روايات

رواية قلبي اختارك انت الفصل السابع 7 بقلم مارينا عبود

رواية قلبي اختارك انت الفصل السابع 7 بقلم مارينا عبود

رواية قلبي اختارك انت البارت السابع

رواية قلبي اختارك انت الجزء السابع

قلبي اختارك انت
قلبي اختارك انت

رواية قلبي اختارك انت الحلقة السابعة

– في إيه ؟ مالكِ بتصيحي زي العيال الصغيرة كده ليه؟
– أنا تعبت من العيال، دول خلاص هيجننوني!! لو سمحتِ تعالي ساعديني قبل ما يحصلي حاجة بسببهم.
ضحكت:
– مالهم بس العيال يا إيلين؟ دول حتى ملايكة.
اتعصبِت وقالت بغيظ:
– طيب تعالي تعاملي مع معاهم يا خالة الملايكة، تعالي لأنهم بيسمعو كلامك أكتر مني.
ضحكت على شكلها وقُمت دخلت من الجنينه واخدتها معايا، اختى عندها ولد وبنت، بس الحقيقة أن حتة الطفلين دول مجننها بشكل يضحك، بس في نفس الوقت هما مهونين عليا حاجات كتيرر اووي، وجودهم في حياتي بعتبرُه من أكتر الحاجات المميزة إللى ربنا كرمني بيها.
مِسكت أرسليا واقنعتها تروح تجهز مع والدتها علشان تروح المدرسة، ولأن أرسيليا هادية فسمعِت كلامي، المشكلة الأكبر في شقاوة أستاذ آريان المُشاغب، دورت عليه في كل مكان ممكن يكون فيه وملقتهوش، مش فاضل غير أوضتي! قربت من الأوضة بشويش، فتحت الباب واتصدمت لما لقيت الأوضة متكركبة وحاجتي واقعه على الارض، غمضت عيني لثواني علشان اسيطر أعصابي، أخدت نفس عميق، ورجعت فتحتها لقيتُه بيجري عليا وبيحضني وبيقول ببراءة :
– فريدة.
هزيت رأسي بقلة حيلة ونزلت شيلتُه ورفعتُه لفوق وقُلت بغيظ:
– ممكن أعرف أنت إيه إللى عملتُه ده ؟
– اسف، أنا بس كنت بدور عليكِ.
قالها بزعل وخوف فابتسمَت وحضنتُه حضن كبير وقُلت بعتاب:
– قولي تاعب مامتكَ ليه؟ مش اتفقنا أنا وأنت نبطل شقاوة.
كشر وقال بغضب طفولي:
– إيلين عاوزني اروح الحضانة، وأنا مش عاوز اروح.
– ومش عاوز تروح ليه؟
– علشان مش عاوز أسيبك لوحدكِ يا فريدة.
قالها ببراءة وابتسم فضحكت وقُلت بمرح،
– هتخطف أنا يعني؟
– اه، ممكن الأشرار ييجو يخطفوكِ.
حطيت إيدي على بؤقي واتصنعت الصدمة:
– لا ولله؟ أنتَ بتضحك عليا يا ولد؟ بتحاول تثبتني يعني؟
ضيق عنيه وقال ببراءة:
– لا، أنا مش بضحك عليكِ، أنا بحبكِ.
ضحكت وحضنتُه وقُلت بحب:
– وأنا كمان بحبكَ، وهحبك أكتر لو روحت الحضانة وبقيت أشطر كتكوت.
اتصنع أنه بيفكر وبربش بعنيه لثواني وبصلي بمُكر:
– طيب توعديني لو روحت مع ماما الحضانة هنلعب مع بعض بليل؟
– امم، خلاص أوعدكَ.
– طيب يلاه تعالي ساعديني في اللبس.
رفعت حواجبي وقُلت بغيظ:
– هو يالاا خلفتكَ ونسيتكَ!!
ضِحك فضحكت على ضحكته واخدتُه وروحت اجهزُه للحضانة،وحقيقي الإنسان بيمارس إحساس الامومة مع عيال أخته، أوقات بحس إني مسئولة عنهم أكتر منها، وأجمل وقت بقضيه معاهم، بحس إني برجع طفلة صغيرة معاهم، أنا بحبهم، وبحب اي وقت بقضيه معاهم.
__
– خالتو، هو يوسف فين ؟
– من وقت ما رجع من الكلية وهو نايم.
– طيب بعد إذنكِ هدخل اصحيه.
– حبيبي البيت بيتكَ، ادخل من غير ما تستاذن مني.
ابتسمت ودخلت أوضتُه، كان نايم في عمق وكل حاجة مكركبه حوليه، ابتسمت بمُكر ومسكت كوباية المية دلقت جزء منها على وشُه فقام مفزوع وبيبُص حوليه بخوف:
– إيه في إيه ؟
– صحي النوم يا بيه!!
مسح وشُه وبصلي وهو بيحاول يستوعب إني واقف قُدامه، بصلي من فوق لتحت بنوم ومِسك المخدة رماها عليا بغل وقال بغيظ:
– أنتَ إيه إللى جابك هنا يالااا؟ إيه افتكرت دلوقتِ أنك ليك صاحب؟
– ما خلاص بقىَ متبقاش قموصة.
عقد حواجبه وقال بإنفعال:
– قموصة!! يعني حضرتك بقالكَ أسبوع حابس نفسك في أوضتك، ورافض تقابلني، وكل ما اروحلكَ يقولولي مش عاوز يقابل حد !, وجاي تقول عليا أنا قموصة!، لا اسم الله عليك ياواد أنت يا فرفشه! دي مكانتش قصة حب معفنه إللي دوشنا بيها دي!!
كتمت ضحكتِ على شكلُه ورميت نفسي جنبه على السرير فضربني وقال بغيظ:
– لو سمحت متقربش على سريري وقوم غور من هنا.
– قاعد في بيت خالتي! أنتَ مالكَ.
– لا مالي ونص يا حبيبي، ده سريري ودي فرشتي!
– طيب اركن زعلك مني على جنب دلوقتِ وركز معايا، جايبلكَ أخبار حلوه.
– خير، إيه المصايب الجديدة إللى أنت هببتها؟ اوعى تكون حبيت من جديد!
– ليه حد قالك أن قلبي فاتحه فندق.
ضحك وقال بسخرية:
– لا يعيني قلبك دلوقتِ متخزوق ومتعلم عليه.
– طيب على فكرة بقىَ كداب إللى قال يتعافى المرء بأصدقائه!!
بصلي بطرف عين وقال بسخرية:
– ما أنتَ لو مكنتش حبست نفسكَ زي الستات القموصة، كان زماني وأخدكَ كل يوم سفرية وخروجه شكل، بس نقول إيه! ملكشِ في الطيب نصيب.
قالها وبصلي بقرف فضربته بالمخده وقُلت بغيظ:
– طيب قوم البس علشان نروح نسحب ملفاتنا من الكلية.
– يلاه بين… نعم ياخويا !! ملفات إيه إللى هنسحبها من الكلية؟
قالها بصدمة فاتنهدت وقُلت بجدية:
– فاكره لما قولتلك من فترة أن في صديق لبابا بيشتغل بره، ووقتها هو اتكلم مع بابا وعرض عليه يسفرني اشتغل بره في المصنع بتاعه ووقتها أنا رفضت؟
– آه قولتلي على الموضوع ده وقولتلك أنك ضاع عليك فرصة عُمرك وقتها، واصلًا أنت اتخليت عن الفرصة دي علشان حد ميستاهلش في النهاية.
أخدت نفس وبصيت له:
-طيب أنا روحت اتكلمت مع الراجل وقولتلُه إني موافق اسافر، وأني عندي استعداد اكمِل دراستي هناكَ وهو وافق وقالي إني لازم اسافر الأسبوع ده وهو هيتكفل بكل حاجة.
– طيب ده كويس جدًا، دي فرصة عُمركَ.
– وفرصة عُمرك أنت كمان.
– فرصة عمري إزاي؟
– ما اقنعته تسافر معايا وهو وافق برضوا.
اتصدم وقال بفرحة مصحوبة بحماس:
– أنت بتتكلم بجد؟ ولااا متهزرش معايا في الحاجات دي.
ضحكت وقُلت بتاكيد:
– بتكلم بجد، أكيد يعني مش هسافر لوحدي واسيبك هنا، أحنا بدانا المشوار سوا وهنكمله سوا.
ضحك وحضني بفرحة كبيرة فابتسمَت وقُلت بجدية :
– طيب يلاه كده قوم اجهز علشان نروح نسحب الملفات من الكلية.
– خمس دقايق وهكون جاهز .
ابتسمت وسيبتُه يجهز وخرجت اتناقش مع خالتى وجوزها واقنعهم بسفر يوسف، ورغم خوفهم علينا وقلقهم من المخاطرة دي وتاثيرها على دراستنا، قدرت اقنعهم وأخيرًا بوجهة نظري واخليهم يوافقوا، ولأن يوسف شاب طموح وشاطر فأنا وأثق إننا هنشجع بعض ننجح، بالإضافة إننا هنهون على بعض الطريق وصعوبتُه، وزي ما أنا نفسي وبتمنى احقق حلمي، كمان نفسي اشوف صاحبي محقق حلمُه وناجح، اخدتُه وروحنا الجامعة، شبه مكانش فيها حد كتيرر لسه، فضلت ببُص لكل ركن فيها بحُزن، كل مكان جمعنا أنا ونور هنا، كل لحظة ضحك وفرح وحزن عشناها هنا بعد كل امتحان.
– شايفكَ متأثر اووي وأنت بتودع الجامعة.
– يابني أحنا بقالنا سنتين ودي التالتة فيها، ازاي مش عاوزني أكون حزين، وبعدين ده أنا أول حب كان ف…
مكملتش وبصيت حوليا بحُزن، للحظة شريط ذكرياتي معاها كُله عدى من قُدامي، يوسف لاحظ حزني فحاول يلطف الجو وقال بمرح:
– ياجدع ده أنا هتجنن وأسيبها، ده كفاية أشكال دفعتنا إللى تقرف.
غصب عني ضحكت وقُلت بمرح:
– لا وأنتَ ما شاء الله عليك بتحبهم اووي.
كان هيتكلم ولكن وقف ووشه جاب الوان، حركت رأسي علشان اشوف بيبُص على إيه فشدني بسرعة ومنعني التفت لوراء وقال بتوتر:
– أنا بقول نكمل كلامنا وأحنا بنتمشى جوه.
– لا أنا عاوز أعرف أنتَ شوفت إيه؟
– ياعم عيل غتت من دفعتنا مش بطيقه كان معدي من وراكَ، يلاه بينا دلوقتِ علشان نخلص بسرعة.
يوسف مبيعرفش يكدب، ولما بيكدب عيونه بتكشفه، أخدت نفس والتفت وأنا عارف أني هشوف نور ولكن اتصدمت لما لقيتها واقفه بتتكلم مع شادي!
ابتسمت بخيبة أمل وبصيت ليوسف إللي نزل رأسه بحزن،حطيت إيدي على كتفه وقُلت بإستسلام :
– يلاه بينا نكمل طريقنا يا صاحبي.
رفع راسه وبصلي بضيق:
– متزعلش، هي متستاهلش زعلك، لو كانت فعلًا بتحبكَ، مكنتشِ أبدًا اختارت البُعد، أو على الأقل كان بان عليها الزعل والحُزن زي ما باين عليك، أنساها يا صاحبي، لأزم تنساها علشان تقدر تركز على مستقبلكَ.
– عندك حق، يلاه بينا.
هز رأسه بالموافقة وأخدني ودخلنا، بصيت عليها لأخر مرة وأنا بفتكر كل لحظة حلوه جمعتني بيها، كل مرة كنت على وشك الإستسلام وشجعت نفسي اقوم علشان في النهاية تكون من نصيبي، وكل الناس إللى اتحديتهم ووقفت في وشهم علشانها، وكل محاولاتي وتعبي، وفي النهاية هي رفضت تحارب وتختارني في أول اختبار صعب ليها، وأول مشكلة أقع فيها وملقهاش جنبي!! الظاهر أن قلبي أختار غلط، لفيت وشي وبصيت قدامي ومشيت وأنا مقرر أني هقفل الباب ده بشكل نهائى وهركز بس على مستقبلي.
– ممكن أعرف أنت بتعيطي ليه؟
– مش عاوزك تسافر،أنا متعودتش أنك تبعد عني! إزاي عاوزني اتقبل أنك فجأة كده تبعد عني وتتغرب بعيد عني بالشهور ويمكن بالسنة!!
قعدت جنبها وأخدتها في حضني:
– وأنا يعز عليا زعلكِ، صدقيني أنا مش عاوز اسافر واسيبك، بس غصب عني لأزم أعمل كده، مش أنتِ عاوزه تشوفيني فرحان ومحقق أحلامي؟ وأهو الفرصة جتلي لحد عندي، معقولة اسيبها؟
مسحت دموعها وقالت بزعل:
– بس أنا خايفة عليك يابني، أنا مش عاوزك تتغرب وتبعد عن عيني، وأنت هنا أنا مطمنه وقلبي مطمن، وبعدين أنتَ هتوحشني اووي.
قالتها وعيطت فأبتسمت وعيوني دمعت، اخدتها في حُضني وقُلت بحب:
– اوعدكِ مش هتأخر عليكِ، وهرن عليك كل يوم فيديو، وبعدين متقلقيش، رفيق المشوار هيكون معايا، وطول ما يوسف معايا اطمنى.
– أهو دي أكتر حاجة مهونه عليكِ شوية، يعني طول ما أنتوا مع بعض مش هنكون قلقانين عليكم، بس أنا برضوا مش عاوزك تسيبني وتسافر.
ضحكت وشدت على حضنها، بابا قعد قصادنا وقال بمرح:
– إيه يا ست هانم، هتقضيها عياط ولا إيه؟ وبعدين صحيح هو مسافر بس أنا موجود! ولا وجودي مش مكفيكِ يعني؟ وأن شاء الله هتقضوها كده أحضان لحد أمتى؟
ضحكت بصوت عالي وقُلت بمرح:
– أنت غيران ولا إيه يا عم صلاح!!
– بس يا ولد وأبعد عن مراتي، محدش يحضنها كده غيري.
ماما ضحكت وسط عياطها فبصيت لها وقُلت بمرح:
– اتفضلي يا ستي، لسه لحد دلوقتِ جوزكِ بيغير مني وفاكركِ بتحبيني أكتر منه!
– طبعًا لأزم اغير عليها يا ولد، دي حبيبة العُمر دي، وبعدين أنتَ مين أنت علشان تحبكَ أكتر مني!! مهما حصل هفضل أنا حبيبها الأول والأخير.
وش ماما أحمر من الكسوف وقامت قعدت في حُضنه فضحكت بصوت عالي وقُلت بمشاكسة :
– يا جماله يا جماله ياعم الرومانسي.
حضنها وبصلي من تحت لفوق وقال بغرور:
– غيران مني روح حب واتجوز وأعمل زيينا.
ابتسمت وقُلت بحُزن:
– لا أنا مش عاوز لا احب ولا اتجوز، أنا صرفت نظر عن الموضوع ده خلاص، يلاه أنا هروح أجهز حاجتي واسيبكَ مع القمر بتاعكَ.
نهيت كلامي وغمزتله بمكر فضحك وماما اتكسفت ورمت عليا المخده بغيظ:
– امشي يا ولد، امشي من هنا.
– دلوقتِ امشي من هنا!! من شوية كان مش عاوزه أسيبك، ماشي يا ست وفاء.
ضحكوا فأبتسمت وسيبتهم ودخلت أجهز حاجتي، لميت حاجتي كلها وجهزت نفسي ونمت، تاني يوم ودعت أهلي ونزلت ركبت تاكسي وروحت على بيت يوسف أخدته وروحنا على المطار، دخلنا قطعنا التذاكر وجهزنا كل حاجة وبعدها ركبنا الطيارة وقعدنا جنب بعض وأنا مش مصدق أني خلاص مسافر، وأني هحقق حلمي، يوسف بصلي وقال بهدوء :
– هو أحنا في حد هيستقبلنا في المطار ولا هنروح ندور على البنت دي؟
– والدها قالي أن هي بنفسها هتيجي تاخدنا من المطار.
– يا جمالُه، متحمس أشوفها البنت دي.
– بصراحة باباها حكالي حكايات كتيرر عنها وقد إيه هي بنت شاطرة وبتشجع كل إللى حوليها، وده مخليني متحمس اشتغل مع النوع ده من الناس.
– بإذن الله خير، اتمنى تكون الرحلة دي بداية فصل جديد في حياتكَ.
– من قلبي اتمنى ده، علشان الإنسان تعب من المحاولات إللى بتروح على الفاضي.
– طول ما أحنا عايشين هنفضل نحاول، وهنفضل نتخبط في الدنيا ونوقغ ونقوم، وأكيد في يوم من الأيام محاولاتنا دي هتجيب نتيجة، المهم أننا مهما حصل منستسلمش.
بصيت لُه وابتسمت وأنا بهز رأسى تأكيد على كلامُه، رجعت بضهري لوراء وبصيت من شباك الطيارة، ورغم إن دي أول مرة كانت اسافر فيها بطيارة، ولكن مكنتش ابدًا قلقان أو خايف، بالعكس كنت مستمتع اووي بالرحلة، وجوايا إحساس أن الرحلة دي هتغير فيا حاجات كتيرر اووي، معرفش هفضل مُده قد إيه متغرب هناك، ولكن كل إللى بتمناه أني فعلًا اقدر اثبت نفسي واحقق إللى بتمناه، وأقدر انسىَ كل إللي حصل وابدأ حياتي من أول وجديد، وأقدر اداوي قلبي إللي اتوجع من أقرب الناس ليه، جايز تكون الرحلة دي هي بداية قصة جديدة في حياتي..
_
– فريدة، قوليلي أحنا إيه إللى جابنا الكافية ده؟ يعني ليه مقعدناش في الكافية بتاعكِ إللي متعوده تقعدي فيه!
– الكافية ده جنب المطار، وبابا بلغني أن في اتنين شباب جايين النهاردة من مصر علشان يشتغلوا معانا في الشركة، وعلشان كده أنا قولت نقعد هنا لحد ما الطيارة توصل.
– طيب ما كنت بعتي أي حد يستقبلهم مكانكِ!
– ياريت كان ينفع، بس بابا موصيني عليهم اووي وطلب مني استقبلهم بنفسي واستقبلهم أفضل استقبال، وعلشان كده مينفعش حد يستقبلهم غيري.
– حاجة غريبة!! أكيد عمي يعرفهم كويس وإلا مكنشِ بعتهم ليكِ تشغليهم معاكِ، يعني هو عارف أن أنتِ مش بتقبلي أي حد كده وخلاص.
حطيت فنجان القهوة على الترابيزة، أخدت نفس وقُلت بهدوء:
– في واحد منهم ابن صاحبُه وعزيز عليه جدًا، ومن الأساس هو كان المفروض ييجي لوحده ولكن طلب من بابا أن صاحبه يسافر معاه وبابا وافق، المشكلة بقىَ أن بابا بقاله أسبوع دوشني كلام عن إللي اسمه سيف وقد إيه هو إنسان جميل وشاطر وأخلاقه كويسه الخ…، تحسي كده أن أبويا حبيبي مش بيقنعني اشغله، لا ده بيقنعني اتجوزه!
ضحكت وقالت بمرح:
– ومالُه يا ستي ما نجرب.
– نجرب إيه معلش؟
غمزتلي وقالت بمُكر:
– يعني، لو طلع ولد حلو وقمر كده زي ما أبوكِ بيقول عنه، ممكن نجوزكم لبعض.
– طيب أنتِ تعرفي عني الكلام ده؟ أنتِ عارفة كويس أني لا يمكن ارتبط بحد إلا لو كان الشخص ده شبهي في كل حاجة، فاهم دماغي، شخص حنين اقدر اتسند على كتفه وأنا مطمنه أن كل حاجة بخير في وجوده، شخص احس وأنا معاه اني مطمنه، عاوزه شخص لو الدنيا كلها سابتني هو ميسبنيش ويفضل متبت في إيديا، شخص يشجعني اتقدم لقدام مش يرجعني مليون سنة لوراء، أنا مش هتجوز أى حد يا تالا، أنا هتجوز شخص مميز، شخص قلبه يختارني من بين كل الناس ويقول هي.
– ده يا بخته إللي أنتِ من بخته يا صديقي، يعني هيلاقي حلاوة وطعامة وشطارة كده فين؟ حقيقي أنا إللى بتمناه أن ربنا يكرمك بشخص جميل شبه قلبكِ.
ابتسمت وشربت بُق من فنجاة القهوة، شريك الحياة مينفعش يكون شخص عادي، لأزم الإنسان يختار بعناية، وعلشان يقدر يختار الشخص إللي هيكمل معاه حياتُه، لأزم يكون في البداية فاهم نفسُه كويس، وأنا شخص فاهم نفسه، عارفة كويس أنا بعمل إيه، وقلبي مش أي حد يسكنه، الغالي لأزم يختار الغالي، وأنا قلبي غالي ومحدش هيخطف قلبي ولا هتشدلُه إلا لو كان شخص مميز، ومناسب لقلب فريدة.
______
– اهو وصلنا المطار، هتكون فين البنت دي وهنعرفها ازاى؟
– يا سيدي متستعجلش، وبعدين باباها عطاني رقمها لو اتأخرت عشر دقايق كمان هرن عليها.
– تمام، لما نشوف اخرتها.
فضلنا منتظرين لحد ما يوسف قال بإنبهار:
– وااو! سيف بص ناحية بوابة المطار، معقول تكون القمر إللي جايه اتجاهنا دي هي بنته؟
بصيت ناحية بوابة المطار لقيت بنت جميلة لابسة لبس شيك وجاي في اتجاهنا، ملامحها كانت مريحة، وباين عليها أنها صغيرة، إزاي في السن ده قدرت تمسك شركة كبيرة زي شركتها!! قربت وقفت قُدامنا وقالت بإبتسامة جميلة :
– حمدلله على سلامتكم يا شباب، أعرفكم بنفسي، أنا فريدة رأفت مكرم مديرة شركة Industrial Creativity، أكيد بابا كلمكم عني.
ابتسمت وسلمت عليها:
– أهلا بيكِ، أنا سيف وده صديقي يوسف.
– أهلا بيكم، نورتوا أوربا وهتنوروا شركة Industrial Creativity بإذن الله، اتفضلوا معايا.
أنا ويوسف بصينا لبعض بإنبهار، مشينا معاها وطلعنا من المطار، كنا بنبص حولينا بإنبهار كبير، طلعنا لقينا بنت جميلة واقفه جنب العربية، وقفت جنبها وقالت بهدوء:
– أعرفكم، دي تالا صديقتي، ومديرة اعمالي كمان، هتشفوها معايا كتيرر في الشُغل.
بصت لها وكمِلت بهدوء:
– أعرفكِ يا تالا، ده باشمهندس سيف، وده باشمهندش يوسف.
ابتسمِت وسلمت علينا، ركبنا معاها العربية وأخدتنا لبيت كبير اووي، كانت مجموعة بيوت جنب بعض شكلها كلها جميل، كأنها فيلا!! نزلت وفضلت ببُص لكل حاجة بإنبهار حرفيًا وأنا مش مصدق! فريدة وقفت قُدامنا ومدت إيدها بمفاتيح وقالت بهدوء:
– أنتوا هتفضلوا هنا لحد ما تستقروا في مكان، ده بيتي، وإللي جنبه ده بيت أختى، حضراتكم هتقعدوا هنا فترة لحد ما الامور تستقر، وأنا أصلًا عايشه مع أختى في البيت إللى جنبكم، ولو احتجتوا أي حاجة متتردوش تكلموني.
أخدت منها المفتاح وبصيت لها بإمتنان:
– بشكركُ جدًا بجد على وقفتكِ معانا.
– على إيه بس؟ بصراحة بابا موصيني عليكم جامد،
وحريص جدًا أنكم تكونوا مرتاحين هنا، وبإذن الله بعد ما اخلص شُغل هاخدكم وهنعمل جولة في المكان.
ابتسمت وهزيت رأسي بتفهم فقالت فكمِلت بهدوء:
– بعد أذنكم، أنا مضطره امشي دلوقتِ، بس تقدروا تاخدوا رقمي علشان لو احتجتوا حاجة.
– أنا معايا رقمكِ، والدكِ عطهولي قبل ما أجي من مصر.
– طيب تمام جدًا يا سيف، بعد إذنكم.
ودعتنا ومشيت، التفت وبصيت ليوسف إللى كان واقف مصدوم! ابتسمت وقُلت بإستغراب :
– مالك مصدوم كده ليه؟
– بصراحة مش مصدق، يعني أنا مكنتش مصدق إننا هنيجي نتعامل المعاملة دي هنا! وكمان البنت ما شاء الله عليها مُبهره يا سيف! وباين عليها شاطره اووي.
– المعاملة دي لأننا جايين من طرف حد وأصل ومتوصي علينا، لكن لو أحنا جايين ندور على شُغل وقتها كنا هنتمرمط مرمطة محصلتش.
– أنا عارف، بصراحة مش متخيل أنك كنت هتضيع الفرصة دي من إيدكَ! الحمدلله أن كل ده حصل علشان توافق.
– ترتيبات الله يابني، الحمدلله دائمًا وأبدًا، يلاه بينا ندخل نرتاح.
– يلاه.
فتحت الشقة ودخلنا، كانت تحفة بكل معاني الكلمة، منظمة بشكل جميل ومريح، فضلنا نبص لكل جزء فيها بإنبهار، طلعنا وكل واحد فينا اختار أوضة يقعد فيها، دخلت الأوضة وحطيت شنطي وبدأت ارتبها، خلصنا وطلعنا أكل وكلمنا أهلينا، فضلت نكلمهم ونحكيلهم إللى حصل معانا وهما مبسوطين وشبه اطمنوا علينا شوية، الليل هل علينا ويوسف من التعب راح نام، وأنا فضلت سهران بفكر في خطواتي الجاية، وبحاول اشغل نفسي إني مفكرش في نور، جيبت دفتر وحطيت أهدافي علشان ابدأ اشتغل عليها، خلصت وحسيت أني زهقان، طلعت البلكونة وفضلت واقف بتأمل البيوت من فوق، التفت علشان ادخل ولكن اتفاجئت لما شوفت…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قلبي اختارك انت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *