بحزن :-
_ لا ، أنا مش جعانة بس

ضحكت “ليل” وهى تجلس بجوار “قُدس” وقالت بحماس وعفوية:-
_ طب أستعدي يا ستي عشان طلبت من جدو فلوس أجيب هدوم للجامعة إنتِ عارفة بقي سنة جديدة يعنى لبس جديد وقالى أخدك أجيبلك هدوم وهنأخد عماد معانا

_ لاااا
قالتها “ليل” بسرعة فور سماع أسمه فضحكت “ليل” بدهشة على هذه الطفلة وقالت:-
_ متخافيش عيب عليكِ ، أنا قُلتله أن عماد لما بيروح معانا مش بيخلى باله مننا وبيمشي ورا البنات فقال للجارحي يروح معانا وعشان كدة عماد فرقع من ناره وقام

تبسمت “قُدس” بفرحة تغمرها من سماع هذا الحديث وقالت بهيام:-
_ بجد هيجي معانا

أومأت “ليل” لها وقالت بلطف وجدية:-
_ اه، قُدس إنتِ زى أختى وصاحبتي الوحيدة وبنت خالي وأنا بقولك كدة مش عشان أزعلك بس عشان أنا خايفة عليكِ ، جارحي مش شايفاك غير بنت عمه الصغيرة وأكبر منك بأكثر من 15 سنة يعنى قد عمرك مرتين، متعشمش نفسك بحاجة مستحيلة ، حاجة لو حد فى العائلة عرفها هتقوم حرب

تلاشت بسمة الأخرى وقالت بعبوس:-
_ يعنى معاكسة عماد ليا هى اللى مباحة ، تلزيقه فيا هو اللى مقبول ، وعمومًا أنا مش مستنية أبيه جارحي يفكر فيا أصلًا أو يحبني ، أنا عارفة أنى طفلة بالنسبة له لسه فى ثانية ثانوي

نظرت “ليل” لها بحزن شديد وقالت بعبوس:-
_ متزعليش منى ها…. يلا غيري هدومك عشان جارحي طلع يلبس وأنتِ عارفة خلقه فى مناخيره قد أى

هزت رأسها بنعم لتغادر “ليل” الغرفة وتجلس الصغيرة على الفراش بحزن وتجمعت الدموع فى عينيها بينما نظرت إلى صورته التى رسمتها وتساقطت دموعها على وجهه بحزن يمزق قلبها ……

_________________________

فى شقة الطابق الرابع التى تخص “الجارحي” ، كان واقفًا أمام المرآة يصفف شعره مُرتدي بنطلون أسود وقميص أسود ليرن هاتفه وكان اسم “ليل” فأجاب عليها بهدوء قائلًا:-
_ نازل يا ليل أهو

_ شد حيلك يا جارحي عايزة ألحق أرجع أروح خطوبة صاحبتي يا عم
قالتها بضيق تستعجله فأجاب بهدوء:-
_ حاضر يا ليل ، نازل

أغلق معها وأخذ مفتاح سيارته ومحفظة أمواله البنية وترجل للأسفل على الدرج يغلق ساعته الفضية ليرى “ليل” تقف أمام المصعد مع “قُدس” فقال بجدية:-
_ يلا

خرجوا خلفه و”قُدس” صامته وحزينة من معاملته الحادة معها وكأنه لم يراها ، فتح سيارته لتجلس “ليل” فى الخلف وهى تقول بحماس :-
_ أركبي يا قُدس يلا

صعدت “قُدس” بجواره فى الأمام وكانت ترتدي بنطلون جينز وتي شيرت أبيض فوقه سترة جينز بأكمام وتسدل شعرها للخلف وترفعه من الجانبين بدبابيس الشعر، قاد بينهم السيارة مُتجه إلى منطقة عباس العقاد كما طلبت “ليل” فظهر شاب يقود دراجة نارية من العدم أمام السيارة ليضغط “الجارحي” على المكابح بسرعة فأرتطمت رأس “قُدس” بالسيارة وهو يتمتم:-
_ غبي….. إنتِ كويسة ؟

قالها بقلق وهو يضع يده على جبينها فنظرت له بتوتر شديد وخرجت منها حزوقة من لمسته، نظر لعينيها الخضراء بهدوء وقال:-
_ قُدس إنتِ كويسة ؟

أومأت إليه بنعم ثم قالت بتوتر مُتحاشية النظر إليه:-
_ اه يا ابيه

أنطلق من جديد بينهم ووجنتها توردت باللون الأحمر من دقات قلبها الجنوني وخجلها …..

_________________________

فى شقة “مديحة” كانت تجلس بغضب سافر مع حفيدها “عماد الدين” وقالت بغضب:-
_ يعنى جدك رفض يمسكك محلات هادي

_ لا وكمان قالي أنه خارج بعد 5 شهور وهيرجع لشغله ولحد ما يخرج هيفضل جارحي ماسك كل شيء ولو عمي هادي رفض يمسك الشغل هيسلمه كله للحارجي ما إنتِ عارفة يا ديحة أبويا رافض الشغل وبيقولك أنا أمام جامع ومكتفي بدا وأمي فرحانة ما دام ابنها الجارحي هو صاحب الأمر والنهي فى العيلة دى

عقدت “مديحة” ذراعيها أمام صدرها تفكر فى هذا الحديث وقالت بمكر شديد:-
_ لا ما هو أنا مش هخلص من ابن وصيفة يطلعلي الجارحي مش كفاية وكستي فى ابن بطني اللى رافض يمسك كل حاجة ويقولك أنا أمام جامع كأني بقوله روح تاجر فى المخدرات، دا قماش … اسمع يا عماد ، أنت مش قُلتلي يا واد أن البت قُدس عاجبك

لمعت عيني “عماد” بسعادة وهذه الصغيرة التى سرقت قلبه بجمالها وضعفها، رغم معرفته بالكثير من الفتيات وكل يوم فى أحضان واحدة لكن فقط هذه الصغيرة التى تسللت لقلبه وهزمت عرشه المتغطرس فقال بهيام:-
_ اوى يا ديحة، عارفاك هتقولى أنى أكبر منها بـ 20 سنة لكن قسمًا بالله أنا لما بشوف طيفها بس ببقي عايز أفرش لها الأرض كلها ورد ، وبعدين أنا راضي أخدها أربيها على أيدي، جوزهالي وأنا ورب العرش ما عايز منكم مال ولا محلات

ضحكت “مديحة” بسخرية على حفيدها وقالت بمكر شيطاني:-
_ تبقي عبيط يا ابن ابني ، أنا هجوزهالك اه لكن مش عشان تتنازل عن المال لكن عشان قُدس دي نن عيني جدك المخبول وبنت هادي الوحيدة ، عشان لو خرج من السجن وجدك مسكوا المحلات من تاني تبقي جوز بنته ودراعه اليمني وساعاتها مش هيبقي لجارحي لازمة بعد جوزاك من قُدس

أقترب “عماد” من جدته “مديحة” وقال بتوتر وفرحة تغمر صدره:-
_ هتجوزهالي، أزاى ؟ محدش هيرضي ولا هيوافق

_ يا حبيبي اللى ميجيش بالذوق، يجي بالعافية وكله كوم وفضيحة البنات كوم …. افهم بقي

______________________________

خرجت “ليل” من المحل مع “قُدس” وهمست إليها بصوت خافت حتى لا يسمعها “جارحي” الذي يسير بجوارهم يتحدث فى الهاتف:-
_ أنا هروح أقابله ومش هتأخر ، أشغلي جارحي ورديلي الجميل اللى عملته معاكِ

توترت “قُدس” بخوف وقالت:-
_ لا يا ليل، مش هعرف وبعدين أنا قُلتلك متقابليش الواد دا تاني ولا تكلميه

_ خلاص بقي … أنا هروح أجيب حاجة من المحل دا
قالتها وهربت منهم فنظر “جارحي” ليراها تدخل محل لانجيري ليفهم أنها ذهبت لشراء شيء خاص فتقدم للأمام حين الكافتريا متابع الحديث فى الهاتف و”قُدس” تسير معه وجلست أمامه ، أنهي حديثه فى الهاتف وقال:-
_ أنا هشرب قهوة، أجبلك أيش شوكليت وسنابون وحاجة تانية

_ لا شكرًا
قالتها بهدوء وجلست تنظر فى هاتفها حتى طلب وجاء بالطلب فأغلقت الهاتف لتتفحص وسامته وهو يشرب قهوته بشرود فى الهاتف ، رفع رأسه يطقطق رقبته من الإنحناء ليُدهش عندما رآها تنظر إليه ببسمة وعندما تقابلت عيونهم تحاشت النظر إليه بخجل فقال بهدوء:-
_ ما تقومي تشوفيها عشان منتأخرش

تنحنحت “قُدس” بخوف من حدته وهى لا تعرف أين “ليل” فقالت بهدوء:-
_ لا أنا بتكسف أدخل المحلات دى… أنا في محل هنا عايزة أشتري منه ألوان وورق رسم ممكن أروح أجيب منه حاجات على ما هي تخلص عشان معطلش برضو يا أبيه جارحي

تنهد بهدوء وهو يرتشف قهوته قائلًا:-
_ كملى أكلك طيب ونروح

تبسمت بلطف وعينيها تتلألأ مع بسمتها البريئة وقالت:-
_ هتيجي معايا

_ أمال هسيبك تتوهي هنا يعنى
قالها بلا مبالاة وهدوء شديد ثم أنهي قهوته ووقف ليذهب معها، دلفت للمحل وبدأت تشتري الكثير من الأقلام والأدوات المكتبية الجميلة وأوراق فخرج يقف بالخارج ويتحدث فى الهاتف حتى رآها تخرج وتحمل فى يدها الأكياس بصعوبة بسبب حجم أوراق الرسم الكبيرة ليسرع نحوها وأخذ الأكياس منها وهو يقول:-
_ كل دا

_ أعمل أى بحب الرسم جدًا
قالتها ببسمة مُشرقة وهذا الرسمة يحيا قلبها وحياتها الوحيدة، عادوا للكافتريا وجلسوا ينتظروا ليسألها بهدوء:-
_ بتعرفي ترسمي على كدة؟

تبسم بحماس وأخرجت كراسة رسمة متوسطة الحجم وقلمين رصاص وضعت أحدهم خلف أذنها والأخر بين أناملها الصغيرة وبدأت ترسم دون أن تُجيب ….

__________________________

وقفت “ليل” فى الطابق الأخير من المركز التجارية مع “عمران” صديقها فى الجامعة وقالت:-
_ المهم عجبك صور الفستان ، هروح بيه الخطوبة بليل

أجابها بهدوء موافقٍ:-
_ حلو لكن لو طلع ضيق هقطم رقبتك يا ليل فاهمة

أومأت إليه بنعم ثم قالت بهدوء:-
_ متخافيش يا حبيبي والله واسع وهيعجبك جدًا

أومأ إليها بنعم ثم دفع حساب الطعام وقال بهدوء:-
_ يلا طيب عشان متتأخريش عليهم وأشوفك بليل فى الخطوبة

أومأت إليه بنعم ووقفت معه بفرحة تغمرها من أهتمامه بها ثم قالت:-
_ ماشي يا روحي

_ بحبك
قالها ببسمة وعينيه تعانقها عوضًا عن ذراعيه فأجابت بحُب:-
_ وأنا كمان بحبك ، سلام يا عمري

نزلت للأسفل بسرعة قبل أن يلاحظ “الجارحي” غيابها …..
أدارت “قُدس” الكراسة إليه ليُدهش من رسمها وقد رسمت وجهه بمهارة وكأنها صورة ألتقطت له بالكاميرا وليس رسم ، أخذ من الكراسة مذهولٍ من مهارتها وقال:-
_ وااو دى إنتِ فنانة على كدة

_ على قدي
قالتها بلطف وتبسمت بأريحية أكثر عندما رأت وجه “ليل” جاءت قبل أن تقع كارثة ، رآها “جارحي” ليقول بغضب من تأخيرها:-
_ كُنتِ فين كل دا؟ ها

_ أى يا جارحي كُنت بشتري حاجة بتزعق ليه؟
قالتها بحدة ليكز على أسنانه وقال بغضب سافر:-
_ كمان بتبجحي ، طب أتفضلي إنتِ وهى قدامي ، يلا …

_____________________________
خرجت “هدير” من غرفتها لتري “قُدس” جالسة على الأريكة تشاهد فيلم كوري على التلفاز فقالت بلطف:-
_ الجميل قاعد لوحده ليه؟

تبسمت “قُدس” وقالت بعفوية:-
_ بتفرج على المسلسل… عمتو

نظرت “هدير” إليها بأهتمام وهى فى منزلة والدتها التى ربتها مُنذ ولادتها ووفأة والدتها فى الولادة وأخذتها “هدير” كطفلة لها تعوضها عن تأخر زواجها، تحدثت “هدير” بأهتمام شديد قائلة:-
_ نعم يا روحي

كادت أن تسألها عن العشق لكنها أرتبكت لكن فى نهاية المطاف وأعترفت بهدوء قائلة:-
_ عايزة أخذ رأيك فى حاجة؟

_ قولي

توترت “قُدس” وفركت أصابعها ببعضهم ثم قالت:-
_ فى واحدة صاحبتي بتحب واحد جارها، بس هى والله مش بتعمل حاجة غلط ولا أعترفتله ولا لمحت بأى حاجة هى بس قلبها بيدق جامد لما بتشوفه معدي حتى وبتستناه فى البلكونة عشان تشوفه لكن مفيش بينهم كلام ولا حاجة من دى ومش عارفة تعمل أى فى قلبها دا

ضحكت “هدير” وهى تفهم أن الفتاة التى تتحدث عنها هى نفسها من توترها وربكتها ثم قالت بلطف:-
_ وصاحبتك بقى مش شايفة أنها صغيرة جدًا على الحُب، سنكم دا يعرف أى عن الحُب يا قُدس دا بس سن مُراهقة ومعجبة بواحد حلو وبس وهو كمان سن مراهقة خلى بالك

قاطعتها “قُدس” كالبلهاء وقالت:-
_ لا، هو مش قدها ، هو كبير شوية 0…. بصراحة شويتين بتقول قد عمرها مرتين مثلًا

رمقتها “هدير” بشك من أمرها وصمتها أرعب “قُدس” جدًا لتتحاشي النظر لها بخوف وقالت بتوتر:-
_ أنا نصحتها أنها متعملش حاجة لأن دا غلط أصلًا وحرام كمان

_ برافو عليكِ وقوليلها كمان أن اللى قد عمرها مرتين دا مش هيشوفها غير طفلة بتلعب فى الشاراع أخرها يجيبلها حاجة حلوة …
قالتها “هدير” بجدية حادة بقلق على فتاتها الصغيرة ، تنحنحت “قُدس” بحرج ونظرت للتلفاز و”هدير” تحدق بها وشك واحد جاء بعقلها أن صغيرتها عالقة مع أحد ويجب أن تمنعها من ذلك ……

_____________________________

لطمت “خديجة” وجهها بهلع من حديث أبنها وقالت بخفوت خائفة أن يسمعها أحد:-
_ يا نهارك مش فايت، قُدس يا عماد … قُدس مين يا أبن المجنونة اللى تتجوزها … دى عيلة ، دى أصغر من ليل بنت اختك

_ هتجوزها ، عند فيكِ وأبقي وريني هتمنعني أزاى ولا هتعرفي تقولي لحماتك مديحة لا أزاى ، أنا قُلتلها وهى وافقت وفرحت لي مش زيك
قالها بضيق شديد ، دلف “الجارحي ” من باب الشقة وهو يقول:-
_ السلام عليكم ، أزيك يا أمي

قالها وقبل جبين والدته بحُب وأحترام، لمح دموع عينيها فسأل بقلق:-
_ فى أى؟ مالك؟

_ تعال يا جارحي شوف الخيبة اللى أنا فيها ، شوف أخوك اللى هيوديني كلنا وراء الشمس
قالتها بحزن شديد بينما “الجارحي” نظر إلى أخاه بفضول شديد مما فعله يغضب أمه هكذا، بينما “عماد الدين” كان يستشيط غضبًا من “الجارحي” أخاه الأصغر وتذكر رسمت “قُدس” له وحُب الجميع له فى حين أن الجميع يشمئز منه فقال:-
_ عملت أى يا عماد؟

دفع “عماد الدين” أخاه فى كتفه وقال موجه الحديث لأمه بضيق:-
_ أنا بقولك عشان تباركلي مش تقفي فى قصادي

مسك “الجارحي” وجهه بقوة وتحدٍ ثم قال بنظرة ثاقبة:-
_ بقولك عملت أى؟ وتباركلك على أي؟

أجابته “خديجة” بقهرة تعتصر قلبها وعقلها:-
_ البيه أخوكِ عايز يتجوز قُدس، العيلة الصغيرة

أحتدت عيني “الجارحي” بصدمة ألجمته وقشعر قلبه من الأشمئزاز وهو يقول:-
_ أنت اتجننت فى عقلك يا عماد ، قُدس دى عيلة ، دا أنت قد أبوها ولا مش واخد بالك

_ أنا هعمل…..

قاطعه “الجارحي” بنبرة حادة صارمة وعينيه تهدده قبل أصبعه الذي رفعه فى وجهه قائلًا:-
_ إياك تفكر تفتح الموضوع دا تاني حتى بينك وبين نفسك قصاد المرآة أو فى الحمام ، محدش هيقف لك غيري، قُدس أمانة جدك عندي وأمانة عمك هادي لحد ما يخرج من السجن

_ عندك!! ومين بقي اللى وصاك عليها يا سي جارحي
قالها “عماد” بضيق شديد من تحدي أخيه له ليُجيب “الجارحي” بقوة وغضب ناري يكاد يلتهمه:-
_ أبوها، روح مدرستها وأسأل مين ولى أمرها هيتقالك الجارحي أبو النور ، جرب تقرب منها ومحدش هيقفلك غيري وانا اللى يقرب من حاجة فى مسئوليتي أمحي من على وجه الأرض … أنت فاهم أنا عمرى ما خنت أمانة ولحد ما عمك هادى يخرج ، قُدس فى مسئوليتي أنا …..

أرتعبت “خديجة” من هذا التحدي القائم بين ابنائها وخصيصًا بعد مغادرة “الجارحى” غاضبًا ومغادرة “عماد الدين” مصممًا على ما يريد……

___________________________

أستغلت “هدير” فرصة ذهاب “قُدس” إلى المدرسة ودلفت إلى غرفتها وبدأت تبحث فى أغراضها ومكتبها وهى واثقة مما تشعر به لتُصدم عندما وجدت رسمتها لوجه “الجارحي” وأثر الدموع عليها ومدون عليها كلمة Love مما جعلها تسقط على المقعد الموجود بجوار المكتب ولا تصدث أن الطفلة الصغيرة تُحب هذا الرجل الحاد الذي يكبر بقدر عُمرها، سمعت صوت “قُدس” بالخارج وقد عادت فأنتظرت حتى تنهي ترحيبها بجدتها “وصيفة” ودلفت للغرفة وبمجرد أن رأتها “قُدس” فى الغرفة هلعت وأرتجف جسدها وهى تنظر إلى رسمة “الجارحي”، وقفت “هدير” من مكانها وصارت نحو “قُدس” وقالت بهدوء:-
_ أى دا؟

أبتلعت “قُدس” لعابها برعب وعينيها ترمق عمتها بخوف وجسدها ينتفض من الذعر وزاد خوفها عندما مسكتها “هدير” من ذراعها بقوة وسحبتها نحوها بغضب قائلة:-
_ بقولك أى دا ؟

تحدثت بتلعثم شديد خائفة وجسدها الصغير مُرتعشًا بقوة :-
_ والله غصبي عني ، أعمل اى بحبه يا عمتو….

قاطعها صفعة قوية من “هدير” على وجهها مما أدهش “قُدس” ودمعت عينيها بغزارة وأحمرت وجنتها لتقول “هدير” بحدة:-
_ دى تربيتي فيكِ ، هاااا

دفعتها “قُدس” بذعر وخوف تملكها منها وخرجت من الغرفة باكية بأنهيار وتلتقط أنفاسها بصعوبة ولأول مرة تضربها “هدير” أو أى شخص فرأتها “وصيفة” وهى تبكي بأنهيار وصوت أنفاسها عالي لا تقوى على ألتقاطهم ، نادتها بقلق:-
_ قُدس

فتحت باب الشقة وهى تسمع “هدير” تنادي عليها من الخلف بغضب وخرجت من الشقة لكنها صدمتها لم تهدأ سوى بهزيمتها حين سقطت على الأرض فاقدة للوعي من هول الصدمة مع نزول “الجارحي” من الأعلى غاضبًا بعد مشاجرته مع أخاه ليراها فى سقوطها فهرع نحوها بفزع مع خروج “هدير” و “وصيفة” التى صرخت مع هزيمة الصغيرة ……….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حرب سقطت راءها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *