روايات

رواية أمنية ضائعة الفصل الخامس عشر 15 بقلم ديانا ماريا

رواية أمنية ضائعة الفصل الخامس عشر 15 بقلم ديانا ماريا

رواية أمنية ضائعة البارت الخامس عشر

رواية أمنية ضائعة الجزء الخامس عشر

أمنية ضائعة
أمنية ضائعة

رواية أمنية ضائعة الحلقة الخامسة عشر

وقفت ود دقيقة تستوعب كلام آمال، فضلت تبص لها باستغراب لحد ما آمال سألتها بتعجب: إيه مالك؟
ضحكت ود ضحكة خفيفة بعدم استيعاب: الكلام اللي بتقوليه بيحاول يدخل دماغي.
ردت آمال وفي عينيها نظرة عدم رضا: وإيه اللي في الكلام غلط لكل الضحك ده؟
تحولت نظرة ود لغضب: وإيه اللي ميضحكش في كلامك ده يا ماما لما تجيبيني على وشي علشان تقولي لي فيه عريس وأحنا موافقين!
وقفت آمال بحدة: بنت احترمي نفسك! إيه الغلط؟ أنتِ كبرتي وبقيتي عروسة والشاب كويس ومعرفة أبوكِ يبقى فيها إيه؟
بصت لها ود بقهر والدموع في عينيها: فيها إن أنا ورأيي فين من كل ده؟ عريس إيه ده أنا لسة بخلص سنة أولى في الكلية! وبعدين وافقتوا عادي كدة كأني مليش رأي ولا شخصية؟
تكلم هشام بهدوء علشان يهدي الوضع: ما إحنا فاهمين كل ده يابنتي، أمك بس بتحاول أنه الولد ابن حلال ومش هنلاقي زيه.
حولت ود نظراتها لوالدها بقهر أكبر، عمره ما وقف في صفها ولا اتكلم ودلوقتي تاني بيخذلها بدل ما يفهمها.
حست أنه كل حاجة بقت فوق طاقتها فرجعت تكلم آمال بحنق: أنا ميهمنيش كل ده، أنا مش موافقة ولا عايزة اتجوز دلوقتي.
زعقت لها آمال: يعني إيه الكلام ده! هو أنتِ مفكرة الموضوع بمزاجك؟ إحنا أهلك وشايفين مصلحتك وهو هيجي يشوفك وتقعدي معاه.
صرخت ود ودموعها بتنزل: وأنا مش هعمل كدة أبدا ولا هيحصل والعريس ده لو عاجبك اقعدي معاه.
ضربتها آمال بالقلم: كمان بتبجحي فيا يا قليلة الأدب! ماهو أكيد طالما مصاحبة ناس مش متربية علموكي تقلي أدبك على أمك، يكون في علمك هتقابليه غصب عنك وكلمتي هي اللي هتمشي.
حطت ود أيدها على خدها وهي بتبص لآمال بصدمة، أول مرة والدتها تضربها في حياتها وكل ده ليه؟ علشان عايزة تعيش حياتها؟ ألم الخد مكنش حاجة قدام ألم قلبها.
وقفت قدامها تقول بحسرة: كل ده بالنسبة لك بجاحة؟ علشان زهقت من كل اللي بيحصل ده؟ كل السنين دي كلها أنا عائشة على مزاجك وأمرك أنتِ ويوم ما حبيت أعيش زي ما أنا عايزة وده حقي بقيت قليلة الأدب، ماهو ده تربية إيدك يا ماما! حرام أنا مبقتش قادرة استحمل والله أنا بنتك ليه بتعملي معايا كدة؟ أنتِ بتكرهي تشوفيني مبسوطة؟
سكتت للحظة لأنها حست بغصة بعدين كملت بألم: زي ما أنتِ دايما تقارنيني باللي حواليا وأني طلعت واحدة فاشلة فأنا طول عمري بقارنك بالأمهات اللي حواليكِ، بحنيتهم على بناتهم وحبهم اللي عمري ما شوفته منك، كل حاجة أوامر ولازم تتنفذ، مش مهم أنا عايزة إيه ولا مبسوطة ولا لا!
تابعت بإنكسار: ورغم كل ده بعمل اللي أنتِ عايزاه يمكن ترضي عني، يمكن تفتخري بيا،عملت كل حاجة بس عمرك ما رضيتِ يا ماما ولا حسيت منك أنك مبسوطة مني أبدا أنا عمري ما كنت عايزة أدخل طب، أنا كنت عايزة أدخله علشانك، علشان تحبيني وأشوف نظرة الفخر في عيونك بدلها انكسرت بدل المرة مليون بسبب كلامك.
بصت لها وقالت بكبرياء: بس أنا زهقت، زهقت ومبقتش عايزة أرضيكِ يا ماما ومبقاش هامنني لأني زي ما أنا فشلت كإبنة أنتِ فشلتِ كأم.
لفت واتوجهت للباب وبعدين لفت وقالت بتحدي: ومش هقابل العريس مهما يحصل ولو جبرتيني هقوله كدة في وشه.
طلعت من البيت بسرعة مردتش حتى على والدها وهو بينادي عليها، نزلت السلم بسرعة وعند آخر خطوة انهارت وقعدت، فضلت تعيط بكل ما فيها من حزن وتشهق بألم.
الألم اللي حساه كان كبير عليها، رغم أنه دي حياتها من زمان بس لحد دلوقتي مكنتش قادرة تصدق أنه والدتها ممكن تكون قاسية عليها للدرجة دي، كأنه شيء جواها كان لسة فيه أمل بس كل ده راح النهاردة.
فجأة حست بإيد على كتفها، رفعت رأسها ولقت والدها، قعد جنبها وهو بيبص لها بعطف، مقدرتش تقاوم ورمت نفسها في حضنه ورجعت تعيط تاني بقوة أكبر.
مسح على شعرها بحنان وهو بيحاول يهديها بس ود كانت بتطلع كل حاجة مكبوتة جواها من سنين، كل حاجة شافتها وعاشتها وكل شعور قهر وزعل كتمته جواها.
بعد شوية لما هديت، بعدت وهي بتسمح دموعها، متكلمتش ولا والدها اتكلم فضلوا ساكتين لحد ما قال بهدوء: مكنش ينفع تقولي لوالدتك جملة اتجوزيه دي يا ود.
بصت له بحدة وردت: بس ينفع كل اللي هي قالتهولي وعملته معايا؟ ينفع تجبرني على العريس يا بابا؟
كملت بخيبة أمل: دايما تقولي عايزة مصلحتك بتصرفاتها معايا بس أنت فينك من مصلحتي يا بابا؟ ده أنت حتى مدافعت…..
مكملتش وسكتت لما حست بغصة جديدة منعتها من الكلام فنزلت دموعها من جديد بصمت.
قالت بصوت خافت حزين: كان نفسي تدافع عني مرة، مرة واحدة حتى يا بابا.
كان هشام ساكت كأنه مش عارف يقول إيه ولا يرد إزاي كل اللي عمله أنه حضن ود تاني بعدين قالها: يلا نطلع البيت.
هزت رأسها برفض: مش عايزة أطلع يا بابا لو سمحت.
أصر عليها: لا هتطلعي يا ود، يلا قومي.
قامت معاه باستسلام وهي مش مهتمة ممكن يحصل إيه بعد المواجهة اللي حصلت بينها وبين والدتها.
أول ما دخلوا وآمال شافتهم قالت باستياء: جيبتها يا هشام؟ جيبتها علشان تعتذر من أمها على قلة الأد…
قاطعها هشام بحزم وصوت عالي نسبيا وهو بيرفع إيده في وشها: آمال مش عايز كلمة واحدة، ود هتدخل أوضتها ومحدش هيضايقها.
اتسعت عيون آمال بعدم تصديق وقالت بحدة: يعني إيه؟ و..
قاطعها هشام بصوت أعلى: قولت محدش هيضايقها ومتعليش صوتك أنتِ فاهمة؟ كمان موضوع العريس مرفوض خلاص.
اتخضت ود في الأول من صوت والدها بعدين كانت بتبص له بدهشة من التغيير اللي أول مرة تشوفه عليه.
أول مرة يرفع صوته على والدته أو يقف قصادها بشكل واضح دايما كان بيحب يريح دماغه أو يتعامل بهدوء لدرجة البرود، كانت دهشة آمال متقلش عنها ولكن لما شافت نظرات هشام سكتت مجبرة بغيظ.
بصت ود لوالدها بامتنان اللي ابتسم لها، بعدين راحت أوضتها بهدوء من غير ما تلتفت ناحية والدتها.
دخلت أوضتها ومشاعرها مزيج بين عدم الراحة والفرح البسيط من موقف والدها لأول مرة معاها وفي نفس الوقت مواجهة والدتها، لحد دلوقتي مش قادرة تصدق أنها وقفت قصادها ومش عارفة اتجرأت إزاي.
قعدت على سريرها وهي تبتسم بعدين فكرت الأمور بعد كدة هتمشي إزاي بينهم؟
فجأة افتكرت موضوع رؤى، لازم تحل الموضوع بسرعة وتجيب حقها من غير ما أهلها يعرفوا لأنه ده ممكن يخلي الوضع سئ بينها وبين مامتها أكتر وممكن تاخده ضدها أو والدها يتراجع عن دعمها.
تاني يوم في الكلية، كانت نازلة من على السلم وهي مبتسمة ابتسامة عريضة لحد ما سمعت صوت رؤى الساخر: اللي يشوف ضحكتك يقول كسبتي مليون جنيه.
وقفت ود واتسعت ابتسامتها أكتر: يمكن كسبت فعلا أكتر من المليون جنيه، أنتِ إيش عرفك؟
رفعت رؤى حاجبها باستغراب: اللي يشوفك النهاردة ميشوفكيش الأيام اللي فاتت.
ابتسمت بلامبالاة وكملت: على العموم فكرتِ في اللي قولتهولك؟
تنهدت ود: قصدك أني اركع لك وسط الكلية وأعتذر لك وإلا هتوري صورة مليش ذنب فيها لأهلي وتدمري سمعتي؟ أنا عندي سؤال بجد.
بصت له رؤى بترقب فقالت ود بتعجب: أنتِ هتستفيدي إيه من حاجة زي دي بجد؟
نفخت رؤى بملل: وأنتِ مالك؟ مش المهم أنه الصورة متتنشرش؟ ساعتها مين هيصدقك أصلا؟
فضلت ود ساكتة فابتسمت رؤى بمكر: مهم تعرفي ليه؟ طيب، علشان تعرفي وتفهمي أنه محدش هنا يقدر يقف قصادي ويعاندني، حاولتِ؟ يبقى تاخدي جزاءك.
ردت ود باستنكار خفيف: جزائي لأني رفضت تهنيني وخدت حقي؟ يستاهل للدرجة دي؟ يستاهل أن شاب يوهمني أنه واقف جنبي وأساعده ضد إهانتك ليه ويشكرني ويتعامل معايا كويس بعدين أكتشف أنه تعبك وأنتِ اللي باعتاه يلعب عليا دور قذر؟
اتصدمت رؤى ووشها شحب وهي بتبص لعيون ود اللي بتبص لها باحتقار.
قالت رؤى بتوتر: تقصدي مين؟
ضحكت ود باستهزاء: أقصد مروان اللي عملتوا عليا تمثيلية علشان يحاول يمسك إيدي وأنتِ تاخدي لينا صورة تهدديني بيها علشان تذليني وكل ده علشان غرورك.
حاولت رؤى ترجع ملامحها للامبالاة وقالت ببرود: وإيه يعني؟ مش مهم، المهم أني وصلت لهدفي وهخليكي قدام الكلية كلها تعتذرلي وأنتِ راكعة، إذا كان على أي حاجة تانية مش مهمة لأني أعمل اللي أنا عايزاه.
ابتسمت ود بتهكم: والله؟ ثقتك دي علشان باباكِ صاحب عميد الكلية؟
رفعت أيدها فجأة في وش رؤى فبصت رؤى للتليفون اللي في إيد ود بعدم فهم.
قالت ود بثبات: بس محدش هيكون في صفك المرة دي……
ابتسمت بثقة وضافت: لأنه عميد الكلية بنفسه كان بيسمع كل كلمة اتقالت دلوقتي !

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أمنية ضائعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *