روايات

رواية قلبي اختارك انت الفصل الثاني عشر 12 بقلم مارينا عبود

رواية قلبي اختارك انت الفصل الثاني عشر 12 بقلم مارينا عبود

رواية قلبي اختارك انت البارت الثاني عشر

رواية قلبي اختارك انت الجزء الثاني عشر

قلبي اختارك انت
قلبي اختارك انت

رواية قلبي اختارك انت الحلقة الثانية عشر

– خير يا فريدة؟ قولتيلي أنكِ عاوزه تشوفيني ضروري، قوليلي في إيه قلقتيني!
– متقلقش، أنا بس عمالك مُفاجاة هتعجبك أوي.
– وإيه بقىَ المُفاجاة دي؟
سألتها بإستغراب فابتسمِت وقالت بحماس وهي بترفع تذاكر السفر قدامي:
– أحنا هننزل مصر الأسبوع الجاي، وأخيرًا بعد طول انتظار هترجعوا لأهلكم.
بصيت لها بصدمة ممزوجة بفرحة وقُلت:
– أنتِ بتتكلمي بجد ولا بتهزري ؟
ضحِكت وحطت التذاكر على الترابيزة:
– يعني معقولة اهزر في موضوع زي ده يا سيف؟ عمومًا لو مش مصدقني، فتذاكر السفر قُدامك أهو.
مسكت تذاكر السفر واتنهدت تنهيده طويلة:
– ياااه! وأخيرًا هنرجع بلدنا! أنا بجد مش عارف اوصفلكِ سعادتي دلوقتِ.
– معقولة للدرجادي مكنتش حابب القعدة معانا وعاوز تنزل؟
ضحكت:
– أكيد لا، أنا لو عليا مش عاوز امشي من هنا، بس أنا حقيقي أهلي وحشوني اووي، فريدة أنا بقالي سنتين بعيد عنهم متخيلة!!
– أنا عارفة أنهم وحشوك، علشان كده أنا قررت اديكم إجازة علشان تنزلوا، وكمان احتمال تفضلوا في مصر ومترجعوش تاني.
– قصدكِ إيه؟ أنتِ ناويه تفصلينا من الشركة ولا إيه؟
كشرت وقالت بنفي:
– أكيد لا يا مجنون، أنتوا خلاص بقيتوا جزء اساسي ومهم في شركتنا، كل الموضوع إني بفكر انقلك أنت ويوسف للفرع بتاعنا في مصر، الشركة بتاعتنا التانية في مصر بابا هو إللى بيديرها، وبصراحة هو بدأ يتعب من الشغل، فأنا بفكر اخليك تمسك مكانه وأحط يوسف مدير تنفيذي للشركة.
اتوترت وقُلت بإرتباك:
– أيوة بس دي مسئولية كبيرة أوي يا فريدة!
– بالعكس، أنا فكرت كتيرر ولقيت أن مفيش أفضل منكم تمسكوا الشركة هناكَ، أنتوا الإتنين شاطرين جدًا، وخلال السنتين إللى اشتغلتوا فيهم معانا هنا، حققتوا نجاحات كبيرة، وأنا شايفة أنكم تستحقوا المكانة دي وبجدارة، بالإضافة طبعًا أنكم خلاص تقدروا تفتحوا المشروع إللى كنتوا بتحلموا بيه مع بعض.
– طيب وأنتِ؟ مش هتنزلي معانا ؟
– هنزل معاكم الأسبوع الجاي، بصراحة بابا وحشني أوي، وفي حاجات كتيرر محتاجة اعملها في الشركة إللي هناك، فأنا وتالا هننزل معاكم، وإيلين وجوزها وعُمر هيديروا الشركة مكاني لحد ما أرجع.
– خلاص اتفقنا، وعلى فكرة في حد مُتحمس أوي أنه يشوفكِ.
– ومين الشخص ده؟
– هتعرفي لما ننزل مصر.
– خلاص تمام، وأنا كمان بقىَ عندي فضول أشوف الشخص ده.
– طيب، أنا هسيبكِ تكملي شُغل، ونتقابل بليل.
– اوك.
ابتسمت وسيبتها وخرجت، رجعت مكتبي وبدأت اشتغل، آخر اليوم أخدت يوسف ورجعنا البيت، كلمنا أهلينا زي كل يوم وبلغناهم إننا راجعين الأسبوع القادم، فرحتهم كانت متتوصفش! حتى فرحتنا أحنا كمان كانت متتوصفش إننا وأخيرًا بعد سنتين راجعين وهنشوفهم، وحشوني أهلي، قرايبي، البيت بتاعنا، وصُحابنا القُدام، كل حاجة هناك وحشتني، بس رغم البُعد والتعب وغربتي عن اهلى، بس من جوايا أنا مبسوط لأني راجع وأنا محقق أحلامي وناجح، راجع وأنا أفضل نسخة من نفسي في كل جوانب حياتي.
– يلا يا شباب بسرعة، الطيارة خلاص قربت توصل المطار.
– حاضر يا فريدة، أحنا في الطريق، وخلاص قربنا نوصل.
– طيب، أحنا مُنتظرينكُم، متتأخروش.
– تمام، هكلمكِ لما نوصل.
– أوك، توصلوا بالسلامة.
– الله يسلمكِ.
أسبوع! أسبوع عدى علينا كأنُه سنة، بقالنا كتيرر مُنتظرين اليوم ده، وأخيرًا هرجع اترمي في حُضن أمي تاني، وأحكي لبابا كل حاجة جوايا زي ما كنت بعمل، أهلينا كانوا متحمسين أكتر مننا، طول الأسبوع كنا بننزل يوميًا أنا ويوسف نشتريلهم حاجات حلوه، والحقيقة أن فرحتنا كملت بسفر فريدة وتالا معانا، وصلنا المطار أنا ويوسف لقينا فريدة وتالا في انتظارنا قدام المطار، أخدناهم ودخلنا خلصنا كل حاجة وركبنا الطيارة علطول.
– سيف، هو يوسف وتالا فين؟
– قاعدين في الكرسي إللى وراء.
ابتسمِت ورجعت بضهرها لوراء، أخدت نفس عميق وقالت بهدوء:
– أقولكَ على حاجة؟
– قوليلي..
– أنا بقالي سنين طويلة منزلتش مصر، أغلب سنين عمري قضيتها في لندن، بس مُنكرشِ إني أوقات كتيرر بشتاق لبلدي، لبيتنا القديم إللى مليان بذكريات ماما، قرايبنا إللى وحشوني، في أماكن كتيرر اووي نفسي أشوفها، في حاجات كتيرر نفسي أعملها هناك، أنا حقيقي مُتحمسة اووي، وخصوصًا لأني نازلة معاك.
ابتسمَت وبصيت لها:
– كنت هزعل أوي لو مكنتيش نزلتِ معانا.
– متقلقش، أنا وراك وراك فين ما تروح، لأزقه فيك كده.
ضحكت بصوت عالي وقُلت بمرح:
– أجمل لازقه وللهِ.
ابتسمِت وخبت وشها بين كفوفها بكسوف، فابتسمتَ، الطيارة بدأت تقلع فمسكت في إيدي بخوف، حطيت إيدي على إيدها وقُلت بحنان:
– متخفيش، خدي نفس ومتخفيش.
بصتلي كتيرر وفضلت بتتنفس بعمق، كنت عارف أنها بتتعب بمجرد ما الطيارة تتطلع لفوق، فضلت بهديها لحد ما الطيارة استقرت في الجو، رجعت برأسها لوراء وراحت في النوم، بصيت لإيديها إللى ماسكة إيدي وابتسمَت، جميل أن حد ميحسش بالأمان غير معاكَ، ميشاركش مشاعره ومخاوفه غير معاكَ أنت وبس، حتى خوفه بينتهي بمجرد ما تكون جنبه، ودا إللى بيحصل معايا أنا وفريدة، أوقات بحس إن أنا وهي بنكمل بعض، ومشاعر كتيرر جوايا بتتحرك لما بتكون معايا، ومنكرش إني طول السنتين إللى فاتوا علاقتنا اتطورت ومشاعرنا بقت واضحة، بس المشكلة الوحيدة إني مش قادر أخد قرار، قلبي خايف ومازال الجرح القديم مأثر فيه ومش قادر ينسىَ.
– فريدة، فريدة فوقي.
– في إيه يا سيف ؟
– فوقي يا جميل خلاص وصلنا.
– بجد ؟ هو أنا نمت كتيرر؟
قالتها بنعس فضحكت وقُلت بمرح:
– أنتِ طول الرحلة وأنتِ نايمة يا فريدة!
مسحت وشها وقالت بتعب:
– أنا حقيقي محستشِ بنفسي! أنا نادرًا لما بنام أثناء السفر، يمكن المرادي لأنك معايا فأنا مطمنه.
ابتسمت بهدوء وبصيت لها، ركزت في ملامحها البريئة، للحظة اتولد جوايا خوف كبير من أن ييجي يوم وأكون سبب فى جرح قلبها، نفضت كل الأفكار السلبية من دماغي وقُمت صحيت يوسف وتالا، بعد نص ساعة بالظبط كنا في المطار، فريدة أول ما شافت والدها سابت كل حاجة وجريت عليه، حضنتُه بحب كبير، فضلت وأقف بتأملها بحب، فُقت من شرودي على صوت ماما، بصيت لها بفرحة كبيرة وجريت حضنتها ويوسف حضن والدتُه، ماما حضنتني وقالت بعياط:
– وحشتني، وحشتني أوي يابني.
طلعت من حُضنها وقُلت بحزن:
– طيب وليه العياط بس؟؟
– سيبك منها دي إنسانة عيوطة ، تعال هنا في حضني.
قالها بابا بمرح فضحكت وحضنتُه بحب كبير:
– وحشتني يا صاحبي وللهِ.
– بقىَ هونا عليك تغيب الغيبة دي كلها!!
– غصب عني يا حبيبي، بس أهو رجعتلكم وبإذن الله مش هغيب عنكم تاني.
– ياريت وللهِ، أبو الغربة إللى أخدتكَ مننا.
– بس حققنا أحلامنا يا بابا، بقيت الشاب الناجح إللى ياما اتمنيت تشوفه، أنا قدرت أحقق أحلامي.
– فخور بيك أوي وللهِ، متتخيلش أنا فرحان بيك قد إيه!
بصيت لهم بفرحة، كانت في عيونهم نظرة اتمنيت من صُغري أشوفها، عافرت وتعبت واشتغلت،بس علشان في النهاية أشوف نظرة الفخر إللى في عنيهم دلوقتِ، كنت مبسوط اووي إني وأخيرًا بقيت وسطيهم، يوسف قرب حضنهم وأنا روحت حضنت خالتو حبيبتي، عيوني وقعت على فريدة إللى واقفة مع والدها وبتبصلنا بنظرة فرحة، بعدت عن عن خالتي وقربت همست في إذن ماما بصوت واطي:
– ماما، دي فريدة إللى كنتِ متحمسة تشوفيها.
– هي فين؟
قالتها بحماس فشاورتلها على البنت إللى واقفة جنب عمو رأفت، ماما ابتسمت وقالت بإنبهار:
– جميلة خالص يا سيف، شبه مامتها الله يرحمها.
– طيب أي رأيكِ أعرفكِ عليها؟
– ياريت.
غمزتلها وشاورت ليوسف ييجي معايا، هز رأسه بتفهم واتحرك معايا اتجاه فريدة ووالدها، سلمت على والدها أنا ويوسف وقُلت بإمتنان:
– أنا حقيقي مش عارف اشكر حضرتك إزاي على وقفت معانا وثقتك الكبيرة فينا.
– على إيه يا سيف ؟ أنتوا شباب شاطرين وتستاهلوا كل خير، وكمان فريدة حكتلي عنكم كتيرر وقد إيه أنتوا شاطرين ومميزين في شُغلكم، بالإضافة لوقفتكم معاها هي وإيلين في مواقف كتيرر، وحقيقي أنا إللى بشكركم على وقفتكم معاهم، وفخور بيكم أوي وبشطارتكم كمان.
– حقيقي مُمتن لحضرتك جدًا، وأحنا إللى بنشكرك على وقفتك معانا، وكمان دعم فريدة لينا وثقتها الكبيرة فينا، كان سبب كبير في نجاحنا دلوقتِ.
– أنا معملناش حاجة يابني، ربنا يوفقكم في حياتكم ومستقبلكم، ودايمًا تكونوا ناجحين ومحققين أحلامكم.
– بإذن الله، بس أنا حابين نستاذن حضرتك نأخد فريدة وتالا كام دقيقة، بصراحة أهلينا حابين جدًا يتعرفوا عليهم.
– أكيد طبعًا، تقدروا تتفضلوا معاهم يا بنات.
فريدة وتالا ابتسموا واتحركوا معانا، أخدناهم عرفناهم على أهلينا إللى استقبلوهم أجمل استقبال من كلامنا عنهم، ماما أصرت تعزم الكل عندها على العشاء وتجمع العيلة كلها، بصراحة حبيت فكرتها خصوصا أننا بقالنا كتيرر أوي متجمعناش، ودعنا بعض وكل واحد فينا رجع بيتُه، في اليوم ده كنت تعبان أوي ومش قادر أقف، أكلت مع أهلي وسيبتهم ودخلت أوضتي، بصيت لكل جزء في الأوضة بإشتياق كبير، أفتكرت آخر مرة كنت موجود هنا وأنا فاقد الأمل في كل حاجة، وقتها أخدت وعد على نفسي أنى هقفل صفحة الماضي وهتغير وهبدأ من جديد، وأديني أهو واقف على رجليا ومحقق جزء كبير من أحلامي، رميت نفسي على سريري ولأول مرة أنام على السرير ده وأنا مرتاح وراضي.
_____
تاني يوم كانت العيلة كلها متجمعة عندنا في البيت، بالإضافة لوجود عم رأفت والد فريدة، وفريدة، وتالا معاها، كنا قاعدين كلنا بنهزر ونضحك مع بعض، بس استغربت لما لقيت فريدة اختفت فجأة، قُمت بصيت عليها لقيتها واقفة بتتكلم مع ماما في المطبخ!
____
– طنط ممكن اساعدكِ؟
– لا يا حبيبتي، أنا خلاص قربت اخلص، روحي أنتِ ارتاحي واقعدي معاهم.
– بس أنا عاوزه اساعدكِ، متقلقيش أنا طباخة شاطرة، وبعدين مفيش تعب ولا حاجة، هاتي من إيدكِ.
أخدت الخضار من إيدها رغم اعتراضها وخوفها أنها تتعبني، بدأت اساعدها فى اللمسات الأخيرة للأكل، كانت ست حنونه جدًا، وجميلة، تشبه لسيف في كل حاجة، روحها حلوه ولذيذه، كنت مبسوطة وأنا واقفة معاها وبتعلمني كل حاجة تتعمل إزاي، وقفت احط الأكل في الأطباق فقربِت مني وقالت بتوتر:
– فريدة.
بصيت لها وقُلت بإحترام:
– نعم يا طنط ؟
ابتسمِت وقالت بحنان:
– أنا بجد مش عارفة اشكرك إزاي على وقفتكِ جنب ابني، أنتِ متعرفيش أنا كنت قلقانه عليه قد إيه لما سافر وبعد عني، خصوصًا أن كانت حالته النفسية مش كويسة خالص لما سافر من هنا، بس مع مرور الوقت بقىَ بيحكيلي عنكِ وقد إيه أنتِ واقفه معاه وبتشجعيه، ده غير اهتمامكِ بيه هو ويوسف ابن أختي، أنا حقيقي مش عارفة اشكرك إزاي!
سيبت كل حاجة من إيدي ومسكت إيديها:
– صدقيني يا طنط أنا معملتش أى حاجة، بالعكس وجود سيف هون عليا حاجات كتيرر أوي، سيف ويوسف من أقرب أصدقائى، وربنا يعلم غلاوتهم في قلبي إزاي، وبعدين أنا معملتش حاجة، سيف شاطر جدًا ويستاهل يكون في المكان إللى وصلُه، وكمان أنا واثقة فيه جدًا أنه هيوصل لحاجات أكتر في المستقبل، كمان هو بيمتلك قلب جميل، وأنا واثقه إن ربنا هيعوضه تعويض يليق بجمال قلبُه.
كانت هتتكلم ولكن قاطعها دخول سيف إللى قال بإستغراب:
– فريدة، أنتِ بتعملي إيه هنا؟
بصتله طنط من تحت لفوق وقالت بغيظ:
– وأنتَ مالك؟ هي جت علشان تساعدني.
– تساعدكِ!
– اه، وبعدين كفاية أسئلة ويلا روح للكل وقولهم يقعدوا على السفرة.
– حاضر ياست الكُل.
غمزتلها وأنا خارج فابتسمِت، طلعت جمعت الكل على السفرة وقعدت معاهم، تالا وخالتو قاموا يساعدوا ماما وفريدة، كنت طول الوقت بتابع فريدة بإهتمام وطريقة تعاملها مع أهلي وكأنها تعرفهم من سنين!! عنيا طول القعدة متشالتش من عليها، حتى إني طلبت منها تقعد جنبي على السفرة بس علشان اتكلم معاها، كنا قاعدين جنب بعض بنتكلم بصوت واطي وبنضحك، لاحظنا أن العيلة كلها مركزة معانا فأتحرجنا وسكتنا، بس عيون ماما متشالتش من علينا، كنت عارف أن فريدة عجباها، والأكيد أنها مش هتسيبني في حالي من بعد اليوم ده.
– ماما، مشوفتيش فريدة.
ضحكت وقالت بمُكر:
– طلعت توقف في البلكونة شوية.
– طيب أنا هروح أشوفها.
– روح روح، ما أنت خلاص مبقتش بتعرف تقعد من غيرها.
ضحكت وقُلت بمرح:
– إيه يا ست الكُل في إيه ؟ هتفضحينا كده!
ضحكت بصوت عالي وقالت بمشاكسة:
– أنت لسه متفضحتش؟ حبيبي عيونك وتصرفاتك خلاص فضحتك قُدامنا.
برقت وبصيت لها فكمِلت بحماس:
– تحب أطلع لأبوها دلوقتِ اطلبلكِ إيدها؟
بوست كف إيديها وقلت برجاء:
– أبوس إيدكِ بلاش تهور، أنتِ فاهمة الموضوع غلط خاالص.
– يا ولااا!! قولتلكَ مليون مرة متحاولش تخبي عني حاجة.
ضحكت وهزيت رأسي بقلة حيلة:
– طيب انا هدخل اتكلم معاها وبعدين نتكلم في الموضوع ده.
– ماشي، بس متتأخروش بره.
– حاضر.
سابتني وطلعت فبصيت لها وضحكت، حقيقي ماما هتتجنن وتجوزني!! معرفش إيه مشكلتها معايا! اتنهدت وطلعت البلكونة لقيتها واقفة بتبُص للسماء وشاردة، قربت وقفت جنبها وقُلت بهدوء
– إيه إللى موقفكِ هنا؟
التفِت وبصتلي:
– الجو هنا تُحفة، بصراحة كل حاجة هنا تُحفة بشكل مُبهر! بصراحة مش بس الجو تحفة، بيتكم كمان جميل اووي يا سيف، يشبه للبيوت القديمة، تحس براحة كده وإحساس بالدفاء مش طبيعي وأنتَ موجود فيه.
– وأنتِ بتحبي البيوت القديمة؟
– جدًا، أنا بحب أى حاجة متعلقه بالزمن ده، البيوت، الأماكن، الاغاني والحكايات، كل حاجة في الزمان ده كانت بيرفكت، بس تعرف إيه الأجمل من البيت ؟
ابتسمت وبصيت لها:
– إيه الأجمل من البيت ؟
بصتلي وابتسمِت بخفة:
– أهلك، أهلكَ ناس حلوين اوي، خصوصًا طنط، هي بتشبهلكَ أوي يا سيف، شخصية مرحة وحنينه، وعمو كمان دمُه خفيف ولذيذ خالص، بصراحة أنا من أول ما قابلتهم في المطار وأنا حبيتهم وارتحتلهم أوي.
– وهما كمان حبُكِ اووي، وماما شكلها هتكون صديقة مُقربة ليكِ.
– من قلبي اتمنى دا يحصل.
– هيحصل، بس قوليلي كنتوا بتتكلموا في إيه في المطبخ من ورايا؟
– وأنتَ مالك؟ دي أسرار ما بيني أنا وطنط.
– أسرار!! بقىَ كده يا فريدة؟ بتبعيني لماما خلاص ؟
ضحِكت بصوت عالي فضحكت على ضحكتها، فضلت نتكلم ونهزر لحد ما سمعنا عم رأفت بينادي عليها علشان يمشوا، ودعتها ووصلتهم لحد عربيتهم ورجعت كملت السهرة مع أهلي وباقي العيلة، انتهت السهرة ودخلت غيرت هدومي وأخدت شاور، حاولت أنام معرفتش، اتنهدت وطلعت لقيت ماما سهرانه بره ! عقدت حواجبي وقربت سألتها فى استغراب:
– ماما! أنتِ إيه إللى مسهركِ لحد دلوقتِ؟
– تعال يا حبيبي.
ابتسمت وقربت سندت رأسي على رجليها وفردت جسمي على الأريكة، غرزت إيديها في شعري وقالت بحنان:
– وحشتني اووي يا سيف.
ابتسمت ومسكت إيديها بوستها:
– وأنتِ كمان وحشتيني أوي يا ست الكُل، وبابا كمان وحشني أوي، مش عارف السنتين إللى فاتوا عدوا عليا من غيركم إزاي بجد!
ابتسمت وباست رأسي بحنان:
– لأن كان معاكِ رفيق في الرحلة دي، يعني كان معاكِ يوسف، وكمان فريدة إللى بقالك سنتين بتحكيلي عنها وعن وقفتها معاك، وأنا قولتلك إن كل حاجة بتهون لما بيكون معاك رفيق في رحلتكَ.
– عندكِ حق، هما فعلًا كانوا مهونين عليا أوي.
– طيب احكيلي بقىَ عن فريدة.
– احكيلكِ إيه ؟
– إيه مشاعرك من ناحيتها؟ بصراحة جوايا إحساس أنكَ بتحبها.
اتنهدت تنهيدة طويلة وقُلت بحيرة:
– مش عارف يا ماما، أنا مش قادر أفهم نفسي بصراحة.
– طيب قولي بتحس بإيه وأنت معاها؟
– بحس إني مرتاح ومبسوط، بحس وأنا معاها إنى مش شايل هم حاجة، وأول وحده بجري عليها وأنا مضايق أو واقع في مشكلة، وبكون وأثق أنها هتلاقيلي الحل، وجودها بيهون عليا كل حاجة مهما كانت صعبة، أنا معاها بنسىَ الدنيا والوقت، ومعاها بحس إنى أفضل نسخة من نفسي.
– طيب أقولك حاجة؟
– قوليلي.
– أنتَ بتحبها يا سيف، بس المشكلة الوحيدة أن قلبك مازال خايف يجرب أو يخاطر، بس متقلقش، أنا حاسه أن ربنا بعت فريدة لحياتك في الوقت ده بالتحديد علشان تعوضك عن إللى فات، مش جايز تكون هي نصيبك الحلو من الدنيا؟ بص يا حبيبي بلاش تخلي الخوف يضيع منكَ كل حاجة، لأن الفرصة لو مستغلنهاش في الوقت المُناسب،هتروح لغيرنا في أى لحظة، ووقتها هنرجع نندم، وعلشان كده أنا عاوزك تفكر كويس قبل ما تأخد أى قرار، وبلاش تسمع لمخاوف عقلك لمجرد أنك مريت بتجربة فاشلة قبل كده، اتفقنا.
اتعدلت في قعدتي وهزيت رأسي بتفهم، ابتسمِت وربتت على كتفي بحنان وقامت تنام، ولكن سابتني في دوامة أفكار مش بتخلص، قُمت دخلت أوضتي وفضلت رايح جاي في الأوضة بفكر في كلام ماما، حسيت أن الوقت جه علشان أخد قرار، مسكت الموبايل وجبت رقمها، اترددت للحظات ولكن في النهاية قررت اكلمها، ثواني وجالي صوتها:
– كنت حاسه أنكَ هترن عليا.
ابتسمت:
– كنت خايف اصحيكِ من النوم.
– أنت عارفني، أنا مش بنام دلوقتِ.
اتنهدت وقُلت بتوتر:
– طيب أنا كنت عاوز أسالكِ سؤال.
– اسأل..
سكت للحظات فقالت بإستغراب:
– سيف، قولي في إيه؟
اتنفست بعمق وقُلت:
-. فريدة، هو الإنسان بيتأكد إزاي أنه وقع في حب شخص؟
– لما يكون قلبُه مطمن مع الشخص ده، ونفسه راضيه ومبسوطة، لما يلاقي نفسُه بيسيب الدنيا كلها ومش بيجري غير الشخص ده، لما يحس أنه قادر يتكلم معاه بدون قيود، بدون خوف، لما يشاركُه كل مخاوفه إللى مش بيشاركها مع أى حد تاني، لما سعادته وحزنه يكونوا مرتبطين بالشخص ده، والأهم من كل ده لما قلبه يكون مطمن ومش خايف، وقتها الإنسان بيتأكد أنه خلاص وقع في حب الشخص ده.
ابتسمت وقلت بهدوء:
– طيب ولو الإنسان ده جواه مخاوف كتيرر ومش عارف يتخلص منها، يعمل ايه؟
– يجرب ويواجه خوفه، الإنسان إللى بيعيش جوه سجن الخوف، الخوف بيقتله ببطء، وبيضيع عليه أجمل سنين عُمره، علشان كده الإنسان لأزم ميستسلمش لخوفه والأوهام إللى في دماغه، التجارب بتعلمنا،وبتقوينا، وبتدينا الخبرة علشان نقدر نختار صح بعد كده يا سيف، أحنا صحيح بنتوجع، بس بنتعلم وبنكون انضح وأوعىَ من قبل.
اتنفست بعمق وقُلت :
– طيب أنا محتاج أقابلكِ بكرة ضروري، ممكن؟
– أكيد مُمكن، عدي عليا وتعال نطلع.
– اتفقنا، بُكرة نتقابل.
– اوك، في انتظاركَ.
– اوك، تصبحي على خير.
– وأنت بخير.
قفلت معاها ورميت الفون جنبي على السرير، فردت جسمي على السرير وبصيت للسقف وعلى وشي إبتسامة جميلة، هما عندهم حق، يعني هيحصل إيه لو الإنسان جرب حظه من جديد؟ مش يمكن في تعويض متشال لينا، مش يمكن كل إللى فات مكنشِ من نصيبنا؟ مش جايز تكون في أيام جميلة متشالة لينا ؟ طيب ما نجرب تاني…
– فريدة.
– امم.
– فاكرة لما كنا قاعدين في الكافية؟ ووقتها قولتلك أن الشخص إللى هينول قلبكِ وهتكوني من نصيبُه هيكون محظوظ أوي؟
– اه فاكرة، حتى أنك وصيتني يومها أني مسلمشِ قلبي غير لشخص يستاهلُه ويكون شبه قلبي في كل حاجة.
أخدت نفس عميق وبصيت لها وأنا وأخد قراري النهائى:
– طيب، تسمحيلي أكون أنا الشخص المحظوظ بقلبك إللى مفيش منه ده؟
بصتلي بصدمة فأبتسمَت وكملت بحب:
– تتجوزيني يا فريدة؟

وأخيرًا 😌‌♥️⁩✨

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قلبي اختارك انت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *