رواية أسرت قلبه الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه البارت الثامن والثلاثون
رواية أسرت قلبه الجزء الثامن والثلاثون

رواية أسرت قلبه الحلقة الثامنة والثلاثون
(عيناي لا ترى غيرك)
انظري لعيناي واعرفي كم أحبك …اسمعي قلبي وهو يصرخ بإسمك.
)سيف لمياس )
………
-بابا أنا عايزة انزل البحر …
قالتها أملاك وهو تمسك كف والدها الذي يتناول الطعام…فبعد ساعات قضوها في السفر وصلوا أخيرا للغردقة ….وقد كان لعاصي منزل صيفي بشاطئ خاص …
تدخلت رحيق وهي تقول بلطف ؛
-طيب ما ترتاحي الأول يا أملاك لسه احنا حابين والشمس هتغيب انزلي بكرة احسن …ووعد هنفضل من أول اليوم لآخره ايه رايك ….
عبست أملاك ليقول والدها وهو يطعمها بفمها ،:
-ماما رحيق عندها حق يا لوزة …خلينا بكرة عشان بابا تعبان من السفر وبكرة طول اليوم هنقضيه في البحر ايه رايك ؟!
هزت أملاك رأسها مبتسمة ليقبلها عاصي على رأسها ويقول :
-بنتي اللي بتسمع الكلام …
…..
بعد قليل …كانا يشاهدان التلفاز بينما أملاك قد غفت على الأريكة بجوار والدها …ابتسمت رحيق همست :
-نامت يا عاصي …
انتبه عاصي لها وقال:
-تمام أنا هدخلها السرير بتاعها …هي شكلها تعبت اووي من السفر ….دي كمان كانت عايزة تروح البحر …أنا مش عارف البنت دي كانت هتقاوم ازاي …
قالها مبتسماً وهو يقترب من أملاك ويحملها بين ذراعيه ثم يتجه بها للفراش الذي بغرفتها …تنهدت رحيق وهي تربع ذراعيها بينما عقلها يكاد ينفجر من التفكير…لقد اتت هنا من اجل شقيقتها …تعرف أن هناك خطب ما …فهاتف نوران اصبح دوماً مغلق …وهي لا تستطيع التواصل معها بأي طريقة لكي تعرف ماذا حدث ….ولن تنسى الذي اخبرته به امها عندما سألتها…فما اخبرتها به دلال جعلها تشك ان جاسم قد عرف شيئا ….
……..
كانت تقف في غرفتها وهي تمسك هاتفها …تخاف ان تتصل بدلال فتشك ان هناك شيئاً ما …او ربما سوف تقلق على نوران …هي لم ترد ان تثير ريبة أي أحد …هي ارادت فقط ان تطمئن على شقيقتها…نوران التي اختفت كليا بعد زواجها …تكاد تجن لتصل إليها ولكنها تفشل في كل مرة …رباه هل عرف جاسم كل الحقيقة …ولو كان عرف ماذا فعل معها؟!هل يعاقبها الآن عما فعلته …ام هل أشفق عليها وسوف يتركها وشأنها …كل تلك الأسئلة كانت تدور بعقلها دون اي إجابة محددة …لذلك لم تنتظر وهي تتصل بدلال لكي تعرف الحقيقة …
…..
انتظرت رحيق بصبر ان ترد عليها دلال
-رحيق حبيبتي وحشتيني والله …
قالتها دلال بود ثم أكملت ؛
-ده أنا نفسي اجيلك بس امجد اللي مصمم نسيبكم الى راحتكم شوية…
ابتسمت رحيق بود وقالت :
-وانتِ كمان وحشتيني يا ماما دلال…وحشتيني اووي …ايه اخبار امجد وجيلان ….
-كويسين ..بحاول اتاكد كل فترة ان محدش فيهم هيقتل التاني …
ضحكت رحيق وقالت :
-ربنا يهديهم بجد …المهم يا ماما أنا كنت حابة اطمن على نوران وتليفونها مغلق …عرفت من أمجد ان جوزها وهي سافروا الغردقة …أنا افتكرت انهم هيقضوا اسبوع الأول وبعدين يسافروا ….
هزت دلال رأسها وقالت:
-والله مش عارفة يا بنتي …احنا فجأة لقينا جاسم بيتصل بينا وبيقول انه سافر الغردقة …أنا حقيقي معرفش ليه اخد القرار ده فجأة …أنا كان نفسي اشوفها قبل ما تسافر…
ابتلعت رحيق ريقها بتوتر وقد تحققت أسوأ كوابيسها …لقد عرف جاسم كل شئ …
وضعت كفها على فمها وهي تمنع نفسها من البكاء …لم تكن تريد أن تفهم والدتها أي شئ ….لذلك قالت بصوت حاولت اخراجه طبيعي :
-طيب وتليفونها ليه مغلق …مش فاهمة برضه ….
–جاسم بيقول انه وقع في الميا وباظ وقال هيجيلها واحد جديد ولحد ما يجيبلها هنتكلم معاه هو عشان نطمن عليها …أنا لسه قافلة معاها من شوية من تليفونه وبتقولي انها مبسوطة اووي….
شعرت رحيق بالإختناق …بالتأكيد تلك كذبة …جاسم اكتشف كل شئ …عرف الحقيقة كاملة …لذلك قد قام بأخذ هاتفها لكي لا تتحدث مع أي أحد حتى لو كانوا عائلتها …يريد أن تتحدث مع عائلتها امام عينيه…اذن هو عرف والان يعاقبها على ما فعلته .. وضعت كفها على فاها وهي تشعر بالرعب ….
ثم قالت بصوت حافظت لجعله ثابتاً ..:
-تمام يا ماما الحمدلله أنا أطمنت عليها ….سلام يا ماما …
ثم اغلقت الهاتف والدموع تحرق عينيها بينما تردد برعب …
-نوران !!
خرجت رحيق من شرودها عندما شعرت بأحد يضع كفه على كتفها وقد انتفضت بقوة ….استدارت ورأت انه عاصي …عينيه الزرقاء تنظران إليها بتساؤل :
-خوفتني …
قالنها بضيق ليرفع حاجبيه ويقول :
-بقالي ساعة بنادي عليكي وانتِ في وادي تاني …فلما قربت منك اتخضيتي …خير كنتي مسافرة فين …
-ولا لأي مكان …
قالتها بتجهم وهي تستعد للذهاب ولكنه أمسك ذراعها وقال :
رايحة فين ؟!
عبست وهي تنظر إلى يده التي تمسك ذراعها وقالت:
-ايه رايحة فين ؟!رايحة انام …
-لا لا كده مينفعش …أنا محتاج اتكلم معاكي شوية ….
رفعت حاجبيها وقالت :
-تتكلم في ايه ؟؛
-نتعرف على بعض …
ربعت ذراعيها وقالت:
-ونتعرف على بعض ليه؟!…
-عشان أنا عايز كده …يالا نعمل قهوة ونشربها في التراس …مفيش داعي تلبسي نقاب …الشاليه خاص محدش يقدر يدخل …..
زفرت بضيق ما ان اختفى وقالت:
-هي كانت ناقصاك انت كمان
ثم هزت رأسها وهي تتجه للمطبخ لإعداد قهوة …
……
بعد قليل
كانا يجلسان على التراس …يجلس هو على المقعد بينما هي بجانبه لانه اراد هذا…كانت تستمتع بهواء البحر الرائع الذي قد خفف من حدة توترها بسبب شقيقتها …
نظرت الى عاصي وقالت:
-عايزين بكرة بعد ما نودي أملاك البحر نروح لنوران …
هز رأسه موافقاً….
صمتت وهي عاجزة عن الكلام مرة أخرى فقد وجدته ينظر إليها بطريقة غريبة فقالت بعصبية :
-بتبصلي كده ليه ؟!
-حابب اعرف حاجة …حبيتي قبل كده ؟!
احمر وجهها بالكامل وقالت :
-لا طبعا ….أنا مفكرتش ابدا في الموضوع ده …كنت دايما بقول أن مشاعري هديها للإنسان اللي هتجوزه ..
-يعني انتِ من حزب جواز الصالونات صح.؟!
هزت رأسها بتأكيد وقالت:
-بشوف جواز الصالونات افضل بكتير من اي جواز تاني… الراجل اللي يحب ست بجد بيخبط على باب بيتها …ده رأيي….
-طيب بالنسبة للي اتقدمولك ؟!
ضحكت بتوتر وقالت:
-دوول اتنين بس والاتنين هربوا …آخر واحد كان اصغر مني وكان مصر عليا بس والدته لما شافتني غيرت رأيها…
-غيرت رأيها ليه ؟!
قالها حائرا لتهز كتفيها وتقول:
-شكلي معجبتهاش …يمكن معنديش المواصفات الجمالية اللي بيبحثوا عنها
-سمعت ده قبل كده من اللي رشحك ليا…بس لما شوفتك استغربت …انتِ جميلة فعلا …ليكي جمال خاص بيجذب الناس ….
اختنقت بالقهوة التي تشربها ثم نظرت إليه بصدمة ليقول :
-أنتِ بجد جميلة …
تزين وجهها بحمرة الخجل ولم تستطع منع ابتسامتها من الظهور….
-وشعرك حلو اووي …
قالها بنبرة غريبة وهو يسحب مشبك الشعر من شعرها لينفرد على ظهرها ثم اخذ يمرر يده على شعرها وظهرها وهو يردد :
-حلو…حلو اووي …
شعرت رحيق انه يوجد شئ خاطئ وتأكد حدثها عندما وجدته يضع يده الأخرى على ساقها وهو يقترب منها ….
نهضت وهي تصرخ به ؛
-شوفت أنك مش محترم !!!
ثم تركته وذهبت ليرمش بصدمة ويقول:
-انا عملت ايه ؟!
……….
-انجزي أنا جعان …هفضل طول اليوم مستني حضرتك تجهزي الاكل !!!هو أنا مش ورأيا غيرك ولا ايه ؟!!!
قالها جاسم بضيق لنوران التي بالمطبخ ….ارتعشت وهي تنظر إلى المكرونة بالصوص الاحمر التي كانت تصنعها والتي قد تعجنت قليلا …ثم نظرت الى صدور الدجاج المتبلة التي قلتها لتجدها محروقة قليلا ….
-يالاااا..هتقعدي اليوم كله تعملي مكرونة وبانية ؟!
ارتعشت اكثر وهي تقول بخفوت :
-حاضر اهو جاية ….
ثم امسكت طبق وهي تتجه نحو قدر المكرونة وبدون ان تنتبه قربت ذراعها لتصرخ بألم وهي تشعر بالحرارة الرهيبة …
عبس جاسم وقال:
-أنتِ بتعملي ايه بالضبط ؟!؛!
سيطرت على دموعها وهي تقول بصوت مختنق :
-مفيش حاجة هجيب الاكل دلوقتي ….
ثم همست :
-ربنا يستر يارب. ..
ثم خرجت بطبق المكرونة ووضعته على الطاولة ….عبس جاسم وهو ينظر الى المكرونة المعجنة وقال بذهول :
-ايه ده ؟!
-دي مكرونة …
-دي مكرونة ازاي يعني ؟!ده تحديث جديد منها ولا ايه ؟!
فركت كفيها بتوتر وقالت؛
-فيه بانية كمان رايحة اجيبه …
ثم اسرعت للمطبخ ليقول هو :
-ربنا يستر هاكل بانية وخلاص ..
ولكن ما ان أتت ووضعت الطبق على الطاولة حتى بهتت ملامحه وهو ينظر الى الاكل المحترق الذي امامه…بالإضافة لطريقة وضعها للطعام تفتقر للذوق نهائيا ..
-ايه ده معلش ؟!
ابتلعت ريقها ليضرب على الطاولة بغضب ويقول :
-هو انا هاكل الاكل ده …هاكل اكل محروق ومعجن …هو حضرتك مبتعرفيش تطبخي ؟!!
كانت تفرك يديها بتوتر شديد بينما الرعب يسيطر على كل إنش بجسدها….
-انا اسفة …
-آسفة ايه وزفت ايه ؟!انتِ غبية …آكلة بسيطة من عارفة تعمليها ….انتِ انسانة ضايعة …ملكيش فايدة في الحياة …وجودك مقرف …مبتجبيش الا المصايب لكل اللي حواليكي….بجد انسانة فاشلة !!!
شهقت والدموع تنهمر من عينيها دون توقف …
-أنا اسفة …اسفة والله هتعلم ….
-يعني أنا جايبك عشان تتعلمي فيا…هطلب اكل من برا وامري لله…يارب الست شهور دوول يخلصوا بسرعة احسن الواحد قرف من شكلك !!
ثم نهض وأمسك هاتفه وهو يطلب الطعام ….
انسحبت هي الى غرفتها وهي تمسح الدموع التي اغرقت وجهها …امسكت مصحفها وهي تبدأ بقراءة القرآن …بدأت تقرأ سورة الزمر…وتوقفت عند تلك الآية ثم بدأت بقرأتها بصوت متهدج من البكاء
۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
أطرقت برأسها وهي تنفجر بالبكاء …كيف يغفر لها الله …كيف يغفر ما فعلته ….هذا الذنب الكبير ….تلك الذنوب التي ارتكبتها من قبل …معايرتها لشقيقتها ….ان ترتبط بشخص دون رباط شرعي ….تتجاوز كل الحدود …تكذب وتخدع …كيف يغفر الله لها كل هذا ….هي لا تستحق هذا ابدا …لا تستحق المغفرة …هي أثمة اخطأت بحق الجميع ….كسرت قلب جاسم الذي قبل ان يخفي سرها …حتى لو عاملها بسوء فسوف تظل مدينة له طوال حياتها ….بدأت مرة آخرى بقراءة القرآن ودموعها تتساقط مع كل آية ولكن يكون غريب اجتاح غريب….رغم نشأتها الدينية الا ان نوران لم تشعر ابدا بالقرب من ربها كما شعرت في تلك اللحظة …لقد اذنبت…اغضبته ولكنها لجأت إليه لتنال السكينة وقد وجدتها ….
….
بعد قليل …
تسلم جاسم الطعام من عامل التوصيل وهو يعطيه امواله شاكرا إليه بخفوت ….وكان قد نظم الطاولة فقد وضع الأطباق وكوب المياه بطريقة منظمة …اخرج الطعام الذي كان عبارة عن طبق مشكل من المشاوي التي تجعل لعابه يسيل ثم بدأ بوضعها في الاطباق…ثم جلس يتناول طعامه فهو يشعر بالجوع الشديد ولكنه فجأة توقف وهو ينظر الى غرفتها …هي أيضا لم تأكل….نهض وذهب الى غرفتها ووجدها نائمة على الفراش وتحتضن القرآن …اقترب منها وهو يسحب المصحف منها ثم يهزها بخشونة نوعاً ما :
-اصحي عشان تاكلي…
شعرت بالفزع نوعا ما وهي تفتح عينيها …كان ينظر إليها بإحتقار كعادته وقال:
-الاكل جه…يالا عشان تاكلي….
-مليش نفس ..
قالتها بتعب ليشدها من ذراعها ويقول :
-الموضوع مش اختياري …يالا عشان تتطفحي !!
…………
تنهدت وهي تلف خمارها بيد مرتعشة …سوف تذهب اليه وتتكلم معه …ربما يوافق ان يسمعها …ربما يتخلى عن تعصبه للحظات …هي لاتفهم لماذا يخبرها ان ممنوع عليها ان تعمل في الوقت الذي كانت اريام تعمل به وكما انه كان يخبر الجميع انه لن يدعها تترك عملها من اجله…لماذا لا يفعل هذا معها …هل سيظل يفضل ايام في كل شئ ….اهتزت بشدة وهي تطحن اسنانها….كانت تشعر بالغضب الشديد منه …لا بأس ستتكلم معه لتعرف ما وجهة نظره في الأمر ….
خرجت من غرفتها ثم فتحت باب المنزل لتصعد للشقة التي يقطن بها …رغم انهما عقدوا القرآن الا انه يرفض تماماً ان يمكث معها ومع والدته بنفس المنزل …ما زال يعيش في البيت الذي يعلوهم ….استقلت الدرج وقلبها يخفق داخل صدرها وهي تبتلع ريقها….
وقفت أمام الباب وهو تهتز بقوة …خائفة من رد فعلها على ما ستقوله ولكن يجب أن تتكلم …ان يكون لها رأي …يجب أن يحترمها أمجد قليلا ولا يأخذها كشئ مسلم به في حياته…طرقت الباب وانتظرت بصبر الى ان يفتح …خفق قلبها بقوة أكبر وهي تسمع وقع اقدامه …فُتح الباب لتجد نفسها تواجهه…عينيه العسلية اتسعتا بدهشة…وابتسامة رائعة ناوشت شفتيه …
-جيلان اهلا وسهلا …نورتيني …
قالها بلطف وهو يفسح لها المجال كي تدخل ….هزت رأسها مبتسمة وهي تلج للمنزل بينما تفرك يديها بتوتر …اغلق هو الباب لتنظر إليه وتقول مسرعة :
-لا سيب الباب قفلته ليه ؟!
-فيه ايه يا جيلان …انتِ خايفة مني؟!انتِ مراتي ؟!
نبرته المتملكة اشعرتها بالخجل فهزت رأسها دون ان تتكلم واتجهت الى الأريكة وجلست عليها بطل هدوء…ابتسم وهو يطالعها …وحتى الان لا يصدق حظه انها لم تضيع منه …لا يصدق انها اصبحت له !!!.اقترب منها ثم جلس بجوارها لتخجل بشدة وهي تبتعد عنه …ضحك وقال:
-خلاص خلاص هروح اقعد في مكان تاني ….
وبالفعل نهض متجهاّ الى الأريكة الأخرى وقال مبتسماً.؛
-ها احكي …
رفعت نظراتها إليه وقالت :
-انا حابه اعرف ايه مشكلتك مع الشغل …انت مش عايز تشغلني ليه؟!
انمحت الابتسامة من وجهه وقال:
-جيلان اتكلمنا عن الموضوع ده وانا قولت لا ؟!ليه هنفتحه تاني ؟انا مش عايز مراتي تشتغل أنا حر !!
قضمت شفتيها وهي تنظر إليه وقالت:
-يا سلام؟!ما أريام كانت يتشتغل وكنت ناوي تخليها تشتغل بعد الجواز …غيرت ليه رأيك دلوقتي ؟!
نظر إليها بلوم وقال؛
-مليش دعوة بأريام يا جيلان…انتِ اللي مراتي دلوقتي مش هي …
نهضت وقالت بغضب.:
-بس أنت خطبتها وكنت ناوي تديها اسمك …وموافق على شغلها و الموضوع كان عادي بالنسبالك ….ليه لما أنا قولت عايزة اشتغل وقفلتي فيها ؟!
تنهد وقال بصبر؛
-مليش دعوة باللي حصل في الماضي يا جيلان …أنا مراتي مش هتشتغل وانتهى الموضوع ..متقارنيش نفسك بأريام لاننا اصلا مش كملنا سوا …أنا كملت معاكي واتجوزتك…بس شغل لا …
ترطبت عينيها بفعل الدموع وقالت بصوت مختنق:
-أنت عمرك ما حبتني يا أمجد ..أنا بالنسبالك العروسة اللعبة بتاعتك اللي هتسمع كلامك…حبيت أنك تتجوز واحدة معتبراك كل حياتها …لم
كن اللي انت حاسه من جواك ليا ده مش حب …ده فرحة تملك
ثم تركته وغادرت مسرعة وهي تحاول ان تمسك دموعها كي لا تنهار
…………
-كفاية كده يا ماجدة سيبي الكتاب …
قالها يوسف بجدية وهو يحاول سحب الكتاب منها إلا أنها تمسكت به وهي تقول :
-يوسف هذاكر ساعة كمان حاسة أن المعلومات لسه مثبتتش في دماغي …عشان خاطري ….
-لا يالا يا حبيبتي كفاية كده …يالا عشان تأكلي وبعدين تنامي …صدقيني أنتِ ذاكرتي كويس …متخليش الخوف يسيطر عليكي …خليكي واثقة من نفسك …متخافيش يالا عشان تأكلي ….
قالها وهو يسحب الكتاب منها ثم يشدها نحوه وهو يسحبها نحو صالة المنزل ….وقفت قليلا أمام طاولة العشاء التي جهزها …ابتسمت وهي تقول :
-ساندويتشات جبنة رومي …
قالتها بلهفة ليقول :
؛وسيحتها كمان في الميكروويف ….احنا تحت امر الهانم…
ابتسمت بسعادة وهي تجلس على مقعد الطاولة …وأمسكت الشطائر وهي تشرع في الاكل…لا تنكر انه يهتم بها طوال تلك الايام بسبب امتحاناتها …هو من تكفل بتحضير الغداء …هو من تكفل بالعناية بطفلها ….تكفل أيضا بمساعدتها في دراستها ….يوسف هيأ لها الجو لتكون سعيدة مرتاحة لا تحمل هم شئ بينما تدرس…
-ايه رايك اعملك كوباية شاي تشربيها من الجبنة الرومي السايحة….هتكون خطيرة …
ثم كاد ان ينهض الا انها امسكت كفه وهي تقول بحنان :
-اقعد وارتاح أنا هعمل الشاي ….
-لا أنا …
ولكنها قاطعته وهي تقول :
-معلش حابة أنا اللي أعمل الشاي …ارتاح انت كفاية تعبتك معايا….
-يا ستي لو مكنتش هتعب عشانك هتعب عشان مين ….
ضحكة رقيقة افلتت منها وهي تذهب للمطبخ كي تضع الشاي على الموقد…كانت سعيدة ولكن تلك السعادة ليست كاملة …ما زال يشوبها الرعب …الخوف من الفقدان …تشعر ان شئ سئ سوف يحدث …شئ سوف يعكر صفو سعادتها …تنهدت وهي تتمني ان لا يحدث شئ يقضي على سعادتها تلك ..
انتفضت قليل على صفير الأبريق وقامت بتجهيز كوبين من الشاي وخرجت لزوجها ….
جلست بجواره وهي تبتسم.وتمد له كوب الشاي …بدا كل شئ بخير …ولكن الشعور داخل كليهما ان تلك السعادة مؤقتة …ان شئ سئ سوف يحدث كان يعكر صفوهما…..
…..
بعد الإنتهاء من تناول العشاء غسلا الأطباق سوياً فقالت ماجدة :
-أيه رايك اذاكر شوية أنا حاسة المعلومات اللي في دماغي طارت خالص ……
ثم كادت ان تمسك الكتاب الا انه أمسك كفها وهو يقول :
-خلاص كفاية وروحي ارتاحي ….مفيش حاجة طارت ولا حاجة انتِ متهيألك …
-بس يا يوسف …
قالتها بتوتر ليسحبها خلفه ويقول :
-لا …أنتِ بتذاكري من الصبح …كفاية كده يالا عشان ترتاحي …
ثم جعلها تتسطح على الفراش وقال:
-غمضي عينيك يالا ومتفكريش في حاجة …
هزت رأسها وقالت:
-وانت هتعمل ايه ؟!مش هتنام ؟!
هز رأسه وقال:
-لا أنا هقعد شوية كده وبعدين هنام…هروح اعملي قهوة …
ثم قبل رأسها وخرج من الغرفة وهو يغلق الإضاءة …ما ان خرج حتى انمحت الابتسامة من شفتيه وهو يتذكر المكالمة التي أتته من مراد عند خروجه من المسجد عُقب أداء صلاة العشاء ….
…
عبس بحيرة وهو يجد مراد يتصل به …لقد اتصل به عشر مرات !!!رباه ماذا حدث ليتصل بهذا الإصرار …فتح الهاتف بسرعة ليأتيه صوت مراد القوي ويقول:
-مبتردش ليه يا عم ….
-فيه ايه يا مراد….ايه اللي حصل؟!
-كان كلامك صح يا يوسف ….مش هنقدر نقف قصادهم…
قالها مراد بنبرة منكسرة وخائفة جعلت الهلع يسيطر على قلب يوسف …يعرف ان رجلا كمراد لا يخاف بتلك السهولة …لابد ان هناك امر جلل….
-مراد قصدك ايه فيه ايه….اتكلم !!!
كان قلبه يخفق داخل صدره …ينتظر ما سيقوله مراد بفارغ الصبر بينما الخوف ينهش قلبه وهو يدعو داخله الا يكون الموضوع يخص لطيف…رباه هل فشل مراد في ابقاؤهم في السجن ……
-مراد نشفت دمي اتكلم بقا …قول ايه اللي حصل !!!…
-نقلوني لقنا ….طلب نقلي اتوقع يا يوسف …..بتعاقب عشان أنا اللي قبضت عليهم يا يوسف …هيخرجوهم يا يوسف …هيخرجوهم ومش هعرف أعمل حاجة ….
شحب وجه يوسف كالأموات وهو يستمع إليه …رباه عائلته في خطر …ماذا يفعل !!
عاد يوسف من شروده وهو يشعر بالكآبة …هو لم يرد ان يخبر ماجدة وتصرف وكأن كل شئ طبيعي …كان تمثيله رائع للغاية …ولكن يجب أن يفعل شئ ليحمي عائلته …لذلك يظن أن قرار السفر خارج البلاد هي أفضل طريقة
………….
-انا مش مصدقة أنك هتروحي المكان ده بسبب اللي ميتسماش !!
قالتها والدة ماريانا لها لتتنهد ماريانا وهي ترتدي حذاءها الرياضي وتقول :
-امي لو سمحتي ..
-لو سمحتي ايه يا ماريانا …هو احنا كل ما نبعد عن الهم.ده تروحيله انتِ برجليكي …هتموتيني ناقصة عمر …
نهضت ماريانا وتنهدت وهي ترتب كلماتها…قررت ان تذهب مع كريم للحانة التي يبقى بها جورج وهذا بعد توسل والدته لها عبر الهاتف ….لا يمكنها ان ترد طلب تلك السيدة اللطيفة لذلك قالت بهدوء:
-جورج لازم يفوق يا ماما …اللي بيعمله ده غلط…هو محتاج مساعدة وانا مش هسيبه كده…
كادت والدتها ان تشد شعرها وهي تقول :
-انتِ ناوية تجننيني يا بنت …ناوية تموتيني ناقصة عمر…مش ده جورج نفسه اللي كسرك وقهرك…ليه بتروحيله تاني …ما يتفلق ولا يعمل اللي يعمله….
صمتت ماريانا لتقترب منها والدتها وهي تقول :
-يا بنتي كفاية انه اذاكي…خلاكي واحدة مكسورة….ابعدي عنه بقا….
ربتت على كتف والدتها وهي تقول :
-صدقيني هبعد عنه …بس مش المرة دي …لازم يفوق …لازم يرجع لحياته يا ماما…هو بيدمر نفسه بالطريقة دي …
-هو السبب في ده.كله…هو اللي عمل كده في نفسه يا ماريانا …احنا ملناش دعوة …خلينا نبعد عنهم يا بنتي …أنا مش عايزة اخسرك…ابوس ايديك يا ماريانا متقلقنيش عليكي ….
أمسكت ماريانا كف والدتها وقبلته برفق وهي تقول :
-انا بحبك اووي يا ماما …ربنا يخليكي ليا…أنا عارفة قد ايه انتِ خايفة…بس متقلقيش أنا اتعلمت درسي كويس اووي …مش هخليه يأثر عليا تاني ….
كانت والدتها تتمعن فيها بقلق فقبلت ماريانا رأسها وغادرت ….
……..
كانت تقف امام الحانة وهي تزدرد ريقها بينما تنظر إلى كريم …هز كريم رأسه وقال:
–
-انا هدخل.معاكي متقلقيش ….
هزت رأسها موافقة وهي تلج معه للحانة ..بحثت بعينيها عن جورج لتجده يجلس على المقعد وهو يشرب الخمر …هزت رأسها بيأس وهي تقترب منه …
-جورج…جورج ايه اللي بتعمله.؟!!
نظر إليها وقد توسعت عينيه وقال بلهفة:
-ماريانا حبيبتي ..ده مش حلم صح….انتِ هنا …هنا معايا صح …
-ليه بتعمل كده يا جورج ؟!
-عشان أنا موجوع …ضايع من غيرك ..بموت يا ماريانا …ارجعيلي ….
-امشي يا جورج …شوف حياتك بعيد عني …لو سمحت كفاية تعذب نفسك …
قالتها ماريانا بهدوء …ثم نظرت حولها بضيق وقالت:
-هي دي الحياة اللي عايز تعيشها يا جورج…تيجي البار وتسكر وتعمل فضايح وتقلل من نفسك …لا بتروح عيادتك ولا مهتم بشغلك ولا أي حاجة …ايه الحياة دي يا جورج ….
-دي.حياتي وانتِ مش موجودة فيها …
-ما أنا كنت موجودة في حياتك واستحملت كتير عشان تبصلي حتى بس أنت اختارت تعيش في الماضي ….كنت بتكسر قلبي كل يوم …وللاسف بتكرر نفس الغلط…بتعيش في الماضي مرة تانية…متعملش كده في نفسك يا جورج .ارجع لحياتك ….
-انتِ حياتي …ارجعيلي ..
هزت رأسها بإصرار وقالت:
-انا صفحة واتحرقت من حياتك وانت لازم تتخطاني زي ما أنا اتخطيتك.!
-أنتِ مستحيل تكوني اتخطتيني !!
قالها بعناد ثم جذبها اليه وهو يقبلها رغماً عنها …لحظات وابعدته بينما بريق الدموع التمع بعينيها ثم خرجت راكضة من الحانة…
-ماريانا!!!
قالها وهو يركض خلفها بترنح …كانت قد عبرت الشارع ليعبر هو خلفها ولكنه لم يرى تلك السيارة التي كانت قادمة نحو….
وكل ما سمعه جورج في تلك اللحظة صراخ كريم الذي اتبعه بصدمة قوية لجسده حتى وقع أرضاً!!
…………..
-أنا حقيقي محبتش اخد أي اكشن او ابلغ البوليس بسببك يا مستر سيف بس اللي عملته مش مقبول ابدا …أنا بس عملت ليك خاطر لكن انها تاخد الفستان بالشكل ده ….أنا كان من حقي ابلغ البوليس انت تعرف كده…ثم اني من الصبح بتصل بيك توك اللي رديت وانا دلوقتي هقفل الاتيلية
كانت صاحبة المتجر غاضبة جدا …وحاول سيف بكل الطرق ان يهدئها …
-مدام زيزي فاهم قصدك والله وانا بعتذر جدا …بس أكيد فيه حاجة ضايقت مياس ..قوليلي حصل ايه؟!
مطت السيدة شفتيها دون فهم وقالت:
-انا بجد مش عارفة يا استاذ سيف….هي كانت بتقيس عادي بس لاحظت ان فيه واحدة قربت منها وقعدت تتكلم معاها وهي وقتها عملت كده…
عبس سيف وهو ينظر إليها ويقول :
-واحدة …واحدة مين …تعرفي اسمها ايه ؟!
-هي شكلها مش غريب عليا …بس مش قادرة افتكر بصراحة ….
انتابه الشك ان تكون تلك المرأة هي نوال لذلك قال بهدوء:
-طيب يا مدام زيزي ممكن اشوف تسجيل الكاميرات…
هزت رأسها موافقة ….
..
بعد قليل كان اللهب الأزرق يتصاعد بعينيه …اخذ يطحن أسنانه بعنف …لقد تأكد حدسه …نوال هي من تكلمت معاها …بالتأكيد هي من اوصلت مياس لتلك الحالة….قبض على كفه بغضب وقال :
-شكرا يا مدام زيزي …بالنسبة للفستان هجيبه بكرة عشان نضربه على السيستم وهناخده ….
-عشان خاطرك بس يا سيف بيه …
هز سيف رأسه شاكرا ثم خرج من المتجر…لقد استغرق عمله ساعات طويلة وعندما أمسك هاتفه الذي فعله على الوضع الصامت وجد العديد من المكالمات …الكثير منها لزيزي صاحبة المتجر الذي جعل مياس تذهب اليه …فرك عينيه وهو يخاف من المواجهة…كلما حاول ان يزرع الثقة داخلها يأتي شخصاً ما ويدمر تلك الثقة …يحاول دوما ان يجعلها ترى انه يحبها ولكنها لا تصدقه …بالتأكيد الآن لن تصدقه أبدا …استقل سيارته وهو ينطلق نحو المنزل ….
……
وصل للفيلا الخاصة به وهو يركض نحو المنزل ….
والده مسافر بسبب عمله …يتمنى ان تكون مياس في المنزل ولا تكون قد فعلت شئ متهور….
كانت جالسة على الأرض وهي ترتجف …مازالت ترتدي ذلك الفستان الذي خرجت به من المتجر بينما ترتعش وهي تبكي بعنف …الى متى سوف تتحمل الإهانة …الى متي سوف تُكسر ….لماذا الجميع يستكثر عليها حب سيف لها …وكأن ليس لها الحق أن تُحب …وكأن السعادة ليست من نصيبها …اغمضت عينيها ودموعها تنهمر اكثر وهي تتذكر كيف اهانتها نوال ..كيف اخبرتها أن سيف يشفق عليها ولا يحبها …ولتكن صادقة هي صدقتها …نعم صدقت ان سيف يشعر بالشفقة لا الحب …فلا احد لديه عقل سوف يحب امرأة مثلها ….امرأة مشوهة … وبالتالي سيف لن يفعل …رجل وسيم مثله لن ينظر إليها …ان يحبها …ربما الأمر فعلا شفقة او شعور بالذنب بسبب تشوهها ……
ارتعشت وهي تشعر بخطوات اقدام تقترب من الغرفة ثم انفتح الباب فجأة وقال سيف :
-مياس…..
توقف وتألم قلبه وهو يراها في تلك الحالة …ضعيفة للغاية …هشة وحزينة…منكسرة بطريقة لم يتحملها قلبه ….
-انا اسف…آسف يا مياس …
قالها بحزن بالغ وهو يقترب منها ثم جلس بجوارها وهو يضمها إليه …فجأة انتفضت وابتعدت عنه …كانت الدموع لا تتوقف عن الإنهمار …
-حقك عليا انا يا مياس …
قالها بآسى ….ثم مد يده ليعانقها …ولكنها نهضت وقالت بصوت مخنوق ؛
-طلقني ….
عبس وقال بضيق :
-ايه اللي انتِ بتقوليه ده يا مياس …هي كلمة طلاق لبانة في بوقك علطول بتقوليها ….
-انا عايزة اتطلق يا سيف …
قالتها بعناد….
نهض واقترب منها ثم أمسك.ذراعها وقال:
-مياس ممكن تسمعيني؟!
ولكنه دفعته وهي تصرخ وقالت
-مش عايزة اسمع حاجة …ممكن بس تبعد عني ؟!!ابعد عني يا سيف …أنا عايزة اتطلق خلاص كفاية كدب لحد كده ..أنا عارفة أنك مش بتحبني…مفيش داعي تفضل تكدب …دي مجرد شفقة …ارجع لحبيبتك وطلقني …أنا هرجع بيتنا …مش عايزة منكم حاجة ….
-مياس !!!
هدر بها وهو يمسك ذراعيها ويهزها حتى ارجع رأسها للخلف وجعلها تنظر إليه وقال:
-انتِ شايفة حبي ليكي شفقة ؟!!شايفة اني مبحبكيش.؟!!..بصي لعيني وقولي ان حبي مش حقيقي !!!…
كانت تنظر إليه تبحث عن أي اثر للشفقة ولكن الحب الصافي بعينيه كان يصدمها كل مرة وكأنه يهدم كل اكاذيبها …كل ما تحاول اقناع نفسها به كي تهرب منه …كي تتركه ….ولكن هل يمكنها ان تكون انانية …هو ربما يقنع نفسه الآن انه يحبها ولكنه في النهاية سيدرك إنها مجرد شفقة …وهي لا يمكنها ان تتحمل هذا …هي تتحمل كل شئ الا الشفقة !!
-انت بتقنع نفسك أنك بتحبني بس الحقيقة لا يا سيف ….بكرة هيروح الحب ده وتفوق وتشوف الحقيقة كويس ..هتشوف انت عايش مع انهي وش …مش هتقدر تبصلي من غير ما تقرف ….هتقارن بيني وبين التانيين وانا مش هتحمل ده …
تنهد بيأس وقال:
-هو احنا ليه بنرجع للنقطة نفسها ؟!…
ثم أشار الى قلبه وقال:
-دي مشاعري أنا …أنا وبس …أنا عارف اني بحبك وحده كفاية
صمت قليلا ثم قرب كفه من وجنتها وهو يتلمسها برقة :
-انا مبحبش غيرك يا مياس ….مهما حاولتي تكدبي ده الحقيقة اني بحبك…يحبك ومستعد اقولها لباقي حياتي ومستنيكي بفارغ الصبر تعترفي أنك بتحبيني….أنا عارف أنك بتحبيني …وانك هتعترفي قريب وانا مستني اعترافك ليا بفارغ الصبر يا مياس
انهمرت الدموع من عينيها وهي تقول بإختناق:
-لو سمحت بطل تكدب على نفسك الحقيقة قالتها حبيبتك النهاردة ليا …أنا مش هتحمل ان كل شوية يظهر حد في حياتك يقلل مني …روح طلقني واتجوز اللي بتحبها…وكويس ان محصلش بيننا أي حاجة عشان متحسش بالذنب لما تسيبني
-محصلش فعلا بس دلوقتي هيحصل …
قالها بنبرة غريبة ..لتعبس وتقول:
-قصدك ايه ؟!
ولكنها صمتت مدركة وهي تنظر لعينيه التي تشرح كل شئ…
تراجعت للخلف وهي تقول :
-سيف لا ….
ضحك وقال:
-مياس ايوة …
وقبل ان تبتعد عن نطاقه وجدته يسحبها ثم يرفعها نحوه حتى اصبحت قدميها لا تلامس الأرض ثم قبلها وهو يضع كفه على رأسها ليثبتها ويدفعها نحوه …شعرت مياس وقتها انها فقدت القدرة عن التنفس …الشعور …انغلقت عينيها لا اراديا فلم تشعر به وهو يتجه بها نحو الفراش ووضعها عليه برفق….فتحت عينيها فجأة وهي تدرك ما ستفعله ..لذلك دون تردد رفعت كفها لتلكمه ولكنه أمسك كفها وقال:
-لا مش هقع في الخدعة مرتين….
-سيف …سيف ابوس ايديك ابعد …
قالتها وهي تغمض عينيها بشدة…لتختفي الابتسامة من وجهه وهو يقول بجدية وهو يتأملها:
-مياس بصيلي كويس …شوفي نظراتي ليكي …دي شفقة …انتِ مصدقة اني محبتكيش ؟!
ارادت ان تجاوبه ان تلك هي شفقة ولكن العيون لا تكذب وعيونها كان تنطق عشقاً..نظرت إليه بيأس وهي عاجزة عن الكلام ليبتسم لها وهو يقترب منها ليجعلها زوجة له …يحقق حلم أراده بشدة منذ ان تزوجها !!.
……
في اليوم التالي ….
دعكت نوال عينيها وهي تتجه لباب المنزل لتعرف من يدق الباب عليها في الساعة العاشرة صباحاً…نظرت من العين المثبتة على الباب لتتسع عينيها وتفتح الباب ثم تقول بلهفة:
-سيف حبيبي انت جيت !!
……….
-يارب استر يارب …يارب …
قالتها ماجدة وهي تمسك كتابها بينما جالسة على طاولة الافطار …من المفترض ان يبدأ امتحانها الضهر…كان يوسف يبتسم لها وكاد ان يتكلم الا رنين هاتف ماجدة اوقفه…عبست ماجدة وهي تحمل الهاتف لتجده رقم غريب ….نظرت ليوسف بحيرة ولكنها ردت غلى الهاتف لتنهض فجأة وهي تقول :
-ايه!!!!
عبس يوسف وهو ينهض هو الآخر ونظر إليها بحيرة…اغلقت الهاتف وهي ترمش بصدمة ليقول هو :
-فيه ايه يا ماجدة ؟!
-بيقولوا…بيقولوا ان لطيف مات!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)