رواية ارناط الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم حور طه
رواية ارناط الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم حور طه
رواية ارناط البارت الثامن والعشرون
رواية ارناط الجزء الثامن والعشرون

رواية ارناط الحلقة الثامنة والعشرون
في الحديقة – أمام الأشجار المثمرة
كانت ليلى واقفة وسط الخضرة، الشمس تنعكس على شعرها، والنسيم يداعب أطراف فستانها.
راهب ويوسف يراقبونها من بعيد
ثم همس يوسف:
ــ هي دي ليلى؟
رد راهب بصوت خافت:
ــ أيوه!
قال يوسف وهو بيشجع راهب:
ــ عارف إنها لحظة صعبة، بس لازم تقولها الحقيقة.
يتنهد راهب ويتقدم بخطى ثابتة، ثم يرفع صوته:
ــ فين شهد؟
تلتفت ليلى، وملامحها تتبدل من الهدوء للصدمه فالرجل اللي بيظهرلها دايما واقف قدامها.
قالت باندفاع:
ــ إنت ورايا ورايا! إيه اللي جابك هنا؟
راهب بتلقائيه:
ــ إنتي اللي جبتيني.. فين أختي؟
كانت ليلى متوقعة إن أرناط اللي ييجي مش راهب بدأت تشك إن أرناط كان بيكذب من البداية حتى في اسمه،لكن لما شافت راهب تفكيرها اتغير..
صـ ـرخ راهب:
ــ فين شهد؟ فين أختي؟!
ردت ليلى وهي بتحاول تخفي ارتباكها:
ــ اطمن، شهد كويسة… بس…
راهب بتركيز:
ــ بس إيه؟ اتكلمي!
همست ليلى لنفسها:
ــ معقول؟ سحر بتلعب بيكم كلكم؟ يمكن شهد أصلا مش أخت أرناط…
صـ ـرخ راهب:
ــ أنتي بتقولي إيه؟ فين أختي؟!
فقالت ليلى بلا وعي:
ــ حطيتها في الفرن، روح طلعها! إنت بتعلي صوتك ليه؟ قلت لك أختك كويسة في الحفظ والصون!
ابتسم راهب بمرارة:
ــ طيب… ممكن أشوفها بعد إذن حضرتك؟
سارت ليلى أمامهم، وهم خلفها. همس يوسف لراهب:
ــ هي ليلى ما عرفتكش؟ وبعدين مين أرناط اللي قالت اسمه؟
رد راهب:
ــ أرناط هو باقي الحكاية… وبعدين هي هتعرفني إزاي؟ أنا بعد الحـ ـادثة وشي وصوتي اتغيروا.
يوسف بتفهم:
ــ آه صح… نسيت.
يوصلوا عند غرفة شهد، فتقول ليلى:
ــ شهد… أخوكي جه.
تمد شهد إيديها، وراهب يركض لها يحتضنها بقوة:
ــ أنا جيت يا حبيبتي، ماتخافيش.
قالت شهد بهدوء:
ــ أنا مش خايفة… ليلى معايا.
يبص لها راهب بابتسامة فيها امتنان
ثم يسيب شهد ويتوجه لليلى:
ــ ممكن أفهم؟ خطفتي أختي ليه؟ عايزة فلوس؟
رفعت ليلى حاجبها وقالت بسخرية:
ــ ده على أساس إني من منافسينك يا سيادة رجل الأعمال المهم؟ واضح إن في سوء تفاهم. خد أختك وامشي. بس قبل ما تمشي،ممكن سؤال واحد…
راهب:
ــ اتفضلي.
ليلي:
ــ سحر الطوخي… تعرف عنها إيه غير إنها مرات أبوك؟
قال راهب:
ــ سحر مش سهلة… وعندي معلومات إنها شغالة مع منظمة.
نظرت له ليلى باهتمام:
ــ تمام… تعرف إيه كمان؟
لكن قبل ما يرد، دخل أرمان بسرعة:
ــ ليلى… في ناس محوطة الفيلا كلها. مسلــ ـحين. أكيد رجالة سحر.
شهقت ليلى:
ــ بس إزاي عرفت مكاننا؟!
نظر أرمان لراهب ويوسف:
ــ أكيد كانت مراقباهم.
فجأة.. ينفجــ ـر صوت الرصــ ـاص من كل اتجاه!
راهب، يوسف، وأرمان يطلعوا أسلــ ـحتهم
صــ ــرخ راهب:
ــ يوسف! إحنا هنغطي عليك. خد ليلى وشهد واخرجوا من الباب الخلفي!
بصت ليلى لأرمان، فقال لها مطمئنا:
ــ روحي معاه، ما تخافيش… هحصلك.
نظر راهب لأرمان بنظرة غيرة واضحة وقال بانفعال:
ــ أنجز يا يوسف، مافيش وقت!
يوسف ياخد ليلى وشهد ويخرج من الباب الخلفي يواجه رجال سحر لكنه يتعامل معاهم بقوة ويقدر يهرب بيهم.
بعد شوية، يظهر راهب وأرمان، ويدخلوا العربية
في الطريق، قال راهب:
ــ سحر ليه بتطاردك؟ عايزة منك إيه؟
قالت ليلى بارتباك:
ــ مش عارفة… كنت فاكرة بتطاردني علشان بحثي وهي فعلا أخدته، بس واضح انها لسه عايزه مني حاجه تاني
يوسف وراهب يتبادلوا نظرات فهم.
قال راهب بهدوء:
ــ طيب انا ممكن اساعدك واحميك منها!
قالت ليلى بسخرية:
ــ تحميني؟ أختك اتخطفت من بيتك، وجاي تقول لي هحميك؟!
يوسف ضحك، وراهب ضـ ـربه بخفه
قال يوسف بضحك:
ــ معاها حق والله…
راهب بنظره عتاب ليوسف قال:
ــ خلينا نروح مكان آمن ونتكلم هناك.
قال أرمان:
ــ ليلى، هو عنده حق… لازم نغير مكان عالية وشادي كمان.
أول ما راهب سمع اسم شادي، قلبه دق بسرعة، وقال بلهفة:
ــ قولي هم فين؟ هنجيبهم، ولما يبقوا معانا هيكونوا بأمان.
ليلى لاحظت نظراته واستغربت:
ــ طيب… هديك العنوان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المنزل اكمل
يدخل رائد، ماسك التليفون وعينه لسه على الشاشة بيقرا رسالة من ليلى.
رائد:
ــ جدو… ليلى بعتتلي رسالة بتقول نروح المول اللي جنبنا بعد نص ساعة.
أكمل كان قاعد يقرأ في كتاب، يقفله ويحطه على الطاولة، ويخلع نضارته،بنبرة استغراب:
ــ ليه ماجتش على البيت؟ هي نسيت إن ده بيتها ولا إيه؟
رائد وهو لسه مش فاهم:
ــ أنا كمان استغربت، ليه عايزة تقابلنا في المول مش هنا.
أكمل بقلق واضح:
ــ ليلى مخبية حاجة… في حاجة مش مظبوطة.
رائد بحزم:
ــ طيب نروح ونشوف، يمكن يكون في حاجة مهمة.
أكمل يلبس نضارته بسرعة
وياخد المفاتيح من فوق الطاولة:
ــ ربنا يستر… قلبي مش مرتاح خالص
يلا بينا…
رائد يمشي وراه وهو بيبص تاني على الموبايل وجهه متوتر،بصوت واطي:
ــ يارب نلحقها قبل ما يحصل أي حاجة…
يخرجوا الاتنين من البيت والباب يتقفل وراهم على صوت خطواتهم المستعجلة…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخلي – منزل عالية – مساء
تفتح الباب بسرعة… عالية تقف مذهولة وهي ترى ليلى تدخل ومعها راهب وأرمان ويوسف.
عالية مستغربة:
ــ مين دول يا ليلى؟
ليلى بسرعة وقلق:
ــ مش وقت أسئلة يا عالية. جهزي كل حاجة
شادي وحاجتك كمان، هنمشي من هنا حالا.
عالية تدخل وراءها الغرفة
تبدأ بلم حاجتها في عجله
راهب يتلفت في الصالة، عينه تدور بحثا عن شادي… حتى تقع نظراته عليه، نائم في سرير صغير بجانب الجدار.
يتقدم نحوه بتردد، بينما يوسف يراقبه بصمت يلاحظ الشوق الظاهر في عيون راهب.
راهب يقف بجانب شادي
يتأمله لحظات، ثم يلمس خده برفق.
شادي يتحرك في نومه
ثم يفتح عيونه… يبتسم فورا وكأنه يعرفه.
راهب بهمس مشدوه:
ــ ما شاء الله… إنت طفل جميل أوي يا شادي.
شادي بصوت طفولي، أول مرة ينطق الكلمة:
ــ بابه…
راهب يتجمد، ثم يبتسم على استحياء ويحمله، يقبّله في حنان.
ليلى تخرج فجأة من الغرفة على صوت ابنها، تتوقف مصدومة،بدهشة:
ــ شادي قال له بابا ليه؟
راهب بفرحة حقيقية لا يستطيع إخفاءها:
ــ بابا…
شادي يعيد الكلمة بضحكة بريئة:
ــ بابه…
ليلى تشعر بشيء غريب يغمرها، مزيج من الحيرة والدفء، لكنها لا تفهمه، فتأخذ شادي من ذراع راهب.
ليلى بصوت منخفض:
ــ إحنا جاهزين.
راهب يسيطر على مشاعره بسرعة:
ــ تمام. هنوصل عالية وشادي الأول
بعدها نروح نجيب جدك وأخوك…
ثم يلتفت إلى يوسف:
ــ وإنت تروح تجيب رهيفا. ماينفعش نسيب أي حد ممكن سحر تستخدمه ضدنا، لازم نامنهم
ليلى بتساؤل مضطرب:
ــ بس هي بتطاردني أنا… إنت كمان بتأمن على أهلك؟ هي بقت وراك إنت كمان؟
راهب بنبرة جادة:
ــ سحر رقبتنا لما جينا عندك… وعرفت إني أعرف مكانك ممكن تستغل أي حد بحبه عشان تجبرني اقول لها على مكانك، أنا دايما بحب أعمل حسابي… ما اسيبش ثغرة، لا كبيرة ولا صغيرة.
ليلى بصوت نادم:
ــ واضح إني ورطتكم معايا…
راهب ينظر لها وهي شايلة شادي
ثم يقول بصدق هادئ:
ــ ولا يهمك… إحنا مع بعض. يلا بينا.
يوسف يتقدم:
ــ أنا هجيب رهيفا، ونتقابل في المكان اللي اتفقنا عليه.
أرمان ينظر إلى راهب، يلاحظ تعلقه بليلى ويحاول اختباره:
ــ أنت تقدر تروح مع يوسف، وأنا آخد ليلى وعالية وشادي.
راهب برفض حاسم:
ــ لأ طبعا. لو سبتكم، حياتكم هتكون في خطر. أنا ويوسف مرتبين كل حاجة.
يوسف يومئ له:
ــ يلا، الوقت بيجري.
أرمان يفتح الباب، يتأكد إن الشارع آمن.
ليلى تخرج أول واحدة، تحمل شادي، يليها عالية، ثم راهب وأرمان.
يوسف يتأخر لحظة
يلتفت نحو راهب ويقول بهدوء:
ــ خلي بالك منهم.
راهب يرد بنظرة كلها وعد.
يوسف يختفي في الظلام.
وهم يغادرون، وسيارة تقف في الانتظار…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المول – مساء
ليلى تمشي بخوف واضح
تلفت حواليها بتوتر:
ــ رائد… فين جدو؟
رائد يحاول يطمنها:
ــ جاله تليفون من المصحة ومشي على طول. قال هيكلمنا أول ما يخلص.
ليلى بغصة:
ــ ليه يا جدو…حياتك بقت في خطــ ـر دلوقتي!
رائد بجدية:
ــ ليلى، ممكن أفهم بقى؟ إيه اللي بيحصل معاكي؟!
ليلى تمسك بإيده، تشده للخارج من المول ويتجهوا ناحيه العربيه
رائد يفتح الباب، وبيتصدم لما يشوف راهب جالس في الكرسي الأمامي.
رائد بدهشة:
ــ راهب؟! إنت بتعمل إيه هنا؟
ليلى مفزوعة:
ــ رائد… إنت تعرفه؟
رائد بتلقائية:
ــ آه… ده راهب، أخو شهد… البنت اللي بحبها.
راهب يرفع حاجبه ويقاطع بنبرة هادئة لكنها حادة:
ــ لم نفسك شوية… قدامي.
ليلى تبتسم بخفة، تحاول تخفف التوتر:
ــ هي شهد دي اللي كنت بتقولي إنك معجب بيها؟
رائد مستغرب:
ــ إنتي تعرفي شهد؟!
ليلى بهدوء:
ــ آه، أعرفها… ومن قبلك كمان.
رائد بنظرة مشوشة:
ــ إزاي يعني؟ أنا اللي حكيتلك عنها…
ليلى ببساطة:
ــ قابلتها في هولندا… وعشنا سوا فترة.
راهب بتضايق واضح وهو يعدل في كرسيه:
ــ ممكن نتحرك بقى؟ ولا فقرة التعارف دي لسه مخلصتش؟
ليلى بضحكة خفيفة وهي تفتح الباب الخلفي وتركب:
ــ هو حد ماسك إيدك؟! إنت اللي هتسوق.
راهب يشغل المحرك، نظرة سريعة في المراية الجانبية، ثم يضغط على دواسة البنزين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الجانب التاني عند سحر
سحر بنبرة باردة وقـــ ـاتلة:
ــ إنت اللي كنت بتتابع حالة المجنونة ناهد؟
أكمل يرفع عينه ليها، نظرته ثابتة، صوته هادئ لكن وراه
نـ ـار،بهدوء يخترق السكون:
ــ ناهد مش مجنونة…
إنتي اللي مريضة، ومحتاجة علاج…
قبل ما السواد اللي جواكي ياكلك تمام
سحر تضحك، ضحكة باردة كأنها تقطر سم
تتقدم خطوة،بسخرية:
ــ أنا أتعالج؟
عارف يا اكمل انا شايفاك ازاي ،عجوز شايل شجاعه مش بتاعته وهو واقف في وكر الافعى في لحظه ممكن يمــ ـوت
أكمل يقترب منها بثبات:
ــ اللي بيخاف منك مـ ـات…
وأنا لسه واقف… ولسه شايفك على حقيقتك.
سحر بصوت منخفض، كله تهديد:
ــ يبقى هتمــ ـوت يا دكتور أكمل…
بس مش دلوقتي… دورك لسه ما جاش
دلوقتي… تخش للمجنونة اللي جوه… تديها الجرعة، وتهديها. لمصلحتها… ولمصلحتك.
أكمل بغضب مكبوت:
ــ أنا كشفت لعبتك يا سحر…
عرفت إنك خطفتي ناهد لما المصحة بلغتني إنك استلمتيها بنفسك…
كل ده عشان وصلت لراهب، ابنها.
بس ليه؟ ليه كل ده؟ سيبيها… كفاية سبع سنين محرومة من ولادها.
سحر بعينين لامعتين بخبث:
ــ ما أنكرش إنك ذكي…
قدرت توصل من حروف كتبتها ناهد، ومن متبرع بفصيلة دم نادرة… وتفك الشفرة.
كنت فاكرة اللعبة محكمة… سبع سنين ما حدش شم ريحتها.
بس إنت… فاجأتني.
أكمل بتصميم:
ــ خلاص… لعبتك خلصت.
عبد الحميد مـ ـات… خدتي منه كل اللي انتي عايزاه.
سيبيها ترجع لولادها… هي مش لعبة، دي أم.
سحر تقترب منه بخبث وهمس:
ــ إنت ذكي يا دكتور أكمل…
بس للأسف… غبي.
عرفت تحل شفرة ناهد… وما عرفتش تحل شفرة أحفادك!
أكمل تغيرت نبرته، توتر وقلق في صوته:
ــ تقصدي إيه؟
لو قربتي منهم… أقسم بالله ما هرحمك!
سحر بهدوء كاسح:
ــ أنا قربت خلاص… وخدت اللي عايزاه.
بس لسه في جزء ناقص… واللعبة تكتمل.
والأغرب إنهم ضحكوا عليك…
إنت، بكل ذكاءك…عجزت انك تشوف حقيقه احفادك
أكمل بصوت عالي:
ــ قولي بوضوح! كفاية لف ودوران!
سحر تبتسم بمكر:
ــ هتعرف في الوقت المناسب…
دلوقتي خش… وسيطر على ناهد.
كل دقيقة بتعدي، مش في صالحها…
ولا في صالحك.
أكمل وهو يتنفس بصعوبة، خطواته بطيئة وهو متوجه للباب… قلبه مش مطمئن، وحلقه ناشف من الخوف اللي مش عايز يعترف بيه؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ارناط)