رواية قلبي اختارك انت الفصل السادس 6 بقلم مارينا عبود
رواية قلبي اختارك انت الفصل السادس 6 بقلم مارينا عبود
رواية قلبي اختارك انت البارت السادس
رواية قلبي اختارك انت الجزء السادس

رواية قلبي اختارك انت الحلقة السادسة
– أنتَ أول مرة تغيب عني الغيبة الطويلة دي، أنا حاسس أني لوحدي، حاسس أني شايل شيلة تقيلة اووي عليا، أنا الدنيا كلها عمالة تديني فوق دماغي، أنا دايمًا كنت مسنود عليك، بس دلوقتِ أنا مش لأقي إللي اتسند عليه، حتى الشخص الوحيد إللى حبيتُه خذلني وباعني في نص الطريق، قلب حبيبكَ موجوع اووي يا صاحبي! موجوع في أكتر وقت مينفعش يضعف فيه، أنا مبقتش الوم قلبي إللي حبها، ولا الوم الظروف والنصيب إللي غدروا بينا! أنا مبقتش عارف الوم مين يا بابا، أنا لأول مرة أكون تايه بالشكل ده.
سندت رأسي على أيدُه وعيطت، عيطت اووي، كنت محتاج اطلع إللي جوايا، يمكن قلبي يهدأ، يمكن النار إللى جوايا تنطفي، قُمت مسحت دموعي وطلعت ملقتش ماما، حمدت ربنا علشان متشوفنيش بالحالة دي، نزلت وطلعت من المستشفى، فضلت واقف تايه مش عارف أنا رايح فين، مكنتش منتبه ولا سامع اي صوت، محستش بنفسي غير والعربية بتقرب مني بسرعة هايلة ويوسف بيسحبني بقوة وبيقول بصوت عالي:
– سيف حاسب العربية.
بصيت لُه بصدمة فقال بعصبية:
– أنتَ مجنون يابني؟ معقوله كل ده مش سامعني ولا سامع صوت العربيات حوليكَ!! فهمني أنتَ عقلكَ فين ؟
مردتش وبصيت حوليا بتوهان، أخد نفس عميق وقال بقلق:
– مالك يا سبف؟ قولي إيه إللى حصل معاك؟ طنط كلمتني وقالتلي أن نفسيتك زي الزفت، قولي أنتَ اتخانقت أنت ونور؟
بصيت لُه وقُلت بحزُن :
– أنا ونور خلاص انتهينا، من النهاردة مبقاش في نور خلاص.
بص حوليه وقال بهدوء:
– طيب تعال نقعد في أي كافتيريا قريبة واحكيلي كل إللى حصل، يلاه بينا.
هزيت رأسي ومشيت معاه من غير كلام، الحقيقة إني مبقاش عندي أي طاقة للكلام، كنت حاسس أن طاقتي كلها خلصت، دخلنا أقرب كافتيريا وقعدنا قصاد بعض، فضل وقت بيحاول يفهم مني إيه إللي حصل ولكن مكنتش بجاوبة، فضلت باصص للفراغ وهو قاعد قدامي بيهز رجليه بغضب، اتنهد وقال بزهق:
– يابني بقالي ساعة بسألكَ إيه إللى حصل وأنت مش بتتكلم! ما تحكيلي إيه إللى حصل بينكم؟ هي اتخانقت معاك يعني ؟
أخدت نفس عميق وبدأت احكيلُه إللى حصل، فضل قاعد بيسمعني بإهتمام، وضامم إيديه بعصبية، خلصت كلام فقال بعصبية:
– كان عندي إحساس أنها هتعمل كده في النهاية، وعلشان كده أنا من البداية حذرتك وقولتلكَ بلاش تعلق قلبكَ بيها، بس حتى لو كانت أخدت القرار، كانت على الأقل انتظرت لما تطمن على أبوك ونفسيتكَ تكون أحسن! إزاي هان عليها تسيبك في ظروف زي دي ! دي لا يمكِن تكون بتحبك.
ضحكت بسخرية ممزوجة بوجع:
– الظاهر ياض يا يوسف، أن كلام شادي كان صح، أنا فعلًا عشت وهم كبير وصدقتُه، حلمت بالنجوم ومعرفتش أوصلها، وبكل قلب قوي بدأت أحارب الدنيا كلها والظروف بس علشان تكون معايا، ووقفت قدام الكل وقُلت أن مهما حصل ومهما واجهتنا تحديات هنمسك في إيد بعض ونحاربها، بس في النهاية هي اختارت الطريق الأسهل واختارت تريح دماغها وتبعد، نسيت وعودها وكل كلامها واختارت تبعد وتسبني في أكتر وقت أنا محتاجلها فيه.
نهيت كلامي وبصيت بعيد علشان دموعي متنزلش، كنت حاسس أني مخنوق، يوسف بص حوليه بحيرة ورجع بصلي وضرب إيدُه على الترابيزة وقال بغيظ:
– بقولك ايه يا ولااا، فوق كده وبصلي، ده لا عاش ولا كان إللي يزعلكَ وأنا موجود، وللهِ اروح افشفشلك دماغها هي وأبوها ابن الجزمة ده، وبعدين أنا والشباب من البداية وأحنا مقتنعين أنك خسارة فيها أصلًا، يالااا ده أنتَ المُز إللي حيلتنا، نور مين دي إللى تدخلكَ في اكتئاب وتزعلكَ كده!! ده أنتَ البنات كلها في الجامعة عينها عليكَ يابو خالتو.
غصب عني ضحكت على طريقتُه ومسحت الدمعة إللى خانتني ونزلت، بصيت لُه وأنا بضحك فابتسم وقال بحنان:
– أيوه كده ياجدع اضحك وارمي أى حاجة وراء ضهرك، أحنا خدنا من الحُب إيه غير وجع الدماغ، وبعدين يا صاحبي أنت الزعل ميلقش عليك، قوم بينا يلاه هفسحك فُسحة تنسى أنكَ عرفت وحده اسمها نور.
ابتسمت وقُمت معاه، خرجنا واتفسحنا، روحنا النادي لعبنا واتصورنا، اكلنا وهزرنا، ورغم إني مكنتش قادر فى البداية، لكن حماس يوسف خلوني أطلع من المود، والجميل أنه فضل طول اليوم بيحاول يطلعني من الجو إللى أنا فيه.
_______
– حبيبتي ممكن تهدي وتبطلي عياط علشان خاطري.
– أنا جرحتُه يا ماما، أنا النهاردة كسرت قلب أكتر شخص حبني، أنا للاسف معرفتش أكون قوية وشجاعة زيُه، بس أنا تعبت من كتر المشاكل إللى بتحصل معانا، تعبت ومبقاش عندي طاقة استحمل كل ده، أنا تعبت من ضغط بابا عليا، أنا النهاردة سيبتُه في أكتر وقت كان المفروض أكون واقفة معاه فيه.
– صدقيني مش خير ليكِ و..
قاطعتها بحزُن:
– بالعكس يا ماما، سيف شاب كل بنت تتمناه، هو جميل اووي، عندُه قلب رقيق يشبه الأطفال، حتى أنكَ مهما لفيتي مش هتلاقي في حنيتُه، أنا أعرفُه من سنة ونص، سنة ونص شوفت مِنه أجمل معاملة، اشتغل بدل الشغلة اتنين بجانب كليتُه بس علشان يجهز نفسُه ونتجوز، اتحدى الكل بس علشان نفضل مع بعض، وفي النهاية أنا عملت إيه؟ جيت في لحظة وهديت كل إللى هو بناه، ماما أنا إكتشفت أني محبتوش ربع الحُب إللى هو حبه ليا، ماما سيف جميل، هو شخص جميل اووي، وأنا النهاردة بغبائى خسرتُه، خسرتُه وأنا عارفة أن مهما حصل مش هيسامحنى على إللى عملتُه معاه.
نهت كلامها وحطت وحضنت وشها بين كفوفها وعيطت بحسره، مامتها اتنهدت بحزُن وأخدتها في حضنها وهي حاسه بالعجز لأنها مش عارفة تساعدها إزاي أو تخفف عنها.
____
– مالكَ وأقف قلقان كده ليه ؟
– بكره عملية بابا، وأنا خايف اووي عليه، ولسه ناقص حوالي عشر تلاف من مصاريف العملية بحاول اتصرف واجيبُه قبل معاد العملية.
– اممم، طيب متكلمش حد ولا تحاول تاني.
وشي كرمش وسألتُه في استغراب:
– بمعنى؟
ابتسم وطلع شنطة صغيرة من شنطتُه ومدها قدامي وقال بحُب:
– خُد دول حوالي عشرين ألف، تقدر تكمِل بيهم مصاريف العملية.
بصيت للفلوس بصدمة ورجعت بصيت لُه وقُلت بحده:
– لا، أنا مستحيل أخُد الفلوس دي منكَ، يابني دي تحويشتكَ ولسه بتكمِل عليها علشان تفتح مشروعكَ، لا مش هينفع خاالص.
– أنتَ مجنون يالااا؟ أنتِ فاكرني بعزم عليكَ، لا يا حبيبي أنت هتاخدهم ورجلك فوق رقبتكَ، وبعدين ما تغور الفلوس على المشروع! المهم أبوكَ يعمل العملية، وبعدين هو مش أبوك بس هو أبويا أنا كمان، ده غير أنك ياما وقفت معايا في مواقف زي دي! معقولة عاوزني أسيبكَ في وقت زي ده؟
ابتسمت وحضنتُه بحب كبير وقُلت:
– تفتكر يا واد يا يوسف، الإنسان هيعيش عمر قد إيه تاني علشان يعمل صاحب زيكَ.
بعد عني وقال بغيظ:
-لا يا روح خالتي أنت مش هتعمل صاحب غيرى، أصلًا أنا هفضل لأزق فيك لحد ما نعجز مع بعض، فمتتعبش نفسك علشان أنتَ ملكش صاحب غيري.
ضحكت على غيرته وضربتُه بخفة:
– ياجدع بطل بقىَ! وبعدين متقلقش أنا وأنت هنفضل لازقين في بعض.
– أجمل لزقه أصلًا.
ضحكت وحضنتُه، لو أنا فعلًا كسبت حاجة في حياتي ممكن اشكر ربنا عليها العمر كُله هي وجود يوسف، وحقيقي الإنسان مهما لف ودار مش هيلاقي صاحب جدع زيُه، هو عندي أهم من أي حاجة، أنا مؤمن أن كل شخص في الدنيا بيكون ليه رزق في حاجة، وأنا رزقي من الدنيا هو صاحبي الجدع.
______
– ممكن أعرف مالكَ؟ قاعد كده مكتئب وحزين طول الوقت وحتى أوضتكَ مش بتطلع منها! في البداية كنت بقول أنك قلقان على أبوك، والحمدلله أبوك عمل العملية ورجع البيت بخير وسلامة، وبقالُه أسبوع في تحسن الحمدلله، قولي بقى إيه إللى مزعلكَ؟
– مفيش صدقيني يا ماما، أنا كويس.
– لا أنت مش كويس خاالص، مش هو ده سيف ابني إللى متعوده عليه، دي نسخة كئيبة ومطفية منه، احكيلي أنت متخانق أنتَ والبنت إللي بتحبها؟
ضحكت وقُلت بسخرية :
– خلاص كل حاجة انتهت.
– طيب ليه؟ أنتَ كنت دايمًا تحكيلي عنها وقد إيه بتحبها! قولي أنت اتخانقت معاها ؟
اتنهدت وبدأت احكيلها كل حاجة حصلت، خلصت كلامي ودفنت رأسي بين كفوفي بتعب وحزن كبير، حطت إيدها على رأسي وبدأت تمشيها بحنان:
– بصي يابني، أحنا منعرفش ظروف البنت دي إيه، يعني ممكن يكون باباها اجبرها تعمل كده، كمان هي …
قاطعتها بحده:
– ماما أنا خيرتها، بس علشان مظلمهاش بعد كده، وهي إللي اختارت تبعد، واختارت الطريق الأسهل، رغم أني كنت هعرف اتعامل مع أبوها كويس.
ابتسمِت وقالت بهدوء:
– طيب خلاص متزعلش نفسك، طول ما هي اللى اختارت البُعد يبقىَ البنت دي مش من نصيبكَ، وأنا يابني ياما قولتلكَ، لما تيجي تختار شريكة حياتكَ، لأزم تختارها شبهك في كل حاجة، في المستوى المادى، والإجتماعي، والثقافة، والتعليم الخ…، بس مش مشكلة، يمكن ربنا حطك في الاختبار ده علشان تتعلم حاجة من التجربة دي, واتأكد أن ربنا شايلكَ الأحسن والأجمل.
– طيب كان ليه من الأول؟
– حبيبي أحنا ملناش سُلطة على قلوبنا، وبعدين أنت قلبكَ جميل، وتستاهل حد جميل وحنين يشبه لقلبكَ، وأنا عاوزك تفوق كده وتقول الحمدلله وتبدأ تشوف حياتك ومستقبلكَ، بدل ما أنت حابس نفسك في أوضتك كده ورافض تقابل حد، ده أنت حتى يوسف رافض تقابلُه! يلاه يابني، واتأكد أن ربنا هيداوي قلبكَ.
– للاسف، القلب لما بيتجرح يا ماما، مش بيداوى بسهولة.
– كلامك غلط، القلب لو قابل الشخص المُناسب هيرجع أجمل من الأول، وأفتكر كلامي كويس، بإذن الله ربنا هيبعتلكَ شخص جميل يشبه لقلبكَ، هيداوي قلبكَ وهينسيك أي تعب أنتَ تعبتُه، بس أنت اصبر وخلي عندكَ يقين بالله، وياريت متوقفش حياتكَ لمجرد أنك خوضت تجربة فاشلة، الحياة جميلة، ولسه فيها ناس جميلة أنتَ مقابلتهاش.
سابتني وخرجت وأنا فضلت ببص للفراغ قدامي، وسؤال بيخطر في بالي وهو لأمتى؟ هتفضل كده لأمتى يا سيف؟ اهملت في دراستكَ، وسيبت شُغلكَ، وبعدت عن صُحابكَ!، أنت مكنتش كده يا سيف! يمكن ماما عندها حق، أنا لأزم افوق لحياتي ومستقبلي، لأزم ابص لقدام ومندمش على حاجة حصلت، جايز الأيام الجاية تكون أجمل، جايز تكون أحن علينا من إللى فات، جايز ربنا مخبيلنا نصيب حلو من بعد التعب والخذلان، جايز في ناس جميلة لسه مقابلنهاش، قوم يا سيف، قوم اتحرك وبص لمُستقبلكَ.
___
الحياة جميلة، تستاهل أننا نعيشها بحلوها ومرها، المشكلة الوحيده أن كل واحد فينا بيواجه تحديات مختلفة كل يوم، بس التحديات دي أما هتخليك شخص قوي جدًا وصلب، أو هتخليك ضعيف ومحبوس جوه سجن أحزانك، وطبعًا مش هقولكم أن أكبر تحدي بيواجه الإنسان هو غدر النصيب، يعني ممكن الإنسان يحاول بكل جهدُه علشان يوصل لحاجة وفي النهاية متطلعش من نصيبُه، وأوقات ربنا بيدخل في حياتنا ناس نحبها ونتعلق بيها وفي النهاية متبقاش من نصيبنا نكمل معاهم للنهاية، ورغم أن التجربة بتكون صعبة جدًا على قلوبنا، لكن بتعلمنا حاجات كتيرر في حياتنا، ومع الوقت هتلاقي ربنا ظهر في حياتك شخص جديد، جميل، يشبهلكَ وتشبهلُه، هيعرف إزاي يداوي جرح قلبكَ مهما كان عميق، هتعيش معاه تفاصيل جديدة، هتكتشف معاه أجمل نسخة من نفسك، وهتعرف أن القلوب سهل تداوى، وأن ربنا عوضه عظيم مهما طال وقت وقوعكَ، بس أنت متيأسش وأختار أنك تكون قوى، لأن في فصل في حياتك لسه متكتبش، وروايتكَ وقصتكَ لسه منتهتش، والخير لسه متشال ليك ولقلبكَ.
_ فريدة!!
ابتسمت ورفعت رأسي لفوق، قلعت نظارة النظر بتاعتِ ووقفت كتابة في دفتر يومياتي، سندت الدفتر جنبي، بصيت ورايا وعلى وشي إبتسامة جميلة، تشبه لقلبي.
– في إيه ؟ مالكِ بتصيحي زي العيال الصغيرة كده ليه؟
– أنا تعبت من العيال، دول خلاص هيجننوني، لو سمحتِ تعالي ساعديني قبل ما يحصلي حاجة بسببهم.
ضحكت:
– مالهم بس العيال يا إيلين؟ دول حتى ملايكة.
اتعصبِت وقالت بغيظ:
– طيب تعالي تعاملي مع معاهم يا خالة الملايكة.
ضحكت على شكلها وقُمت دخلت من الجنينه واخدتها معايا، اختى عندها ولد وبنت، بس الحقيقة أن حتة الطفلين دول مجننها بشكل يضحك، بس في نفس الوقت هما مهونين عليا حاجات كتيرر اووي، وجودهم في حياتي بعتبرُه من أكتر الحاجات المميزة إللى ربنا كرمني بيها، مِسكت أماليا واقنعتها تروح تجهز مع والدتها علشان تروح المدرسة، ولأن أماليا هادية فسمعت كلامي، المشكلة الأكبر في شقاوة أستاذ سام المُشاغب، دورت عليه في كل مكان ممكن يكون فيه وملقتهوش، مش فاضل غير أوضتي! قربت من الأوضة بشويش، فتحت الباب واتصدمت لما لقيت…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قلبي اختارك انت)