روايات

رواية حين تبكي الجدران الفصل الحادي عشر 11 بقلم عادل عبدالله

رواية حين تبكي الجدران الفصل الحادي عشر 11 بقلم عادل عبدالله

رواية حين تبكي الجدران البارت الحادي عشر

رواية حين تبكي الجدران الجزء الحادي عشر

رواية حين تبكي الجدران الحلقة الحادية عشر

بعد منتصف الليل …
نجوي : مش هتنام بقي يا رجب ؟ انت عندك شغل الصبح بعد الفجر !!!
رجب : مش ممكن انام وانتي جنبي ، عايز اعوض كل لحظة كنتي بعيدة عني فيها طول السنين اللي فاتت .
نجوي : الايام جاية كتير و هنعوض كل اللي فاتنا ، بس قولي ازاي شمس مراتك وافقت بسهولة كده علي جوازنا ؟!
رجب : انا وهي اصلا مش متفقين وهي تلاقيها ما صدقت تخلص مني .
نجوي : مش معقول !! الست حتي لو مش بتحب جوزها عمرها ما توافق بسهولة انه يتجوز عليها .
رجب : هي فعلا رفضت في الاول واتكلمت كلمتين كده ملهومش لزوم لكن انا اقنعتها ان الغرض من جوازنا اني ادخل عند بنتي في اي وقت مش اكتر ، خصوصا بعد طلاقك من جوزك .
نجوي : وهي اقتنعت بالكلام ده ؟؟
رجب : تقتنع ولا مش تقتنع مش مهم عندي ، انا المهم عندي ان انا وانتي نكون مع بعض يا حبيبتي .
نجوي : يا حبيبي يا رجب .
رجب : يا روح قلبي يا نوجا .
“” هكذا استطاع رجب ان يحصل علي كل ما يريد بأساليبه الملتوية وبأكاذيبه التي لا تنتهي علي كل من حوله ، ولكن هل تسير الامور كما خطط لها وحسب ارادته ؟؟؟ “”
بعدها استسلمت عينيه للنوم بينما ظلت نجوي بجانبه تنظر له غير مصدقة ان حبيب عمرها بعد كل تلك السنوات الطويلة اصبح زوجها .
بعد اذان الفجر بقليل ايقظت نجوي زوجها ليمسك يديها بين يديه ويقب.لها ثم دخل ليستحم وارتدي ملابس جديدة وخرج من المنزل متوجها الي الفرن .
في شقة شمس
تبيت شمس ليلة هي الأصعب ، تسيطر عليها مشاعر الغيرة بلا حدود !!
حتي امسكت بهاتفها واتصلت برجب لتفاجئ بهاتفهه مغلق فيزداد غضبها .
ظلت هكذا حتي بعد الفجر بقليل فارتدت ملابسها وخرجت ذاهبة الي الفرن !!!
بمجرد رؤيته قالت بصوت عال : الف مبروك يا عريس ، ايه اللي نزلك يوم الصباحية ؟ االعروسة معجبتكش ولا انت مرفعتش راسنا ؟!!!
رجب : ايه يا ولية انتي العبط اللي بتقوليه ده ؟!! انتي اتهبلتي ؟!!! ايه اللي نزلك من البيت دلوقتي ؟؟
شمس : كنت قافل تليفوونك ليه ؟؟
رجب : وطي صوتك يا ولية هتف.ضحينا !!
شمس : عليا النعمة يا رجب لو كررتها وقفلت تليفونك تاني لتشوف انا هعمل فيك ايه .
رجب : انتي باين عليكي اتجننتي !!
شمس : انت لسه شوفت حاجة ، لسه هتشوف الجنان علي اصله .
رجب : عارفة يا شمس لو مش اختفيتي من قدامي دلوقتي وطلعتي البيت عليا النعمة ما تباتي علي ذمتي النهاردة .
شمس : حاضر يا عريس ، هطلع لكن تخلص شغلك وتجيلي علي البيت .
رجب : حاضر .
شمس : لو مجتش علي البيت هتشوف الجنان علي اصوله .
رجب : قولتلك خلاص هروح علي البيت بعد الشغل ، يلا اخفي من قدامي .
في شقة جاسر
جاسر طوال الليل يجلس يدخن سجا.ئر تباعا بينما يظهر عليه التوتر بوضوح .
شروق : انت هتفضل منور النور كده طول الليل ؟؟
جاسر : مش عارف انام .
شروق : ليه ؟؟
جاسر : انا مش عارف ازاي اوافق علي جواز امي !! انا مكنتش متخيل الموضوع صعب بالشكل ده !!!
شروق ” بسخرية ” : اطمن علي امك ، انا ابويا حنين علي الاقل مش هيمسك ايديها ويكت.فها وياخدها غصب عنها !! واكيد مش هتكون في يوم تعبانة ويقولها مليش دعوة انا عايز حقي !!
جاسر : ياااه !! انتي شايلة في قلبك اوي مني !!!
شروق : فيه حاجات بتفضل معلمة جوه الانسان مش ممكن تتمحي ابدا .
مر ما يزيد عن شهر و بدأت شمس تتقبل الواقع علي مضض !!
بالرغم من محاولات رجب ان يظهر لها عدم اكتراثه بوجود نجوي في حياته الا انه حينما كان يدخل مسكنه معها كان يشعر بسعادة لم تمر عليه في حياته !!!
ها هي حبيبته بجواره وفي منزل غريمه اللدود دياب وعلي فراشه !! ياله من شعور بالانتصار قد اعماه عما تخبؤه له الايام !!
يستيقظ رجب و يتناول افطاره مع نجوي ثم ينصرف الي عمله وتستكمل نجوي نومها حتي توقظها دقات جرس الباب ظهرا .
تستيقظ نجوي وتفتح الباب لتجد ولدها جاسر …
نجوي : صباح الخير يا حبيبي ، تعالي ادخل .
جاسر : عم رجب هنا ولا نزل ؟؟
نجوي : نزل من بدري ، كان بيقولي انه عايزك ، ابقي عدي عليه في الفرن .
جاسر : حاضر هعدي عليه بعد شوية ، المهم انا جاي علشان اقولك ان ابويا المحكمة حكمت في قضيته النهاردة ؟؟
نجوي : حكمت بأيه ؟؟ اكيد مؤبد .
جاسر : لأ المحامي شاطر وقدر يخلي الحكم خمس سنين .
نجوي : وانت زعلان ولا فرحان ؟؟
جاسر : والله يامه مش عارف ، انا قولت اعرفك و بس .
نجوي : طيب ، ياتري مين هيعيش لبعد خمس سنين ، لما يخرج نشوف هنعمل ايه ، تعالي يا حبيبي ادخل افطر معايا .
جاسر : لأ انا نازل رايح القهوة وهعدي علي عم رجب اشوفه عايز ايه .
نجوي : طيب ، مراتك عاملة ايه في الحمل ؟؟ مش بشوفها خالص !!!
جاسر : الحمل تاعبها يامه .
نجوي : ربنا يقومها بالسلامة .
جاسر : اخواتي فين ؟؟
نجوي : في المدرسة ، زمانهم راجعين .
جاسر : وعاملين ايه مع عم رجب ؟ متضايقين من وجوده لما بييجي ؟؟
نجوي : لأ لما بيكون موجود بيدخلوا اواضهم يذاكروا عادي .
في الفرن …
جاسر : ازيك يا عم رجب ، امي كانت بتقول انك عايزني .
رجب : ايوه يا جاسر يا ابني كنت عايزك في موضوع مهم ، ده انا حتي سألت عليك شروق وامك اكتر من مرة .
جاسر : خير يا عمي ؟؟
رجب : خير يا حبيبي ، انا هخلص شغل واجيلك القهوة نتكلم احسن .
جاسر : اللي تشوفه يا عمي ، انا هستناك .
في المقهي …
جاسر : خير يا عمي ؟؟
رجب : كل خير يا ابني ، انت دلوقتي جوز بنتي و هتكون ابو حفيدي .
جاسر ” يضحك ” : ايوه طبعا .
رجب : علشان كده انا عايز اشوفك احسن واحد في الحتة كلها انما بصراحة حالك وحال القهوة مش عاجبني !!
جاسر : ليه ؟ القهوة شغالة كويس .
رجب : ايوه القهوة مفتوحة وشغالة لكن مش زي ايام ابوك ، زبون القهوة قل كتير ولو استمرت علي كده القهوة هتقع منك والناس تضحك عليك .
جاسر : وانا في ايدي ايه اعمله ؟؟
رجب : بص بقي انا عايز القهوة دي تبقي كافي شوب كبير مش قهوة بلدي صغيرة كده .
جاسر : ايوه لكن الموضوع ده عايز مصاريف كتير .
رجب : مش بس مصاريف ، دي محتاجه حد كبير زيي يكون جنبك كتفه في كتفك يقدر بخبرته وعلاقاته يخلي القهوة دي اكبر كافي شوب تشتغل اربعة وعشرين ساعة .
جاسر : وانت هتفضي نفسك ليا ؟؟ ده انت مشغول بالفرن ليل ونهار .
رجب : لأ انا اعرف اقسم وقتي كويس بين الاتنين متخافش من ده ، وبالنسبة للمصاريف لو مش معاك فلوس انا احطلك كل الفلوس اللي انت عايزها .
جاسر : لأ الفلوس كتير والحمد لله ، ده حتي ابويا ربنا يفك ضيقته كان عملي توكيل عام في اول يوم لما اتقبض عليه .
رجب ” بسعادة بالغة ” : حلو اوي ، يبقي هنكبر القهوة من وسع وانا كمان احطلك فلوس علشان نبقي شركا مع بعض .
جاسر : شركا !!!
رجب : ايوه شركا بالمال والمجهود .
جاسر : لكن ابويا لما يخرج من السجن اقوله ايه ؟؟؟
رجب : ابوك لما يخرج من السجن ويشوف القهوة الصغيرة بقيت كافي شوب كبير هيعرف انه ساب وراه راجل .
جاسر : لكن القهوة بعد ما كانت ملكه لوحده هيلاقي له شريك فيها !!!
رجب : يا سيدي لو خايف من رد فعل ابوك اول لما يخرج بالسلامة انا هاخد فلوسي اللي دفعتها واخرج من القهوة وانت هيكون جنبك ابوك قد الدنيا تشوفوا مالكم وحاجتكم مع بعض .
جاسر : لو كان كده ماشي ، علي الاقل يعرف انه ساب وراه راجل .
رجب : جدع يا جاسر ، انا كده يا ابني احس اني جوزت بنتي لراجل بجد ملو هدومه .
بعد اكثر من ثلاث سنوات …
في منزل ربيع
ربيع : مالك يا نبيلة ؟ شكلك متغير ليه ؟
نبيلة : ما انت عارف يا ربيع .
ربيع : علشان شريف بردو ؟؟
نبيلة : ايوه بترجاه يرجع وبردو بيرفض !!
ربيع : طيب خلاص متزعليش نفسك انا هكلمه النهارده واحاول اقنعه يرجع .
نبيلة : انا من تلات سنين مش شوفته !! انا هتجنن !!
ربيع : يا وليه ما انتي بتشوفيه علي النت .
نبيلة : مش كفاية يا ربيع ، مش كفاية ، انا نفسي اخد ابني في حض.ني .
ربيع : طيب خلاص روقي نفسك كده ، انا هكلمه واقوله يرجع ، هو خلاص بقي معاه فلوس مش قليلة وانا الحمد لله الفرن الجديد شغال زي الفل ، مفيش داعي انه يفضل هناك .
نبيلة : ابنك مش عايز يرجع علشان شروق بنت رجب مش علشان الفلوس .
ربيع : انا عارف يا نبيلة ، متخافيش انا هتصرف .
نبيلة : طمني الشغل عامل ايه ؟
ربيع : الحمد لله نعمة من ربنا ، اغلب العمال سابوا فرن رجب من عمايله ودلوقتي شغالين معايا .
نبيلة : ربنا يفتحها عليك ويسهلهالك .
ربيع : ما انتي عارفة يا نبيلة انا بتقي الله في شغلي و اهل الحتة كلهم بيشتروا من عندي العيش والصنايعية اللي بيطلب مني جنية بدفعله اتنين واهي ماشية ونعم ربنا مغرقانة .
نبيلة : الحمد لله ، من حمده زاده .
ربيع : اللهم لك الحمد والشكر يارب .
في ايطاليا
يجلس شريف مهموم فيشاهده احد اصدقاء الغربة فيسأله : مالك يا شريف ؟ فيه حد مزعلك ولا ايه ؟
شريف : لا ابدا ، عرفت من بابا ان امي تعبانة .
صديقه : الف سلامة عليها ، معلش بكره تخف وتكون كويسة .
شريف : الشكلة انه بيقولي انها تعبانة بسبب زعلها عليا !!!
صديقه : زعلانه عليك ليه ؟!! ما انت كويس وزي الفل اهو !! ولا عايزاك ترجع ؟
شريف : بالظبط كده ، عايزاني ارجع .
صديقه : طيب ما ترجع يا صحبي ، كفاية كده غربة ، انا كمان بفكر ارجع .
شريف : وانا الصراحة عايز ارجع كمان ، لكن مش عارف ازاي ممكن اشوف شروق بعد ما سبتها حبيبتي ومستنياني ارجع الاقيها متجوزة ومعها ابنها !!!
صديقه : انت لسه بتفكر في الموضوع ده ؟؟ يا جدع انسي ، زمانها نسيتك وكل تفكيرها في جوزها وابنها .
شريف : خايف ارجع واشوفها نفسيتي تتعب واندم اني رجعت .
صديقه : هقولك فكرة حلوة ، ظبط نفسك وخد اجازة من الشغل هنا وارجع ، لو ارتحت مترجعش هنا تاني ، ولو حسيت ان نفسيتك تعبتك زي ما بتقول تعالي تاني وكمل شغل .
شريف : صح ، انت معاك حق .
بعد شهر …
ربيع ” يضحك ” : ايوه طبعا وشك منور والبيت زي الفل ، يا بختك بأمك يا شريف .
نبيلة : بطل يا راجل ، ايوه طبعا لازم افرح ان ابني راجع النهارده واخده في حض.ني بعد تلات سنين غياب .
ربيع : ربنا يخلهولك يا ستي و يفرح قلبك به .
نبيلة : يارب ، يسمع منك ربنا يا ربيع .
في مطار القاهرة
تهبط الطائرة علي ارض المطار وببدأ نزول ركابها ، وبمجرد خروج شريف من بابها يأخذ نفسا عميقا يملأ جنبات صدره ويبتسم ليجد والده ووالدته يلوحان اليه بذراع كليهما .
ينزل شريف من الطائرة سريعا ويرتمي بين احض.ان والدته لتضمه ضمة قوية حانية تلوها ذراعي والده تحاوطه وتضمه بقوة واشتياق ،ثم يضعان ذراعيهما علي كتفيه ليخرجا سويا من المطار عائدين الي المنزل .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حين تبكي الجدران)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *