روايات

رواية أمنية ضائعة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ديانا ماريا

رواية أمنية ضائعة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ديانا ماريا

رواية أمنية ضائعة البارت الثالث عشر

رواية أمنية ضائعة الجزء الثالث عشر

أمنية ضائعة
أمنية ضائعة

رواية أمنية ضائعة الحلقة الثالثة عشر

وقع التليفون من إيد “ود” من شدة الصدمة، كانت لسه بتحاول تستوعب اللي شافته. مسكته تاني وهي مبرّقة، عينيها ثابتة على الصورة والكلام اللي تحتها. قامت بسرعة من على السرير، ومن غير ما تاخد بالها، خبطت بإيدها في الكوباية اللي كانت جنبها، فوقعت واتكسرت.
صرخت “ود” بصوت عالي من الخضة، وبصت للأزاز المكسور وشفايفها بترتعش من الخوف لحد ما الباب اتفتح وآمال دخلت بفزع:
– في إيه؟ بتصوتي ليه؟
بصتلها “ود” بعيون مصدومة، وبعدين بسرعة بصت لتليفونها وافتكرت اللي فيه، فضمته لصدرها بسرعة علشان آمال متشوفش حاجة، وردّت بارتباك: م… مفيش، الكوباية وقعت مني بس.
رفعت آمال حاجبها وبصت لها من فوق لتحت بنظرة مستنكرة: الصويت ده كله علشان كوباية؟! جرالك حاجة؟ اتعورتي؟
هزّت “ود” رأسها بالنفي، فاتحولت نظرة آمال لانتقاد واضح: طالما معورتكيش، كان لازمته إيه الصويت والفضيحة دي؟ إنتِ مش عيلة صغيرة، اعقلي شوية! الناس تقول إيه؟ بنعذبك؟
لفّت آمال وخرجت من الأوضة، وقبل ما تقفل الباب، رمقت “ود” بنظرة مستغربة، ثم اختفت.
انهارت “ود” على السرير، جسمها بيرتعش من الخوف، وعقلها مشغول بسؤال واحد بيخبط في دماغها:
مين صورها الصورة دي؟ وبيهددها ليه؟
فجأة أدركت أنه مفيش غير شخص واحد هو اللي ممكن يعمل كدة، شخص بيضايقها في الفترة الأخيرة ومفيش غيرها يمكن يستفيد من وضع زي ده.
فكرت بعدم تصديق: معقول تكون هي؟
وصلها رسالة جديدة ففتحتها بسرعة، كان مكتوب فيها: عجبك اللي شوفتيه؟ مستعدة تسمعي اتفاقنا ولا نشوف رأي أهلك؟
ردت بسرعة وحاولت تكتب بإيد ثابتة: أنت مين وعايز مني إيه؟
وصلها الرد: نتفق الأول بس بعدين تعرفي، ها نخليه بينا ولا ناخد رأي أهلك؟
افتكرت ود بيأس والدتها آمال ورد فعلها لما صرخت من الخضة على حاجة بسيطة وإيه ممكن يكون رد فعلها على حاجة زي كدة فكتبت بسرعة: نتفق بس عرفني أنت مين الأول.
ساعتها الرقم أتصل عليها فبصت له بدهشة وتردد مستمرش لحظة وردت بتوتر: مين معايا؟
وصلها ضحكة عارفاها: خمني!
اتجمدت إيد ود على التليفون وهي بتتعرف على الصوت وردت بغضب: رؤى!
ضحكت رؤى بمرح: مكنتش أعرف أنك ذكية كدة.
ردت ود بعصبية وهي حاسة أنها بتغلي من الغضب: أنتِ عايزة إيه مني؟ إزاي تصوري صورة زي دي؟ وبتهدديني ليه أصلا؟
سكتت لحظة، وبعدين قالت بغرور: عايزاكي تعتذريلي قدام الكلية كلها… وتركعي. آه، تركعيلي قدام الناس كلها، علشان تعرفي مين رؤى وإزاي تقفي قصادي بالشكل ده!
شهقت “ود” وقالت بانفعال: إنتِ بتتكلمي بجد؟! إنتِ مجنونة؟!
ضحكت “رؤى” بسخرية فيها برود: هديكي وقت تفكري لو معملتيش كدة، الصورة دي هتكون عند أهلك علشان يشوفوا غرامك في الكلية.
وقبل ما تلحق “ود” ترد، كانت “رؤى” قفلت.
وقفت “ود” مكانها مش قادرة تتحرك، رجلها مش راضية تطاوعها، قلبها بيدق بسرعة، دموعها نزلت بألم وهي بتفكر هي عملت إيه لك ده؟ كل ذنبها أنها بترفض الإهانة!
همست ببكاء:أنا في كارثة… أعمل إيه؟ أروح لمين؟
وبصوت خافت، خرج منها اسم الشخص الوحيد اللي ممكن تلجأ ليه: ملك!
تاني يوم كانت ماشية في الكلية بوجه شاحب لحد ما شافت مروان واقف بعيد مع أصحابه، رغم اللي حاصل، حسّت أنها لازم تقوله وتلجأ ليه يمكن يقدر يوقف رؤى عند حدها.
قربت منه، ندهت بصوت واطي وقالت بإصرار: ممكن أكلمك شوية في موضوع ضروري؟
مشي معاها لحد ما راحوا مكان هادي وقعدوا سوا على طرف سور بعيد شوية عن الزحمة، وود حكت له اللي حصل امبارح وتهديد رؤى ليها.
سكت بعد ما خلصت، ملامحه كانت مصدومة، حاجبه مرفوع، ونظراته فيها غضب واضح: رؤى وصلت للدرجة دي؟!
قالها بنبرة عالية، وبعدين وقف وكمل: دي أكيد مجنونة! يعني إيه عايزاكي تعملي كدة.
هزت رأسها وهي على وشك تعيط تاني.
فضل مروان رايح جاي وهو بيمشي أيده في شعره بعصبية لحد ما وقف وهو بينفخ: إيه ده ياربي!
رجع يقف جنبها، فضلوا ساكتين شوية لحد ما سألها: هتعملي إيه؟
بصت له بحيرة: مش عارفة يا مروان.
بص قدامه بعدين رجع يقولها: طب ما تعتذري لها بدون ركوع؟ أصل أكيد مش قصدها تركعي بجد.
بصّت له ود ذهول، عينيها اتسعت من استغرابها، هو شايف إن الحل إنّها تنفذ كلامها؟!
قالت بخفوت، وهي بتحاول تفهم:
– إنت شايف إن ده حل؟ إننا نرضخ ليها؟!
اتنفس ببطء، وقال:
– أنا بس بحاول أحميكِ، زي ما قولتلك رؤى بتستغل وضعها علشان تعمل اللي هي عايزاه وتمشي الناس على مزاجها وبتنجح دايما لأنه محدش بيقف قصادها علشان باباها.
اتضايقت “ود” جدا أكتر من كلامه، هي مأجرمتش علشان تعتذر لرؤى وكمان تهين نفسها قدام الكلية كلها بالشكل ده،
كانت مستاءة من كلام مروان، توقعته يدور على حل معاها ويقف جنبها، مش يبرر لها الإهانة، معجبهاش ضعف شخصيته وافتكرت أول موقف جمعهم لما اتخانق مع رؤى بس متخليتش يكون كدة.
بصّت له بنظرة منكسرة فيها حزم، وقالت:
– أنا لازم أمشي دلوقتي يا مروان، عندي محاضرة هنتكلم بعدين.
وسابته ومشيت، اتصلت على ملك لأنه كان لازم تحكي لها وتفضفض لها يمكن تلاقي حل.
راحت لها ساحة الجامعة، بصّت لها ود والدموع بتتزاحم في عينيها، وصوتها بيترعش وهي بتقول:
– محتاجة أحكيلك حاجة.
قربت منها ملك بقلق: طيب فيه إيه قوليلي!
قعدوا على مقعد في زاوية هادية، وود بدأت تحكي من بعد ما اتعرفت على مروان والخناقة بينها وبين رؤى لحد التهديد بتاع امبارح.
احمر وش ملك من الغضب وقامت: هي فين المخبولة دي! دي محتاجة حد يحطها في مستشفى مجانين!
مسكت ود أيدها بتعب: بالله عليكِ اقعدي أنا جمش ناقصة.
قعدت ملك وهي مش على بعضها من كتر العصبية من اللي سمعته: إزاي فيه بني آدم كدة إزاي! كل ده علشان اتخانقتي معاها!
سكتت لحظة، وبعدين زفرت بحنق: بس متقلقيش متخيلة إني هسيبها تعمل كده فيكي؟ دي محتاجة تتربى!
ود فضلت تبكي، صوتها بيرتعش: أنا تعبانة ملك… أنا تايهة ومش عارفة أتصرف.
هدت ملك نفسها بالعافية، وقربت منها، حضنتها، وقالت بهدوء:متعيطتيش هنفكر مع بعض… وهنتصرف، هنلاقي حل ليها متخافيش ومش هتقدر تعملك حاجة أنتِ فاهمة؟
هزّت ود راسها بصمت، بس دموعها لسه بتنزل، كان في نار في قلبها، ودوامة مش عارفة تخرج منها.
بعد ما خلصت مع ملك وملك هدتها وطمنتها أنهم هيلاقوا حل واوعى تستلم ولا تخضع لرؤى، رجعت تكمل محاضراتها.
في المحاضرة، قعدت ود سرحانة، وعقلها لسه غرقان في التفكير، لاحظتها الدكتورة فنادت عليها كام مرة وود مبتردش لحد ما الدكتورة زعقت فيها فانتبهت ليها.
وبختها الدكتورة بحدة: لو عايزة تسرحي أبقي اقعدي في بيتكم إنما هما تنتبهي للمحاضرة ركزي متبقيش مسطولة!
قالت بصوت خافت من الإحراج: آسفة يا دكتور.
والدكتورة بصت لها بعدم رضا والتفتت تكمل شرح.
بصت قدامها بحزن وانكسار فقربت منها البنت اللي جنبها باهتمام: متزعليش وكبري دماغك.
ابتسمت لها ود ابتسامة صغيرة مرهقة فكملت البنت: شكلك زعلان، اتخانقتِ مع رؤى تاني؟
بصّت لها “ود” باندهاش، فابتسمت البنت: متستغربيش الكلية كلها عارفاها لأنها بتاعت مشاكل، كل ده علشان باباها غني وصاحب عميد الكلية، بتستغل سلطته وتتعامل مع الناس على إنها ملكة وهما عبيد عندها.
سكتت لحظة، وبعدين قالت بلطف:
– هي بتضايقك لأنك من الناس القليلين اللي رفضوا إهانتها ووقفوا لها، متسيبهاش تكسرك.
وضغطت على إيدها بلطف، ابتسمت لها ود ورجعت تفكر بقلق في كلام البنت، جزء منه جه زي طبطبة خفيفة، لكن الباقي عن رؤى زاد قلقها وحست بتقل في قلبها.
فضلت تلت أيام مش بتخرج من أوضتها، وشها دبلان، وكل ملامحها فيها قلق وتوتر، مش بتاكل كويس وبتعمل اللي مامتها عايزاه بصمت، كانت آمال ملاحظة تغير فيها بس متكلمتش في حاجة.
وفي اليوم التالت، قامت ود من على السرير، لبست ونزلت الكلية مش عايزة غير تلاقي مروان وتسأله عن أهل رؤى لو يعرفهم، وتحاول بأي طريقة توصل لوالد رؤى، يمكن يقدر يوقف البنت دي عند حدها.
عينيها فضلت تدور عليه وسط الزحمة لحد ما لمحته واقف على جنب، مدي ضهره وبيتكلم في التليفون.
قربت منه بخطوات سريعة، لكن وقفت فجأة لما سمعته بيقول بضحكة مرحة:
لا ما تقلقيش، هي ماشية زي ما إحنا عايزين بالظبط، عيب عليكِ يابنتي يعني متعرفنيش قدرات صاحبك يا رؤى!
اتجمدت ود مكانها، مقدرتش تتحرك ولا تتنفس فضلت واقفة بس ومروان بيكمل بمكر: حسيت أنها ممكن تقتنع بكلامي، بس مش هوصيكيِ لو عملتها ليا حلاوة كبيرة أوي!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أمنية ضائعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *