رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الثاني 2 بقلم بتول عبدالرحمن
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الثاني 2 بقلم بتول عبدالرحمن
رواية استثنائيه في دائرة الرفض البارت الثاني
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الجزء الثاني

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الحلقة الثانية
تيم طلع السلم بخطواته الثابتة، وقف قدام أوضة يونس وخبط خبطتين خفاف قبل ما يفتح الباب ويدخل، بس أول ما عينه وقعت على البنت اللي واقفة جنب سرير يونس، حس كأن الدنيا لفت بيه، كور ايده بغضب ونده بصوته كله على اخته، يونس بص لفريده بأسف وهيا بصت للي واقف على الباب ومش فاهمه ماله ولا ليه اتضايق كده، يونس حاول يتدخل بسرعة، رفع إيده بإشارة تهدية وهو بيقول
“تيم، اسمعني بس—”
تيم بصله وقاطعه بتحذير
” خليك ساكت احسن، خليك ساكت”
سالي طلعت بسرعة، وقلبها بيدق بقوة، بمجرد ما شافها، ثبت نظراته عليها وقال بصوت حاد
” هاااااااا؟ ايه تبريرك المرادي؟!”
سالي وقفت قدامه، رفعت راسها بشجاعة رغم إنها حاسة بتوتر شديد وقالت
” مفيش تبرير، فريده هيا الممرضه الجديدة اللي هتكمل مع يونس”
بس كأنها زودت البنزين على النار، لأنه فجأة انفجر بغضب، ضرب الكومودينو اللي جنبه بإيده، وصوته علي أكتر وهو بيقول
” انتي ليه مصممه تخربي البيت ده؟! ايه غرضك قوليلي، عايزه ايه يا سالي هاا؟!”
يونس حاول يتكلم تاني، لكن تيم بصله بنظرة حاسمة سكتته فورًا.
فريدة كانت لسه مش مستوعبة في ايه وايه اللي بيحصل، بصّت لسالي باستغراب كأنها بتسأل بعينيها “هو في إيه؟!”
لكن سالي كانت ثابتة في مكانها، رغم كل التوتر والغضب اللي في الجو
قال بهدوء مخيف قبل ما يتحرك
” خلال ١٠ دقايق مش عايز اشوف ضلها في البيت ”
كانت هتتكلم بس سابها ومشي، قربت منها فريده وسألت باستغراب
” ايه المشكله ؟ هو يقصدني ؟!”
اتنهدت بضيق وقالتلها
” متهتميش باللي حصل، كملي شغلك ”
جت تمشي بس فريده وقفتها
” لاء معلش عايزه افهم، لو في غلط ارتكبته بالرغم من اني م……”
قاطعتها سالي
” مفيش غلط ارتكبتيه لاء، بس انا قولتلك ان تيم شخصيه صعبه شويه وخصوصا مع أي بنت يشوفها حتى لو ميعرفهاش ودي مشكله عندنا في البيت، بس لازم يتقبلوا ده، فاتفضلي شوفي شغلك ”
مشيت وسابتها محتاره تعمل ايه، هيا مش فاهمه ايه اللي حصل اصلا، قاطع شرودها صوت يونس بيناديها، لفتله وقربت منه، قالها بأسف
” انا بجد اسف على اللي تيم قاله ”
بصتله وحاولت تبتسم
” حصل خير ”
سالي راحت ورا تيم، دخلت اوضته مكانش موجود، سمعت صوت مايه جاي من الحمام فعرفت أنه جوه، قعدت تستناه لحد ما خرج، خرج وشافها قاعده مستنياه، قالها بتمنى
” ياريت تقفلي الموضوع ده نهائي يا سالي، مش كل فتره تطلعيلي بموضوع جديد وتبوظي النظام بتاع البيت ”
قامت وقفت وقربت منه وقالت بتحدي
” فريده مش هتمشي يا تيم، هتكمل مع يونس لحد ما يقدر يقوم ويمشي على رجله ومش هجيب ممرض يتابع معاه، والنظام اللي انت فاكرني ببوظه فده بسبب تفكيرك اللي اتغير ١٨٠ درجه، لكن أن بحاول اظبط النظام واخلي حياتنا حياه طبيعيه وعاديه بدل النظام اللي ماما حطته زمان وحضرتك مشيت عليه بحذافيره من ساعة ما بابا سابلك كل حاجه ”
اخد نفس طويل وحاول يداري غضبه من كلامها
” سالي، بلاش تفتحي الموضوع ده وياريت لو تمشي على نظام البيت، النظام ده عاجب الكل ومش هيتغير ”
قالت بإصرار
” هيتغير يا تيم، وده لانه مش عاجب الكل، فاكر زمان لما كنا مش طايقين حياتنا بسبب النظام الصارم اللي ماما حطته، دلوقتي بالنسبالك بقا حلو ؟ انت اتغيرت اوي وانا بجد مش عارفه ارجعك، وللاسف بالطريقه دي حياتك هتفضل مملوكه لماما وبس ”
تجاهل كلامها وقال بصرامه
” مشي البنت ومتتدخليش مره تانيه في نظام البيت، واللي مش عاجبه اكيد عارف يعمل ايه ”
سكتت شويه تحاول تتحكم في نفسها وبعدها قالت بتحدي
” فريده مش هتمشي، ولو مشيت انا كمان همشي، هاخد ابني وهروح بيتي استنى جوزي هناك، قدامك حل من اتنين يا تيم، يا نمشي انا وفريده يا نفضل انا وفريده ”
” بلاش الأسلوب ده عشان انتي عارفه أنه مش بينفع معايا ” قالها بتحذير خفي فعلت صوتها بغضب” طب اعمل ايه انا، قولتلك حل اهو، رد على الحل يا تيم، يا نمشي يا نفضل ”
” في حل تالت، اني امشي انا، وانتي براحتك بقا اعملي اللي تعمليه”
قال كلامه ودخل اوضة الدريسنج يلم حاجته فدخلت وراه وحاولت توقفه بس هو تجاهلها، مسكت دراعه تعطله عن اللي بيعمله وقالتله برجاء
” متتصرفش كده عشان خاطري، بلاش تكبر الأمور بالطريقه دي، لو بجد ليا خاطر عندك هتتجاهل اللي حصل انهارده ”
سحب دراعه وقالها
” طيب تمام، هنعمل اسكيب ليا، وماما اللي هتيجي بعد اسبوع دي هتعملي معاها ايه ؟ اكيد انتي عارفه رأيها في الموضوع ده وعارفه هتقولك ايه بالظبط”
حاول يقلدها وقال بتريقه
” البيت ده ليه نظامه من اكتر من ٢٠ سنه ومش هسمح لأي حد مهما كان أنه يلغي النظام ده… مهما كان ”
رجع لطبيعته وكمل
” مستعده تواجهيها وتعملي مشكله تانيه، انا ويونس تقبلنا نظامها ومشينا عليه ويشهد عليا ربنا اني ماشي على نظامها ده بما يرضي الله، وانتي الوحيده اللي بتحاولي تغيريه ومقتنعه انك هتقدري، بابا نفسه مش قادر يعترض على كلامها ولا يفتح بوقه، هتيجي انتي تعترضي وكمان تغيريه؟!”
اتكلمت بهدوء ممزوج برجاء
” سيبني أعمل اللي انا عايزاه ومتوقفش في وشي، ادعمني زي يونس وبس، وأنا عارفه أنك عندك مشكله زي ماما في وجود اي واحده ست قريبه من البيت أو الشركه او اي مكان عندنا، الموضوع ده عاملي عقده نفسيه ومش عارفه ايه وجه اعتراضكوا بجد، حاول تحل مشكلتك يا تيم علشان انا مش هيأس، يا تثبت انك فعلا مش بتعاني من فوبيا من المؤنثات ومعندكش تروما من تعاملهم يا اما تعترف انك مريض فعلا والمرض عمره م…..”
قاطعها بغضب
” قولتلك انا طبيعي ومعنديش اي مشكله، بس انا مش مستعد اضايق ماما في موضوع زي ده”
ربعت ايديها وقالت
” يبقى وريني دعمك ليا، ساعدنا نغير النظام اللي خنقنا ده ”
اتنهد بغضب بس استسلم لرغبتها وقال
” تمام يا سالي، براحتك”
ابتسمت وحضنته وقالت بحب
” كنت عارفه انك مش هترفضلي طلب ”
بعد عنها وقال بعتاب
” انتي عارفه اللي فيها، وبرغم كده جايه عليا جامد”
اتنهدت بضيق
” سيب الباقي عليا، وبس كده يا تيم”
خرجت من عنده فرحانه أنه مش هيقف في وشها واول حاجه عملتها راحت ليونس، دخلت بس كان نايم
سألت فريده
” هو مش كان صاحي ؟!”
ردت فريده بعمليه
” لسه واخد مسكن تقيل شويه فنام ”
هزت راسها بتفهم وجت تمشي بس فريده وقفتها بسؤالها
” هو انا غلطت في حاجه في شغلي ؟!”
لفتلها وقالت بنفي
” لاء يفريده محدش قال انك غلطتي ”
سألتها
” طب واللي حصل من شويه ده كان ايه ؟!”
بصت في ساعتها وقالت بإيجاز
” لينا قعده مع بعض يا فريده، بس دلوقتي عايزه اكلم ياسين ابني اتطمن عليه واشوفه هيرجع امتى من النادي، بكره إن شاء الله بعد ما يونس ياخد المسكن وينام هفهمك اللي محيرك، اتفقنا ؟!”
هزت راسها بموافقه وقالت
” تمام ”
عدى الوقت ببطء وحست بملل قطعه رنة فونها، ابتسامتها وسعت وردت بترحيب
” هلا باللي نزلت من غيري انهارده هلا ”
سألتها
” انا اللي قولتلك عندي شغل جديد صح ؟!”
” متدخلنيش في تفاصيل دلوقتي ”
ردت بابتسامه
” ماشي يا ستي، المهم ايه اخبار وضعك الجديد؟”
اتنهدت بملل
” ممل بطريقه اوفر، بس اكيد مريح عن شغل المستشفى بالنسبالي”
قالت بمزاح
” طول عمرك متعبه، هنعمل ايه بقا”
قبل ما ترد عليها لقت الباب بيخبط، قربت تفتح وبمجرد ما فتحت لقت حد مسكها من دراعها وبيشدها وراه، حاولت تستوعب ايه اللي بيحصل لحد ما لقته دخلها اوضته وقفل الباب، بصتله بعصبية وقالت بغضب
” ايه اللي حصل ده ؟! انت شكلك مجنون رسمي فعلا ”
تجاهل كلامها وقال بصرامه وحده
” عايزه كام ؟!”
بصتله باستغراب وهيا مش فاهمه بيتكلم عن ايه وردت
” افندم ؟!”
كرر كلامه
” عايزه كام ؟ كلامي واضح ”
سألته بعدم فهم
” مش فاهمه؟ عايز ايه يعني ؟!”
بص لعينيها مباشرةً وقال بتوضيح
” انتي جايه تشتغلي هنا عشان الفلوس صح ؟! انا دلوقتي بعرض عليكي تاخدي اي مبلغ انتي محتاجاه بس تمشي من هنا، اختاري مبلغ ايا كان هو كام وزودي الأصفار اللي تحبيها بس في المقابل تمشي من هنا ”
بصتله بصدمه وحاولت تستوعب كلامه وقالت بتلعثم ” انت…. انت؟”
كمل
” بعرض عليكي عرض عمرك ما حلمتي بيه ولا كنتي بتحلمي، بقولك اي مبلغ تحتاجيه هديهولك، وكمان من غير ما تشتغلي، مش مصدقه نفسك صح ؟!”
غمضت عينيها بغضب وجت تخرج بس مسك دراعها وقال
” هتفكري في العرض صح ؟ بس هو مش محتاج تفكير علفكره، يكفي تقولي موافقه بس ”
شدت دراعها وبصتله بغضب، دورت بعينيها على اي حاجه تخبطه بيها وبدون اي مقدمات مسكت ڤازه وحدفتها عليه بس هو تلاشاها، بصتله بغضب وقالت
” مهزق ”
خرجت بسرعه وفضلت تمشي بسرعه وحست انها تايهه في البيت الكبير ده،مشيت في الرواق الكبير وهي بتلف حوالي نفسها ومش عارفة تروح فين.
المكان فعلاً ضخم وبيتهم مختلف عن أي بيت شافته قبل كده
سمعت صوت خطوات وراها، قلبها دق بسرعة، لفت بفزع… بس لقت واحدة من الشغالات مبتسمة لها وبتسألها بهدوء
“حضرتك محتاجة حاجه؟”
ردت فريده وهي بتحاول تهدي صوتها
“كنت بدور على أوضة يونس… أنا لسه مش متعودة على المكان.”
الشغالة ابتسمت وقالت
“تعالي أوصلك”
مشيت وراها ووصلتها واستأذنت بأدب
تيم خرج من أوضته وملامحه حاده، نزل السلم بخطوات ثابته، سالي كانت واقفة بتتكلم في التليفون، ضحكتها خافتة، لكن أول ما شافته، عينيها راحت فورًا على الشنطة في إيده.
قفلت المكالمة بسرعة وقالت بقلق
“تيم؟ إيه الشنطة دي؟ رايح فين؟”
بص لها وهو بيحاول يثبت نبرته رغم الرجفة في صوته
“أنا مش قادر أكون هنا… أنا مش هقدر أواجه ماما لما تيجي وأسكت، هتحس إني خذلتها.”
سالي قربت منه، صوتها بقى أهدى لكن فيه نبرة رجاء
“بس إحنا اتفقنا يا تيم، أنت وافقت خلاص… ليه بتهرب دلوقتي؟”
هز راسه ببطء وقال
“أنا متفقتش يا سالي، انا سيبتك براحتك، بس مش هقدر ادعمك في حاجه زي دي ”
قال كلامه ومشي، انسحب بهدوء، وقفت مكانها، شايفاه وهو بيبعد، قلبها مقبوض، مش عارفة تمنعه ولا حتى تطمنه، بس المرادي لازم تاخد موقف وبجد
عند فريده، الباب خبط تاني، خافت يكون هو بس قربت وفتحت بتوتر، مكانش في حد بس لمحت ورقة صغيرة متعلقة على الباب، مكتوب فيها بخط واضح
” لو فكرتي تكملي هنا، هتشوفي أيام سوده، مش بس هتتعبك، هتخلي كل حاجة حواليكي ضدك، اعتبريها تحذير من حد عارف إزاي يحمّل الكلمة وزنها، البيت ده مش لعب، وأنا مش هسمح لأي حد يتمادى”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية استثنائيه في دائرة الرفض)